إعلام الورى بأعلام الهدى الجزء ١

إعلام الورى بأعلام الهدى0%

إعلام الورى بأعلام الهدى مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
ISBN: 964-319-010-2
الصفحات: 555

إعلام الورى بأعلام الهدى

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (أمين الإسلام)
تصنيف: ISBN: 964-319-010-2
الصفحات: 555
المشاهدات: 120080
تحميل: 8492


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 555 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 120080 / تحميل: 8492
الحجم الحجم الحجم
إعلام الورى بأعلام الهدى

إعلام الورى بأعلام الهدى الجزء 1

مؤلف:
ISBN: 964-319-010-2
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

عن جدّه قال : نظر عليّ بن الحسينعليهما‌السلام إلى ولده وهو يجود بنفسه وهم مجتمعون عنده ، ثمّ نظر إلى محمد بن عليّ فقال : «يا محمّد ، خذ هذا الصندوق فاذهب به إلى بيتك ».

وقال : أما إنه لم يكن فيه دينار ولا درهم ولكن كان مملوءاً علماً(1) .

وعنه ، عن محمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن عيسى ، عن فضالة بن أيّوب ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول : «إنّ عمر بن عبدالعزيز كتب إلى ابن حزم أن يرسل إليه بصدقة عليّ وعمر وعثمان ، وإنّ ابن حزم بعث إلى زيد بن الحسن وكان أكبرهم فسأله الصدقة ، فقال زيد : إنّ الوليّ كان بعد علي الحسن ، وبعد الحسن الحسين ، وبعد الحسين عليّ بن الحسين ، وبعد عليّ بن الحسين محمد بن علي ، فابعث إليه ، فبعث ابن حزم إلى أبي فارسلني أبي بالكتاب فدفعته إلى ابن حزم ، فقال له بعضنا : يعرف هذا ولد الحسن؟ قال : نعم كما تعرفون أنّ هذا ليل ، ولكن يحملهم الحسد ، ولو طلبوا الحقّ بالحقّ لكان خيراً لهم ولكنّهم يطلبون الدنيا»(2) .

وأما النصوص المرويّة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في جملة الاثني عشر فكثيرة ، مثل خبر اللوح الذي هبط به جبرئيل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من الجنّة فأعطاه فاطمةعليها‌السلام (3)

ومثل ما روي : أنّ الله تعالى أنزل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(1) الكافي 1 : 12 | 24 ، وكذا في : بصائر الدرجات : 185 | 13 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 229 | 2.

(2) الكافي 1 : 243 | 3 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 230 | 6.

(3) تقدمت الإشارة إليه في صفحة : 483.

٥٠١

كتاباً مختوماً باثني عشر خاتماً وأمره أن يدفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ويأمره بان يفضّ أول خاتم فيه فيعمل بما تحته ، ثم يدفعه عند وفاته إلىالحسنعليه‌السلام ويأمره بفص الخاتم الثاني ويعمل بما تحته ، ثم يدفعه عند حضور وفاته إلى الحسينعليه‌السلام فيفض الخاتم الثالث ويعمل بما تحته ، ثمّ يدفعه الحسين عند وفاته إلى عليّ بن الحسين ويأمره بمثل ذلك ، ثمّ يدفعه عند وفاته إلى ابنه محمد بن عليّ ويأمره بمثل ذلك ، ثم يدفعه إلى ولده حتّى ينتهي إلى آخر الأئمةعليهم‌السلام (1) .

وسنورد أكثر ما ورد في هذا النوع فيما بعد ان شاء الله تعالى.

__________________

(1) الكافي 1 : 122 | 1. أمالي الصدوق : 2 | 328 ، كمال الدين : 231 | 35 ، الغيبة للنعماني : 52 |3 و 4 ، ارشاد المفيد 2 : 160 ، أمالي الطوسي 2 : 56 ، كشف الغمة 2 : 124.

