المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ١

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية0%

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 369

  • البداية
  • السابق
  • 369 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 30756 / تحميل: 5285
الحجم الحجم الحجم
المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

35- وفي عقد الدرر (الحديث 310) من (الباب 10)، أخرج بسنده، عن حُذيفة بن اليمّان، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « يلتفت المهدي، وقد نزل عيسى بن مريم كأنّما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي: تقدّم صلِّ بالناس، فيقول عيسى بن مريم: إنّما أُقيمت الصلاة لك. فيصلي عيسى خلف رجل من وُلدي، فإذا صُليّت، قام عيسى فجلس في المقام فيبايعه (الناس) » . وللحديث بقيّة. أخرجه الحافظ أبو نعيم في كتاب المناقب، يعني: مناقب المهدي.

المؤلِّف:

أخرج الحديث في عقد الدرر في (الحديث 7)، عن حذيفة قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم . ويذكر الحديث كما تقدّم إلى قوله: رجل من وُلدي » ولم يذكر بقية الحديث. وقال: أخرجه الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في معجمه. وسنخرجه مع غيره في (الباب 29).

36- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (باب 50، ص19)، أخرج بسنده، عن ابن الحنفية، قال: يملك بنو العبّاس حتى ييأس الناس من الخير، ثمّ يتشعب أمرهم، فإن لم تجدوا إلاّ جُحرِ عقربٍ فادخلوا فيه، فإنّه يكون الناس في شر طويل حتى يزول مُلكهم ويقوم المهدي.

37- وفي الملاحم والفتن (ج1، باب 94، ص31)، قال: حدّثنا نعيم، حدّثنا أبو نصر الحباب، عن خلاّد، عن أبي قلاّبة، عن ثوبان، قال: إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قِبل خراسان، فأتوها ولو حبواً على الثلج؛ فإنّ فيها خليفة الله المهدي.

المؤلِّف:

أخرج الحديث في الأربعين حديث، لأبي نعيم، ولفظه: إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج؛ فإنّ فيها خليفة الله المهدي. وقد أخرجه السيد في غاية المرام (ص700)

٢٤١

وهو الحديث السابع والتسعون، من الأحاديث التي أخرجها من كتب علماء أهل السنّة في إثبات إمامة الإمام المهدي (عليه السلام). وذكره غيره.

وقد ذكرنا مصادره من كتب عديدة، في باب الرايات السود التي تخرج قبل خروج الإمام المهدي (عليه السلام) في (الباب 24). راجع، فإنّك ترى الحديث بألفاظ مختلفة مختصرة ومفصّلة.

وأخرجه في كنز العمّال (ج 7، ص187) بلفظ آخر من مسند الفردوس للديلمي عن ثوبان. وأخرجنا لفظه في باب الرايات السود في (الباب 24) من هذا الكتاب.

38- وفي عقد الدرر (الحديث 59، من الباب 2). أخرج بسنده عن جابر بن عبد الله (رض)، قال: دخل رجل على أبي جعفر محمّد بن علي (رضي الله عنهم) فقال: اقبض مني هذه الخمسمائة درهماً فإنها زكاة مالي، فقال له أبو جعفر:

« خذها أنت وضعها في جيرانك من أهل الإسلام والمساكين من إخوانك المسلمين ، ثمّ قال: إذا قام مهدينا أهل البيت قسّم بالسّوية، وعدل في الرعية، فمن أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله، وإنّما سمّي المهدي؛ لأنّه يهدي إلى أمر خفي ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية » .

أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن من وجوه، وفي بعض رواياته، قال: إنّما سُميَ المهدي، لأنّه يهدي إلى أسفار من التوراة، ويستخرجها من جبال الشام، فيدعوا إليها اليهود فيُسلِم على تلك الكتب جماعة كثيرة نحواً من ثلاثين ألفا.

وذكر الإمام أبو عمر الداني في سننه، قال ابن شوذب: إنّما سمّي (المهدي) لأنّه يهدي إلى جبل من جبال الشام يستخرج منه أسفار التوراة، يحاجّ بها اليهود فيُسلم على يديه جماعة من اليهود.

39- وفي عقد الدرر (الحديث 67) من (الباب 4)، أخرج بسنده، عن سعيد بن المسيّب، قال: تكون بالشام فتنة، أوّلها مثل لعبة الصبيان، كلّما

٢٤٢

سكنت من جانب، طَمَتْ من جانب آخر، فلا تتناهى حتى ينادي منادِ من السماء: ألا إنّ أميركم فلان (أي: المهدي)، ثمّ قال ابن المسيّب: فذلك الأمير، فذالكم الأمير، ثلاثاً (أي كرّر قوله) كنّي عن اسمه ولم يذكره وهو المهدي.

أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حمّاد، في كتاب الفتن، عن أبي سعيد الخدري، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

« أبشروا بالمهدي، رجل من قريش من عترتي، يخرج في اختلاف من الناس وزلزال، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، ويقسِّم المال صحاحاً بالسّوية، ويملأ قلوب أُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) غنى، ويسعهم عدله، حتى أنّه يأمر منادياً ينادي: مَن له حاجة إليّ؟ فما يأتيه أحد إلاّ رجل واحد يأتيه فيسأله، فيقول: ائت السادن حتّى يعطيك، فيأتيه فيقول: أنا رسول المهدي إليك لتعطيني مالاً، فيقول: احث، فيحثي. فلا يستطيع أن يحمله، فيلقي منه حتى يكون قدر ما يستطيع أن يحمله فيخرج به، فيندم فيقول: أنا كنت أجشع أمّة محمّد نفساً، كلّهم دُعي إلى هذا المال فتركه غيري، فيردّه عليه، فيقول: إنّا لا نقبل شيئاً أعطيناه. فيلبث في ذلك ستاً، أو سبعاً، أو ثمانياً، أو تسع سنين، ولا خير في الحياة بعده » .

المؤلِّف:

ومن جملة مَن أخرج الحديث السيوطي، أخرجه في كتاب العُرف الوردي (ص58)، وقال: أخرجه أحمد الباوردي في المعرفة، ولفظه ولفظ علي المتّقي في كنز العمّال سواء إلاّ في كلمات يسيرة، وقد أخرجه ابن الصبّان في إسعاف الراغبين (ص123) بهامش نور الأبصار، والشبلنجي في نور الأبصار (ص154). وأخرجه السيد في الملاحم والفتن في (ص 109، و ص 120) من فتى السليلي وفتن زكريا. ولفظه يساوي لفظ علي المتّقي في كنز العمّال.

وأخرجه أحمد بن حنبل في مسنده (ج3، ص52)، وزاد بعد قوله « غنى »: « فلا يحتاج أحدٌ إلى أحدٌ » .

المؤلِّف:

فالحديث رواه تسعة من العلماء: أحمد بن حنبل، ويوسف

٢٤٣

ابن يحيى، وأبو نعيم الأصبهاني، والحمويني الشافعي، وعلي المتّقي الحنفي، والسليلي، وزكريا، وابن الصبّان، والكنجي في نور الأبصار، ورواه غير هؤلاء، كابن الصبّاغ المالكي، في الفصول المهمّة (باب 12)، ونور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (ج7، ص114).

  40 - وفي عقد الدرر (الحديث 99) من (الباب 4)، أخرج بسنده، عن أبي سعيد الخدري، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

« أُبَشِركم بالمهدي، يبعث في أُمّتي على اختلاف من الناس وزلزال، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً ».

أخرجه أبو نعيم في صفة المهدي، وأخرجه أحمد بن حنبل في مسنده (ج3 ص37، و ص52، و ص98) وقال: « وزلازل يملأ الأرض قسطاً » .

المؤلِّف:

أخرج الحديث يوسف بن يحيى الشافعي في (رقم 220) من عقد الدرر أيضاً، وفيه زيادة، وقال أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده، ورواه أبو نعيم الأصبهاني في صفة المهدي، وهذا نصّه عن أبي سعيد الخدري، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « أُبَشركم بالمهدي، يُبعث في أُمتي على اختلاف بين الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض » .

وأخرجه الحمويني في فرائد السمطين (ج2، في باب الآخر، الحديث 1) وزاد في آخره: « ويُقسِّم المال صحاحاً. فقال له رجل: وما صحاحاً قال: بالسويّة بين الناس » .

وأخرجه في سنن ابن ماجه وزاد بعد قوله: « بالسوية بين الناس » :

« ويملأ الله - تعالى - قلوب أُمّة محمّد غنى، ويسعهم عدله - يعني بأمر مِنّا - فينادي منادٍ، ويقول: مَن له في المال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلاّ رجلاً فيقول له: ائت البيداء - يعني الخازن - فقل له: إنّ المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول: احث. حتّى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول: كنت

٢٤٤

أجشع أمّة محمّد نفساً، أعجز عمّا وسعهم. فيردّه ولا يقبل منه شيئاً فيقول له: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين، ثمّ لا خير في العيش بعده، أو قال: لا خير في الحياة بعده » . هذا حديث حسن ثابت، أخرجه شيخ أهل الحديث في مسنده.

وقد أخرجنا الحديث بطرقٍ في موارد أخرى. منها، ما في كنز العمّال (ج7، ص186). فقد أخرج الحديث من مسند أحمد بن حنبل (ج3، ص37)، ومن كتاب المعرفة للباوردي.

41 - وفي عقد الدرر (الحديث 224، من الباب 8). أخرج بسنده، عن أبي أمامة الباهلي، قال: خَطَبنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وذكر الدجّال، (و) إنّ المدينة لتنقي خبثها كما ينقي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم بـ (يوم الخلاص)، فقالت أُمّ شريك: يا رسول الله، فأين العرب يومَئذٍ، قال: « هم يومَئذٍ قليل، وجُلّهم ببيت المقدس، وإمامهم المهدي رجل صالح » . أخرجه أبو نعيم في كتاب الحلية.

42 - وفي عقد الدرر (الحديث 325)، من (الباب 8) عن جابر بن عبد الله، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « مَن كذّب بالدجّال فقد كفر، ومَن كذّب بالمهدي فقد كفر » ، أخرجه أبو بكر الإسكاف، في فوائد الأخبار.

