نظرة عابرة الى الصحاح الستة

نظرة عابرة الى الصحاح الستة0%

نظرة عابرة الى الصحاح الستة مؤلف:
تصنيف: دراسات
الصفحات: 561

نظرة عابرة الى الصحاح الستة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: عبد الصمد شاكر
تصنيف: الصفحات: 561
المشاهدات: 221885
تحميل: 6090

توضيحات:

نظرة عابرة الى الصحاح الستة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 561 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 221885 / تحميل: 6090
الحجم الحجم الحجم
نظرة عابرة الى الصحاح الستة

نظرة عابرة الى الصحاح الستة

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

 ( 251 ) وعن ابن عباس : صلّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الظهر والعصر جميعاً ، والمغرب والعشاء جميعاً في غير خوف ولا سفر(1) .

( 252 ) وعنه صلّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الظهر والعصر جميعاً بالمدينة في غير خوف ولا سفر... سالت ابن عباس كما سألتني فقال : اراد أن لا يحرج أحداً من اُمّته(2) .

( 253 ) وعنه : جمع بين الصلاتين في سفرة سافرها في غزوة تبوك فقلت لابن عباس : ما حمله على ذلك؟ قال : اراد أن لا يحرج أُمّته(3) .

( 254 ) وعن معاذ بن جبل : جمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة تبوك فقال : اراد أن لا يحرج اُمّته.

أقول : والروايات في ذلك كثيرة(4) .

( 255 ) وعن العقيلي قال رجل لابن عباس : الصلاة فسكت ، ثم قال : الصلاة فسكت ، ثم قال : الصلاة فسكت ، ثم قال : لا أُمّ لك أتعلمنا بالصلاة وكنّا نجمع بين الصلاتين على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وفي شرح النووي(5) : وذهب جماعة من الاَئمّة إلى جواز الجمع في الحضر للحاجة لمن لا يتخذه عادة ، وهو قول ابن سيرين واشهب من اصحاب مالك ، وحكاه الخطابي عن القفال ، والشاشي الكبير من اصحاب الشافعي عن ابن اسحاق المروزي عن جماعة من أصحاب الحديث ، واختاره ابن المنذر.

أقول : الجمع على قسمين : صوري وحقيقي ، والاول : تأخير الاَولى

__________________

(1) صحيح مسلم 5 : 215.

(2) صحيح مسلم 5 : 215.

(3) صحيح مسلم 5 : 216.

(4) انظر صحيح مسلم 5 : 215 ـ 218.

(5) صحيح مسلم 5 : 219.

١٦١

إلى آخر وقتها وتقديم الثانية في أول وقتها.

والثاني : على قسمين : جمع تقديم ، وهو أداء الثانية في وقت الاَُولى ، وجمع تأخير ، وهو أداء الثانية في وقت الاولى ، وكلاهما جائز في السفر والحضر ، للاحاديث ، وعملاً باطلاق القرآن الكريم. وبعض هذه الاحاديث نص في الجمع الحقيقي.

أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

( 256 ) عن عبد المطلب بن ربيعة ـ في حديث طويل ـ ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « انّ الصدقة لا تنبغي لآل محمّد ، انّما هي أوساخ الناس(1) .

قال النووي في شرحه على مسلم في باب تحريم الزكاة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى آله : وهم بنو هاشم وبنو المطلب دون غيرهم.

( 257 ) عن ابن عباس في جواب نجدة بن عامر الحروري : وكتبت تسألني عن ذوي القربى من هم؟ وانّا زعمنا انّا هم ، فأبى ذلك علينا قومنا(2) .

وفي سند آخر : سألت عن سهم ذي القربى الذي ذكر الله من هم؟ وانّا كنّا نرى انّ قرابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هم نحن ، فأبى ذلك علينا قومنا.

( 258 ) عن عائشة : خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله غداة وعليه مرط مرحل من شعر اسود ، فجاء الحسن بن علي فادخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء علي فادخله ، ثم قال :( انّما يُريد الله ليذهِبَ عنكُم الرجسَ ) (3) .

__________________

(1) صحيح مسلم 7 : 179 كتاب الزكاة.

(2) صحيح مسلم 12 : 193 كتاب الجهاد.

(3) صحيح مسلم 15 : 194.

١٦٢

أقول : المرط : الكساء ، والمرحل المنقوش عليه : رحال الابل.

وقيل في تفسير الرجس : الشك ، العذاب والاثم.

وعن الازهري : الرجس اسم لكلّ مستقذر من عمل.

