كمال الدين وتمام النعمة

كمال الدين وتمام النعمة0%

كمال الدين وتمام النعمة مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 686

كمال الدين وتمام النعمة

مؤلف: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (الشيخ الصدوق)
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف:

الصفحات: 686
المشاهدات: 125040
تحميل: 5951


توضيحات:

كمال الدين وتمام النعمة المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 686 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 125040 / تحميل: 5951
الحجم الحجم الحجم
كمال الدين وتمام النعمة

كمال الدين وتمام النعمة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

فانهارت إلى القرار، وخرَّ الصاعد من العرش مغشيّاً عليه، فتغيّرت ألوان الاساقفة، وارتعدت فرائصهم، فقال كبيرهم لجدِّي: أيّها الملك أعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدّالّة على زوال هذا الدِّين المسيحي والمذهب الملكاني(١) ، فتطيّر جدِّي من ذلك تطيّراً شديداً، وقال للاساقفة: أقيموا هذه الاعمدة، وارفعوا الصلبان، واحضروا أخا هذا المدبّر العاثر(٢) المنكوس جدّه لا زوِّج منه هذه الصبيّة فيدفع نحوسه عنكم بسعوده، فلمّا فعلوا ذلك حدث على الثاني ما حدث على الاوَّل، وتفرَّق النّاس وقام جدِّي قيصر مغتمّاً ودخل قصره وارخيت الستور فأريت في تلك الليلة كان المسيح والشمعون وعدَّة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدِّي ونصبوا فيه منبرا يباري السّماء علوا(٣) وارتفاعا في الموضع الّذي كان جدي نصب فيه عرشه، فدخل عليهم محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع فتية وعدة من بنيه فيقوم إليه المسيح فيعتنقه فيقول: يا روح الله إنّي جئتك خاطباً من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا، وأومأ بيده إلى أبي محمّد صاحب هذا الكتاب، فنظر المسيح إلى شمعون فقال له: قد أتاك الشرف فصل رحمك برحم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: قد فعلت، فصعد ذلك المنبر وخطب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وزوَّجني وشهد المسيحعليه‌السلام وشهد بنوا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والحواريون، فلمّا استيقظت من نومي أشفقت أن أقص هذه الرُّؤيا على أبي وجدي مخافة القتل، فكنت أسرُّها في نفسي ولا أبديها لهم، وضرب صدري بمحبّة أبي محمّد حتّى امتنعت من الطعام والشراب وضعفت نفسي ودقَّ شخصي ومرضت مرضاً شديداً فما بقي من مدائن الرُّوم طبيب إلّا أحضره جدِّي وسأله عن دوائي فلمّا برح به اليأس(٤) قال: يا قرة عيني فهل تخطر ببالك شهوة فازودكها في هذه الدنيا؟ فقلت: يا جدِّي أرى أبواب الفرج عليّ مغلقة فلو كشفت العذاب

____________

(١) الملكانية أصحاب ملكا الّذي ظهر بالروم واستولى عليها. ومعظم الروم ملكانية قالوا: أنَّ الكلمة اتحدت بجسد المسيح (الملل والنحل).

(٢) في بعض النسخ « العابر » وفي البحار نقلا عن غيبة الشيخ « العاهر ».

(٣) يبارى السّماء: أي يعارضها.

(٤) برح به الامر تبريحا: جهده وأضرّ به.

٤٢١

عمّن في سجنك من اُسارى المسلمين وفككت عنهم الأغلال وتصدقت عليهم ومننتهم بالخلاص لرجوت أن يهب المسيح وامه لى عافية وشفاء، فلمّا فعل ذلك جدي تجلدت في إظهار الصحة في بدني وتناولت يسيراً من الطعام فسَّر بذلك جدِّي وأقبل على إكرام الاُسارى إعزازهم، فرأيت أيضاً بعد أربع ليال كأنَّ سيّدة النساء قد زارتني ومعها مريم بنت عمران وألف وصيفة من وصائف الجنان فتقول لي مريم: هذه سيّدة النساء أمّ زوجك أبي محمّدعليه‌السلام ، فأتعلّق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمّد من زيارتي، فقالت ليٌّ سيّدة النساءعليها‌السلام : إنَّ ابني أبا محمّد لا يزورك وأنت مشركة بالله وعلى مذهب النصارى(١) وهذه اختي مريم تبرَّأ إلى تعالى من دينك فإنَّ ملت إلى رضا الله عزَّ وجلَّ ورضا المسيح ومريم عنك وزيارة أبي محمّد أياك فتقولي: أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنَّ - أبي - محمداً رسول الله، فلمّا تتكلّمت بهذه الكلمة ضمّتني سيّدة النساء إلى صدرها فطيبت لي نفسي، وقالت: الان توقّعي زيارة أبي محمّد إيّاك فإنّي منفذه إليك، فانتبهت وأنا أقول: واشوقاه إلى لقاء أبي محمّد، فلمّا كانت اللّيلة القابلة جاءني أبو محمّدعليه‌السلام في منامي فرأيته كأني أقول له: جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبّك؟ قال: ما كان تأخيري عنك إلّا لشركك وإذ قد أسلمت فإني زائرك في كلّ ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان، فما قطع عنّي زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية.

قال بشر: فقلت لها: وكيف وقعت في الاسر(٢) فقالت: أخبرني أبو محمّد ليلة من الليالي أن جدَّك سيسرب(٣) جيوشاً إلى قتال المسلمين يوم كذا، ثمَّ يتبعهم فعليك باللّحاق بهم متنكرة في زي الخدم مع عدة من الوصائف من طريق كذا، ففعلت فوقعت علينا طلائع المسلمين حتّى كان من أمري ما رأيت وما شاهدت وما شعر أحد [ بي ] بأنّي ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية سواك، وذلك باطلاعي إيّاك عليه، ولقد سألني الشيخ الّذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت: نرجس، فقال:

__________________

(١) كذا في البحار وفي جميع النسخ « على دين مذهب النصارى ».

(٢) في بعض النسخ « وكيف صرت في الاسارى ».

(٣) أي سيرسل. وفي البحار عن الغيبة « سيسر ».

٤٢٢

اسم الجواري، فقلت: العجب إنّك روميّة ولسانك عربيٌّ؟ قالت: بلغ من ولوع جدّي وحمله إيّاي على تعلم الاداب أن أو عز(١) إلى إمرأة ترجمان له في الاختلاف إلي، فكانت تقصدني صباحاً ومساءً وتفيدني العربيّة حتّى استمرَّ عليها لساني واستقام.