المؤلِّف:

هذا الحديث معروف، أخرجه جماعة من علماء أهل السنّة والإمامية، والمقام لا يناسب ذكر جميعهم، ومنهم ، إبراهيم بن محمّد الحمويني الشافعي، فإنّه أخرج الحديث وفيه زيادة، وهذا نصّه - بحذف السند -:

عن جابر بن عبد الله، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « مَن أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أُنزِل الله على محمّد، ومَن أنكر نزول عيسى فقد كفر، ومن أنكر خروج الدجّال فقد كفر » الحديث. فرائد السمطين، آخر الجزء الثاني (الحديث 26).

٢٤٥

43 - وفي الأربعين حديث، لأبي نعيم، أخرج بسنده، عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أنّه قال: « تَتَنعّم أُمتي في زمان المهدي نعمة لم يتنعموا مثلها قطّ، يُرسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدع الأرض نباتها شيئاً إلاّ أخرجته » .

المؤلِّف:

أخرج السيد في غاية المرام (ص 700) الحديث من الأربعين، وهو (الحديث 100) من الأحاديث التي أخرجها في أحوال الإمام المهدي (عليه السلام) نقلاً من كتب علماء أهل السنّة.

وقد أخرجنا الحديث بألفاظ مختلفة في أحاديث الأوصاف (باب 19، رقم 24)، نقلاً من عقد الدرر، ومن غيره.

44 - وفي عقد الدرر (الحديث 197)، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « نحن سبعة بنو عبد المطّلب سادات أهل الجَنّة: أنا وأخي، وعمّي حمزة، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهدي » .

أخرجه جماعة من أهل الحديث في كتبهم، منهم : الإمام أبو عبد الله محمّد بن يزيد بن ماجه القزويني في سننه، وأبو القاسم الطبراني في معجمه، والحافظ أبو نعيم الأصبهاني، وغيرهم.

المؤلِّف:

قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « أخي » أي: عليّ، ثمّ لا يخفى أنّ الحديث قد وقع فيه تحريف وإسقاط، وقد نُقِل بالمعنى؛ ويؤيّد ذلك ما يأتي نقله من الكتب الآتية:

منها، ما في الأربعين لأبي نعيم، أخرج بسنده عن أنس بن مالك، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « نحن بنو عبد المطّلب سادات أهل الجَنّة: أنا وأخي علي، وحمزة، وجعفر، والحسنين، والمهدي » .

المؤلِّف:

ومنها ، ما أخرجه الكنجي الشافعي، في البيان (ص313)، ولفظه، عن أنس بن مالك، قال: سمعت النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: « نحن وِلد عبد

٢٤٦

المطّلب سادات أهل الجَنّة: أنا وحمزة، وعلي، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهدي » . وقال: أخرجه ابن ماجه الحافظ في صحيحه (ج2، ص269)، والطبراني بسند آخر، ورواه أبو نعيم في مناقب المهدي بطرق شتّى.

  ومنها،ما أخرجه الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان، بسنده المتصل عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، وقال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « نحن وِلد عبد المطّلب سادة أهل الجَنّة: أنا وحمزة، وجعفر، وعلي، والحسن، والحسين، والمهدي » .

ومنها : ما أخرجه السيد في غاية المرام (ص697) في (الحديث 37) من الأحاديث التي في الإمام المهدي (عليه السلام)، قال: ثمّ اعلم أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أراد بالسبعة غير نفسه الشريفة، وإلاّ كانوا ثمانية. ولعلّ كلمة سبعة زائدة في الحديث؛ فإنّ الأحاديث التي في غير عقد الدرر خالية من كلمة (السبعة) .

وأخرجه في الفصول المهمّة (ص171، ط/ النجف)، ولفظه يساوي لفظ الثعلبي. وأخرجه في العُرف الوردي (ص58)، وقال: أخرج ابن ماجه وأبو نعيم، عن أنس، سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: « نحن سبعة وِلد عبد المطلب سادة أهل الجنة: أنا، وحمزة، وعلي، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهدي » . ولم يذكر لفظ (عمّي) في هذا الحديث. فعليه يظهر أنّ لفظ (عمّي) في الحديث من زيادة الرواة.

وأخرجه في ينابيع المودّة (ص345، و ص 435)، وقال: أخرجه السري، والديلمي في مسنده، وأخرجه موفق ابن أحمد في مقتل الحسين - عليه السلام - (ج1، ص108). وأخرجه ابن الصبّان الشافعي، في إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار (ص106).

45- وفي كتاب الفتوح، لابن الأعتم الكوفي، أخرج بسنده، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) أنّه قال: « ويحاً لطالقان، فإنّ لله عزّ وجل بها كنوزٌ ليست من ذهبٍ ولا فضةٍ، ولكن بها رجالٌ مؤمنون

٢٤٧

عرفوا الله حقّ معرفته، وهم أنصار المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان » .

المؤلِّف:

أخرج السيد الحديث في غاية المرام (ص701) من الكتاب المذكور، وفي لفظه اختلاف. والظاهر أنّ ذلك من النسّاخ.

