الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية

الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية0%

الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 326

الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية

مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف:

الصفحات: 326
المشاهدات: 147097
تحميل: 8967

توضيحات:

الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 326 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 147097 / تحميل: 8967
الحجم الحجم الحجم
الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية

الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية

مؤلف:
العربية

الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية

الشيخ عباس القمي

١

( إنَّما يُريدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكمُ الرجسَ أهلَ البَيتِ وَيُطهركُم تطهيراً )

قرآن كريم سورة الأحزاب آية ٣٣

( قُل لا أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إلا المَوَدّةَ في القُربى )

قرآن كريم سورة الشورى آية ٢٣

«إنَّما مَثَلُ أَهلِ بِيتي فيكُم كَمثَلِ سَفينَةِ نُوحٍ مَن دَخَلَهَا نجا وَمَن تَخَلفَ عَنهَا هَلَكَ »

حديث شريف

المستدرك ج ٣ ص ١٥٠ حديث ٥٥

٢

بِسم اللّه الرحمن الرحيم

كلمة لا بدَّ منها

«الأنوار البهيَّة» في تواريخ الحجج الإِلهية، اسم على مسمَّى من حيث إنه يحمل نوراً للقلوب ينبعث من أربع عشرة مشكاةً هي التي أنارت سُبل المعاش والمعاد لسائر العباد، يوم أن اختارها اللّه على العالمين لإِخراج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإِيمان حتى يوم الدِّين.

هو كتاب لم يكن الأول في بابه، ولا الأشمل والأكمل في محتواه، ولا هو ذو موضوع قلَّما تناولته الأقلام وحامت حوله الأفهام، لأن ثقات الشيعة وجهابذة سلفهم الصالح قد أشبعوا موضوعه درساً وبحثاً وتدقيقاً منذ القرن الثالث الهجري حتى أيامنا هذه، لأنه يتناول خلاصة سيرة سيد المرسلين، وسير فاطمة سيدة نساء العالمين والأئمة الاثني عشر الأبرار المطهَّرين صلوات اللّه وسلامه عليه وعليهم أجمعين، ورضوان اللّه على صحبه المنتجبين وأصحابهم الميامين.

وهذا الموضوع الكريم تحفل به امهات الكتب وأعاظم الأسفار، وقد أشبعه العلماء والادباء والمؤرخون كلاماً وتفصيلاً، ولكن الذي دعانا الى نشره بالذات، هو أنه خلاصة طريفة لطيفة، ورسالة وجيزة فخمة، تحمل خلاصة هذه السِّير الشريفة بأخصر عبارة وأوضح بيان، وبأسلوب سهل قريب التناول. فهو يغني عن الكتب الضخمة لما فيه من روحية مؤلفه الجليل، ومن حسن اختياره الجميل اللذين ان دلاَّ فإنما يدلاَّن على براعة الانتقاء وسلامة النيَّة، وعلى الإِيمان الراسخ الذي تقرأه بين سطور كاتبه رضي اللّه عنه وأرضاه.

٣

ودارنا - إذ تقدِّمه إلى القرَّاء الكرام مدققاً منقحاً في طبعته الأنيقة - يسرُّها أن تُتحف به المكتبة الإِسلامية وروَّاد الحقيقة من قرَّاء العربية، راجيةً بذلك القربى ورضاء اللّه سبحانه، ومستمدَّة منه العون على ما يخدم الاسلام والمسلمين، ويظهر فضل خاتم النبيين صلى اللّه عليه وآله وسلم، وفضل بضعته الطاهرة وأبنائها الأئمة المعصومين الذين أذهب اللّه عنهم الرِّجس وطهَّرهم تطهيراً، سلام اللّه عليها وعليهم، وعلى اللّه وحده - التِّكلان أولاً وأخيراً.

الناشر            

بيروت: ذو الحجة سنة ١٤٠٣ هجرية

أيلول سنة ١٩٨٣ ميلادية

٤

(حياة المؤلف)

