كمال الدين وتمام النعمة

كمال الدين وتمام النعمة8%

كمال الدين وتمام النعمة مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 686

كمال الدين وتمام النعمة المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 686 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 143264 / تحميل: 8011
الحجم الحجم الحجم
كمال الدين وتمام النعمة

كمال الدين وتمام النعمة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

[ ٧٠ ٧٨ ] ٢ - ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، إلّا أنّه زاد بعد قوله: بقدر ما يتنفّس وهو قائم، ثمّ رفع يديه حيال وجهه، وقال: الله أكبر، وزاد بعد قوله: حيال وجهه: ثمّ سجد وبسط كفّيه مضمومتي الأصابع بين يدي ركبتيه حيال وجهه، فقال: سبحان ربّي الأَعلى وبحمده، ثمّ زاد بعد قوله: والأَنف: وقال: سبعة منها فرض يسجد عليها وهي التي ذكرها الله في كتابه فقال:( وَأَنَّ الـمَسَاجِدَ للهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا ) (١) وهي: الجبهة والكفّان والركبتان والإِبهامان، ووضع الأنف على الأَرض سنّة، وقال: ثمّ قعد على فخذه الأَيسر، وزاد بعد قوله: فصلّى ركعتين على هذا ويداه مضمومتا الأَصابع وهو جالس في التشهّد، فلمّا فرغ من التشهّد سلّم، فقال: يا حمّاد، هكذا صلّ ولم يزد على ذلك شيئاً.

ورواه الشيخ باسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٢) .

[ ٧٠ ٧٩ ] ٣ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمّد ابن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد كلّهم، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا قمت في الصلاة فلا تلصق قدمك بالاخرى دع بينهما فصلاً إصبعاً أقل ذلك إلى شبر أكثره، وأسدل منكبيك، وأرسل يديك، ولا تشبك أصابعك، وليكونا على فخذيك قبالة ركبتيك، وليكن نظرك إلى موضع سجودك، فاذا ركعت فصف في ركوعك بين قدميك تجعل بينهما قدر شبر، وتمكن راحتيك من ركبتيك، وتضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى قبل

____________________

٢ - الكافي ٣: ٣١١ / ٨.

(١) الجنّ ٧٢ / ١٨.

(٢) التهذيب ٢: ٨١ / ٣٠١.

٣ - الكافي ٣: ٣٣٤ / ١، أورد قطعة منه أيضاً في الحديث ١ من الباب ٥ من أبواب ما يسجد عليه، وصدره في الحديث ٢ من الباب ١٧ من أبواب القيام، وقطعة منه في الحديث ١ من الباب ٢٨ من أبواب الركوع.

٤٦١

اليسرى، وبلع أطراف أصابعك عين الركبة، وفرج أصابعك إذا وضعتها على ركبتيك فان(١) وصلت أطراف أصابعك في ركوعك إلى ركبتيك أجزأك ذلك، وأحب إليَّ أن تمكن كفّيك من ركبتيك فتجعل أصابعك في عين الركبة وتفرّج بينهما، وأقم صلبك ومدّ عنقك، وليكن نظرك إلى بين قدميك، فإذا أردت أن تسجد فارفع يديك بالتكبير وخرّ ساجداً وابدأ بيديك فضعهما(٢) على الأرض قبل ركبتيك تضعهما معاً ولا تفترش ذراعيك افتراش السبع(٣) ذراعيه، ولا تضعن ذراعيك على ركبتيك وفخذيك، ولكن تجنح بمرفقيك، ولا تلزق(٤) كفّيك بركبتيك، ولكن تحرفهما عن ذلك شيئاً، وابسطهما على الأرض بسطاً، واقبضهما إليك قبضاً، وإن كان تحتهما ثوب فلا يضرّك، وإن أفضيت بهما إلى الأرض فهو أفضل، ولا تفرجنّ بين أصابعك في سجودك، ولكن ضمّهنّ جميعاً قال: وإذا قعدت في تشهدك فألصق ركبتيك بالأرض وفرّج بينهما شيئاً، وليكن ظاهر قدمك اليسرى وأليتاك على الأَرض، وأطراف(٥) إبهامك اليمنى على الأَرض، وإيّاك والقعود على قدميك فتتأذّى بذلك، ولا تكون(٦) قاعداً على الأرض فيكون إنما قعد بعضك على بعض فلا تصبر للتشهد والدعاء.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٧) .

[ ٧٠ ٨٠ ] ٤ - وبهده الأَسانيد عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة

____________________

(١) في المصدر: فاذا.

(٢) في التهذيب: تضعهما،( هامش المخطوط ).

(٣) كتب المصنف:( الاسد) ثم شطب عليه وكتب( السبع) عن التهذيب في الهامش.

(٤) في المصدر: تلصق.

(٥) في التهذيب: طرف،( هامش المخطوط ).

(٦) في نسخة: تكن،( هامش المخطوط ).

(٧) التهذيب ٢: ٨٣ / ٣٠٨.

٤ - التهذيب ٣: ٣٣٥ / ٢.

٤٦٢

قال: إذا قامت المرأة في الصلاة جمعت بين قدميها، ولا تفرج بينهما، وتضمّ يديها إلى صدرها لمكان ثدييها، فإذا ركعت وضعت يديها فوق ركبتيها على فخذيها لئلا تطأطأ كثيراً فترتفع عجيزتها، فإذا جلست فعلى أليتيها، ليس(١) كما يجلس(٢) الرجل، وإذا سقطت للسجود بدأت بالقعود وبالركبتين قبل اليدين ثمّ تسجد لاطئة(٣) بالأَرض، فإذا كانت في جلوسها ضمّت فخذيها ورفعت ركبتيها من الأَرض، وإذا نهضت انسلّت انسلالاً لا ترفع عجيزتها أوّلاً.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب بالإِسناد الأَول عن حمّاد، مثله، إلّا أنّه أسقط لفظ ليس من قوله: ليس كما يقعد الرجل(٤) .

ورواه الصدوق في( العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد ابن إسماعيل، عن عيسى بن محمّد، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، مثله(٥) .

[ ٧٠ ٨١ ] ٥ - وبالإِسنادين الأولين عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا قمت إلى الصلاة فعليك بالإقبال على صلاتك فانّما(٦) لك منها ما أقبلت عليه، ولا تعبث فيها بيديك ولا برأسك ولا بلحيتك، ولا تحدّث نفسك، ولا تتثاءب، ولا تتمط، ولا تكفّر(٧) فانّما يفعل

____________________

(١) كلمة( ليس) لم ترد في التهذيب( هامش المخطوط ).

(٢) في المصدر: يقعد.

(٣) لاطئة بالأرض: أي لازقة بها.( مجمع البحرين ١: ٣٧٥ ).

(٤) التهذيب ٢: ٩٤ / ٣٥٠.

(٥) علل الشرائع: ٣٥٥ / ١ - الباب ٦٨.

٥ - الكافي ٣: ٢٩٩ / ١، وأورد قطعة منه في الحديث ٢ من الباب ١١ من أبواب القواطع.

(٦) في نسخة زيادة: يحسب( هامش المخطوط ).

(٧) التكفير في الصلاة: هو الانحناء الكثير حال القيام قبل الركوع قال في النهاية، والتكفير =

٤٦٣

ذلك المجوس، ولا تلثم(١) ، ولا تحتفز، و(٢) تفرّج كما يتفرّج البعير، ولا تقع على قدميك، ولا تفترش ذراعيك، ولا تفرقع أصابعك، فانّ ذلك كلّه نقصان من الصلاة، ولا تقم الى الصلاة متكاسلاً ولا متناعساً ولا متثاقلاً فانها من خلال النفاق، فانّ الله سبحانه نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى، يعني سكر النوم، وقال للمنافقين:( وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إلّا قَلِيلاً ) (٣) .

[ ٧٠ ٨٢ ] ٦ - ورواه الصدوق في( العلل ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، نحوه، وزاد بعد قوله: المجوس: ولا تقولن إذا فرغت من قراءتك: آمين، فان شئت قلت: الحمد لله ربّ العالمين.

[ ٧٠ ٨٣ ] ٧ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: أتى النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) رجلان رجل من الأنصار ورجل من ثقيف، فقال الثقفي: يا رسول الله حاجتي، فقال: سبقك أخوك الأنصاري، فقال: يا رسول الله، إنّي على سفر وإنّي عجلان، وقال الأَنصاري: إني قد أذنت له، فقال: إن شئت سألتني وإن شئت أنبأتك، قال: أنبئني يا رسول الله، فقال: جئت تسألني

____________________

= أيضاً وضع احدى اليدين على الاخرى.( مجمع البحرين ٣: ٤٧٧ ).

(١) لا تلثم ولا تحتفز: أي لا تتضامّ في سجودك بل تتخوى كما يتخوى البعير الضامر وهكذا عكس المرأة فانها تحتفز في سجودها ولا تتخوى، وقولهم: هو محتفز أي مستعجل متوفز غير متمكن في جلوسه كأنّه يريد القيام.( مجمع البحرين ٤: ١٦ ).

(٢) في المصدر: ولا.

(٣) النساء ٤: ١٤٢.

٦ - علل الشرائع: ٣٥٨ - ١ / الباب ٧٤.

٧ - الكافي ٤: ٢٦١ / ٣٧، وأورد ذيله في الحديث ١٦ من الباب ٢ من أبواب أقسام الحج.

٤٦٤

عن الصلاة ، وعن الوضوء، وعن السجود، فقال الرجل: إي والذي بعثك بالحق، فقال: أسبغ الوضوء، واملأ يديك من ركبتيك، وعفّر جبينيك في التراب، وصلّ صلاة مودّع، الحديث.

[ ٧٠ ٨٤ ] ٨ - ورواه الشهيد في( الأَربعين) باسناده عن ابن بابويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، مثله.

قال: وخرجه ابن أبي عمير، عن معاوية، عن رفاعة، ولم يذكر وضوءاً.