( 259 ) عن سهل بن سعد الساعدي وسأله الناس بأي شيء دوى جرح النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان علي يجىء بترسه فيه ماء وفاطمة تغسل عن وجهه الدم ، فاخذ حصير فاحرق فحشى به جرحه(1) .

( 260 ) عن الاحنف بن قيس : ذهبت لاَنصر هذا الرجل ، فلقيني أبو بكرة فقال : اين تريد؟

قلت : أنصر هذا الرجل.

قال : ارجع فانّي سمعت رسول الله يقول : « إذا التقى المسلمان بسيفهما ، فالقاتل والمقتول في النار » فقلت يا رسول الله : هذا القاتل فما بال المقتول؟

قال : « انّه كان حريصاً على قتل صاحبه »(2) .

أقول : المراد بالرجل كما صرّحوا به هو علي ، وفي صحيح مسلم : اُريد نصر ابن عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . ولا شكّ ان مقاتليه من الفئة الباغية الداعية إلى النار كما ورد في حق اصحاب صفين ، والمورد من مصاديق قوله تعالى :( فقاتلوا التي تبغي حتّى تفيء إلى أمر الله ) ولكن هذا الرجل ـ أي عليّاً ـ لاحظّ له عند الناس.

والظاهر انّ أوّل من عبّر عنه بالرجل هي السيدة عائشة على ما مرّ واظن انّه استعمل فيه في جملة من الموارد في البخاري وغيره.

__________________

(1) صحيح البخاري رقم 240 كتاب الوضوء.

(2) صحيح البخاري رقم 31 كتاب الايمان ، انظر صحيح مسلم 18 : 20.

١٦٣

 ( 261 ) وعن سهل بن سعد : جاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيت فاطمة ، فلم يجد علياً في البيت ، فقال : « اين ابن عمك؟ ».

قالت : كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج هو في المسجد راقد.

فجاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مضطجع قد سقط ردائه عن شقه واصابه تراب ، فجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يمسحه عنه ويقول : « قم أبا تراب ، قم أبا تراب »(1)

أقول : لعلّهم افتعلوه مصداقاً لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حق فاطمة : « من اغضبها فقد اغضبني! ».

( 262 ) عن علي : انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله طرقه وفاطمة بنت النبيعليه‌السلام ليلة فقال : « ألا تصليان؟ » فقلت : يا رسول الله انفسنا بيد الله فإذا شاء ان يبعثنا بعثنا ، فانصرف حين قلنا ذلك ولم يرجع اليَّ شيئاً ثم سمعته وهو مولٍّ ، يضرب فخذه وهو يقول :( وكان الانسان أكثر شيء جدلا ) (2) .

أقول : واليك أول الآية :( ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كلّ مثل وكان الانسان ) فالمراد من الجدل هو ما يقابل قبول امثال الآيات القرآنية ، افرض انّ القصة حق لكنّ هل يصحّ أن ينقلها علي وبنوه وهي شنيعة عليهم؟ فهذه الجعليات اساءت ظن الشيعة بالبخاري وبكتابه. وأنا اظن ـ وظن الاَلمعي يقين ـ انّ المراد بكلمة فلان في رواية عبدالله بن عمرو بن العاص عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا عبدالله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل ، فترك قيام الليل » هو علي فبدله البخاري أو غيره بكلمة : فلان.

( 263 ) عن ابن عباس : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يعوّذ الحسن والحسين : « اعيذكما بكلمات الله التامة من كلّ شيطان وهامة ، ومن كلّ عين لامة » ثم يقول :

__________________

(1) صحيح البخاري رقم 430 كتاب المساجد.

(2) صحيح البخاري رقم 1075 كتاب التهجد ، صحيح مسلم 6 : 65.

١٦٤

 « كان أبوكم يعوّذ بهما اسماعيل واسحاق »(1) .

( 264 ) عن سعيد بن المسيب ، عن أبيه انّه أخبره : لمّا حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبدالله ابن اُميّة بن المغيرة قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لاَبي طالب : « يا عم قل لا اله إلاّ الله ، كلمة اشهد لك بها عند الله ».

فقال أبو جهل وعبدالله بن أُميّة : يا أبا طالب أترغب عن ملّة عبدالمطلب.

فلم يزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة حتّى قال أبوطالب اخر ما كلمهم هو علي ملّة عبد المطلب وأبى أن يقول : لا اله إلاّ الله.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أما والله لاستغفرن لك ما لم انه عنك » فانزل الله تعالى فيه :( ما كان للنبي ) الآية(2) .

أقول : هلاّ يسأل البخاري أحد انّ المسيب هل شهد وفاة أبي طالب وسمع ، ما قاله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمشركان أو انّه رأى في نومه! مع أنّ الآية في سورة البراءة ، وهي مدنية ، فقد خاب من افترى ، وعبد المطلب كان موحداً ، فلا يأبى هو ومن على ملّته من كلمة التوحيد.