٥٠٢

(الفصل الثالث)

في ذكر بعض دلائله عليه السلام

قد روت الشيعة من دلالاته أشياء سوى ما تقدم ذكره من خبر حبابة الوالبيّة منها :

ما رواه شعيب العقرقوفي ، عن أبي عروة قال دخلت مع أبي بصير(1) إلى منزل أبي جعفراً وأبي عبداللهعليهما‌السلام قال : فقال لي : أترى في البيت كوّة قريباً من السقف؟ قال : قلت : نعم ، وما علمك بها؟ قال : أرانيها أبو جعفرعليه‌السلام (2) .

وروى أحمد بن محمد ، عن عليّ بن الحكم ، عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت له : أنتم ورثة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قال : «نعم ».

قلت : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وارث الأنبياء ، علم كلَ ما علموا؟

__________________

(1) وهو يحيى بن أبي القاسم الكوفي الأسدي ، ولد مكفوفاً ، وكان يُعد من اصحاب الامام الصادقعليه‌السلام ، ثقة وجيه ، له كتاب ، مات سنة خمسين ومائة بعد أبي عبدالله الصادقعليه‌السلام .

وذكر العلامة أنه رأى الدنيا مرتين ، حيث مسح أبو عبداللهعليه‌السلام على عينيه وقال : أنظر ما ترى ، قال : أرى كوّة في البيت وقد أرانيها أبوك قبلك.

اُنظر : رجال النجاشي : 440 | 1187 ، رجال الطوسي : 330 | 9 ، الخلاصة : 264 |3.

(2) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 184 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 268 | 66.

٥٠٣

قال لي : «نعم ».

قلت : فانتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤوا الأكمه والأبرص؟

فقال : «بلى بإذن الله » ثمّ قال : «ادن منّي يا أبا محمد» فمسح على وجهي وعلى عيني فابصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكلّ شيء في الدار ، فقال : «أتحبّ أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة ، أو تعود كما كنت ولك الجنّة خالصاً؟»

قلت : أعود كما كنت. قال : فمسح على عيني فعدت كما كنت.

قال الراوي : فحدّثت به ابن أبي عمير فقّال : أشهد أنّ هذا حقّ كما أنّ النهار حق(1) .

وروى حمّاد بن عثمان ، عن عبدالله بن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول : «ان أبي قال ذات يوم : إنّما بقي من أجلي خمس سنين ، فحسبت فما زاد ولا نقص »(2) .

__________________

(1) بصائر الدرجات : 289 | 1 ، الكافي 1 : 391 | 3 ، الهداية الكبرى : 243 ، الخرائج والجرائح 1 : 274 | 5 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 184 ، دلائل الامامة : 100 ، الفصول المهمة : 217 و 218 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 237 |14.

(2) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 186 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 67 | 268.

٥٠٤

(الفصل الرابع )

في ذكر طرف من مناقبه وخصائصه ،

ونبذ من أخباره عليه السلام

قد اشتهر في العالم تبريزه على الخلق في العلم والزهد والشرف ، فلم يؤثرعن أحد من أولاد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبله من علم القرآن والآثار والسنن وأنواع العلوم والحكم والأداب ما اُثر عنه صلوات الله عليه واختلف إليه بقايا الصحابة ووجوه التابعين وفقهاء المسلمين ، وعرّفه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بباقر العلم على ما رواه نقلة الاثار.

عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنّه قال : قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين يقال له : محمد يبقر علم الدين بقراً ، فإذا لقيته فاقرئه منّي السلام(1) .

وروى أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله قال : «إن جابر بن عبدالله الأنصاري [كان] يقعد في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو معتجر(2) بعمامة سوداء ، وكان ينادي : يا باقر العلم ، وكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول : لا والله ما أهجر ولكنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إنّك ستدرك رجلاً منّي اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقراً. فذاك

__________________

(1) أمالي الصدوق 289 | 9 ، ارشاد المفيد 2 : 159 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 197 ، مختصر تاريخ دمشق 23 : 78 ، الفصول المهمة : 211.

(2) الاعتجار : لف العمامة على الرأس. «الصحاح ـ عجر ـ 2 : 737».

٥٠٥

الذي دعاني إلى ما أقول(1) .

