كمال الدين وتمام النعمة

كمال الدين وتمام النعمة8%

كمال الدين وتمام النعمة مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 686

كمال الدين وتمام النعمة المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 686 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 143244 / تحميل: 8010
الحجم الحجم الحجم
كمال الدين وتمام النعمة

كمال الدين وتمام النعمة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

ومضى في الحكم ابنه بأدنى تفاوت في المتن بسند آخر(1) .

وزاد هنا : قال أبو بصير : فما بالي. وذكر مثل حديث شعيب العقرقوفي.

وفيتعق : مضت هذه الحكاية في ابنه عنصه (2) ، والمشهور ما هنا ؛ واحتمال التعدّد لا يخلو من شي‌ء(3) .

أقول : ذكرنا هناك ما يؤيّد كونها بالنسبة إلى الأب ، لكن لا بعد في احتمال التعدّد أصلا.

ثمّ لا يخفى ما في عبارةصه هنا من المخالفة لما فيكش (4) ، فتدبّر.

1923 ـ علقمة بن قيس :

قتل بصفّين مع عليعليه‌السلام ،صه (5) ، ي(6) .

وفيكش : قال الفضل بن شاذان : من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهّادهم. وعدّ علقمة منهم(7) .

وفيه أيضا ما مرّ في الحارث أخيه(8) .

__________________

(1) نقلا عن التهذيب 4 : 137 / 384 والاستبصار 2 : 58 / 190.

(2) نبّهنا في ترجمة الحكم بن علباء على أنّ الرمز « صه » اشتباه والصواب : « صا » أي : الاستبصار.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 222.

(4) حيث إنّه حذف من بداية سند الأولى : محمّد بن مسعود ، ومن نهاية سند الروايتين : أبي بصير.

(5) الخلاصة : 129 / 5.

(6) رجال الشيخ : 53 / 115 ، وفيه وفي الخلاصة : زيادة : وأخوه أبي بن قيس.

(7) رجال الكشّي : 69 / 124.

(8) عن رجال الكشّي : 100 / 159 ، وفيه : وكان علقمة فقيها في دينه قارئا لكتاب الله عالما بالفرائض ، شهد صفّين وأصيبت إحدى رجليه فعرج منها ، وأما أخوه أبي فقد قتل بصفّين ، انتهى. وذكر ذلك أيضا نصر بن مزاحم في كتابه وقعة صفّين : 287.

ولا يخفى مخالفته مع ما ذكره الشيخ والعلاّمة ، فلاحظ.

٣٢١

1924 ـ علقمة بن محمّد الحضرمي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (1) .

وفي قر : أخو أبي بكر الحضرمي(2) وفيكش ما مرّ في عبد الله بن محمّد أبي بكر الحضرمي(3) .

1925 ـ علي بن إبراهيم بن محمّد :

ابن الحسن بن محمّد بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو الحسن الجوّاني ـ بفتح الجيم وتشديد الواو ـ ثقة ، صحيح الحديث ، خرج مع أبي الحسنعليه‌السلام إلى خراسان ،صه (4) .

جش إلى قوله : صحيح الحديث ، إلاّ أنّ فيما يحضرني من نسخه سقوط « علي بن الحسين بن » بين « عبيد الله بن الحسين بن » وبين « علي بن أبي طالبعليه‌السلام » ؛ وزاد : له كتاب أخبار صاحب فخ وكتاب أخبار يحيى بن عبد الله بن الحسن ، أخبرنا العباس بن عمر بن العباس قال : حدثنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني من كتابه وسماعه عنه بكتابه(5) .

وفي حواشيشه علىصه : ذكر صاحب عمدة الطالب أنّ الجوّاني نسبة محمّد بن عبيد الله الأعرج ابن الحسين بن علي بن الحسين ، وهو جدّ جدّ علي المذكور ، وذكر أنّ نسبته إلى جوانية قرية بالمدينة(6) . ويظهر من‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 262 / 643.

(2) رجال الشيخ : 129 / 38.

(3) رجال الكشّي : 416 / 788.

(4) الخلاصة : 97 / 31.

(5) رجال النجاشي : 262 / 687 ، وفيه كما ذكر في الخلاصة من دون سقط.

(6) عمدة الطالب : 319.

٣٢٢

المصنّف أن الجوّاني هو علي ، ولعلّه نسب إلى بلد جدّه ، وإلاّ فقد قال صاحب العمدة : إنّ عليّا هذا ولد بالمدينة ونشأ بالكوفة ومات بها(1) ، انتهى(2) .

وفيتعق : يذكر في الألقاب بعض ما فيه(3) .

أقول : في نسخة منجش عندي كما نقله الميرزا ، لكن في نسخة اخرى صحيحة كما فيصه ، وكذا نقل في الحاوي والمجمع عنجش (4) ، فتدبّر.

ومضى ابنه أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام عن لم(5) ، وهو يعيّن صحّة ما فيصه والسقوط منجش ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن إبراهيم بن محمّد بن الحسن ، عنه علي بن الحسين الأصفهاني(6) .

1926 ـ علي بن إبراهيم بن محمّد الهمداني :

في النقد : يأتي بعنوان ابن محمّد بن إبراهيم(7) .

قلت : ولا يبعد كون ابن إبراهيم المذكور عن كر(8) ـ يعني المجهول‌

__________________

(1) عمدة الطالب : 320 ، هامش رقم (1).

(2) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 47.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 222.

(4) حاوي الأقوال : 95 / 337 ، مجمع الرجال : 4 / 151.

(5) رجال الشيخ : 441 / 28.

(6) هداية المحدّثين : 210 ، وفيها : علي بن الحسن الأصفهاني.

(7) نقد الرجال : 224 / 3.

(8) ورد ذكر علي بن إبراهيم هذا في رجال الشيخ في أصحاب الهاديعليه‌السلام : 420 / 33.

٣٢٣

الذي لم نذكره ـ وابن إبراهيم الهمداني الآتي عن دي(1) متّحدين مع هذا.

وعلى أيّ حال ، فهذا الرجل وكيل الناحية كما يأتي في ابنه محمّد(2) ،تعق (3) .

1927 ـ علي بن إبراهيم الورّاق :

في النقد :رضي‌الله‌عنه ، كذا قال الصدوق في العيون(4) ، أستاذهرحمه‌الله ، من تلامذة سعد بن عبد الله(5) ،تعق (6) .

1928 ـ علي بن إبراهيم بن هاشم :

القمّي ، أبو الحسن ، ثقة في الحديث ، ثبت ، معتمد ، صحيح المذهب ، سمع فأكثر ، وصنّف كتبا ، وأضرّ في وسط عمره ،صه (7) .

وزادجش : أخبرنا محمّد بن محمّد ، عن الحسن بن حمزة ، عن علي ابن عبيد الله قال : كتب إليّ علي بن إبراهيم بإجازة سائر أحاديثه وكتبه(8) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 418 / 19.

(2) عن رجال النجاشي : 344 / 928.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 222.

(4) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 64 / 30 باب 6 إلاّ أنّ فيه : علي بن عبد الله الورّاق الرازي. وذكر في الهامش عن نسخة : علي بن إبراهيم. ويؤيده قول السيّد الخوييقدس‌سره في معجمه 11 : 212 / 7822 تحت ترجمة : علي بن إبراهيم الرازي : من مشايخ الصدوق ترضّى عليه ، يروي عن سعد بن عبد الله. وذكر الموضع المشار إليه ثمّ قال : ولكن الموجود في الطبعة الحديثة : علي بن عبد الله الورّاق الرازي ؛ ولا يبعد صحّة ما فيها ، فقد روى في الفقيه الجزء 3 في باب نادر قبل باب العتق وأحكامه عن علي بن عبد الله الورّاق عن سعد بن عبد الله ، الحديث 218.

(5) نقد الرجال : 224 / 5 ، وفيه : الورّاق الرازي.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 222.

(7) الخلاصة : 110 / 45 ، وفيها بدل فأكثر : وأكثر ، وكذا في النجاشي.

(8) رجال النجاشي : 260 / 680 ، وفيه بدل الحسن بن حمزة ، عن علي بن عبيد الله : الحسن بن حمزة بن علي بن عبد الله.

٣٢٤

وفيست : أخبرنا بجميع كتبه جماعة ، عن أبي محمّد الحسن بن حمزة العلوي الطبري ، عنه.

وأخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن وحمزة بن محمّد العلوي ومحمّد بن علي بن ماجيلويه ، عنه(1) .

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم بن هاشم الثقة ، عنه الحسن بن حمزة العلوي تارة وبواسطة علي بن عبيد الله تارة أخرى ، وعنه محمّد بن ماجيلويه ، ومحمّد بن الحسن ، وحمزة بن محمّد العلوي ، ومحمّد بن يعقوب الكليني(2) .

1929 ـ علي بن إبراهيم الهمداني :

دي (3) . يأتي في ابنه محمّد أنّه وأباه وجدّه من وكلاء الناحية(4) .

وفيتعق : هذا بناء على أنّه ابن إبراهيم بن محمّد الهمداني كما أشرنا إليه ، ويأتي محمّد بن علي بن إبراهيم الهمداني مقدوحا عن غض(5) ، فتأمّل(6) .

1930 ـ علي بن أبي جهمة :

بفتح الجيم ، كوفي ، مولى ، ثقة ،صه (7) ،جش إلاّ الترجمة(8) .

__________________

(1) الفهرست : 89 / 380 ، وفيه بدل محمّد بن علي بن ماجيلويه : محمّد بن علي ماجيلويه.

(2) هداية المحدّثين : 210 ، وفيها بدل محمّد بن ماجيلويه : محمّد بن علي بن ماجيلويه.

(3) رجال الشيخ : 418 / 19.

(4) عن رجال النجاشي : 344 / 928.

(5) مجمع الرجال : 5 / 262.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 222.

(7) الخلاصة : 102 / 64.

(8) رجال النجاشي : 275 / 721.

٣٢٥

وفيست : له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه(1) .

1931 ـ السيّد نور الدين علي بن أبي الحسن الحسيني :

الشامي العاملي ، غير مذكور في الكتابين ، وهو أخو صاحب المدارك لأبيه وصاحب المعالم لامّه.

قال في السلافة : طود العلم المنيف وعضد الدين الحنيف ومالك أزمّة التأليف والتصنيف ، الباهر الرواية والدراية ، الرافع لخميس المكارم أعظم راية ، فضل يعثر في مداه مقتفيه ، ومحلّ يتمنّى البدر لو أشرق فيه ، وكرم يخجل المزن الهاطل ، وشيم يتحلّى بها جيد الزمان العاطل. ثمّ قال : وكان له في بدء أمره بالشام مكان لا يكذبه بارق العزّ إذا شام ، بين إعزاز وتمكين ومكان في جنب صاحبها مكين ، ثمّ أثنى عاطفا عنانه وثانيه ، فقطن مكّة شرّفها الله ، وهو كعبتها الثانية ، ولقد رأيته بها وقد أناف على التسعين والناس تستعين به ولا يستعين ، وكانت وفاته سنة الثامنة والستّين بعد الألف. إلى آخر كلامه سرّ سرّهما(2) .