بسم اللّه الرحمن الرحيم

هو الحبر النحرير. والعالم البصير. والمحدث الخبير. الشيخ عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي. من أفاضل علماء العصر الحاضر، ولد في سنة ١٢٩٤ هجري ببلدة قم ونشأ فيها. واشتغل بالتعليم الى أوان سنة ١٣١٦ هجري. ففيها هاجر الى العراق لتكميل تحصيلاته، فقدم النجف والتزم مصاحبة استاذه في الحديث والرجال العلامة النوري (الحاج ميرزا حسين الطبرسي) وأخذ منه الحديث والرجال، فبرع فيهما، وأجازه أستاذه العلامة، وكان اجتماعه به في سنة ١٣١٤ هجري، وذلك بعد مهاجرة العلامة المذكور، من سامراء الى النجف بسنتين، فاستفاد منه بقية حياته، وعاضده في تآليفه، حتى قبض شيخه في سنة ١٣٢٠ هجري فرجع جنابه الى موطنه الأصلي (بلدة قم) وبقي هناك مستقلاً بالبحث والتنقيب. فأفاد بدرسه وتأليفه. وفي عام ١٣٢٢ هجري هاجر الى خراسان وتشرف بمشهد مولانا الرضا واستوطنه، وبقي الى أواخر عمره في ذلك المشهد الشريف. ولم يزل في أثناء اقامته بهذه البلدة مشتغلاً بالافادة: تدريساً والقاء في منابرها، وكتابةً في مؤلفاته، حتى أن جمعاً من محصلي العلوم الدينية طلبوا منه تدريس الأخلاق، فقبل جنابه، وكان يلقي دروسه الأخلاقية في مدرسة ميرزا جعفر بجوار البقعة الشريفة فاغتنم الطُّلاب محضره، وكان يحضر مجلسه زهاء ألف طالب، فتمتد افاداته الى مقربة من ثلاث ساعات متوالية، والحاضرون يستمعون بياناته الشريفة باقبال تام بلا سأم وكسل. فأنذر جنابه وبشَّر، وتتبَّع في نقل الزاجرات وتبحَّر. وكان من دأْبه نقل الروايات مسندةً، احتياطاً في النقل، وفي خلال إقامته بإيران، تشرف ثلاث مرات بزيارة بيت اللّه الحرام، ولم يترك

٥

الاشتغال بالمطالعة والتأليف في أثناء رحلاته. فكان آيةً في صيانة أوقاته عن التضييع والبطالة. حتى نقل لنا أحد الأعلام: أنه رآه في البرية أثناء سفره (حين مكْثِ سيارته لاصلاح ما ضاع منها) مشغولاً بالكتابة، إغتناماً للفرصة. ومن عاداته الشريفة تنقيح الأخبار المباركة من الغث، وعدم نقله (حتى الامكان) من المصادر الضعاف. وكان مولعاً بجمع الاحاديث وترتيبها ترتيباً يسهل معه التناول. والانصاف ان تآليفه آية في حسن الترتيب والتأليف ولأجل ذلك شاع وذاع جل تأليفاته. وقد طُبع كثير منها غير مرّة وما من مكتبة بل بيت من الشيعة إلا وعنده آثار من هذا الحبر المؤيَّد. وذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء ولا شك ان لروحياته الشريفة، ومجاهداته النفسية، أثراً في أن يحظى من اللّه تعالى بذاك التوفيق المستوعب. وفي تخليد اسمه بتلك المآثر القيمة. وقد قال اللّه تبارك اسمه، (ومن يُرد حَرثْ الآخرة نَردْ لَه في حَرثِه) صدق اللّه العلي العظيم. فقد زاده اللّه تعالى في حرثه وأيّ حرثٍ أعظم من هذه الصدقات الجارية المبقية لاسمه ما شاء اللّه، والموجبة للترحُّم والدعاء له في كل يوم وليلة، بل وفي كل ساعة، حيث لا يخلو مشهد من مشاهد الأئمة على ساكنيها السلام من كتابه المفاتيح. وقل من صعد منبر الوعظ والارشاد الا واستفاد من تآليفه القيمة. فجزاه اللّه تعالى عن الإِسلام خير الجزاء وزاده شرفاً وحباه. وشرفه بمحضر مواليه الكرماء. آمين رب العالمين.

(مؤلفاته)

مؤلفاته تزهو عن الستين بين مطبوع - وهو الأكثر - ومخطوط نسأل اللّه تعالى توفيق أحفاده بنشره. واستفادة المؤمنين من بركته. وهذه قائمة أسماء كتبه على ما ضبطه جنابه في تأليفه القيم (الفوائد الرضوية) (ص ٢٢١ ج ١) مع تغيير يسير لناشره فضيلة ولد المؤلف حين طبع ذلك الكتاب.

فالمطبوعة منها:

٦

١ - فوائد الرجبية في ما يتعلق بالشهور العربية: هو أول ما ألفه وكانت نسخته المطبوعة أيضاً بخطه الشريف (بالفارسية).

٢ - الدرة اليتيمة في تتمات الدرة الثمنية: كتبه تتميماً لشرح الفاضل اليزدي على النصاب.

