إلى المجمع العلمي العربي بدمشق

إلى المجمع العلمي العربي بدمشق9%

إلى المجمع العلمي العربي بدمشق مؤلف:
تصنيف: مكتبة الأسرة والمجتمع
الصفحات: 434

إلى المجمع العلمي العربي بدمشق
  • البداية
  • السابق
  • 434 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 219754 / تحميل: 6908
الحجم الحجم الحجم
إلى المجمع العلمي العربي بدمشق

إلى المجمع العلمي العربي بدمشق

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله عز وجل فيقول أنا ربكم.

فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم.

فيقولون: أنت ربنا؟!

فيدعوهم فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل و كلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم. وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟

قالوا: نعم.

قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل!

ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد، ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار دخولاً الجنة مقبلاً بوجهه قبل النار، فيقول: يا رب إصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها.

فيقول: هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك؟

فيقول: لا وعزتك، فيعطي الله ما يشاء من عهد و ميثاق فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل به على الجنة رأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال: يا رب قدمني عند باب الجنة.

فيقول الله له: أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت:

فيقول: يا رب لا أكون أشقى خلقك.

١٠١

فيقول: فما عسيت أن أعطيت ذلك أن لا تسأل غيره.

فيقول: لا وعزتك لا أسأل غير ذلك، فيعطي ربه ما شاء من عهد و ميثاق فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول:

يا رب أدخلني الجنة.

فيقول الله تعالى: ويحك يا ابن آدم ما أغدرك، أليس قد أعطيت العهد والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت؟

فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله عز وجل منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول له: تمنَّ، فيتمنى، حتى إذا انقطع أمنيته قال الله عز وجل: زد من كذا وكذا، وأقبل يذكره ربه عز وجل، حتى إذا انتهت به الأماني، قال الله تعالى: لك ذلك ومثله معه.

قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرةرضي‌الله‌عنهما : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل لك ذلك و عشرة أمثاله.

قال أبو هريرة: لم أحفظ من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا قوله لك ذلك ومثله معه.

قال أبو سعيد الخدري: إني سمعته يقول ذلك لك وعشرة أمثاله.

وروى نحوه في ج ٧ ص ٢٠٥ وفيه (فلا يزال يدعو حتى يضحك، فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها فإذا دخل فيها، قيل تمن من كذا فيتمنى، ثم يقال له تمن من كذا فيتمنى، حتى تنقطع به الأماني فيقول: هذا لك ومثله معه.

قال أبو هريرة: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً. قال عطاء وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يغير عليه شيئاً من حديثه حتى انتهى إلى قوله هذا لك ومثله معه، قال أبو سعيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هذا لك وعشرة أمثاله، قال أبو هريرة: حفظت مثله معه.

١٠٢

وروى البخاري نحوه أيضاً في عدة مواضع من صحيحه كما في ج ١ جزء ١ ص ١٣٨ و ١٤٣ و ١٩٥ وجزء ٢ ص ١١٣ - ١١٤ وج ٣ جزء ٦ ص ٤٨، ٥٦ و ٧٢ وج ٤ جزء ٧ ص ١٩٨، ٢٠٣، ٢٠٤، ٢٠٥ و ٢٠٦ وج ٤ جزء ٨ ص ١٧٩، ١٨١، ١٨٤، ٢٠٣ وج ٥ ص ١٧٩ وج ٦ ص٤٨ وج ٨، ص ١٦٧، ١٧٩ و ١٨٦!!

وقالوا يكشف عن ساقه بل عن ساقيه ويعفو عن المنافقين

زاد مسلم على البخاري إضافات وتفصيلات عن تجسد الله تعالى وعن شمول شفاعة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله للمنافقين والمشركين حتى لا يكاد يبقى في النار أحد! فقال في ج١ ص ١١٢:

عن أبي سعيد الخدري أن ناساً في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم.

قال هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحواً ليس معها سحاب؟ وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحواً ليس فيها سحاب؟

قالوا: لا يا رسول الله.

قال: ما تضارون في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما.

إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر، وغير أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيراً بن الله، فيقال كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ قالوا عطشنا يا ربنا فاسقنا، فيشار إليهم ألا تردون، فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضاً فيتساقطون في النار.

١٠٣

ثم يدعى النصارى فيقال لهم ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم ماذا تبغون؟ فيقولون عطشنا يا ربنا فاسقنا، قال فيشار إليهم ألا تردون، فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضاً فيتساقطون في النار.

حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها.

قال فما تنتظرون، تتبع كل أمة ما كانت تعبد!

قالوا يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم.

فيقول أنا ربكم.

فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئاً، مرتين أو ثلاثاً!

حتى أن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟

فيقولون نعم، فيكشف عن ساق، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود، ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء، إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، ثم يرفعون رؤسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فقال: أنا ربكم.

فيقولون أنت ربنا.

ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون اللهم سلم سلم.

قيل يا رسول الله وما الجسر؟ قال دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم، حتى إذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد منا شدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون، فيقال

١٠٤

لهم أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقاً كثيراً قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه، ثم يقولون ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به، فيقول إرجعوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقاً كثيراً، ثم يقولون ربنا لم نذر فيها أحداً ممن أمرتنا، ثم يقول إرجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقاً كثيراً، ثم يقولون ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحداً، ثم يقول إرجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقاً كثيراً، ثم يقولون ربنا لم نذر فيها خيراً.

وكان أبو سعيد الخدري يقول: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرؤوا إن شئتم: إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً، فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لن يعملوا خيراً قط، قد عادوا حمماً فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة، فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل، ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض، فقالوا يا رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية، قال فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه، ثم يقول أدخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم، فيقولون ربنا أعطيتنا مالم تعط أحداً من العالمين، فيقول لكم عندي أفضل من هذا فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من هذا؟ فيقول رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبداً.

- وروى مسلم عدداً من أحاديث الرؤية أيضاً في ج ٢ ص ١١٣

- وروى أبو داود في سننه نحو حديث البخاري المتقدم في ج ٢ ص ٤١٩

- وروى أحمد في مسنده ج ٣ ص ٣٨٣:

... أخبرني أبوالزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن الورود قال: نحن يوم

١٠٥

القيامة على كذا وكذا أنظر أي ذلك فوق البأس، قال فتدعي الأمم بأوثانها وما كانت تعبد الأول فالأول، ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول من تنظرون؟ فيقولون ننتظر ربنا عز وجل، فيقول أنا ربكم، يقولون حتى ننظر إليك، فيتجلى لهم يضحك، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: فينطلق بهم ويتبعونه ويعطي كل إنسان منافق أو مؤمن نوراً، ثم يتبعونه وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله، ثم يطفأ نور المنافق ثم ينجو المؤمنون فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفاً لا يحاسبون، ثم الذين يلونهم كأضوأ أنجم في السماء، ثم كذلك، ثم تحل الشفاعة حتى يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، فيجعلون بفناء أهل الجنة، ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتون نبات الشيء في السيل، ثم يسأل حتى يجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها.

- ورواه ابن ماجه في سننه ج ١ ص ٦٣، ٦٦، ٥٩٠ وج ٢ ص ٧٣١ و ١٤٥٠ وفيه (ويتبدي لهم في روضة من رياض الجنة... ويجلس أدناهم).

- وأبو داود في سننه ج ٢ ص ٤٢٠ وج ٤ ص ٢٣٣ - والترمذي ج ٤ ص ٩٠ وج ٤ ص ٩٢، ٩٣، ٩٥ - والبغوي في المصابيح ج ٣ ص ٥٣٣ وص ٥٤٢ وص ٥٦٩ - وروى من أحاديث الرؤية في الآخرة ابن أبي شيبة في المصنف ج ٢ ص ٥٨ - والهيثمي في مجمع الزوائد ج ١٠ ص ٣٤٣ - وابن الأثير في أُسد الغابة ج ١ ص ٣٣٤ - والهندي في كنز العمّال ج ١٤ ص ٤٣٦ و٤٤٦ و٤٩٣ - والبيهقي في سننه ج ١٠ ص ٤١ وفي البعث والنشور ص ٢٦٢ وفي شعب الإيمان ج ٣ ص ٢٠٢ ، - وقال في شعب الإيمان ج ٣ ص ٩٩:

عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله أن الناس يجلسون يوم القيامة من الله على قدر رواحهم إلى الجمعة، الأول ثم الثاني ثم الثالث. انتهى. ورواه الحاكم في المستدرك ج ٤ ص ٥٦٠ و ص ٥٨٢ مع تفاوت في التفاصيل. ورواه الطبري في تفسيره ج ٢٥ ص ٩٤ وفي ج ٢٩ ص ٢٦ وج ٣٠ ص ١١٩، - وقال في ج ٢٩ ص ٢٤

- قال أبو الزهراء عن عبد الله يتمثل الله للخلق يوم القيامة..

١٠٦

-وأورد السيوطي في الدر المنثور ج ٦ ص ٢٩٠ عدداً وفيراً من أحاديث الرؤية قال:

وأخرج عبدالرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والدارقطني في الرؤية والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال قال الناس يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون الشمس... الخ.