[ ٧٠ ٨٥ ] ٩ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن داود الخندقي، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إذا قمت في الصلاة فاعلم أنّك بين يدي الله، فان كنت لا تراه فاعلم أنّه يراك، فأقبل قبل صلاتك، ولا تمتخط ولا تبزق، ولا تنقض أصابعك، ولا تورّك، فانّ قوماً قد عذبوا بنقض الأَصابع والتورّك في الصلاة، وإذا رفعت رأسك من الركوع فأقم صلبك حتى ترجع مفاصلك، وإذا سجدت فاقعد(١) مثل ذلك وإذا كان(٢) في الركعة الاُولى والثانية فرفعت رأسك من السجود فاستتمّ جالساً حتّى ترجع مفاصلك، فاذا نهضت فقل: بحول الله وقوّته أقوم وأقعد، فانّ عليّاً( عليه‌السلام ) هكذا كان يفعل.

[ ٧٠ ٨٦ ] ١٠ - محمّد بن علي بن الحسين في( العلل) عن أبيه، ومحمّد بن

____________________

٨ - أربعين الشهيد: ٤٤ / ١٥.

٩ - التهذيب ٢: ٣٢٥ / ١٣٣٢.

(١) في المصدر: فافعل.

(٢) في المصدر: كنت.

١٠ - علل الشرائع: ٣١٢ / ١ - الباب ١، وأورد قطعة منه في الحديث ٥ من الباب ١٥ من أبواب الوضوء.

٤٦٥

الحسن بن أحمد بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير ومحمّد بن سنان جميعاً، عن الصباح المزني(١) ، وسدير الصيرفي، ومحمّد بن النعمان مؤمن الطاق، وعمر بن اُذينة كلّهم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) .

وعن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، وسعد جميعاً، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، ويعقوب بن يزيد، ومحمّد بن عيسى جميعاً، عن عبد الله بن جبلة، عن الصباح المزني، وسدير الصيرفي، ومحمّد بن نعمان الأَحول، وعمر بن اُذينة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث طويل - قال: إنّ الله عرج بنبيّه( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فأذّن جبرئيل فقال: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أنّ محمّداً رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، أشهد أنّ محمّداً رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، حيّ على خير العمل، حيّ على خير العمل، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ قال: يا محمّد، استقبل الحجر الأسود( وهو بحيالي) (٢) وكبّرني بعدد حجبي، فمن أجل ذلك صار التكبير سبعاً، لأن الحجب سبعة، وافتتح( القراءة) (٣) عند انقطاع الحجب فمن أجل ذلك صار الإِفتتاح سنة، والحجب مطابقة ثلاثاً بعدد النور الذي نزل على محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ثلاث مرّات، فلذلك كان الافتتاح ثلاث مرّات، فلأجل ذلك كان التكبير سبعاً والافتتاح ثلاثاً(٤) ، فلمّا فرغ من التكبير والافتتاح قال الله عزّ وجلّ: الآن وصلت إليّ فسمّ باسمي، فقال: بسم الله الرحمن

____________________

(١) في المصدر: السدي.

(٢) ليس في الكافي( هامش المخطوط ).

(٣) ليس في الكافي( هامش المخطوط ).

(٤) في نسخة: ثلاث مرات( هامش المخطوط ).

٤٦٦

الرحيم، فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أوّل السورة، ثمّ قال له: احمدني، فقال: الحمد لله ربّ العالمين، وقال النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) في نفسه: شكراً، فقال الله عزّ وجلّ: يا محمّد، قطعت حمدي فسمّ باسمي، فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمان الرحيم مرّتين، فلمّا بلغ ولا الضالين، قال النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : الحمد لله ربّ العالمين شكراً، فقال الله العزيز الجبّار: قطعت ذكري فسمّ باسمي، فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم بعد الحمد في استقبال السورة الاُخرى، فقال له: اقرأ قل هو الله أحد كما اُنزلت فإنّها نسبتي ونعتي، ثمّ طأطىء يديك واجعلهما على ركبتيك فانظر الى عرشي، قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : فنظرت إلى عظمة ذهبت لها نفسي وغشي عليّ فاُلهمت أن قلت: سبحان ربّي العظيم وبحمده لعظم ما رأيت، فلما قلت ذلك تجلّى الغشي عنّي حتّى قلتها سبعاً اُلهم ذلك فرجعت إليّ نفسي كما كانت، فمن أجل ذلك صار في الركوع سبحان ربّي العظيم وبحمده، فقال: ارفع رأسك فرفعت رأسي فنظرت إلى شيء ذهب منه عقلي فاستقبلت الأرض بوجهي ويدي فاُلهمت أن قلت: سبحان ربّي الأَعلى وبحمده لعلوّ ما رأيت فقلتها سبعاً، فرجعت إليّ نفسي وكلما قلت واحدة منها تجلّى عنّي الغشي فقعدت فصار السجود فيه سبحان ربّي الأَعلى وبحمده، وصارت القعدة بين السجدتين استراحة من الغشي وعلوّ ما رأيت، فألهمني ربي عزّ وجلّ وطالبتني نفسي أن أرفع رأسي فرفعت فنظرت إلى ذلك العلوّ فغشي عليَّ فخررت لوجهي واستقبلت الأرض بوجهي ويدي وقلت: سبحان ربّي الأَعلى وبحمده فقلتها سبعاً، ثمّ رفعت رأسي فقعدت قبل القيام لاُثني النظر في العلوّ، فمن أجل ذلك صارت سجدتين وركعة، ومن أجل ذلك صار القعود قبل القيام قعدةً خفيفةً، ثمّ قمت فقال: يا محمّد، اقرأ الحمد، فقرأتها مثل ما قرأتها أوّلاً، ثمّ قال لي: اقرأ إنّا أنزلناه فإنّها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة، ثمّ ركعت فقلت في الركوع والسجود مثل ما قلت أوّلاً، وذهبت أن أقول فقال: يا محمّد، اذكر ما أنعمت عليك وسمّ باسمي، فألهمني الله أن

٤٦٧

قلت: بسم الله وبالله لا إله إلّا الله والأَسماء الحسنى كلّها لله، فقال لي: يا محمّد، صلِّ عليك وعلى أهل بيتك، فقلت: صلّى الله عليَّ وعلى أهل بيتي وقد فعل، ثمّ التفت فإذا أنا بصفوف من الملائكة والنبيين والمرسلين فقال لي: يا محمّد، سلّم، فقلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: يا محمّد، إنّي أنا السلام والتحيّة والرحمة، والبركات أنت وذريّتك، ثمّ أمرني ربّي العزيز الجبّار أن لا ألتفت يساراً، وأوّل سورة سمعتها بعد قل هو الله أحد، إنّا أنزلناه في ليلة القدر، فمن أجل ذلك كان السلام مرّة واحدة تجاه القبلة، ومن أجل ذلك صار التسبيح في الركوع والسجود شكراً، وقوله سمع الله لمن حمده لأَنّ النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: سمعت ضجّة الملائكة فقلت: سمع الله لمن حمده بالتسبيح والتهليل، فمن أجل ذلك جعلت الركعتان الأَوّلتان كلّما حدث فيهما حدث كان على صاحبهما إعادتهما وهي الفرض الأوّل وهي أوّل ما فرضت عند الزوال، يعني صلاة الظهر.

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اُذينة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، نحوه، إلّا أنّه قال: فأوحى الله إليه: اركع لربّك يا محمّد، فركع، فأوحى الله إليه، قل: سبحان ربّي العظيم، ففعل ذلك ثلاثاً، ثمّ أوحى الله إليه أن ارفع رأسك يا محمّد، ففعل فقام منتصباً، فأوحى الله إليه أن اسجد لربّك يا محمّد، فخرّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ساجداً فأوحى الله إليه، قل: سبحان ربّي الأعلى وبحمده، ففعل ذلك ثلاثاً(١) .

[ ٧٠ ٨٧ ] ١١ - وعن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، عن صباح الحذاء، عن إسحاق بن عمّار قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) ، كيف صارت الصلاة

____________________

(١) الكافي ٣: ٤٨٢ - ٤٨٥ / ١.

١١ - علل الشرائع: ٣٣٤ - الباب ٣٢ / ١، وأورد قطعة منه في الحديث ٥ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء.

٤٦٨

ركعة وسجدتين، وكيف إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين ؟ فقال: اذا سألت عن شيء ففرّغ قبلك لتفهم، إن أول صلاة صلاّها رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) إنما صلاّها في السماء(١) بين يدي الله تبارك وتعالى قدّام عرشه جلّ جلاه، وذلك أنّه لمّا أسري به فقال يا محمّد، ادن من صاد فاغسل مساجدك وطهّرها، وصلّ لربّك، فتوضأ وأسبغ وضوءه ثم استقبل عرش(٢) الجبّار تبارك وتعالى قائماً فأمره بافتتاح الصلاة ففعل فقال: يا محمّد، اقرأ: بسم الله الرحمٰن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين إلى آخرها ففعل ذلك ثمّ أمره أن يقرأ نسبة ربّه عزّ وجلّ، بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصّمد(٣) ثمّ أمسك عنه القول فقال: كذلك الله، كذلك الله، كذلك الله، فلمّا قال ذلك قال: اركع يا محمّد لربّك، فركع، فقال له وهو راكع: قل: سبحان ربّي العظيم وبحمده، ففعل ذلك ثلاثاً ثمّ قال له: ارفع رأسك يا محمّد، ففعل فقام منتصباً بين يدي الله، فقال له: اسجد يا محمّد لربّك، فخرّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ساجداً، فقال: قل: سبحان ربّي الأعلى وبحمده، ففعل ذلك ثلاثاً، فقال له استو جالساً يا محمّد، ففعل، فلمّا استوى جالساً ذكر جلال ربّه فخرّ لله ساجداً من تلقاء نفسه، لا لأَمر أمره ربّه عزّ وجلّ، فسبّح الله ثلاثاً، فقال: انتصب قائماً، ففعل فلم ير ما كان رأى من عظمة ربّه جلّ جلاله، فقال له: اقرأ يا محمّد، وافعل كما فعلت في الركعة الاُولى، ففعل ذلك، ثمّ سجد سجدةً واحدةً فلمّا رفع رأسه ذكر جلالة ربّه تبارك وتعالى الثانية فخرّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ساجداً من تلقاء نفسه، لا لأَمر أمره ربّه عزّ وجلّ، فسبّح ايضاً، ثم قال له: ارفع رأسك ثبّتك الله، واشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها وأنّ الله يبعث من في القبور، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وارحم محمّداً وآل محمّد،

____________________

(١) كلمة( السماء) لم ترد في الاصل بل في العلل والمحاسن.