قال بشر: فلمّا انكفأت بها إلى سرَّ من رأى(٢) دخلت على مولانا أبي الحسن العسكريَّعليه‌السلام فقال لها: كيف أراك الله عزَّ الاسلام وذلَّ النصرانيّة، وشرف أهل بيت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قالت: كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به منّي؟ قال: فإنّي اريد(٣) أن اكرمك فأيّما أحب إليك عشرة آلاف درهم؟ أم بشرى لك فيها شرف الأبد؟ قالت: بل البشرى(٤) ، قالعليه‌السلام : فأبشري بولد يملك الدُّنيا شرقاً وغرباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، قالت: ممّن؟ قالعليه‌السلام : ممّن خطبك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له من ليلة كذا من شهر كذا من سنّة كذا بالرُّوميّة، قالت: من المسيح ووصيّه؟ قال: فممَّن زوَّجك المسيح ووصيّه، قالت: من ابنك أبي محمّد؟ قال: فهل تعرفينه؟ قالت: وهل خلوت ليلة من زيارته إيّاي منذ الليلة الّتي أسلمت فيها على يد سيّدة النساء أمّه.

فقال أبو الحسنعليه‌السلام : يا كافور ادع لي اُختي حكيمة، فلمّا دخلت عليه قالعليه‌السلام لها: هاهيه فاعتنقتها طويلاً وسرت بها كثيراً، فقال لها مولانا: يا بنت رسول الله أخرجيها إلى منزلك وعلّميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمّد وأمِّ القائمعليه‌السلام (٥) .

__________________

(١) أو عز إليه في كذا: تقدمه.

(٢) انكفأت أي رجعت.

(٣) في بعض النسخ « أحب ».

(٤) في بعض النسخ « قال: بل الشرف ».

(٥) سيأتي ص ٤٢٧ ما ينافيه في الجملة: ونقلنا هناك في عدم التنافي كلاما.

٤٢٣

٤٢

( باب )

* (ماروى في ميلاد القائم صاحب الزَّمان حجّة الله ابن الحسن بن) *

* (عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي) *

* (ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم) *

١ - حدَّثنا محمّد بن الحسن بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: حدَّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن رزق الله(١) قال: حدّثني موسى بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: حدثتني حكيمة بنت محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قالت: بعث إليَّ أبو محمّد الحسن بن عليّعليهما‌السلام فقال: يا عمة اجعلي إفطارك [ هذه ] اللّيلة عندنا فإنّها ليلة النصف من شعبان فإنَّ الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجّة وهو حجّته في أرضه، قالت: فقلت له: ومن امّه؟ قال لي: نرجس، قلت له: جعلني الله فداك ما بها أثر، فقال: هو ما أقول لك، قالت: فجئت، فلمّا سلّمت وجلست جاءت تنزع خفّي وقالت لي: يا سيّدني [ وسيدة أهلي ] كيف أمسيت؟ فقلت: بل أنت سيّدتي وسيّدة أهلي، قالت: فأنكرت قولي وقالت: ما هذا يا عمة؟ قالت: فقلت لها: يا بنيّة أنَّ الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيّداً في الدُّنيا والاخرة قالت: فخجلت واستحيت.

فلمّا أن فرغت من صلاة العشاء الاخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت، فلمّا أن كان في جوف اللّيل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثمَّ جلست معقبة، ثمَّ اضطجعت ثمّ انتبهت فزعة وهي راقدة، ثمَّ قامت فصلت ونامت.

__________________

(١) كذا في النسخ المصححة ولم أجده، وفي بعض النسخ « الحسين بن عبيد الله » وهو السعدي يرمي بالغلو وقال النجاشي: له كتب صحيحة الحديث. وأمّا موسى بن محمّد فمهمل ولم أجده إلّا في عمدة الطالب في عقب القاسم حمزة بن موسىعليه‌السلام .

٤٢٤

قالت حكيمة: وخرجت أتفقّد الفجر فإذا أنا بالفجر الاوَّل كذنب السرحان وهي نائمة فدخلني الشكوك، فصاح بي أبو محمّدعليه‌السلام من المجلس فقال: لا تعجلي يا عمّة فهاك الامر قد قرب، قالت: فجلست وقرأت الم السجدة ويس، فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت: اسم الله عليك، ثمّ قلت لها: أتحسينَّ شيئاً؟ قالت: نعم يا عمة، فقلت لها: اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك، قالت: فأخذتني فترة وأخذتها فترة فانتبهت بحسِّ سيّدي فكشفت الثوب عنه فإذا أنا بهعليه‌السلام ساجداً يتلقّى الأرض بمساجده فضممته إليَّ فإذا أنا به نظيفٌ متنظفٌ فصاح بي أبو محمّدعليه‌السلام هلمي إليَّ ابني يا عمّة فجئت به إليه فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره ثمَّ أدلى لسانه في فيه وأمَّر يده على عينيه وسمعه ومفاصله، ثمّ قال: تكلّم يا بني فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمّداً رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ صلى على أمير المؤمنين وعلى الائمّةعليهم‌السلام إلى أن وقف على أبيه، ثمّ أحجم(١) .

ثمَّ قال أبو محمّدعليه‌السلام : يا عمة اذهبي به إلى امّه ليسلم عليها وائتني به، فذهبت به فسلّم عليها ورددته فوضعته في المجلس ثمَّ قال: يا عمّة إذا كان يوم السابع فأتينا قالت حكيمة: فلمّا أصبحت جئت لاسلّم على أبي محمّدعليه‌السلام وكشفت الستر لا تفقّد سيّديعليه‌السلام فلم أره، فقلت: جعلت فداك ما فعل سيدي؟ فقال: يا عمة استود عناه الّذي استودعته امّ موسى موسىعليه‌السلام .

قالت حكيمة: فلمّا كان في اليوم السابع جئت فسلّمت وجلست فقال: هلمّي إليَّ ابني، فجئت بسيّديعليه‌السلام وهو في الخرقة ففعل به كفعلته الاولى، ثمَّ أدلى لسانه في فيه كأنّه يغذِّيه لبناً أو عسلاً، ثمَّ قال: تكلم يا بنيَّ، فقال: أشهد أن لا إلّا إله الله وثنّى بالصلاة على محمّد وعلى أمير المؤمنين وعلى الائمّة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين حتّى وقف على أبيهعليه‌السلام ، ثمّ تلا هذه الآية: «بسم الله الرّحمن الرّحيم ونريد أن نمنَّ على الّذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين. ونمكّن

__________________

(١) أي سكت. أحجم عنه أي كف ونكص هيبة.