أقول : ولهذا السيّد كتب ورسائل وحواش(3) وأجوبة مسائل ، منها : الشواهد المكيّة في مداحض حجج الخيالات المدنيّة ، ردّ فيها بعض أغلاط الفاضل محمّد أمين الأسترابادي ، تشرّفت بمطالعتها ؛ وله شرح الاثني عشريّة البهائية ؛ وله شرح على كتاب المختصر النافع.

قال شيخنا يوسف البحراني : جيد ، قد أطال فيه البحث والاستدلال‌

__________________

(1) الفهرست : 94 / 400.

(2) سلافة العصر : 302.

(3) في نسخة « ش » : حواشي.

٣٢٦

إلاّ أنّه لم يتم(1) .

1932 ـ علي بن أبي حمزة :

واسم أبي حمزة : سالم البطائني ، أبو الحسن ، مولى الأنصار ، كوفي ، وكان قائد أبي بصير يحيى بن القاسم ، وله أخ يسمّى جعفر بن أبي حمزة ، روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ثمّ وقف ، وهو أحد عمد الواقفة ،جش (2) .

وفيظم : واقفي(3) .

وكذاست ؛ وزاد : له أصل ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى جميعا ، عنه(4) .

وفيكش : قال محمّد بن مسعود : قال أبو الحسن علي بن الحسن بن فضّال(5) : علي بن أبي حمزة كذّاب متّهم ، وروى أصحابنا أنّ أبا الحسن الرضاعليه‌السلام قال بعد موت [ ابن ](6) أبي حمزة : أنّه اقعد في قبره فسئل عن الأئمّةعليهم‌السلام فأخبر بأسمائهم حتّى انتهى إليّ ، فسئل فوقف ، فضرب على رأسه ضربة امتلأ قبره نارا(7) .

قال محمّد بن مسعود : سمعت علي بن الحسن بن فضّال يقول : ابن‌

__________________

(1) لؤلؤة البحرين : 41.

(2) رجال النجاشي : 249 / 656.

(3) رجال الشيخ : 353 / 10.

(4) الفهرست : 96 / 418.

(5) في نسخة « ش » زيادة : عن.

(6) أثبتناه من المصدر.

(7) رجال الكشّي : 403 / 755.

٣٢٧

أبي حمزة كذّاب ملعون(1) .

وفيه : علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن أبي عبد الله الرازي ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال :قلت : جعلت فداك ، إنّي خلّفت ابن أبي حمزة وابن مهران ومهران وابن أبي سعيد أشدّ أهل الدنيا عداوة لله تعالى ، قال : فقال لي : ما ضرّك من ضلّ إذا اهتديت. الحديث(2) .

وفيه غير ذلك من الذموم ، وأنّه كان عنده ثلاثون ألف دينار للكاظمعليه‌السلام فجحدها وكان ذلك سبب وقفه(3) .

وفيصه ذكر كلام الشيخ وما فيجش وقول علي بن الحسن بن فضال : إنّ ابن أبي حمزة(4) كذّاب ملعون.

ثمّ قال : وقال غض : علي بن أبي حمزة لعنه الله أصل الوقف وأشدّ الخلق عداوة للولي من بعد أبي إبراهيمعليه‌السلام (5) .

وفيتعق : المشهور ضعفه ، وقيل بكونه موثّقا لقول الشيخ في العدّة : عملت الطائفة بأخباره(6) ، ولقوله في الرجال : له أصل ، ولقول غض في ابنه الحسن : أبوه أوثق منه(7) . ويؤيّده رواية صفوان وابن أبي عمير(8) وابن أبي‌

__________________

(1) رجال الكشّي : 404 / 756.

(2) رجال الكشّي : 405 / 760.

(3) رجال الكشّي : 404 / 757 و 759.

(4) أي : علي بن أبي حمزة ، كما في الخلاصة.

(5) الخلاصة : 231 / 1.

(6) عدّة الأصول : 1 / 381.

(7) مجمع الرجال : 2 / 122.

(8) كما في طريق الشيخ في الفهرست.

٣٢٨

نصر(1) وجعفر بن بشير(2) عنه.

وقول علي بن الحسن بن فضّال : ابن أبي حمزة كذّاب ملعون ، يمكن أن يكون المراد ابنه الحسن كما مرّ هناك عنه فيه(3) .

وفي حاشية التحرير : العجب أنّكش (4) حكاه مصرّحا باسم علي في ترجمة الحسن ، ولكن الظاهر أنّ في عبارة كتابه غلطا وأنّ « الحسن بن » سقطتا ، وما هنا موافق لأصل الاختيار ، فإنّه أورد الكلّ في الحسن مصرّحا باسمه ، وفي علي ذكر كما هنا ، فأصل التوهّم من هناك(5) ، انتهى.

وليست نسخةكش عندي ، والمصنّف نقل كما ذكر ، فالظاهر أنّ توهّمصه من قول طس وذكر « علي » تبعا له(6) .

أقول : في نسختي من الاختيار : علي بن أبي حمزة ، كما نقلهصه وابن طاوس أيضا ، وكذا في نسخة الميرزارحمه‌الله كما رأيت(7) ، ولا يبعد كون الأمر كما مرّ في حاشية طس من سقوط كلمتي « الحسن بن ».

إلاّ أنّ ذلك لا يجدي الرجل نفعا ، لتظافر الأخبار وتوافق كلمة الأخيار‌

__________________

(1) الكافي 1 : 346 / 35.

(2) الكافي 4 : 400 / 7.

(3) رجال الكشّي : 552 / 1042.

(4) كذا في النسخ والتعليقة ، وفي المصدر : النجاشي. انظر رجال النجاشي طبعة دار الإضواء بيروت : 132 / 72 ترجمة الحسن بن علي بن أبي حمزة ، حيث ذكر في الهامش عن نسخة مكان الحسن بن علي بن أبي حمزة : علي بن أبي حمزة.

(5) التحرير الطاووسي : 354 / 245.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 223.

(7) أقول : الذي نقله الميرزا عن الكشّي ـ كما تقدّم ـ من قول ابن فضّال إنّه كذّاب ملعون هو ابن أبي حمزة ، والوحيدقدس‌سره نظر إلى هذا الخبر بقوله « والمصنّف نقل كما ذكر » ، ولم يقصد خبر ابن فضّال المنقول أوّلا والذي فيه أنّه كذّاب متّهم.

٣٢٩

في ذمّه ، وفي طس : البناء على الطعن فيه من غير تردّد(1) .

وما مرّ عنتعق من أنّه قيل بكونه موثّقا. إلى آخره ، كذا نقل أيضا خالهرحمه‌الله (2) ؛ ولا يخفى أنّ له أصل لا يفيد مدحا أصلا ، وصرّحوا بأنّ كون الرجل ذا أصل لا يخرجه عن الجهالة مطلقا(3) . ونحوه قول غض في ابنه الحسن ، إذ كونه أوثق من رجل ضعيف متّفق على ضعفه أيّ حسن فيه؟! بقي الكلام في تصريح الشيخ بعمل الطائفة بأخباره ، ولا أظنّه ناهضا بمقاومة التصريحات الواردة بضعفه والأخبار المستفيضة في ذمّه ولعنه ، وإن حصل منه نوع اعتماد عليه بعد تأيّده برواية الثقات المذكورين(4) عنه ، فتأمّل جيّدا.

وفيمشكا : ابن أبي حمزة البطائني قائد أبي بصير ، عنه عبد الوهّاب ابن الصبّاح ، ومحمّد بن زياد ، ومحمّد بن أبي عمير ، والحسن بن محبوب ، وأحمد بن الحسن الميثمي ، وصفوان بن يحيى ، وظريف بن ناصح ، وأبو داود المسترق ، وعتيبة بيّاع القصب ، وعنه ابنه الحسن ، وأحمد بن محمّد ابن أبي نصر.

وفي بعض الأخبار : الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن علي بن أبي حمزة(5) . والظاهر أنّ القاسم هو الجوهري الضعيف ، لرواية‌

__________________

(1) التحرير الطاووسي : 355 / 245.

(2) الوجيزة : 255 / 1195.

(3) قال في المعراج : 129 / 61 في ترجمة أحمد بن عبيد : وكونه ذا كتاب لا ينهض بإخراجه عن الجهالة.

(4) المذكورين آنفا عن التعليقة ، وهم : صفوان ، وابن أبي عمير ، وابن أبي نصر ، وجعفر بن بشير.

(5) التهذيب 1 : 268 / 787.

٣٣٠

الحسين عنه ، وعلي هو ذا. وقد صرّح في الفقيه بأنّ القاسم بن محمّد الجوهري ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير(1) ، فتدبّر(2) .

1933 ـ علي بن أبي حمزة الثمالي :

وليس هو ابن أبي حمزة البطائني ، لأنّ البطائني ضعيف جدّا ، وهذا ابن أبي حمزة الثمالي.

قالكش : سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير. إلى آخره ،صه (3) .

ومرّ بتمامه في الحسين أخيه(4) .

1934 ـ علي بن أبي رافع :

تابعي ، من خيار الشيعة ، كانت له صحبة من أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكان كاتبا له ،صه (5) ،جش (6) .

1935 ـ علي بن أبي سهل حاتم.

ابن أبي حاتم القزويني ، أبو الحسن ، ثقة من أصحابنا في نفسه ، يروي عن الضعفاء ، أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان عنه بكتبه ،جش (7) .

ويأتي بعنوان ابن حاتم.

أقول : فيمشكا : ابن أبي سهل الثقة ، عنه أبو عبد الله بن شاذان ،

__________________

(1) الفقيه 3 : 350 / 1674.

(2) هداية المحدّثين : 113.

(3) الخلاصة : 96 / 29.

(4) رجال الكشّي : 406 / 761 ، وفيه : قول حمدويه فيه وفي أخويه وأبيه : إنّهم ثقات فاضلون.

(5) الخلاصة : 102 / 68.

(6) رجال النجاشي : 6 / 2.

(7) رجال النجاشي : 263 / 688.

٣٣١

والحسين بن علي بن شيبان القزويني ، والتلعكبري(1) .

1936 ـ علي بن أبي شجرة :

الذي ذكرهد (2) . يأتي بعنوان ابن شجرة.

1937 ـ علي بن أبي شعبة الحلبي :

ثقة ،صه (3) .

ومرّ عنجش في ابن ابنه أحمد بن عمر(4) .

أقول : وفي ابنه عبيد الله أيضا(5) .

1938 ـ علي بن أبي صالح :

واسم أبي صالح محمّد ، يلقّب بزرج ـ بالباء المنقّطة تحتها نقطة المضمومة والزاي المضمومة والراء الساكنة والجيم ـ يكنّى أبا الحسن ، كوفي ، حنّاط ـ بالحاء المهملة ـ قال النجاشي : لم يكن بذاك في المذهب والحديث وإلى الضعف ما هو ،صه (6) .

وفيجش ما نقله(7) .

أقول : المشهور في باء بزرج الضم كما مرّ عنصه ، وضبطهد أيضا‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 114.

(2) رجال ابن داود : 134 / 1012.

(3) الخلاصة : 103 / 71.