(٢) وضع المصنف على كلمة:( عرش) علامة نسخة.

(٣) في نسخة بعد الصمد: ففعل( هامش المخطوط ).

٤٦٩

كما صلّيت وباركت وترحّمت ومننت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد، اللهم تقبّل شفاعته(١) وارفع درجته، ففعل، فقال له: [ سلّم ](٢) يا محمّد، واستقبل ربّه تبارك وتعالى مطرقاً فقال: السلام عليك فأجابه الجبّار جلّ جلاله فقال: وعليك السلام يا محمّد.

قال أبو الحسن( عليه‌السلام ) : وإنّما كانت الصلاة التي أمر بها ركعتين وسجدتين وهو( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) إنّما سجد سجدتين في كلّ ركعة كما أخبرتك من تذكره لعظمة ربّه تبارك وتعالى فجعله الله عزّ وجلّ فرضاً، الحديث.

[ ٧٠ ٨٨ ] ١٢ - وعن علي بن أحمد، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل، عن علي بن العبّاس، عن عكرمة بن عبد العرش(٣) ، عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن علّة الصلاة، كيف صارت ركعتين وأربع سجدات الا كانت ركعتين وسجدتين ؟ فذكر نحوه حديث إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) ، يزيد اللفظ وينقص.

[ ٧٠ ٨٩ ] ١٣ - ورواه البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن فضالة بن أيّوب، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، وذكر نحوه، إلّا أنّه حذف ذكر التشهّد والتسليم.

[ ٧٠ ٩٠ ] ١٤ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد،

____________________

(١) في نسخة: شفاعته في الله.( هامش المخطوط )، وفي المصدر: شفاعته في أمته.

(٢) أثبتناه من المصدر.

١٢ - علل الشرائع: ٣٣٥ / ٢ - الباب ٣٢.

(٣) في المصدر: عكرمة بن عبد العزيز.

١٣ - المحاسن: ٣٢٣ / ٦٤، تقدّمت قطعة منه في الحديث ٨ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء.

١٤ - الخصال: ٢٨٤ / ٣٥، وأورده في الحديث ٨ من الباب ٣ من أبواب الوضوء، وأورده أيضاً عن التهذيب في الحديث ١ من الباب ٩ من أبواب القبلة، وفي الحديث ٥ من الباب ٢٩ من =

٤٧٠

عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لا تعاد الصلاة إلّا من خمسة: الطهور، والوقت، والقبلة، والركوع، والسجود، ثم قال( عليه‌السلام ) : القراءة سنّة، والتشهّد سنّة، والتكبير سنّة، ولا ينقض السنّة الفريضة.

أقول: قد عرفت معنى السنّة في مثل هذا(١) .

[ ٧٠ ٩١ ] ١٥ - وباسناده عن الأعمش، عن جعفر بن محمّد( عليهما‌السلام ) - في حديث شرائع الدين - قال: وفرائض الصلاة سبع: الوقت، والطهور، والتوجه، والقبلة، والركوع، والسجود، والدعاء.

[ ٧٠ ٩٢ ] ١٦ - وباسناده عن علي( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة - قال: ليخشع الرجل في صلاته فإنّ من خشع قبله لله عزّ وجلّ خشعت جوارحه فلا يعبث بشيء، اجلسوا في الركعتين حتّى تسكن جوارحكم ثمّ قوموا فانّ ذلك من فعلنا، إذا قام أحدكم( من الصلاة فليرجع يده حذاء صدره) (٢) ، فإذا كان أحدكم بين يدي الله جلّ جلاله فليتحرّى بصدره، وليقم صلبه ولا ينحني، إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يده(٣) الى السماء ولينصب في الدعاء، لا ينفتل العبد من صلاته حتّى يسأل الله الجنّة ويستجير به من النار ويسأله أن يرزقه(٤) من الحور العين، إذا قام أحدكم الى صلاة فليصلّ صلاة

____________________

= أبواب القراءة، وفي الحديث ٥ من الباب ١٠ من أبواب الركوع، وفي الحديث ١ من الباب ٢٨ من أبواب السجود، وفي الحديث ١ من الباب ٧ من أبواب التشهّد وفي الحديث ٤ من الباب ١ من أبواب القواطع.

(١) قد عرفت معنى السنة في الحديث ١٠ من الباب ١ من أبواب الجنابة.

١٥ - الخصال: ٦٠٤، وأورد مثله عن الشيخ والكليني في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب القبلة.

١٦ - الخصال: ٦٢٨.

(٢) في المصدر: بين يدي الله جلّ جلاله فليرفع يده حذاء صدره.

(٣) في المصدر: يديه.

(٤) في المصدر: يزوّجه.

٤٧١

مودّع، لا يقطع الصلاة التبسم وتقطعها القهقهة، ليرفع الرجل الساجد مؤخّره في الفريضة إذا سجد، إذا صلّيت فأسمع نفسك القراءة والتكبير والتسبيح، إذا انفتلت من الصلاة فانفتل عن يمينك.

[ ٧٠ ٩٣ ] ١٧ - علي بن الحسين المرتضى رسالة( المحكم والمتشابه) نقلاً من( تفسير النعماني) باسناده الآتي (١) عن عليّ( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: حدود الصلاة أربعة: معرفة الوقت، والتوجّه إلى القبلة، والركوع، والسجود، وهذه عوام في جميع الناس العالم والعامل وما يتّصل بها من جميع أفعال الصلاة والأذان والإِقامة وغير ذلك، ولمّا علم الله سبحانه أنّ العباد لا يستطيعون أن يؤدّوا هذه الحدود كلّها على حقائقها جعل فيها(٢) فرائض وهي الأربعة المذكورة،( وجعل فيها من غير هذه الأربعة المذكور) (٣) من القراءة الدعاء والتسبيح والتكبير والأذان والإِقامة وما شاكل ذلك سنّة واجبة،( من أحبّها يعمل بها) (٤) فهذا ذكر حدود الصلاة.

[ ٧٠ ٩٤ ] ١٨ - محمّد بن مكّي الشهيد في كتاب( الأربعين) باسناده عن ابن بابويه، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن حمّاد بن عثمان، عن محمّد بن موسى الهذلي، عن عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) قال: أتى الثقفي رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يسأل عن الصلاة فقال: إذا قمت الى الصلاة فأقبل على الله بوجهك

____________________

١٧ - رسالة المحكم والمتشابه: ٧٧ تقدّم صدره في الحديث ٣٥ من الباب ١ من أبواب مقدمة العبادات، ويأتي ذيله في الحديث ١٥ من الباب ٨ من أبواب ما تجب فيه الزكاة.

(١) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (٥٢).

(٢) في المصدر: منها.

(٣) ليس في المصدر.

(٤) في المصدر: من أجلها عمل بها.

١٨ - أربعين الشهيد: ١٠.

٤٧٢

يقبل عليك، فإذا ركعت فانشر أصابعك على ركبتيك وارفع صلبك، فاذا سجدت فمكّن جبهتك من الأرض، ولا تنقره كنقرة الديك.

[ ٧٠ ٩٥ ] ١٩ - عبد الله بن جعفر في( قرب الاسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن النساء هل عليهنّ افتتاح الصلاة والتشهّد والقنوت والقول في صلاة الليل وصلاة الزوال ما على الرجال ؟ قال: نعم.

أقول: ويأتي ما يدل على تفضيل الأحكام المشار إليها إن شاء الله تعالى(١) .

٢ - باب تأكد استحباب الخشوع في الصلاة، واستحضار عظمة الله واستشعار هيبته وأن يصلي صلاة مودع

[ ٧٠ ٩٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا كنت في صلاتك فعليك بالخشوع(٢) والاقبال على صلاتك، فإنّ الله تعالى يقول:( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) (٣) .

____________________

١٩ - قرب الاسناد: ١٠٠.

(١) تقدّم ما يدل على ذلك في الحديث ١٤ من الباب ٨ من أبواب أعداد الفرائض وفي الباب ١٢ من أبواب القبلة، ويأتي ما يدل على تفصيل الأحكام في الحديث ٣ من الباب ٢ من أبواب القيام، ويأتي أيضاً في الباب ١٧ من أبواب القيام، وفي الحديث ١١ و ١٢ و ١٧ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

الباب ٢

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٣٠٠ / ٣.

(٢) في المصدر: بالتخشع.

(٣) المؤمنون ٢٣: ٢.

٤٧٣

[ ٧٠ ٩٧ ] ٢ - وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) إذا قام إلى(١) الصلاة تغيّر لونه، فإذا سجد لم يرفع رأسه حتّى يرفض(٢) عرقاً.

ورواه الشيخ باسناده عن محمّد بن إسماعيل، مثله(٣) .

[ ٧٠ ٩٨ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، وعن أبي داود جميعاً، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن أبي جهمة، عن جهم بن حميد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان أبي( عليه‌السلام ) يقول: كان عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) إذا قام في الصلاة كأنّه ساق شجرة لا يتحرّك منه شيء إلّا ما حركت(٤) الريح منه.

[ ٧٠ ٩٩ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين في( العلل ): عن محمّد بن الحسن ابن الوليد، عن الصفار، عن علي بن إسماعيل، عن محمّد بن عمر، عن أبيه، عن علي بن المغيرة، عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : إنّي رأيت علي بن الحسين( عليه‌السلام ) إذا قام في الصلاة غشى لونه لون آخر، فقال لي: والله إنّ علي بن الحسين كان يعرف الذي يقوم بين يديه.

[ ٧١ ٠٠ ] ٥ - وفي( المجالس ): عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن

____________________

٢ - الكافي ٣: ٣٠٠ / ٥.

(١) في المصدر: في.

(٢) يرفض عرقاً: أي يسيل ويجزي،( مجمع البحرين ٤: ٢٠٧ ).