46 - وفي كتاب ينابيع المودّة (ص489)، نقلاً من صحيح النسائي أو سننه، قال: أخرج مرفوعاً إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال:

« أبشروا وبشّروا، إِنما أُمَّتي كالغيث، لا يُدرى آخره خيرٌ أم أوَّله، أو كحديقةٍ أُطعم منها فوج عاماً، ثمّ أُطعم منها فوجٌ عاماً، لعلَّ آخرها فوجاً، يكون أعرضها عرضاً، وأعمقها عمقاً، وأحسنها حسناً، كيف تهلِك أمَّةٌ أنا أوَّلها، والمهديُّ وسطُها، والمسيحُ آخرها؟! ولكن بين ذلك ثَبَجٌ أعوج، ليسوا منّي ولا أنا منهم ».

المؤلِّف:

أخرج جمع كثير من علماء أهل السنّة والإمامية هذا الحديث الشريف في كتبهم، منهم ، العبدري في الجمع بين الصحيحين.

ومنهم: مؤلِّف عمدة الطالب.

ومنهم : ابن قتيبة، في كتاب تأويل مختلف الحديث (ص139). وقال - في شرح الحديث: و (الثبج) : الوسط. وقال في لسان العرب: ثَبَجُ كلّ شيء معظمه ووسطه وأعلاه. وقال في نهاية اللغة: قد تكرر في الحديث: « فيه خيار أُمتي أوّلها وآخرها، وبين ذلك ثبج أعوج، ليس منك ولست منه » . وقد أخرج الحديث في عقد الدرر (الحديث 319)، قال: أخرج أبو عمر الداني في سننه، عن حذيفة، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « قد أفلحت أُمّة أنا أولها وعيسى آخره » .

المؤلِّف:

وروى الحديث بلفظ آخر في عقد الدرر (الحديث 205) بسنده، من سنن النسائي، وقد يعبّر بالصحيح، قال، وعن أنس بن مالك، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « لن تهلك أمّة أنا أوّلها والمهدي أوسطها والمسيح آخرها » . وأخرجه علي المتقي في كنز العمّال (ج7، ص187) ولفظه: « كيف تهلك أمّة أنا أوّلها، وعيسى بن مريم في آخرها، والمهدي من أهل بيتي في وسطها » (ك في تاريخه)، وذكر في تاريخه عن ابن عبّاس.

٢٤٨

47 - وفي عقد الدرر (الحديث 203)، أخرج بسنده، من غريب الحديث لأبي محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدنيوري، قال: وعن الأوزاعي، عن يحيى أو عن عمر بن رديم، أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: « خيار أُمتي أوّلها، وبين ذلك ثَبَجٌ أعوج، ليس منّي ولست منه، ثمّ قال: الثَبَج الوسط، قال أبو زيد: يقال ثَبَج الرجل أي: وسطه.

وفي نهاية اللغة (ج1، ص144، باب الثاء والباء) فيه: خيار أُمتي أوّلها وآخرها، وبين ذلك ثَبَج أعوج، ليس منك ولست منه » ، قال: الثبج الوسط وما بين الكاهل إلى الظهر.

48- وفي عقد الدرر (الحديث 202)، أخرج بسنده من سنن النسائي أو صحيحه، وقال: عن أبي جعفر، محمّد بن علي (رضي الله عنهم) عن أبيه، عن جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال:

« أبشروا أبشروا، (وبشّروا) إنّما أُمتي كالغيث، لا يُدرى آخره خيراً أو أوّله، أو كحديقة أُطعِم منها فوج عاماً، لعلّ آخرها فوجاً، يكون أعرضها عرضاً، وأعمقها عمقاً، وأحسنها حسناً، كيف تهلك أمّة أنا أوّلها، والمهدي أوسطها، والمسيح آخرها، ولكن بين ذلك ثَبَج أعوج، ليس مني ولا أنا منهم » .

المؤلِّف:

مرّت عليك الأحاديث الثلاث (رقم 46، وقم 47، ورقم 48)، وفي جميعها اختلاف في اللفظ وزيادة ونقصان، وكلّها مروية من كتاب واحد، ولكن فيه التحريف، أو عدم اعتناء أهل الحديث بالأحاديث سبّب هذا الاختلاف.

49 - وفي عقد الدرر (الحديث 201)، أخرج بسنده، من مسند أحمد بن حنبل عن عبد الله بن عبّاس، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « لن تهلك أُمّة أنا أوّلها، وعيسى في آخرها، والمهدي في وسطها » .

وقد أخرج الحديث أبو نعيم في كتابه (العوالي). وأخرج الشيخ سليمان الحنفي حديث عقد الدرر في ينابيع المودّة (ص489) نقلاً من صحيح النسائي، وقد تقدّم لفظه

٢٤٩

وقال بعد ذكر الحديث، أخرج الحديث في عمدة الطالب (ج2) في الفصل الذي يذكر فيه ما جاء في الإمام المهدي من الأحاديث التي في الصحاح الستة. وقال: أخرجه العبدري في الجمع بين الصحيحين: البخاري ومسلم، وأخرجه في كنز العمّال (ج7، ص187) بلفظ آخر تقدّم في (رقم 46).

50 - وفي ينابيع المودّة (ص445)، أخرج بسنده، عن ابن عبّاس، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « إنّ الله فتح هذا الدين بعليّ، وإذا قُتِل فسد الدين (و) لا يصلحه إلاّ المهدي » .