وفي حديث آخر في آخره : ونزلت :( انّك لا تهدي من أحببت ) (3) .

( 265 ) عن عباس بن عبد المطلب قال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما اغنيت عن عمك ، فانّه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال : « هو في ضحضاح من نار ، ولو لا أنا لكان في الدرك الاَسفل من النار »(4) .

__________________

(1) سنن أبي داود 4 : 235 كتاب السنة ، سنن ابن ماجه رقم 3525 كتاب الطب.

(2) صحيح البخاري رقم 1294.

(3) صحيح البخاري رقم 3671.

(4) صحيح البخاري رقم 3670 كتاب فضائل الصحابة.

١٦٥

 ( 266 ) وعن أبي سعيد الخدري انه سمع النبي وذكر عنده عمه فقال : « لعلّه تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منه دماغه »(1) .

أقول : وهل يشفع النبي ـ وكذا الانبياء والملائكة ـ للكفار ، ولمن لا يرتضى منه؟!

( 267 ) عن أبي هريرة فأخذ أحدهما ـ أي الحسنان ـ تمرة فجعله في فيه ، فنظر اليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخرجها من فيه فقال : « أما علمت انّ آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله لا ياكلون الصدقة »(2) .

وفي خبر آخر : « أما شعرت انّا لا ناكل الصدقة »(3) .

وفي خبر آخر عنه : انّ الحسن بن علي اخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالفارسية : « كخ كخ أما تعرف انّا لا ناكل الصدقة »(4) .

( 268 ) عن شهاب ، عن علي بن حسين : انّ حسين بن علي رضي الله عنهما أخبره انّ علياًعليه‌السلام قال : « كانت لي شارف من نصيبي من المغنم ، وكان النبي أعطاني شارفاً من الخمس ، فلمّا اردت ان ابتني بفاطمةعليها‌السلام بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واعدت رجلاً صوّاغاً من بني قينقاع ان يرتحل معي فنأتي باذخر اردت ان ابيعه من الصواغين واستعين به في وليمة عرسي »(5) .

أقول : الشارف : الناقة المسنّة ، الصوّاغ : الذي يصوغ الحلي ،

__________________

(1) صحيح البخاري رقم 3672.

(2) صحيح البخاري رقم 1414 كتاب الزكاة.

(3) صحيح البخاري رقم 1420.

(4) صحيح البخاري رقم 2943 كتاب الخمس ، وانظر أول الجزء 18 من صحيح مسلم.

(5) صحيح البخاري رقم 1983.

١٦٦

وقينقاع : قبيلة يهودية ، والاذخر : الذي طلب عباس من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله تحللها من قوله : ( ولا يعضد شجرها ) قال : لصياغتنا ولسقف بيوتنا(1) .

( 269 ) عن أبي هريرة : فجلسصلى‌الله‌عليه‌وآله بفناء بيت فاطمة فقال : « أثمَّ لكع أثمَّ لكع » فجاء يشتد حتّى عانقه وقبّله وقال : « اللهم أحبّه وأحبّ من أحبّه »(2) .

واللكع : الصغير ، والمراد به الحسن بن علي.

( 270 ) عن زيد بن وهب عن علي : اهدى الى النبي حلّة سيراء فلبستها ، فرأيت الغضب في وجهه فشققتها بين نسائي(3) اخرجه بعد حديث اعطاء رسول الله حلّة لعمر ، فكساها عمر أخاً له بمكّة مشركاً!

( 271 ) عن ابن عمر : اتى النبي بيت فاطمة فلم يدخل عليها ، وجاء علي فذكرت له ذلك ، فذكره للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « اني رأيت على بابها ستراً موشياً » فقال : ما لي وللدنيا ، فأتاها علي فذكر ذلك لها ، فقالت : ليأمرني فيه بما شاء قال : « ترسل به إلى فلان ، أهل بيت بهم حاجة(4) .

والموشي : المنقوش والمخطط : بألوان شتى. السيراء : ذات خطوط يخالطها شيء من الحرير.

( 272 ) عن سعد : لمّا نزلت هذه الآية :( تعالوا ندعُ أبناءَنا وأبناءَكم ونساءَنا ونساءَكم ) الآية ، دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : « اللهم هؤلاء أهلي »(5) .

__________________

(1) صحيح البخاري رقم 1984.

(2) صحيح البخاري رقم 2016 ، انظر صحيح مسلم 15 : 193.

(3) صحيح البخاري رقم 2471 كتاب الهبة.