(4) رجال النجاشي : 98 / 245 ، ترجمة أحمد بن عمر بن أبي شعبة. وهو ابن أخيه لا ابن ابنه ، كما اتّضح هذا من عنوان النجاشي المذكور لأحمد ، ومن تصريحه في ترجمته بأنّه ـ أي أحمد ـ ابن عمّ عبيد الله.

(5) رجال النجاشي : 230 / 612 ، وفيه : وآل أبي شعبة بالكوفة بيت مذكور من أصحابنا.

إلى أن قال : وكانوا جميعهم ثقات مرجوعا إلى ما يقولون.

(6) الخلاصة : 234 / 21.

(7) رجال النجاشي : 257 / 675.

٣٣٢

كذلك(1) ، وكذا في ضح عند ذكره علي بن بزرج(2) ، لكن في ترجمة علي ابن أبي صالح قال : بفتح الباء(3) ، ولعلّه سهو من قلم ناسخ(4) .

والمشهور في الحنّاط أيضا كما في الموضع الثاني من ضح وكذا فيصه ود : الحاء المهملة والنون ، لكن في الموضع الأوّل من ضح جعله بالخاء المعجمة ، ولعلّه كالأوّل.

1939 ـ علي بن أبي العلاء :

مرّ في أخيه الحسين(5) .

وفيتعق : ربما كان هناك إشعار بمدحه ، بل مرّ عن السيّد الداماد توثيقه(6) (7) .

أقول : وفي الوجيزة : ممدوح(8) .

1940 ـ علي بن أبي القاسم :

عبد الله بن عمران البرقي المعروف أبوه بماجيلويه ، يكنّى أبا الحسن ، ثقة ، فاضل ، فقيه ، أديب ، رأى أحمد بن محمّد البرقي وتأدّب عليه ، وهو ابن بنته ، صنّف كتبا ،جش (9) .

__________________

(1) رجال ابن داود : 259 / 327.

(2) إيضاح الاشتباه : 222 / 405 ، ولم يضبط فيه الباء.

(3) إيضاح الاشتباه : 220 / 397.

(4) كذا في النسخ.

(5) عن رجال النجاشي : 52 / 117 ، وفيه : وأخواه علي وعبد الحميد ، روى الجميع عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكان الحسين أوجههم.

(6) تعليقة الداماد على رجال الكشّي : 1 / 243.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 225.

(8) الوجيزة : 256 / 1200.

(9) رجال النجاشي : 261 / 683.

٣٣٣

ويستفاد من تصحيح العلاّمة طريق صدوق؟؟؟ إلى الحارث بن المغيرة النصري توثيقه أيضا(1) .

وفيتعق : يأتي عنصه : ابن محمّد بن أبي القاسم(2) ، وكذا نقلد (3) ، ويأتي عن المصنّف في ماجيلويه(4) .

وفيجش في محمّد بن أبي القاسم أنّ أبا القاسم هو عبيد الله ، وأنّ محمّد بن علي يلقّب ماجيلويه(5) ، كما يظهر ذلك من الصدوق أيضا(6) .

ويظهر منه أيضا أنّ محمّد بن أبي القاسم عمّ محمّد بن علي(7) ، وهذا يشير إلى صحّة ما ذكره المصنّف هنا عنجش ( من عدم ذكر محمّد )(8) ، ويؤيّده كون أحمد بن عبد الله ابن بنت البرقي الراوي عنه كما مرّ فيه(9) ، وذلك بأن يكون عبد الله أبو القاسم صهر البرقي ، ويكون أحمد ومحمّد وعلي أولاده من ابنته ، فيكون ابن بنت البرقي لقب أحمد لا عبد الله(10) .

__________________

(1) الخلاصة : 278 ، الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 51.

(2) الخلاصة : 100 / 48.

(3) رجال ابن داود : 140 / 1073.

(4) منهج المقال : 399 ، وفيه : ماجيلويه يلقّب به محمّد بن علي بن محمّد بن أبي القاسم وجده محمّد بن أبي القاسم.

(5) رجال النجاشي : 353 / 947.

(6) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 51 في طريقه إلى الحارث بن المغيرة النصري.

(7) انظر مشيخة الفقيه : 4 / 63 و 130 ، الطريق إلى وهيب بن حفص والحسن بن علي بن أبي حمزة.

(8) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « م » والتعليقة.

(9) أي في ترجمة أحمد بن محمّد بن خالد نقلا عن الفهرست : 20 / 65 ، وفيه : أحمد بن عبد الله ابن بنت البرقي قال : حدّثنا جدّي أحمد بن محمّد.

(10) تعليقة الوحيد البهبهاني : 225.

٣٣٤

1941 ـ علي بن أبي المغيرة :

ثقة ،صه (1) ،د (2) .

والذي فيجش مرّ في ابنه الحسن(3) .

وفيق : ابن أبي المغيرة حسّان الزبيري ، أسند عنه(4) .

وفيتعق : الظاهر أنّ توثيقصه ود من كلامجش في ابنه ، ولا دلالة فيه عليه ، بل الظاهر عندي اختصاصه بالابن(5) .

أقول : تأمّل الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله أيضا في إفادة كلامجش توثيق علي(6) ، وفي النقد أنّه ليس نصّا في توثيقه(7) .

والعبارة المذكورة هكذا : الحسن بن علي بن أبي المغيرة ثقة هو وأبوه روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، ولا يبعد افادتها توثيقه إن جعلنا الراوي عنهماعليهما‌السلام الابن كما جعله العلاّمة ود ، ويؤيّده(8) ذكر الضمير بعد ثقة وقبل وأبوه ، لكن الأظهر كون المراد بالراوي الأب ، ويؤيّده ذكره في قر(9) وق(10) ، ويعضده إعادةجش الضمير ثانيا ، فإنّ بعد ما مرّ هكذا : وهو يروي كتاب أبيه عنه ، وفي هذا تأييد آخر لكون الراوي الأب ،

__________________

(1) الخلاصة : 103 / 69.

(2) رجال ابن داود : 135 / 1016.

(3) رجال النجاشي : 49 / 106.

(4) رجال الشيخ : 241 / 293 ، وفيه : الزبيدي.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 225.

(6) حاوي الأقوال : 48 / 166.

(7) نقد الرجال : 226 / 24.

(8) في نسخة « م » : ويؤكد.

(9) رجال الشيخ : 131 / 65.

(10) رجال الشيخ : 241 / 293.

٣٣٥

لأنّ الظاهر منه أنّه روى عنهماعليهما‌السلام وابنه روى عنه ، فتأمّل. وعلى هذا يكون الضمير المذكور أوّلا للفصل كما أفاده الفاضل عبد النبيرحمه‌الله (1) .

والمحقّق الشيخ محمّدرحمه‌الله مع اعترافه بأنّ الظاهر كون الراوي عنهماعليهما‌السلام الأب استظهر كون التوثيق لهما معا ، فتدبّر.

1942 ـ علي بن أحمد بن أبي جيد :

غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان ، ويأتي بعنوان ابن أحمد بن محمّد بن أبي جيد عنتعق (2) .

1943 ـ علي بن أحمد :

أبو القاسم الكوفي ، رجل من أهل الكوفة ، كان يقول : إنّه من آل أبي طالب ، وغلا في آخر عمره وفسد مذهبه. توفّي بموضع يقال له : كرمي ، من ناحية فسا ، بينه وبين فسا خمسة فراسخ وبينه وبين شيراز نيف وعشرون فرسخا ، وقبره بقرب الخان والحمّام أوّل ما تدخل كرمي من ناحية شيراز ؛ وهذا الرجل تدّعي له الغلاة منازل عظيمة ، وذكر الشريف أبو محمّد المحمّديرحمه‌الله أنّه رآه ،جش (3) .

وفيست : كان إماميّا مستقيم الطريقة ، وصنّف كتبا كثيرة سديدة ، منها : كتاب الأوصياء ، وكتاب في الفقه على ترتيب كتاب المزني ، ثمّ خلط وأظهر مذهب المخمّسة ، وصنّف كتابا في الغلوّ والتخليط ، وله مقالة تنسب إليه(4) .

__________________

(1) حاوي الأقوال : 48 / 165 ، إلاّ أنّه مع ذلك عنون علي أيضا في القسم الأوّل : 96 / 340.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 225.

(3) رجال النجاشي : 265 / 691.

(4) الفهرست : 91 / 389.

٣٣٦

وفي لم : مخمّس(1) .

وفيصه ذكر ملخّص ما فيست وجش ثمّ قال :أقول : هذا هو المخمّس صاحب البدع المحدثة ، وادّعى أنّه ابن هارون(2) بن الكاظمعليه‌السلام . ومعنى التخميس : أنّ عند الغلاة لعنهم الله أنّ سلمان والمقداد وأبا ذر وعمّارا وعمرو بن أميّة الضمري هم الموكّلون بمصالح العالم. تعالى الله عن ذلك(3) .

1944 ـ علي بن أحمد بن الحسين الطبري :

الآملي ، أبو الحسن ، شيخ كثير الحديث من أصحابنا ، ثقة ،صه (4) .

وزادجش : له كتاب ثواب الأعمال ، أخبرنا أبو الفرج الكاتب ، عن علي بن هبة الله بن الرائقة الموصلي ، عنه به(5) .

أقول : فيمشكا : ابن أحمد بن الحسين الطبري الثقة ، عنه علي بن هبة الله(6) .

1945 ـ علي بن أحمد بن طاهر :

هو ابن أحمد بن محمّد بن أبي جيد ،تعق (7) .

1946 ـ علي بن أحمد بن العباس :

والد النجاشي ، يذكره مترحّما ،تعق (8) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 485 / 54.

(2) في المصدر : أنّه من بني هارون.

(3) الخلاصة : 233 / 10.

(4) الخلاصة : 101 / 55.

(5) رجال النجاشي : 268 / 702.

(6) هداية المحدّثين : 211.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 225.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 225 ، ورجال النجاشي : 300 / 817 و 353 / 947.

٣٣٧

قلت (1) : من ذلك في ترجمة الصدوق ، ويظهر منها أنّه أيضا من مشايخه(2) .

1947 ـ علي بن أحمد بن عبد الله :

ابن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، في طريق الصدوق إلى محمّد بن مسلم(3) تصحيح العلاّمة بعض رواياته منسوبا إلى الصدوق وهو فيه على وجه ظاهره أنّه من الفقيه(4) ، وكثيرا ما يذكره الصدوق مترضّيا(5) مترحّما(6) ، وأشرنا في أبيه أنّه ابن بنت البرقي عند بعض مع تأمّلنا فيه(7) ، وقال جدّي : الظاهر أنّه ثقة عند الصدوق لاعتماده عليه في كثير من الروايات(8) ،

__________________

(1) في نسخة « م » : أقول.

(2) رجال النجاشي : 389 / 1049 ، قال : أخبرني بجميع كتبه ، وقرأت بعضها على والدي علي بن أحمد بن العبّاس النجاشيرحمه‌الله وقال لي : أجازني جميع كتبه لمّا سمعنا منه ببغداد.

(3) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 6.

(4) قال في المختلف : 1 / 311 في مسألة المبطون إذا فجأه الحدث وهو في الصلاة : لما رواه ابن بابويه في الصحيح عن محمّد بن مسلم عن الباقر 7. إلى آخره ، الفقيه 1 : 237 / 1043.

