• البداية
  • السابق
  • 47 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 9472 / تحميل: 3773
الحجم الحجم الحجم
البخاري و صحيحه

البخاري و صحيحه

مؤلف:
الناشر: محفوظة للمركز
العربية

وهذا ما نلاحظه أيضاً في الرواية التي تقول:

١ـ حَدَثَني إبْراهِيْمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْح، حَدَثَني أبي، عَنْ هِلالِ بْنِ عَلي مِنْ بَني عامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عَنْ عَطاءِ بْنِ يَسار، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضي الله عَنْهُ، عَنْ الْنبي(صلى الله عليه وسلم) قالَ: «مَنْ قالَ أنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتّى فَقَدْ كَذَبَ»(١) .

وكذا قوله:

٢ـ حَدَّثَنا يَحيى بنُ بُكَيرِ، عَن اللَيثِ، عَن عَبدِالعَزيزِ بنِ أبي سَلمَةَ، عَن عَبْدِاللهِ بنِ الفَضلِ، عَنِ اْلاعرَجِ، عَن أبي هُرَيرَة قالَ: بَيْنَما يَهُوديٌّ يَعرِضُ سلعَتَهُ أُعطيَ بِها شيئاً كَرهَهُ، فَقالَ: لا وَالذي اصْطَفى مُوسى عَلَى البَشَر فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِن الانْصارِ فَقامَ فَلَطَمَ وَجْهَهُ، وَقالَ: تَقُولُ وَالذي اصْطَفى مُوسى عَلَى البَشَرِ وَالنَّبىّ(صلى الله عليه وسلم) بَينَ أظْهُرِنا!

فَذَهَبَ إلَيهِ فَقالَ: يا أبَا القاسِم! إنّ لي ذِمَّةً وَعَهداً فَما بالُ فُلان لَطَمَ وَجهي؟!

فَقالَ: «لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ»؟ فَذَكَرَهُ، فَغَضِبَ النَّبىُّ(صلى الله عليه وسلم) حَتّى رُؤىَ في وَجْهِهِ ثُمَّ قالَ: «لا تُفَضِّلوا بَيْنَ أنْبِياءَ اللهِ; فَانّهُ يُنْفَخُ في الصُّورِ فَيَصْعَقُ

____________________

(١) صحيح البخاري ٦: ٣١، كتاب التفسير، سورة الصافات، و ٤: ١٢٥ كتاب الانبياء، باب قول الله: (وَكَلَّم اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً) ٤: ١٣٢، باب: إنَّ يونسَ لَمِنَ المُرسَلِين.

٤١

مَنْ فِي السَّمواتِ وَ مَنْ فِي اْلارْضِ إلاّ مَنْ شاءَ اللهِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ اْلاُخرى فَأكُونُ أوّلَ مَنْ بُعِثَ، فَإذا مُوسى آخِذٌ بِالعَرشِ!

فَلا أدري أحُوسِبَ بِصَعقَتِةِ يَومَ الطُّورِ؟ أمْ بُعِثَ قَبْلي؟! وَلا أقُولُ إنّ أحَداً أفْضَلُ مِن يُونُسَ بْنِ مَتّى»(١) !!

٣ـ وفي رواية «كتاب الرقاق»:... فَقالَ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله وسلم) «: لا تُخَيِّروني عَلَى مُوسى; فَانَّ النّاسَ يُصْعَقُونَ يَومَ القِيامَةِ...الخ»(٢) .

٤ـ وروى في أكثر من سبعة موارد، قوله: «لا يَنْبَغي لِعَبْد أنْ يَقُولَ: أنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتّى».

٥ـ وفي كتاب «الخصومات»...فَقالَ: «لا تُخَيِّروا بَيْنَ الانْبِياءِ، فَإنَّ النّاس يُصعَقُونَ يَومَ القِيامَةِ...الخ»(٣) .

وفي الشروح على هذه الرواية وفي تأويلها تكلم المحب والمبغض، فلم يقدر أحدٌ منهم أن يدافع عنه في ذلك، وإنّهم قد ابتلوا

____________________

(١) صحيح البخاري ٤: ١٣٣، كتاب الانبياء، و ٣: ٨٨ ـ ٨٩، كتاب الخصومات، مكرراً و٧: ١٩٣، كتاب الرقاق، باب: نفخ الصور، ط باموق استانبول.

(٢) صحيح البخاري ٧: ١٩٣، كتاب الرقاق، باب: نفخ الصور.

(٣) صحيح البخاري ٣: ٨٨-٨٩ كتاب الخصومات، باب: مايذكر في الاشخاص والخصومة بين المسلم واليهود و٤: ١٣١ باب: وفاة موسى.

٤٢

بالمغالطات البيِّنة الواضحة ; حتّى لقد سلك بعضهم سبيل من لا يدافع عنه، فصرَّح بالبطلان!

اعترف الحافظ ابن حجر بأنّها تدل على فضيلة موسى على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقال: «فإن كان أفاق قبله فهي فضيلة ظاهرة، وإن كان ممَّن استثنى الله فلم يصعق فهي فضيلة أيضاً...»(١) !

ولا شبهة لمسلم في أنّ النبي الخاتم(صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل الانبياء وأشرفهم في الدنيا والاخرة، وشريعته خاتمة الشرائع وناسختها; وان هذا وامثاله يشكل احراجاً شديداً لمن يعتقد بصحة البخاري، وهذا ما دفع بالنهاية ابن حجر في «فتح الباري» إلى الاعلان عن هذه الرواية تؤكد أفضلية النبي موسى(عليه السلام)على سيدنا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو خلاف الاجماع الذي تؤكده جميع الفرق الاسلامية..

وهناك أيضاً رواية المعراج.