وأخرج الدار قطني في الرؤية عن أبي هريرة قال: سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون... الخ. وفيه تفصيلات لا توجد في غيره.

وأخرج الدارقطني في الرؤية عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة جاء الرب عز وجل إلى المؤمنين فوقف عليهم والمؤمنون على كوم فيقول هل تعرفون ربكم عز وجل فيقولون إن عرفنا نفسه عرفناه فيقول لهم الثانية هل تعرفون ربكم فيقولون إن عرفنا نفسه عرفناه فيتجلى لهم عز وجل فيضحك في وجوههم فيخرون له سجداً.

وأخرج النسائي والدار قطني وصححه عن أبي هريرة قال قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا... الخ.

وأخرج الدار قطني عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ترون الله عز وجل يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر... الخ.

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والدار قطني والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة... الخ.

- وقال البخاري في ج ٦ ص ٧٢

عن أبي سعيدرضي‌الله‌عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً. انتهى. ورواه في ج ٨ ص ١٨١ وهو يشبه ما تقدم عن رؤية الله تعالى وفيه:

١٠٧

(فيقال لهم ما يحبسكم وقد ذهب الناس... وإنما ننتظر ربنا قال فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فلا يكلمه إلا الأنبياء فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه فيقولون الساق فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً). وروى نحوه في ج ٣ جزء ٦ ص ٧٢ وروى نحوه الدارمي في سننه ج ٢ ص ٣٢٦ والحاكم في المستدرك ج ٤ ص ٥٩٠ وج ٤ ص ٥٩٩ وأحمد في ج ٣ ص١٧ والهيثمي في مجمع الزوائد ج ١٠ ص ٣٢٩ وج ١٠ ص ٣٤٠ والهندي في كنز العمّال ج١٤ ص ٢٩٨ وص ٤٤١ والسيوطي في الدر المنثور ج ٦ ص ٢٩٢ - وقال الصنعاني في تفسيره ج ٢ ص ٢٤٨ - عن ابن مسعود في قوله تعالى: يوم يكشف عن ساق قال: يعني ساقيه تبارك وتعالى! وقال المنذري في الترغيب والترهيب ج ٤ ص ٣٩١:عن عبد الله ابن مسعود قال النبي (ص)... أن أمة محمد تبقى يوم القيامة تنتظر خروج ربها فلا يعرفونه إلا بكشف ساقه. انتهى. وقال في ج ٥ ص ٣٦٩: ابن مسعود: يكشف ربنا عز وجل عن ساقه يوم القيامة.

- وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج ١٠ ص ٣٤٠

وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله الأولين الآخرين لميقات يوم معلوم قياماً أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء، قال وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي، ثم ينادي مناد أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً أن يولي كل أناس منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا، أليس ذلك عدلاً من ربكم؟ قالوا بلى، قال فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ويقولون في الدنيا قال فينطلقون ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون فمنهم من ينطلق إلى الشمس ومنهم من ينطلق إلى القمر والأوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون، قال ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ويمثل لمن كان يعبد عزيراً شيطان عزير.

١٠٨

ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، قال فيتمثل الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول: ما لكم لا تنطلقون كانطلاق الناس؟ فيقولون إن لنا لإلهاً ما رأيناه، فيقول هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناها، قال فيقول ما هي؟ فنقول يكشف عن ساقه، قال فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخر كل من كان نظره، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون، ثم يقول ارفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك، ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده، ومنهم من يعطى أصغر من ذلك، حتى يكون آخرهم رجلاً يعطى نوره على إبهام قدميه يضىء مرة ويطفأ مرة، فإذا أضاء قدم قدمه وإذا طفىء قام، قال والرب تبارك وتعالى أمامهم حتى يمر في النار فيبقى أثره كحد السيف، قال فيقول مروا فيمرون على قدر نورهم، منهم من يمر كطرفة العين، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالسحاب، ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الفرس، ومنهم من يمر كشد الرحل، حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يجثو على وجهه ويديه ورجليه تخرُّ يدٌ وتعلق يد، وتخر رجل وتعلق رجل، وتصيب جوانبه النار، فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف عليها فقال الحمد لله فقد أعطاني الله ما لم يعط أحداً إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها، قال فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم، فيرى ما في الجنة من خلل الباب فيقول رب أدخلني الجنة فيقول الله أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار، فيقول رب اجعل بيني وبينها حجاباً لا أسمع حسيسها، قال فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه إليه حلم، فيقول رب أعطني ذلك المنزل فيقول له لعلك إن أعطيتكه تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك غيره، وأنى منزل أحسن منه، فيعطي فينزله ويرى أمام ذلك منزلاً كأن ما هو فيه إليه حلم، قال رب أعطني ذلك المنزل، فيقول الله تبارك وتعالى له فلعلك إن

١٠٩

أعطيتكه تسأل غيره، فيقول وعزتك يا رب وأنى منزل يكون أحسن منه فيعطاه وينزله ثم يسكت، فيقول الله جل ذكره مالك لا تسأل، فيقول رب قد سألتك حتى قد استحييتك وأقسمت حتى استحييتك، فيقول الله جل ذكره ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه، فيقول أتهزأ بي وأنت رب العزة؟ فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله!

قال فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك، فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن قد سمعتك تحدث هذا الحديث مراراً كلما بلغت هذا المكان ضحكت، قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث هذا الحديث مراراً كلما بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه، قال فيقول الرب جل ذكره لا ولكني على ذلك قادر، سل فيقول ألحقني بالناس، فيقول الحق بالناس، قال فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجداً، فيقال له إرفع رأسك مالك، فيقول رأيت ربي أو تراءى لي ربي، فيقال له إنما هو منزل من منازلك، قال ثم يلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له فيقال له مه، فيقول رأيت أنك ملك من الملائكة، فيقول إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه، قال فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر قال وهو من درة مجوفة سقائفها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء فيها سبعون باباً كل باب يفضى إلى جوهرة خضراء مبطنة كل جوهرة تفضى إلى جوهرة على غير لون الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف، أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها، كبدها مرآته وكبده مرآتها، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفاً عما كانت قبل ذلك، فيقول لها والله لقد أزددت في عيني سبعين ضعفاً، وتقول له وأنت ازددت في عيني سبعين ضعفاً، يقال له أشرف فيشرف فيقال له ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك.

١١٠

قال فقال عمر ألا تسمع ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل الجنة منزلاً فكيف أعلاهم؟ قال يا أمير المؤمنين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، إن الله جل ذكره خلق داراً جعل فيها ما شاء من الأزواج والثمرات والأشربة ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه لا جبريل ولا غيره من الملائكة، ثم قال كعب: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءاً بما كانوا يعملون، قال وخلق دون ذلك جنتين وزينهما بما شاء وأراهما من شاء من خلقه، ثم قال من كان كتابه في عليين نزل في تلك الدار التي لم يرها أحد، حتى أن الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فلا تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه، فيستبشرون لريحه فيقولون واهاً لهذا الريح هذا ريح رجل من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه.

قال ويحك يا كعب إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها، فقال كعب إن لجهنم يوم القيامة لزفرة ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خرَّ لركبتيه، حتى أن إبراهيم خليل الله ليقول: رب نفسي نفسي حتى لو كان لك عمل سبعين نبياً إلى عملك لظننت أن لا تنجو... رواه كله الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة). انتهى.

ويدل هذا الحديث الذي وثقه الطبراني على أن دار الخلافة بحضور الخليفة عمر كانت عامرة بمثل هذه الأحاديث، وأن كعب الأحبار كان المرجع الذي يؤخذ برأيه! وتفصيل ذلك في الفصل الخامس.

- وقال البغوي في مصابيحه ج ٣ ص ٥٢٩

وقال (ص): يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنه. انتهى. ورواه الديلمي في فردوس الأخبار ج ٥ ص ٣٦٩ ورواه السهمي في تاريخ جرجان ص ٣٩١

- وقال السيوطي في الدر المنثور ج ٦ ص ٢٥٤

قوله تعالى(يوم يكشف عن ساق) الآية.. أخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه عن أبي سعيد....

١١١

وأخرج ابن مندة في الرد على الجهمية عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:يوم يكشف عن ساق ، قال يكشف الله عز وجل عن ساقه.

وأخرج عبدالرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مندة عن ابن مسعود في قوله:يوم يكشف عن ساق ، قال عن ساقيه تبارك وتعالى، قال ابن مندة: لعله في قراءة ابن مسعودي كشف بفتح الياء وكسر الشين.

وأخرج ابن مردويه عن كعب الحبر قال: والذي أنزل التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود والفرقان على محمد أنزلت هذه الآيات في الصلوات المكتوبات حيث ينادى بهن يوم يكشف عن ساق إلى قوله وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون الصلوات الخمس إذا نودي بها.

