كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

كتاب شرح نهج البلاغة0%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 282

كتاب شرح نهج البلاغة

مؤلف: ابن أبي الحديد
تصنيف:

الصفحات: 282
المشاهدات: 25513
تحميل: 4336


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 282 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 25513 / تحميل: 4336
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء 14

مؤلف:
العربية

و أسلمت أم الفضل زوجته و كان العباس يهاب قومه و يكره خلافهم فكان يكتم إسلامه و كان ذا مال كثير متفرق في قومه و كان عدو الله أبو لهب قد تخلف عن بدر و بعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة و كذلك كانوا صنعوا لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا فلما جاء الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش كبته الله و أخزاه و وجدنا في أنفسنا قوة و عزا.قال و كنت رجلا ضعيفا و كنت أعمل القداح أنحتها في حجرة زمزم فو الله إني لجالس أنحت قداحي و عندي أم الفضل جالسة و قد سرنا ما جاءنا من الخبر إذ أقبل الفاسق أبو لهب يجر رجليه بشر حتى جلس إلى طنب الحجرة فكان ظهره إلى ظهري فبينا هو جالس إذ قال للناس هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قد قدم و كان شهد مع المشركين بدرا فقال أبو لهب هلم يا ابن أخي فعندك و الله الخبر قال فجلس إليه و الناس قيام حوله فقال يا ابن أخي أخبرني كيف كان أمر الناس قال لا شي‏ء و الله إن هو إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا فقتلونا كيف شاءوا و أسرونا كيف شاءوا و ايم الله مع ذلك ما لمت الناس لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء و الأرض لا و الله ما تبقي شيئا و لا يقوم لها شي‏ء قال أبو رافع فرفعت طنب الحجرة ثم قلت تلك و الله الملائكة قال فرفع أبو لهب يده فضرب بي الأرض ثم برك علي يضربني و كنت رجلا ضعيفا فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فأخذته فضربته على رأسه فشجته شجة منكرة و قالت استضعفته إذ غاب

١٨١

سيده فقام موليا ذليلا فو الله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة فقتلته.و لقد تركه ابناه ليلتين أو ثلاثا و ما يدفنانه حتى أنتن في بيته و كانت قريش تتقي العدسة و عدواها كما يتقي الناس الطاعون حتى قال لهما رجل من قريش ويحكما أ لا تستحيان أن أباكما قد أنتن في بيته لا تغيبانه قالا إنا نخشى هذه القرحة قال فانطلقا و أنا معكما فو الله ما غسلوه إلا قذفا عليه بالماء من بعيد ما يمسونه و أخرجوه فألقوه بأعلى مكة إلى كنان هناك و قذفوا عليه بالحجارة حتى واروه.قال محمد بن إسحاق فحضر العباس بدرا فأسر فيمن أسر و كان الذي أسره أبو اليسر كعب بن عمرو أحد بني سلمة فلما أمسى القوم و الأسارى محبوسون في الوثاق و بات رسول الله ص تلك الليلة ساهرا فقال له أصحابه ما لك لا تنام يا رسول الله قال سمعت أنين العباس من وثاقه فقاموا إليه فأطلقوه فنام رسول الله ص.قال و روى ابن عباسرحمه‌الله قال كان أبو اليسر رجلا مجموعا و كان العباس طويلا جسيما فقال رسول الله ص يا أبا اليسر كيف أسرت العباس قال يا رسول الله لقد أعانني عليه رجل ما رأيته من قبل من هيئته كذا قال ص لقد أعانك عليه ملك كريم

قال محمد بن إسحاق قد كان رسول الله ص في أول الوقعة فنهى أن يقتل أحد من بني هاشم قال حدثني بذلك الزهري عن عبد الله بن ثعلبة حليف بني زهرة قال و حدثني العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس عن بعض أهله عن عبد الله بن عباسرحمه‌الله

١٨٢

قال و قال النبي ص لأصحابه إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم و غيرهم قد أخرجوا كرها لا حاجة لنا بقتلهم فمن لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله و من لقي أبا البختري فلا يقتله و من لقي العباس بن عبد المطلب عم رسول الله ص فلا يقتله فإنه إنما خرج مستكرها فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة أ نقتل آباءنا و إخواننا و عشائرنا و نترك العباس و الله لئن لقيته لألحمنه السيف فسمعها رسول الله ص فقال لعمر بن الخطاب يا أبا حفص يقول عمر و الله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله ص بأبي حفص أ يضرب وجه عم رسول الله ص بالسيف فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنقه بالسيف فو الله لقد نافق قال فكان أبو حذيفة يقول و الله ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ و لا أزال منها خائفا أبدا إلا أن يكفرها الله عني بشهادة فقتل يوم اليمامة شهيدا قال محمد بن إسحاق و كان رسول الله ص لما استشار أبا بكر و عمر و سعد بن معاذ في أمر الأسارى غلظ عمر عليهم غلظة شديدة فقال يا رسول الله أطعني فيما أشير به عليك فإني لا آلوك نصحا قدم عمك العباس فاضرب عنقه بيدك و قدم عقيلا إلى علي أخيه يضرب عنقه و قدم كل أسير منهم إلى أقرب الناس إليه يقتله قال فكره رسول الله ص ذلك و لم يعجبه.

