كمال الدين وتمام النعمة

كمال الدين وتمام النعمة11%

كمال الدين وتمام النعمة مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 686

كمال الدين وتمام النعمة المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 686 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 143254 / تحميل: 8010
الحجم الحجم الحجم
كمال الدين وتمام النعمة

كمال الدين وتمام النعمة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

1614 ـ عبد الرحيم القصير :

قر (1) . وكأنّه ابن روح.

وفي الكافي عبد الرحيم بن عتيك القصير مرّة(2) وعبد الرحمن اخرى(3) .

وفيتعق : عبد الرحيم بن عتيك يروي عنه حمّاد ، وعبد الرحمن يروي عنه ابن أبي عمير بالواسطة(4) .

أقول : في تفسير القمّي : حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحيم القصير عن الصادقعليه‌السلام . الحديث(5) .

1615 ـ عبد الرزاق بن همّام اليماني :

روى عنهما ،ق (6) .

وفيتعق : في محمّد بن أبي بكر همّام ما يظهر منه حسنه وكونه فريد عصره في العلم(7) .

وفي قب : ابن همّام بن نافع الحميري مولاهم أبو بكر الصنعاني ، الحافظ(8) ، مصنّف شهير ، عمي في آخر عمره فتغيّر ، وكان يتشيّع ، من التاسعة(9) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 128 / 12.

(2) الكافي 1 : 78 / 1 ، بسنده عن حمّاد بن عثمان عنه.

(3) الكافي 1 : 74 / 10 ، بسنده عن ابن أبي عمير عن محمّد بن يحيى الخثعمي عنه.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 193.

(5) تفسير القمّي : 2 / 378 في تفسير قوله تعالى :( ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ) وفيه : عبد الرحمن القصير ، وكتب فوقها : عبد الرحيم ظ.

(6) رجال الشيخ : 267 / 715 ، وفيه : روى عنهماعليهما‌السلام .

(7) انظر رجال النجاشي : 379 / 1032 ، وفيه : عبد الرزاق بن همّام الصنعاني.

(8) في التقريب : ثقة حافظ.

(9) تقريب التهذيب 1 : 505 / 1183 ، وفيه زيادة : مات سنة إحدى عشرة وله خمس وثمانون.

١٢١

وفيهب : الحافظ أبو بكر الصنعاني أحد الأعلام ، صنّف التصانيف ، مات ـ عن خمس وثمانين سنة ـ في أحد عشر ومائتين(1) .

فظهر أنّه أدرك الجوادعليه‌السلام ثماني سنين ، وهو المناسب لما يذكر في محمّد بن أبي بكر ، فلا يمكن أن يكون راويا عنهماعليهما‌السلام ، فلعلّه من أصحاب أبي جعفر الثاني وأبيهعليهما‌السلام والشيخ جعله الأوّلعليه‌السلام وابنه اشتباها كما وقع منه نحوه كثيرا ، فلاحظ التراجم ؛ ويحتمل التعدّد بعيدا ، والأمر بالنسبة إلى المذكور في الإسناد [ لا ](2) التباس فيه ، لظهور الطبقة ، فتأمّل(3) .

أقول : عن كامل التواريخ في ترجمة سنة إحدى عشر ومائتين : فيها توفّي عبد الرزّاق بن همّام الصنعاني المحدّث ، ومن مشايخ أحمد بن حنبل ، وكان يتشيّع(4) .

وفي النقد : يظهر من كتب العامّة أنّه شيعي ، روى عن معمر بن راشد(5) .

1616 ـ عبد السلام بن الحسين :

عنجش في عبد الله بن أحمد بن حرب ما يظهر منه جلالته(6) ،تعق (7) .

__________________

(1) الكاشف 2 : 171 / 3410.

(2) أثبتناه من المصدر.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 193.

(4) الكامل في التأريخ لابن الأثير : 6 / 406.

(5) نقد الرجال : 187 / 2.

(6) رجال النجاشي : 218 / 569 ، وفيه : أخبرنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين الأديب البصري.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 193.

١٢٢

أقول : في أحمد بن عبد الله بن أحمد بن جلّين ما هو أولى منه(1) ، ويروي عنه النجاشي ، ولعلّه من مشايخه ، فلاحظ.

1617 ـ عبد السلام بن سالم البجلي :

كوفي ، ثقة ،صه (2) .

وزادجش : عنه الحسن بن علي بن يوسف بن بقاح(3) .

وفيتعق : مرّ ذكره في زياد بن المنذر(4) (5) .

أقول : فيمشكا : ابن سالم البجلي ، عنه الحسن بن علي بن يوسف(6) .

1618 ـ عبد السلام بن صالح :

أبو الصلت الهروي ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، ثقة ، صحيح الحديث ،صه (7) .

وزادجش : له كتاب وفاة الرضاعليه‌السلام (8) .

وبخطّشه علىصه : هذا لفظجش تبعه عليه المصنّف ، وفيكش ما يؤيّده ، فإنّه روى بطريقين عاميّين عن ابن نعيم وأحمد بن سعيد الرازي‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 85 / 205 ، وفيه : دفع إليّ شيخ الأدب أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصريرحمه‌الله كتابا بخطّه قد أجازنا فيه جميع رواياته.

(2) الخلاصة : 117 / 3.

(3) رجال النجاشي : 245 / 644.

(4) حيث عدّه الشيخ المفيد في رسالته العدديّة : 39 من فقهاء أصحابهمعليهم‌السلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام الّذين لا طعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ أحدهم.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 193.

(6) هداية المحدّثين : 97.

(7) الخلاصة : 117 / 2.

(8) رجال النجاشي : 245 / 643.

١٢٣

أنّه ثقة مأمون على الحديث ولكنّه شيعي المذهب محبّ لآل الرسول صلوات الله عليهم وهذا يشعر بأنّه مخالط للعامّة وراو لأخبارهم ، فلذلك التبس أمره على الشيخرحمه‌الله فذكر في كتابه أنّه عامي(1) ، وتبعه المصنّف في الكنى من القسم الثاني بعبارة. يظهر منها أنّ العامي غير هذا(2) ؛ والظاهر أنّهما واحد ثقة عند المؤالف والمخالف ، لكنّه مخالط ملتبس الأمر على بعض الناس ، ومثله كثير من الرجال ، كمحمّد بن إسحاق صاحب السير والأعمش وخلق كثير ، وفي كتاب الشيخ ما يؤذن بأنهما(3) واحد ، لأنّه ذكره مرّتين أحدهما في الكنى والآخر في باب العين باسمه(4) وذكر في الموضعين أنّه عامي(5) ، انتهى.

وفيكش : حدّثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم السنسنيرحمه‌الله قال : حدّثني أبو أحمد محمّد بن سليمان من العامّة قال : حدّثني العباس الدوري قال : سمعت يحيى بن نعيم يقول : أبو الصلت نقي الحديث ورأيناه يسمع ولكن كان يرى(6) التشيّع ولم ير منه الكذب(7) .

قال أبو بكر : حدّثني أبو القاسم طاهر بن علي بن أحمد ـ ذكر أنّ‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 396 / 5 ، باب الكنى.

(2) الخلاصة : 267 / 6 ، وفيها بعد ضبط الصلت : الخراساني الهروي عامي من أصحاب الرضاعليه‌السلام روى عنه بكر بن صالح.

(3) في نسخة « ش » : بأنّه.

(4) رجال الشيخ : 380 / 14. وذكر فيه أيضا : 383 / 48 عبد السلام بن صالح يكنّى أبا عبد الله. وسيأتي.

(5) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 56.

(6) في المصدر : شديد.

شديد بدل يرى في نسختي من كش وطس ، وفي الحاشية في بعض النسخ يرى. ( منه. قده ).

(7) رجال الكشّي : 615 / 1148.

١٢٤

مولده بالمدينة ـ قال : سمعت نزلة بن قيس الاسفرائي(1) يقول : سمعت أحمد بن سعيد الرازي يقول : إنّ أبا الصلت الهروي ثقة مأمون على الحديث إلاّ أنّه يحبّ آل الرسول صلوات الله عليهم وكان دينه ومذهبه(2) ، انتهى.

وفيضا : عبد السلام بن صالح يكنّى أبا عبد الله(3) . ولم أجد فيضا في باب العين إلاّ هذا ، فتأمّل.

وفيتعق : الأمر كما ذكرهشه ، فإنّ الأخبار المرويّة عنه في العيون(4) والأمالي(5) وغيرهما(6) الناصّة على تشيّعه ، بل وكونه من خواص الشيعة أكثر من أن تحصى ، وذكرت العامّة أيضا ذلك.

ففي ميزان الاعتدال : عبد السلام بن صالح أبو الصلت رجل صالح إلاّ أنّه شيعي. ونقل عن الجعفي(7) أنّه رافضي خبيث. وقال الدار قطني : إنّه رافضي متّهم(8) .

وقال ابن الجوزي : إنّه خادم الرضاعليه‌السلام ، شيعي مع صلاحه.

نعم قال الحافظ عبد العزيز : روى عن الرضاعليه‌السلام : عبد السلام ابن صالح الهروي وداود بن سليمان وعبد الله بن عباس القزويني‌

__________________

(1) في المصدر : بركة بن الحسن الاسفرايني ، نزلة بن قيس الأشعري ( خ ل ).

(2) رجال الكشّي : 615 / 1149.

(3) رجال الشيخ : 383 / 48 ، وتقدّم.

(4) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 262 / 22 ، 2 : 242 / 1.

(5) أمالي الصدوق : 61 / 8 ، 65 / 3 ، 82 / 3 ، 372 / 7 ، 526 / 17.

(6) انظر أمالي الطوسي : 2 / 201.

(7) في الميزان بدل الجعفي : العقيلي ، وراجع كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 3 : 70 / 1036 ، حيث نقل العبارة فيه.

(8) ميزان الاعتدال 2 : 616 / 5051.

١٢٥

وطبقتهم(1) .

وقد يتوهّم من هذا كونه عاميا ، وفيه ما فيه ، نعم يشعر بأنّه مخالط لهم راو لأحاديثهم كما ذكروه.

وفي أمالي الصدوق عن عبد السلام بن صالح الهرويرحمه‌الله ـ على ما في بعض النسخ ـ قال : قلت لعلي بن موسى الرضاعليه‌السلام : ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث أنّ المؤمنين يرون ربّهم؟. الحديث(2) . وهو طويل لاحظه ، فإنّه ظاهر في تشيّعه.

وروايته حكاية شهادة الرضاعليه‌السلام وصدور المعجزات منه ومن ابنهعليه‌السلام تنادي بذلك(3) .

وفي العيون في الصحيح عن إبراهيم بن هاشم قال له الرضاعليه‌السلام : يا عبد السلام أنت منكر(4) لما أوجب الله تعالى لنا من الولاية كما ينكره غيرك؟ قال(5) : معاذ الله بل أنا مقرّ بولايتكم(6) .