وأخرج إسحق بن راهويه في مسنده وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا والطبراني والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال... الخ. ونحوه في الدر المنثور ج ٥ ص ٣٤١

وحاول الصنعاني والنووي تخليص الله تعالى من كشف ساقه

- تفسير الصنعاني ج ٢ ص ٢٤٧

عن إبراهيم في قوله تعالى:يوم يكشف عن ساق قال: عن أمر عظيم وقال: قد قامت الحرب على ساق. وقال إبراهيم... قال ابن عباس: يكشف عن ساق فيسجد كل مؤمن ويقسو ظهر الكافر فيكون عظماً واحداً.

- وقال النووي في شرح مسلم ج ٢ جزء ٣ ص ٢٧:

قوله (ص) فيكشف عن ساق... أي يكشف عن شدة وأمر مهول... وكشف عن ساقه للإهتمام به. قال القاضي: وقيل المراد بالساق هنا نور عظيم.. وقيل قد يكون الساق علامة بينه وبين المؤمنين. انتهى.

١١٢

وسوف نورد في تفسير آية: يوم يكشف عن ساق، أن كشفت الحرب عن ساقها، أو كشف الأمر عن ساقه، في اللغة العربية تعبير عن حلول الأمر الشديد، وسنورد عدداً من الأحاديث التي فسرت الآية بذلك.

وقالوا إنّه يجلس على الجسر ويضع رجله على الأخرى

- روى ابن أبي شيبة في المصنف ج ٦ ص ١١٢

عن الحكم قال: سألت أبا مجلز عن الرجل يجلس ويضع إحدى رجليه على الأخرى فقال: لا بأس به إنما هو شيء كرهته اليهود، قالوا إنه خلق السموات والأرض في ستة أيام، ثم استوى يوم السبت فجلس تلك الجلسة.

- روى الديلمي في فردوس الأخبار ج ٥ ص ٣٦٩

عن ثوبان مولى النبي (ص): يقبل الجبار عز وجل يوم القيامة فيثني رجله على الجسر!

- وروى الذهبي في تاريخ الإسلام ج ٩ ص ٥٢٠

عثمان بن أبي عاتكة... روى عن أبي أمامة عن رسول الله (ص): إن الله يجلس يوم القيامة على القنطرة الوسطى بين الجنة والنار.

الإمام الصادق يقول إنّها رواية يهودية

- تفسير العياشي ج ١ ص ١٣٧

... عن حماد عنه (الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام ) قال: رأيته جالساً متوركاً برجله على فخذه فقال له رجل عنده: جعلت فداك هذه جلسة مكروهة، فقال: لا، إن اليهود قالت: إن الرب لما فرغ من خلق السموات والأرض جلس على الكرسي هذه الجلسة ليستريح، فأنزل الله:الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم .

١١٣

وقالوا لا تمتليء النار حتى يضع رجله فيها

- صحيح البخاري ج ٣ جزء ٦ ص ٤٧

... عن أنسرضي‌الله‌عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى في النار وتقول هل من مزيد حتى يضع قدمه فتقول قط قط.

... عن أبي هريرة... يقال لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد، فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول قط قط.. إلى آخر الرواية وفيها من مناظرة بين الجنة والنار.

... عن أبي هريرةرضي‌الله‌عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم، قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار إنما أنت عذاب أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار فلا تمتليء حتى يضع رجله فتقول قط قط، فهنالك تمتليء ويزوى بعضها إلى بعض.

- صحيح البخاري ج ٤ جزء ٧ ص ٢٢٤

عن أنس بن مالك: قال النبي (ص) لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط.

- صحيح البخاري ج ٤ جزء ٨ ص ١٦٦

وقال أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم تقول جهنم قط قط وعزتك.

- صحيح البخاري ج ٤ جزء ٨ ص ١٦٧

عن أنس عن النبي (ص) قال: لا يزال يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة قدمه فينزوي بعضها إلى بعض ثم تقول قد قد بعزتك.

١١٤

صحيح البخاري ج ٤ جزء ٨ ص ١٨٦

عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال.. وإنه ينشأ للنار من يشاء فيلقون فيها، فتقول هل من مزيد ثلاثاً، حتى يضع قومه فتمتليء ويرد بعضها إلى بعض وتقول قط قط قط.

- صحيح مسلم ج ٨ ص ١٥١

فأما النار فلا تمتليء فيضع قدمه عليها فتقول قط قط فهنالك تمتليء ويزوى بعضها إلى بعض... فأما النار فلا تمتليء حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله تقول قط قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحداً. وأما الجنة فإن الله ينشىء لها خلقاً.

- صحيح مسلم ج ٨ ص ١٥٢

... جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه فتقول قط قط وعزتك، ويزوى بعضها إلى بعض...

... عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوى بعضها إلى بعض وتقول قط قط بعزتك وكرمك. ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشىء الله لها خلقاً فيسكنهم فضل الجنة.

- سنن الترمذي ج ٤ ص ٩٥

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد ثم يطلع عليهم رب العالمين فيقول: ألا يتبع كل إنسان ما كانوا يعبدون فيمثل لصاحب الصليب صليبه ولصاحب التصاوير تصاويره ولصاحب النار ناره، فيتبعون ما كانوا يعبدون، ويبقى المسلمون فيطلع عليهم رب العالمين فيقول: ألا تتبعون الناس؟ فيقولون: نعوذ بالله منك نعوذ بالله منك، الله ربنا وهذا مكاننا حتى نرى ربنا، وهو يأمرهم ويثبتهم! قالوا: وهل نراه يا رسول الله قال: وهل

١١٥

تضارون في رؤية القمر ليلة البدر قالوا: لا يا رسول الله قال: فإنكم لا تضارون في رؤيته تلك الساعة ثم يتوارى، ثم يطلع فيعرفهم نفسه ثم يقول: أنا ربكم فاتبعوني، فيقوم المسلمون ويوضع الصراط فيمر عليه مثل جياد الخيل والركاب وقولهم عليه سلم سلم، ويبقى أهل النار فيطرح منهم فيها فوج فيقال هل امتلأت، فتقول هل من مزيد، ثم يطرح فيها فوج فيقال هل امتلأت، فتقول هل من مزيد، حتى إذا أوعبوا فيها وضع الرحمن قدمه فيها وأزوى بعضها إلى بعض، ثم قال: قط. قالت: قط قط... هذا حديث حسن صحيح.

- الطبري في تفسيره ج ٢٦ ص ١٠٥

إن الله الملك قد سبقت منه كلمة لأملأن جهنم، لا يلقى فيها شيء إلا ذهب فيها لا يملؤها شيء حتى إذا لم يبق من أهلها أحد إلا دخلها، وهي لا يملؤها شيء، أتاها الرب فوضع قدمه عليها ثم قال لها: هل امتلأت يا جهنم؟ فتقول قط قط قد امتلأت، ملأتني من الجن والإنس، فليس فيَّ مزيد! قال ابن عباس ولم يكن يملؤها شيء حتى وجدت مس قدم الله تعالى ذكره. فتضايقت فما فيها موضع إبرة!!. انتهى. وروى نحوه الدارمي في سننه ج ٢ ص ٣٤١ والبيهقي في سننه ج ص ٤٢ وروى نحوه أحمد في ج ٢ ص ٢٧٦ بأربع قطات وفي ص ٣١٤ وص ٣٦٩ بثلاث قطات.

وفي ص ٥٠٧ وفي ج ٣ ص ١٣٤ وص ١٤١ وص ٢٣٠ وص ٢٣٤ وص ٢٧٩ بقطين ورواه الصنعاني في المصنف ج ١١ ص ٤٢٢ بثلاث قطات، والديلمي في فردوس الأخبار ج ٥ ص٢٣٧ بقطين، والبغوي في معالم التنزيل ج ٤ ص ٢٢٤ بقطين، وفي مصابيح السنة ج ٤ ص ١٤ و ص ١٥ بدون قط، والبيهقي في البعث والنشور ص ١٣٦ بقطين، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بإصبهان ج ١ ص ٢٣٨ بقطين، وابن القيم في زاد المعاد ج ١ ص ٣٣٧، ورواه الهندي في كنز العمّال ج ١ ص ٢٣٤ وج ١٤ ص ٤٢٨ وص ٥٢١ وص ٤٣٦ وص ٥٤٤ وج ١٦ ص ٢٠٨ بروايات كثيرة عن مصادر متعددة.

١١٦

وادّعوا أنّ رؤيته بالعين من أكبر اللذّات

- قال القسطلاني في إرشاد الساري ج ١٠ ص ٤١٠

... الأشعري في كتابه الإبانة فقال أفضل لذات الجنة رؤية الله تعالى ثم رؤية نبيه (ص) فلذلك لم يحرم الله أنبياءه المرسلين وملائكته المقربين وجماعة المؤمنين (...) النظر إلى وجهه الكريم ووافقه البيهقي وابن القيم والجلال البلقيني.

- فتاوى الألباني ص ١٤٢

... المعتزلة وغيرهم ينكرون هذه النعمة ويضللون من يؤمن بها وينسبونهم إلى التشبيه والتجسيم... ونحن أهل السنة نؤمن بأن من نعم الله على عباده أن يتجلى لهم يوم القيامة ويرونه كما نرى القمر ليلة البدر. انتهى.

وستأتي بقية الروايات المشابهة لعقائد اليهود في تفسير الآيات المتشابهة.