(٣) التهذيب ٢: ٢٨٦ / ١١٤٥.

٣ - الكافي ٣: ٣٠٠ / ٤.

(٤) في المصدر: حركه.

٤ - علل الشرائع: ٢٣١ / ٧ - الباب ١٦٥.

٥ - أمالي الصدوق: ٢١٢ / ١٠.

٤٧٤

أبيه، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب(١) ، عن عبد العزيز بن المهتدي، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) :( يا عبد الله) (٢) إذا صلّيت صلاة فريضة فصلّها لوقتها صلاة مودّع يخاف أن لا يعود إليها(٣) ، ثمّ اصرف ببصرك إلى موضع سجودك فلو تعلم من عن يمينك وشمالك لأحسنت صلاتك، واعلم أنّك بين يدي من يراك ولا تراه.

[ ٧١ ٠١ ] ٦ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم الكرخي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - إنّه قال: إنّي لاُحبُّ للرجل المؤمن منكم إذا قام في صلاة فريضة أن يقبل بقلبه الى الله تعالى، ولا يشغل قبله بأمر الدنيا، فليس من عبد يقبل بقبله في صلاته إلى الله تعالى إلّا أقبل الله إليه بوجهه، وأقبل بقلوب المؤمنين إليه بالمحبّة بعد حبّ الله إياه.

وفي( ثواب الأعمال) بالاسناد، نحوه (٤) .

[ ٧١ ٠٢ ] ٧ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسين بن يوسف(٥) ، عن سيف بن عميرة، عمّن سمع أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: من صلّى ركعتين يعلم ما يقول فيهما انصرف وليس بينه

____________________

(١) هذا السند لم يرد في المصدر لهذا المتن، وأما سنده في المصدر فهو: الحسين بن إبراهيم بن ناتانه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن محبوب.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: أبداً.

٦ - لم نعشر على الحديث في امالي الصدوق، ورواه في البحار ٨٤: ٢٤٠ / ٢٤ عن الثواب وأمالي المفيد.

(٤) ثواب الأعمال: ١٦٣، أورده في الحديث ١٦ من الباب ٢١ من أبواب جهاد النفس.

٧ - ثواب الأعمال: ٦٧.

(٥) في المصدر: الحسين بن سيف.

٤٧٥

وبين الله ذنب إلّا غفر له.

ورواه الكليني كما يأتي(١) .

[ ٧١ ٠٣ ] ٨ - وفي( معاني الأخبار ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله(٢) ، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : اعلم أنّ الصلاة حجزة الله في الأرض، فمن أحبّ أن يعلم ما أدرك من نفع صلاته فلينظر فان كانت صلاته حجزته عن الفواحش والمنكر فانّما أدرك من نفعها بقدر ما احتجز، ومن أحبّ يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده، الحديث.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٣ - باب تأكّد استحباب الإِقبال بالقلب على الصلاة وتدبّر معاني القراءة والاذكار

[ ٧١ ٠٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمّد

____________________

(١) رواه الكليني كما يأتي في الحديث ٢ من الباب ٣ من هذه الأبواب.

٨ - معاني الأخبار: ٢٣٦، يأتي ذيله في الحديث ١ من الباب ٩٨ من أبواب جهاد النفس.

(٢) في المصدر زيادة: عن أبيه.

(٣) تقدم ما يدل على ذلك في الحديث ٣ من الباب ٢٠ من أبواب المقدمة وفي الحديث ٣ و ٦ من الباب ٣٠ من أبواب اعداد الفرائض، وفي الحديث ٢ من الباب ٢ من أبواب المواقيت، وفي الحديث ١٦ من الباب ١ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي ما يدل على ذلك في الباب ٣ من هذه الأبواب والباب ١٦ من أبواب القيام، والحديث ٦ من الباب ١٢ من أبواب القواطع، وفي الباب ٣ من أبواب جهاد النفس.

الباب ٣

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٣٦٣ / ٤.

٤٧٦

ابن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن الفضل بن يسار، عن أبي جعفر وأبي عبد الله( عليهما‌السلام ) أنّهما قالا: إنّما لك من صلاتك ما أقبلت عليه منها، فان أوهمها كلّها أو غفل عن أدائها لُفّت فضرب بها وجه صاحبها.

ورواه الشيخ باسناده عن محمّد بن إسماعيل، مثله(١) .

[ ٧١ ٠٥ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسين بن سيف، عن أبيه، عمّن سمع أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: من صلّى ركعتين يعلم ما يقول فيهما انصرف وليس بينه وبين الله ذنب.

ورواه الصدوق كما تقدّم(٢) .

[ ٧١ ٠٦ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : لا تجتمع الرغبة والرهبة في قلب إلّا وجبت له الجنّة، فإذا صلّيت فأقبل بقلبك على الله عزّ وجلّ فانّه ليس من عبد مؤمن يقبل بقلبه على الله عزّ وجلّ في صلاته ودعائه إلّا أقبل الله عليه بقلوب المؤمنين إليه وأيّده مع مودّتهم إيّاه بالجنّة.

[ ٧١ ٠٧ ] ٤ - وفي( الخصال) باسناده عن عليّ( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة - قال: لا يقومن أحدكم في الصلاة متكاسلاً ولا ناعساً ولا يفكرنّ في نفسه فانّه بين يدي ربّه عزّ وجلّ، وانّما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه.

[ ٧١ ٠٨ ] ٥ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي

____________________

(١) التهذيب ٢: ٣٤٢ / ١٤١٧.

٢ - الكافي ٣: ٢٦٦ / ١٢.

(٢) ورواه الصدوق كما مرّ في الحديث ٧ من الباب ٢ من هذه الأبواب.

٣ - الفقيه ١: ١٣٥ / ٦٣٢.

٤ - الخصال ٢: ٦١٣ / ١٠.

٥ - ثواب الأعمال: ٦٧ / ١، والبحار ٨٤: ٢٤٠ / ٢٣.

٤٧٧

عبدالله، عن أبيه، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن عليّ( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : كعتان خفيفتان في تفكّر خير من قيام ليلة.

[ ٧١ ٠٩ ] ٦ - محمّد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي حمزة الثمالي قال: رأيت علي الحسين( عليه‌السلام ) يصلّي فسقط رداؤه عن منكبه(١) قال: فلم يسوّه حتّى فرغ من صلاته، قال: فسألته عن ذلك ؟ فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت، إنّ العبد لا يقبل منه صلاة إلّا ما أقبل منها، فقلت: جعلت فداك هلكنا، فقال: كلاّ إن الله متمّم ذلك للمؤمنين بالنوافل.

ورواه الصدوق في( العلل ): عن محمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد(٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك هنا وفي أعداد الصلوات(٣) .

____________________

٦ - التهذيب ٢: ٣٤١ / ١٤١٥.

(١) في المصدر: منكبيه.

(٢) علل الشرئع: ٢٣١ / ٨ - الباب ١٦٥.

(٣) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ٨ و ١٧ من أعداد الفرائض، وفي الحديث ٥ و ٦ و ١٨ من الباب ١، وفي الباب ٢ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل على ذلك في الباب ٣ من جهاد النفس.

٤٧٨

٤ - باب كراهة تخفيف الصلاة واستحباب الإِطالة لمن حدثته نفسه أنه مرائي

[ ٧١ ١٠ ] ١ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) عن النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: أسرق الناس من سرق من صلاته، تلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه.

[ ٧١ ١١ ] ٢ - أحمد بن محمّد البرقي( في المحاسن) عن أبيه، عن خلف بن حمّاد، عن ابن مسكان، عن الحلبي وأبي بصير جميعاً، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: تخفيف الفريضة وتطويل النافلة من العبادة.

أقول تقدّم وجهه في أعداد الصلوات(١) .

[ ٧١ ١٢ ] ٣ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن هارون بن مسلم، عن مسعدة، عن جعفر، عن أبيه، أنّ النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: إذا أتى الشيطان أحدكم وهو في صلاته فقال: إنّك مرائيّ فليطل(٢) صلاته ما بدا له ما لم يفته وقت الفريضة، وإن(٣) كان على شيء من أمر الآخرة فليتمكث(٤) ما بدا له، وإن كان على شيء من أمر الدنيا فليبرح، الحديث.

أقول: وتقدم ما يدلّ على ذلك في أعداد الصلوات(٥) .

____________________

الباب ٤

فيه ٣ أحاديث

١ - عدّة الداعي: ٣٤، وأورده بتمامه في الحديث ٢ من أبواب الذكر.

٢ - المحاسن: ٣٢٤ / ٦٥، أورده أيضاً في الحديث ٣ من الباب ٩ من أبواب أعداد الفرائض.

(١) تقدم وجهه في ذيله أيضاً.

٣ - قرب الإِسناد: ٤٢، صدره في الحديث ٣ من الباب ٣٤ من أبواب الاحتضار.

(٢) في المصدر: فليبطل.

(٣) وفيه: وإذا.

(٤) وفيه: فليمكث.

(٥) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ٩ من أبواب أعداد الفرائض.

٤٧٩

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

وإذا جاز أن يغيب الله عزَّ وجلَّ اسمه الاعظم في الحروف المقطوعة في كتابه الّذي هو حجّته وكلامه، فكذلك جائز أن يغيب حجّته في النّاس عن عباده المؤمنين وغيرهم لعلمه عزَّ وجلَّ أنَّه متى أظهره وقع من أكثر النّاس التعدِّي لحدود الله في شأنه فيستحقّون بذلك القتل، فإنَّ قتلهم لم يجز وفي أصلابهم مؤمنون، وإن لم يقتلهم لم يجز وقد استحقّوا القتل.