وقال أيضا ذلك في مسألة تروك الإحرام : 4 / 68 ، الفقيه 2 : 218 / 997.

وقال فيه أيضا : 4 / 81 : وما رواه محمّد بن مسلم في الصحيح. إلى أن قال : رواه ابن بابويه. الفقيه 2 : 218 / 997.

(5) التوحيد : 99 / 6 ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 275 / 10.

(6) الخصال : 98 / 48 ، 102 / 59 ، التوحيد : 103 / 18 ، 130 / 11.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 37.

(8) روضة المتّقين : 14 / 255 في تعليقه حول طريق محمّد بن مسلم قال : علي وأحمد مجهولان ، لكن اعتماد الصدوق عليهما مع اشتهار أصل محمّد بن مسلم فإنّه كان من أركان الدين ، وكتب أمثال هؤلاء عند الأصحاب كان كالنصوص المسموعة عنهمعليهم‌السلام ، فلا يضر جلالتهما.

٣٣٨

تعق(1) .

1948 ـ علي بن أحمد العلوي :

العقيقي.

له كتب ، منها : كتاب المدينة ، وكتاب المسجد ، وكتاب بين المسجدين ، كتاب النسب ، كتاب الرجال ؛ أخبرنا بذلك أحمد بن عبدون ، عن الشريف أبي محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى ، عن علي بن أحمد العقيقي. قال ابن عبدون : وفي أحاديث العقيقي مناكير ، قال : وسمعنا منه في داره في الجانب الشرقي في سوق العطش(2) درب الشواء ، لصيق دار أبي القاسم اليزيدي البزّاز ،ست (3) .

وفيلم : روى عنه ابن أخي طاهر ، مخلّط(4) .

وفيصه ما ذكره الشيخ عن ابن عبدون من أنّ في أحاديثه مناكير(5) .

وفيتعق : قال جدّي : المنكر ما لا يفهموه ولم يكن موافقا لعقولهم(6) (7) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 225.

(2) سوق العطش : كان من أكبر محلة ببغداد بالجانب الشرقي بين الرصافة ونهر المعلّى ، بناه سعيد الحرشي للمهدي وحوّل إليه التجّار ليخرّب الكرخ ، وقال له المهدي عند تمامها : سمّها سوق الري ، فغلب عليها سوق العطش ، وأوّل سوق العطش يتّصل بسويقة الحرشي ، وهذا كلّه الآن خراب لا عين له ولا أثر ، ولا أحد من أهل بغداد يعرف موضعه.

وقيل : إنّ سوق العطش كانت بين باب الشماسيّة والرصافة تتصل بمسناة معز الدولة.

راجع معجم البلدان : 3 / 284.

(3) الفهرست : 97 / 424.

(4) رجال الشيخ : 486 / 60.

(5) الخلاصة : 233 / 12.

(6) روضة المتّقين : 14 / 391.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 225.

٣٣٩

أقول : هذا هو العقيقي الذي جعلنا في أوّل الكتاب علامته «عق » تبعا لـد وغيره ، وهو من أجلّة العلماء الإماميّة وأعاظم الفقهاء الاثني عشريّة ، صاحب الكتب المذكورة والمصنّفات المأثورة ، وقد أكثر العلاّمة فيصه من النقل عن كتابه الرجال ، وعدّ قوله في جملة أقوال العلماء الأبدال ، وكثيرا ما يدرج الرجال في المقبولين بمجرّد مدحه وقبوله ، وربما أشرنا إليه في بعض التراجم ، منها ما في نجم بن أعين(1) ، ومنها ما في صالح بن ميثم(2) ، ومنها في ترجمة أبي هريرة البزّاز(3) ، ومنها في ترجمة أمّ الأسود(4) ، ومنها في ترجمة عبد الملك بن عبد الله(5) ، وترجمة عيسى بن عبد الله بن سعد(6) ؛ وكذاد (7) ، بل وجش أيضا يذكره معتمدا عليه مستندا إليه ، منه ما مرّ في ترجمة زياد بن عيسى(8) .

ويظهر من غض الذي لم يسلم من طعنه جليل عدم تطرّق الطعن إليه وإلى كتبه ومصنّفاته ، وأنّها معروفة لدى علمائنا رضي الله عنهم مشهورة كما مرّ في الحسن بن محمّد بن يحيى(9) .

__________________

(1) الخلاصة : 176 / 5.

(2) الخلاصة : 88 / 3.

(3) الخلاصة : 191 / 42.

(4) الخلاصة : 191 / 41.

(5) الخلاصة : 115 / 8.

(6) الخلاصة : 123 / 7.

(7) رجال ابن داود : 110 / 772 و 131 / 972 و 149 / 1174 و 195 / 1630.

(8) رجال النجاشي : 170 / 449.

(9) مجمع الرجال : 2 / 154 نقل فيه عن ابن الغضائري الطعن على الحسن بن محمّد بن يحيى ثمّ قال : وما تطيب الأنفس من روايته إلاّ فيما يرويه من كتب جدّه الذي رواها عنه غيره ، وعن علي بن أحمد بن علي العقيقي من كتبه المصنّفة المشهورة.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

نبيِّ » فمن ظلمنا كان من جملة الظالمين، وكان لعنة الله عليه لقوله تعالى: « إلّا لعنة الله على الظالمين ».

وأمّا ما سألت عنه من أمر المولود الّذي تنبت غلفته بعد ما يختن هل يختن مرَّة أُخرى؟ فإنّه يجب أن يقطع غلفته فإنَّ الأرض تضجُّ إلى الله عزَّ وجلَّ من بول الاغلف أربعين صباحاً(١) .

وأمّا ما سألت عنه من أمر المصلّي والنار والصورة والسراج بين يديه هل تجوز صلاته فإنَّ النّاس اختلفوا في ذلك قبلك، فإنه جائز لمن لم يكن من أولاد عبدة الاصنام أو عبدة النيران أن يصلّي والنار والصورة والسراج بين يديه، ولا يجوز ذلك لمن كان من أولاد عبدة الاصنام والنيران.

وأمّا ما سألت عنه من أمر الضياع الّتي لنا حيتنا هل يجوز القيام بعمارتها واداء الخراج منها وصرف ما يفضل من دخلها إلى الناحية احتساباً للاجر وتقرُّباً إلينا(٢) فلا يحلُّ لأحد أن يتصرَّف من مال غيره بغير إذنه فكيف يحلُّ ذلك في ما لنا، من فعل شيئاً من ذلك من غير أمرنا فقد استحلَّ منّا ما حرَّم عليه، ومن أكل من أموالنا شيئاً فإنّما يأكل في بطنه ناراً وسيصلى سعيراً.

وأما ما سألت عنه من أمر الرَّجل الّذي يجعل لنا حيتنا ضيعة ويسلّمها من قيم يقوم بها ويعمرها ويؤدِّي من دخلها خراجها ومؤونتها ويجعل ما يبقى من الدخل لنا حيتنا، فإنَّ ذلك جائز لمن جعله صاحب الضيعة قيما عليها، إنّما لا يجوز ذلك لغيره.

وأمّا ما سألت عنه من أمر الثمار من أموالنا يمرُّ بها المار فيتناول منه ويأكله هل يجوز ذلك له؟ فإنه يحلُّ له أكله ويحرم عليه حمله.

٥٠ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدَّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير، عن عليِّ بن أبي حمزة،

____________

(١) الاغلف بالغين المعجمة، والاقلف بالقاف بمعنى وهو الصبي الّذي لم يختن.

(٢) في بعض النسخ « اليكم ».

٥٢١

عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : أصلحك الله ما أيسر ما يدخل به العبد النّار؟ قال: من أكل من مال اليتيم درهماً - ونحن اليتيم.

قال مصنّف هذا الكتابرضي‌الله‌عنه : معنى اليتيم هو المنقطع القرين في هذا الموضع، فسمّي النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا المعنى يتيماً، وكذلك كلُّ إمام بعده يتيم بهذا المعنى، والآية في أكل أموال اليتامى ظلما فيهم نزلت، وجرت من بعدهم في سائر الايتام، والدُّرَّة اليتيمة إنّما سمّيت يتيمة لأنّها منقطعة القرين.

٥١ - حدَّثنا أبو جعفر محمّد بن محمّد الخزاعيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أبو عليٍّ ابن أبي الحسين الاسديُّ، عن أبيهرضي‌الله‌عنه قال: ورد عليَّ توقيع من الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري - قدَّس الله روحه - إبتداء لم يتقدّمه سؤال « بسم الله الرّحمن الرَّحيم لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين على من استحلَّ من مالنا درهماً » قال أبو الحسين الأسديرضي‌الله‌عنه : فوقع في نفسي أنَّ ذلك فيمن استحل من مال الناحية درهماً دون من أكل منه غير مستحل له. وقلت في نفسي: أنَّ ذلك في جميع من استحل محرّماً، فأيّ فضل في ذلك للحجّةعليه‌السلام على غيره؟ قال: فوالّذي بعث محمداً بالحقِّ بشيرا لقد نظرت بعد ذلك في التوقيع فوجدته قد انقلب إلى ما وقع في نفسي:

« بسم الله الرّحمن الرّحيم لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين على من أكل من مالنا درهماً حراماً ».

قال أبو جعفر محمّد بن محمّد الخزاعيُّ: أخرج إلينا أبو عليٍّ بن أبي الحسين الاسديُّ هذا التوقيع حتّى نظرنا إليه وقرأناه.

٥٢ - حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام الكلينيُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكلينيُّ، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطينيِّ قال: كتبت إلي عليِّ بن محمّد بن عليٍّعليهم‌السلام : رجل جعل لك جعلني الله فداك - شيئاً من ماله، ثمَّ احتاج إليه أيأخذه لنفسه أو يبعث به إليك؟ قال: هو بالخيار في ذلك ما لم يخرجه عن يده ولو وصل إلينا لرأينا أن نواسيه به وقد احتاج إليه(١) .

__________________

(١) لا مناسبة لهذا الحديث بالباب لأنّه منعقد لتوقيعات القائمعليه‌السلام فقط.

٥٢٢

٤٦

( باب )

* (ما جاء في التعمير) *

١ - حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: حدَّثنا محمّد ابن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام قال: عاش نوحعليه‌السلام ألفي سنّة وخمسمائة سنة. منها ثمانمائة وخمسون سنّة قبل أن يبعث، وألف سنّة إلّا خمسين عاماً وهو في قومه يدعوهم، وسبعمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء(١) فمصر إلّا مصار وأسكن ولده البلدان.

ثمَّ إنَّ ملك الموتعليه‌السلام جاءه وهو في الشمس فقال له: السلام عليك، فردَّ الجواب، فقال له: ما جاء بك يا ملك الموت؟ فقال: جئت لاقبض روحك، فقال له: تدعني أخرج من الشمس إلى الظلِّ؟ فقال له: نعم، فتحول نوحعليه‌السلام ، ثمّ قال: يا ملك الموت كأنَّ ما مرَّبي من الدُّنيا مثل تحوُّلي من الشمس إلى الظلِّ، فامض لمّا امرت به، قال: فقبض روحهعليه‌السلام .