لكن اختلفوا هل تراه النساء في الجنّة!

- إرشاد الساري ج ١٠ ص ٤٠٩

(قوله (ص) قال جنتان من فضة... وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم رداء الكبر) والحاصل أن رؤية الله تعالى واقعة يوم القيامة في الموقف لكل أحد من الرجال والنساء وقال قوم من أهل السنة تقع أيضاً للمنافقين... وأما الرؤية في الجنة فأجمع أهل السنة على أنها حاصلة للأنبياء والرسل والصديقين من كل أمة ورجال المؤمنين من البشر، واختلف في نساء هذه الأمة.

- السيوطي في الدر المنثور ج ٦ ص ٢٩٣

وأخرج الدار قطني عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة رأى المؤمنون ربهم عز وجل فأحدثهم عهداً بالنظر إليه في كل جمعة، ويراه المؤمنات يوم الفطر ويوم النحر. انتهى. وكأن فى الجنة صوم وحج!

١١٧

- زاد المعاد ج ١ ص ٣١١

عن أنس ابن مالك: قال: رسول الله (ص): إذا كان يوم القيامة رأى المؤمنون ربهم فأحدثهم عهداً بالنظر إليه... من بكر في كل جمعة، وتراه المؤمنات يوم الفطر ويوم النحر...

- إرشاد الساري ج ١٠ ص ٤١٠:

.. الأشعري في كتابه الإبانة فقال: أفضل لذات الجنة رؤية الله تعالى ثم رؤية نبيه (ص) فلذلك لم يحرم الله أنبياءه المرسلين وملائكته المقربين وجماعة المؤمنين (...) النظر إلى وجهه الكريم، ووافقه البيهقي وابن القيم والجلال البلقيني.

بازار أحاديث النزولات

قالوا: إنّ الله تعالى جسم ينزل إلى الأرض كل ليلة

- روى البخاري في صحيحه ج ١ جزء ٢ ص ٤٧

... عن أبي هريرةرضي‌الله‌عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له. انتهى. ونحوه في ج٤ جزء ٧ ص ١٤٩ - ١٥٠ وج ٤ جزء ٨ ص ١٩٧ ورواه في الأدب المفرد ص ٢٠٧ ورواه مسلم في صحيحه ج ٢ ص ١٧٥ وأبو داود في سننه ج ٢ جزء ٣ ص ٣٤ وج ٤ ص ٢٣٤ وابن ماجة في سننه ج ١ ص ٤٣٥ ومالك في كليات الموطأ ج ١ ص ١٤٢ وأحمد في مسنده ج ١ ص ١٢٠ و ٤٠٣ و ٤٤٦ والصنعاني في تفسيره ج ١ ص ٢٥٩ وفي مصنفه ج ٢ ص ١٦٠ وج ١٠ ص٤٤٤ ورواه في عارضةالأحوذي ج١ جزء١ ص٢ وص٢٣٢ والبغوي في معالم التنزيل ج١ ص٤٣١ ج٣ ص٢٢ ومصابيح السنة ج ١ ص ٤٣١ وابن الأثير في أسد الغابة ج٢ ص٢٣١ وج ٦ ص ٩١ والديلمي في فردوس الأخبار ج ١ ص ٣٢١ وج ٥ ص ٣٥٨ - ٣٦٥ والأبشيهي في المستطرف ج ٢ ص ٢٥٠ والمنذري في الترغيب والترهيب ج ٢ ص ٤٨٩ والشوكاني في نيل الأوطار ج٣

١١٨

ص ٥٧ والنويري في نهاية الإرب ج ٣ جزء ٥ ص ٢٩٠ وابو الشيخ في طبقات المحدثين ج ٢ ص ٥٤٠ وجامع الأحاديث القدسية من الصحاح ج ١ ص ٧٢ و ٧٥ والثعالبي في الجواهر الحسان ج ١ ص ٢٨٦ والنويري في نهاية الإرب ج ٣ جزء ٥ ص٢٩٠ والخطيب في تاريخ بغداد ١٧ ص ٢٤٢ والمزي في تهذيب الكمال ج ٩ ص ٢٠٧ والهيثمي في مجمع الزوائد ج ٨ ص ١٢٥ وج ١٠ ص ٢٣٦ وص ٦٢١ وص ٧٦٠ وص ٩.. وروته مصادر كثيرة أخرى.

- وروى الطبري في تفسيره ج ١٣ ص ١١٤:

عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله (ص) إن الله ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل.. وروى في ج ١٥ ص ٩٤

عن أبي الدرداء قال قال رسول الله (ص): إن الله يفتح الذكر في ثلاث ساعات يبقين من الليل، في الساعة الأولى منهن ينظر في الكتاب الذي لا ينظر فيه أحد غيره فيمحو ما يشاء ويثبت، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن وهو داره التي لم ترها عين.. وهي مسكنه ولا يسكن معه من بني آدم غير ثلاثة النبيين والصديقين والشهداء.. ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته..

- وقال ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ١٢٥

باب ذكر أخبار ثابتة السند صحيحة القوام رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول الرب جل وعلا إلى سماء الدنيا كل ليلة. نشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا وأعلمنا أنه ينزل والله جل وعلا لم يترك ولا نبيهعليه‌السلام بيان ما بالمسلمين إليه الحاجة من أمر دينهم، فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذاك النزول غير متكلفين القول بصفته أو بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية النزول، وفي هذه الأخبار مابان وثبت وصح أن الله جل وعلا فوق سماء الدنيا

١١٩

الذي أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أنه ينزل إليه، إذ محال في لغة العرب أن يقول ينزل من أسفل إلى أعلا ومفهوم في الخطاب أن النزول من أعلا إلى أسفل...

- وقال الذهبي في سيره ج ١٧ ص ٦٥٦

قال أبونصر السجزي في كتاب الإبانة: وأئمتنا كسفيان ومالك والحمادين وابن عيينة والفضيل وابن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق، متفقون على أن الله سبحانه فوق العرش، وعلمه بكل مكان، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا وأنه يغضب ويرضى ويتكلم بما شاء.

- وقال الديلمي في فردوس الأخبار ج ٥ ص ٣٦١

ينزل ربنا عز وجل في ظلل من الغمام والملائكة ويضع عرشه حيث يشاء من الأرض.!

- نقل ابن بطوطة في رحلته ص ٩٠ تمثيل ابن تيمية لنزول اللّه تعالى، فقال:

وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيميه كبير الشام يتكلم في الفنون إلا أن في عقله شيئاً.. وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم، فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل ربعة من ربع المنبر، فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء وأنكر ما تكلم به، فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً حتى سقطت عمامته!

وقالوا لو دلّى رجل حبلاً لهبط على الله

- تفسير الصنعاني ج ٢ ص ١٣٩

- عن قتادة قال: بينما النبي (ص) جالس مع أصحابه إذ مر سحاب فقال النبي (ص) أتدرون ما هذه العنان؟ هذه روايا أهل الأرض، يسوقها الله إلى قوم لا يعبدونه. ثم قال: أتدرون ما هذه السماء؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فوق ذلك سماء أخرى... ثم

١٢٠

قال: والذي نفسي بيده لو دلى رجل بحبل حتى يبلغ أسفل الأرض السابعه لهبط على الله، ثم قال: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم.

- مجمع الزوائد ج ١ ص ٢٥١:

عن أبي هريرة عن رسول الله (ص) بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام وعد سبع سماوات، ثم العرش، وبين أرضكم والأرض الأخرى سبعمائة عام فعد سبع أرضين، فإذا أدليتم حبلاً هبط على الله.

وقالوا إنّه تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان

- روى ابن ماجه في سننه ج ١ ص ٤٤٤

... عن عائشة قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء، فقال يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قالت قد قلت: وما بي ذلك، ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب. انتهى. وروى هذه الأحاديث أحمد في مسنده ج ١ ص ١٢٠ و ص٤٠٣ و٤٤٦ وفي ج ٦ ص ٢٣٨ والبيهقي في شعب الإيمان ج ٣ ص ٣٨٠ وفي ج ٥ ص٢٧٢ والبخاري في الأدب المفرد ص ٢٠٧ وأبو داود في سننه ج ١ جزء ١ ص ٤٤٧ وابن أبي شيبة في مصنفه ج ٧ ص ١٣٩ والديلمي في فردوس الأخبار ج ١ ص ١٨٨ وص ٣٢١ وج ٥ ص٣٥٩ والبغوي في مصابيحه ج ١ ص ٤٣١ وص ٤٤٩ ومعالم التنزيل ج ٤ ص ١٤٨ والمنذري في الترغيب والترهيب ج ٣ ص ٤٦٠ والعسقلاني في تهذيب التهذيب ج ٣ ص٣١٥ وعارضة الأحوذي شرح الترمذي ج ٢ جزء ٣ ص ٢٧٥ وجامع الأحاديث القدسية من الصحاح ج ١ ص ٧٧ وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بإصبهان ج ١ ص ٢١٨ والهندي في كنز العمّال ج ٣ ص ٤٦٦ وج ١٢ ص ٣١٣ وابن حجر في تهذيب التهذيب ج ٣ ص ٢٧٢ وفي لسان الميزان ج ٤ ص ٦٧ وص ٢٥٢ والمزي في تهذيب الكمال ج ٩ ص ٣٠٨.