(4) صحيح البخاري رقم 2471.

(5) جامع الترمذي 3 : 32 ( صحيح الاسناد ).

١٦٧

 ( 273 ) عن أبي هريرة : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « رأيت جعفراً يطير في الجنة مع الملائكة »(1) .

( 274 ) وعن البراء ، انّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لجعفر بن أبي طالب : « أشبهت خَلقي وخُلقي ».

( 275 ) عن أبي سعيد : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ».

( 276 ) عن ابن عمر في حديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « انّ الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا »(2) .

( 277 ) عن اُسامة فقال : « هذان ابناي وابنا ابنتي ، اللّهمَّ إنّي أُحبُّهما فأَحبَّهما ، وأَحبَّ من يُحبُّهما » المصدر.

( 278 ) عن يعلي بن مرة : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « حسين مني وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسيناً ، حسين سبط من الاسباط »(3) .

( 279 ) عن انس : لم يكن أحد منهم أشبه برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من الحسن بن علي. المصدر.

( 280 ) عن انس : كنت عند ابن زياد فجيء ، برأس الحسين ، فجعل يقول بقضيب له في انفه ويقول : ما رأيت مثل هذا حُسناً.

قال : قلت : أما انّه كان من أشبههم برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

( 281 ) عن عمارة : لما جيء برأس عبيد الله بن زياد واصحابه نضّدت في المسجد في الرّحبة ، فانتهيت اليهم وهم يقولون : قد جاءت قد جاءت ،

__________________

(1) جامع الترمذي 223.

(2) المصدر ص224.

(3) المصدر 225.

١٦٨

فإذا حيّة قد جاءت تخلل الرؤوس حتّى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد فمكثت هنية ، ثم خرجت فذهبت حتى تغيّب ، ثم قالوا : قد جاءت قد جاءت ، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثاً. المصدر.

( 282 ) عن البراء في صلح الحديبية : وقال لعلي : « انت مني وأنا منك »(1) .

( 283 ) عن سهل بن سعد : قال النبي يوم خيبر : « لاُعطيَّن الراية غداً رجلاً يفتح على يديه ، يُحبُّ الله ورسوله : ويُحبُّه الله ورسوله » فبات الناس ليلتهم أيهم يعطي فغدوا كلّهم يرجون ، فقال : « أين علي؟ » فقيل : يشتكي عينه ، فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فاعطاه ، فقال : أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟ فقال : « انفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم ، والله لاِنْ يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم »(2) .

( 284 ) عن أبي عبد الرحمن ـ وكان عثمانياً ـ فقال لابن عطية ـ وكان علوياً ـ : انّي لاََعلم ما الذي جرأ صاحبك على الدماء سمعته يقول : بعثني فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما يدريك لعلّ الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فهذا الذي جرّأه »(3) .

أقول : غرض البخاري من نقل هذه المقالة انّ علياً انّما سفك دماء الناس المحاربين له في البصرة وصفين والنهروان لانّه شهد بدراً وقد سمع من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « انّ الله سبحانه رخصّ للبدريين ماشاؤا فانّه مغفور لهم ».

__________________

(1) صحيح البخاري رقم 2552.

(2) صحيح البخاري رقم 2847 كتاب الجهاد ، انظر صحيح مسلم 12 : 185.

(3) صحيح البخاري رقم 2915 كتاب الجهاد.

١٦٩

أقول : أولاً : انّ هذا الترخيص ( اعملوا ما شئتم ) مخالف للعقل والقرآن واساس التشريع الديني ، بل يتناقض مع جميع القوانين الدولية والاعراف العقلائية كما لا يخفى ، فالجملة مجعولة كسائر الجعليات. يقول القرآن لسيد البشر وخاتم المرسلين وقائد البدريين والمجاهدين :( اذاً لاَذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ) ،( انّي اخاف انْ عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) ،( عبس وتولى ان جاءه الاعمى ) ثم هل يمكن لمسلم يقرأ من القرآن( من قتل مؤمناً متعمداً ) وقرأ( من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً ) وغير ذلك ثم يتجرأ لسفك الدماء لاجل الحديث المذكور؟!!!

وثانياً انّ كلمة ( لعلّ ) في الحديث المذكور يبطل اجتهاد العثماني والبخاري.