٢ - حدَّثنا محمّد بن عليٍّ ماجيلويهرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن ارومة قال: حدّثني سعيد بن جناح، عن أيّوب بن راشد، عن رجل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كانت أعمار قوم نوحعليه‌السلام ثلاثمائة سنّة، ثلاثمائة سنة.

٣ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أحمد بن إدريس؛ ومحمّد بن يحيى العطّار جميعاً قالا: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى قال: حدّثنا محمّد بن يوسف التميميّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: عاش أبو البشر آدمعليه‌السلام تسعمائة وثلاثين سنّة، وعاش نوحعليه‌السلام ألفي سنّة وأربعمائة سنّة وخمسين سنّة، وعاش إبراهيمعليه‌السلام مائة وخمسا وسبعين سنّة، وعاش إسماعيل بن إبراهيمعليهما‌السلام

__________________

(١) أي غار.

٥٢٣

مائة وعشرين سنّة، وعاش إسحاق بن إبراهيمعليهما‌السلام مائة وثمانين سنّة وعاش يعقوب ابن إسحاق مائة وعشرين سنّة، وعاش يوسف بن يعقوبعليهما‌السلام مائة وعشرين سنّة، وعاش موسىعليه‌السلام مائة وستّاً وعشرين سنّة، وعاش هارونعليه‌السلام مائة وثلاثاً وثلاثين سنّة، وعاش داودعليه‌السلام مائة سنّة منها أربعين سنّة ملكه، وعاش سليمان بن داودعليهما‌السلام سبعمائة واثنتي عشرة سنة.

٤ - حدّثنا محمّد بن عليِّ بن بشار القزوينيُّرضي‌الله‌عنه قال: حدَّثنا أبو الفرج المظفّر بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفيُّ قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيُّ قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن صالح البزَّاز قال: سمعت الحسن بن عليٍّ العسكريعليهما‌السلام يقول: إنَّ ابني هو القائم من بعدي وهو الّذي يجري فيه سنن الأنبياءعليهم‌السلام بالتعمير والغيبة حتّى تقسو القلوب لطول الامد فلا يثبت على القول به إلّا من كتب الله عزَّ وجلَّ في قلبه الايمان وأيده بروح منه.

٥ - حدَّثنا محمّد بن أحمد الشيبانيُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيُّ، عن موسى بن عمران النخعيِّ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفليِّ، عن حمزة ابن حمران عن أبيه حمران بن أعين، عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيّد العابدين عليَّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول: في القائم سنّة من نوحعليه‌السلام وهي طول العمر.

٦ - حدَّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام أنَّه قال في حديث يذكر فيه قصّة داودعليه‌السلام : إنَّه خرج يقرأ الزَّبور وكان إذا قرأ الزَّبور لا يبقي جبل ولا حجرٌ ولا طائر إلّا جاوبته، فانتهى إلى جبل فإذا على ذلك الجبل نبيٌّ عابد يقال له: حزقيل، فلمّا سمع دويَّ الجبال وأصوات السباع والطير علم أنَّه داودعليه‌السلام ، فقال داودعليه‌السلام : يا حزقيل تأذن لي فأصعد إليك؟ قال: لا، فبكي داود فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه يا حزقيل لا تعبّر داود وسلني العافية، قال: فأخذ حزقيل بيد داودعليه‌السلام ورفعه إليه، فقال داود: يا حزقيل هل هممت بخطيئة قطُّ؟ قال: لا، قال: فهل دخلك العجب بما أنت فيه من عبادة الله؟ قال: لا،

٥٢٤

قال: فهل ركنت إلى الدُّنيا فأحببت أن تأخذ من شهواتها ولذَّاتها؟ قال: بلى ربما عرض ذلك بقلبي، قال: فما كنت تصنع إذا كان ذلك؟ قال: أدخل إلى هذا الشعب فأعتبر بما فيه، قال: فدخل داودعليه‌السلام الشعب فإذا سرير من حديد عليه جمجمة بالية وعظام فانية وإذا لوح من حديد فيه كتابة فقرأها داودعليه‌السلام فإذا فيها أنا أروى بن سلم، ملكت ألف سنّة، وبنيت ألف مدينة، وافتضضت ألف بكر، فكان آخر عمري أن صار التراب فراشي، والحجارة وسادتي، والدِّيدان والحيّات جيراني، فمن رآني فلا يغترّ بالدُّنيا.

٤٧

( باب )

* (حديث الدجال وما يتصل به من أمر القائمعليه‌السلام ) *

١ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاقرضي‌الله‌عنه قال: حدَّثنا عبد العزيز ابن يحيى الجلوديُّ بالبصرة قال: حدَّثنا الحسين بن معاذ قال: حدَّثنا قيس بن حفص قال: حدّثنا يونس بن أرقم، عن أبي سيّار الشيبانيِّ، عن الضحّاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة قال: خطبنا أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالبعليه‌السلام فحمد الله عزَّ وجلَّ وأثنى عليه وصلى على محمّد وآله، ثمّ قال: سلوني أيّها النّاس قبل أن تفقدوني - ثلاثا - فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين متى يخرج الدَّجّال؟ فقال له عليٌّعليه‌السلام : اقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما أردت، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل، ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضاً كحذو النعل بالنعل، وإن شئت أنبأتك بها؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين.

فقالعليه‌السلام : احفظ فإنَّ علامة ذلك: إذا أمات النّاس الصلاة، وأضاعوا الامانة واستحلّوا الكذب، وأكلوا الرِّبا، وأخذوا الرُّشا، وشيّدوا البنيان، وباعوا الدِّين بالدُّنيا، واستعملوا السفهاء، وشاوروا النساء، وقطعوا الأرحام، واتبعوا الاهواء واستخفّوا بالدماء، وكان الحلم ضعفاً، والظلم فخراً، وكانت الامراء فجرة، والوزراء

٥٢٥

ظلمة، والعرفاء خونة(١) ، والقرَّاء فسقة، وظهرت شهادت الزُّور(٢) ، واستعلن الفجور، وقول البهتان، والاثم والطغيان، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد، وطولت المنارات، واكرمت الاشرار، وازدحمت الصفوف، واختلفت القلوب، ونقضت العهود، واقترب الموعود، وشارك النساء أزواجهنَّ في التّجارة حرصاً على الدُّنيا، وعلت أصوات الفسّاق واستمع منهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، واتّقي الفاجر مخافة شرِّه، وصدِّق الكاذب، وائتمن الخائن. واتخذت القيان والمعازف(٣) ، ولعن آخر هذه الاُمّة أوَّلها، وركب ذوات الفروج السروج، وتشبّه النساء بالرِّجال، والرِّجال بالنساء، وشهد الشاهد من غير أن يُستشهد، وشهد الاخر قضاء لذمام بغير حقٍّ عرفه وتفقُّه لغير الدِّين، وآثروا عمل الدُّنيا على الاخرة، ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذِّئاب، وقلوبهم أنتن من الجيف وأمرُّ من الصبر، فعند ذلك الوحا الوحا(٤) ، ثمّ العجل العجل، خير المساكن يومئذ بيت المقدَّس، وليأتينَّ على النّاس زمانٌ يتمنى أحدهم(٥) أنَّه من سكانه.

فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال: يا أمير المؤمنين من الدَّجّال؟ فقال: إلّا إنَّ الدَّجّال صائد بن الصيد(٦) ، فالشقي من صدقه. والسعيد من كذَّبه، يخرج من بلدة يقال لها إصفهان، من قرية تعرف باليهوديّة، عينه اليمنى ممسوحة، والعين الاخرى في جبهته تضيء كأنّها كوكب الصبح، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدَّم، بين عينيه مكتوب كافر، يقرؤه كلُّ كاتب واُمّيٍّ، يخوض البحار وتسير معه الشمس، بين يديه جبل

__________________

(١) المراد بالعرفاء هنا جمع عريف وهو العالم بالشيء والذى يعرف أصحابه والقيم بامر القوم والنقيب.

(٢) في بعض النسخ « شهادات الزور ».

(٣) جمع قنية: الاماء المغنيات.

(٤) الوحا الوحا يعني السرعة السرعة، البدار البدار.

(٥) في بعض النسخ « يود احدهم ».

(٦) في بعض النسخ « صائد بن الصيد ». وفي سنن الترمذي « ابن صياد ».

٥٢٦

من دخان، وخلفه جبل أبيض يُري النّاس أنَّه طعام، يخرج حين يخرج في قحط شديد تحته حمار أقمر، خطوة حماره ميلٌ، تطوي له الأرض منهلاً منهلاً، لا يمرُّ بماء إلّا غار إلى يوم القيامة، ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجنِّ والانس والشياطين يقول: إليَّ أوليائي(١) « أنا الّذي خلق فسوَّى وقدَّر فهدى، أنا ربّكم الاعلى ». وكذب عدوُّ الله، إنَّه أعور يطعم الطعام، ويمشي في الاسواق، وإنَّ ربّكم عزَّ وجلَّ ليس بأعور، ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول. تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

ألا وإنَّ أكثر أتباعه يومئذ أولاد الزِّنا، وأصحاب الطيالسة الخضر، يقتله الله عزَّ وجلَّ بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة على يد من يصلّي المسيح عيسى بن مريمعليهما‌السلام خلفه إلّا إنَّ بعد ذلك الطامّة الكبرى.

قلنا: وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: خروج دابّة ( من ) الأرض من عند الصفا، معها خاتم سليمان بن داود، وعصى موسىعليهم‌السلام ، يضع الخاتم على وجه كلِّ مؤمن فينطبع فيه: هذا مؤمن حقّاً، ويضعه على وجه كلّ كافر فينكتب هذا كافر حقا، حتّى أنَّ المؤمن لينادي: الويل لك يا كافر، وإنَّ الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن، وددت أنّي اليوم كنت مثلك فأفوز فوزاًً عظيماً.

ثمَّ ترفع الدَّابّة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جلَّ جلاله وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة، فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع « ولا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ».

ثمَّ قالعليه‌السلام « لا تسألوني عمّا يكون بعد هذا فإنّه عهد عهده إليَّ حبيبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن لا اُخبر به غير عترتي.

قال النزال بن سبرة: فقلت لصعصعة بن صوحان: يا صعصعة ما عنى أمير المؤمنينعليه‌السلام بهذا؟ فقال صعصعة: يا ابن سبرة إن الّذي يصلّي خلفه عيسى بن مريمعليه‌السلام هو الثاني عشر من العترة، التاسع من ولد الحسين بن عليّعليهما‌السلام ، وهو الشمس

__________________

(١) أي اسرعوا، أو الى مرجعكم أوليائي والاول أنسب.

٥٢٧

الطالعة من مغربها يظهر عند الرُّكن والمقام فيطهّر الأرض، ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحدٌ أحداً.

فأخبر أمير المؤمنينعليه‌السلام أنَّ حبيبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عهد إليه أن لا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الائمّة صلوات الله عليهم أجمعين.

وحدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر بن عثمان بن الفضل العقيليُّ الفقيه قال: حدّثنا أبو عمر [ و ] محمّد بن جعفر بن المظفّر؛ وعبد الله بن محمّد بن عبد الرَّحمن الرّازيُّ، وأبو سعيد عبد الله بن محمّد بن موسى بن كعب الصيدانيّ؛ وأبو الحسن محمّد بن عبد الله بن صبيح الجوهريّ قالوا: حدّثنا أبو يعلى بن أحمد بن المثنّى الموصليُّ، عن عبد الاعلى بن حمّاد النرسيّ، عن أيّوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا الحديث مثله سواء.

٢ - حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر بن عثمان بن الفضل العقيليُّ الفقيه بهذا الاسناد عن مشايخه، عن أبي يعلى الموصليّ، عن عبد الاعلى بن حمّاد النرسيُّ، عن أيّوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: إنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلّى ذات يوم بأصحابه الفجر، ثمَّ قام مع أصحابه حتّى أتى باب دار بالمدينة فطرق الباب فخرجت إليه امرأة فقالت: ما تريد يا أبا القاسم؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أمَّ عبد الله استأذني لي على عبد الله، فقالت يا أبا القاسم وما تصنع بعبد الله فوالله إنَّه لمجهود في عقله يحدّث في ثوبه وإنّه ليراودني على الامر العظيم، فقال: استأذني عليه، فقالت: أعلى ذمّتك، قال: نعم، فقالت: ادخل، فدخل فإذا هو في قطيفة له يهينم فيها(١) ، فقالت أمّه: اسكت واجلس هذا محمّد قد أتاك فسكت وجلس فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما لها لعنها الله لو تركتني لأخبرتكم أهو هو، ثمّ قال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما تري؟ قال: أرى حقّاً وباطلاً، وأرى عرشاً على الماء، فقال: اشهد أن لاإله إلّا الله وأنّي رسول الله، فقال: بل تشهد أن لا إله إلّا الله وأني رسول الله، فما جعلك الله بذلك أحقّ منّي.

فلما كان اليوم الثاني صلّىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأصحابه الفجر، ثمَّ نهض فنهضوا معه حتّى

__________________

(١) الهينمة: الصوت الخفي والكلام الّذي لا يفهم. وفي بعض النسخ « يهمهم فيها ».

٥٢٨

طرق الباب فقالت أمّه: ادخل، فدخل فإذا هو في نخلة يغرد فيها(١) ، فقالت له أمّه: اسكت وانزل هذا محمّد قد أتاك فسكت، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما لها لعنها الله لو تركتني لأخبرنكم أهو هو.

فلمّا كان في اليوم الثالث صلّى النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأصحابه الفجر، ثمّ نهض ونهض القوم معه حتّى أتى ذلك المكان فإذا هو في غنم له ينعق بها، فقالت له أمّه: اسكت واجلس هذا محمّد قد أتاك، فسكت وجلس وقد كانت نزلت في ذلك اليوم آيات من سورة الدُّخان فقرأها بهم النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في صلاة الغداة، ثمّ قال: أتشهد أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله؟ فقال: بل تشهد أن لا إله إلّا الله وأني رسول الله فما جعلك الله بذلك أحقَّ منّي.

فقال النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّي قد خبأت لك خبيئاً فما هو؟ فقال: الدُّخ الدُّخ(٢) فقال النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إخسأ فانّك لن تعدو أجلك، ولن تبلغ أملك ولن تنال إلّا ما قُدِّر لك.

ثمَّ قال لاصحابه: أيّها النّاس ما بعث الله عزَّ وجلَّ نبيّاً إلّا وقد أنذر قومه الدَّجّال، وإنَّ الله عزَّ وجلَّ قد أخره إلى يومكم هذا فمهما تشابه عليكم من أمره فإنَّ ربّكم ليس بأعور، أنَّه يخرج على حمار عرض ما بين أذنيه ميل، يخرج ومعه جنة ونار وجبل من خبز ونهر من ماء، أكثر أتباعه اليهود والنساء والاعراب، يدخل آفاق الأرض كلّها إلّا مكة ولا بتيها، والمدينة ولا بتيها(٣) .

قال مصنّف هذا الكتابرضي‌الله‌عنه : أنَّ أهل العناد والجحود يصدقون بمثل هذا الخبر ويروونه في الدَّجال وغيبته وطول بقائه المدَّة الطويلة وخروجه في آخر الزَّمان، ولا يصدِّقون بأمر القائمعليه‌السلام وأنّه يغيب مدة طويلة، ثمّ يظهر فيملأ

__________________

(١) الغر - بالتحريك - التطريب في الصوت والغناء.

(٢) يعنى الدخان، وخبات أي سترت.

(٣) لابتا المدينة: حرتاه، واللابة: الحرة وهي الأرض ذات الحجارة السود الّتي فد البستها لكثرتها.

٥٢٩

الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، مع نصِّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والائمّةعليهم‌السلام بعده عليه باسمه وغيبته ونسبه، وإخبارهم بطول غيبته إرادة لاطفاء نور الله عزَّ وجلَّ وإبطالاً لامر ولي الله، ويأبى الله إلّا أن يتمَّ نوره ولو كره المشركون، وأكثر ما يحتجّون به في دفعهم لامر الحجّةعليه‌السلام أنّهم يقولون: لم نرو هذه الأخبار الّتي تروونها في شأنه ولا نعرفها.

وهكذا يقول من يجحد نبوَّة نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الملحدين والبراهمة واليهود والنصارى والمجوس أنَّه ما صحَّ عندنا شيء ممّا تروونه من معجزاته ودلائله ولا نعرفها، فنعتقد ببطلان أمره لهذه الجهة، ومتى لزمنا ما يقولون لزمهم ما تقوله هذه الطوائف وهم أكثر عدداً منهم، ويقولون أيضاً: ليس في موجب عقولنا أن يعمر أحدٌ في زماننا هذا عمراً يتجاوز عمر أهل الزَّمان، فقد تجاوز عمر صاحبكم على زعمكم عمر أهل الزمان.

فنقول لهم: أتصدِّقون على أنَّ الدّجَّال في الغيبة يجوز أن يعمر عمراً يتجاوز عمر أهل الزَّمان، وكذلك إبليس اللعين ولا تصدِّقون بمثل ذلك لقائم آل محمّدعليهم‌السلام مع النصوص الواردة فيه بالغيبة وطول العمر والظهور بعد ذلك للقيام بأمر الله عزَّ وجلَّ وما روي في ذلك من الأخبار الّتي قد ذكرتها في هذا الكتاب ومع ما صحَّ عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ قال: « كلّ ما كان في الامم السالفة يكون في هذه الاُمّة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ».

وقد كان فيمن مضى من أنبياء الله عزَّ وجلَّ وحججهعليهم‌السلام معمّرون، أمّا نوحعليه‌السلام فإنّه عاش ألفي سنّة وخمسمائة سنّة، ونطق القرآن بأنّه « لبث في قومه ألف سنّة إلّا خمسين عاماً ».

وقد روي في الخبر الّذي قد أسندته في هذا الكتاب أنَّ في القائمعليه‌السلام سنّة من نوحعليه‌السلام وهي طول العمر فكيف يدفع أمره ولا يدفع ما يشبهه من الأُمور الّتي ليس شيء منها في موجب العقول، بل لزم الاقرار بها لأنّها رويت عن النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وهكذا يلزم الاقرار بالقائمعليه‌السلام من طريق السمع وفي موجب أيِّ عقل من

٥٣٠

العقول أنَّه يجوز أن يلبث أصحاب الكهف في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً، هل وقع التصديق بذلك إلّا من طريق السمع، فلم لا يقع التصديق بأمر القائمعليه‌السلام أيضاً من طريق السمع وكيف يصدِّقون ما يرد من الأخبار عن وهب بن المنبّه، وعن كعب الاحبار في المحالات الّتي لا يصحُّ شيءٌ منها في قول الرَّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا في موجب العقول، ولا يصدِّقون بما يرد عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والائمّةعليهم‌السلام في القائم وغيبته وظهوره بعد شك أكثر النّاس في أمره وارتدادهم عن القول به، كما تنطق به الاثار الصحيحة عنهمعليه‌السلام هل هذا إلّا مكابرة في دفع الحق وجحوده.

كيف لا يقولون: أنَّه لمّا كان في الزَّمان غير محتمل للتعمير وجب أن تجري سنة الاولين بالتعمير في أشهر الاجناس تصديقاً لقول صاحب الشريعةصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا جنس أشهر من جنس القائمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنّه مذكور في الشرق والغرب على ألسنة المقرّين به والسنة المنكرين له، ومتى بطل وقوع الغيبة بالقائم الثاني عشر من الائمّةعليهم‌السلام مع الرِّوايات الصحيحة عن النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنَّه أخبر بوقوعها بهعليه‌السلام بطلت نبوَّته لأنّه يكون قد أخبر بوقوع الغيبة بمن لم يقع به، ومتى صحَّ كذبه في شيء لم يكن نبيّاً وكيف يصدِّقعليه‌السلام فيما أخبر به في أمر عمّار بن ياسررضي‌الله‌عنه أنَّه تقتله الفئة الباغية وفي أمير المؤمنينعليه‌السلام أنَّه تخضب لحيته من دم رأسه، وفي الحسن بن عليّعليهما‌السلام أنَّه مقتول بالسمِّ، وفي الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام أنَّه مقتول بالسيف؟ ولا يصدَّق فيما أخبر به من أمر القائم ووقوع الغيبة به والتعيين عليه(١) باسمه ونسبه؟! بلى هوعليه‌السلام صادق في جميع أقواله، مصيب في جميع أحواله، ولا يصحُّ إيمان عبد حتّى لا يجد في نفسه حرجاً ممّا قضى ويسلّم له في جميع الأُمور تسليماً، ولا يخالطه شكٌّ ولا ارتياب، وهذا هو الاسلام، والاسلام هو الاستسلام والانقياد. « ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ».

ومن أعجب العجائب أنَّ مخالفينا يروون أن عيسى بن مريمعليه‌السلام مرَّ بأرض كربلا فرأى عدَّة من الظباء هناك مجتمعة، فأقبلت إليه وهي تبكي وأنّه جلس وجلس

__________________

(١) في بعض النسخ « والنص عليه ».

٥٣١

الحواريّون فبكى وبكى الحواريّون، وهم لا يدرون لم جَلس ولم بكى، فقالوا: يا روح الله وكلمته ما يبكيك؟ قال: أتعلمون أيَّ أرض هذه؟ قالوا: لا، قال: هذه أرض يُقتل فيها فرخ الرَّسول أحمد وفرخ الحرَّة الطاهرة(١) البتول شبيهة اُمّي، ويلحد فيها، هي أطيب من المسك لأنّها طينة الفرخ المستشهد، وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء، وهذه الظباء تكلّمني وتقول: إنّها ترعى في هذه الأرض شوقاً إلى تربة الفرخ المستشهد المبارك، وزعمت أنّها آمنة في هذه الأرض، ثمّ ضرب بيده إلى بعر تلك الظباء فشمّها فقال: اللّهمَّ أبقها أبداً حتّى يشمّها أبوه فيكون له عزاء وسلوة، وإنّها بقيت إلى أيّام أمير المؤمنينعليه‌السلام حتّى شمّها وبكى وأخبر بقصّتها لمّا مرَّ بكربلاء.