١٢١

- وقال ابن باز في فتاوىه ج ١ ص ١٩٥:

وقد اغتر بهذا الحديث (في صلاة ليلة نصف شعبان) جماعة من الفقهاء كصاحب الإحياء وغيره، وكذا من المفسرين وقد رويت صلاة هذه الليلة أعني ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة موضوعة، ولا ينافي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه صلى الله عليه وسلم إلى البقيع ونزول الرب ليلة النصف إلى سماء الدنيا وأنه يغفر لأكثر من عدة شعر غنم كلب، فإن الكلام إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة، على أن حديث عائشة هذا فيه ضعف وانقطاع، كما أن حديث علي الذي تقدم ذكره في قيام ليلها لا ينافي كون هذه الصلاة موضوعة، على ما فيه من الضعف حسبما ذكرناه.

وقالوا إنّه تعالى ينزل يوم عرفة

- مصابيح السنة للبغوي ج ٢ ص ٢٥٤

- عن جابر (رض) أنه قال: قال رسول الله (ص): إذا كان يوم عرفة فإن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكه..

- ورواه المنذري في الترغيب والترهيب ج ٢ ص ١٨٧ وص ٢٠٠ وص ٢٠٤

- والديلمي في فردوس الأخبار ج ٥ ص ١٦

الإمام الرضاعليه‌السلام يلعن الذين حرّفوا حديث النزول

- قال الصدوق في كتابه التوحيد ص ١٧٦

حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاقرضي‌الله‌عنه قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى أبو تراب الروياني، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضاعليه‌السلام :

يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم أنه قال: إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا؟ فقالعليه‌السلام : لعن الله

١٢٢

المحرفين الكلم عن مواضعه، والله ما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم كذلك، إنما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تبارك وتعالى يُنْزِلُ مَلَكاً إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير وليلة الجمعة في أول الليل، فيأمره فينادي: هل من سائل فأعطيه، هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له، يا طالب الخير أقبل، يا طالب الشر أقصر، فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء. حدثني بذلك أبي عن جدي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وأحاديث إخواننا تؤيّد ما قاله الإمام الرضا

- قال السقاف في شرح العقيدة الطحاوية ص ٣٤٣ - ٣٤٤

وإنما المعنى الصحيح للحديث والتوجيه السديد أن النازل هو ملك من الملائكة يأمره الله تعالى بأن ينادي في السماء الدنيا في وقت السحر فيما يوازي كل جزء من الكرة الأرضية طوال الأربع والعشرين ساعة، ويصح في اللغة العربية أن ينسب الفعل إلى الأمر به فتقول العرب مثلاً: غزا الملك البلدة الفلانية أي أمر وأرسل قائد جيشه بذلك، مع أنه لم يفارق قصره، ولله المثل الأعلى.

والذي يثبت هذا المعنى وينفي ما تتوهمه المجسمة وتدعو إليه أنه ورد الحديث أيضاً بروايتين صحيحتين في الدلالة على ذلك. أما الرواية الأولى: فقد روى الإمام النسائي في السنن الكبرى ٦ - ١٢٤ بإسناد صحيح وهو في عمل اليوم والليلة له المطبوع ص ٣٤٠ برقم ٤٨٢ عن سيدنا أبي سعيد الخدري وسيدنا أبي هريرةرضي‌الله‌عنهما أنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر منادياً ينادي يقول: هل من داع فيستجاب له، هل من مستغفر يغفر له، هل من سائل يعطى.

وأما الرواية الثانية: فعن سيدنا عثمان بن أبي العاص الثقفي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد: هل من داع فيستجاب

١٢٣

له، هل من سائل فيعطى، هل من مكروب فيفرج عنه، فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استحباب الله عز وجل له إلا زانية تسعى بفرجها، أو عشاراً. رواه أحمد ٤ - ٢٢ و ٢١٧ والبزار ٤ - ٤٤ كشف الاستار والطبراني ٩ - ٥١ وغيرهم بأسانيد صحيحة والعشار: صاحب المكس.

فهذه الأحاديث الواضحة تقرر بلا شك ولا ريب بأن النازل إلى السماء الدنيا هو ملك من الملائكة يأمره الله تعالى أن ينادي بذلك، على أن الحافظ ابن حجر حكى في الفتح ٣ - ٣٠ في شرح الحديث الأول الذي في الصحيحين أن بعض المشايخ ضبط الحديث بضم الياء في (ينزل) فيكون اللفظ هكذا: ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، أي: ينزل ملكاً كما تقدم.

وتؤيّده أحاديث فيها اطلع الله بدل ينزل

- سنن ابن ماجة ج ١ ص ٤٤٤

... عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.

- مسند أحمد ج ٢ ص ١٧٦

عن عبد الله بن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحن وقاتل نفس.

- كنز العمّال ج ٣ ص ٤٦٤

إن الله تعالى يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم عليه. هب عن عائشة. إذا كان ليلة النصف من شعبان إطلع الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه (هب. عن أبي ثعلبة الخشني).... تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الإثنين ويوم الخميس، فيغفر الله لكل عبد مؤمن، إلا عبد بينه وبين أخيه شحناء فيقال أتركوا هذين حتى يفيئا. حم عن أبي هريرة.

١٢٤

- كنز العمّال ج ٣ ص ٤٦٦

يطلع الله تعالى إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه الا‌لمشرك أو مشاحن. حب، طب، وابن شاهين في الترغيب، هب، وابن عساكر عن معاذ... يطلع الله تعالى على خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين: مشاحناً أو قاتل نفس. حم ت عن ابن عمرو.

- كنز العمّال ج ١٢ ص ٣١٣

إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن. ه- عن أبي موسى.

وأحاديث خالية من ينزل ويصعد

- كنز العمّال ج ١٢ ص ٣١٣

إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى مناد: هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه، فلا يسأل أحد شيئاً إلا أعطاه، إلا زانية بفرجها أو مشرك. هب عن عثمان بن أبي العاص... إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله من الذنوب أكثر من عدد شعر غنم كلب. هب عن عائشة... إن الله تعالى يغفر ليلة النصف من شعبان للمسلمين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم. ابن قانع عن أبي ثعلبة الخشني.

وادّعوا أنّ رؤية الله تعالى في المنام تدل على الإيمان

- شرح مسلم للنووي ج ٨ جزء ١٥ ص ٢٥

قال القاضي: واتفق العلماء على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها وإن رآه الإنسان على صفة لا تليق بحاله من صفات الأجسام، لأن ذلك المرئي غير ذات الله تعالى، إذ لا يجوز عليه سبحانه وتعالى التجسم، ولا اختلاف الأحوال، بخلاف رؤية النبي (ص). قال ابن الباقلاني: رؤية الله تعالى في المنام خواطر في القلب، وهي دلالات للرائي على أمور مما كان أو يكون كسائر المرئيات.

١٢٥

- تهذيب التهذيب لابن حجر ج ١١ ص ٤٣٢

يوسف الحماني عن أبيه عن يوسف بن ميمون عن ابن سيرين قال: من رأى ربه في المنام دخل الجنة!!

- تهذيب التهذيب لابن حجر ج ٣ ص ٤٥٨

عن عبد الله بن أحمد: سمعت سريح بن يونس يقول: رأيت رب العزة في المنام فقال لي: يا سريح سل حاجتك، فقلت: رحمان سر بسر. انتهى. يعني رأساً برأس! قال البخاري: مات في ربيع الآخر منه ٢٢٥.

- صفة الصفوة لابن الجوزي جزء ١ و ٢ ص ٦١٨

عن إسحاق بن إبراهيم الجيلي قال: سمعت سريج بن يونس يقول: رأيت فيما يرى النائم كأن الناس وقوف بين يدي الله وأنا في أول صفه في آخره ونحن ننظر إلى رب العزة تعالى.. إذ قال: أي شيء تريدون؟ فسكت الناس.. وجزت الصف الأول فقال: أي شيء تريد؟ فقلت رحمان سر بسر... قال تعالى قد خلقتكم ولا أعذبكم! ثم غاب في السماء فذهب.

- تاريخ الإسلام للذهبي ج ١٧ ص ١٦٩

سريج بن يونس بن إبراهيم... وقال عبد الله بن أحمد: سمعت سريج بن يونس يقول رأيت رب العزة من المنام فقال سل حاجتك... له حكايات شبه الكراماترحمه‌الله . وكان إماماً في السنة.

- حياة الحيوان للدميري ج ١ ص ٥١

وروى الإمام أحمد بن حنبلرضي‌الله‌عنه : أنه رأى رب العزة في المنام تسعاً وتسعين مرة فقال: إن رأيته تمام المائة لأسألنه، فرآه تمام المائة فسأله وقال: يا رب بماذا ينجو العباد يوم القيامة؟

- وقال في سيره ج ١٩ ص ١١٤

- أبوالمظفر السمعاني الإمام العلامة مفتي خراسان شيخ الشافعية أبو المظفر منصور

١٢٦

ابن محمد بن عبدالجبار بن أحمد التميمي السمعاني المروزي الحنفي ثم الشافعي... ولد سنة ست وعشرين وأربع مئة... وسمعت شهردار بن شيرويه سمعت منصور بن أحمد وسأله أبي فقال: سمعت أبا المظفر السمعاني يقول: كنت حنفياً فبدا لي وحججت، فلما بلغت سميراء رأيت رب العزة في المنام فقال لي: عد إلينا يا أبا المظفر فانتبهت وعلمت أنه يريد مذهب الشافعي فرجعت إليه!. انتهى. ورواه في تاريخ الإسلام ج ٣٣ ص ٣٢١ لكن فيه (عد يا أبا المظفر إلى الشافعية).