وروى الحديث في مورد آخر من ينابيع المودّة أي في (ص259) نقلاً من كتاب مودّة القربى في (المودّة 10)، وفي لفظه زيادة كلمات، قال، عن ابن عبّاس، رفعه إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: « إنّ الله فتح هذا الدين بعليّ، وإذا مات عليّ فسد الدين، ولا يصلحه إلاّ المهدي بعده » .

المؤلِّف:

تأمّل في الحديثين بدقّة حتى تعرف الزيادة والإختلاف.

51 - أخرج في كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان، للكنجي الشافعي (ص322)، وقال: ذكر ابن شيرويه الديلمي في كتابه مسند الفردوس، في (باب الألِف واللاّم) بإسناده، عن ابن عبّاس، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « المهدي طاووس أهل الجَنّة » .

المؤلِّف:

وأخرج ذلك الشبلنجي الشافعي، في نور الأبصار (ص 154)، وأخرجه الشيخ سليمان القندوزي الحنفي، في ينابيع المودّة (ص 435، و ص 489). وأخرجه ابن الصباغ المالكي، في الفصول المهمّة (ص278) من (الفصل الثاني عشر) ولفظ الجميع يساوي لفظ الكنجي في كتاب البيان. وأخرجه جلال الدين السيوطي في العُرف الوردي (ص83)، وقال: أخرجه الديلمي في الفردوس، من حديث ابن عبّاس مرفوعاً: « المهدي

٢٥٠

طاووس أهل الجَنّة » . وأخرجه الشيخ يوسف بن يحيى في عقد الدر (الحديث) من (الباب). وأخرجه البغوي في مصابيح السنّة، في آخر الكتاب من فردوس الديلمي.

المؤلِّف:

ويأتي الحديث من بعض المصادر أيضاً، في (رقم 12) من أحاديث الأوصاف في (باب 19).

52 - وفي كنز العمّال (ج7، ص187)،أخرج بسنده، عن تاريخ ابن عساكر، عن ابن مسعود أنّه قال، قال رسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « المهدي، يواطي اسمه اسمي » . (ذكر عن ابن مسعود).

٢٥١

الباب الثامن عشر

1 - في عقد الدرر في (الحديث 128) من (الباب)، قال: « ينادي منادٍ من السماء: أيّها الناس، إنّ الله عزّ وجل قد قطع عنكم مدّة الجبّارين والمنافقين وأشياعهم، وأولاكم خير أُمة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فألحقوه بمكّة فإنّه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله » الحديث.

وقد ذكر بتمامه وفي (رقم 20) من أحاديث أوصافه (عليه السلام) في (باب 19).

المؤلِّف:

في نور الأبصار (ص153)، قال: إنّه (عليه السلام) من وُلد الحسين على القول الصحيح، واسمه أحمد أو محمّد بن عبد الله، وقال القطب الشعراني، في اليواقيت والجواهر: المهدي من ولد الإمام الحسن العسكري، ابن الحسين، ومولده ليلة النصف من شعبان (سنة 255 هـ).

المؤلِّف:

أخرج السيد ابن طاووس، في الملاحم والفتن (ص155، ج2)، في (الباب 70) من الفتن للسليلي، بسنده، عن ربعي بن خرّاش، قال: سمعت حذيفة بن اليمّان يقول، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « إذا كان رأس الخمسين والثلاثمائة، وذكر كلمة... نادى منادي من السماء: ألا أيّها الناس، إنّ الله قد قطع مدّة الجبارين والمنافقين وأتباعهم، ووليكم الجابر، خير أُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، ألحقوه بمكّة، فإنّه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله » ، ثمّ ذكر بقية الحديث، ويشبه حديثه الحديث المتقدم، وهو عن حذيفة (ره).

2 - وفي كتاب المواليد لأهل البيت (عليهم السلام)، المعروف بتاريخ ابن الخشّاب، أخرج بسنده عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام)

٢٥٢

  أنّه قال:« الخَلَف الصالح، (أي: الإمام المهدي - عليه السلام -) من وُلدي، وهو المهدي، واسمه محمّد وكنيته أبو القاسم، يخرج في آخر الزمان يقال لأمّه صيقل - قال لنا أبو بكر الدارع، وفي رواية أخرى: بل أُمّه حكيمة. وفي رواية أخرى ثالثة، يقال لها: نرجس، ويقال: بل سوسن، والله أعلم - ويكنّى بأبي القاسم، وهو ذو الاسمين خلف ومحمّد، يظهر في آخر الزمان (و) على رأسه غمامة تظلّله عن الشمس تدور معه حيث ما دار، تنادي: بصوت فصيح هذا المهدي (فاتّبعوه) » .

المؤلِّف:

أخرج الشيخ سليمان الحنفي في ينابيع المودّة (ص491) الحديث، وقال: أخرجه الحافظ أبو نعيم في الأربعين حديث.

المؤلِّف:

وهي الأحاديث التي أخرج جميعها في غاية المرام من (ص699- 701) في الأحاديث التي استدلّ بها على إمامة الإمام المهدي (عليه السلام)، وهي مائة وخمس وستون حديث. وقال: ومنها عن ابن الخشّاب، قال: حدّثني أبو القاسم الطاهر بن هارون بن موسى الكاظم، عن أبيه، عن جده، قال، قال سيدي جعفر بن محمّد: « الخَلَف الصالح من ولدي، وهو المهدي اسمه محمّد وكنيته أبو القاسم، يخرج في آخر الزمان، يقال لأمّه نرجس (يخرج) وعلى رأسه غمامة تظلّله عن الشمس تدور معه حيث ما دار، تنادي بصوت فصيح: هذا المهدي فاتّبعوه » .