٤٢٥

لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون »(١) قال: موسى فسألت عقبة الخادم عن هذه، فقال: صدقت حكيمة.

٢ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريسرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال: حدّثني محمّد بن إبراهيم الكوفيُّ قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله الطهوي(٢) قال: قصدت حكيمة بنت محمّدعليه‌السلام بعد مضيِّ أبو محمّدعليه‌السلام أسألها عن الحجّة وما قد اختلف فيه النّاس من الحيرة الّتي هم فيها فقالت لي: اجلس فجلست، ثمّ قالت: يا محمّد أنَّ الله تبارك وتعالى لا يخلّي الأرض من حجّة ناطقة أو صامتة، ولم يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسينعليهما‌السلام تفضيلاً للحسن والحسين وتنزيها لهما أن يكون في الأرض عديلهما إلّا أنَّ الله تبارك وتعالى خصَّ ولد الحسين بالفضل على ولد الحسنعليهما‌السلام كما خص ولد هارون على ولد موسىعليه‌السلام وإن كان موسى حجّة على هارون، والفضل لولده إلى يوم القيامة، ولا بد للامة من حيرة يرتاب فيها المبطلون ويخلص فيها المحقون، كيلا يكون للخلق على الله حجّة، وإن الحيرة لابدّ واقعة بعد مضيِّ أبي محمّد الحسنعليه‌السلام ، فقلت: يا مولاتي هل كان للحسنعليه‌السلام ولد؟ فتبسّمت ثمّ قالت: إذا لم يكن للحسنعليه‌السلام عقب فمن الحجّة من بعده وقد أخبرتك أنَّه لا إمامة لاخوين بعد الحسن والحسينعليهما‌السلام ، فقلت: يا سيّدتي حدِّثيني بولادة مولاي وغيبتهعليه‌السلام قالت: نعم كانت لي جارية يقال لها: نرجس فزارني ابن أخي فأقبل يحدق النظر إليها، فقلت له: يا سيّدي لعلّك هويتها فارسلها إليك؟ فقال لها: لا يا عمّة ولكنّي أتعجب منها فقلت: وما أعجبك [ منها ]؟ فقالعليه‌السلام : سيخرج منها ولد كريم على الله عزَّ وجلَّ الّذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلما، فقلت: فارسلها إليك يا سيّدي؟ فقال: استأذني في ذلك أبيعليه‌السلام قالت: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن

__________________

(١) القصص: ٥.

(٢) في بعض النسخ « الطهوي » وفي بعضها « الظهري » وفي بعضها « الزهري » وبعضها « المطهري » وفي بعضها « الطهري » ولم أجد بهذه العناوين في أصحاب الهادي أحداً نعم ذكر « الطهومي » في جامع الرواة من أصحاب الرِّضاعليه‌السلام لكن حاله مجهول.

٤٢٦

عليه‌السلام : فسلّمت وجلست فبدأنيعليه‌السلام وقال: يا حكيمة أبعثي نرجس إلى ابني أبي محمّد قالت: فقلت: يا سيّدي(١) على هذا قصدتك على أن أستأذنك في ذلك، فقال لي: يا مباركة إنَّ الله تبارك وتعالى أحبَّ أن يشركك؟؟ الاجر ويجعل لك في الخير نصيباً، قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزيّنتها ووهبتها لابي محمّدعليه‌السلام وجمعت بينه وبينها في منزلي فأقام عندي أيّاماً، ثمّ مضى إلى والدهعليهما‌السلام ووجّهت بها معه.

قالت حكيمة: فمضى أبو الحسنعليه‌السلام وجلس أبو محمّدعليه‌السلام مكان والده وكنت أزوره كما كنت أزور والده فجاءتني نرجس يوماً تخلع خفيّ، فقالت: يا مولاتي ناوليني خفّك، فقلت: بل أنت سيّدتي ومولاتي والله لا أدفع إليك خفيّ لتخلعيه ولا لتخدميني بل أنا أخدمك على بصري، فسمع أبو محمّدعليه‌السلام ذلك فقال: جزاك الله يا عمّة خيراً، فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس فصحت بالجارية وقلت: ناوليني ثيابي لانصرف فقالعليه‌السلام : لا يا عمّتا بيّتي اللّيلة عندنا فإنّه سيولد اللّيلة المولود الكريم على الله عزَّ وجلَّ الّذي يحيى الله عزَّ وجلَّ به الأرض بعد موتها، فقلت: ممّن يا سيدي ولست أرى بنرجس شيئاً من أثر الحبل؟ فقال: من نرجس لا من غيرها، قالت: فوثبت إليها فقلبتها ظهراً لبطن فلم أربها أثر حبل، فعدت إليهعليه‌السلام فأخبرته بما فعلت فتبسّم ثمَّ قال لي: إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل لأنَّ مثلها مثل أمِّ موسىعليه‌السلام لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها، لأنَّ فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسىعليه‌السلام ، وهذا نظير موسىعليه‌السلام .

قالت حكيمة: فعدت إليها فأخبرتها بما قال وسألتها عن حالها فقالت: يا مولاتي ما أرى بي شيئاً من هذا، قالت حكيمة: فلم أزل أرقبها إلى وقت طلوع الفجر وهي نائمة

__________________

(١) قيل: لا منافاة بين هذا الحديث والّذي سبق لأنّ في الّذي سبق قالعليه‌السلام : « يا بنت رسول الله أخرجيها وعلميها الفرائض والسنن فانها زوجة أبي محمّد وام القائمعليه‌السلام » فكانت هي عند حكيمة في تلك الحالة حتّى اشتهرت بجارية حكيمة وجرى الامر بعد كما في هذا الخبر.

٤٢٧

بين يدي لا تقلب جنباً إلى جنب حتي إذا كان آخر اللّيل وقت طلوع الفجر وثبت فزعة فضمّمتها إلى صدري وسمّيت عليها(١) فصاح [ إليَّ ] أبو محمّدعليه‌السلام وقال: اقرئي عليها « إنّا أنزلناه في ليلة القدر » فأقبلت أقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر [ بي ] الامر الّذي أخبرك به مولاي فأقبلت أقرأ كما أمرني، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ مثل ما أقرأ وسلّم عليَّ.

قالت حكيمة: ففزعت لمّا سمعت، فصاح بي أبو محمّدعليه‌السلام لا تعجبي من أمر الله عزَّ وجلَّ أنَّ الله تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغاراً، ويجعلنا حجّة في أرضه كباراً فلم يستتمَّ الكلام حتي غيبت عنّي نرجس فلم أرها كأنّه ضرب بيني وبينها حجاب فعدوت نحو أبي محمّدعليه‌السلام وأنا صارخة، فقال لي: ارجعي يا عمّة فانّك ستجديها في مكانها.