قال : فكان جابر يأتيه طرفي النهار وكان أهل المدينة يقولون : واعجباً لجابر ياتي هذا الغلام طرفي النهار وهو أحد من بقي من أصحاب رسول اللهّصلى‌الله‌عليه‌وآله (2) .

وروى ميمون القدّاح ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : «دخلت على جابر بن عبدالله فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام وقال لي : من أنت؟ ـ وذلك بعد ما كفّ بصره ـ فقلتَ : محمد بن علي بن الحسينعليهم‌السلام ، فقال : يا بنيّ ادن منّي ، فدنوت منه فقبّل يدي ثمّ أهوى إلى رجلي يقبّلها فتنحّيت عنه ، ثمّ قال لي : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقرئك السلام ، فقلت : وعلى رسول اللهّ السلام ورحمة اللهّ وبركاته ، وكيف ذاك يا جابر؟ فقال : كنت معه ذات يوم فقال لي : يا جابر ، لعلّك تبقى حتى تلقى رجلاً من ولدي يقال له : محمد بن عليّ بن الحسين يهب الله له النور والحكمة ، فأقرئه منّي السلام »(3) .

__________________

(1) تجاوز المؤلف عند نقله لهذهِ الرواية مقطعاً وسطياً بين هذين المقطعين روماً للاختصار ، واتكالاً منه على شهرة الرواية ، نورده نحن لما فيه من توضيح وربط بين هذين المقطعين :

قال : فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مر بطريق في ذلك الطريق كتّاب فيه محمد بن عليعليه‌السلام ، فلما نظر إليه قال : يا غلام أقبلْ ، فاقبَلَ ، ثم قال له : أدبِرْ فادبَرَ ، ثم قال : شمائل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والذي نفسي بيده ، يا غلام ما اسمك؟ قال : اسمي محمد بن علي بن الحسين. فاقبل عليه يُقبل رأسه ويقول بابي انت واُمي أبوك يقرئك السلام ويقول ذلك.

فرجع محمد بن علي بن الحسينعليه‌السلام إلى أبيه وهو ذعر فاخبره الخبر ، فقال له : يا بني وقد فعلها جابر؟ قال : نعم. قال : الزم بيتك يا بني.

(2) الكافي 1 : 5 39 | 2 ، الاختصاص : 62 ، روضة الواعظين : 206 ، الخرائج والجرائح 12 | 279 1 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 196.

(3) ارشاد المفيد 2 : 158.

٥٠٦

وروي عن أبي مالك ، عن عبدالله بن عطاء المكّي قال : ما رأيت العلماء عند أحد قطّ أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام ، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة - مع جلالته في القوم - بين يديه كأنّه صبيّ بين يدي معلّمه(1) .

وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عنه قال : حدّثني وصيّ الأوصياء ووارث علم الأنبياء محمد بن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام (2) .

وروى محمد بن أبي عمير ، عن عبدالرحمن بن الحجّاج ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : «إنّ محمد بن المنكدر كان يقول : ما كنت أرى أنّ مثل عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يدع خلفاً لفضل عليّ بن الحسين حتّى رأيت ابنه محمداً ، فأردت أن أعظه فوعظني.

فقال له أصحابه : بأيّ شيء وعظك؟

قال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة فلقيت محمد ابن عليّعليهما‌السلام ـ وكان رجلاً بدينا ـ وهو متّكى على غلامين له أسودين ـ أو موليين له ـ فقلت في نفسي : شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ! أشهد لأعظنّه ، فدنوت منه فسلّمت عليه فسلّم عليّ ببهر(3) وقد تصبب عرقآً ، فقلت : أصلحك اللهّ ، شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال. في طلب الدنيا؟! لو جاء كالموت وأنت على هذه الحال؟

قال : فخلّى عن الغلامين من يده وتساند فقال : لوجاءني والله

__________________

(1) ارشاد المفيد 2 : 160 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 204 ، حلية الأولياء 3 : 186 ، مختصر تاريخ دمشق 23 : 79.