وفيه عنه عن الرضاعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام أنّ علياعليه‌السلام قال : يا رسول الله (ص) أنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال :صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين وفضّلني على جميع النبيين والمرسلين ، والفضل بعدي لك يا علي والأئمّة من بعدك ، وإنّ الملائكة لخدّامنا وخدّام محبّينا. إلى أن قال : فقلت : يا رب ومن‌

__________________

(1) راجع كشف الغمّة : 2 / 267 ، حيث ذكر كلام الحافظ عبد العزيز الجنابذي.

(2) أمالي الصدوق : 372 / 7 ، وفيه بدل يرون : يزورون.

(3) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2 : 242 / 1 ، أمالي الصدوق : 526 / 17.

(4) في العيون : أمنكر أنت.

(5) في نسخة « ش » : قلت.

(6) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2 : 184 / 6.

١٢٦

أوصيائي؟ فنوديت يا محمّد (ص) أوصياؤك المكتوبون على ساق العرش ، فنظرت وأنا بين يدي ربي إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كلّ نور سطر أخضر فيه اسم وصيّ من أوصيائي ، أوّلهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمّتي. إلى أن قال : لأطهّرنّ الأرض بآخرهم عن(1) أعدائي ولأملّكنّه مشارق الأرض ومغاربها. الحديث(2) .

وفيه عنه عنهعليه‌السلام في جملة حديث : فناداه ـ أي الله تعالى ـ أن ارفع رأسك يا آدم فانظر إلى ساق عرشي(3) ، فنظر فوجد مكتوبا : لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وفاطمة زوجته سيّدة نساء العالمين والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، فقال آدم : يا رب من هؤلاء؟ فقال عزّ وجلّ : هؤلاء من ذرّيتك ، وهم خير منك ومن جميع خلقي ، ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنّة والنار ولا السماء ولا الأرض. الحديث(4) .

إلى غير ذلك من الأحاديث التي لا يرويها إلاّ الخواص الخلّص من الشيعة(5) .

أقول : عن هب أيضا أنّه خادم علي بن موسى الرضاعليه‌السلام وأنّه شيعي متّهم ، مع صلاحه(6) .

__________________

(1) في العيون : من.

(2) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 262 / 22.

(3) في العيون : وانظر إلى ساق العرش.

(4) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 307 / 67.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 193 ، ومن قوله : وفي أمالي الصدوق عن عبد السلام. إلى آخره ، ورد في النسخة الخطيّة منها.

(6) الكاشف 2 : 172 / 3416.

١٢٧

وعن الأنساب للسمعاني : قال أبو حاتم : هو رأس مذهب الرافضة(1) .

وفي النقد : الظاهر أنّ أبا الصلت الهروي واحد وثقة ، إلاّ أنّه مختلط بالعامّة وراو لأخبارهم كما يظهر منكش وكلامشه في حاشيته علىصه ، ومن ثمّ اشتبه حاله على الشيخرحمه‌الله فقال : عامي ، ومن أجل هذا ذكره العلاّمة مرّة بعنوان عبد السلام ووثّقه كما وثّقهجش ومرّة بعنوان أبو الصلت وقال : إنّه عامي كما قال الشيخ ، ود ذكره في البابين(2) ، وفي كنى البابين(3) (4) ، انتهى.

وقال الشيخ محمّد في جملة كلام له : ذكرنا في بعض ما كتبنا على التهذيب أنّ عدم نقلجش كونه عاميّا يدلّ على نفيه ، ويؤيّده ما رواه الصدوق في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام . ثمّ روى رواية إبراهيم المذكورة وقال : والطريق كما ترى يعدّ من الحسن ، انتهى.

وقال الشيخ البهائيرحمه‌الله : الذي أعتقده أنّ أبا الصلترحمه‌الله كان إماميّ المذهب ، وأنّ قول العلاّمة في الكنى إنّه عامي محل نظر ، فإنّ الصدوق نقل في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ما هو صريح في أنّه من خواصّ الإماميّة ، وأيضا فإنّي رأيت في كثير من كتب رجال العامّة التشنيع عليه بأنّه شيعي رافضي جلد ، كما في ميزان الاعتدال وغيره ، وأيضا روىكش حديثين يشعران بذلك. ثمّ ذكرهما وقال : ولم يذكركش ما ينافي هذين‌

__________________

(1) الأنساب للسمعاني 13 : 404 / 5250 ترجمة أبو الصلت الهروي ، إلاّ أنّه لم يرد فيه ما ذكر. وكذلك لم يذكرها أبو حاتم في كتابه المجروحين : 2 / 151.

(2) رجال ابن داود : 129 / 957 ، 257 / 306.

(3) رجال ابن داود : 219 / 55 ، 313 / 15.

أقول : كما وعدّه في آخر الكتاب : 291 / 21 من العامّة.

(4) نقد الرجال : 187 / 5.

١٢٨

الحديثين ، انتهى.

وقال الفاضل عبد النبي الجزائري في جملة كلام له : إنّ ما ذكرهشه غير بعيد ، فيكون حكم الشيخ بذلك للاشتباه المذكور ، ويؤيّده بعد خفاء كونه عاميا علىجش أو علمه بذلك ولم يذكره ، فالمعارضة بين القولين ظاهرة ، والجمع غير ممكن ، فالترجيح لقولجش كما مرّ غير مرّة ، مع وجود الأمارات المذكورة ؛ هذا وممّا يدلّ على كونه إماميا ما رواه الصدوق. ثمّ ذكر رواية إبراهيم المذكورة(1) .

هذا ، وفي نسختي منجخ فيضا : عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي عامي. وفيه أيضا بعد عدّة أسامي ما ذكره الميرزا ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن صالح الثقة الهروي ، يروي عن الرضاعليه‌السلام (2) .

1619 ـ عبد السلام بن عبد الرحمن :

قال الكشّي : حدّثنا علي بن محمّد القتيبي قال : حدّثنا الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن بكر بن محمّد الأزدي قال : وزعم لي(3) زيد الشحام قال : إنّي لأطوف حول الكعبة وكفّي في كفّ أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ودموعه تجري على خدّيه ، فقال : يا شحّام ما رأيت ما صنع ربي إليّ ، ثمّ بكى ودعا ثمّ قال : يا شحّام إنّي طلبت إلى إلهي في سدير وعبد السلام بن عبد الرحمن وكانا في السجن فوهبهما لي وخلّى سبيلهما.

وهذا سند معتبر ، والحديث يدلّ على شرفهما ،صه (4) .

__________________

(1) حاوي الأقوال القسم الأوّل ـ الصحيح ـ الباب التاسع.

(2) هداية المحدّثين : 96.

(3) في نسخة « ش » : قال زعم لي أي قال لي.

(4) الخلاصة : 117 / 1.

١٢٩

وقالشه : هذه الرواية على تقدير سلامة سندها تقتضي مدحا يمكن أن يدخل به الممدوح في الحسن ، غير أنّ في الطريق بكر بن محمّد الأزدي وهو مشترك بين اثنين أحدهما ثقة والآخر ابن أخي سدير يتوقّف في أمره كما مرّ ، فلا يثبت بذلك المدح المذكور ، وحينئذ ففي كون السند معتبرا نظر(1) ، انتهى.

والحقّ أنّ الرجل واحد وهو ابن أخي شديد لا سدير كما مرّ ، والظاهر أنّ سديرا في الرواية أيضا كذلك كما بيّناه في مواضع.

وما فيكش مضى في سدير(2) وفي سليمان بن خالد(3) .

وفيق : عبد السلام بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي(4) .

وفيتعق : مرّ الجواب عن كلامشه في إبراهيم وغيره ، مع أنّ السند معتبر لما ذكره المصنّف ، نعم التعدّد عندصه (5) ، ومع ذلك الاعتبار بحاله لما ذكرنا ، مع احتمال تغيّر رأيه أيضا ؛ ومرّ أنّ بكر بن محمّد من بيت جليل(6) ، وأنّه متّصف بالأزدي(7) ، كما فيق (8) وكذا في البلغة والوجيزة مع التصريح بالممدوحيّة(9) .

__________________

(1) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 56.

(2) رجال الكشّي : 210 / 372.

(3) رجال الكشّي : 353 / 662 التي ظاهرها القدح فيه ، وسيأتي كلام حولها.

(4) رجال الشيخ : 267 / 719.

(5) كما تقدّم في ترجمة بكر بن محمّد الأزدي. انظر الخلاصة : 25 / 1 ، 26 / 2.

(6) رجال النجاشي : 108 / 273.

(7) تقدّم وصفه بالأزدي عن النجاشي والشيخ في أصحاب الصادق والكاظم والرضاعليهم‌السلام وفي من لم يرو عنهمعليهم‌السلام وكذا في الفهرست والخلاصة.

(8) في حاشية نسخ الكتاب زيادة : ومرّ عن جش.

(9) بلغة المحدّثين : 374 ، الوجيزة : 237 / 1013.

١٣٠

ويظهر ممّا ذكرنا اتّحاده مع عبد السلام بن نعيم ، مضافا إلى ظهوره في نفسه ؛ والتكرار أشرنا إليه في آدم بن المتوكّل وغيره ؛ وفي سدير ما ينبغي أن يلاحظ(1) .

أقول : سبقصه طس في الحكم باعتبار الرواية حيث قال بعد ذكرها :أقول : إنّ هذا سند معتبر ظاهر في علوّ مرتبته ، وروى قدحا في عبد السلام ابن عبد الرحمن بن نعيم سنده معتبر عدا شخص يقال له : عبد الحميد بن أبي الديلم ، فإنّي لم أعرف حاله بعد فحص(2) ، انتهى.

ورواية القدح التي أشار إليها مرّت في سليمان بن خالد(3) ، ولا يظهر منها قدح فيه عند التأمّل ، فتأمّل.

1620 ـ عبد السلام بن نعيم الكوفي :

ق (4) . وفيتعق : الظاهر أنّه ابن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي المذكور(5) .

1621 ـ عبد الصمد بن بشير :

بالياء قبل الراء ، العرامي ـ بضمّ العين المهملة ـ العبدي ، مولاهم ، كوفي ، ثقة ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (6) .

جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد : له كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم عبيس بن هاشم الناشري(7) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 193.

(2) التحرير الطاووسي : 434 / 313.

(3) رجال الكشّي : 353 / 662.

(4) رجال الشيخ : 233 / 159.

(5) لم يرد في نسخنا من التعليقة.

(6) الخلاصة : 131 / 13.

(7) رجال النجاشي : 248 / 654.

١٣١

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن ابن نهيك ، عنه(1) .

أقول : فيمشكا : ابن بشير الثقة ، عنه عبيس ، والحجّال ، والقاسم ابن محمّد ، وسليمان بن هلال. وهو عن حسّان الجمّال.

وفي أسانيد الشيخرحمه‌الله في كتاب الحج رواية موسى بن القاسم عن عبد الصمد بن بشير(2) . فعن المنتقى : المعهود أنّ رواية موسى بن القاسم عن أصحاب الصادقعليه‌السلام الذين لم يرو الرضاعليه‌السلام أن تكون بالواسطة ، وعبد الصمد ذا منهم ، فالشكّ حاصل في اتّصال الطريق لشيوع الوهم في مثله(3) (4) .