قالت: فرجعت فلم ألبث أنَّ كشف الغطاء الّذي كان بيني وبينها وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشى بصري وإذا أنا بالصبيِّعليه‌السلام ساجداً لوجهه(٢) ، جاثياً على ركبتيه، رافعا سبّابتيه، وهو يقول: « أشهد أن لا إله إلّا الله [ وحده لا شريك له ] وأنَّ جدِّي محمداً رسول الله وأنَّ أبي أمير المؤمنين، ثمَّ عدَّ إماماً إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه. ثمَّ قال:(٣) اللّهمّ انجز لي ما وعدتني واتمم لي أمري وثبّت وطأتي، واملا الأرض بي عدلاً وقسطاً ».

فصاح بي أبو محمّدعليه‌السلام فقال: يا عمّة تناوليه وهاتيه، فتناولته وأتيت به نحوه، فلمّا مثلت بين يدي أبيه وهو على يدي سلّم على أبيه فتناوله الحسنعليه‌السلام منّي [ والطير ترفرف على رأسه ] وناوله لسانه فشرب منه، ثمّ قال: امضي به إلى امّه لترضعه وردِّيه إليَّ قالت: فتناولته امه فأرضعته، فرددته إلى أبي محمّدعليه‌السلام والطير ترفرف على رأسه فصاح بطير منها فقال له: احمله واحفظه وردِّه إلينا في كلّ أربعين يوماً، فتناوله الطير

__________________

(١) يعني قلت: « اسم الله عليك » كما مر في الحديث السابق.

(٢) في بعض النسخ « على وجهه ».

(٣) في بعض النسخ « فقالعليه‌السلام ».

٤٢٨

وطار به في جوِّ السّماء وأتبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمّدعليه‌السلام يقول: « استودعك الله الّذي أودعته اُمّ موسى موسى » فبكت نرجس فقال لها: اسكتي فإنَّ الرضاع محرَّم عليه إلّا من ثديك وسيعاد إليك كما ردَّ موسى إلى امّه وذلك قول الله عزَّ وجلَّ: «فرددناه إلى امّه كي تقرَّ عينها ولا تحزن »(١) .

قالت حكيمة: فقلت: وما هذا الطير؟ قال: هذا روح القدس الموكّل بالائمّةعليهم‌السلام يوفّقهم ويسدّدهم ويربّيهم بالعلم(٢) .

قالت حكيمة: فلمّا كان بعد أربعين يوماً ردَّ الغلام ووجَّه إليَّ ابن أخيعليه‌السلام فدعاني، فدخلت عليه فإذا أنا بالصبيِّ متحرِّك يمشي بين يديه، فقلت: يا سيّدي هذا ابن سنتين؟ فتبسّمعليه‌السلام ، ثمّ قال: إنَّ أولاد الأنبياء والاصياء إذا كانوا أئمّة ينشؤون بخلاف ما ينشؤ غيرهم، وإنَّ الصبيَّ منّا إذا كان أتى عليه شهرٌ كان كمن أتى عليه سنّة، وإنَّ الصبي منا ليتكلّم في بطن اُمّه ويقرأ القرآن ويعبد ربّه عزَّ وجلَّ، [ و ] عند الرِّضاع تطيعه الملائكة وتنزل عليه صباحاً ومساءً.

قالت حكيمة: فلم أزل أرى ذلك الصبيِّ في كلِّ أربعين يوماً إلى أن رأيته رجلاً(٣) قبل مضيِّ أبي محمّدعليه‌السلام بأيام قلائل فلم أعرفه، فقلت لابن أخيعليه‌السلام من هذا الّذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟ فقال لي: هذا ابن نرجس وهذا خليفتي من بعدي وعن قليل تفقدوني فاسمعي له وأطيعي.

قالت حكيمة: فمضى أبو محمّدعليه‌السلام بعد ذلك بأيّام قلائل، وافترق النّاس كما ترى ووالله إنّي لاراه صباحاً ومساءً وإنّه لينبئني عمّا تسألون عنه فأخبركم، ووالله إنّي لاريد أن أسأله عن الشيء فيبدأني به وإنّه ليرد عليّ الامر فيخرج إليَّ منه جوابه من ساعته من غير مسألتي. وقد أخبرني البارحة بمجيئك إليَّ وأمرني أن اخبرك بالحقِّ.

__________________

(١) القصص: ١٣.

(٢) في بعض النسخ « يزينهم بالعلم ».

(٣) فيه غرابة لأنّ كلّ من رآهعليه‌السلام في أيّام أبيه رآه وهو صبي.

٤٢٩

قال محمّد بن عبد الله: فوالله لقد أخبرتني حكيمة بأشياء لم يطّلع عليها أحدٌ إلّا الله عزَّ وجلَّ، فعلمت أنَّ ذلك صدق وعدل من الله عزَّ وجلَّ، لأنّ الله عزَّ وجلَّ قد أطلعه عليّ ما لم يطلع عليه أحداً من خلقه.

٣ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسروررضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا الحسين بن محمّد ابن عامر، عن معلى بن محمّد البصريِّ(١) قال: خرج عن أبي محمّدعليه‌السلام حين قتل الزُّبيري: « هذا جزاء من افترى على الله تبارك وتعالى في أوليائه، زعم أنَّه يقتلني وليس لي عقب، فكيف رأى قدرة الله عزَّ وجلَّ » وولد له ولدٌ وسمّاه « م ح م د » سنة ستّ وخمسين ومائتين.

٤ - حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصامرضي‌الله‌عنه قال: حدَّثنا محمّد بن يعقوب الكلينيُّ قال: حدّثنا عليُّ بن محمّد قال: ولد الصاحبعليه‌السلام للنصف من شعبان سنّة خمس وخمسين ومائتين(٢) .

٥ - حدّثنا محمّد بن عليٍّ ماجيلويه، وأحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضي الله عنهما قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثنا الحسين بن عليٍّ النيسابوريُّ، عن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، عن السيّاري قال: حدثتني نسيم ومارية قالتا: إنَّه لمّا سقط صاحب الزَّمانعليه‌السلام من بطن امّه جاثياً على ركبتيه، رافعا سبّابتيه إلى السّماء، ثمَّ عطس فقال: الحمد لله ربِّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله، زعمت الظلمة أنَّ حجّة الله داحضة لو أذن لنا في الكلام لزال الشكُّ.