فيصدِّقون بأن بعر تلك الظباء تبقى زيادة على خمسمائة سنة لم تغيّرها الامطار والرِّياح ومرور الأيّام واللّيالي والسنين عليه، ولا يصدِّقون بأن القائم من آل محمّدعليهم‌السلام يبقى حتّى يخرج بالسيف فيبير أعداء الله عزَّ وجلَّ ويظهر دين الله. مع الأخبار الواردة عن النبيِّ والائمّة صلوات الله عليهم بالنصِّ عليه باسمه ونسبه وغيبته المدَّة الطويلة، وجرى سنن الاوَّلين فيه بالتعمير، هل هذا إلّا عناد وجحود للحقِّ؟ [ نعوذ بالله من الخذلان ].

٤٨

( باب )

[ حديث الظباء بأرض نينوى ]

* (في سياق هذا الحديث على جهته ولفظه) *

١ - حدّثنا أحمد بن الحسن بن القطان وكان شيخاً لاصحاب الحديث ببلد الرِّي يعرف بأبي عليِّ بن عبد ربّه قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول قال: حدّثنا عليُّ ابن عاصم، عن الحصين بن عبد الرَّحمن، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: كنت مع

__________________

(١) في بعض النسخ « الخيرة الطاهرة ».

٥٣٢

أمير المؤمنينعليه‌السلام في خرجته إلى صفّين، فلمّا نزل بنينوى وهو شطُّ الفرات قال: بأعلى صوته: يا ابن عبّاس أتعرف هذا الموضع؟ قال: قلت: ما أعرفه يا أمير المؤمنين، فقال: لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتّى تبكي كبكائي، قال: فبكى طويلاً حتّى اخضلت لحيته(١) وسالت الدُّموع على صدره وبكينا معه وهو يقول: أوه أوه مالي ولال أبي سفيان مالي ولال حرب: حزب الشيطان وأولياء الكفر؟! صبراً يا أبا عبد الله فقد لقي أبوك مثل الّذي تلقى منهم، ثمَّ دعا بماء فتوضأ وضوء الصلاة فصلّى ما شاء الله أن يصلّي.

ثم ذكر نحو كلامه الاوَّل إلّا أنَّه نعس عند انقضاء صلاته ساعة، ثمّ انتبه فقال: يا ابن عبّاس، فقلت: ها أناذا، فقال: إلّا اخبرك بما رأيت في منامي آنفاً عند رقدتي؟ فقلت: نامت عيناك ورأيت خيراً يا أمير المؤمنين، قال: رأيت كأنّي برجال بيض قد نزلوا من السّماء معهم أعلام بيض، قد تقلّدوا سيوفهم وهي بيض تلمع، وقد خطّوا حول هذه الأرض خطّة، ثمّ رأيت هذه النخيل قد ضربت بأغصانها إلى الأرض، فرأيتها تضطرب بدم عبيط، وكأني بالحسين نجلي(٢) وفرخي ومضغتي ومخّي قد غرق فيه، يستغيث فلا يغاث، وكأن الرِّجال البيض قد نزلوا من السّماء ينادونه ويقولون: صبرأ آل الرَّسول فإنكم تقتلون على أيدي شرار النّاس، وهذه الجنّة يا أبا عبد الله إليك مشتاقة، ثمّ يعزَّونني ويقولون: يا أبا الحسن أبشر فقد أقرَّ الله عينك به يوم القيامة، يوم يقوم النّاس لربِّ العالمين، ثمّ انتبهت.

هكذا والّذي نفس عليٍّ بيده لقد حدّثني الصادق المصدَّق أبو القاسمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إنّي سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا وهذه أرض كرب وبلاء، يدفن فيها الحسين وسبعة عشر رجلاً كلّهم من ولدي وولد فاطمةعليها‌السلام ، وأنّها لفي السماوات معروفة، تذكر أرض كرب وبلاء كما تذكر بقعة الحرمين وبقعة بيت المقدس، ثمَّ قال لي: يا ابن عبّاس اطلب لي حولها بعر الظباء، فو الله ما كذبت ولا كذبت قط وهي مصفرَّة، لونها

__________________

(١) أخضلت لحيته أي ابتلت بالدموع.

(٢) في بعض النسخ « سخلى ».

٥٣٣

لون الزَّعفران.

قال ابن عبّاس: فطلبتها فوجدتها مجتمعة فناديته يا أمير المؤمنين قد أصبتها على الصفة الّتي وصفتها لي، فقال عليٌّعليه‌السلام : صدق الله ورسوله ثمّ قام يهرول إليها فحملها وشمّها وقال: هي هي بعينها، تعلم يا ابن عبّاس ما هذه الابعار؟ هذه قد شمها عيسى ابن مريمعليه‌السلام وذلك أنَّه مرَّ بها ومعه الحواريّون فرأى هذه الظباء مجتمعة فأقبلت إليه الظباء وهي تبكي فجلس عيسىعليه‌السلام وجلس الحواريون، فبكى وبكى الحواريّون وهم لا يدرون لم جلس ولم بكى، فقالوا: يا روح الله وكلمته ما يبكيك؟ قال: أتعلمون أيَّ أرض هذه؟ قالوا: لا، قال: هذه أرض يُقتل فيها فرخ الرَّسول أحمد وفرخ الحرة الطاهرة(١) البتول شبيهة اُمّي ويلحد فيها وهي أطيب من المسك وهي طينة الفرخ المستشهد، وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء، فهذه الظباء تكلّمني وتقول: إنّها ترعى في هذه الأرض شوقاً إلى تربة الفرخ المبارك، وزعمت أنّها آمنة في هذه الأرض، ثمّ ضرب بيده إلى هذه الصيران(٢) فشمها فقال: هذه بعر الظباء على هذه الطيب لمكان حشيشها، اللّهمَّ أبقها أبداً حتّى يشمّها أبوه فتكون له عزاه وسلوة. قال: فبقيت إلى يوم النّاس هذا وقد اصفرَّت لطول زمنها هذه أرض كرب وبلاء.

وقال بأعلى صوته: يا ربّ عيسى بن مريم لا تبارك في قتلته والحامل عليه والمعين عليه والخاذل له.

ثمَّ بكى بكاء طويلاً وبكينا معه حتّى سقط لوجهه وغشي عليه طويلاً، ثمّ أفاق فأخذ البعر فصرَّها في ردائه وأمرني أن أصرَّها كذلك، ثمّ قال: يا ابن عبّاس إذا رأيتها تنفجر دماً عبيطاً فاعلم أنَّ أبا عبد الله قد قتل ودفن بها.

قال ابن عبّاس: فوالله لقد كنت أحفظها أكثر من حفظي لبعض ما افترض الله عليَّ

__________________

(١) في بعض النسخ « الخيرة الطاهرة.

(٢) جمع الصوار - ككتاب - وهو القطيع من البعر أو المسك وقال في القاموس: الصور: النخل الصغار. والصيران: المجتمع. والمراد بالصيران هنا المجتمعة من أبعار الظباء.

٥٣٤

وأنا لا أحلّها من طرف كمّي، فبينا أنا في البيت نائمٌ إذ انتبهت فإذا هي تسيل دماً عبيطاً وكان كمي قد امتلأت دماً عبيطاً، فجلست وأنا أبكي وقلت: قتل والله الحسين والله ما كذبني عليٌّ قطٌّ في حديث حدَّثني ولا أخبرني بشيء قطُّ أنَّه يكون إلّا كان كذلك لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره، ففزعت وخرجت وذلك [ كان ] عند الفجر فرأيت والله المدينة كأنّها ضباب(١) لا يستبين فيها أثر عين، ثمَّ طلعت الشمس فرأيت كأنّها كاسفة، ورأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط، فجلست وأنا باك وقلت، قتل والله الحسين، فسمعت صوتاً من ناحية البيت وهو يقول:

اصبروا آل الرَّسول

قُتل الفرخ النحول(٢)

نزل الرُّوح الامين

ببكاء وعويل

ثمَّ بكى بأعلى صوته وبكيت وأثبّت عندي تلك الساعة وكان شهر المحرَّم ويوم عاشوراء لعشر مضين منه فوجدته يوم ورد علينا خبره وتاريخه كذلك، فحدَّثت بهذا. الحديث اولئك الّذين كانوا معه فقالوا: والله لقد سمعنا ما سمعت ونحن في المعركة لا ندري ما هو، فكنا نرى أنَّه الخضر صلوات الله عليه وعلى الحسين، ولعن الله قاتله والمشيّع عليه.

وقد روى أنَّ حبابة الوالبيّة لقيت أمير المؤمنينعليه‌السلام ومن بعده من الائمّةعليهم‌السلام وأنّها بقيت إلى أيّام الرِّضاعليه‌السلام فلم ينكر من أمرها طول العمر فكيف ينكر القائمعليه‌السلام .

__________________

(١) اليوم صار ذا ضباب - بالفتح - أي ندى كالغيم أو سحاب رقيق كالدخان.

(٢) النحول: الهزال. وفي بعض النسخ « المحول » ولعل المراد العطشان لأنّ المحل: انقطاع المطر ويبس الأرض من الكلاء.

٥٣٥

٤٩

( باب )

* (في سياق حديث حبابة الوالبيّة ما:) *

١ - حدّثنا عليُّ بن أحمد الدّقّاقرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب قال: حدّثنا عليُّ بن محمّد، عن أبي عليٍّ محمّد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أحمد ابن قاسم العجليِّ، عن أحمد بن يحيى المعروف ببرد، عن محمّد بن خداهي(١) ، عن عبد الله بن أيّوب، عن عبد الله بن هشام، عن عبد الكريم بن عمر الخثعميِّ، عن حبابة الوالبيّة قالت: رأيت أمير المؤمنينعليه‌السلام في شرطة الخميس ومعه درَّة يضرب بها يبّاع الجري والمار ما هي والزَّمار والطافي ويقول لهم: يا بيّاعي مسوخ بني إسرائيل وجند بني مروان، فقام إليه فرات بن الأحنف فقال له: يا أمير المؤمنين فماجند بني مروان؟ (قالت:) فقال له: أقوام حلقوا اللحاء وفتلوا الشوارب، فلم أرنا ناطقاً أحسن نطقاً منه ثمَّ أتبعته فلم أزل أقفوا أثره حتّى قعد في رحبة المسجد فقلت له: يا أمير المؤمنين ما دلالة الامامة رحمك الله؟ فقال لي: ايتيني بتلك الحصاة - وأشار بيده إلى حصاة - فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه، ثمّ قال لي: يا حبابة إذا ادَّعى مدَّع الامامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنَّه إمام مفترض الطاعة، والامام لا يعزب عنه شيء يريده.

قالت: ثمَّ انصرفت حتّى قبض أمير المؤمنينعليه‌السلام فجئت إلى الحسنعليه‌السلام وهو في مجلس أمير المؤمنين والناس يسألونه، فقال لي: يا حبابة الوالبيّة! فقلت: نعم يا مولاي: فقال: هاتي ما معك، قلت: فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها كما طبع أمير المؤمنينعليه‌السلام .

__________________

(١) في الكافي « عن أحمد بن محمّد بن يحيى المعروف بكرد، عن محمّد بن خداهى عن عبد الله بن أيّوب، عن عبد الله بن هاشم، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ».