(2) ارشاد المفيد 2 : 165 ،. المناقب لابن شهر اشوب 4 : 180.

(3) البُهر (با لضم ) : تتابع النفَس. «الصحاح ـ بهر ـ 2 : 895».

٥٠٧

الموت وأنا في هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله عزّ وجلّ أكفّ بها نفسي عنك وعن الناس ، وإنّما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله عزّ وجلّ

فقلت : يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني»(1) .

وكانعليه‌السلام يقول : «ما ينقم الناس منّا إلاّ أنّا أهل بيت الرحمة ، وشجرة النبوّة ، ومعدن الحكمة ، وموضع الملائكة ، ومهبط الوحي»(2) .

وكانعليه‌السلام يقول : «بليّة الناس علينا عظيمة ، إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا ، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا»(3) .

وكانعليه‌السلام يقول : «نحن خزنة علم الله ، ونحن ولاة أمر الله ، وبنا فتح الله الإسلام ، وبنا يختمه ، فمنا يتعلّموا ، فوالله الذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما علم الله في أحد إلاّ فينا ، وما يدرك ما عند الله إلاّ بنا»(4) .

وروى ابن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ، عن الفضيل ، عنهعليه‌السلام قال : «لو أنّا حدّثنا برأينا ضللنا كما ضلّ من كان قبلنا ، ولكنّا حدّثنا ببيّنة من ربّنا بيّنها لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله فبيّنها لنا»(5) .

وسئلعليه‌السلام عن الحديث يرسله ولا يسنده فقال : «إذا حدّثت

__________________

(1) الكافي 5 : 73 | 1 ، ارشاد المفيد 2 : 161 ، تهذيب التهذيب 6 : 325 | 894 ، الفصول المهمة : 213 ـ 214.

(2) ارشاد المفيد 2 : 168 ، وباختلاف يسير في : بصائر الدرجات 77 | 5 ، الكافي 1 : 172 | 1.

(3) ارشاد المفيد 2 : 168 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 206 ، واورد صدر الحديث الصفار في : بصائر الدرجات : 76 | 2.

(4) نحوه في بصائر الدرجات : 82 | 10

(5) بصائر الدرجات : 319 | 2.

٥٠٨

بالحديث فلم اُسنده فسندي فيه أبي زين العابدين ، عن أبيه الحسين الشهيد ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن جبرئيل ، عن الله عزّ وجل »(1) .

وروى عنه معروف بن خربوذ قال : سمعته يقول : «إنّ حديثنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسلٌ ، أوعبد امتحن الله قلبه للإيمان »(2) .

وروى سدير الصيرفي عنهعليه‌السلام أنّه قال : «إنّما كلف الله سبحانه الناس معرفة الأئمّة والتسليم لهم في ما أوردوا عليهم ، والردّ إليهم فيما اختلفوا فيه »(3) .

وروى سورة بن كليب الأسدي عنهعليه‌السلام قال : «والله إنّا لخزّان الله في سمائه وفي أرضه ، لا على ذهب ولا فضّة إلاّ على علمه »(4) .

وروي عن عبيدالله بن زرارة ، عن أبيه قال : كنّا عند أبي جعفرعليه‌السلام فجاء الكميت(5) فاستأذن عليه فأذن له فأنشده :

من لقلب متيَّم مستهام

 
. . . . . . . . . .

فلمّا فرغ منها قال له أبو جعفرعليه‌السلام : «يا كميت ، لا تزال مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك ، وقلت فينا».

____________

(1) ارشاد المفيد 2 : 167 ، ونقلة المجلسي في جار الأنوار 46 : 288 | 1.

(2) بصائر الدرجات : 41 | 4 ، الكافي 1 : 330 | 1 ، روضة الواعظين : 211 ، المناقب لابن شهرآشوب 206 : 4.

(3) الكافي 1 : 321 | 1.

(4) بصائر الدرجات : 123 | 1 ، الكافي 1 : 148 | 1.