قال إبراهيم بن محمّد بن عبد الله: وحدَّثتني نسيم خادم أبي محمّدعليه‌السلام قالت: قال لي صاحب الزَّمانعليه‌السلام وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة، فعطست عنده فقال لي: يرحمك الله، قالت: نسيم ففرحت بذلك فقال ليعليه‌السلام : إلّا ابشرك في العطاس فقلت: بلي [ يا مولاي ] فقال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام.

٦ - حدّثنا محمّد بن عليٍّ ماجيلويه، ومحمّد بن موسى بن المتوكّل؛ وأحمد بن محمّد

__________________

(١) كذا في جميع النسخ وقد سقط هنا « عن أحمد بن محمّد بن عبد الله » كما في الكافي والارشاد.

(٢) كذا ولم أجده في الكافي غير أنَّ فيه بعد عنوان الباب بدون ذكر السند هكذا « ولدعليه‌السلام للنصف من شعبان سنّة خمس وخمسين ومائتين ».

٤٣٠

ابن يحيى العطّار رضي الله عنهم قالوا: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثني إسحاق بن رياح البصريِّ(١) ، عن أبي جعفر العمريِّ قال: لمّا ولد السيّدعليه‌السلام قال أبو محمّدعليه‌السلام : ابعثوا إلى أبي عمرو(٢) ، فبعث إليه فصار إليه فقال له: اشتر عشرة آلاف رطل خبز، وعشرة آلاف رطل لحم وفرِّقه - أحسبه قال: على بني هاشم - وعقَّ عنه بكذا وكذا شاة.

٧ - حدّثنا محمّد بن عليٍّ ماجيلويهرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثني أبو عليٍّ الخيزرانيُّ عن جارية له كان أهداها لأبي محمّدعليه‌السلام فلمّا أغار جعفر الكذَّاب على الدّار جاءته فارَّة من جعفر، فتزوَّج بها. قال أبو عليٍّ: فحدَّثتني أنّها حضرت ولادة السيّدعليه‌السلام ، وأن اسم أم السيّد صقيل، وأن أبا محمّدعليه‌السلام حدثها بما يجري على عياله، فسألته أن يدعوا الله عزَّ وجلَّ لها أن يجعل منيتها قبله، فماتت في حياة أبي محمّدعليه‌السلام (٣) وعلى قبرها لوح مكتوب عليه هذا قبر امّ محمّد. قال أبو عليِّ: وسمعت هذه الجارية تذكر أنَّه لمّا ولد السيّدعليه‌السلام رأت لها نوراً ساطعاً قد ظهر منه وبلغ افق السّماء، ورأيت طيوراً بيضاء تهبط من السّماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده، ثمّ تطير، فأخبرنا أبا محمّدعليه‌السلام بذلك فضحك، ثمّ قال: تلك ملائكة نزلت للتبرُّك بهذا المولود وهي أنصاره إذا خرج.

٨ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّلرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ قال: حدّثنا محمّد بن أحمد العلويُّ، عن أبي غانم الخادم قال: ولد لابي محمّدعليه‌السلام ولد فسمّاه محمداً، فعرضه على أصحابه يوم الثالث، وقال: هذا صاحبكم من بعدي، وخليفتي عليكم، وهو القائم الّذي تمتدُّ إليه الاعناق بالانتظار، فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلاً.

__________________

(١) مهمل وفي بعض النسخ « اسحاق بن نوح وفي بعضها » اسحاق بن روح « ولم أجده.

(٢) يعني عثمان بن سعيد

(٣) موتها قبل وفاة أبي محمّد مخالف لمّا سيجيء في الباب الاتى (باب ذكر من شاهد القائم (ع) ولم أجد في غيره من الاحاديث أو التواريخ وفاتها قبل أبي محمّد (ع).

٤٣١

٩ - حدّثنا عليُّ بن الحسن بن الفرج(١) المؤذَّنرضي‌الله‌عنه قال: حدّثني محمّد ابن الحسن الكرخيِّ قال: سمعت أبا هارون - رجلاً من أصحابنا - يقول: رأيت صاحب الزَّمانعليه‌السلام وكان مولده يوم الجمعة سنة ستّ وخمسين ومائتين.

١٠ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّلرضي‌الله‌عنه قال: حدّثني عبد الله بن جعفر الحميريُّ قال: حدّثني محمّد بن إبراهيم الكوفيُّ إنَّ أبا محمّدعليه‌السلام بعث إلى بعض من سمّاه لي بشاة مذبوحة، وقال: هذه من عقيقة ابني محمّد.

١١ - حدّثنا محمّد بن عليٍّ ماجيلويهرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا الحسين بن عليٍّ النيسابوريُّ قال: حدّثنا الحسن بن المنذر، عن حمزة بن أبي الفتح قال: جاءني يوماً فقال لي: البشارة ولد البارحة في الدّار مولود لأبي محمّدعليه‌السلام وأمر بكتمانه، قلت: وما اسمه؟ قال، سمّي بمحمّد وكنّي بجعفر(٢) .

١٢ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاقرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا الحسن بن عليِّ بن زكريّا بمدينة السلام قال: حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خليلان قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدِّه، عن غياث بن أسيد قال: ولد الخلف المهديعليه‌السلام يوم الجمعة، وأمّه ريحانة، ويقال لها: نرجس، ويقال: صقيل ويقال: سوسن إلّا أنَّه قيل: لسبب الحمل صقيل(٣) وكان مولدهعليه‌السلام لثمان ليال خلون من شعبان سنة ستّ وخمسين ومائتين، ووكيله عثمان بن سعيد، فلمّا مات عثمان أوصى إلى ابنه أبي جعفر محمّد بن عثمان، وأوصى أبو جعفر إلى أبي القاسم الحسين بن روح، وأوصى أبو القاسم إلى أبي الحسن عليِّ بن محمّد السمريِّ رضي الله عنهم، قال: فلمّا حضرت السمريّ

__________________

(١) في بعض النسخ « عليّ بن الحسين بن الفرج ».

(٢) سيجييء في باب ذكر من شاهد القائم (ع) من قول عقبة الخادم « يكنى أبا القاسم ويقال أبا جعفر ». وتقدم فيما أخبر به الحسين (ع) ص ٣١٨ آخر حديث « الموتور بابيه المكنى بعمه » فتأمل.

(٣) إنّما سمي صيقلا أو صقيلا لمّا اعتراه من النور والجلاء بسبب الحمل المنور.