1622 ـ عبد الصمد بن عبد الشهيد الأنصاري :

أبو أسد ، روى عنه الصدوق مترضّيا(5) ،تعق (6) .

1623 ـ عبد الصمد بن عبد الله الجهني :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (7) .

1624 ـ عبد الصمد بن هلال الجعفي :

مولاهم الخزاز البزكندي الكوفي ، أسند عنه ،ق (8) .

__________________

(1) الفهرست : 122 / 550.

(2) التهذيب 5 : 72 / 239.

(3) منتقى الجمان : 3 / 225.

(4) هداية المحدّثين : 97 ، وفيها زيادة رواية جعفر بن بشير وعثمان بن عيسى عنه ، وهو عن سليمان بن هلال أيضا.

(5) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2 : 9 / 22.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 194.

(7) رجال الشيخ : 237 / 234.

(8) رجال الشيخ : 237 / 232.

١٣٢

1625 ـ عبد العزيز بن أبي حازم :

سلمة بن دينار المدني ، أسند عنه ، مات سنة خمس وثمانين ومائة ،ق (1) .

1626 ـ عبد العزيز بن أبي ذيب المدني :

وهو عبد العزيز بن عمران ، ضعّفه ابن نمير ،ق (2) .

وزادصه : وليس هذا عندي موجبا للطعن فيه لكنّه من مرجّحات الطعن(3) .

1627 ـ عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون :

المدني ، الثقة عند العامّة ، أسند عنه ،ق (4) .

1628 ـ عبد العزيز بن أبي كامل :

غير مذكور في الكتابين.

وفي مل : الشيخ عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي القاضي ، كان فاضلا عالما محقّقا فقيها عابدا ، له كتب منها : المهذّب ، والإشراق(5) ، والكامل ، والموجز ، والجواهر ؛ يروي عن أبي الصلاح وابن البرّاج وعن الشيخ والمرتضىرحمهم‌الله (6) ، انتهى.

ويروي عن الكراجكي أيضا كما هو مذكور في طرق الإجازات(7) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 234 / 189 ، وفيه : خازن ، حازم ( خ ل ). وفي نسخة « م » : حازم ، خازن ( خ ل ).

(2) رجال الشيخ : 235 / 195.

(3) الخلاصة : 240 / 3.

(4) رجال الشيخ : 234 / 188.

(5) في المصدر : والأشراف.

(6) أمل الآمل 2 : 149 / 442.

(7) انظر البحار : 107 / 198 ولؤلؤة البحرين : 335 وغيرهما.

١٣٣

وأمّا توليته(1) القضاء فقال الشيخ يوسف البحرانيرحمه‌الله : الظاهر أنّها كانت بعد ابن البرّاج ، لأنّه يروي عنه ، فيكون متأخّرا(2) ، انتهى فتأمّل.

وسيأتي في ترجمة ابن البرّاج أنّ من جملة كتبه(3) المهذّب والكامل والموجز والجواهر ، فتدبّر.

1629 ـ عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر :

الزيدي البقّال ، كان زيديّا ، يكنّى أبا القاسم ، سمع من التلعكبري سنةستّ وعشرين وثلاثمائة ،صه (4) .

لم إلاّ أنّ فيه : سمع منه ، وبعد البقال : الكوفي(5) .

وفيد أيضا منه(6) .

وفيست وب : ابن إسحاق له كتاب في طبقات الشيعة(7) .

1630 ـ عبد العزيز بن أموي المرادي :

الصيرفي الكوفي ، أسند عنه ،ق (8) .

وفيتعق : الظاهر أنّه ابن نافع(9) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : تولية.

(2) لؤلؤة البحرين : 336 / 111 ، والذي فيها : وهو ـ أي عبد العزيز ـ يروي عن القاضي عبد العزيز بن البرّاج ، فيكون توليته القضاء بعد القاضي ابن البرّاج.

(3) أي : ابن البرّاج. ويأتي ذلك عن فهرست منتجب الدين : 107 / 218.

(4) الخلاصة : 240 / 1.

(5) رجال الشيخ : 483 / 37.

(6) رجال ابن داود : 257 / 308 ، وفيه بعد الكوفي زيادة : الهمداني.

(7) الفهرست : 119 / 535 ، معالم العلماء : 81 / 548 وأضاف أيضا : أخبار أبي رافع.

(8) رجال الشيخ : 235 / 193.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 194.

١٣٤

1631 ـ عبد العزيز بن تابع :

الأموي مولاهم كوفي ،ق (1) على نسخة ، وسينبّه عليه الميرزا في ابن نافع.

1632 ـ عبد العزيز بن سليمان الكناني :

المدني ، أسند عنه ،ق (2) .

1633 ـ عبد العزيز بن عبد الله العبدي :

مولاهم الخزّاز الكوفي ،ق (3) .

وفيتعق : الظاهر اتّحاده مع العبدي الكوفي الآتي(4) .

1634 ـ عبد العزيز بن عبد الله بن يونس :

الموصلي الأكبر ، يكنّى أبا الحسن ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنةست وعشرين وثلاثمائة ، أجاز له وذكر أنّه كان فاضلا ثقة ،صه (5) .

وقالشه : سيأتي في باب الآحاد أنّ لعبد العزيز أخا اسمه عبد الواحد روى عنه التلعكبري أيضا في التاريخ المذكور(6) ، ولعلّ وصف عبد العزيز بالأكبر بالإضافة إليه ، فيكون ذلك الأصغر. هذا ، وفيجخ : وأجازه له(7) .

يعني المسموع. والمصنّف نقل لفظه وترك واو العطف وهاء الكناية ، والصواب إثباتهما(8) ، انتهى.

__________________

(1) رجال الشيخ : 235 / 194 ، وفيه : ابن رافع.

(2) رجال الشيخ : 235 / 196.

(3) رجال الشيخ : 235 / 192.

(4) لم يرد في نسخنا من التعليقة.

(5) الخلاصة : 116 / 1.

(6) الخلاصة : 128 / 1.

(7) رجال الشيخ : 481 / 16 ، وفيه : روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ست وعشرين وثلاثمائة وأجاز له. إلى آخره.

(8) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 55.

١٣٥

ولم أجد فيما حضرني من نسخجخ بهاء الكناية ، وأمّا الواو وإن وجدتها إلاّ أنّ لفظة ثلاثمائة كانت ساقطة ، فيحتمل أن تكون بعد الواو ، فتكون العبارة بعينها ما نقله العلاّمة.

أقول : في نسختي منجخ في لم كما ذكره الميرزا بلا هاء الكناية ووجود الواو وسقوط ثلاثمائة ، لكن ثلاثمائة موجودة في الحاشية وعليها صح ، ونقل في المجمع أيضا عن لم كما فيصه من غير تفاوت(1) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن عبد الله الثقة ، عنه التلعكبري(2) .

1635 ـ عبد العزيز العبدي :

ق(3) . وزادصه : كوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ضعيف ، ذكره ابن نوح(4) .

وزادجش : له كتاب يرويه جماعة ، أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عنه بكتابه(5) .

واحتمل اتّحاده مع ابن عبد الله العبدي وإن كان ظاهر الشيخ المغايرة.

أقول : عرفت مرارا عدم ظهور المغايرة من أمثال هذا في كلام الشيخ ، بل كافة أهل الرجال. ثمّ إنّ في(6) رواية الحسن عنه وكذا رواية أحمد ولو بواسطته عنه مع ما ذكر في ترجمتيهما(7) مضافا إلى رواية جماعة كتابه لعلّه يحصل وهن التضعيف ، فتأمّل.

__________________

(1) مجمع الرجال : 4 / 91.

(2) هداية المحدّثين : 98.

(3) رجال الشيخ : 267 / 718.

(4) الخلاصة : 240 / 2.

(5) رجال النجاشي : 244 / 641.

(6) في نسخة « ش » بدل في : أراد من.

(7) في نسخة « م » : ترجمتهما.

١٣٦

وفيمشكا : ابن العبدي ، عنه الحسن بن محبوب(1) .

1636 ـ عبد العزيز بن عمران :

هو ابن أبي ذئب.

1637 ـ عبد العزيز بن محمّد الأندراوردي :

المدني ، أسند عنه ، مات سنةست وثمانين ومائة ،ق (2) .

1638 ـ عبد العزيز بن المطّلب المخزومي :

المدني ، أسند عنه ،ق (3) .

1639 ـ عبد العزيز بن المهتدي بن محمّد :

ابن عبد العزيز الأشعري القمّي ، ثقة ، روى عن الرضاعليه‌السلام ،جش (4) .

وزادصه : قالكش : قال علي بن محمّد القتيبي ، قال : حدّثني الفضل قال : حدّثنا عبد العزيز وكان خير(5) قمّي رأيته ، وكان وكيل الرضاعليه‌السلام .

قال الشيخ الطوسي : خرج فيه : غفر الله لك ذنبك ورحمنا وإيّاك ورضي عنك برضاي(6) .

وبخطّشه : لفظة قال الثانية زائدة ؛ ولفظكش : علي بن محمّد إلى آخره ، فأسقط الأوّل ، وهو جيّد ، لكنّ المصنّف تصرّف بإثبات الأوّل‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 98.

(2) رجال الشيخ : 235 / 191.

(3) رجال الشيخ : 234 / 187.

(4) رجال النجاشي : 245 / 642.

(5) في نسخة « م » : خيرا.

(6) الخلاصة : 116 / 3 ، وفيها : ورضي عنك برضاي عنك.

١٣٧

وتبع الكشّي في الثانية على غير صحّة ، انتهى(1) .

ثمّ زادجش : من ولده محمّد بن الحسن بن عبد العزيز بن المهتدي.

وفيست : جدّ محمّد بن الحسين ، له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(2) .

وفي لم : جدّ محمّد بن الحسين ، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى والبرقي(3) .

وفيكش ما ذكرهصه كما قالشه (4) .

وفيه أيضا : جعفر بن معروف قال : حدّثني الفضل بن شاذان بحديث عبد العزيز بن المهتدي فقال الفضل : ما رأيت قمّيّا يشبهه في زمانه(5) .

وفيه : محمّد بن مسعود ، عن علي بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن عبد العزيز أو عمّن رواه(6) ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : كتبت إليه : أنّ لك معي شيئا فمرني بأمرك فيه إلى من أدفعه؟ فكتب إليّ : قبضت ما في هذه الرقعة والحمد لله وغفر الله لك ذنبك ورحمنا وإيّاك ورضي عنك(7) ، انتهى.

وفيتعق : ما نقلهصه عن الشيخ سيأتي إن شاء الله عنه في الخاتمة مع زيادة وأنّه كان من وكلاء الجوادعليه‌السلام أيضا(8) ، كما يظهر من كش‌

__________________

(1) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 56.

(2) الفهرست : 119 / 533.

(3) رجال الشيخ : 487 / 66.

(4) رجال الكشّي : 506 / 975.

(5) رجال الكشّي : 506 / 974.