(5) الكميت بن زيد ، شاعر مقدم ، عالم بلغات العرب ، خبير بايامها ، من شعراء مضر وألسنتها ، كان معروفا بتشيعه لأهل البيتعليهم‌السلام ، لقي ألكثير من الأمويين نتيجة ولائه وموقفه هذا.

٥٠٩

وقال الكميت في حديث آخر : فلمّا بلغت إلى قولي :

أخلص الله لي هواي فما

اُغرق نزعاً ولا تطيش سهامي(1)

قالعليه‌السلام : ...

«وقد اُغرق نزعاً وما تطيش سهامي ».

فقلت : يا مولاي أنت أشعر منّي في هذا المعنى(2).

__________________

(1) من قصيدة يقول في مطلعها :

من لقلبٍ متيمٍ مستهام

غير ما صبوة ولا احلام

طارقاتٍ ولا ادكار غوانَ

واضحاتِ الخدود كالارامَ

بل هواي الذي اجِن واُبدي

لبني هاشمً فروع الانام

للقريبين من ندىً والبعيديـ

ـن من الجور في عرى الاحكام

والمصيبين باب ما احطأ النا

سُ ومرسي قواعد الاسلامَ

والحماة الكفاةِ في الحرب ان

لف ضِرامأ وقودُها بضرامَ

والغيوثِ الذينَ أن امحلَ الَنا

سُ فمأوى حواضن الايتامِ

«انظر : شرح هاشميات للكميت : 11 ».

(2) الكافي 8 : 215 | 262.

٥١٠

( الفصل الخامس )

في ذكر أولاده عليه السلام

وهم سبعة :

أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام ـ وكان يكنى به ـ وعبدالله بن محمد ، واُمّهما اُمّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.

وإبراهيم وعبيدالله ، درجا(1) ، اُمّهما اُمّ حكيم بنت اُسيد بن المغيرة الثقفيّة.

وعليّ وزينب ، لاُمّ ولد.

واُمّ سلمة ، لاُمّ ولد(2) .

وقيل : إنّ لأبي جعفرعليه‌السلام ابنة واحدة فقط : اُمّ سلمة ، واسمها زينب(3).

__________________

(1) درج الرجل : إذا لم يخلف نسلاً. «الصحاح ـ درج ـ 1 : 313».

(2) ارشاد المفيد 2 : 176 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 210 ، الطبقات الكبرى 5 : 320 ، تذكرة الخواص : 306.

(3) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 210.

٥١١

٥١٢

( الباب الخامس )

في ذكر الامام الصادق والعلم الناطق

أبي عبدالله جعفر بن محمدعليهما‌السلام

وهو خمسة فصول :

٥١٣

( الفصل الأول )

في ذكر تاريخ مولده ، ومبلغ سنه ،

ومدة إمامته ، ووقت وفاته عليه السلام

ولدعليه‌السلام بالمدينة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين من الهجرة(1) .

ومضى في النصف من رجب(2) ، ويقال : في شوّال(3) ، سنة ثمان وأربعين ومائة ، وله خمس وستّون سنة.

أقام فيها مع جدّه وأبيه إثنتي عشرة سنة ، ومع أبيه بعد جدّه تسع عشرة سنة ، وبعد أبيه أيّام إمامته أربعاً وثلاثين سنة ، وكان في أيّام إمامته بقيّة ملك هشام بن عبدالملك ، وملك الوليد بن يزيد بن عبدالملك ، وملك يزيد بن الوليد بن عبدالملك الملقّب بالناقص ، وملك إبراهيم بن الوليد ، وملك مروان ابن محمد الحمار ، ثمّ صارت المسوّدة من أهل خراسان مع أبي مسلم سنة اثنين وثلاثين ومائة ، فملك أبو العبّاس عبدالله بن محمد بن عليّ بن عبدالله ابن عبّاس الملقّب بالسفّاح أربع سنين وثمانية أشهر ، ثمّ ملك أخوه أبو جعفرعبدالله الملقّب بالمنصور إحدى وعشرين سنة وإحدى عشر شهراً(4) .