المؤلِّف:

هذا الحديث لا يكون من الأحاديث الأربعين التي جمعها أبو نعيم في أربعينه، بل هو حديث آخر خاص، أخرجه ابن الخشّاب في كتابه تاريخ مواليد أهل البيت، وفيه أيضاً أحاديث أخرى أخرجها السيد في غاية المرام (ص701) وهي ثلاثة أحاديث، الثاني منها ما تقدّم .

والحديث الأول: قال ابن الخشّاب، قال، حدّثنا صدقة بن موسى، قال، حدّثنا أبي عن الرضا (عليه السلام) أنّه قال: « الخَلَف الصالح من ولد الحسن بن علي العسكري هو صاحب الزمان وهو المهدي » .

والحديث الثالث: قال ابن الخشّاب، قال،

٢٥٣

حدّثني محمّد بن موسى الطوسي، حدّثني عبيد الله بن محمّد، عن القاسم بن عدي، قال، يقال: كنية الخَلَف الصالح أبو القاسم، وهو ذو الاسمين.

وهذه الأحاديث الثلاثة هو (الحديث 112، والحديث 113، والحديث 114) من (الأحاديث 165) التي أخرجها السيد في غاية المرام في إثبات إمامة الإمام المهدي (عليه السلام)، والذي يقوى في النظر أنّ الحديث الذي أخرجه السيد في غاية المرام غير الحديث الذي أخرجه في ينابيع المودّة (ص491) لِما فيه من الاختلاف والزيادة.

3 - وفي عقد الدرر (الحديث 322) من (الباب 2)، أخرج بسنده، عن جابر بن عبيد الله، قال: دخل رجل على أبي جعفر محمّد بن علي (عليهما السلام) فقال: اقبض منّي هذه الخمسمائة درهم؛ فإنّها زكاة مالي. فقال له أبو جعفر:

« خذها أنت وضعْها في جيرانك من أهل الإسلام والمساكين من إخوانك المسلمين، ثمّ قال: إذا قام مهدينا أهل البيت قسّم بالسوية وعدل في الرعية، فمن أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله، وإنما سُميَ المهدي لأنّه يَهدي إلى أمر خفي، ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية » . أخرجه نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن من وجوه، وفي بعض الروايات قال: « إنّما سُميَ المهدي؛ لأنّه يهدي إلى أسفار من التوراة فيستخرجها من جبال الشام، فيدعو إليها اليهود فيسلم على تلك الكتب جماعة كثيرة نحواً من ثلاثين ألف » .

وذكر الإمام أبو عمر الداني في سننه (و) قال، قال ابن شوذب: إنما سُميَ المهدي؛ لأنّه يهدي إلى جبل من جبال الشام يستخرج منها أسفار التوراة، يحاجّ بها اليهود فيسلم على يده جماعة من اليهود.

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين السيوطي، في عُرف الوردي (ص81) حديثاً نحوه من سنن أبي عمر.

4 - وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (ج1، في الباب 137،

٢٥٤

و 138) أيضاً بسنده، عن كعب (الأحبار)، قال: المهدي يبعث بعثاً لقتال الروم يعطي معه عشرة، يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية، فيه التوراة الذي أنزل الله على موسى والإنجيل الذي أُنزِل على عيسى، يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم.

المؤلِّف:

أخرج في (الباب 138) وقال: وفيما ذكر نعيم من أنّ المهدي يهدي لأمر خفي، قال: حدّثنا نعيم حديثاً عن عبد الرزاق، عن معمّر، عن مطر الورّاق، عمّن حدّثه، عن كعب (الأحبار)، قال: إنّما سُميَ المهدي لأنّه يهدي لأمر قد خفي، ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية.

قال: وروى نعيم في حديث آخر أنّ التوراة يُخرجها غضّة - يعني طريّة - من أنطاكية، وقال السيد في الملاحم والفتن (ج1، باب 144) وقال - فيما ذكره نعيم من أنّ المهدي يهدي إلى أسفار من التوراة يسلم بها ثلاثون ألفاً (من اليهود) - قال: حدّثنا ضمرة عن ابن شوذب، عن مطر، عن كعب (الأحبار)، قال: إنما سُميَ المهدي لأنّه يهدي إلى أسفار من أسفار التوراة، يستخرجها من جبال (الشام) يدعو إليها اليهود، فيسلم على تلك الكتب جماعة كثيرة، ثمّ ذكر نحواً من ثلاثين ألفاً.

5 - وفي عُرف الوردي (ص75) من (ج2)، قال: قال كعب (الأحبار): وإنما سُميَ المهدي لأنّه يهدي لأمر خفي، يستخرج التابوت من أرض يقال لها أنطاكية.

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين في عُرف الوردي (ص75)، قضية إخراج الإمام المهدي تابوت السكينة الذي أخرجه السيد في الملاحم والفتن مع اختلاف.

6- وفي عُرف الوردي (ج2، ص73)، أخرج بسنده، عن ابن مسعود، عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال: « اسم المهدي محمّد » .