٣ - مختصر الأبواب. في السنن والآداب: وهو مختصر حلية المتقين. للعلامة المجلسيرحمه‌الله .

٤ - هدية الزائرين: يشتمل على الزيارات الواردة للأئمة الطاهرين وفوائد متفرقة من تعيين قبور العلماء والصلحاء في مشاهدهم الشريفة. وغير ذلك من أعمال السنة.

٥ - اللآلئ المنثورة: وجيزة كثيرة الفائدة في الأذكار والأحراز.

٦ - الفصول العلية في المناقب المرتضوية: جمع نبذة من مناقب مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام أغلبها من كتب أهل السنة.

٧ - سبيل الرشاد: في أُصول الدين.

٨ - حكمة بالغة ومئة كلمة جامعة: من الكلمات القصار لمولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٩ - ذخيرة الأبرار في منتخب أنيس التجار (بالفارسية).

١٠ - الغاية القصوى في ترجمة العروة الوثقى: ترجمة فارسية للرسالة العملية المزبورة. تأليف فقيه عصره السيد محمد كاظم اليزدي.

١١ - رسالة في المعاصي الصغيرة والكبيرة (بالفارسية).

١٢ - ١٣ - مفاتيح الجنان والباقيات الصالحات: في الأدعية والزيارات والأذكار والأحراز(١) .

____________________

(١) قد تهيأ لدار الأضواء للنشر ان توفق في طبعه طباعة حديثة أنيقة.

٧

١٤ - التحفة الطوسية والنفحة القدسية (بالفارسية).

١٥ - رسالة (دستور العمل) بالفارسية.

١٦ - نفس المهموم في مقتل مولانا أبي عبد اللّه الحسين المظلوم (بالعربية).

١٧ - نفثة المصدور: مجالس فيما يتعلق بفاجعة كربلاء ومصائب الآل.

وقد طبع بضميمة هذا الكتاب (اي الأنوار البهية) في الطبعة الأولى (بالعربية).

١٨ - النوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية: هو هذا السفر الجليل.

١٩ - منازل الآخرة (بالفارسية).

٢٠ - ترجمة لمصباح المتهجد: لِمَا كان عناوين الأدعية وفضائلها المذكورة فيه كأصل الادعية بالعربية. ترجمة في الحواشي. نظراً الى استفادة أبناء اللغة الفارسية.

٢١ - نزهة النواظر في ترجمة معدن الجواهر: وأصله العربي للشيخ الأجل الكراجكي.

٢٢ - المقامات العلية: اختصره من معراج السعادة للفاضل النراقي.

٢٣ - ترجمة جمال الأسبوع لابن طاوس بالفارسية (طبعت في حواشي الأصل).

٢٤ - منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل.

٢٥ - ترجمة للمسلك الثاني من كتاب اللهوف لابن طاوس.

٢٦ - تتميم تحية الزائر لأستاذه النوريرحمه‌الله (بالفارسية).

٢٧ - (جهل حديث) الأربعون حديثاً مختلف المضامين (بالفارسية).

٨

٢٨ - الكنى والألقاب في ذكر مشاهير العلماء والشعراء والأصحاب وغيرهم (بالعربية).

٢٩ - هدية الاحباب: في اختصار الكتاب المتقدم.

٣٠ - سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار: اختصار لبحار الأنوار (لمؤلفه العلامة المجلسي) رتبه على ترتيب الحروف الهجائية. فذكر ما يتعلق بكل حرف مع الاشارة الى مصادره من أبواب الأصل. وهو كتاب شريف كثير الفوائد لا بد منه لِمُراجع البحار وكان مع ذلك كتاباً مستقلاً مفيداً جدّاً.

٣٢ - بيت الأحزان في مصائب سيدة النسوان (بالعربية) وقد طبع بعد وفاته وترجمه الى الفارسية بعض الأفاضل.

٣٣ - تحفة الأحباب في تراجم الأصحاب: مشتملة على تراجم كبار أصحاب النبي والأئمةعليهم‌السلام (بالفارسية) وهذه أيضاً قد طبعت بعد وفاته.

(القسم الثاني: ما لم يطبع بعد)

١ - فيض العلام في وقائع الشهور وعمل الأيام.

٢ - هداية الأنام الى وقائع الأيام: مختصر فيض العلام (المتقدم ذكره).

٣ - كلمات لطيفة.

٤ - كتاب الكشكول.

٥ - الدر النظيم في لغات القرآن العظيم.