وثالثاً : انّ هذا الاستظهار مخالف للتاريخ والسلوك الفقهي الاسلامي ، فانّ البادين بالحرب هم مخالفوا علي دونه وهم البغاة ، ولا شكّ انّ قتال البغاة جائز أو واجب ، فأي حرج على علي في ذلك ، وقد تقدّم انّ قاتل عمار فئة باغية داعية إلى النار وعمار يدعوهم إلى الجنة. فاستناد علي في حروبه هو قوله تعالى :( فقاتلوا التي تبغي حتّى تفيء إلى أمر الله ) دون جملة : ( لعلّ الله أطلع ) على انّ النبي اخبره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

( 285 ) عن علي بن حسين : انّهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي رحمة الله عليه لقيه المسور بن مخرمة فقال له : هل لك اليَّ من حاجة تأمرني بها؟

فقلت له : لا.

١٧٠

فقال له : فهل انت معطي سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فانّي اخاف ان يغلبك القوم عليه ، وايم الله لئن اعطيتنيه لا يخلص اليَّ أبداً حتّى تبلغ نفسي. انّ علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل على فاطمةعليها‌السلام ، فسمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم ، فقال : « انّ فاطمة مني وأنا اتخوّف أن تفتن في دينها ) ثم ذكر صهراً له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته ايّاه قال : « حدثني فصدقني ، ووعدني فوفّى لي ، واني لست أحرّم حلالاً ولا احلّ حراماً ، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله ابداً »(1) .

المستفاد من الرواية أُمور :

1 ـ انّ سيف رسول الله وصل من علي بن أبي طالب إلى علي بن حسين ، وفي روايات الشيعة انّ جميع سلاح رسول الله وكتبه وما وصل اليهصلى‌الله‌عليه‌وآله من آثار الانبياء عند أئمة أهل البيت ، ولم يسلّمها علي إلى بيت المال أو إلى الخليفة ، لانّه ينكر حديث : « لا نورث ما تركناه صدقة ».

2 ـ انّ أهل البيت كانوا في معرض الظلم من النظام الاموي بعد مقتل الحسين.

3 ـ انّ النبي انّما منع علياً من التزوج مخافة ان تفتن فاطمة بسبب الغيرة في دينها ، لكنّ العقل لا يقبل كون هذا الكلام من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فانّ النبي ـ وهو رحمة للعالمين ـ كيف لم يتخوّف على بنات سائر المؤمنين وجوّز تعدّد الزوجات؟ على انّ هذا التخوّف غالبي فيبطل به تشريع تعدّد الزوجات وان هو إلاّ كالرد على الله في احكامه ، ومع الغض عن كلّ هذا نحن نعلم بانّ النبي يعلم بأنّ بنته كاملة عاقلة اذهب الله عنها الرجس ، وهي

__________________

(1) صحيح البخاري رقم 2943 كتاب الخمس ، وانظر أول الجزء 18 من صحيح مسلم.

١٧١

سيدة نساء الجنة ، ولا تفتن في دينها من ألف ضرة ، على انّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد جمع بين بنت أبي بكر وعمر وبنت عدو الله اليهودي ـ حفصة وعائشة وصفية ـ ولا يبعد انّ قصة خطبة بنت أبي جهل قصة مجعولة من اجراء بني اُميّة ولا أصل لها ، أترى انّ النبي يمدح أبا العاص بن الربيع الاموي بالصدق والوفاء تعريضاً بمن هو منه بمنزلة هارون من موسى؟

تسبيح فاطمة

( 286 ) عن علي : « انّ فاطمةعليها‌السلام اشتكت ما تلقى من الرحى ممّا تطحن ، فبلغها أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اتي بسبي ، فأتته تسأله خادماً فلم توافقه فذكرت لعائشة ، فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فذكرت ذلك عائشة له ، فأتانا وقد دخلنا مضاجعنا فذهبنا لنقوم فقال : على مكانكما ، حتّى وجدت برد قدميه على صدري ، فقال : « ألا أدلكما على خير مما سألتماه ، إذا اخذتما مضاجعكما فكبّرا الله أربعاً وثلاثين ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين ، وسبحا ثلاثاً وثلاثين ، فان ذلك خير لكما ممّا سألتماه »(1) .

أقول : الشيعة يواظبون على هذه الاذكار دبر كلّ صلاة ، وهي معروفة عند عامتهم.

بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد

( 287 ) عن جبير بن مطعم قال : مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اعطيت بني المطلب وتركتنا ونحن وهم منك بمنزلة واحدة ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « انّما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد »(2) .

( 288 ) عن عقبة : صلّى أبو بكر فراى الحسن يلعب مع الصبيان

__________________

(1) صحيح البخاري رقم 2945 كتاب الخمس.

(2) صحيح البخاري رقم 2971 كتاب الخمس.

١٧٢

فحمله على عاتقه وقال : بأبي شبيه بالنبي لا شبيه لعلي.

وعلي يضحك(1) .