وأخرج في (ص74، ج2) وقال:

٢٥٥

أخرج نعيم بن حمّاد، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال: « اسم المهدي اسمي » .

المؤلِّف:

وأخرج أيضاً (ص84، ج2) من الملاحم لابن المنادي، وقال (الراوي)، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

« ليخرجنّ رجلٌ من وِلدي عند اقتراب الساعة، حين تموت قلوب المؤمنين كما تموت الأبدان؛ لما لحقهم من الضرر، والشِّدّة، والجوع، والقتل، وتواتر الفتن والملاحم العظام، وإماتة للسنن، وإحياء البدع، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيُحيي الله بالمهدي - محمّد بن عبد الله - السنن التي قد أُميتت، وتسرّ بعدله وبركته قلوب المؤمنين، وتتألف إليه عصب العجم، وقبائل العرب، فيبقى على ذلك سنين ليست بالكثيرة - دون العشرة - ثمّ يموت » .

7- وفي إسعاف الراغبين، لابن الصبّان الشافعي، المطبوع بهامش (ص 127) نور الأبصار (طبع/ م، سنة 1322)، قال: إنّ المهدي يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية، وأسفار التوراة من جبل الشام، يُحاجّ بها اليهود فيسلم كثير منهم، ولم يذكر فيه سبب تسمية الإمام (عليه السلام) بالمهدي.

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي الحديث في العُرف الوردي في أخبار المهدي (ج2، ص75) وهذا نصّه:

عن كعب، قال: إنّما سُمّي المهدي لأنّه يهدي لأمر خفي، يستخرج التابوت من أرض يقال لها أنطاكية.

وأخرج السيد في الملاحم والفتن (ج1، ص46، باب 53) الحديث بسنده، وقال: حدّثنا نعيم، حدّثنا يحيى بن سعيد العطّار البصري، عن سليمان بن عيسى، قال: بلغني أنّه على يد المهدي يظهر تابوت السكينة من بحيرة طبرية حتى يحمل فيوضع بين يديه ببيت المقدس، فإذا نظرت إليه اليهود أسلمت، إلاّ القليل منهم.

٢٥٦

8- وفي ينابيع المودّة (ص494، ط/ إسلامبول، سنة 1301)، قال: أخرج الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب (ص) بسنده، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول، قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

« يا جابر، إنّ أوصيائي وأئمّة المسلمين من بعدي أوّلهم علي، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمّد بن علي المعروف بالباقر، (و) ستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرأه منّي السّلام، ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ علي بن موسى، ثمّ محمّد بن علي، ثمّ علي بن محمّد، ثمّ الحسن بن علي، ثمّ القائم اسمه اسمي وكنيته كنيتي محمّد ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تبارك وتعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلاّ مَن امتحن الله قلبه للإيمان.

قال جابر: فقلت يا رسول الله، فهل للناس الانتفاع به في غيبته؟ فقال:

إي والذي بعثني بالنبوّة، إنّهم يستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن سترها السحاب، هذا من مكنون سرِّ الله ومخزون عِلم الله فاكتمه إلاّ مِن أهله » .

المؤلِّف:

أخرج الحمويني الحديث بإسقاط أوّله، وذكر آخر الحديث وهو ما يأتي بعد عن ابن عبّاس.

9- وفي فرائد السمطين للحمويني الشافعي (باب)، أخرج بسنده المتصل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « إنّ علي بن أبي طالب إمام أُمّتي وخليفتي عليها بعدي، ومن وِلده القائم المنتظر الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً، إنّ الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر.

فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري، فقال: يا رسول الله، وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: إي وربي، ليُمحصّ الله الذين

٢٥٧

آمنوا ويمحق الكافرين، يا جابر، إنّ هذا الأمر من أمر الله، وستر مِن ستر الله، علّته مطويّة عن عباده، فإياك والشكّ فإنّ الشكّ في أمر الله كفر » .

المؤلِّف:

ولو قلنا إنّ هذا الحديث حديث آخر - ولو كان فيه بعض مضامين الحديث السابق - كان أحسن وأوجَه.

وقد أخرجه القندوزي في ينابيع المودّة (ص448) مع اختلاف في بعض ألفاظه، وأخرج القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة (ص444) حديثاً مفصّلاً، وهو سؤال أحد علماء يهود المدينة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) عن أمور، وقال في آخر سؤاله: أخبرني كم لهذه الأمّة بعد نبيها من إمام؟ وأخبرني عن منزل محمّد أين هو من الجَنّة؟ وأخبرني مَن يسكن معه في منزله؟ فقال علي:

« لهذه الأمّة بعد نبيها اثنا عشر إمام، لا يضرهم خِلاف مَن خالفهم، قال اليهودي: صدقت. قال علي:

ينزل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في جنّة عدن، وهي وسط الجنان وأعلاها وأقربها من عرش الرحمان جلّ جلاله ، قال اليهودي: صدقت. قال علي:

والذي يسكن معه في الجَنّة هؤلاء الأئمّة الاثنا عشر، أوّلهم أنا وآخرنا القائم المهدي » الحديث.