قال محمد بن إسحاق فلما قدم بالأسرى إلى المدينة قال رسول الله ص

١٨٣

افد نفسك يا عباس و ابني أخويك عقيل بن أبي طالب و نوفل بن الحارث بن عبد المطلب و حليفك عقبة بن عمرو فإنك ذو مال فقال العباس يا رسول الله إني كنت مسلما و لكن القوم استكرهوني فقال ص الله أعلم بإسلامك إن يكن ما قلت حقا فإن الله يجزيك به و أما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافتد نفسك و قد كان رسول الله ص أخذ منه عشرين أوقية من ذهب أصابها معه حين أسر فقال العباس يا رسول الله احسبها لي من فدائي فقال ص ذاك شي‏ء أعطانا الله منك فقال يا رسول الله فإنه ليس لي مال قال فأين المال الذي وضعته بمكة حين خرجت عند أم الفضل بنت الحارث و ليس معكما أحد ثم قلت إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا و كذا و لعبد الله كذا و كذا و لقثم كذا و كذا فقال العباس و الذي بعثك بالحق يا رسول الله ما علم بهذا أحد غيري و غيرها و إني لأعلم أنك رسول الله ثم فدى نفسه و ابني أخويه و حليفه قال الواقدي قدم رسول الله ص من الأثيل زيد بن حارثة و عبد الله بن رواحة يبشران الناس بالمدينة فجاء يوم الأحد في الضحى و فارق عبد الله زيدا بالعقيق فجعل عبد الله ينادي عوالي المدينة يا معشر الأنصار أبشروا بسلامة رسول الله و قتل المشركين و أسرهم قتل ابنا ربيعة و ابنا الحجاج و أبو جهل و زمعة بن الأسود و أمية بن خلف و أسر سهيل بن عمرو ذو الأنياب في أسرى كثير قال عاصم بن عدي فقمت إليه فنحوته فقلت أ حقا ما تقول يا ابن رواحة قال إي و الله و غدا يقدم رسول الله إن شاء الله و معه الأسرى مقرنين ثم تتبع دور الأنصار بالعالية يبشرهم دارا دارا و الصبيان يشتدون معه و يقولون قتل أبو جهل الفاسق حتى انتهوا إلى

١٨٤

دور بني أمية بن زيد و قدم زيد بن حارثة على ناقة النبي ص القصواء يبشر أهل المدينة فلما جاء المصلى صاح على راحلته قتل عتبة و شيبة ابنا ربيعة و ابنا الحجاج و أبو جهل و أبو البختري و زمعة بن الأسود و أمية بن خلف و أسر سهيل بن عمرو ذو الأنياب في أسرى كثيرة فجعل الناس لا يصدقون زيد بن حارثة و يقولون ما جاء زيد إلا فلا حتى غاظ المسلمين ذلك و خافوا قال و كان قدوم زيد حين سووا على رقية بنت رسول الله ص التراب بالبقيع فقال رجل من المنافقين لأسامة بن زيد قتل صاحبكم و من معه و قال رجل من المنافقين لأبي لبابة بن عبد المنذر قد تفرق أصحابكم تفرقا لا يجتمعون معه أبدا و قد قتل علية أصحابكم و قتل محمد و هذه ناقته نعرفها و هذا زيد بن حارثة لا يدري ما يقول من الرعب و قد جاء فلا فقال أبو لبابة كذب الله قولك و قالت يهود ما جاء زيد إلا فلا قال أسامة بن زيد فجئت حتى خلوت بأبي فقلت يا أبت أ حق ما تقول فقال إي و الله حقا يا بني فقويت نفسي فرجعت إلى ذلك المنافق فقلت أنت المرجف برسول الله و بالمسلمين لنقدمنك إلى رسول الله ص إذا قدم فليضربن عنقك فقال يا أبا محمد إنما هو شي‏ء سمعت الناس يقولونه.قال الواقدي فقدم بالأسرى و عليهم شقران و هم تسعة و أربعون رجلا الذين أحصوا و هم سبعون في الأصل مجمع عليه لا شك فيه إلا أنهم لم يحص سائرهم و لقي الناس رسول الله ص بالروحاء يهنئونه بفتح الله عليه فلقيه وجوه الخزرج فقال سلمة بن سلامة بن وقش ما الذي تهنئونه فو الله ما قتلنا إلا عجائز صلعا فتبسم النبي ص فقال يا ابن أخي أولئك الملأ لو رأيتهم لهبتهم و لو أمروك لأطعتهم و لو رأيت فعالك مع فعالهم لاحتقرتها و بئس القوم كانوا على ذلك لنبيهم فقال سلمة أعوذ بالله من غضبه و غضب رسوله إنك يا رسول الله لم تزل عني معرضا منذ كنا بالروحاء