٦ - كتاب نقد الوسائل ( يتعلق بوسائل الشيعة للشيخ الأجل الشيخ الحر العامليرحمه‌الله ).

٧ - تتميم بداية الهداية للشيخ الحر العالميرحمه‌الله .

٩

٨ - شرح الوجيزة (كتاب الأصل للشيخ الأجل شيخنا البهائي وهو أخصر كتاب في علم الدراية).

٩ - فيض القدير فيما يتعلق بحديث الغدير: وهو اختصار مطالب (عبقات الأنوار) للسيد حامد حسين الهندي التي ألفها الحبر البارع في ضمن مجلدات، شارحاً لبعض الاحاديث الواردة في موضوع الولاية. منها مجلدان ضخمان فيما يتعلق بحديث الغدير.

١٠ - علم اليقين (في اختصار حق اليقين لمؤلفه العلامة المجلسيرحمه‌الله ).

١١ و ١٢ - مقاليد الفلاح في عمل اليوم والليلة. ومقلاد النجاح (في اختصار الكتاب المتقدم).

١٣ - اختصار المجلد الحادي عشر من مجلدات البحار.

١٤ - شرح حكم مولانا أمير المؤمنين الواردة في القسم الثالث من نهج البلاغة.

١٥ - مختصر الشمائل (اختصره بالفارسية من أصله العربي المرشح من قلم الإِمام الترمذي من كبار علماء العامة).

١٦ - كحل البصر في سيرة سيد البشر (قد طبع بقم).

١٧ - قوة الباصرة في تاريخ الحجج الطاهرة (وهذه الرسالة بمنزلة الأصل للكتاب الحاضر).

(القسم الثالث: ما لم يوفق باتمامه في أيام حياته)

١- ضيافة الإِخوان.

٢ - صحائف النور في عمل الأيام والسنة والشهور.

٣ - ذخيرة العقبى في مثالب أعداء الزهراءعليها‌السلام .

١٠

٤ - مسلِّي المصاب بفقد الأعزة والأحباب.

٥ - الآيات البينات في أخبار أمير المؤمنينعليه‌السلام عن الملاحم والغائبات (ذكر المؤلف أن نسخة هذا الكتاب قد فقدت).

٦ - شرح للصحيفة السجادية.

٧ - غاية المرام (تلخيص لدار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام لشيخه العلامة النوري).

٨ - شرح الأربعين حديثاً.

٩ و ١٠ - تعريب زاد المعاد وتحفة الزائر (كلاهما للعلامة المجلسي).

١١ - فوائد الطوسية.

(رحلته وأحفاده)

فاضت نفسه الزكية في ليلة ٢٣ من ذي الحجة الحرام سنة ١٣٥٩ هجري، وقد بلغ عمره خمساً وستين سنة وبقي من جنابه أربعة أولاد:

١ و ٢ - جناب فضيلة الشيخ ميرزا علي آقا وجناب فضيلة الشيخ ميرزا محسن سلمهما اللّه تعالى وكانا من أفاضل العصر وأخياره.

٣ و ٤ - مخدرتان صالحتان، وفقهم اللّه جميعاً لمرضاته وجعل في أعقابهم الصالحين. آمين رب العالمين.

(موضوع هذا الكتاب)

من أهم مواضيع التاريخ ترجمة صلحاء الأمة وعلمائهم المماثلين للأنبياء. لأن أهم منافعه تذكار من مضى لاعتبار من يأتي. وفي ذكر الأخبار من العلماء الأبرار أعلى مراتب الاعتبار. حيث أوقفوا أنفسهم على سبيل الخيرات ولم يأخذهم في اللّه لومة لائم فسلكوا نهج الحق باقدام راسخة، وأيَّدوا الدين تارة بالألسن وأخرى بالأقلام وثالثة بتعريض أنفسهم للشهادة

١١

حفاظاً لحرمة الدين وخدمة للمؤمنين وإرشاداً للسالكين، فحياتهم درس كله لمن ألقى السمع وهو شهيد. فالناظر يستفيد منهم حياً وميتاً.

وفي رأس قائدي الدين وحُفّاضه وعلمائه، من وسمه اللّه بوسمة العصمة وأيده بروح منه، هم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً، حيث شرَّفهم اللّه تعالى بتشريف الإِمامة وقمصهم قميص الولاية. فحياتهم كلها درس شهامة وحرية وأخلاق وفضيلة.