فالحكمة للغيبة في مثل هذه الحالة موجبة، فإذا تزيّلوا ولم يبق في أصلابهم مؤمن أظهره الله عزَّ وجلَّ فخسف بأعدائه وأبادهم(١) ، إلّا ترى المحصنة إذا زنت وهي حبلى لم ترجم حتّى تضع ولدها وترضعه إلّا أن يتكفّل برضاعه رجل من المسلمين، فهذا سبيل من في صلبه مؤمن إذا وجب عليه القتل لم يُقتل حتّى يزايله، ولا يعلم ذلك إلّا من يكون حجّة من قبل علام الغيوب، ولهذا لا يقيم الحدود إلّا هو، وهذه هي العلة الّتي من أجلها ترك أمير المؤمنينعليه‌السلام مجاهدة أهل الخلاف خمساً وعشرين سنّة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسروررضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا الحسين ابن محمّد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: ما بال أمير المؤمنينعليه‌السلام لم يقاتل مخالفيه في الاوَّل؟ قال: لآية في كتاب الله تعالى: « لو تزيّلوا لعذبنا الّذين كفروا منهم عذاباً أليماً »، قال: قلت: وما يعني بتزايلهم؟ قال: ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين.

وكذلك القائمعليه‌السلام لم يظهر أبداً حتّى تخرج ودائع الله عزَّ وجلَّ فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله عزَّ وجلَّ فقتلهم.

حدثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويُّرضي‌الله‌عنه قال:

____________

(١) أباده أي أهلكه.

٦٤١

حدَّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم الكرخيِّ قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام - أو قال له رجل -: أصلحك الله ألم يكن عليٌّعليه‌السلام قوّياً في دين الله عزوجل؟ قال: بلى؟ قال: فكيف ظهر عليه القوم، وكيف لم يدفعهم وما يمنعه(١) من ذلك؟ قال: آية في كتاب الله عزَّ وجلَّ منعته؟ قال: قلت: وأيّة آية هي؟ قال: قوله عزَّ وجلَّ: « لو تزّيّلوا لعذَّبنا الّذين كفروا منهم عذاباً أليماً » أنَّه كان لله عزَّ وجلَّ ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين فلم يكن عليّعليه‌السلام ليقتل الآباء حتّى يخرج الودائع فلمّا خرجت الودائع ظهر على من ظهر فقاتله. وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبداً حتّى تظهر ودائع الله عزَّ وجلَّ فإذا ظهرت ظهر على من يظهر فقتله.

حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر السمرقنديُّ العلويُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه قال: حدّثنا جبرئيل ابن أحمد قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرّحمن عن منصور بن حازم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزَّ وجلَّ: « لو تزيّلوا لعذبنا الّذين كفروا منهم عذاباً أليماً »، لو أخرج الله عزَّ وجلَّ ما في أصلاب المؤمنين من الكافرين وما في أصلاب الكافرين من المؤمنين لعذَّب الّذين كفروا.

* * *

و(٢) حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن أحمد الفقيه الاسواريُّ بايلاق قال: حدّثنا مكّي بن أحمد البرذعي قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم الطرسوسيُّ يقول - وكان قد أتى عليه سبع وتسعون سنّة على باب يحيى بن منصور - قال: رأيت سربانك ملك الهند في بلدة تسمّى « قَنّوج »(٣) فسألناه كم أتى عليك من السنين؟ فقال: تسعمائة

__________________

(١) في بعض النسخ « لم يمنعهم وما منعه ».

(٢) عطف على ما سبق من أخبار المعمرين.

(٣) بقتح القاف وتشديد النون وآخره جيم، موضع ببلاد الهند. (المراصد).

٦٤٢

سنة وخمس وعشرون سنّة وهو مسلم وزعم أنَّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنفذ إليه عشرة من أصحابه فيهم حذيفة بن اليمان وعمرو بن العاص واسامة بن زيد وأبو موسى الاشعريُّ وصهيب الروميُّ وسفينة وغيرهم يدعونه إلى الاسلام فأجاب وأسلم وقبل كتاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت له: كيف تصلّي مع هذا الضعف؟ فقال لي: قال الله تعالى: «الّذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم - الآية » فقلت له: وما طعامك، فقال: آكل ماء اللّحم والكرَّاث، وسألته هل يخرج منك شيء فقال: في كلِّ أسبوع مرّة شيء يسير، قال: وسألته عن أسنانه: فقال أبدلتها عشرين مرة ورأيت [ له ] في اصطبله شيئاً من الدَّوابِّ أكبر من الفيل يقال له: زند فيل، فقلت له: وما تصنع بهذا؟ قال: يحمل بها ثياب الخدم إلى القصّار. ومملكته مسيرة أربع سنين في مثلها، ومدينته طولها خمسون فرسخاً في مثلها، وعلى كلِّ باب منها عسكر في مائة ألف وعشرين ألفاً، إذا وقع في أحد من تلك الابواب حدث خرجت تلك الفرقة إلى الحرب لا يستعان بغيرها وهو في وسط المدينة وسمعته يقول: دخلت المغرب(١) فبلغت إلى الرَّمل - رمل العالج - وصرت إلى قوم موسىعليه‌السلام ، فرأيت سطوح بيوتهم مستوية وبيدر الطعام(٢) خارج القرية يأخذون منه القوت والباقي يتركونه هناك وقبورهم في دورهم وبساتينهم من المدينة على فرسخين ليس فيهم شيخ ولا شيخة ولم أر فيهم علّة ولا يعتلّون إلى أن يموتوا، ولهم أسواق إذا أراد إنسان منهم شراء شيء صار إلى السوق فوزن لنفسه وأخذ ما يصيبه وصاحبه غير حاضر، وإذا أرادوا الصلاة حضروا فصلّوا وانصرفوا، لا يكون بينهم خصومة أبداً ولا كلام يكره إلّا ذكر الله عزَّ وجلَّ والصلاة وذكر الموت.

قال مصنّف هذا الكتابرحمه‌الله : فإذا كان جاز عند مخالفينا مثل هذه الحال لسربانك ملك الهند فينبغي أن لا يحيلوا مثل ذلك في حجّة الله في التعمير ولا قوَّة إلّا بالله.

__________________

(١) في بعض النسخ « دخلت إلى العرب ».

(٢) يعني الموضع الّذي يجمع فيه الحصيد والقمح ويداس.

٦٤٣

٥٥

( باب )

* (ماروى في ثواب المنتظر للفرج) *

١ - حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويُّ السمرقنديّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود قال: حدّثنا جعفر بن محمّد(١) قال: حدّثني العمركيُّ ابن عليٍّ البوفكيِّ، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن موسى النميريّ(٢) ، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من مات منكم على هذا الامر منتظراً له كان كمن كان في فسطاط القائمعليه‌السلام .

٢ - وبهذا الاسناد، عن ثعلبة، عن عمر بن أبان، عن عبد الحميد الواسطيُّ عن أبي جعفر محمّد بن عليٍّ الباقرعليهما‌السلام قال: قلت له: أصلحك الله لقد تركنا أسواقنا إنتظاراً لهذا الأمر، فقالعليه‌السلام : يا عبد الحميد أترى من حبس نفسه على الله عزَّ وجلَّ لا يجعل الله له مخرجاً؟ بلى والله ليجعلنَّ الله له مخرجاً، رحم الله عبداً حبس نفسه علينا؛ رحم الله عبداً أحيا أمرنا، قال: قلت: فإن متُّ قبل أن أدرك القائم؟ قال: القائل منكم أن لو أدركت قائم آل محمّد نصرته، كان كالمقارع بين يديه بسيفه، لابل كالشهيد معه.

٣ - وبهذا الاسناد، عن محمّد بن مسعود، عن جعفر بن معروف قال: أخبرني محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن موسى بن بكر الواسطيُّ، عن أبي الحسن عن آبائهعليهم‌السلام أنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج من الله عزوجل.

__________________

(١) كذا في بعض النسخ وفي بعضها « جعفر بن أحمد » ولعل الصواب « جعفر بن معروف ».

(٢) هو موسى بن أكيل النميري من اصحاب الصادقعليه‌السلام ثقة، وصحف في بعض النسخ « بالهرمزي » وفي بعضها « بالبربري ». وفي بعضها « بالنهريري ».

٦٤٤

٤ - وبهذا الاسناد، عن محمّد بن عبد الحميد، عن محمّد بن الفضيل(١) عن أبي الحسن الرِّضاعليه‌السلام قال: سألته عن الفرج؟ قال: إنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول: « إنتظروا إنّي معكم من المنتظرين »(٢) .

٥ - وبهذا الاسناد، عن محمّد بن مسعود قال: حدّثني أبو صالح خلف بن حمّاد الكشي قال: حدّثنا سهل بن زياد(٣) قال: حدّثني محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قال الرِّضاعليه‌السلام : ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول الله عزَّ وجلَّ: « وارتقبوا إنّي معكم رقيب »(٤) ، « فانتظروا إنّي معكم من المنتظرين »، فعليكم بالصبر فإنّه إنّما يجيء الفرج على اليأس، فقد كان الّذين من قبلكم أصبر منكم.

٦ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد ابن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدِّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير؛ ومحمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام قال: المنتظر لامرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل الله.

٧ - حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويُّ السمرقنديُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا حيدر بن محمّد؛ وجعفر بن محمّد بن مسعود قالا: حدّثنا محمّد بن مسعود قال: حدّثنا القاسم بن هشام اللّؤلؤيُّ قال: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن هشام

__________________

(١) محمّد بن الفضيل من أصحاب الرِّضاعليه‌السلام أزدي صيرفي، يرمى بالغلو (صه) وقال الشيخ (ره) في رجاله: محمّد بن الفضيل الكوفيّ الازدي ضعيف.

(٢) الاعراف: ٧١. والظاهر ومن السياق المراد انتظار العذاب. والتأويل بالصاحبعليه‌السلام غريب جدا والعلم عند الله.