- شعب الإيمان للبيهقي ج ٣ ص ١٦٤

عن رقبة قال: رأيت رب العزة في المنام فقال: وعزتي لأكرمن مثوى سليمان التيمي.

- تاريخ الاسلام للذهبي ج ٩ ص ١٥٨

عن ابن مصقلة: رأيت رب العزة في المنام فقال: وعزتي وجلالي لأكرمن مثوى سليمان التيمي.

- تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢٠ ص ٤١٢

الفتح بن شخرف أبو نصر الكشي الزاهد نزيل بغداد ومن كبار مشايخ الصوفية قال ابن البربهاري: سمعت الفتح يقول: رأيت رب العزة في المنام فقال لي: يا فتح احذر لا آخذك على غرة، توفي سنة ٢٧٣ هـ، وكذا في صفوة الصفوة لابن الجوزي ج ص ٦٤٣

- تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢١ ص ١٩٢

صالح بن يونس... ورد عنه أنه رأى الحق في المنام، وحج على قدميه سبعين حجة... والدعاء عند قبره مستجاب.

- تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢٥ ص ٣٥٠

عبد الله بن إبراهيم بن واضح.. يقال أنه رأى الحق في النوم مرتين.

- تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢٦ ص ٣١٦

يعلي بن موسى البربري الصوفي.. رأى رب العزة في المنام...

١٢٧

- تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢٦ ص ٦٥٠

محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة... أبو سليمان بن القاضي بن محمد الربعي روى عنه أبو نصر بن الجبان أنه رأى رب العزة في المنام...

- تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢٧ ص ١٣٤

عن جعفر الابهري قال سمعت أبا علي القومساني يقول: رأيت رب العزة في المنام فناولني كوزين شبه القوارير، فشربت منهما وأنا أتلو هذه الآية: وسقاهم ربهم شراباً طهوراً، ورأيت رب العزة في أيام القحط فقال: يا أبا علي لا تشغل خاطرك فإنك من عيالي وعيالك عيالي وأضيافك عيالي.

- تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢٩ ص ١٨٥

أحمد بن محمد بن إبراهيم.. الثعلبي صاحب التفسير... وقد جاء عن أبي القاسم القشيري قال: رأيت رب العزة في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه فكان في أثناء ذلك أن قال الرب جل اسمه: أقبل الرجل الصالح، فالتفت فإذا أحمد الثعلبي مقبل. انتهى. ورواه في هامش معجم الأدباء للحموي ج ٣ جزء ٥ ص ٣٦، وفيه (الثعالبي).

- تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢٩ ص ٣٨١

عبد الله بن عبدان بن محمد بن عبدان... شيخ همدان... قال شيرويه رأيت بخط بن عبدان: رأيت رب العزة في المنام فقلت له: أنت خلقت الأرض وخلقت الخلق ثم أهلكتهم، ثم خلقت خلقاً بعدهم؟ وكأني أرى أنه ارتضى كلامي ومدحي له، فقال لي كلاماً يدل على أنه يخاف عليَّ الإفتخار.. وقبره يزار ويتبرك به..

- المستطرف للإبشيهي ج ١ ص ١٤٧

وحكي أن بعضهم كان ملاحاً ببحر النيل... فبينما أنا ذات يوم في الزورق إذا بشيخ مشرق الوجه عليه مهابة فقال.. إني أريد أن أحملك أمانة قلت ما هي قال: إذا كان غداً وقت الظهر تجدني عند تلك الشجرة ميتاً وستنسى، فإذا ألهمت فأتني

١٢٨

وغسلني وكفني في الكفن الذي تجده تحت رأسي... ثم نمت فرأيت رب العزة جل جلاله في النوم فقال: يا عبدي أثقل عليك أن مننت على عبد عاص بالرجوع.

- معجم الأدباء للحموي ج ٣ جزء ٥ ص ٧٠

أبا الحسن بن سالم البصري يقول... قال: سمعت أبا بكر محمد بن مجاهد المقرىَ يقول: رأيت رب العزة في المنام فختمت عليه ختمتين فلحنت في موضعين فاغتممت، فقال: يابن مجاهد الكمال لي الكمال لي!

- مختصر تاريخ دمشق ج ٣ جزء ٥ ص ٢٠٤

قال أبو عبد الرحمن... رفيق بشر بن الحارث: رأى صاحب لنا رب العزة في النوم قبل موت بشر بقليل فقال: قل لبشر بن الحارث: لو سجدت لي على الجمر ما كنت تكافئني بما نوهت اسمك في الناس...

- مختصر تاريخ دمشق ج ٣ جزء ٦ ص ٣٤٨

قال إسحاق الحربي: بلغني أن أبا حسان الزيادي رأى رب العزة تبارك وتعالى في النوم...

- صفوة الصفوة لابن الجوزي جزء ٣ و ٤ ص ٢١٤

عن رقبة قال سليمان بن طرخان: رأيت رب العزة تبارك وتعالى في النوم.

- صفوة الصفوة لابن الجوزي جزء ٣ و ٤ ص ٣٥٥

قال علي بن المثنى سمعت عمي يقول: سمعت أبي يقول سمعت أبا يزيد البسطامي يقول: رأيت رب العزة تبارك وتعالى في المنام..

- الإعتصام للشاطبي ج ١ ص ٢٦٠

عن أبي يزيد السبطايي قال: رأيت ربي في المنام فقلت: كيف الطريق إليك؟ قال أترك نفسك وتعال. وشأن هذا الكلام من الشرع موجود...

١٢٩

- صفوة الصفوة لابن الجوزي جزء ٣ و ٤ ص ٣٥٦

عن جعفر بن علي الترمذي: أن أحمد بن خضرويه قال: رأيت رب العزة في منامي فقال لي: يا أحمد كل الناس يطلبون مني إلا أبا يزيد البسطامي فإنه يطلبني.

- صفوة الصفوة لابن الجوزي جزء ٣ و ٤ ص ٣٨٨

قال إبراهيم بن عبد الله: فرأيت الله تعالى في النوم فوقفني بين يديه.

- صفوة الصفوة لابن الجوزي جزء ٣ و ٤ ص ٤٦٨

يوسف بن موسى القطان يحدث أن أبا عمرو الأوزاعي قال: رأيت رب العزة في المنام.

- المواعظ للمقريزي ج ٢ ص ٢٥٥

عن رجل من صلحاء المصريين يقال له أبو هادون الخرقي قال: رأيت الله عز وجل في منامي فقلت: يا ربي أنت تراني وتسمع كلامي قال: نعم... انتهى.

ومما يلاحظ أن أكثر الذين رأوا ربهم فى المنام، من الفرس المشبهة والمجسمة!

أمّا درجة ابن عربي وأمثاله فهي أكبر من الرؤية في المنام

- مذاهب التفسير الإسلامي لجولد تسيهر ص ٢٣٩

وقد عرض ابن عربي تعاليمه.. بأنه استمد علمه لا من فم الرسول الذي ظهر له، ولا من الملائكة فحسب، بل من كلام الله المباشر الذي حظى به تكراراً. فهو يتحدث كثيراً عن لقائه مع الله سبحانه.. إني رأيت الحق في النوم مرتين وهو يقول لي: إنصح عبادي!! انتهى.

وقد ادعى ابن عربي لنفسه مقامات الأنبياء وأوصيائهم، ودوّن ذلك فى كتبه!!

- كرامات الأولياء للنبهاني ج ١ ص ٥٨٨

إسماعيل الأنبابي: كان يطلع على اللوح المحفوظ فيقول: يقع كذا، فلا يخطئ!

١٣٠

- مقالات الإسلاميين للأشعري ج ١ ص ٢٨٩

وفيهم (يعني النساك) من يزعم أن العبادة تبلغ بهم أن يروا الله سبحانه، ويأكلوا من ثمار الجنة، ويعانقوا الحور العين في الدنيا، مُنَاوَلَةً.

- ونختم بما جاء في هامش تاريخ الإسلام للذهبي ج ٣٨ ص ١٣٥

قال أبو محمد العكبري رأيت رسول الله (ص) في المنام فقلت يا رسول الله إمسح بيدك عيني فإنها تؤلمني فقال: إذهب إلى نصر بن العطار يمسح عينك... هذا نصر قد صافحته يد الحق. انتهى.

لكن الإمام الصادق تشاءم من صاحب هذه الرؤية

- بحار الأنوار ج ٤ ص ٣٢

عن إبراهيم الكرخي قال: قلت للصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام : إن رجلاً رأى ربه عز وجل في منامه فما يكون ذلك؟ فقال: ذلك رجل لا دين له، إن الله تبارك وتعالى لا يرى في اليقظة ولا في المنام، ولا في الدنيا ولا في الآخرة.