فمن الشقاء للمرء المسلم عدم عثوره على حالاتهم وأخلاقهم وسيرتهم. ولما لم يتمكن لعامة الناس ذلك شمَّر عن قميص الجد رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللّه وتذكير الناس بأية وسيلة من الوسائل ففحصوا ونقبوا واستعلموا باحثين عن أحوالهم وسيرهم الشريفة. واثبتوا ما عثروا عليه. فجدير بنا أن نذكر جملة منها، تذكرة لمن لم يعلم وشكراً لمؤلفيه ومجمِّعيه.

فأول ما بأيدينا من كتب سير الأئمة ولو في طي حالات نفر آخر: تاريخ اليعقوبي (لابن واضح الاخباري المتوفي ٢٩٢ هجري وهو تاريخ سنوي عام من بدء هبوط آدم الى عام ٢٥٩ هجري وقد أدرج في مطاويه أحوال الأئمة ونقل بعض كلماتهم القصار الحكمية.

ثم الكافي لمؤلفه ثقة المحدثين جناب محمد بن يعقوب الكليني الرازي المتوفى سنة ٣٢٩ هجري. وهذا السفر الشريف وان كان موضوعاً لابداع الأخبار المروية عنهم ولكن في مطاويه عقد أبواباً لمواليدهم ووفياتهم.

ثم مروج الذهب. والتنبيه والأشراف. وإثبات الوصية. كلها تأليف المؤرِّخ البارع. علي بن الحسين المسعودي المتوفى سنة ٣٣٣ هجري.

ثم الارشاد للشيخ الأجل شيخنا المفيد قُدِّس سرَّه المتوفى سنة ش ٤١٣ هجري.

وهذا السفر أقدم كتاب وصل الينا يختص ببيان حياة الأئمة وفضائلهم. والمؤلف وان كان غرضه إثبات الإِمامة لهم من طريق العقل والنقل ولكن لما

١٢

كانت حياتهم من اوّل الدلائل على ذلك أثبت تاريخهم وما صدر منهم من الكرامات، فكتابه هذا حقيق بأن يكون معقد الدراسة والبحث.

ثم إعلام الورى(١) للشيخ الأجل أمين الإِسلام الطبرسي المتوفى سنة ٥٤٨ هجري. وهو أنفع كتاب في ذلك من المتقدمين. ويشتمل على تاريخ النبي وأجداده وأمير المؤمنينعليه‌السلام والزهراء سلام اللّه عليها وذريتها المعصومينعليهم‌السلام .

ثم المناقب لابن شهرآشوب السروري المازندراني المتوفى سنة ٥٨٨ هجري. وكشف الغمة للشيخ المتبحر علي بن عيسى الإِربلي المتوفى سنة ٦٧٨ هجري، وهذان الكتابان، أجل كتابين في بابهما إذ مؤلفاهما المتتبعان أكثرا النقل عن المخالف والمؤالف وجمعا ما شرد في مطاوي كتابيهما. ولما كانا ثقتين ثبتين عند الفريقين، ومع ذلك يسميان من ينقلان عنه، أثبت ذلك كله لهذين السفرين جلالة ووثاقة عند الكل.

كل ذلك من آثار ثقات الشيعة ومحدثيهم ومؤرخيهم. وأما علماء السنة فحيث إنهم مقرون بفضائل الأئمة وشرف انتسابهم بالرسول ذكروا أيضاً تواريخهم منفردة وضمن الوقائع، فقلَّ تاريخ عام إلا وقد ذكرهم في مطاويه وأثنى عليهم. ولذا أغمضنا عن ذكر التواريخ العامة السنوية كتاريخ الطبرسي وابن كثير وابن الأثير وابي الفداء وغيرها. ولكن لم نر بدّاً من ذكر ما أفرده بعض كبارهم في حياة أئمتنا المعصومين، تذكرة لمن أراد الوقوف على أقوال غير الشيعة فيهمعليهم‌السلام .

فمنهما: مطالب السُّؤول في مناقب آل الرسول لكمال الدين بن طلحة الشافعي المتوفي سنة ٦٥٢ هجري.

____________________

(١) ولم نذكر كتاب التهذيب لشيخ الطائفة ورئيسها، شيخنا الطوسي قدس سره وسائر كتب الزيارات كالمصباحين له وللكفعمي وكذا بعض كتب الفقه كالسرائر للشيخ ابن ادريس والدروس لشيخنا الشهيد، للاختصار ولأنهم لا يزيدون عن إثبات المواليد والوفيات.

١٣

ومنها (وفيات الاعيان) الموضوع لتراجم مشاهير الإِسلام لابن خلكان المتوفى سنة ٦٨١ هجري وان كان فيه اشتباهات وزلات في تراجم أئمتنا.