وتوفّي الصادقعليه‌السلام بعد عشر سنين من ملكه ، ودفن بالبقيع مع

__________________

(1) تاريخ الأئمة (ضمن مجموعة نفيسة) : 10 ، ارشاد المفيد 2 : 179 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 279 - 280.

(2) روضة الواعظين : 212.

(3) الكافي 1 : 393 ، ارشاد المفيد 2 : 180.

(4) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 280 ، دلائل الامامة : 111.

٥١٤

أبيه وجدّه وعمّه الحسنعليهم‌السلام (1).

__________________

(1) ارشاد المفيد 2 : 180 ، دلائل الامامة : 111.

٥١٥

(الفصل الثاني)

في ذكر النص على إمامته عليه السلام

أما طريقة الاعتبار فمثل ما تقدم ذكره في إمامة آبائهعليهم‌السلام فانّا إذا اعتبرنا إمامة من اختلف في إمامته في عصرهعليه‌السلام وجدنا الاُمّة بين أقوال :

قائل يقول : لا إمام في الوقت ، وقوله يبطل بما دلّ على وجوب الإمامة في كل عصر.

وقائل يقول : بإمامة من لا يقطع على عصمته ، وقوله يبطل بمّا دلّ على وجوب العصمة للامام.

ومن ادّعى العصمة ولم يقل بالنْص من متأخري الزيدية فقوله يبطل بما دلّلنا عليه من أن العصمة لا يمكن أن تعلم إلآ بالنص أو المعجز.

ومن اعتبر الحياة ـ من الكيسانية ـ فقوله يبطل بما علمانه من موت من ادّعي حياته ، وأيضاً فإنَ هذه الفرقة قد انقرضت وخلا الزمان من القائلين بقولها وانعقد الإجماع على خلافها.

فإذا بطلت هذه الاقوال ثبتت إمامتهعليه‌السلام ، وإلاّ أدّى إلى خروج الحق عن أقوال الأمّة.

وأما طريقة التواتر فمثل ما ذكرناه فيما تقدم فإن الشيعة قد تواتر تخلفاً عن سلف إلى أنّ اتصل نقلهم بالباقرعليه‌السلام أنه نصّ على الصادقعليه‌السلام ، كما تواترت على أن أمير المؤمنينعليه‌السلام نصّ على الحسن ، ونصَ الحسن على الحسينعليهما‌السلام ، وكذلك كلّ إمام على الإمام الذي يليه ، ثم هكذا إلى أن ينتهى إلى صاحب الزمان ، وكلّ سؤال

٥١٦

يٌسئل على هذا الدليل فالجواب عنه مذكور في تصحيح التواتر لنصّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولا يحتمل ذكره هذا الموضع.

فأما مما جاء في الأخبار من النص بالإمامة عليه والإشارة بذلك من أبيه إليه فمن ذلك :

ما رواه محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن معلّى بن محمد ، عن الوشّاء ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي الصباح الكناني قال : نظر أبو جعفرمحمد بن عليّعليهما‌السلام إلى أبي عبداللهعليه‌السلام يمشي فقال : «ترى هذا ، هذا من الذين قال الله سبحانه :( وَنُرِيدُ اَن نَمُنّ علَى الذِينَ أستُضعوا فِي الإرضِ وَنَجعَلَهُم اَئِمّةَ وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ ) (1) (2) .

وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله قال : «لمّا حضرت أبي الوفاة قال : يا جعفر اُوصيك بأصحابي خيراً.

قلت : جعلت فداك ، والله لأدعنّهم والرجل منهم يكون في المصر فلا لسال أحداً »(3) .

وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن أبي جعفرعليه‌السلام : أنّه سئل عن القائم فضرب بيده على أبي عبداللهعليه‌السلام ثمّ قال : «هذا

__________________

(1) القصص 28 : 5.

(2) الكافي 1 : 243 | 1 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 180 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 214 ، كشف الغمة 2 : 167 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 13 | 5

(3) الكافي 1 : 244 | 2 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 180 ، روضة الواعظين : 207 ، كشف الغمة 2 : 166 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 12 | 3.