٤٣٢

الوفاة سئل أن يوصى فقال: لله أمر هو بالغه، فالغيبة التامّة هي الّتي وقعت بعد مضيِّ السمريّرضي‌الله‌عنه .

١٣ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا الحسن بن عليِّ بن زكريّا بمدينة السلام قال: حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خليلان قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدِّه، عن غياث بن أسيد(١) قال: شهدت محمّد بن عثمان العمريّ قدَّس الله روحه يقول: لمّا ولد الخلف المهديُّعليه‌السلام سطع نور من فوق رأسه إلى أعنان السّماء، ثمّ سقط لوجهه ساجداً لربّه تعالى ذكره ثمَّ رفع رأسه وهو يقول: « شهد الله أنَّه لا إله إلّا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلّا هو العزيز الحكيم إنَّ الدِّين عند الله الاسلام » قال: وكان مولده يوم الجمعة.

١٤ - وبهذا الاسناد، عن محمّد بن عثمان العمريِّ - قدَّس الله روحه - أنَّه قال: ولد السيّدعليه‌السلام مختوناً، وسمعت حكيمة تقول: لم ير باُمّه دمٌ في نفاسها، وهكذا سبيل امهات الائمّةعليهم‌السلام .

١٥ - حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّاررضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عليُّ ابن محمّد بن قتيبة النيسابوريِّ، عن حمدان بن سليمان، عن محمّد بن الحسين بن [ ي‍ ] زيد، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الازدي قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام يقول: - لمّا ولد الرِّضاعليه‌السلام -: إنَّ ابني هذا ولد مختوناً طاهراً مطهّراً، وليس من الائمّة أحد يولد إلّا مختونا طاهراً مطهّراً، ولكن سنمرُّ الموسى عليه لاصابة السنّة واتباع الحنيفية.

١٦ - حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن مهران الابيُّ الازدي العروضيُّ(٢) بمرو قال: حدّثنا أحمد بن الحسن بن إسحاق القمّيّ(٣) قال: لمّا ولد

__________________

(١) كذا في بعض النسخ المصححة وفي بعضها « عن غياث بن اسد ».

(٢) راجع مقدمة معاني الأخبار (ص ٣٩ تحت رقم ١٣) المتن والهامش.

(٣) كذا، وفى نسخة « أحمد بن الحسن بن احمد اسحاق » والمعنون في الرِّجال « احمد بن الحسن بن اسحاق بن سعد ».

٤٣٣

الخلف الصالحعليه‌السلام ورد عن مولانا أبي محمّد الحسن بن عليٍّعليهما‌السلام إلى جدِّي أحمد بن إسحاق(١) كتاب فإذا فيه مكتوبٌ بخطِّ يدهعليه‌السلام الّذي كان ترد به التوقيعات عليه، وفيه « ولدلنا مولودٌ فليكن عندك مستوراً وعن جميع النّاس مكتوماً، فإنّا لم نظهر عليه إلّا الاقرب لقرابته والوليّ لولايته أحببنا إعلامك ليسرّك الله به، مثل ما سرَّنا به(٢) ، والسلام.

* ( ذكر من هنأ أبا محمّد الحسن بن عليّ (ع) بولادة ابنه القائمعليه‌السلام ) *

١ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الكرخيُّ قال: حدّثنا عبد الله بن العبّاس العلويُّ قال: حدّثنا أبو الفضل الحسن بن الحسين العلويُّ قال: دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليٍّعليهما‌السلام بسرِّ من رأى فهنّأته بولادة ابنه القائمعليه‌السلام .

٤٣

( باب )

* (ذكر من شاهد القائم (ع) ورآه وكلمه) *

١ - حدّثنا عليُّ بن الحسن بن الفرج(٣) المؤذِّنرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد ابن الحسن الكرخيُّ قال: سمعت أبا هارون رجلاً من أصحابنا يقول: رأيت صاحب الزَّمانعليه‌السلام ووجهه يضيء كأنّه القمر ليلة البدر، ورأيت على سرَّته شعراً يجري كالخطِّ، وكشفت الثوب عنه فوجدته مختوناً، فسألت أبا محمّدعليه‌السلام عن ذلك فقال:

__________________

(١) كذا.

(٢) في بعض النسخ « كما سرنا به ».

(٣) في بعض النسخ « الحسين بن الفرج »

٤٣٤

هكذا ولد، وهكذا ولدنا، ولكنّا سنمرُّ الموسى عليه لاصابة السنّة.

٢ - حدّثنا محمّد بن عليٍّ ما جيلويهرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن مالك الفزاريُّ قال: حدّثني معاوية بن حكيم؛ ومحمّد ابن أيّوب بن نوح: ومحمّد بن عثمان العمريرضي‌الله‌عنه قالوا: عرض علينا أبو محمّد الحسن بن عليّعليهما‌السلام ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً فقال: هذا إمامكم من بعدي، وخليفتي عليكم، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا، أما إنّكم لا ترونه بعد يومكم هذا(١) ، قالوا: فخرجنا من عنده فما مضت إلّا أيّامٌ قلائل حتّى مضي أبو محمّدعليه‌السلام .

٣ - حدّثنا محمّد بن الحسنرضي‌الله‌عنه قال: حدَّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ قال: قلت لمحمّد بن عثمان العمريَّرضي‌الله‌عنه : إنّي أسألك سؤال إبراهيم ربّه جلَّ جلاله حين قال له: «ربِّ أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنَّ قلبي »(٢) فأخبرني عن صاحب هذا الامر هل رأيته؟ قال: نعم وله رقبة مثل ذي - وأشار بيده إلى عنقه -.

٤ - حدّثنا عليّ بن أحمد الدّقّاق، ومحمّد بن محمّد بن عصام الكلينيُّ؛ وعليّ بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكلينيُّ قال: حدّثني عليُّ بن محمّد قال: حدَّثني محمّد(٣) والحسن إبنا عليِّ بن إبراهيم في سنّة تسع وسبعين

__________________

(١) يعنى أكثركم، أو عن قريب، فإنَّ الظاهر أنَّ محمّد بن عثمان العمري كان يراه في أيّام سفارته. ويحتمل ايصال الكتب إليه من وراء الحجاب أو بوسائط، لكن ينافيه الخبر الاتي وكذا ما سيأتي في الباب من أنَّه شاهد القائم (ع) تحت رقم ٩ و ١٠.