ومنها (حلية الأولياء) الموضوع لترجمة الصلحاء والزهاد للحافظ ابي نعيم (مصغرا) الاصفهاني المتوفى سنة ٤٣٠ هجري.

ومنها الفصول المهمة في معرفة الأئمة لنور الدين بن صباغ المالكي المتوفى سنة ٨٥٥ هجري.

هذا مضافاً الى ما دوَّنه المؤرخون في سِير النبي والخلفاء والأصحاب حيث ذكروا في أقرباء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واحفاده، مولانا امير المؤمنين وسيدتنا فاطمة الزكية وابنيهما الحسن والحسينعليهم‌السلام جميعاً.

وكذا ما صنفوا في المقاتل حيث إنهم قد أفردوا للحسين مقاتل استوفت وقائع خروجه وشهادته.

فمن سير النبي المشتملة لذكر السيدة فاطمة الشريفة ومولانا ابي الحسن وابنيهما، سيرة ابن هشام لأبي محمد عبد الملك بن هشام المتوفى سنة ٢١٨ هجري.

والسيرة الحلبية لعلي بن برهان الدين الحلبي الشافعي المتوفى سنة ١٠٤٤ هجري. وغير ذلك من السير.

ومن سير الاصحاب وتراجمهم الشاملة لذكر مولاتنا وبعلها وبنيها: طبقات الصحابة والتابعين لأبي عبد اللّه بن سعد المتوفى سنة ٢٣٠ هجري. الاستيعاب في اسماء الاصحاب، للحافظ ابي عمرو بن عبد البر القرطبي المالكي المتوفى سنة ٤٦٣ هجري.

وأسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير عز الدين علي بن أبي الكرم المتوفى سنة ٦٣٠ هجري.

١٤

وميزان الاعتدال للذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ هجري.

والاصابة في تمييز الصحابة لشيخ الإِسلام شهاب الدين بن حجر العسقلاني الشافعي المتوفى سنة ٨٥٢ هجري.

ومن المقاتل الشاملة لمقتل الوصي وشبليه، مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني المتوفى سنة ٣٥٦ هجري.

ومما أفرد في مقتل الحسين، مقتل أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي المتوفى سنة ١٥٧ هجري. ومقتل الخوارزمي.

هذه جملة من المدارك القديمة الموثوق بها. وللمتأخرين مصنفات قيمة في تواريخهم خصوصاً بعض اعلام التشيع في عاصمة إيران بظهور الدولة الصفوية ورفع التقية من الشيعة: ففي ذلك العصر المشعشع قد وفق علماء الشيعة لتأليف مجلدات ضخمة في حالاتهم ومعجزاتهم وأخلاقهم كبحار الأنوار (ج ٩ - ١٠ - ١١ - ١٢ - ١٣) وعوالم العلوم وغيرهما.

ولكن في عصرنا يحسُّ الاحتياج الى تدوين كتاب صغير الحجم جامع لشتات أحوالهم، مشتمل لنبذُ من مكارم أخلاقهم وكراماتهم وكلماتهم القصار الحكيمة، بعبارات واضحة وطرق صحيحة. فصنِّف جناب المؤلف هذا السفر الجليل ففاز بالمراد بل فاق ما أراد. والمشاهدة تكفي عن المبالغة ونحن نشكره على هذه الخدمة القيمة وان كان (ر حمه الله) لا يريد منا جزاء ولا شكوراً. فنسأل اللّه تعالى أن يحشره معهم في الدرجات الآخرة وأن يوفق العلماء بما وفَّقهرحمه‌الله لخدمة الدين بأفكارهم وأقلامهم إنه قريب مجيب. آمين رب العالمين تحريراً في ١١ من ذي القعدة الحرام وأنا أقل خدمة العلم والدين محمد كاظم الخراساني الشانه جي.

١٥

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه الذي أوضح عن دينه القويم بأئمة الهدى من أهل بيت النبوِّة، وأبلج(١) بأنوار آثارهم عن الصراط المستقيم، واستبان بهم المحجة(٢) والصلاة والسلام على نبيه هادي الأمة، وإمام الأئمة وعلى آله الأنوار المضيئة، وبدور الليالي المدلهمة(٣) .