وفي ينابيع المودّة (ص 445) في المودّة العاشرة من مودّة القربى، قال: وعن عباية بن ربعي، عن جابر، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « أنا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين، وإنّ أوصيائي بعدي اثنا عشر، أوّلهم علي وآخرهم القائم المهدي » .

وفي ينابيع المودّة أيضاً عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي، قال: دخلت على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فإذا الحسين على فخذه وهو يُقبِّل خدّيه ويلثم فاه ويقول: « أنت سيّدٌ ابن سيّدٍ أخو سيّد، وأنت إمامٌ ابن إمامٍ أخو إمام، وأنت حجّة ابن حجّة أخو حجّة، أبو حُجج تسعة، تاسعهم قائمهم المهدي » .

المؤلِّف:

أخرج هذا الحديث جماعة من علماء أهل السنّة غير القندوزي، منهم :

الحمويني الشافعي في فرائد السمطين.

ومنهم:

٢٥٨

الخطيب موفّق بن أحمد الخوارزمي الحنفي، في كتابه تاريخ مقتل الحسين (ج1، ص146).

وفي ينابيع المودّة (ص486)، أخرج حديثاً مفصّلاً في المعراج، وحديث ابتداء خلقة الأنوار الأربعة عشر، قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

« لمّا انتهيت إلى حيث ما يشاء الله من علوّ مُلكه، فنوديتُ: يا محمّد، أنت عبدي وأنا ربّك فإياي فاعبد وعَلَيَّ فتوكل، وخلقتك من نوري وأنت رسولي إلى خلقي وحجتي على بريّتي لك، ولمن تبعك خلقت جنتي، ولمن خالفك خلقت ناري، ولأوصيائك أوجبت كرامتي. فقلت: يا رب، ومَن أوصيائي؟ فنوديتُ: يا محمّد، أوصيائك المكتوبون على سرادق عرشي (قال) فنظرت فرأيت اثني عشر نوراً، في كل نور سطر أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي، أوّلهم علي، وآخرهم القائم المهدي » الحديث، وله تتمة.

وجميع هذه الأحاديث نقلناها في كتابنا علي والوصية (ص146 – 149).

وفي ينابيع المودّة (ص 441)، أخرج حديثاً مفصّلاً من فرائد السمطين (باب 76)، وهو جواب سؤال يهودي يسمّى نعثل، سأل عنها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأجابه عن سؤاله إلى أن يقول: فأخبرني عن وصيّك مَن هو؟ فما من نبي إلاّ وله وصي، وإنّ نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون، فقال:

« إنّ وصيي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، يتلوه تسعة أئمّة من صلب الحسين، قال: يا محمّد، فسمِّهم لي؟ قال: إذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجّة محمّد المهدي، فهؤلاء اثنا عشر (أئمّة عدد نقباء بني إسرائيل) » الحديث. وتمامه في كتابنا علي والوصية (ص153).

10 – وفي فرائد السمطين (ج2) في آخر الكتاب، أخرج بإسناده، عن أبي سلمى - راعي إبل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) - قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)

٢٥٩

يقول:

« ليلة اُسريَ بي إلى السماء قال لي الجليل - جلّ جلاله -: آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربّه، قلت: والمؤمنون، قال: صدقت يا محمّد، قال: مَن خلّفت في أُمتك؟ قلت: خيرها، قال: علي بن أبي طالب، قلت: نعم، يا رب، قال: يا محمّد، إنّي اطلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها، فشققت لك اسماً من أسمائي فلا أُذكر في موضع إلاّ ذُكرِت معي، فأنا المحمود وأنت محمّد، ثمّ اطلعت الثانية فاخترت منها علياً، وشققت له اسماً من أسمائي فأنا الأعلى وهو علي، يا محمّد، إني خلقتك وخلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ولده من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الأرض، فمَن قّبِلها كان عندي من المؤمنين، ومَن جَحَدها كان عندي من الكافرين، يا محمّد، لو أنّ عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي، ثمّ أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتّى يقرّ بولايتكم.

  يا محمّد، تحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم، يا ربّ. فقال لي: التفت عن يمين العرش، فالتفتُ فإذا بعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمّد بن علي، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمّد بن علي، وعلي بن محمّد، والحسن بن علي، ومحمّد المهدي بن الحسن، في ضحضاح من نور، قياماً يصلّون وهو في وسطهم(يعني محمّد المهدي) كأنّه كوكب درّي، وقال: يا محمّد، هؤلاء حُججي على عبادي، وهم أوصياؤك (ومحمّد المهدي منهم) وهو الثائر من عِترتك. وعزتي وجلالي إنّه الحجّة لأوليائي، والمنتقم من أعدائي، والممدّ لأوليائي » .

المؤلِّف:

هذا الحديث الشريف، أخرجه جمع من علماء أهل السنّة:

منهم، الشيخ سليمان القندوزي الحنفي، في ينابيع المودّة (ص486).

ومنهم: موفّق بن أحمد الخوارزمي الحنفي، في كتابه المعروف بـ (تاريخ مقتل الحسين) - عليه السلام - (ج1، ص95).

ومنهم: الحمويني الشافعي في فرائد السمطين، واللفظ له، وفيه أدخلنا بعض ألفاظ غيره؛ لسهولة فهم الحديث.

٢٦٠