(٣) سهل بن زياد ضعيف في الحديث غير معتمد عليه وكان احمد بن محمّد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب وأخرجه من قم إلى الرى. (جش)

(٤) تمام الآية في سورة هود: ٩٤ « يا قوم اعملوا على مكانتكم إنّي عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إنّي معكم رقيب »

٦٤٥

ابن سالم، عن عمّار الساباطيِّ قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : العبادة مع الامام منكم المستتر في دولة الباطل أفضل، أم العبادة في الظهور الحقِّ ودولته مع الامام الظاهر منكم؟ فقال: يا عمّار الصدقة والله في السرِّ [ في دولة الباطل ] أفضل من الصدقة في العلانية وكذلك عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل أفضل لخوفكم من عدوِّكم في دولة الباطل وحال الهدنة ممّن يعبد الله عزَّ وجلَّ في ظهور الحق مع الامام الظاهر في دولة الحق، وليس العبادة مع الخوف وفي دولة الباطل مثل العبادة مع الأمن في دولة الحق، إعلموا أنَّ من صلّى منكم صلاة فريضة وحداناً مستتراً بها من عدوِّه في وقتها فأتمها كتب الله عزَّ وجلَّ له بها خمساً وعشرين صلاة فريضة وحدانيّة، ومن صلّى منكم صلاة نافلة في وقتها قاتمّها كتب الله عزَّ وجلَّ له بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة كتب الله له بها عشرين حسنة، ويضاعف الله حسنات المؤمن منكم أذا أحسن أعماله ودان الله عزَّ وجلَّ بالتقيّة على دينه وعلى إمامه وعلى ونفسه وأمسك من لسانه أضعافاً مضاعفة كثيرة، أنَّ الله عزَّ وجلَّ كريم.

قال: فقلت: جعلت فداك قد رغبتني في العمل وحثثتني عليه ولكنّي احبُّ أن أعلم كيف صرنا اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الامام منكم الظاهر في دولة الحقِّ ونحن وهم على دين واحد وهو دين الله عزوجل؟

فقال: إنّكم سبقتموهم إلى الدُّخول في دين الله عزَّ وجلَّ وإلى الصلاة والصوم والحجِّ وإلى كلِّ فقه وخير وإلى عبادة الله سرّاً مع عدوِّكم مع الامام المستتر مطيعون له، صابرون معه، منتظرون لدولة الحقِّ، خائفون على إمامكم وأنفسكم من الملوك، تنظرون إلى حقٍّ إمامكم وحقّكم في أيدي الظلمة قد منعوكم ذلك واضطرُّوكم إلى حرث الدُّنيا(١) وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف من عدوكم، فبذلك ضاعف الله أعمالكم، فهنيئاً لكم هنيئاً.

قال: فقلت له: جعلت فداك فما نتمنّى إذا أن نكون من أصحاب الامام القائم في ظهور الحقِّ ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالاً من أعمال أصحاب دولة

__________________

(١) في بعض النسخ « إلى جدب الأرض ».

٦٤٦

الحقِّ؟ فقال: سبحان الله: أما تحبّون أن يظهر الله عزَّ وجلَّ الحق والعدل في البلاد، ويحسن حال عامّة العباد(١) ، ويجمع الله الكلمة ويؤلّف بين قلوب مختلفة ولا يعصى الله عزَّ وجلَّ في أرضه، ويقام حدود الله في خلقه، ويردَّ الله الحقَّ إلى أهله فيظهروه حتّى لا يستخفى بشيء من الحقِّ مخافة أحد من الخلق، أما والله يا عمّار لا يموت منكم ميت على الحال الّتي أنتم عليها إلّا كان أفضل عند الله عزَّ وجلَّ من كثير ممّن شهد بدراً واحداً فأبشروا.

٨ - حدّثنا عليُّ بن أحمدرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيُّ قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعيُّ، عن الحسين بن يزيد النوفليِّ، عن أبي إبراهيم الكوفيِّ قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فكنت عنده إذ دخل عليه أبو الحسن موسى ابن جعفرعليهما‌السلام وهو غلام فقمت إليه وقبّلت رأسه وجلست فقال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا أبا إبراهيم أما إنَّه صاحبك من بعدي، أما ليهلكنَّ فيه أقوام ويسعد آخرون، فلعن الله قاتله، وضاعف على روحه العذاب، أما ليخرجنَّ الله عزَّ وجلَّ من صلبه خير أهل الأرض في زمانه بعد عجائب تمر به حسداً له، ولكن الله تعالى بالغ أمره ولو كره المشركون يخرج الله تبارك وتعالى من صلبه تكملة اثني عشر مهديّاً، واختصّهم الله بكرامته وأحلّهم دار قدسه، المنتظر للثاني عشر كالشاهر سيفه بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يذبُّ عنه. فدخل رجل من موالي بني اُميّة فانقطع الكلام وعدت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام خمس عشرة مرَّة اريد استتمام الكلام فما قدرت على ذلك، فلمّا كان من قابل دخلت عليه وهو جالس فقال لي: يا أبا إبراهيم هو المفرِّج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد وبلاء طويل وجور، فطوبى لمن أدرك ذلك الزَّمان، حسبك الله يا أبا إبراهيم قال أبو إبراهيم: فما رجعت بشيء أسرُّ إليَّ من هذا ولا أفرح لقلبي منه(٢) .

__________________

(١) في بعض النسخ « عامّة النّاس ».

(٢) تقدَّم هذا الخبر بتمامه ص ٣٣٤.

٦٤٧

٥٦

( باب )

* (النهى عن تسمية القائمعليه‌السلام ) *

١ - حدَّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدَّثني سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزبد عن الحسن بن محبوب، عن عليِّ بن رئاب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: صاحب هذا الامر رجل لا يسميه باسمه إلّا كافر.

٢ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن عليِّ بن الحسن بن فضّال، عن الرّيّان بن الصلت قال: سئل الرِّضاعليه‌السلام عن القائمعليه‌السلام فقال: لا يرى جسمه، ولا يسمّى باسمه

٣ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفيِّ قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: سأل عمر أمير المؤمنينعليه‌السلام عن المهديِّ فقال: يا ابن أبي طالب أخبرني عن المهديِّ ما اسمه؟ قال أما اسمه فلا، إنَّ حبيبي وخليلي عهد إليَّ أن لا اُحدِّث باسمه حتّى يبعثه الله عزَّ وجلَّ وهو ممّا استودع الله عزَّ وجلَّ رسوله في علمه.

٤ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن محمّد بن أحمد العلويّ، عن أبي هاشم الجعفريّ قال: سمعت أبا الحسن العسكريّعليه‌السلام يقول: الخلف من بعدي الحسن ابني فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ قلت: ولم جعلني الله فداك؟ قال: لانّكم لا ترون شخصه ولا يحلُّ لكم ذكره باسمه، قلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا: الحجّة من آل محمّد صلوات الله عليه وسلامه.

٦٤٨

٥٧

( باب )

* (ما روى في علامات خروج القائمعليه‌السلام ) *

١ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليٍّ، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى عن محمّد بن حكيم، عن ميمون البان، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: خمس قبل قيام القائمعليه‌السلام : اليمانيُّ والسفيانيُّ والمنادي يناديُّ من السّماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية.

٢ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد ابن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن عبد الله بن محمّد الحجّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن شعيب الحذّاء، عن صالح مولى بني العذراء قال: سمعت أبا عبد الله الصادقعليه‌السلام يقول: ليس بين قيام قائم آل محمّد وبين قتل النفس الزّكيّة إلّا خمسة عشر ليلة.

٣ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريِّ، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب الخزّاز، والعلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنَّ قدّام القائم علامات تكون من الله عزَّ وجلَّ للمؤمنين، قلت: وما هي جعلني الله فداك؟ قال: ذلك قول الله عزَّ وجلَّ « ولنبلونّكم » يعني المؤمنين قبل خروج القائمعليه‌السلام «بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين »(١) قال: يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم، والجوع بغلاء أسعارهم « ونقص من الأموال » قال: كساد التجارات وقلة الفضل. ونقص من الانفس قال: موت ذريع(٢) .

__________________

(١) البقرة: ١٥٥.

(٢) الذريع: السريع.

٦٤٩

ونقص من الثمرات قال: قلّة ريع ما يزرع « وبشّر الصابرين » عند ذلك بتعجيل خروج القائمعليه‌السلام .

ثمَّ قال لي: يا محمّد هذا تأويله إنَّ الله تعالى يقول: «وما يعلم تأويله إلّا الله والرَّاسخون في العلم »(١) .

٤ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا الحسين ابن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي عن الحارث بن المغيرة البصريِّ، عن ميمون البان قال: كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام في فسطاطه فرفع جانب الفسطاط فقال: إنَّ أمرنا قد كان أبين من هذه الشمس، ثمّ قال: ينادي مناد من السّماء فلان بن فلان هو الامام باسمه، وينادي إبليس لعنه الله من الأرض كما نادى برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلة العقبة.

٥ - وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن عيسى ابن أعين، عن المعلّي بن خنيس، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنَّ أمر السفيانيِّ من الامر المحتوم، وخروجه في رجب.

٦ - وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم ابن عمر، عن أبي أيّوب، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الصيحة الّتي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان.

٧ - وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن - حنظلة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قبل قيام القائم خمس علامات محتومات اليمانيُّ، والسفيانيُّ، والصيحة، وقتل النفس الزّكيّة، والخسف بالبيداء.

٨ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا محمّد ابن الحسين بن أبي الخطّاب، عن جعفر بن بشير، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ينادي مناد باسم القائمعليه‌السلام ، قلت: خاصٌّ أو عام؟ قال: عام يسمع كلُّ قوم بلسانهم، قلت: فمن يخالف القائمعليه‌السلام وقد نودي باسمه؟ قال: لا

__________________

(١) آل عمران: ٧.

٦٥٠

يدعهم إبليس حتّى ينادي [ في آخر الليل ](١) ويشكّك الناس.

٩ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويهرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليٍّ الكوفيّ، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن اذينة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قال: أبيعليه‌السلام : قال: أمير المؤمنينعليه‌السلام : يخرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة، وحش الوجه(٢) ، ضخم الهامة، بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور، إسمه عثمان وأبوه عنبسة، وهو من ولد أبي سفيان حتّى يأتي أرضاً ذات قرار ومعين(٣) فيستوي على منبرها.

١٠ - حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عليُّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان عن عمر بن يزيد قال: قال لي أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام : إنّك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث النّاس، أشقر أحمر أزرق، يقول: يا ربّ ثاري ثاري ثمّ النّار(٤) ، وقد بلغ من خبثه أنَّه يدفن اُمُّ ولد له وهي حية مخافة أن تدلَّ عليه.