وبعد: فيقول راجي عفو ربه الغني عباس بن محمد رضا القمي عفى عنهما: انه قد سألني بعض الإِخوان من أهل الإِيمان، أن أكتب له ما هو المختار عندي من تواريخ أيام ولادة الحجج الطاهرة سادات الدنيا والآخرة، وأيام وفاتهم صلوات اللّه عليهم فكتبت له وجيزة سمَّيتها (قرة الباصرة في تاريخ الحجج الطاهرة). ثم عنَّ(٤) لي أن اكتب رسالة أخرى اذكر فيها مختصراً من كيفية ولادتهم ووفاتهم، وأشير الى قليل من مناقبهم، فجمعت هذه الرسالة الشريفة وسميتها الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإِلهية، واوردت فيها أربعة عشر نوراً، وأسأل اللّه تعالى ان يوفقني لاتمامها ويفوزني بسعادة اختتامها إنه جواد كريم.

____________________

(١) أي أشرق وأضاء.

(٣) أي شديد السواد.

(٢) أي وسط الطريق.

(٤) أي ظهر واعترض.

١٦

النور الأول.. (سيِّدنا ونبيُّنا وشفيع ذنوبنا رسول اللّه أبو القاسم)

محمد سيد الكونين والثقلين والفريقين من عرب(١) ومن عجمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

أما نسبه الشريف فهو:

ابن عبد اللّه(٢) : الذي أمه فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومي، توفي والده بالمدينة وله خمس(٣) أو ثمان وعشرون سنة قبل أن يولد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودفن(٤) في دار النابغة الجعدي.

ابن عبد المطلب: اسمه (شيبة الحمد) وسمي بذلك لأنه كان في رأسه لما ولد شيبة(٥) . أمه سلمى بنت عمرو الخزرجية النجارية(٦) وكان وجهه

____________________

(١) بضم العين وهو خلاف العجم.

(٢) وكان عبد اللّه أصغر ولد أبيه. فكان هو وأبو طالب والزبير وعبد الكعبة وعاتكة واميمة وبرة ولد عبد المطلب أمهم جميعاً فاطمة بنت عمرو بن عائذ.

(٣)و (٤) كامل التواريخ لابن الاثير (ص ٥ - ج ٢).

(٥) شاب شيبة: ابيض شعره. واليبة اسم من شاب.

(٦) إنما قيل له عبد المطلب لأن اباه هاشماً شخص في تجارة الى الشام فلما قدم المدينة نزل على عمرو بن لبيد الخزرجي من بني النجار وتزوج ابنته وشرط عليه أبوها أن لا تلد الا في أهلها فمضى هاشم الى الشام ورجع. فبنى بها في اهلها. ثم حملها الى مكة فلما حملت وأثقلت ردها الى اهلها التزاماً بالشرط ومضى الى الشام فمات بغزة فولدت له سلمى عبد المطلب. فمكث بالمدينة سبع سنين ولم يعلم به أعمامه فلما علم به المطلب. سافر الى المدينة وأخذه وأركبه على عجز ناقته وسار الى مكة. فقدمها صحوةً والناس في مجالسهم. فجعلوا يقولون من وراءك؟ فيقول هذا عبدي حتى أدخله منزله. ثم خرج به العشي الى مجلس بني عبد مناف. فأعلمهم أنه ابن أخيه. فكان بعد ذلك يطوف بمكة ويقال هذا عبد المطلب.

١٧

يضيء في الليلة المظلمة وكان يقال له: مطعم طير السماء، وكانت إليه السقاية والرفادة، وهو الذي حفر زمزم وسن خمس سنن أجراها اللّه تعالى في الإِسلام. ومات(١) بمكة وقبره بالحجون مزار مشهور ومعهُ قبر ابي طالبعليه‌السلام .

ابن هاشم:

عمرو العلى هشم(٢) الثريد(٣) لقومه

ورجال مكة مسنتون(٤) عجاف(٥)

أمه عاتكة بنت مرة السلمية ولدته(٦) وعبد شمس توأمين وكانت إصبع(٧) أحدهما ملتصقة بجبهة صاحبه فنحيت فسال الدم فقيل يكون بينهما دم وكانت اليه السقاية(٨) والرفادة. مات(٩) بغزة(١٠) (بفتح المعجمتين كبرَّة) وهي مدينة في أقصى الشام بينها وبين عسقلان فرسخان، بها ولد الشافعي ودفن بها هاشم ورثاه مطرد الخزاعي بقوله:

مات الندى بالشام لما أن ثوى(١١)

أودى(١٢) بغزة هاشم لا يبعد

فجفانُه(١٣) ورم(١٤) لمن ينتابه(١٥)

والنصر أولى باللسان وباليد

____________________

(١) وله مئة وعشرون سنة وكان قد عمي (ابن الاثير).

(٢) أي كسر الخبز وبلّه بالمرق فهو هاشم.

(٣) أي الخبز المفتوت المبلول بالمرق.

(٤) أي أصابهم القحط.