وقد أثارت الرواية جدلاً لدى شارحي البخاري، لان قبولها يعني تأكيد أعلمية موسى(عليه السلام) من نبينا(صلى الله عليه وآله وسلم) بأمته، وهي تصرح ذلك علناً في قول موسى: أنا أعلم بالناس منك(٢) !!

____________________

(١) فتح الباري، ٦: ٣٤٦، كتاب الانبياء.

(٢) صحيح البخاري كتاب بدء الخلق رقم ٢٩٦٨، والرواية قد ذكرت أيضاً في الصلاة بالرقم ٣٣٦ وفي الانبياء بالرقم ٣٠٩٤، ولكن ليس فيهما لفظة «انا أعلم بالناس منك». فراجع كتابنا «الامام البخاري وصحيحه الجامع المختصر».

٤٣

وهناك قضايا أخرى من هذا القبيل يعجّ بها صحيح البخاري، ويتطلّب التطرق اليها وقتاً طويلاً وسلسلة من اللقاءات المنظمة والمسندة بالوثائق المؤيدة ان شاء الله.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

* * *

ملحق البحث(١) :

استخدام البخاري عبارة «بعض الناس» في كتابه:

العبارة تكررت «٢٧» مرّة في باب الزكاة «في الركاز» يعني دفينة الجاهلية، وفي البيع والاكراه والنكاح والشفعة والهبة، وأربعة عشر مرّة في باب الحيل وحده.

التمييز بين ما كتبه البخاري في صحيحه وما أضافه تلامذته:

____________________

(١) يعقب المركز ندواته العقائدية بالاجابة على الاسئلة، وتتميماً للفائدة نذكر في هذا الملحق الاجابة على بعض الاسئلة مع الاختصار وحذف الاسئلة والاكتفاء بوضع عنوان لكل سؤال.

٤٤

لا توجد حدود واضحة للتمييز، ولكنهم يقولون إنها موارد كثيرة، لان المبيضات في الاصل كانت كثيرة، لان البخاري نفسه لم يوردها تحت العناوين التي ثبتها(١) واكتفى بترجمة العنوان، وما يزال بعض العناوين هكذا.

المعيار في اعتبار بعض الروايات مجرّد تعليقات:

التعليقات في الحقيقة روايات تفتقد الى السند أو المنقطعة السند، وهي تشتمل على ألف وثلاثمائة وواحد وأربعون حديث، وهي نسبة تصل مع الشواهد والمكررات إلى نصف الكتاب تقريباً، وبهذا يصبح صحيح البخاري مستحلاً على أربعة آلاف حديث كما ذكر في كتب الحديث(٢) .

____________________

(١) وكتب في ذلك الاسكندراني المتوفى ٦٨٣هـ كتاب «المتواري في تراجم البخاري» وبدأه بطرح الاشكالات على البخاري، فعدَّ من المستشكلين عليه أبا الوليد الباجي شارح الموطَّآت، فقال: «وبلغني عن الامام أبي الوليد الباجي أنَّه كان يقول: «يسلم للبخاري في علم الحديث، ولا يسلم في علم الفقه»، ويعلَّل ذلك بأَنّ أدلته عن تراجمه متقاطعة، ويحمل الامر على قصور في فكرته وتجاوز عن حدّ فطرته. وربما يجدون الترجمة ومعها حديث يتكلف في مطابقته لها جداً ويجدون في غيرها حديثاً هو أولى بالمطابقة وأجدى، فيحملون الامر على أَنَّه كان يضع الترجمة ويفكر في حديث يطابقها، فلا يعن له ذكر الجلي فيعدل إلى الخفي، إلى غير ذلك من التقادير التي فرضوها في التراجم التي انتقدوها فاعترضوها.

(٢) قال النووي في التقريب: وجملة ما في البخاري سبعة آلاف ومائتنان وخمسة وسبعون حديثاً بالمكررة، وبحذف المكررة: أربعة آلاف.

متن التقريب من تدريب الراوي ١: ٧٨.

٤٥

قيمة تعليقات البخاري:

لا تعتبر تعليقات البخاري جزءاً من صحاح الاحاديث، وقد ألفت في هذا عدّة كتب بحثت في تعليقات البخاري، ففي حديث «المعازف» مثلاً ردّاً على ابن حزم الاندلسي بحث تفصيلي في عدم حجية تعليقات البخاري(١) ، وكذا في موارد أخرى.

طريقة البخاري في تثبيت العناوين:

يقال إن البخاري لدى بدئه تصنيف الكتاب أورد أولاً التراجم، يعني العناوين، ثم إذا وجد رواية ثبتها تحت عنوانها، وإذا لم يجد آية أو رواية تناسب تلك العناوين يتركها.

ولذا نجد في بعض الموارد عناوين دون روايات، وهناك كتب خاصّة ألَّفت عن تراجم البخاري منها: «المتواري على تراجم أبواب البخاري»، صنفه أحمد بن محمد الاسكندراني المعروف بابن المنير المتوفى سنة ٦٨٣هـ، حيث نشاهد بوضوح موارد متعددة لا نجد فيها أية رابطة بين العنوان والروايات الواردة في ذيله.

____________________

(١) الكاشف في تصحيح رواية البخاري لحديث تحريم المعازف، الحلبي الاثري ط إحساء دار ابن الجوزي ١٤١٠هـ.

٤٦

الفهرس

مقدّمة المركز : ٦

تمهيـد:٨

القسم الاول: صحيح البخاري ١٢

القسم الثاني: شخصية البخاري ٢٣

القسم الثالث: معارضة البخاري لفقه أبي حنيفة٢٥

القسم الرابع: دراسة تاريخ أهل الحديث في القرون الثلاثة٣٨

القسم الخامس: الاسرائيليات في صحيح البخاري ٤٠

ملحق البحث:٤٤

٤٧