بيان: لعل المراد أنه كذب في تلك الرؤيا، أو أنه لما كان مجسماً تخيل له ذلك،

أو أن هذه الرؤيا من الشيطان، وذكرها يدل على كونه معتقداً للتجسيم.

- وقال النيشابوري في روضة الواعظين ص ٣٣

وقيل لهعليه‌السلام : إن رجلاً رأى ربه في منامه فما يكون ذلك فقال: ذلك رجل لا دين له، إن الله تعالى لا يرى في اليقظة ولا في المنام، ولا في الدنيا ولا في الآخرة.

١٣١

الفصل الرابع

خلاصة اعتقادنا في التنزيه ونفي التشبيه

العقل والآيات والأحاديث تنفي إمكان رؤية الله تعالى بالعين

نعتقد نحن الشيعة بأن الله تعالى لا يمكن أن يرى بالعين لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ لأنه ليس كمثله شيء، ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، ولا يحيطون به علماً.. إلى آخر الآيات الصريحة بأنه تعالى لا يمكن أن يرى بالعين، بل يرى بالعقل والقلب وهي أعمق وأصح من رؤية العين.

وقد استدل أئمتناعليهم‌السلام وعلماؤنارضي‌الله‌عنهم ، على نفي التجسيم والرؤية بالكتاب والسنة والعقل.. واعتبروا أن ذلك من أصول مذهبنا، بل هو كالبديهيات حتى عند عوامنا.

وستعرف أن القول برؤية الله تعالى جاءت من تأثر المسلمين باليهود والنصارى والمجوس، وأن أهل البيتعليهم‌السلام وجمهور الصحابة وقفوا في وجه ذلك، وكذبوا نسبة الرؤية بالعين إلى الإسلام، وكل ما تستلزمه من التشبيه والتجسيم، ولكن موجة التشبيه والتجسيم غلبت.. لأن دولة الخلافة تبنتها!

١٣٢

والدليل البسيط على نفي إمكان رؤية الله تعالى بالعين أن ما تراه العين لابد أن يكون موجوداً داخل المكان والزمان، والله تعالى وجود متعال على الزمان والمكان، لأنه خلقهما وبدأ شريطهما من الصفر والعدم، فكيف نفترضه محدوداً بهما خاضعاً لقوانينهما!

لقد تعودت أذهاننا أن تعمل داخل الزمان والمكان، حتى ليصعب عليها أن تتصور موجوداً خارج قوانين الزمان والمكان، وحتى أننا نتصور خارج الفضاء والكون بأنه فضاء! وهذه هي طبيعة الإنسان قبل أن يكبر ويطلع، وقد ورد أن النملة تتصور أن لربها قرنين كقرنيها!

لكن مع ذلك فإن عقل الإنسان يدرك أن الوجود لا يجب أن يكون محصوراً بالمكان والزمان، وأن بإمكان الإنسان أن يرتقي في إدراكه الذهني فيدرك ما هو أعلى من الزمان والمكان ويؤمن به، وإن عرف أنه غير قابل للرؤية بالعين.

وهذا الإرتقاء الذهني هو المطلوب منا نحن المسلمين بالنسبة إلى وجود الله تعالى، لا أن نجره إلى محيط وجودنا ومألوف أذهاننا، كما فعل اليهود عندما شبهوه بخلقه وادعوا تجسده في عزيرعليه‌السلام وغيره، وكما فعل النصارى فشبهوه بخلقه وادعوا تجسده بالمسيحعليه‌السلام وغيره!!

الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يعلّم الأُمّة التوحيد

- قال الصدوق في كتابه التوحيد ص ١٠٧

حدثنا محمد بن موسى بن المتوكلرحمه‌الله قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عن آبائهعليهم‌السلام قال: مر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على رجل وهو رافع بصره إلى السماء يدعو، فقال له رسول: غض بصرك، فإنك لن تراه.

١٣٣

وقال: ومر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على رجل رافع يديه إلى السماء وهو يدعو، فقال رسول الله: أقصر من يديك، فإنك لن تناله.

- الكافي ج ١ ص ٩٣

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن اليعقوبي، عن بعض أصحابنا، عن عبدالأعلى مولى آل سام، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : قال إن يهودياً يقال له سبحت، جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله جئت أسألك عن ربك، فإن أنت أجبتني عما أسألك عنه، وإلا رجعت؟

قال: سل عما شئت.

قال: أين ربك؟

قال: هو في كل مكان، وليس في شيء من المكان المحدود.

قال: وكيف هو؟

قال: وكيف أصف ربي بالكيف والكيف مخلوق، والله لا يوصف بخلقه.

قال: فمن أين يعلم أنك نبي الله؟

قال: فما بقي حوله حجر ولا غير ذلك إلا تكلم بلسان عربي مبين: يا سبحت إنه رسول الله!

فقال سبحت: ما رأيت كاليوم أمراً أبين من هذا!

ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.

ويعلّمنا أنّ أقصى ما يمكن أن يراه الإنسان نور عظمة الله

- بحار الأنوار ج ٤ ص ٣٨

يد: أبي، عن محمد العطار، عن ابن عيسى، عن البزنطي، عن الرضاعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لما أسري بي إلى السماء بلغ بي جبرئيلعليه‌السلام مكاناً لم يطأه جبرئيل قط، فكُشِفَ لي فأراني الله عز وجل من نور عظمته ما أحب.

١٣٤

عليعليه‌السلام يثبت مشاهدة القلوب وينفي مشاهدة العيان

- نهج البلاغة ج ٢ ص ٩٩

١٧٩ ومن كلام لهعليه‌السلام وقد سأله ذعلب اليماني فقال: هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين؟

فقالعليه‌السلام :أفأعبد ما لا أرى !

فقال: وكيف تراه!

فقال:لا تراه العيون بمشاهدة العيان، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان، قريب من الأشياء غير ملامس، بعيد منها غير مباين، متكلم لا بروية، مريد لا بهمة، صانع لا بجارحة، لطيف لا يوصف بالخفاء، كبير لا يوصف بالجفاء، بصير لا يوصف بالحاسة، رحيم لا يوصف بالرقة، تعنو الوجوه لعظمته، وتجب القلوب من مخافته .

- ورواه في بحار الأنوار ج ٤ ص ٢٧ عن:

يد، لي: القطان والدقاق والسناني، عن ابن زكريا القطان، عن محمد بن العباس، عن محمد بن أبي السري، عن أحمد بن عبد الله بن يونس، عن ابن طريف، عن الأصبغ في حديث قال: قام إليه رجل يقال له ذعلب فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك؟ فقال:ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد رباً لم أره . قال: فكيف رأيته صفه لنا. قال:ويلك لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان. ويلك يا ذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون، ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللطافة لا يوصف باللطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعِظَم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا بمجسة، قائل لا بلفظ، هو في الأشياء على غير ممازجة، خارج منها على غير مباينة، فوق كل شيء ولا يقال شيء فوقه، أمام كل شيء ولا يقال له أمام، داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل، وخارج منها لا كشيء من شيء خارج .. فخر ذعلب مغشياً عليه.... الخبر.

١٣٥

لم يحلل في الأشياء.... ولم ينأ عنها

- نهج البلاغة ج ١ ص ١١٢

٦٥ ومن خطبة لهعليه‌السلام :الحمد لله الذي لم يسبق له حال حالاً. فيكون أولاً قبل أن يكون آخراً. ويكون ظاهراً قبل أن يكون باطناً. كل مسمى بالوحدة غيره قليل، وكل عزيز غيره ذليل، وكل قوي غيره ضعيف، وكل مالك غيره مملوك، وكل عالم غيره متعلم، وكل قادر غيره يقدر ويعجز، وكل سميع غيره يصمُّ عن لطيف الأصوات ويصمه كبيرها ويذهب عنه ما بعد منها، وكل بصير غيره يعمى عن خفي الألوان ولطيف الأجسام، وكل ظاهر غيره باطن، وكل باطن غيره غير ظاهر.

لم يخلق ما خلقه لتشديد سلطان، ولا تخوف من عواقب زمان، ولا استعانة على ند مثاور، ولا شريك مكاثر، ولا ضد منافر، ولكن خلائق مربوبون، وعباد داخرون.

لم يحلل في الأشياء فيقال هو فيها كائن، ولم ينأ عنها فيقال هو منها بائن.

لم يؤده خلق ما ابتدأ، ولا تدبير ما ذرأ، ولا وقف به عجز عما خلق، ولا ولجت عليه شبهة فيما قدر، بل قضاء متقن وعلم محكم، وأمر مبرم. المأمول مع النقم، والمرهوب مع النعم....

لا تقدّر عظمة الله سبحانه على قدر عقلك

- نهج البلاغة ج ١ ص ١٦٠

٩١ ومن خطبة لهعليه‌السلام تعرف بخطبة الأشباح وهي من جلائل خطبهعليه‌السلام وكان سأله سائل أن يصف الله حتى كأنه يراه عياناً، فغضبعليه‌السلام لذلك:

الحمد لله الذي لا يَفِرُهُ المنع والجمود، ولا يكديه الإعطاء والجود، إذ كل معط منتقص سواه، وكل مانع مذموم ما خلاه، وهو المنان بفوائد النعم، وعوائد المزيد والقسم. عياله الخلق، ضمن أرزاقهم وقدر أقواتهم، ونهج سبيل الراغبين إليه، والطالبين ما لديه، وليس بما سئل بأجود منه بما لم يسأل.