(٥) أي غير ممطورين. أو تاركي طعام لقلّة أو هزال.

(٦) كان هاشم أكبر ولد عبد مناف والمطلب أصغرهم.

(٧) ابن الأثير (ص ٦ - ج ٢).

(٨) وهذا سبب خصومته مع عبد شمس.

(٩) ابن الأثير.

(١٠) وله عشرون سنة وقيل خمس وعشرون سنة وهو أول من مات من بني عبد مناف.

(١١) ثوى المكان وفيه وبه: أقام. ثوى الرجل: مات.

(١٢) أودى الرجل: هلك.

(١٣) الجفنة: القصعة الكبيرة، جمعها: جفان.

(١٤) الورم - مصدر بمعنى الفاعل. أي مراوم.

(١٥) انتابهم. أي اتاهم مرة بعد أخرى: من النوب.

١٨

ابن عبد مناف: اسمه المغيرة(١) ويقال(٢) له القمر لجماله، أُمه حُبى بنت حُليل (بالمهملة المضمومة وفتح اللام) وقبره بمكة عند عبد المطلب وفيه يقول الشاعر:

كانت قريش بيضة فتَفَلّقَتْ

فالمخُّ خالصُهُ لعبدِ منافِ

ابن قُصَي: مصغراً اسمه(٣) زيد وأمه فاطمة بنت سعد. وقصي هو الذي أجلى خزاعة عن البيت وجمع قومه الى مكة من الشعاب والأودية والجبال فسمي مجمعاً. قال الشاعر:

أبوكم قصي كان يدعى مجمِّعاً

به جمع اللّه القبائل من فِهْر(٤)

وكانت اليه(٥) الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء فحاز شرف قريش كله، وقسم مكة أرباعاً بين قومه وتيمَّنت قريش بأمره فما تنكح، ولا يُتشاور، ولا يُعقد لواء الا في داره، وكان أمره في قومه كالدين المتَّبع في حياته وبعد موته، فاتَّخذ دار الندوة وبابها في المسجد، وفيها كانت قريش تقضي أمورها. ولما توفي قُصي دفن بالحجون فكانوا يزرون قبره ويعظمونه.

ابن كلاب(٦) : وأمه هند بنت سرير، وهو أخو تيم من أبيه، وتيم هو الذي ينتهي اليه نسب أبي بكر.

____________________

(١) وكنيته أبو عبد شمس. وسبب تسميته بعبد مناف أن أمه لما ولدته، دفعته الى مناف (صنم بمكة) تديناً به.

(٢) ابن الأثير.

(٣) ابو المغيرة.

(٤) هو ابو القبائل.

(٥) أي حجابة البيت وسقاية الحاج ورفادة الضيوف و مركزية دار الشورى وعقد ألوية الحروب العامة.

(٦) ويكنى أبا زهرة.

١٩

ابن مرة(١) : (بضم الميم وشد الراء) وأمه محشية بنت شيبان، وأخوه عدي جد عمر بن الخطاب.

ابن كعب(٢) : وامه مارية بنت كعب القضاعية وكان عظيم القدر عند العرب وأرخوا(٢) لموته الى عام الفيل وكان بينهما خمسمئة وعشرون سنة.

ابن لؤي(٣) : تصغير اللأي وهو النور: وأمه عاتكة(٤) بنت يخلد بن النضر.

ابن غالب(٥) : وأمه ليلى بنت الحرث.

ابن فهر(٦) : (بالكسر) أمه جذلة بنت عامر الجرهمية وكان فهر رئيس الناس بمكة، وكان جمَّاع قريش.

ابن مالك: أمه عاتكة بنت عدوان.

ابن النضر: (بفتح النون وسكون الضاد المعجمة) سُمي بذلك لنضارة وجهه، قيل: كان اسمه(٧) قريش (فكل من ولد من النضر فهو قرشي ومن لم يلده النضر فليس بقرشي) أمه برة بنت مر بن اد بن طابخة.

ابن كنانة: امه عوانة بنت سعد.

ابن خزيمة: (تصغير خزمة) امه سلمى بنت أسلم.

____________________

(١) ويكنى أبا يقظة.

(٢) ابن الأثير (ص٩ - ج ٢).

(٣) ويكنى أبا كعب.

(٤)وهي أول العواتك التي ولدن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قريش.

(٥) ويكنى أبا تيم.

(٦) ويكني أبا غالب.

(٧) قيل لما جمعهم قصي قيل لهم قريش. والتقرش: التجمع. وقيل لاجتماع خصال الخير فيه.

٢٠