١١ - حدّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمّد بن عليٍّ الكوفيِّ قال: حدّثنا الحسين بن سفيان، عن قتيبة بن محمّد، عن عبد الله بن أبي منصور البجليِّ قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن اسم السفيانيِّ فقال: وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور الشام الخمس: دمشق، وحمص، وفلسطين، و

__________________

(١) قال في البحار: الظاهر « في آخر النهار » كما سيأتي تحت رقم ١٤، ولعله من النساخ ولم يكن في بعض النسخ « في أخر الليل » أصلاً فالزيادة من النساخ.

(٢) أي يستوحش من يراه ولا يستأنس به وفى بعض النسخ « وخش الوجه » بالخاء المعجمة، والوخش: الردي من كلّ شيء، ورذال النّاس وسقاطهم للواحد والجمع والمذكر والمؤمث، (القاموس) وفى بعض النسخ المصححة « خشن الوجه ».

(٣) يعني الكوفة كما جاءت به الاخبار.

(٤) في غيبة النعماني بسند آخر عنهعليه‌السلام « يا ربّ ثارى والنار، يا ربّ ثارى والنار » ولعل المعنى يا ربّ إنّي اطلب ثارى ولو بدخول النار.

٦٥١

الاردن، وقنّسرين، فتوقّعوا عند ذلك الفرج، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوماً.

١٢ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أحمد بن عليٍّ الانصاريُّ، عن أبي الصلت الهرويِّ قال: قلت للرضاعليه‌السلام : ما علامات القائم منكم إذا خرج؟ قال: علامته أن يكون شيخ السنِّ، شابَّ المنظر حتّى أنَّ الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنّة أو دونها، وإنَّ من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيّام والليالي حتّى يأتيه أجله.

١٣ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويهرضي‌الله‌عنه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن علىٍّ الكوفيِّ، عن أبيه، عن أبي المغرا، عن المعلّى بن خنيس، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: صوت جبرئيل من السّماء، وصوت إبليس من الأرض، فاتّبعوا الصوت الاوَّل، وإياكم والاخير أن تفتتنوا به.

١٤ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّلرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : أنَّ أبا جعفرعليه‌السلام كان يقول: أنَّ خروج السفياني من الامر المحتوم؟ قال [ لي ]: نعم، واختلاف ولد العبّاس من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائمعليه‌السلام من المحتوم، فقلت له: كيف يكون [ ذلك ] النداء؟ قال: ينادي مناد من السّماء أول النهار: إلّا أنَّ الحقّ في عليٍّ وشيعته، ثمّ ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: إلّا أنَّ الحقَّ في السفيانيِّ وشيعته، فيرتاب عند ذلك المبطلون.

١٥ - حدّثنا محمّد بن الحسنرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن عيسى بن أعين، عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أنَّ أمر السفياني من المحتوم وخروجه في رجب.

١٦ - وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم ابن عمر، عن أبي أيّوب، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الصيحة الّتي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان.

٦٥٢

١٧ - حدّثنا عليُّ بن أحمد بن موسىرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيُّ قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيُّ قال: حدّثنا إسماعيل بن مالك، عز محمّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام - وهو على المنبر -: يخرج رجل من ولدي في آخر الزَّمان أبيض اللّون، مشرب بالحمرة، مبدح البطن(١) عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين(٢) بظهره شامتان: شامة على لون جلده(٣) وشامة على شبه شامة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، له اسمان: اسم يخفى واسم يعلن، فأمّا الّذي يخفى فأحمد وأمّا الّذي يعلن فمحمد، إذا هزَّ رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب، ووضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلّا صار قلبه أشدَّ من زبر الحديد، واعطاه الله تعالي قوَّة أربعين رجلاً، ولا يبقى ميت إلّا دخلت عليه تلك الفرحة [ في قلبه ] وهو في قبره، وهم يتزاورون في قبورهم، ويتباشرون بقيام القائم صلوات الله عليه.

١٨ - وبهذا الاسناد، عن محمّد بن سنان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنَّ العلم بكتاب الله عزَّ وجلَّ وسنّة نبيّةصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لينبت في قلب مهديّنا كما ينبت الزرع على أحسن نباته، فمن بقي منكم حتّى يراه فليقل حين يراه: السلام عليكم يا أهل بيت الرَّحمة والنبوَّة ومعدن العلم وموضع الرسالة.

وروي أنَّ التسليم على القائمعليه‌السلام أن يقال له: « السلام عليك يا بقيّة الله في أرضه ».

١٩ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريسرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أبي، عن

__________________

(١) مبدح البطن أي واسعه وعريضه - والبداح. المتسع من الارض. والبدح - بالكسر -: الفضاء الواسع وامرأة بيدح أي بادن. والابدح: الرَّجل الطويل [ السمين ] والعريض الجنين من الدواب (القاموس).

(٢) « مشاش » جمع المشاشة - بالضم - وهي رأس العظم الممكن المضغ

(٣) الشامة علامة تخالف البدن الّذي هي فيه اما باللون أو التورم، وهي الخال.

٦٥٣

أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عليِّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال: أبو جعفرعليه‌السلام : يخرج القائمعليه‌السلام يوم السبب يوم عاشورا يوم الّذي قتل فيه الحسينعليه‌السلام .

٢٠ - وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيّوب، عن أبي بصير قال: سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد اللهعليه‌السلام : كم يخرج مع القائمعليه‌السلام ؟ فإنّهم يقولون: أنَّه يخرج معه مثل عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، قال: وما يخرج إلّا في أولي قوَّة، وما تكون أولوا القوة أقلَّ من عشرة آلاف.

٢١ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّاررضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أبي: عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن أبي خالد القمّاط، عن ضريس، عن أبي خالد الكابليِّ، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسينعليهما‌السلام قال: المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدَّة أهل بدر فيصبحون بمكّة، وهو قول الله عزَّ وجلَّ: «أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً »(١) وهم أصحاب القائمعليه‌السلام .

٢٢ - حدّثنا محمّد بن الحسنرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن صفوان بن يحيى، عن مندل(٢) ، عن بكار ابن أبي بكر، عن عبد الله بن عجلان قال: ذكرنا خروج القائمعليه‌السلام عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت له: كيف لنا أن نعلم ذلك؟ فقال: يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب « طاعة معروفة ».

وروي أنَّه يكون في راية المهديِّعليه‌السلام « البيعة لله عزَّ وجلَّ ».

٢٣ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن عبيد بن كرب(٣) قال: سمعت عليّاًعليه‌السلام يقول: إن لنا أهل البيت راية من تقدمها مرق ومن تأخر عنها محق، ومن تبعها(٤) لحق.

__________________

(١) البقرة: ١٤٨.

(٢) في أكثر النسخ « منذر ».

(٣) كذا والظاهر أنَّه تصحيف والصواب عبيد الكندي الكوفيّ ذكره ابن حبان في الثقات.

(٤) في بعض النسخ « من لزمها ».

٦٥٤

٢٤ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقيُّ قال: حدّثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقيُّ، عن أبيه محمّد بن خالد، عن إبراهيم ابن عقبة، عن زكريّا، عن أبيه، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يموت سفيه من آل العبّاس بالسر، يكون سبب موته أنَّه ينكح خصيا فيقوم فيذبحه ويكتم موته أربعين يوماً، فإذا سارت الركبان في طلب الخصي لم يرجع أول من يخرج [ إلى آخر من يخرج ] حتّى يذهب ملكهم.

٢٥ - حدّثنا محمّد بن الحسنرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا الحسين بن الحسن ابن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن الحكم الحنّاط، عن محمّد بن همّام، عن ورد، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إثنان بين يدي هذا الامر: خسوف القمر لخمس، وكسوف الشمس لخمس عشرة [ و ] لم يكن ذلك منذ هبط آدمعليه‌السلام إلى الأرض، وعند ذلك يسقط حساب المنجّمين(١) .

٢٦ - وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيِّ، عن معمر بن يحيى، عن أبي خالد الكابليِّ، عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام قال: إذا بنى بنو العبّاس مدينة على شاطيء الفرات كان بقاؤهم بعدها سنة.

٢٧ - وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرّحمن بن الحجاج، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قدّام القائم موتتان: موت أحمر وموت أبيض، حتّى يذهب من كلِّ سبعة خمسة، الموت الاحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون.

٢٨ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّلرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عليُّ بن الحسين السعد آباديُّ، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي أيّوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائمعليه‌السلام .

٢٩ - وبهذا الاسناد، عن أبي أيّوب، عن أبي بصير؛ ومحمّد بن مسلم قالا: سمعنا

__________________

(١) ذلك لأنّ الخسوف في أواسط الشهر والكسوف في أواخره كما هو المعهود.

٦٥٥

أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا يكون هذا الامر حتّى يذهب ثلث النّاس، فقيل له: إذا ذهب ثلث النّاس فما يبقى؟ فقالعليه‌السلام : أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي.

قال [ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه ] مصنّف هذا الكتابرضي‌الله‌عنه : وقد أخرجت ما روي في علامات القائمعليه‌السلام وسيرته وما يجري في أيّامه في الكتاب السر المكتوم إلى الوقت المعلوم [ ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم ].

٥٨

( باب )

* (في نوادر الكتاب) *

١ - حدّثنا أحمد بن هارون القاضي(١) ؛ وجعفر بن محمّد بن مسرور، وعليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدب رضي الله عنهم قالوا: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميريُّ قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الدقاق، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر قال: سألت الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام عن قول الله عزَّ وجلَّ: «والعصر إنَّ الانسان لفي خسر » قالعليه‌السلام : العصر عصر خروج القائمعليه‌السلام «إنَّ الانسان لفي خسر » يعني أعداءنا «إلّا الّذين آمنوا » يعني بآياتنا «وعملوا الصالحات » يعني بمواساة الاخوان «وتواصوا بالحقِّ » يعني بالامامة «وتواصوا بالصبر » يعني في الفترة.