(٢) البقرة ٢٦٠

(٣) الظاهر هو محمّد بن عليّ بن ابراهيم الهمدانيّ روى عن أبيه عن جده عن الرِّضا (ع) وكان وكيل الناحية وكذلك ابنه القاسم وأبوه على وجده ابراهيم بن محمّد (منهج المقال) وقيل: المراد بعلي عليّ بن ابراهيم بن موسى بن جعفر والعلم عند الله. والخبر رواه الكليني في الكافي ج ١ ص ٥١٤ والشيخ في الغيبة ص ١٥٠.

٤٣٥

ومائتين قالا: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عبد الرّحمن العبديِّ - من عبد قيس - عن ضوء ابن عليٍّ العجليِّ، عن رجل من أهل فارس سمّاه قال: أتيت سرَّ من رأى فلزمت باب أبي محمّدعليه‌السلام فدعاني من غير أن أستأذن، فلمّا دخلت وسلمت قال لي: يا أبا فلان كيف حالك؟ ثمّ قال لي: اقعد يا فلان، ثمّ سألني عن رجال ونساء من أهلي، ثمّ قال لي: ما الّذي أقدمك علي؟ قلت: رغبة في خدمتك، قال لي: فقال: ألزم الدّار، قال فكنت في الدّار مع الخدم، ثمّ صرت أشتري لهم الحوائج من السوق وكنت أدخل عليه من غير إذن إذا كان في دار الرِّجال، فدخلت عليه يوماً وهو في دار الرِّجال فسمعت حركة في البيت فناداني: مكانك لا تبرح، فلم أجسر أخرج ولا أدخل، فخرجت على جارية ومعها شيء مغطى، ثمّ ناداني ادخل، فدخلت ونادى الجارية فرجعت فقال لها: اكشفي عمّا معك، فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه وكشفت عن بطنه، فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته، أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم، ثمّ أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتّى مضى أبو محمّدعليه‌السلام ، قال ضوء بن عليّ: فقلت للفارسي: كم كنت تقدر له من السنين؟ فقال: سنتين، قال العبدي، فقلت لضوء: كم تقدر له الان في وقتنا؟ قال: أربعة عشر سنّة، قال أبو عليّ وأبو عبد الله(١) : ونحن نقدر له الان إحدى وعشرين سنّة(٢) .

٥ - حدّثنا أبو طالب المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويُّ السمرقنديُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود العيّاشيّ قال: حدّثنا آدم بن محمّد البلخي قال: حدّثني عليّ بن الحسن بن هارون(٣) الدقاق قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عبد الله بن القاسم بن إبراهيم بن الاشتر قال: حدّثنا يعقوب بن

__________________

(١) يعنى بابي عليّ: محمّد بن عليّ بن ابراهيم. وبأبي عبد الله: الحسن بن عليّ ابن ابراهيم الهمدانيّ على ما مر تحقيقه.

(٢) فبناء على ذلك يكون الصاحب عند وفاة أبيه ابن سنتين وهو مخالف للمشهور.

(٣) في بعض النسخ « عليّ بن الحسين بن هارون ».

٤٣٦

منقوش(١) قال: دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليٍّعليهما‌السلام وهو جالس على دكان في الدّار وعن يمينه بيت وعليه ستر مسبل، فقلت له: يا سيدي من صاحب هذا الامر؟ فقال: ارفع الستر فرفعته فخرج إلينا غلامٌ خماسيٌّ له عشر أو ثمان أو نحو ذلك، واضح الجبين، أبيض الوجه، درِّيٌ المقلتين، شثن الكفّين، معطوف الرُّكبتين(٢) ، في خده الايمن خال، وفي رأسه ذوابة، فجلس على فخذ أبي محمّدعليه‌السلام ثمّ قال لي: هذا هو صاحبكم، ثمّ وثب فقال له: يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم، فدخل البيت وأنا أنظر إليه، ثمّ قال لي: يا يعقوب انظر إلى من في البيت؟ فدخلت فما رأيت أحداً.

٦ - حدّثنا أبو بكر محمّد بن عليّ بن محمّد بن حاتم النوفليُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أبو الحسين عبد الله محمّد بن جعفر القصبانيُّ البغداديُّ قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الفارسي الملقب بابن جرموز(٣) قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن بلال بن ميمون قال: حدّثنا الازهريُّ مسرور بن العاص(٤) قال: حدّثني مسلم بن الفضل قال: أتيت أبا سعيد غانم بن سعيد الهندي بالكوفة فجلست، فلمّا طالت مجالستي إيّاه سألته عن حاله، وقد كان وقع إلي شيء من خبره، فقالت: كنت ببلد الهند بمدينة - يقال لها: قشمير الدَّاخلة ونحن أربعون رجلاً.

ح (٥) وحدّثنا أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن علّان الكلينيِّ قال: حدّثني عليُّ بن قيس، عن غانم أبي سعيد الهنديِّ.ح (٥) قال علّان الكلينيُّ: وحدثني

__________________

(١) في البحار « يعقوب بن منفوس ».

(٢) « درى المقلتين » المراد به شدة بياض العين أو تلالؤ جميع الحدقة، من قولهم « كوكب درى » بالهمز ودونها « معطوف الركبتين » أي كانتا مائلتين إلى القدام لعظمها وغلظهما كما أن شئن الكفين غلظهما أي يميلان إلى الغلظ والقصر.

(٣) لم أجده ولا راويه ولا شيخه ولا شيخ شيخه إلى أخر السند الاوَّل في أحد من كتب الرِّجال والتراجم الّتي كانت عندي. وفي بعض النسخ « ابن حرسون » مكان ابن « جرموز ».

(٤) في بعض النسخ « الازهر [ ى ] بن مسرور بن العبّاس ».

(٥) علامة تحويل السند.

٤٣٧

جماعة، عن محمّد بن محمّد الاشعريِّ، عن غانم، ثمّ قال: كنت عند ملك الهند(١) في قشمير الداخلة ونحن أربعون رجلاً نقعد حول كرسيِّ الملك وقد قرأنا التوراة وإلّا نجيل والزَّبور يفزع إلينا في العلم فتذاكرنا يوماً محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقلنا: نجده في كتبنا فاتفقنا على أن أخرج في طلبه وأبحث عنه، فخرجت ومعي مال فقطع عليّ الترك وشلحوني(٢) فوقعت إلى كابل وخرجت من كابل إلى بلخ والامير بها ابن أبي شور(٣) فأتيته وعرَّفته ما خرجت له فجمع الفقهاء والعلماء لمناظرتي، فسألتهم عن محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: هو نبيّنا محمّد ابن عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد مات، فقلت: ومن كان خليفته؟ فقالوا: أبو بكر فقلت: أنسبوه لي، فنسبوه إلى قريش، فقلت: ليس هذا بنبي أنَّ النبيّ الّذي نجده في كتبنا خليفته ابن عمه وزوج ابنته وأبو ولده، فقالوا للامير: أنَّ هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر فمر بضرب عنقه، فقلت لهم: أنا متمسّك بدين ولا أدعه إلّا ببيان.