٥٣٦

قالت: ثمَّ أتيت الحسينعليه‌السلام وهو في مسجد الرَّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقرَّب ورحّب بي ثمّ قال لي: إنَّ في الدلالة دليلاً على ما تريدين، أفتريدين دلالة الامامة؟ فقلت: نعم يا سيّدي، فقال: هاتي ما معك، فناولته الحصاة، فطبع لي فيها، قالت: ثمّ أتيت عليَّ بن الحسينعليهما‌السلام وقد بلغ بي الكبر إلى أن أعييت(١) وأنا أعدُّ يومئذ مائة وثلاث عشرة سنّة فرأيته راكعاً وساجداً مشغولاً بالعبادة، فيئست من الدِّلالة فأومأ إليَّ بالسبّابة فعاد إليَّ شبابي، قالت: فقلت: يا سيّدي كم مضى من الدُّنيا وكم بقي؟ قال: أمّا ما مضى فنعم، وأمّا ما بقي فلا، قالت: ثمّ قال لي: هاتي ما معك فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها، ثمّ أتيت أبا جعفرعليه‌السلام فطبع لي فيها، ثمّ أتيت أبا عبد الله -عليه‌السلام فطبع لي فيها، ثمّ أتيت أبا الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام فطبع لي فيها، ثمّ أتيت الرِّضاعليه‌السلام فطبع لي فيها ثمّ عاشت حبابة الوالبيّة بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكره عبد الله بن هشام.

٢ - حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصامرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكلينيُّ قال: حدّثنا عليُّ بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليٍّعليهم‌السلام : أنَّ حبابة الوالبيّة دعا لها عليُّ بن الحسين فرد الله عليها شبابها فأشار إليها بإصبعه فحاضت لوقتها، ولها يومئذ مائة سنّة وثلاث عشرة سنة.

قال مصنّف هذا الكتابرضي‌الله‌عنه : فإذا جاز أن يردَّ الله على حبابة الوالبيّة شبابها وقد بلغت مائة سنّة وثلاث عشرة سنّة وتبقى حتّى تلقي الرِّضاعليه‌السلام وبعده تسعة أشهر بدعاء عليِّ بن الحسينعليهما‌السلام ، فكيف لا يجوز أن يكون نفس الامام المنتظرعليه‌السلام أن يدفع الله عزَّ وجلَّ عنه الهرم ويحفظ عليه شبابه ويبقيه حتّى يخرج فيملاء الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، مع الأخبار الصحيحة بذلك عن النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والائمّةعليهم‌السلام .

ومخالفونا رووا أنَّ أبا الدُّنيا المعروف بمعمر المغربيِّ واسمه عليُّ بن عثمان

__________________

(١) في الكافي « إلى أنَّ أرعشت ».

٥٣٧

ابن خطاب بن مرَّة بن مؤيّد لمّا قبض النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان له قريباً من ثلاثمائة سنّة، وأنّه خدم بعده أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالبعليه‌السلام وأنَّ الملوك أشخصوه إليهم وسألوه عن علّة طول عمره واستخبروه عمّا شاهد فأخبر أنَّه شرب من ماء الحيوان فلذلك طال عمره، وأنّه بقي إلى أيّام المقتدر، وأنّه لم يصحَّ لهم موته إلى وقتنا هذا، ولا ينكرون أمره فكيف ينكرون أمر القائمعليه‌السلام لطول عمره.

٥٠

( باب )

* (سياق حديث معمر المغربي) *

* (أبي الدُّنيا عليِّ بن عثمان بن الخطّاب بن مرَّة بن مؤيّد) *

١ - حدّثنا أبو سعيد عبد الله بن محمّد بن عبد الوهاب بن نصر السجزيُّ(١) قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن الفتح الرّقي(٢) ؛ وأبو الحسن عليُّ بن الحسن بن الاشكي(٣) ختن أبي بكر قالا: لقينا بمكّة رجلاً من أهل المغرب فدخلنا عليه مع جماعة من أصحاب الحديث ممّن كان حضر الموسم في تلك السنة وهي سنّة تسع وثلاثمائة فرأينا رجلاً أسود الرأس واللّحية كأنّه شنُّ بال(٤) ، وحوله جماعة هم أولاده وأولاد أولاده ومشائخ من أهل بلده، وذكروا أنّهم من أقصى بلاد المغرب بقرب باهرت العليا وشهدوا هؤلاء المشائخ أنّا سمعنا آبائنا حكوا عن أبائهم وأجدادهم أنّا عهدنا(٥) هذا الشيخ

__________________

(١) في بعض النسخ « الشجري ».

(٢) مجهول لا يعرف. وفي بعض النسخ البرقيُّ، وفي بعضها « المزني » وفي بعضها « المركي » وفي بعضها « المركني » وجعل في جميع هذه النسخ « القاسم » بدل « الفتح ».

(٣) في بعض النسخ « عليّ بن الحسين بن حثكا اللائكي » واحتمل كونه عليّ بن الحسن اللاني المعنون في تقريب التهذيب.

(٤) أي القربة الخلقة الصغيرة.

(٥) في بعض النسخ « أنّهم سمعوا آباءهم واجدادهم أنّهم عهدوا ».

٥٣٨

المعروف بأبي الدُّنيا معمر واسمه عليُّ بن عثمان بن خطّاب بن مرّة بن مؤيّد وذكروا أنَّه همدانيٌّ، وأنّ أصله من صنعاء اليمن(١) فقلنا له: أنت رأيت عليَّ بن أبي طالبعليه‌السلام ؟ فقال بيده(٢) ففتح عينيه وقد كان وقع حاجباه عليهما ففتحهما كأنّهما سراجان، فقال: رأيته بعينيَّ هاتين وكنت خادماً له، وكنت معه في وقعة صفّين، وهذه الشجّة من دابة عليٍّعليه‌السلام ، وأرانا أثرها على حاجبه الأيمن، وشهد الجماعة الّذين كانوا حوله من المشايخ ومن حفدته وأسباطه بطول العمر، وإنّهم منذ ولدوا عهدوه على هذه الحالة.

وكذا سمعنا من آبائنا وأجدادنا، ثمّ إنّا فاتحناه وساءلناه عن قصّته وحاله وسبب طول عمره فوجدناه ثابت العقل، يفهم ما يقال له ويجيب عنه بلبٍّ وعقل، فذكر أنَّه كان له والدٌ قد نظر في كتب الاوائل وقرأها وقد كان وجد فيها ذكر نهر الحيوان وأنّها تجري في الظلمات، وأنّه من شرب منها طال عمره، فحمله الحرص على دخول الظلمات فتحمّل وتزوَّد حسب ما قدَّر أنَّه يكتفي به في مسيره، وأخرجني معه واخرج معنا خادمين باذلين وعدّة جمال لبون [ عليها ] روايا وزادو إنّا يومئذ ابن ثلاثة عشر سنّة، فسار بنا إلى أنَّ وافينا طرف الظلمات، ثمّ دخلنا الظلمات فسرنا فيها نحو ستّة أيّام ولياليها، وكنّا نميز بين اللّيل والنّهار بأنّ النّهار كان يكون أضوء قليلاً وأقل ظلمة من اللّيل، فنزلنا بين جبال وأودية ودكوات(٣) ، وقد كان والديرضي‌الله‌عنه يطوف في تلك البقعة في طلب النهر لأنّه وجد في الكتب الّتي قرأها أنَّ مجرى نهر الحيوان في ذلك الموضع، فأقمنا في تلك البقعة أيّاماً حتّى فنى الماء الّذي كان معنا واستقيناه جمالنا، ولولا أنَّ جمالنا كانت لبونا لهلكنا وتلفنا عطشاً، وكان والدي يطوف في تلك البقعة في طلب النهر ويأمرنا أن نوقد ناراً ليهتدي بضوئها إذا أراد الرُّجوع إلينا، فمكثنا في تلك البقعة نحو خمسة أيّام ووالدي يطلب النهر فلا يجده

__________________

(١) في بعض النسخ « صعيد اليمن ».

(٢) أي أشار. وفي معنى القول توسع.

(٣) الدك: ما استوى من الرمل كالدكة والمستوى من المكان، والتل والجبل.

٥٣٩

وبعد الاياس عزم على الانصراف حذراً على التلف لفناء الزَّاد والماء، والخدم الّذين كانوا معنا ضجروا فأوجسوا التلف على أنفسهم(١) وألحوا على والدي بالخروج من الظلمات فقمت يوماً من الرَّحل لحاجتي فتباعدت من الرَّحل قدر رمية سهم فعثرت بنهر ماء أبيض اللّون، عذب لذيذ، لا بالصغير من الأنهار ولا بالكبير، ويجري جرياناً ليناً فذنوت منه وغرفت منه بيدي غرفتين أو ثلاثة فوجدته عذباً بارداً لذيذاً، فبادرت مسرعاً إلي الرَّحل وبشّرت الخدم بأنّي قد وجدت الماء، فحملوا ما كان معنا من القرب والادوات لنملاها، ولم أعلم أنَّ والدي في طلب ذلك النهر وكان سروري بوجود الماء، لمّا كنّا عدمنا الماء وفنى ما كان معنا، وكان والدي في ذلك الوقت غائباً عن الرحل مشغولا بالطلب فجهدنا وطفنا ساعة هويّة(٢) على أن نجد النهر، فلم نهتدي إليه حتّى أنَّ الخدم كذَّبوني وقالوا لي: لم تصدق، فلمّا انصرفت إلى الرَّحل وانصرف والدي أخبرته بالقصّة فقال لي: يا بنيَّ الّذي أخرجني إلى هذا المكان وتحمّل الخطر كان لذلك النهر ولم أرزق أنا وأنت رزقته وسوف يطول عمرك حتّى تملَّ الحياة، ورحلنا منصرفين وعدنا إلى أو طاننا وبلدنا وعاش والدي بعد ذلك سُنيّات ثمَّ توفّيرضي‌الله‌عنه .

فلمّا بلغ سنّي قريباً من ثلاثين سنّة وكان ( قد ) اتصل بنا وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووفاة الخليفتين بعده خرجت حاجا فلحقت آخر أيّام عثمان فمال قلبي من بين جماعة أصحاب النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى عليِّ بن أبي طالبعليه‌السلام فأقمت معه، أخدمه وشهدت معه وقايع وفي وقعة صفّين أصابتني هذه الشجّة من دابّته، فما زلت مقيماً معه إلى أن مضى لسبيلهعليه‌السلام ، فألحَّ عليَّ أولاده وحرمه أن اقيم عندهم فلم أقم وانصرفت إلى بلدي.

وخرجت أيّام بني مروان حاجّاً وانصرفت مع أهل بلدي إلى هذه الغاية ما خرجت في سفر إلّا ما كان [ إلي ] الملوك في بلاد المغرب يبلغهم خبري وطول عمري فيشخصوني إلى حضرتهم ليروني ويسألوني عن سبب طول عمري وعمّا شاهدت و

__________________

(١) في بعض النسخ « في أنفسهم » وفي بعضها « وخشوا على أنفسهم ».

(٢) أي زماناً طويلا.

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686