١٣٦

الأول الذي لم يكن له قبل فيكون شيء قبله، والآخر الذي ليس له بعد فيكون شيء بعده، والرادع أناسيَّ الأبصار عن أن تناله أو تدركه.

ما اختلف عليه دهر فيختلف منه الحال، ولا كان في مكان فيجوز عليه الإنتقال، ولو وهب ما تنفست عنه معادن الجبال وضحكت عنه أصداف البحار، من فلز اللجين والعقيان، ونثارة الدر وحصيد المرجان، ما أثر ذلك في جوده، ولا أنفد سعة ما عنده، ولكان عنده من ذخائر الأنعام ما لا تنفده مطالب الأنام، لأنه الجواد الذي لا يغيضه سؤال السائلين، ولا يبخله إلحاح الملحين.

فانظر أيها السائل فما دلك القرآن عليه من صفته فائتم به، واستضيء بنور هدايته، وما كلفك الشيطان علمه مما ليس في الكتاب عليك فرضه، ولا في سنة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأئمة الهدى أثره، فكل علمه إلى الله سبحانه، فإن ذلك منتهى حق الله عليك.

واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب، الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فمدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علماً، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخاً. فاقتصر على ذلك، ولا تقدر عظمة الله سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين.

هو القادر الذي إذا ارتمت الأوهام لتدرك منقطع قدرته، وحاول الفكر المبرأ من خطرات الوساوس أن يقع عليه في عميقات غيوب ملكوته، وتولهت القلوب إليه لتجري في كيفية صفاته، وغمضت مداخل العقول في حيث لا تبلغه الصفات لتناول علم ذاته، دعاها وهي تجوب مهاوي سدف الغيوب متخلصة إليه سبحانه، فرجعت إذ جبهت معترفة بأنه لا ينال بجور الإعتساف كنه معرفته، ولا تخطر ببال أولي الرويات خاطرة من تقدير جلال عزته.

الذي ابتدع الخلق على غير مثال امتثله، ولا مقدار احتذى عليه، من خالق معهود كان قبله. وأرانا من ملكوت قدرته، وعجائب ما نطقت به آثار حكمته،

١٣٧

واعتراف لحاجة من الخلق إلى أن يقيمها بمساك قدرته، ما دلنا باضطرار قيام الحجة له على معرفته، وظهرت في البدائع التي أحدثها آثار صنعته، وأعلام حكمته، فصار كل ما خلق حجة له ودليلاً عليه، وإن كان خلقاً صامتاً فحجته بالتدبير ناطقة، ودلالته على المبدع قائمة.

فأشهد أن من شبهك بتباين أعضاء خلقك، وتلاحم حقاق مفاصلهم المحتجبة لتدبير حكمتك، لم يعقد غيب ضميره على معرفتك، ولم يباشر قلبه اليقين بأنه لا ند لك، وكأنه لم يسمع تبرأ التابعين من المتبوعين إذ يقولون: تالله إن كنا لفي ضلال مبين، إذ نسويكم برب العالمين.

كذب العادلون بك إذ شبهوك بأصنامهم، ونحلوك حلية المخلوقين بأوهامهم، وجزأوك تجزئة المجسمات بخواطرهم، وقدروك على الخلقة المختلفة القوى بقرائح عقولهم. وأشهد أن من ساواك بشيء من خلقك فقد عدل بك، والعادل بك كافر بما تنزلت به محكمات آياتك، ونطقت عنه شواهد حجج بيناتك. وأنك أنت الله الذي لم تتناه في العقول فتكون في مهب فكرها مكيفاً، ولا في رويات خواطرها فتكون محدوداً مصرفاً.

- وروى هذه الخطبة الصدوق في التوحيد ص ٤٨ فقال:

١٣٩ حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاقرحمه‌الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثني علي بن العباس، قال: حدثني إسماعيل بن مهران الكوفي، عن إسماعيل بن إسحاق الجهني، عن فرج بن فروة، عن مسعدة بن صدقة، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: بينما أمير المؤمنينعليه‌السلام يخطب على المنبر بالكوفة إذ قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا ربك تبارك وتعالى لنزداد له حباً وبه معرفة، فغضب أمير المؤمنينعليه‌السلام ونادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس حتى غص المسجد بأهله، ثم قام متغير اللون فقال.... كما في نهج البلاغة بتفاوت في بعض الكلمات.

١٣٨

لا تدركه الشواهد ولا تحويه المشاهد

- نهج البلاغة ج ٢ ص ١١٥

١٨٥ ومن خطبة لهعليه‌السلام :الحمد الله الذي لا تدركه الشواهد، ولا تحويه المشاهد، ولا تراه النواظر، ولا تحجبه السواتر، الدال على قدمه بحدوث خلقه، وبحدوث خلقه على وجوده، وباشتباههم على أن لا شبه له.

الذي صدق في ميعاده، وارتفع عن ظلم عباده، وقام بالقسط في خلقه، وعدل عليهم في حكمه. مستشهد بحدوث الأشياء على أزليته، وبما وسمها به من العجز على قدرته، وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامه.

واحد لا بعدد، ودائم لا بأمد، وقائم لا بعمد. تتلقاه الأذهان لا بمشاعرة، وتشهد له المرائي لا بمحاضرة. لم تحط به الأوهام بل تجلى لها، وبها امتنع منها، وإليها حاكمها.

ليس بذي كبر امتدت به النهايات فكبرته تجسيماً، ولا بذي عظم تناهت به الغايات فعظمته تجسيداً. بل كبر شأناً، وعظم سلطاناً.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصفي، وأمينه الرضيصلى‌الله‌عليه‌وآله . أرسله بوجوب الحجج، وظهور الفلج، وإيضاح المنهج، فبلغ الرسالة صادعاً بها، وحمل على المحجة دالاً عليها، وأقام أعلام الإهتداء ومنار الضياء، وجعل أمراس الإسلام متينة، وعرى الإيمان وثيقة.

- نهج البلاغة ج ٢ ص ١١٦

١٨٦ ومن خطبة لهعليه‌السلام في التوحيد، وتجمع هذه الخطبة من أصول العلم ما لا تجمعه خطبة:

ما وحّده من كيّفه، ولا حقيقته أصاب من مثّله، ولا إياه عنى من شبهه، ولا صمده من أشار إليه وتوهمه.

١٣٩

فاعل لا باضطراب آلة، مقدر لا بجول فكرة، غني لا باستفادة، لا تصحبه الأوقات، ولا ترفده الأدوات، سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده، والإبتداء أزله.

بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، وبمضادته بين الأمور عرف أن لا ضد له، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له. ضاد النور بالظلمة، والوضوح بالبهمة، والجمود بالبلل، والحرور بالصرد، مؤلف بين متعادياتها، مقارن بين متبايناتها، مقرب بين متباعداتها، مفرق بين متدانياتها.

لا يشمل بحد، ولا يحسب ببعد، وإنما تحد الأدوات أنفسها، وتشير الآلة إلى نظائرها، منعتها منذ القدمية، وحمتها قد الأزلية، وجنبتها لولا التكملة. بها تجلى صانعها للعقول، وبها امتنع عن نظر العيون.

لا يجري عليه السكون والحركة، وكيف يجري عليه ما هو أجراه، ويعود فيه ما هو أبداه، ويحدث فيه ما هو أحدثه، إذن لتفاوتت ذاته، ولتجزأ كنهه، ولامتنع من الأزل معناه، ولكان له وراء إذ وجد له أمام، ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان. وإذا لقامت آية المصنوع فيه، ولتحول دليلاً بعد أن كان مدلولاً عليه، وخرج بسلطان الإمتناع من أن يؤثر فيه ما يؤثر في غيره.

الذي لا يحول ولا يزول، ولا يجوز عليه الأفول، ولم يلد فيكون مولوداً، ولم يولد فيصير محدوداً. جل عن اتخاذ الأبناء، وطهر عن ملامسة النساء. لا تناله الأوهام فتقدره، ولا تتوهمه الفطن فتصوره، ولا تدركه الحواس فتحسه، ولا تلمسه الأيدي فتمسه.

لا يتغير بحال، ولا يتبدل بالأحوال، ولا تبليه الليالي والأيام، ولا يغيره الضياء والظلام. ولا يوصف بشيء من الأجزاء، ولا بالجوارح والأعضاء، ولا بعرض من الأعراض، ولا بالغيرية والأبعاض، ولا يقال له حد ولا نهاية، ولا انقطاع ولا غاية، ولا أن الأشياء تحويه، فتقله أو تهويه، أو أن شيئاً يحمله فيميله أو يعدله.

ليس في الأشياء بوالج، ولا عنها بخارج، يخبر لا بلسان ولهوات، ويسمع لا بخروق وأدوات. يقول ولا يلفظ، ويحفظ ولا يتحفظ، ويريد ولا يضمر.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434