( 289 ) عن عائشة : أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « مرحباً بابنتي » ثم اجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسرَّ اليها حديثاً فبكت ، فقلت لها : تبكين ، ثم أسرَّ اليها حديثاً فضحكت ، فقلت : ما رأيت كاليوم فرحاً اقرب من حزن ، فسألتها عمّا قال ، فقالت : ما كنت لاَفشي سرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى قبض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسألتها فقالت : أسرَّ اليَّ انّ جبرئيل كان يعارضني القرآن كلّ سنة مرة ، وانّه عارضني العام مرتين ، ولا أراه إلاّ حضر أجلي ، وانّك أول أهل بيتي لحاقاً بي ، فبكيت ، فقال : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين ، فضحكت لذلك »(2) .

( 290 ) عن سعد : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى »(3) .

( 291 ) عن المسورة : انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « فاطمة بضعة مني ، فمن اغضبها اغضبني »(4) .

( 292 ) وعنه : « وانّ فاطمة بضعة مني ، وانّي اكره ان يسوءها »(5) .

( 293 ) عن انس : اُتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن عليعليه‌السلام فجُعِل في طست ، فَجَعل ينكت ، وقال في حسنه شيئاً ( ! ) ، فقال انس :

__________________

(1) صحيح البخاري رقم 3349 كتاب المناقب.

(2) صحيح البخاري رقم 3426 كتاب المناقب ، انظر صحيح مسلم 18 : 5 و6.

(3) صحيح البخاري رقم 3503 كتاب فضائل الصحابة ، ورواه مسلم في صحيحه وفيه : إلاّ انّه لا نبي بعدي.

(4) صحيح البخاري رقم 3510 كتاب فضائل الصحابة.

(5) صحيح البخاري رقم 3523.

١٧٣

كان اُشبههم برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان مخضوباً بالوسمة(1) .

( 294 ) وعن ابن عمر : أهل العراق يسألون عن الذباب ، وقد قتلوا ابن ابنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال النبي : « هما ريحانتاي من الدنيا »(2) .

( 295 ) عن البراء : رأيت النبي والحسن بن علي على عاتقه ، يقول : « اللهم انّي احبّه فاحبّه ».

( 296 ) عن علي :« أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة»(3) .

أقول : فويل لمخالفيه يوم القيامة.

( 297 ) عن قيس بن عباد : سمعت أبا ذر يقسم قسماً انّ هذه الآية :( هذان خصمان اختصموا في ربّهم ) نزلت في الذين برزوا يوم بدر : حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة(4) .

( 298 ) عن زيد بن ارقم : قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكّة والمدينة فحمد الله وانثى عليه ووعظ وذكر ثم قال : « أما بعد ، ألا أيّها الناس فانّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فاجيب ، وأنا تاركُ فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذو بكتاب الله واستمسكوا به » فحث على كتاب الله ورغبّ فيه ثم قال : « وأهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي ».

فقال له حصين : ومن اهل بيته يا زيد ، أليس نساؤه من أهل بيته.

__________________

(1) صحيح البخاري رقم 3538 كتاب فضائل الصحابة.

(2) صحيح البخاري رقم 3543.

(3) صحيح البخاري رقم 3747 كتاب المغازي.

(4) صحيح البخاري رقم 3751 ، وانظر آخر صحيح مسلم.

١٧٤

قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.

قال : ومن هم؟

قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس.

قال : كل هؤلاء حرم الصدقة؟

قال : نعم(1) .

( 299 ) عن المسور بن مخرمة : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « انّما فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها »(2) .

وفي رواية أُخرى : « فانّما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ، ويوذيني ما آذاها ».

وفي شرح النووي : قال العلماء في هذا الحديث تحريم أيذاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بكلّ حال وعلى كلّ وجه ، وان تولد ذلك الايذاء ممّا كان اصله مباحاً وهو حي.

( 300 ) عن بريد : خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاقبل الحسن والحسين عليهما قميصان احمران يعثران ويقومان ، فنزل فأخذهما فصعد بهما ( المنبر ) ، ثم قال : « صدق الله( انّما أموالكم وأولادكم فتنة ) رايت هذين فلم اصبر » فأخذ في الخطبة(3) .

( 301 ) فقال لنا : « انّ هذه الصدقة انّما هي أوساخ الناس ، وانّها لا تحل لمحمد ولا لآل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

( 302 ) عن بريدة : انّ رسول الله عقّ عن الحسن والحسين(4) .

__________________

(1) صحيح مسلم 15 : 179 و180.

(2) صحيح مسلم 8 : 3.

(3) سنن أبي داود 1 : 289.

(4) سنن النسائي 7 : 164.