(6) في المصدر : أو من رواه عنه.

(7) رجال الكشّي : 506 / 976 ، وفيه : ورضي الله عنك برضاي عنك.

(8) نقلا عن الغيبة : 349 / 305.

١٣٨

هنا أيضا(1) .

أقول : فيمشكا : ابن المهتدي الثقة ، عنه أحمد بن أبي عبد الله ، وإبراهيم بن هاشم ، وأحمد بن محمّد بن عيسى ، والفضل بن شاذان ، وعلي بن مهزيار(2) .

1640 ـ عبد العزيز بن نافع الأموي :

مولاهم كوفي ،ق (3) . وفي نسخة تابع.

وفيتعق : الظاهر أنّه المرادي السابق(4) .

1641 ـ عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز :

المعروف بابن البرّاج ، أبو القاسم ، من غلمان المرتضىرضي‌الله‌عنه ، له كتب في الأصول والفروع ،ب (5) . فقيه الشيعة الملقّب بالقاضي ، وكان قاضيا بطرابلس ، كذا في النقد(6) ،تعق (7) .

أقول : في عه : القاضي سعد الدين عزّ المؤمنين أبو القاسم عبد العزيز ابن نحرير بن عبد العزيز بن البرّاج ، وجه الأصحاب وفقيههم ، وكان قاضيا بطرابلس ؛ وله مصنّفات ، منها المهذب ، المعتمد ، الروضة ، الجواهر ، المقرّب ، عماد المحتاج في مناسك الحاج ، وله الكامل في الفقه ، والموجز في الفقه ، وكتاب في الكلام ؛ أخبرنا بها الوالد عن والده عنه(8) ، انتهى.

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 194.

(2) هداية المحدّثين : 98.

(3) رجال الشيخ : 235 / 194.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 194.

(5) معالم العلماء : 80 / 545.

(6) نقد الرجال : 189 / 15.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 194.

(8) فهرست منتجب الدين : 107 / 218.

١٣٩

وزادب في كتبه : المنهاج ، المعالم ، شرح جمل العلم والعمل للمرتضىرضي‌الله‌عنه .

1642 ـ عبد العزيز بن يحيى بن أحمد :

ابن عيسى الجلودي ، أبو أحمد ، بصري ، ثقة ، إمامي المذهب ، وكان شيخ البصرة وأخباريها ، وكان عيسى الجلودي من أصحاب أبي جعفرعليه‌السلام ،صه (1) .

ونحوهاجش إلاّ : ثقة ، مع ذكر كتبه وهي كثيرة جدّا ، منها كتاب أخبار أبي نؤاس ، وقال : قال لنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله : أجازنا كتبه جميعها أبو الحسن علي بن حمّاد بن عبيد الله بن حمّاد العدوي ، وقد رأيت أبا الحسن بن حمّاد الشاعررحمه‌الله (2) .

وفيست : من أهل البصرة ، إمامي المذهب ، له كتب في السير والأخبار وله كتب في الفقه(3) .

وفي لم : بصري ثقة(4) .

أقول : فيمشكا : ابن يحيى الجلودي الثقة صاحب الكتب الكثيرة ، في طبقة جعفر بن قولويه فإنّ عبد العزيز أجازه كتبه(5) .

1643 ـ عبد العظيم بن عبد الله بن علي :

ابن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو القاسم ، له كتاب خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كان عابدا ورعا ، له‌

__________________

(1) الخلاصة : 116 / 2.

(2) رجال النجاشي : 240 / 640.

(3) الفهرست : 119 / 534 ، وما ذكره عن الفهرست لم يرد في نسخة « ش ».

(4) رجال الشيخ : 487 / 67.

(5) هداية المحدّثين : 98.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

وكنت أتمنّى وأشتهي أن أحجَّ حجّة اُخرى فحملني هؤلاء حفدتي وأسباطي الّذين ترونهم حولي.

وذكر أنَّه قد سقطت أسنانه مرَّتين أو ثلاثة، فسألناه أن يحدِّثنا بما سمعه من أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالبعليه‌السلام فذكر أنَّه لم يكن له حرص ولا همّة في العلم في وقت صحبته لعليِّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، والصحابه أيضاً كانوا متوافرين فمن فرط ميلي إلى عليِّ بن أبي طالبعليه‌السلام ومحبتي له لم أشتغل بشيء سوى خدمته وصحبته، والّذي كنت أتذكّره ممّا كنت سمعته منه قد سمعه منّي عالم كثير من النّاس ببلاد المغرب ومصر والحجاز، وقد انقرضوا وتفانوا وهؤلاء أهل بيتي وحفدتي قد دوَّنوه فأخرجوا إلينا النسخة، فأخذ يملي علينا من حفظه(١) :

٢ - حدَّثنا(٢) أبو الحسن عليُّ بن عثمان بن خطاب بن مرَّة بن مؤيّد الهمدانيّ المعروف بأبي الدُّنيا معمر المغربيرضي‌الله‌عنه حيّاً وميتاً قال: حدَّثنا عليُّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أحبَّ أهل اليمن فقد أحبّني، ومن أبغض أهل اليمن فقد أبغضني.

٣ - وحدَّثنا أبو الدُّنيا معمر المغربيُّ قال: حدّثنا عليُّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أعان ملهوفاً كتب الله له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات.

ثمَّ قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من سعى في حاجة أخيه المؤمن(٣) - لله عزَّ وجلَّ فيها رضاء وله فيها صلاح - فكأنّما خدم الله عزَّ وجلَّ ألف سنة لم يقع في معصيته طرفة عين.

٤ - وحدَّثنا أبو الدُّنيا معمر المغربيُّ قال: سمعت عليَّ بن أبي طالبعليه‌السلام يقول: أصاب النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جوع شديدٌ وهو في منزل فاطمةعليها‌السلام ، قال عليٌّعليه‌السلام :

____________

(١) في بعض النسخ « من خطه ».

(٢) معلق على السند الاوَّل وكذا ما يأتي.

(٣) في بعض النسخ « أخيه المسلم ».

٥٤١

فقال لي النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا عليُّ هات المائدة فقدَّمت المائدة وعليها خبز ولحم مشوي.

٥ - وحدَّثنا أبو الدُّنيا معمر المغربي قال: سمعت أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالبعليه‌السلام يقول: جرحت في وقعة خيبر خمساً وعشرين جراحة فجئت إلى النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلمّا رآى ما بي من الجراحة بكى وأخذ من دموع عينيه فجعلها على الجراحات فاسترحت من ساعتي.

٦ - وحدّثنا أبو الدُّنيا معمر المغربيُّ قال: حدّثني عليُّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ « قل هو الله أحد » مرَّة فكأنّما قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرَّتين فكأنّما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرَّات فكأنّما قرأ القرآن كله.

٧ - وحدّثنا أبو الدُّنيا معمر المغربيُّ قال: سمعت عليَّ بن أبي طالبعليه‌السلام يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كنت أرعى الغنم فإذا أنا بذئب على قارعة الطريق فقلت له. ما تصنع ههنا: فقال لي: وأنت ما تصنع ههنا؟ قلت: أرعى الغنم، قال لي مرّ - أو قال ذا الطريق - قال: فسقت الغنم فلمّا توسّط الذِّئب الغنم إذا أنا بالذِّئب قد شدَّ على شاة فقتلها، قال: فجئت حتّى أخذت بقفاه فذبحته وجعلته على يدي وجعلت أسوق الغنم فما سرت غير بعيد إذا أنا بثلاثة أملاك: جبرئيل وميكائيل وملك الموتعليهم‌السلام فلمّا رأوني قالوا: هذا محمّد بارك الله فيه فاحتملوني وأضجعوني وشقّوا جوفي بسكّين كان معهم وأخرجوا قلبي من موضعه وغسلوا جوفي بماء بارد كان معهم في قارورة حتّى نقي من الدَّم، ثمّ ردُّوا قلبي إلى موضعه وأمرُّوا أيديهم إلى جوفي، فالتحم الشقُّ بإذن الله عزَّ وجلَّ فما أحسست بسكّين ولا وجع، قال: وخرجت أعدوا إلى اُمّي - يعني حليمة داية النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - فقالت لي: أين الغنم؟ فخبّرتها بالخبر فقالت: سوف يكون لك في الجنّة منزلة عظيمة.

٨ - وحدّثنا أبو سعيد عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب قال: ذكر أبو بكر

٥٤٢

محمّد بن الفتح الرقيُّ(١) ؛ وأبو الحسن عليّ بن الحسين الاشكيّ أنَّ السّلطان بمكّة لمّا بلغة خبر أبي الدُّنيا تعرض له وقال: لابدّ أن اخرجك معي إلى بغداد إلى حضرة أمير المؤمنين المقتدر فإنّي أخشى أن يعتب عليّ إن لم اُخرجك، فسأله الحاجُّ من أهل المغرب وأهل المصر والشام أن يعفيه ولا يُشخصه فإنّه شيخ ضعيف ولا يؤمن ما يحدّث عليه، فأعفاه.

قال أبو سعيد: ولو أنّي حضرت الموسم في تلك السنة لشاهدته، وخبره كان مستفيضاً شائعاً في الامصار، وكتب عنه هذه الأحاديث المصريّون والشاميون والبغداديّون ومن سائر الامصار ممّن حضر الموسم وبلغه خبر هذا الشيخ وأحبَّ أن يلقاه ويكتب عنه هذه الأحاديث نفعنا الله وإيّاهم بها(٢) .

٩ - وأخبرني أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله ابن الحسن بن عليّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالبعليهم‌السلام فيما أجازه لي ممّا صح عندي من حديثه(٣) ؛ وصح عندي هذا الحديث برواية الشريف أبي عبد الله محمّد بن الحسن بن إسحاق بن الحسين(٤) بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليِّ أبي طالبعليهم‌السلام أنَّه قال: حججت في سنّة ثلاث عشرة وثلاثمائة وفيها حج نصر القشوري صاحب المقتدر بالله(٥) ومعه عبد الله بن حمدان المكنّى بأبي الهيجاء فدخلت مدينة الرَّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ذي القعدة فأصبت قافلة المصرييّن وفيها أبو بكر محمّد بن عليٍّ الماذراثي

__________________

(١) تقدَّم الكلام فيه وفي قرينه ص ٥٣٨.

(٢) في بعض النسخ « ويكتب عنه نفعهم الله وايانا به ».

(٣) ذلك لأنّ أبا محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى العلويّ روى عن المجاهيل أحاديث منكرة وقال العلامة: رأيت أصحابنا يضعفونه (صه عن جش) وقال ابن الغضائري. أنَّه كان كذابا يضع الحديث مجاهرة، ويدعى رجالا غرباء ولا يعرفون (صه) توفى ٣٥٨. (جامع الرواة).

(٤) في بعض النسخ « الحسن ».

(٥) في بعض النسخ « حاجب المقتدر بالله ».