فدعا الأميرُ الحسين بن إسكيب(٤) وقال له: يا حسين ناظر الرَّجل، فقال: العلماء والفقهاء: حولك فمرهم بمناظرته، فقال له: ناظره كما أقول لك واخل به والطف له، فقال: فخلا بي الحسين وسألته عن محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: هو كما قالوه لك غير أنَّ خليفته ابن عمّه عليّ بن أبي طالب وهو زوج ابنته فاطمة وأبو ولده الحسن والحسين، فقلت: أشهد أن لاإله إلّا الله وإنّه رسول الله، وصرت إلى الأمير فأسلمت فمضى بي إلى الحسين ففقهني فقلت له: إنّا نجد في كتبنا أنَّه لا يمضي خليفة إلّا عن خليفة، فمن كان خليفة عليٍّعليه‌السلام ؟ قال: الحسن ثمّ الحسين، ثمّ سمّى الائمّة واحداً واحداً حتّي

__________________

(١) في بعض النسخ المصححة « كنت أكون مع ملك الهند ».

(٢) التشليح: التعرية.

(٣) في بعض النسخ « أبي سور »، وفي الكافي « داود بن العبّاس بن أبي [ أ ] سود ».

(٤) بالسين غير المعجمة والكاف المكسورة والباء المنقطة تحتها نقطين والباء المنقطة تحتها نقطة - المروزي المقيم بسمرقند وكش قال العلامة: هو من أصحاب أبي محمّد العسكريعليه‌السلام ثقة ثقة ثبت عالم متكلم مصنف الكتب وله كتب ذكرناه في كتابنا الكبير (صه).

٤٣٨

بلغ الحسن بن عليٍّ ثمّ قال لي: تحتاج أن تطلب خليفة الحسن وتسأل عنه، فخرجت في الطلب.

قال محمّد بن محمّد: ووافى معنا بغداد فذكر لنا أنَّه كان معه رفيق قد صحبه على هذا الامر فكره بعض أخلاقه ففارقه.

قال: فبينما أنا يوماً وقد تمسّحت(١) في الصراة وأنا مفكّر فيما خرجت له إذ أتاني آت وقال لي: أجب مولاك، فلم يزل يخترق بي المحالّ حتّى أدخلني داراً وبستاناً، وإذا بمولايعليه‌السلام قاعدٌ، فلمّا نظر إلى كلّمني بالهندية وسلّم عليّ، وأخبرني عن اسمي وسألني عن الاربعين رجلاً بأسمائهم عن اسم رجل رجل، ثمّ قال لي: تريد الحجَّ مع أهل قم في هذه السنة؟ فلا تحج في هذه السنة وانصرف إلى خراسان وحج من قابل. قال: ورمى إلى بصرة وقال: اجعل هذه في نفقتك ولا تدخل في بغداد إلى دار أحد ولا تخبر بشيء ممّا رأيت.

قال محمّد: فانصرفنا من العقبة ولم يقض لنا الحج، وخرج غانم إلى خراسان وانصرف من قابل حاجا، فبعث إلينا(٢) بألطاف ولم يدخل قمّ وحجَّ وانصرف إلى خراسان فماترحمه‌الله بها.

قال محمّد بن شاذان عن الكابلي(٣) : وقد كنت رأيته عند أبي سعيد - فذكر(٤) أنَّه خرج من كابل مرتادا أو طالبا وإنّه وجد صحّة هذا الدِّين في الانجيل وبه اهتدي(٥) .

__________________

(١) أي توضأت وفي بعض النسخ « تمشيت » وفي بعضها « تمسيت » أي وصلت إليها في المساء. والصراة: نهران ببغداد كبرى وصغرى. وفي بعض النسخ « الفرات » مكان « الصراة ».

(٢) في بعض النسخ « إليه ».

(٣) الظاهر هو رفيق أبي سعيد غانم.

(٤) أي محمّد بن شاذان، يحتمل أبا سعيد وهو بعيد.

(٥) إلى هنا انتهى ما في الكافي.

٤٣٩

فحدَّثني محمّد بن شاذان بنيسابور قال: بلغني أنَّه قد وصل فترصّدت له حتّى لقيته فسألته عن خبره فذكر أنَّه لم يزل في الطلب وأنّه أقام بالمدينة فكان لا يذكره لأحد إلّا زجره، فلقى شيخا من بني هاشم وهو يحيى بن محمّد العريضيُّ فقال له: أنَّ الّذي تطلبه بصرياء. قال: فقصدت صرياء فجئت إلى دهليز مرشوش، وطرحت نفسي على الدُّكان فخرج إليَّ غلام أسود فزجرني وانتهرني وقال لي: قم من هذا المكان وانصرف فقلت: لا أفعل، فدخل الدّار ثمّ خرج إلي وقال: ادخل فدخلت فإذا مولايعليه‌السلام قاعد بوسط الدّار، فلمّا نظر إلي سمّاني باسم لي لم يعرفه أحد إلّا أهلي بكابل، وأخبرني بأشياء، فقلت له: إنَّ نفقتي قد ذهبت فمر لي بنفقة، فقال لي: أما إنّها ستذهب منك بكذبك، وأعطاني نفقة فضاع منّي ما كانت معي وسلم ما أعطاني، ثمّ انصرفت السنة الثانية فلم أجد في الدّار أحدا.

٧ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا جعفر ابن محمّد بن مالك الكوفيُّ، عن إسحاق بن محمّد الصيرفي، عن يحيى بن المثنّى العطّار عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: يفقد النّاس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه.

٨ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّلرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ، عن محمّد بن عثمان العمريرضي‌الله‌عنه قال: سمعته يقول: والله أنَّ صاحب هذا الامر ليحضر الموسم كلِّ سنة فيرى النّاس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه.

٩ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّلرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ قال: سألت محمّد بن عثمان العمريرضي‌الله‌عنه فقلت له: أرأيت صاحب هذا الامر؟ فقال: نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: « اللّهمّ أنجز لي ما وعدتني ».

١٠ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّلرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ قال: سمعت محمّد بن عثمان العمريَّرضي‌الله‌عنه يقول: رأيته صلوات الله عليه متعلّقاً بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول: « اللّهمّ انتقم لي من اعدائي ».

٤٤٠