١٧٥

 ( 303 ) وعن ابن عباس : عقّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الحسن والحسين رضي الله عنهما بكبشين كبشين(1) .

( 304 ) عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلن اسبه ، لان تكون لي واحدة منهنّ أحب اليَّ من حمر النعم ، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول له ـ خلّفه في بعض مغازيه ـ « أما ترضى ان تكون مني بمنزله هارون من موسى ، إلاّ انّه لا نبوة بعدي » ، وسمعته يوم خيبر : « لاَعطين الراية رجلاً يُحبّ الله ورسوله ، ويُحبّه الله ورسوله » ، ولما نزلت هذه الآية :( فقل تعالوا ندعُ ابناءنا وابناءكم ) دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : « اللهم هؤلاء أهلي »(2) .

أقول : وفي رواية أبي هريرة : ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال يوم خيبر : « يفتح الله على يديه ».

قال عمر بن الخطاب : ما احببت الامارة إلاّ يومئذ ، فتساورت لها رجاء أن اُدعى.

( 305 ) عن انس : بعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ببراءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال : « لا ينبغي لاَحد أن يبلّغ هذا إلاّ رجل من اهلي » فدعا علياً فاعطاه ايّاها(3) .

( 306 ) عن ابن عباس : بعث النبي أبا بكر وأمره أن ينادي بهذه الكلمات ، ثم اتبعه علياً فإذا علي ، فدفع اليه كتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وامر علياً أن ينادي بهؤلاء الكلمات.

__________________

(1) سنن النسائي 7 : 166.

(2) صحيح مسلم 15 : 176 ولاحظ ص3 : 214 جامع الترمذي.

(3) جامع الترمذي 3 : 55.

١٧٦

فانطلقا فحجّا ، فقام علي أيام التشريق فنادى : « ذمة الله ورسوله بريئة من كلّ مشرك ، فسيحوا في الارض أربعة أشهر ، ولا يحجنّ بعد العام مشرك ، ولا يطوفن بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلاّ مؤمن » وكان علي ينادي ، فإذا عيي قام أبو بكر فنادي بها(1) .

( 307 ) عن علي : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انّه لعهد النبي الاَُمّيصلى‌الله‌عليه‌وآله اليَّ : أن لا يحبني إلاّ مؤمن ، ولا يبغضني إلاّ منافق »(2) .

( 308 ) عن علي : تقدّم عتبة بن ربيعة وتبعه ابنه واخوه ، فنادى : من يبارز ، فانتدب له شباب من الانصار فقال : من انتم ، فاخبروه ، فقال : لا حاجة لنا فيكم ، انّما اردنا بني عمّنا.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « قم يا حمزة ، قم يا علي ، قم يا عبيدة بن الحرث » فاقبل حمزة إلى عتبة ، واقبلت إلى شيبة ، واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان ، فاثخن كلّ واحد صاحبه ، ثم ملنا على الوليد فقتلناه ، واحتملنا عبيدة(3) .

( 309 ) عائشة بعثت زينب في فداء أبي العاص بمال ، وبعثت فيه بقلادة لها كانت عند خديجة ادخلتها بها على أبي العاص ، فلما رآها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رقّ لها رقّة شديدة وقال : « ان رأيتم أن تطلقوا لها اسرها ، وتردوا عليها الذي لها » فقالوا نعم وبعث رسول الله زيد بن حارثة ورجلاً من الانصار ، فقال : « كونا ببطن ياجج حتّى تمرّ بكما زينب ، فتصحبا بها حتّى تأتيا بها »(4) .

( 310 ) عن ابن أعبُد : قال لي علي رضي الله عنه : ألا احدثك عني وعن فاطمة

__________________

(1) المصدر ص55.

(2) صحيح مسلم 1 : 64.

(3) سنن أبي داود 3 : 53 كتاب الجهاد.

(4) سنن أبي داود 3 : 62.

١٧٧

بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانت من احب أهله اليه؟

قلت : بلى.

قال : انّها جرّت بالرحى حتّى أثّر في يدها ، واستقت بالقربة حتّى أثّر في نحرها ، وكنست البيت حتّى اغبرت ثيابها. فاتي النبي خدم ، فقلت : لو أتيت أباك فسألتيه خادماً فإذا اخذت مضجعك فسبحي ثلاثاً وثلاثين ، واحمدي ثلاثاً وثلاثين ، وكبري أربع وثلاثين ، فتلك مائة ، فهي خير لك من خادم.

قالت : رضيت عن الله عزّ وجلّ وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (1) .