٥٤٣

ومعه رجل من أهل المغرب وذكر أنَّه رآى [ رجلاً من ] أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاجتمع عليه النّاس وازدحموا وجعلوا يتمسّحون به وكادوا يأتون على نفسه فأمر عمّي أبو القاسم طاهر بن يحيىرضي‌الله‌عنه فتيانه وغلمانه، فقال: أفرجوا عنه النّاس ففعلوا وأخذوه وفأدخلوه إلى دار ابن أبي سهل الطفّي وكان عمّي نازلها، فادخل واذن للنّاس فدخلوا وكان معه خمسة نفر [ و ] ذكروا أنّهم أولاد أولاده فيهم شيخ له نيّف وثمانون سنّة فسألناه عنه، فقال: هذا ابن ابني، وآخر له سبعون سنّة فقال: هذا ابن ابني، وإثنان لهما ستّون سنة أو خمسون سنة أو نحوها وآخر له سبع عشرة سنة، فقال: هذا ابن ابن ابني ولم يكن معه فيهم أصغر منه، وكان إذا رأيته قلت: هذا ابن ثلاثين سنة أو أربعين سنة، أسود الرَّأس واللّحية، شابٌّ نحيف الجسم أدم، ربع من الرِّجال خفيف العارضين، [ هو ] إلى القصر أقرب، قال أبو محمّد العلويُّ: فحدَّثنا هذا الرَّجل واسمه عليُّ بن عثمان بن الخطّاب بن مرّة بن مؤيّد بجميع ما كتبناه عنه وسمعنا من لفظه، وما رأيناه من بياض عنفقته(١) بعد اسودادها ورجوع سوادها بعد بياضها عند شبعه من الطعام.

وقال أبو محمّد العلويُّرضي‌الله‌عنه : ولولا أنَّه حدَّث جماعة من أهل المدينة من الاشراف والحاجّ من أهل مدينة السلام وغيرهم من جميع الافاق، ما حدَّثت عنه بما سمعت وسماعي منه بالمدينة وبمكّة في دار السهميين في دار المعروفة بالمكبّريّة وهي دار عليِّ بن عيسى بن الجرَّاح وسمعت منه في مضرب القشوريّ ومضرب الماذرائي عند باب الصفا، وأراد القشوري أن يحمله وولده إلى مدينة السلام إلى المقتدر، فجاءه أهل مكّة فقالوا: أيّد الله الاستاذ إنّا روينا في الأخبار المأثورة عن السلف أنَّ المعمر المغربي إذا دخل مدينة السلام فنيت وخرجت وزال الملك فلا تحمله وردَّه إلى المغرب. فسألنا مشايخ أهل المغرب ومصر فقالوا: لم نزل نسمع به من آبائنا ومشايخنا يذكرون اسم هذا الرَّجل، واسم البلدة الّتي هو مقيم فيما طنجة(٢) وذكروا أنّهم كان يحدثهم بأحاديث

__________________

(١) العنفقة، الشعر الّذي في الشفة السفلى، وقيل. الشعر الّذي بينها وبين الذقن (النهاية).

(٢) بلدة بساحل بحر المغرب (ق).

٥٤٤

قد ذكرنا بعضها في كتابنا هذا.

قال أبو محمّد العلويَّ [رضي‌الله‌عنه ]: فحدَّثنا هذا الشيخ أعني علىُّ بن عثمان المغربي ببدء خروجه من بلدة حضر موت، وذكر أنَّ أباه خرج هو وعمّه محمّد وخرجا به معهما يريدون الحج وزيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخرجوا من بلادهم من حضر موت وساروا أيّاماً، ثمّ أخطأوا الطريق وتاهوا في المحجّة فأقاموا تائهين ثلاثة أيّام وثلاث ليال علي غير محجّة فبينا هم كذلك إذا وقعوا على جبال رمل يقال لها: رمل عالج، متّصل برمل إرم ذات العماد.

قال: فبينما نحن كذلك إذا نظرنا إلى أثر قدم طويل فجعلنا نسير على أثرها، فأشرفنا على واد وإذا برجلين قاعدين على بئر أو على عين، قال: فلمّا نظرا إلينا قام أحدهما فأخذ دلواً فأدلاه فاستقى فيه من تلك العين أو البئر، واستقبلنا وجاء إلى أبي فناوله الدَّلو فقال أبي: قد أمسينا ننيخ(١) على هذا الماء ونفطر إن شاء الله، فصار إلى عمّي وقال له: اشرب فردَّ عليه كما ردَّ عليه أبي، فناولني وقال لي: اشرب فشربت فقال لي: هنيئاً لك إنّك ستلقى عليَّ بن أبي طالبعليه‌السلام فأخبره أيّها الغلام بخبرنا وقل له: الخضر وإلياس يقرئانك السلام، وستعمر حتّى تلقى المهدي وعيسى بن مريمعليهما‌السلام فإذا لقيتهما فأقرئهما منا السلام، ثمّ قالا: ما يكونان هذان منك؟ فقلت: أبي وعمّي، فقالا: أمّا عمّك فلا يبلغ مكّة، وأمّا أنت وأبوك فستبلغان ويموت أبوك وتعمر أنت ولستم تلحقون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنّه قد قرب أجله.

ثمّ مرّا فو الله ما أدري أين مرَّا في السّماء أو في الأرض فنظرنا فإذا لا بئر ولا عين ولا ماء، فسرنا متعجّبين من ذلك إلى أن رجعنا إلى نجران فاعتلَّ عمّي ومات بها وأتممت أنا وأبي حجّنا ووصلنا إلى المدينة فاعتل أبي ومات، وأوصى بي إلى عليِّ بن أبي طالبعليه‌السلام فأخذني وكنت معه أيّام أبي بكر وعمر وعثمان وأيّام خلافته حتي قتله ابن ملجم لعنه الله.

__________________

(١) أناخ الجمل: أبركه.

٥٤٥

وذكر أنَّه لمّا حوصر عثمان بن عفّان في داره دعاني فدفع إليَّ كتاباً ونجيباً وأمرني بالخروج إلى عليِّ بن أبي طالبعليه‌السلام وكان غائباً بينبع في ضياعه وأمواله فأخذت الكتاب وسرت حتّى إذا كنت بموضع يقال له: جدار أبي عباية فسمعت قرآناً فإذا أنا بعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام يسير مقبلاً من ينبع وهو يقول: « أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنّكم إلينا لا ترجعون » فلمّا نظر إليَّ قال: يا أبا الدُّنيا ما وراءك؟ قلت: هذا كتاب أمير المؤمنين عثمان، فأخذه فقرأه فإذا فيه:

فان كنت مأكولاً فكن أنت آكلي(١)

وإلّا فأدركني ولما امزق

فإذا قرأه قال: برسر(٢) فدخل إلى المدينة ساعة قتل عثمان بن عفّان فمالعليه‌السلام إلى حديقة بني النجّار وعلم النّاس بمكانه فجاؤوا إليه ركضاً وقد كانوا عازمين على أن يبايعوا طلحة بن عبيد الله، فلمّا نظروا إليه ارفضوا إليه ارفضاض الغنم يشدُّ عليها السبع، فبايعه طلحة ثمَّ الزبير، ثمّ بايع المهاجرون والأنصار فأقمت معه أخدمه فحضرت معه الجمل وصفّين فكنت بين الصفّين واقفاً عن يمينه إذا سقط سوطه من يده، فأكببت آخذه وأدفعه إليه وكان لجام دابّته حديداً مزجّجاً(٣) فرفع الفرس رأسه فشجّني هذه الشجّة الّتي في صُدغي، فدعاني أمير المؤمنينعليه‌السلام فتفل فيها وأخذ حفنة من تراب(٤) فتركه عليها فوالله ما وجدت لها ألماً ولا وجعاً، ثمَّ أقمت معهعليه‌السلام وصحبت الحسن بن عليٍّعليهما‌السلام حتّى ضرب بساباط المدائن، ثمَّ بقيت معه بالمدينة أخدمه وأخدم الحسينعليه‌السلام حتّى مات الحسنعليه‌السلام مسموماً، سمّته جعدة بنت الاشعث ابن قيس الكنديُّ لعنها الله دسّاً من معاوية.

ثمَّ خرجت مع الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام حتّى حضرت كربلاء وقُتلعليه‌السلام وخرجت هارباً من بني أميّة، وأنا مقيم بالمغرب أنتظر خروج المهديِّ وعيسى بن - مريمعليه‌السلام .

__________________

(١) رواه القاموس في مادة « مزق » وفيه « خير آكل »

(٢) رجل برّسرّ أي يبرّ ويسرّ (الصحاح)

(٣) المزجج: المرقع الممدود. وفي بعض النسخ « مدّمجاً » أي مستحكماً.

(٤) الحفنة هي ملء الكف.

٥٤٦

قال أبو محمّد العلويُّرضي‌الله‌عنه : ومن عجيب ما رأيت من هذا الشيخ عليِّ ابن عثمان وهو في دار عمّي طاهر بن يحيىرضي‌الله‌عنه وهو يحدِّث بهذه الاعاجيب وبدء خروجه فنظرت عنفقته قد احمرَّت ثمّ ابيضّت فجعلت أنظر إلى ذلك لأنّه لم يكن في لحيته ولا في رأسه ولا في عنفقته بياضٌ، قال: فنظر إلى نظري إلى لحيته وإلى عنفقته وقال: أما ترون أنَّ هذا يصيبني إذا جعت وإذا شبعت رجعت إلى سوادها، فدعا عمّي بطعام فأخرج من داره ثلاث موائد فوضعت واحدة بين يدي الشيخ وكنت أنا أحد من جلس عليها فجلست معه ووضعت المائدتان في وسط الدّار وقال عمّي للجماعة: بحقي عليكم إلّا أكلتم وتحرمتم بطعامنا، فأكل قومٌ وامتنع قومٌ، وجلس عمّي عن يمين الشيخ يأكل ويلقي بين يديه فأكل أكل شابٍّ وعمّي يحلف عليه وأنا أنظر إلى عنفقته تسود حتّى عادت إلى سوادها وشبع.

١٠ - فحدّثنا عليُّ بن عثمان بن الخطّاب قال: حدَّثني عليُّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أحبَّ أهل اليمن فقد أحبّني ومن أبغضهم فقد أبغضني.

٥١

( باب )

* (حديث عبيد بن شرية(١) الجرهمي) *

١ - وحدَّثنا أبو سعيد عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب السجزيُّ قال: وجدت في كتاب لأخي أبي الحسن بحظه يقول: سمعت بعض أهل العلم وممّن قرأ الكتب وسمع الأخبار أنَّ عبيد بن شرية الجرهمي وهو معروف عاش ثلاثمائة سنّة وخمسين سنّة، فأدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحسن إسلامه وعمر بعد ما قبض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتّى قدم على معاوية في أيّام تغلّبه وملكه، فقال له معاوية: أخبرني يا عبيد عمّا رأيت وسمعت ومن أدركت

__________________

(١) في بعض النسخ « عبيد بن شريد » وهو تصحيف.

٥٤٧

وكيف رأيت الدَّهر؟.