قال مصنّف هذا الكتابرضي‌الله‌عنه : إنَّ قوماً قالوا بالفترة واحتجوا بها، وزعموا أنَّ الامامة منقطعة كما انقطعت النبوَّة والرِّسالة من نبيٍّ إلى نبيٍّ ورسول إلى رسول بعد محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فأقول وبالله التوفيق : إنَّ هذا القول مخالف للحقِّ لكثرة الرِّوايات الّتي وردت أنَّ الأرض لا تخلو من حجّة إلى يوم القيامة و

__________________

(١) في بعض النسخ « الفامي ».

٦٥٦

لم تخل من لدن آدمعليه‌السلام إلى هذا الوقت، وهذه الأخبار كثيرة شائعة(١) قد ذكرتها في هذا الكتاب وهي شائعة في طبقات الشيعة وفرقها، لا ينكرها منهم منكر، ولا يجحدها جاحد، ولا يتأولها متأوَّل، وإنَّ الأرض لا تخلو من إمام حيٍّ معروف إمّا ظاهر مشهور، أو خاف مستور، ولم يزل إجماعهم عليه إلى زماننا هذا فلامامة لا تنقطع ولا يجوز انقطاعها لانّها متّصلة ما اتصل الليل والنّهار.

٢ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا محمّد ابن عيسى بن عبيد قال: حدّثنا عليُّ بن الحكم، وعليّ بن الحسن(٢) ، عن نافع الورّاق عن هارون بن خارجة قال: قال لي هارون بن سعد العجلي(٣) : قد مات إسماعيل الّذي كنتم تمدُّون أعناقكم إليه وجعفر شيخ كبير يموت غداً أو بعد غد، فتبقون بلا إمام، فلم أدر ما أقول له، فأخبرت أبا عبد اللهعليه‌السلام بمقالته، فقال: هيهات هيهات أبى الله والله أن ينقطع هذا الامر حتّى ينقطع الليل والنهار فإذا رأيته فقل له: هذا موسى ابن جعفر، يكبر ويزوِّجه فيولد له ولد فيكون خلفاً إن شاء الله.

فهذا أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام يحلف بالله أنَّه لا ينقطع هذا الامر حتّى ينقطع الليل والنهار، والفترات بين الرُّسلعليهم‌السلام كانت جائزة لأنّ الرُّسل مبعوثة بشرائع الملّة وتجديدها ونسخ بعضها بعضاً، وليس الأنبياء والائمّةعليهم‌السلام كذلك ولا لهم ذلك لأنّه لا ينسخ بهم شريعة ولا يجدِّد بهم ملة، وقد علمنا أنَّه كان بين نوح وإبراهيم، وبين إبراهيم وموسى، وبين موسى وعيسى، وبين عيسى ومحمّدعليهم‌السلام أنبياء وأوصياء كثيرون(٤) وإنّما كانوا مذكّرين لامر الله، مستحفظين مستودعين لمّا جعل الله تعالى عندهم من الوصايا والكتب والعلوم وما جاءت به الرُّسل عن الله عزَّ وجلَّ

__________________

(١) في بعض النسخ « متتابعة ».

(٢) في بعض النسخ « عليّ بن الحسين ».

(٣) زيدي. (رجال ابن دادد).

(٤) في بعض النسخ « يكثر عددهم ».

٦٥٧

إلى أممهم، وكان لكلِّ نبي منهم مذكر عنه ووصيٌّ يؤدِّي ما استحفظه من علومه ووصاياه، فلمّا ختم الله عزَّ وجلَّ الرُّسل بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يجز أن يخلو الأرض من وصي هاد مذكّر يقوم بأمره ويؤدِّي عنه ما استودعه، حافظاً لمّا ائتمنه عليه من دين الله عزَّ وجلَّ فجعل الله عزَّ وجلَّ ذلك سبباً لامامة منسوقة منظومة متّصلة ما اتّصل أمر الله عزَّ وجلَّ لأنّه لا يجوز أن تندرس آثار الأنبياء والرسل وأعلام محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وملته وشرائعه وفرائضه وسننه وأحكامه أو تنسخ أو تعفى(١) عليها آثار رسول آخر وشرائعه إذ لا رسول بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا نبيُّ.

والامام ليس برسول ولا نبيٍّ ولا داع إلى شريعة ولا ملّة غير شريعة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وملّته، فلا يجوز أن يكون بين الامام والامام الّذي بعده فترة، فالفترات جائزة بين الرُّسلعليهم‌السلام وفي الامامة غير جائزة، فلذلك وجب أنَّه لابدّ من إمام محجوج به.

ولا بدَّ أيضاً أن يكون بين الرَّسول والرَّسول - وإن كان بينهما فترة - إمامٌ وصيٌّ يلزم الخلق حجّته ويؤدِّي عن الرُّسل ما جاؤوا به عن الله تعالى، وينبّه عباده على ما أغفلوا، ويبيّن لهم ما جهلوا، ليعلموا أنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يتركهم سدّى ولم يضرب عنهم الذّكر صفحاً، ولم يدعهم من دينهم في شبهة، ولا من فرائضه الّتي وظفّها عليهم في حيرة، والنبوَّة والرِّسالة سنّة من الله جلَّ جلاله، والامامة فريضة، والسنن تنقطع ويجوز تركها في حالات، والفرائض لا تزول ولا تنقطع بعد محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأجل الفرائض وأعظمها خطراً الامامة الّتي تؤدَّى بها الفرائض والسنن، وبها كمل الدِّين وتمت النعمة، فالائمة من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنّه لا نبيَّ بعده، ليحملوا العباد على محجّة دينهم، ويلزموهم سبيل نجاتهم ويجنّبوهم موارد هلكتهم، ويبيّنوا لهم من فرائض الله عزَّ وجلَّ ما شذَّ عن أفهامهم ويهدوهم بكتاب الله عزَّ وجلَّ إلى مراشد، امورهم، فيكون

__________________

(١) كذا في جميع النسخ ولعله « تقفي عليها ».

٦٥٨

الدِّين بهم محفوظاً لا تعترض فيه الشبهة، وفرائض الله عزَّ وجلَّ بهم مؤدَّاة لا يدخلها باطل، وأحكام الله ماضية لا يلحقها تبديل ولا يزيلها تغيير.

فالرِّسالة والنبوَّة سنن، ولامامة فرض وفرائض الله عزَّ وجلَّ الجارية علينا بمحمّد لازمة لنا، ثابتة لا تنقطع ولا تتغيّر إلى يوم القيامة مع أنّا لا ندفع الأخبار الّتي رويت أنَّه كان بين عيسى ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فترة لم يكن فيها نبي ولا وصي ولا ننكرها ونقول: أنّها أخبار صحيحة ولكنَّ تأويلها غير ما ذهب إليه مخالفونا من انقطاع الأنبياء والائمّة والرسلعليهم‌السلام .

وإنّما معنى الفترة أنَّه لم يكن بينهما رسولٌ، ولا نبيٌّ. ولا وصيٌّ ظاهر مشهورٌ كمن كان قبله، وعلى ذلك دلَّ الكتاب المنزل أنَّ الله عزَّ وجلَّ بعث محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حين فترة من الرُّسل، لا من الأنبياء والاوصياء، ولكن قد كان بينه وبين عيسىعليهما‌السلام أنبياء وأئمّة مستورون خائفون، منهم خالد بن سنان العبسيُّ نبيٌّ لا يدفعه دافع ولا ينكره منكر لتواطيء الأخبار بذلك عن الخاصِّ والعامِّ وشهرته عندهم، وأنَّ ابنته أدركت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودخلت عليه فقال النبيُّ: هذه ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان العبسي، وكان بين مبعثه ومبعث نبيّنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خمسون سنّة، وهو خالد بن سنان بن بعيث(١) بن مريطة بن مخزوم ابن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس حدّثني بذلك جماعة من أهل الفقه والعلم:

٣ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد

__________________

(١) في بعض النسخ « لعيث ». وفي المعارف لابن قتيبة « أتت ابنته رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسمعته يقرأ « قل هو الله أحد » فقالت: كان أبي يقول هذا.

٦٥٩

ابن عبد الله قال: حدّثنا محمّد بن الوليد الخزَّاز، والسندي بن محمّد البزَّاز جميعاً، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان الاحمر، عن بشير النبّال، عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادقعليهما‌السلام قالا: جاءت ابنة خالد بن سنان العبسيِّ إلى رسول الله وصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لها: مرحباً يا ابنة أخي وصافحها وأدناها وبسط لها رداءه، ثمّ أجلسها إلى جنبه، ثمَّ قال: هذه ابنة نبيٍّ ضيّعة قومه خالد بن سنان العبسيّ.

وكان اسمها محياة ابنة خالد بن سنان.

وبعد فلو لا الكتاب المنزل وما أخبرنا الله تعالى به على لسان نبيّنا المرسلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما اجتمعت عليه الاُمّة من النقل عنهعليه‌السلام في الخبر الموافق للكتاب أنَّه لا نبيَّ بعده لكان الواجب اللّازم في الحكمة أن لا يجوز أن يخلو العباد من رسول منذر ما دام التكليف لازماً لهم، وأن تكون الرُّسل متواترة إليهم على ما قال الله عزَّ وجلَّ: «ثمّ أرسلنا رسلنا تترا كلّما جاء اُمّة رسولها كذَّبوه فأتبعنا بعضهم بعضاً »(١) ولقوله عزَّ وجلَّ: «لئلّا يكون للنّاس على الله حجّة بعد الرُّسل »(٢) لأنّ علتهم لا تنزاح إلّا بذلك كما حكى تبارك وتعالى عنهم في قوله عزَّ وجلَّ «لو لا أرسلت إلينا رسولاً فنتّبع آياتك من قبل أن نذلَّ ونخزى »(٣) .

فكان من احتجاج الله عزَّ وجلَّ في جواب ذلك أن قال: «قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبيّنات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين »(٤) فعلل العباد مع التكليف لا تنزاح(٥) إلّا برسول منذر مبعوث إليهم ليقيم أودهم ويخبرهم بمصالح أمورهم ديناً ودنياً، وينصف مظلومهم من ظالمهم، و

__________________

(١) المؤمنون: ٤٤.

(٢) النساء: ١٦٤.

(٣) طه: ١٣٤.

(٤) آل عمران: ١٨٣.

(٥) أي لا تبعد ولا تزول.

٦٦٠

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686