( 311 ) عن سفينة : فقالت فاطمة : لو دعونا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأكل معنا ، فدعوه ، فجاء فوضع يده على عضادتي الباب فقلت : يا رسول الله ما ردّك؟ فقال : « انّه ليس لي أو لنبي أن يدخل بيتاً مزوقاً »(2) .

ادبهصلى‌الله‌عليه‌وآله

( 312 ) عن عمرو : ما رئي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل متكئاً قط ولا يطأ عقبه رجلان(3) .

انّهصلى‌الله‌عليه‌وآله مضى مسموماً

( 313 ) عن ابن مسعود : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يعجبه الذراع ، قال : وسمّ في الذراع ، وكان يدري انّ اليهود هم سمّوه(4) .

( 314 ) عن حنش ، عن عليعليه‌السلام قال : بعثني رسول الله إلى اليمن قاضياً ، فقلت : يا رسول الله ترسلني وأنا حديث السن ولا علم لي

__________________

(1) سنن أبي داود 3 : 150 كتاب الخراج.

(2) سنن أبي داود 3 : 343 كتاب الاَطعمة.

(3) المصدر 3 : 347.

(4) المصدر 3 : 349.

١٧٨

بالقضاء ، فقال : « انّ الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك » فما زلت قاضياً أو ما شككت في قضاء بعد(1) .

( 315 ) عن علي قال : كان لي من رسول الله مدخلان ، مدخل بالليل ، ومدخل بالنهار ، فكنت إذا اتيته وهو يصلّي يتنحنح لي(2) .

( 316 ) وعن ابن عباس : انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عقّ عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً(3) .

( 317 ) عن انس : انّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله اتى فاطمة بعبد قد وهبه لها وعلى فاطمة رضي الله عنها ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها ، وإذا غطّت رجليها لم يبلغ رأسها(4) .

( 318 ) عن ابن عمر : انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اتى فاطمة رضي الله عنها فوجد على بابها ستراً فلم يدخل ، قال : وقلمّا كان يدخل إلاّ بدأ بها فجاء علي رضي الله عنه فرآها مهتمة فقال : مالك؟

قالت : جاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله اليَّ فلم يدخل ، فأتاه علي فقال يا رسول الله انّ فاطمة اشتد عليها انّك جئتها فلم تدخل عليها.

قال : « وما أنا والدنيا ، وما أنا والرقم ».

فذهب إلى فاطمة فأخبرها بقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالت : قل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يأمرني بها؟

قال : قل لها : « فلترسل إلى بني فلان »(5) .

__________________

(1) المصدر 3 : 300.

(2) سنن ابن ماجه رقم 3708 كتاب الادب.

(3) المصدر ص106.

(4) سنن أبي داود 4 : 61.

(5) سنن أبي داود 4 : 70.

١٧٩

النهي عن البكاء بعد الثلاثة

( 319 ) عن عبدالله بن جعفر : انّ النبي أمهل آل جعفر ثلاثاً ان يأتيهم ، ثم أتاهم فقال : « لا تبكوا على أخي بعد اليوم »(1) .

أقول : يفهم منه أن ما نقله مسلم عن عائشة بخلاف ذلك ضعيف.

حبّهصلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة

( 320 ) عن ثوبان : كان رسول الله إذا سافر كان آخر عهده بانسان من أهله فاطمة ، واول من يدخل عليها اذا قدم فاطمة ، فقدم من غزاة وقد علقت مسحاً أو ستراً على بابها وحلّت الحسن والحسين قلبين من فضة ، فقدم فلم يدخل ، فظنت أن ما منعه أن يدخل ما رأى ، فهتكت الستر ، وفككت القلبين عن الصبيين ، وقطعته بينهما ، فانطلقا الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهما يبكيان ، فأخذه منهما وقال : « يا ثوبان اذهب بهذا الى آل فلان ـ أهل بيت بالمدينة ـ انّ هؤلاء أهل بيتي أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا »(2) .

( 321 ) عن أبي رافع : رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اذّن في اُذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة(3) .

( 322 ) عن عائشة : ما رأيت أحداً كان أشبه سمتاً وهدياً ودلاً ( حديثاً وكلاماً ) برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من فاطمة كرّم الله وجهها. كانت إذا دخلت عليه قام اليها فأخذ بيدها وقبّلها واجلسها في مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت اليه فاخذت بيده فقبّلته واجلسته في مجلسها(4) ، أقول وهذه مرتبة

__________________

(1) سنن أبي داود 4 : 81.

(2) سنن أبي داود 4 : 85 كتاب الترجل.

(3) سنن أبي داود 4 : 330 كتاب الادب.

(4) سنن أبي داود 4 : 357 كتاب الادب.

١٨٠