فقال: أمّا الدَّهر فرأيت ليلاً يشبه ليلاً، ونهاراً يشبه نهاراً، ومولوداً يولد، وميتا يموت، ولم أدرك أهل زمان إلّا وهم يذمون زمانهم، وأدركت من قد عاش ألف سنّة فحدَّثني عمّن كان قبله قد عاش ألفي سنة(١) .

وأمّا ما سمعت فإنّه حدّثني ملك من ملوك حمير أنَّ بعض الملوك التبايعة(٢) ممّن قد دانت له البلاد، وكان يقال له: ذو سرح كان أعطى الملك في عنفوان شبابه، وكان حسن السيرة في أهل مملكته، سخيافيهم مطاعاً فملكهم سبعمائة سنة، وكان كثيراً يخرج في خاصّته إلى الصيد والنزهة، فخرج يوماً في بعض متنزِّهه فأتى على حيّتين إحديهما بيضاء كأنّها سبيكة فضة والاخرى سوداء كأنّها حُمَمَة(٣) وهما تقتتلان وقد غلبت السوداء على البيضاء، فكادت تأتي على نفسها، فأمر الملك بالسوداء فقتلت، وأمر بالبيضاء فاحتملت حتّى انتهى بها إلى عين من ماء نقيٍّ عليها شجرة فأمر فصبَّ الماء عليها وسقيت حتّى رجعت إليها نفسها، فأفاقت فخلّي سبيلها فانسابت الحيّة فمضت لسبيلها، ومكث الملك يومئذ في متصيده ونزهته فلمّا أمسى رجع إلى منزله وجلس على سريره في موضع لا يصل إليه حاجب ولا أحدٌ، فبينا هو كذلك إذ رآى شابّاً أخذ بعضادتي الباب وبه من الشباب والجمال شيءٌ لا يوصف، فسلّم عليه، فذعر منه الملك فقال له: من أنت؟ ومن أذن لك في الدُّخول إليَّ في هذا الموضع الّذي لا يصل إلي فيه حاجب ولا غيره؟ فقال له الفتى: لا ترُع أيّها الملك إنّي لست بأنسيٍّ ولكنّي فتى من الجنِّ أتيتك لاُجازيك ببلائك الحسن الجميل عندي، قال الملك: وما بلائي عندك؟ قال: أنا الحيّة الّتي أحييتني في يومك هذا والاسود الّذي قتلته وخلصتني منه كان غلاماً لنا

__________________

(١) راجع مكالمته مع معاوية كتاب « المعمرون » لابي حاتم السجستاني ص ٥٠.

(٢) ملوك التبابعة هم بنو حمير كانوا باليمن، وإنّما سموا تبابعة لأنّه يتبع بعضهم بعضاً، كلما هلك واحد منهم قام بعده واحد آخر ولم يكونوا يسمون الملك منهم بتبّع حتّى يملك اليمن.

(٣) الحمم: الرماد والفحم وكل ما احترق من النّار، الواحدة حممة. (الصحاح).

٥٤٨

تمرَّد علينا، وقد قتل من أهل بيتي عدَّة، كان إذا خلا بواحد منّا قتله، فقتلتَ عدوِّي وأحييتني فجئتك لأكافيك ببلائك عندي، ونحن أيّها الملك الجنُّ لا الجنُّ قال له الملك: وما الفرق بين الجنِّ والجنِّ، ثمَّ انقطع الحديث من الأصل الّذي كتبته فلم يكن هناك تمامه.

٥٢

( باب )

* (حديث الربيع بن الضبع الفزاري) *

١ - حدّثنا أحمد بن يحيى المكتب قال: حدّثنا أبو الطيب أحمد بن محمّد الورَّاق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن دريد الازديِّ العمانيُّ بجميع أخباره وكتبه الّتي صنّفها ووجدنا في أخباره أنَّه قال: لمّا وفد النّاس على عبد الملك بن مروان قدم فيمن قدم عليه الرَّبيع بن ضبع الفزاريُّ - وكان أحد المعمّرين - ومعه ابن ابنه وهب بن عبد الله بن الرَّبيع شيخاً فانياً قد سقط حاجباه على عينيه وقد عصبهما، فلمّا رآه الاذن وكانوا يأذنون النّاس على أسنانهم، قال له: ادخل أيّها الشيخ، فدخل يدبُّ على العصا يقيم بها صلبه وكشحيه على ركبتيه فلمّا رآه عبد الملك رقَّ له وقال له: اجلس أيّها الشيخ، فقال: يا أمير المؤمنين أيجلس الشيخ وجدّه على الباب؟ قال: فأنت إذن من ولد الرَّبيع بن ضبع؟ قال: نعم أنا وهب بن عبد الله بن الربيع، فقال للاذن ارجع فأدخل الرَّبيع، فخرج الاذن فلم يعرفه حتّى نادى: أين الرَّبيع؟ قال: ها أنا ذا، فقام يهرول في مشيته فلمّا دخل على عبد الملك سلّم فقال عبد الملك لجلسائه: ويلكم إنَّه لا شبُّ الرَّجلين، يا ربيع أخبرني عمّا أدركت من العمر والّذي رأيت من الخطوب الماضية؟ قال: أنا الّذي أقول:

ها أنا ذا آمل الخلود وقد

أدرك عمري(١) ومولدي حُجُرا

أنا أمرء القيس(٢) قد سمعت به

هيهات هيهات طال ذا عمرا

__________________

(١) في رواية « أدرك عقلي »

(٢) على سبيل التشبيه في الشعر وفي « المعمرون » « أبا مريء القيس ».

٥٤٩

فقال عبد الملك: قد رويت هذا من شعرك وأنا صبيٌّ. قال: وأنا أقول:

إذا عاش الفتى مائتين عاماً

فقد ذهب اللّذاذة والفتاء(١)

قال عبد الملك: وقد رويت هذا أيضاً وأنا غلام يا ربيع لقد طلبك جدٌّ غير عاثر(٢) ، ففصّل لي عمرك؟ فقال: عشت مائتي سنّة في الفترة بين عيسى ومحمّدعليهما‌السلام ومائة وعشرين سنّة في الجاهليّة وستين سنّة في الاسلام.

قال: أخبرني عن الفتية في قريش المتواطيء الاسماء، قال: سل عن أيّهم شئت قال: أخبرني، عن عبد الله بن عبّاس قال: فهم وعلم وعطاء وحلم ومقري ضخم.

قال: فأخبرني عن عبد الله بن عمر، قال: حلم وعلم وطول وكظم وبعد من الظلم.

قال: فأخبرني، عن عبد الله بن جعفر؟ قال: ريحانة طيب ريحها، لين مسها قليل على المسلمين ضررها.

قال: فأخبرني عن عبد الله بن الزُّبير؟ قال: جبل وعر ينحدر منه الصخر. قال: لله درك ما أخبرك بهم؟ قال: قرب جواري وكثر استخباري.

٥٣

( باب )

* (حديث شق الكاهن) *

١ - حدَّثنا أحمد بن يحيى المكتّبرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أبو الطيّب أحمد ابن محمّد الوراق قال: حدَّثنا محمّد بن الحسن بن دريد الازديُّ العمّانيُّ قال: حدّثنا

__________________

(١) في رواية « فقد أودى المسرة والفتاء » وفي البحار « فقد ذهب اللذاذة والغناء » ويروي « فقد ذهب التخيل والفتاء » والفتاء مصدر الفتى وكان قبل البيت بيتان هما:

إذا كان الشتاء فأدفئوني

فانَّ الشيخ يهدمه الشتاء

فأما حين يذهب كلّ قُرٍّ

فسربالٌ خفيفٌ أو رداء

 (٢) الجد - بالفتح -: الحظ والبخت والغناء أي طلبك بخت عظيم لم يعثر حتّى وصل اليك أو لم يعثر بك، بل نمشك في كلّ الاحوال.

٥٥٠

أحمد بن عيسى أبو بشير العقيليُّ، عن أبي حاتم، عن أبي قبيصة، عن ابن الكلبيِّ، عن أبيه قال: سمعت شيوخاً من بجيله ما رأيت على سروهم(١) ولا حسن هيئتهم، يخبرون أنَّه عاش شقُّ الكاهن ثلاثمائة سنّة فلمّا حضرته الوفاة اجتمع إليه قومه فقالوا: أوصنا فقد آن أن يفوتنا بك الدَّهر، فقال: تواصلوا ولا تقاطعوا، وتقابلوا ولا تدابروا، وبلّوا الارحام(٢) واحفظوا الذِّمام، وسوِّدوا الحليم، وأجلّوا الكريم، ووقّروا ذا الشيبة وأذلّوا اللّئيم، وتجنبوا الهزل في مواضع الجدِّ، ولا تكدِّروا الانعام بالمنِّ، واعفوا إذا قدرتم، وهادنوا إذا عجزتم، وأحسنوا إذا كويدتم(٣) واسمعوا من مشايخكم، واستبقوا دواعي الصلاح عند إحن العداوة فإنَّ بلوغ الغاية في النكاية جرح بطيء الاندمال، وإيّاكم والطعن في الأنساب، لا تفحصوا عن مَساويكم(٤) ، ولا تودعوا عقايلكم غير مُساويكم(٥) فإنّها وصمة فادحة وقضأة فاضحة(٦) ، الرِّفق الرِّفق لا الخرق فإن الخُرق مندمة في العواقب، مكسبة للعواتب، الصبر أنفذ عتاب(٧) ، والقناعة خير مال والنّاس أتباع الطمع، وقرائن الهلع، ومطايا الجزع، وروح الذُّلِّ التخاذل، ولا تزالون ناظرين بعيون نائمة ما اتّصل الرَّجاء بأموالكم والخُوف بمحالكم.

ثمَّ قال: يا لها نصيحة زلّت عن عذبة فصيحة إذا كان وعاؤها وكيعاً(٨) ومعدنها منيعاً، ثمّ مات.

قال مصنّف هذا الكتابرضي‌الله‌عنه : أنَّ مخالفينا يروون مثل هذه الأحاديث

__________________

(١) السرو - بفتح السين المهملة وسكون الراء والواو آخراً -: المروءة في شرف.

(٢) في النهاية فيه « بلوا ارحامكم ولو بالسلام » أي ندوها بصلتها وهم يطلقون اليبس على القطيعة.

(٣) من الكيد.

(٤) يعنى مساوى بني نوعكم.

(٥) العقيلة: الكريمة أي لا تزوجوا بناتكم إلّا ممّن يساويكم في الشرف.

(٦) الوصمة: العار والعيب. والفادح: الثقيل وقضأة فاضحة أي عيب وفساد وتقضؤوا منه أن يزوجوه أي استخسوا حسبه.

(٧) في بعض النسخ « أنفذ عتاد ».

(٨) وعاء وكيع أي شديد متين.

٥٥١

ويصدِّقونها، ويروون حديث شدَّاد بن عاد بن إرم وأنّه عمر تسعمائة سنّة، ويروون صفة الجنّة وأنّها مغيّبة عن النّاس فلا ترى وأنّها في الأرض ولا يصدِّقون بقائم آل محمّدعليهم‌السلام ويكذِّبون بالاخبار الّتي رويت فيه جحودا للحقِّ وعناداً لاهله.