٥١٧

والله قائم آل محمد».

قال عنبسة بن مصعب : فلمّا قبض أبو جعفرعليه‌السلام دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام فاخبرته بذلك ، فقال : «صدق جابر على أبي » ثمّ قالعليه‌السلام : «لعلّكم ترون أن ليس كلّ إمام هو القائم بعد الإمام الذي قبله »(1) .

وعنه ، عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد ، عن عليّ بن الحكم ، عن طاهر قال : كنت قاعداً عند أبي جعفرعليه‌السلام فاقبل جعفرعليه‌السلام فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «هذا خير البريّة»(2) .

وعنه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن عبد الأعلى مولى آل سام ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : «إنّ أبي استودعني ما هناك ، فلمّا حضرته الوفاة قال : ادع لي شهوداً ، فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبدالله بن عمر ، فقال : اُكتب اُوصيك بما أوصى به يعقوب بنيه :( يا بُنَيَّ إِنَّ اللهَ أصطفَى لَكُمُ الدّينَ فلا تَمُوتُنَّ إلاّ وَاَنتُم مُّسلِمُونَ ) (3) أوصى أبو جعفر محمد بن عليّ إلى جعفر بن محمد ، وأمره أن يكفّنه في بُرْدِه الذي كان يصلّي فيه الجمعة ، وأن بعمّمه بعمامته ، وأن يربّع قبره ويرفعه أربع أصابع ، ثمّ قال للشهود : انصرفوا رحمكم الله ، فقلت بعدما انصرفوا : ما كان لك في هذا بان تشهد عليه؟

__________________

(1) الكافي 1 : 74 | 24 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 181 ، روضة الواعظين : 07 2 ، كشف الغمة 2 : 167 ، اثبات الوصية : 155 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار47 : 14 | 11.

(2) الكافي 1 : 244 | 4 ، وكذا في : الامامة والتبصرة : 199 | 55 ، ارشاد المفيد 2 : 181كشف الغمة 2 : 167 ، في اثبات الوصية : 155 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 13 | 7 ضمن ح 7.

(3) البقرة 2 : 132.

٥١٨

فقال : إنّي كرهت أن تُغلب وأن يقال : إنّه لم يُوصِ إليه ، فاردت أن تكون لك الحجّة»(1) .

وأشباه هذه الأخبار كثيرة.

__________________

(1) الكافي 1 : 244 | 8 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 181 ، روضة الواعظين : 208 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 278 ـ 279 ، كثسف الغمة 2 : 167 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 14 | 10.

٥١٩

(الفصل الثالث)

في ذكر طرف مما ظهر منه من المعجزات

والأخبار بالغائبات

ما روي من آيات الله الظاهرة على يده والمعجزات المؤيّدة له ، الدالّة على بطلان قول من ادّعى الإمامة لغيره كثيرة ، نحن نذكر منها ما اشتهرت به الرواية فمن ذلك :

ما رواه محمد بن أحمد بن يحيى في كتاب (نوادر الحكمة) بإسناده ، عن عائذ بن نباتة الأحمسيّ قال : دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام وأنا اُريد أن أسأله عن صلاة الليل ونسيت ، فقلت : السلام عليك يا ابن رسول الله.

فقال : «أجل والله أنا ولده ، وما نحن بذي قرابة ، من أتي الله بالصلوات الخمس المفروضات لم يُسئل عمّا سوى ذلك » فاكتفيت بذلك(1) .

وعنه ، بإسناده ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن مهزم قال : كنّا نزولاً بالمدينة ، وكانت جارية لصاحب المنزل تعجبني ، وإنّي أتيت الباب فاستفتحت ففتحت الجارية فغمزت ثديها ، فلمّا كان من الغد دخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام فقال لي : «يا مهزم ، أين كان أقصى أثرك اليوم؟»(2)

__________________

(1) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 225 ، كشف الغمة 2 : 192 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 : 150 |207.

(2) قال العلامة المجلسيرحمه‌الله في البحار (47 : 150 | 207) تعليقاً على هذا القول :

٥٢٠