٥٤

( باب )

* (حديث شداد بن عاد بن أرم) *

وصفة أرم ذات العماد الّتي لم يخلق مثلها في البلاد

١ - أخبرنا محمّد بن هارون الزَّنجانيُّ فيما كتب إليَّ قال: حدّثنا معاذ أبو المثنّى العنبري(١) قال: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أسماء قال: حدَّثنا جويرية، عن سفيان، عن منصور عن أبي وائل قال: إنَّ رجلاً يقال له: عبد الله بن قلابة خرج في طلب إبل له قد شردت فبينا هو في صحاري عدن في تلك الفلوات إذ هو وقع على مدينة عليها حصن حول ذلك الحصن قصور كثيرة وأعلام طوال، فلمّا دنا منها ظنَّ أن فيها من يسأله عن إبله فلم ير داخلاً ولا خارجاً، فنزل عن ناقته وعقلها وسلَّ سيفه ودخل من باب الحصن، فإذا هو ببابين عظيمين لم يُر في الدُّنيا بناء أعظم منهما ولا أطول، وإذا خشبها من أطيب عود وعليها نجوم من ياقوت أصفر وياقوت أحمر، ضوؤها قد ملأ المكان، فلمّا رآى ذلك أعجبه ففتح أحد البابين ودخل فإذا هو بمدينة لم ير الرَّاؤون مثلها قطُّ، وإذا هو بقصور، كلِّ قصر منها معلّق تحته أعمدة من زبرجد وياقوت، وفوق كلِّ قصر منها غرف، وفوق الغرف غرف مبنيّة بالذَّهب والفضّة واللّؤلؤ والياقوت والزَّبرجد، وعلى كلِّ باب من أبواب تلك القصور مصاريع مثل مصاريع باب المدينة من عود طيب، قد نُضّدت عليه اليواقيت، وقد فرشت تلك القصور باللّؤلؤ وبنادق المسك والزَّعفران، فلمّا رآى ذلك أعجبه ولم ير هناك أحداً فأفزعه ذلك.

ثمَّ نظر إلى الازقّة فإذا في كلِّ زقاق منها أشجار قد أثمرت، تحتها أنهار

__________________

(١) هو معاذ بن معاذ العنبري قاضي البصرة عامي وثقه ابن معين وأبو حاتم وعبد الله هو ابن أخ جويرية وثقه أبو حاتم. وعمه جويرية وثقه أحمد (تهذيب التهذيب).

٥٥٢

تجري، فقال: هذه الجنّة الّتي وصف الله عزَّ وجلَّ لعباده في الدُّنيا والحمد لله الّذي أدخلني الجنّة، فحمل من لؤلؤها ومن بنادق المسك والزَّعفران ولم يستطع أن يقلع من زبرجدها ومن ياقوتها لأنّه كان مثبتاً في أبوابها وجدرانها، وكان اللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران منثوراً بمنزلة الرَّمل في تلك القصور والغرف كُلّها، فأخذ منها ما أراد وخرج حتّى أتى ناقته وركبها، ثمّ سار يقفو أثر ناقته حتّى رجع إلى اليمن وأظهر ما كان معه وأعلم النّاس أمره، وباع بعض ذلك اللّؤلؤ وكان قد اصفارَّ وتغيّر من طول ما مرَّ عليه من اللّيالي والايّام، فشاع خبره وبلغ معاوية بن أبي سفيان، فأرسل رسولاً إلى صاحب صنعاء وكتب بإشخاصه، فشخص حتّى قدم على معاوية فخلا به وسأله عمّا عاين فقصَّ عليه أمر المدينة وما رأى فيها وعرض عليه ما حمله منها من اللّؤلؤ وبنادق المسك والزَّعفران، فقال: والله ما أعطى سليمان بن داود مثل هذه المدينة، فبعث معاوية إلى كعب الاحبار فدعاه وقال له: يا أبا إسحاق هل بلغك أنَّ في الدُّنيا مدينة مبنيّة بالذَّهب والفضّة وعمدها من الزَّبرجد والياقوت وحصاء قصورها وغرفها اللّؤلؤ، وأنهارها في الازقّة تجري تحت الاشجار.

قال كعب: أمّا هذه المدينة فصاحبها شدَّاد بن عاد الّذي بناها وأمّا المدينة فهي إرم ذات العماد وهي الّتي وصف الله عزَّ وجلَّ في كتابه المنزل على نبيّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكر أنَّه لم يخلق مثلها في البلاد.

قال معاوية: حدِّثنا بحديثها فقال: إنَّ عادا الاُولى - وليس بعاد قوم هودعليه‌السلام - كان له ابنان سمّي أحدهما شديداً والاخر شدّاداً فهلك عاد وبقيا وملكا وتجبّراً وأطاعهما النّاس في الشرق والغرب، فمات شديد وبقي شدَّاد فملك وحده ولم ينازعه أحد.

وكان مولعاً بقراءة الكتب، وكان كلّما سمع بذكر الجنّة وما فيها من البنيان والياقوت والزَّبرجد واللؤلؤ رغب أن يفعل مثل ذلك في الدُّنيا عتوّاً على الله عزَّ وجلَّ فجعل على صنعتها مائة رجل تحت كلِّ واحد منهم ألف من الاعوان، فقال: انطلقوا إلى أطيب فلاة في الأرض وأوسعها، فاعملوا لي فيها مدينة من ذهب وفضّة وياقوت و

٥٥٣

زبرجد ولؤلؤ، واصنعوا تحت تلك المدينة أعمدة من زبرجد وعلى المدينة قصوراً، وعلى القصور غرفاً، وفوق الغرف غرفاً، وأغرسوا تحت القصور في أزقّتها أصناف الثمار كلّها وأجروا فيها الأنهار حتّى يكون تحت أشجارها، فإنّي قرأت في الكتب صفة الجنّة وأنا احبُّ أن أجعل مثلها في الدُّنيا.

قالوا له: كيف نقدر على ما وصفت لنا من الجواهر والذَّهب والفضّة حتّى يمكننا أن نبني مدينة كما وصفت؟.

قال شدَّاد: إلّا تعلمون أنَّ ملك الدُّنيا بيدي؟ قالوا: بلى، قال: فانطلقوا إلى كلِّ معدن من معادن الجواهر والذَّهب والفضّة فوكّلوا بها حتّى تجمعوا ما تحتاجون إليه، وخذوا ما تجدونه في أيدي النّاس من الذّهب والفضّة.

فكتبوا إلى كلِّ ملك في الشرق والغرب فجعلوا يجمعون أنواع الجواهر عشر سنين فبنوا له هذه المدينة في مدَّة ثلاثمائة سنّة، وعمر شدَّاد تسعمائة سنّة فلمّا أتوه وأخبروه بفراغهم منها قال: انطلقوا فاجعلوا عليها حصناً، واجعلوا حول الحصن ألف قصر، عند كلِّ قصر ألف علم، يكون في كلِّ قصر من تلك القصور وزيرٌ من وزرائي فرجعوا وعملوا ذلك كلّه له، ثمَّ أتوه فأخبروه بالفراغ منها كما أمرهم به، فأمر النّاس بالتجهيز إلى إرم ذات العماد فأقاموا في جهازهم إليها عشر سنين.

ثمَّ سار الملك يريد إرم فلمّا كان من المدينة على مسيرة يوم وليلة بعث الله عزَّ وجلَّ عليه وعلى جميع من كان معه صيحة من السّماء فأهلكتهم جميعاً وما دخل إرم ولا أحدٌ ممّن كان معه، فهذه صفة إرم ذات العماد الّتي لم يخلق مثلها في البلاد.

وإنّي لاجد في الكتب أنَّ رجلاً يدخلها ويرى ما فيها ثمّ يخرج ويحدِّث النّاس بما يرى فلا يصدَّق، وسيدخلها أهل الدِّين في آخر الزمان.

قال مصنّف هذا الكتابرضي‌الله‌عنه : إذا جاز أن يكون في الأرض جنّة مغيبة عن أعين النّاس لا يهتدي إلى مكانها أحدٌ من النّاس ولا يعلمون بها ويعتقدون صحّة كونها من طريق الأخبار، فكيف لا يقبلون من طريق الأخبار كون القائمعليه‌السلام الان في غيبته، وإذا جاز أن يعمر شدّاد بن عاد تسعمائة سنّة فيكف لا يجوز أن يعمر القائم

٥٥٤

عليه‌السلام مثلها أو أكثر منها.

و الخبر في شدَّاد بن عاد عن أبي وائل، والاخبار في القائمعليه‌السلام عن النبيِّ والائمّة صلوات الله عليهم فهل ذلك إلّا مكابرة في جحود الحقِّ.

ووجدت في كتاب المعمّرين أنَّه حكى عن هشام بن سعيد الرِّجّال قال: إنّا وجدنا حجراً بالاسكندريّة مكتوباً فيه أنا شدَّاد بن عاد وأنا الّذي شيّدت العماد الّتي لم يخلق مثلها في البلاد، وجنّدت الاجناد وشددت بساعدي الواد فبنيتهنَّ إذ لا شيب ولا موت، وإذ الحجارة في اللّين مثل الطين، وكنزت كنزاً في البحر على اثني عشر منزلاً لم يخرجه حتّى تخرجه امّة محمّد.

* * *

وعاش أوس بن ربيعة بن كعب بن اُميّة الاسلميُّ مائتين وأربع عشرة سنّة وقال في ذلك:

لقد عمرت حتّي ملَّ أهلي

ثوائي عندهم وسئمتُ عمري(١)

وحُقَّ لِمَن أتى مائتان عاماً

عليه وأربعٌ من بعد عَشر

يملُّ من الثواء وصبح يوم(٢)

يغاديه وليلٌ بعدُ يَسري

فأبلَى جَدَّتي وتُرِكتُ شِلواً(٣)

وباح بما اُجِنُّ ضَميرَ صدري

 وعاش أبو زبيد واسمه البدر بن حرملة الطّائي وكان نصرانيّاً خمسين ومائة سنة.

وعاش نصر بن دهمان بن (بصار بن بكر بن) سُليم بن أشجع بن الرَّيث بن غطفان مائة وتسعين سنّة حتّى سقطت أسنانه وخرف عقله وأبيضَّ رأسه فحزب قومه أمرٌ(٢) فاحتاجوا فيه إلى رأيه، ودعوا الله عزَّ وجلَّ أن يردَّ إليه عقله وشبابه، فعاد إليه

__________________

(١) « ثوائي » أي اقامتي وفي رواية « فيهم » مكان « عندهم ».

(٢) في نسخة « وصبح ليل ».

(٣) الشلو - بالكسر -: بقية الشيء، والمشلى من الرِّجال: الخفيف اللحم. وفي رواية « وبقيت شلوا ».

(٤) حزبه أمر أي نزل به مهم أو أصابه غم.

٥٥٥

عقله وشبابه وأسودَّ شَعره.

فقال فيه سلمة بن الخُرشُب الأنماريُّ من أنمار بن بغيض، ويقال: بل عياض مرداس السلمي:

لنصر بن دُهمانَ الهُنيدَة عاشها

وتسعينَ حولاً ثمّ قُوِّم فانصاتا(١)

وعاد سواد الرَّأس بعد بياضه(٢)

وراجعه شرخ الشباب الّذي فاتا(٣)

وراجع عقلاً عند ما فات عقله

ولكنّه من بعد ذا كُلّه ماتا

 وعاش سويد بن حذَّاق العبدي(٤) ومائتي سنة.

وعاش الجُعشم بن عوف بن حذيمة دهراً طويلاً فقال:

حتى متى الجُعشم في الاحياء

ليس بذي أيد ولا غَنَاء

 هيهات ما للموت من دواء

وعاش ثعلبة بن كعب بن زيد بن عبد الاشهل الاوسي(٥) مائتي سنّة، فقال:

لقد صاحبت أقواماً فأمسوا(٦)

خُفاتاً ما يُجاب لهم دعاء

مضوا قصد السبيل وخلّفوني

فطال عليَّ بعدهم الثواء

فأصبحت الغداة رَهين بيتي

وأخلَفني من الموت الرجاء

 وعاش رداءة بن كعب(٧) بن ذهل بن قيس النخعيُّ ثلاثمائة سنّة، وقال:

__________________

(١) الهنيدة: المائة من الابل وغيرها، وقال أبو عبيدة: هي اسم لكل مائة وانصات الرَّجل إذا أجاب.

(٢) في رواية « بعد ابيضاضه ».

(٣) شرخ الشباب أوله أو نضارته.

(٤) من عبد القيس بن أفصى بن دعمّي بن أسد بن ربيعة بن نزار

(٥) في بعض النسخ « الاشوس ».

(٦) في رواية السجستاني « فاضحوا ».

(٧) في بعض النسخ « رداد بن كعب ». وأورده أبو حاتم السجستاني في « المعمرون » بعنوان جعفر بن قرط بن كعب بن قيس بن سعد وذكر له شعراً، ولعله كعب بن رداة النخعي كما ذكره ابن الكلبي على قول السجستاني.

٥٥٦

لم يَبقَ يا خذلة من لداتي

أبو بَنينَ لا ولا بنات(١)

ولا عقيم غير ذي سبات(٢)

إلّا يعدُّ اليومَ في الأموات

 هل مشترٍ أبيعه حياتي

وعاش عديُّ بن حاتم طيء عشرين ومائة سنة.

وعاش اماباة بن قيس بن الحارث بن شيبان الكنديِّ ستين ومائة سنة.

وعاش عميرة بن هاجر بن عمير بن عبد العزَّى بن قُمَير سبعين ومائة سنّة وقال:

بَليتُ وأفناني الزَّمان وأصبَحتَ

هُنَيدَة قد ابقيت(٣) من بعدها عشرا

وأصبحتُ مثلَ الفرخ لا أنا ميّتٌ

فاُسلى(٤) ولا حيٌّ فاُصدِرُ لي أمرا

وقد عِشتُ دهراً ما تُجنُّ عشيرتي

لها ميّتاً حتّى أخُطّ به قبرا

 وعاش العرَّام بن منذر(٥) بن زُبيد بن قيس بن حارثة بن لَأم دهراً طويلاً في الجاهليّة، وأدرك عمر بن عبد العزيز واُدخل عليه وقد اختلفت ترقوتاه وسقط حاجباه فقيل له: ما أدركت؟ فقال:

ووالله ما أدري أأدركتُ اُمّة

على عهد ذي القرنين أم كنت أقدَما

مَتَى تخلعا منّي القميص تبيّنا

جاجيء(٦) لم يكسين لحماً ولا دماً

 وعاش سيف بن وهب بن جذيمة الطائيُّ مائتي سنة وقال:

__________________

(١) لدة الرَّجل: تربه والجمع لدات.

(٢) السبات: النوم والراحة وفى بعض النسخ « ذي بتات » والبتات: متاع البيت. وفي رواية السجستاني « من مسقط الشمس إلى الفرات ».

(٣) في رواية « قد انضيت ».

(٤) في بعض النسخ « فابلى » وفى البحار « فابكى ». وزاد في كتاب أبي حاتم السجستاني:

وقد كنت دهرا أهزم الجيش

واحداً وأعطى فلا منأ عطائي ولا نزرا

 (٥) في بعض النسخ والكتب « عوام بن المنذر ».

(٦) جاجيء جمع جؤجؤ وهو الصدر، وقيل: عظامه، وهو المراد هنا.

٥٥٧

ألا إنّني عاجلاً ذاهبُ

فلا تَحسبوا أنّني كاذِبُ

لبست شبابي فأفنيتُه

وأدركني القَدَر الغالبُ

وخصم دَفعتُ ومولّى نفعتُ

حتّى يثوب له ثائبُ

 وعاش أرطاة بن دشهبة المزنيُّ عشرين ومائة سنّة، فكان يكنّى أبا الوليد، فقال له عبد الملك بن مروان: ما بقي من شعرك يا أرطاة؟ قال: يا أمير المؤمنين إنّي لا أشرب ولا أطرب ولا أغضب، ولا يجيئني الشعراء إلّا على أحد هذه الخصال على أنّي أقول:

رأيت المرء تأكله اللّيالي

كأكل الأرض ساقطة الحديد

وما تبقي المنيّة حين تأتي

على نفس ابن آدم من مزيد

وأعلم أنّها ستكرُّ حتّى

توفّى نذرَها بأبي الوليد

 فارتاع عبد الملك(١) ، فقال: يا أرطاة. فقال أرطاة: يا أمير المؤمنين إنّي اُكنّى أبا الوليد.

وعاش عبَيد بن الأبرص(٢) ثلاثمائة سنّة فقال:

فَنيتُ وأفناني الزَّمان وأصبَحت

لداتي بنو نَعش وزهر الفراقد(٣)

ثمَّ أخذه النعمان بن المنذر يوم بؤسه فقتله.

وعاش شُريح بن هانيء عشرين ومائة سنة حتّى قتل في زمن الحجّاج بن يوسف فقال في كبره وضعفه:

أصبحت ذا بثٍّ اقاسي الكبر

قد عِشتُ بين المشركين أعصرا

ثُمتَ أدركت النبيَّ المنذَرا

وبعده صدِّيقه وعمرا

__________________

(١) أي فزع لمّا ظن أنَّه أراد بابي الوليد اياه.

(٢) هو عبيد بن الابرص الاسدي الشاعر من بني سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد وقتله كما في هامش « المعمرون » المنذر بن ماء السّماء وهو أحد فحول الشعراء الجاهلي.

(٣) الفراقد جمع فرقد، وهو النجم الّذي يهتدي به.

٥٥٨

ويَوم مَهران ويوم تسترا

والجمع في صِفِّينهم والنهَّرا(١)

هيهات ما أطول هذا عمرا

وعاش رجلٌ من بني ضبّة يقال له: المسجاح بن سباع الضّبيِّ(٢) دهراً طويلاً فقال:

لقد طوَّفت في الافاق حتّى

بليت وقد أنى لي لَو أبيدُ(٣)

وأفناني ولو يفنى نهارٌ

وليل كلّما يمضي يَعودُ

وشهرٌ مُستهلٌّ بعد شهر

وحَولٌ بعده حول جديد

 وعاش لقمان العاديُّ الكبير(٤) خمسمائة وستّين سنّة، وعاش عمر سبعة أنسر [ عاش ] كلُّ نسر منها ثمانين عاماً، وكان من بقية عاد الاُولى.

وروى أنَّه عاش ثلاثة آلاف سنّة وخمسمائة سنّة، وكان من وفد عاد الّذين بعثهم قومهم إلى الحرم ليستسقوا لهم، وكان اعطي عمر سَبعة أنسر وكان يأخذ فرخ النسر الذَّكر فيجعله في الجبل الّذي هو في أصله فيعيش النسر منها ما عاش، فإذا مات أخذ آخر، فربّاه حتّى كان آخرها لبد، وكان أطولها عمراً، فقيل فيه: « طال الأبد على لبد »(٥) .

__________________

(١) يوم مهران ويوم تستر يومان من أيّام المسلمين المشهورة في تاريخ الفتوحات الاسلامية ببلاد الفرس. والاشعار في كتاب السجستاني مصرعها الاوَّل ساقط وجعل المصراع الثاني مكانه وهكذا إلى آخرها.

(٢) قال ابن دريد: مسحاج بن سباع. وفي « المعمرون » مسجاح بن خالد بن الحارث بن قيس بن نصر بن عائذة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة. وقال: زعموا أنَّه قال - ثمّ ذكر ما في المتن من الشعر وزاد:

ومفقود عزيز الفقد تأتي

منيته ومأمول وليد

 (٣) في بعض النسخ « بليت وآن لى أنَّ قد أبيد » وكذا في « المعمرون ».

(٤) هو غير لقمان الّذي عاصر داود النبيّعليه‌السلام

(٥) راجع مجمع الامثال ص ٣٧٢.

٥٥٩

وقد قيل فيه أشعار معروفة(١) ، وأعطي من القوَّة والسمع والبصر على قدر ذلك وله أحاديث كثيرة.

وعاش زهير بن جناب(٢) بن هُبَل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن ثور بن كلب الكلبي ثلاثمائة سنّة(٣) .

وعاش مزيقيا واسمه عمر بن عامر وهو ماء السّماء لأنّه كان حياة أينما نزل كمثل ماء السّماء، وإنّما سمي مزيقيا لأنّه عاش ثمانمائة سنّة، أربعمائة سوقة، واربعمائة ملكاً، وكان يلبس كلّ يوم حلّتين، ثمَّ يأمر بهما فيمزَّقان حتّى لا يلبسهما أحد غيره.

وعاش هُبَل بن عبد الله بن كنانة ستّمائة سنّة(٤) .

وعاش أبو الطحمان القَينيُّ(٥) مائة وخمسين سنة.

__________________

(١) قال لبيد بن ربيعة الجعفري من بني كلاب فيه:

ولقد رأى لبد النسور تطايرت

رفع القوادم كالفقير الاعزل

من تحته لقمان يرجو نهضه

ولقد رأى لقمان إلّا يأتلى

 وقال الضبي فيه:

أو لم تر لقمان أهلكه

ما افتات من سنة ومن شهر

وبقاء نسر كلما انقرضت

أيامه عادت الى نسر

 وقال النابغة الذبياني

أمست خلاء وأمسى أهلها احتملوا

أخنى عليها الّذي أخنى على لبد

 وأخنى أي أفسد.

(٢) في بعض النسخ « حباب ».

(٣) في « المعمرون » عاش أربعمائة سنّة وعشرين سنة.

(٤) قال السجستاني « سبعمائة » وذكر له حكاية.

(٥) اسمه حنظلة بن الشرقي وهو من بني كنانة بن القين وفي « المعمرون » عاش مائتي سنة. وقد يظهر من القاموس كونه شاعراً.

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686