١٨٥

في بدأتنا فقال ص أما ما قلت للأعرابي وقعت على ناقتك فهي حبلى منك ففحشت و قلت ما لا علم لك به و أما ما قلت في القوم فإنك عمدت إلى نعمة من نعم الله تزهدها فقبل رسول الله ص معذرته و كان من علية أصحابه.قال الواقدي فروى الزهري قال لقي أبو هند البياضي مولى فروة بن عمرو رسول الله و معه حميت مملوء حيسا أهداه له فقال رسول الله ص إنما أبو هند رجل من الأنصار فأنكحوه و أنكحوا إليه.قال الواقدي و لقيه أسيد بن حضير فقال يا رسول الله الحمد لله الذي ظفرك و أقر عينك و الله يا رسول الله ما كان تخلفي عن بدر و أنا أظن بك أنك تلقى عدوا و لكني ظننت أنها العير و لو ظننت أنه عدو لما تخلفت فقال رسول الله صدقت.قال و لقيه عبد الله بن قيس بتربان فقال يا رسول الله الحمد لله على سلامتك و ظفرك كنت يا رسول الله ليالي خرجت مورودا أي محموما فلم تفارقني حتى كان بالأمس فأقبلت إليك فقال آجرك الله.قال الواقدي و كان سهيل بن عمرو لما كان بتنوكة بين السقيا و ملل كان مع مالك بن الدخشم الذي أسره فقال له خل سبيلي للغائط فقام معه فقال سهيل إني أحتشم فاستأخر عنى فاستأخر عنه فمضى سهيل على وجهه انتزع يده من القرآن و مضى فلما أبطأ سهيل على مالك بن الدخشم أقبل فصاح في الناس فخرجوا في طلبه و خرج النبي ص في طلبه بنفسه و قال من وجده فليقتله فوجده رسول الله

١٨٦

ص بنفسه أخفى نفسه بين شجرات فأمر به فربطت يداه إلى عنقه ثم قرنه إلى راحلته فلم يركب سهيل خطوة حتى قدم المدينة.قال الواقدي فحدثني إسحاق بن حازم بن عبد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال لقي رسول الله ص أسامة بن زيد و رسول الله ص على ناقته القصوى فأجلسه بين يديه و سهيل بن عمرو مجبوب و يداه إلى عنقه فلما نظر إلى سهيل قالوا يا رسول الله أبو يزيد قال نعم هذا الذي كان يطعم الخبز بمكة و قال البلاذري قال أسامة و هو يومئذ غلام يا رسول الله هذا الذي كان يطعم الناس بمكة السريد يعني الثريد.قلت هذه لثغة مقلوبة لأن الألثغ يبدل السين ثاء و هذا أبدل الثاء سينا و من الناس من يرويها هذا الذي كان يطعم الناس بمكة الشريد بالشين المعجمة.قال البلاذري و حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري عن أشياخه أن أسامة رأى سهيلا يومئذ فقال يا رسول الله هذا الذي كان يطعم السريد بمكة فقال رسول الله ص هذا أبو يزيد الذي يطعم الطعام و لكنه سعى في إطفاء نور الله فأمكن الله منه.قال و فيه يقول أمية بن أبي الصلت الثقفي:

يا با يزيد رأيت سيبك واسعا

و سماء جودك تستهل فتمطر

١٨٧

قال و فيه يقول مالك بن الدخشم و هو الذي أسره يوم بدر:

أسرت سهيلا فلا أبتغي

به غيره من جميع الأمم

و خندف تعلم أن الفتى

سهيلا فتاها إذا تظلم

ضربت بذي الشفر حتى انثنى

و أكرهت نفسي على ذي العلم

أي على ذي العلم بسكون اللام و لكنه حركه للضرورة.و كان سهيل أعلم مشقوق الشفة العليا فكانت أنيابه بادية فلذلك قالوا ذو الأنياب.قال الواقدي و لما قدم بالأسرى كانت سودة بنت زمعة زوج النبي ص عند آل عفراء في مناحتهم على عوف و معوذ و ذلك قبل أن يضرب الحجاب قالت سودة فأتينا فقيل لنا هؤلاء الأسرى قد أتي بهم فخرجت إلى بيتي و رسول الله ص فيه و إذا أبو يزيد مجموعة يداه إلى عنقه في ناحية البيت فو الله ما ملكت نفسي حين رأيته مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألا متم كراما فو الله ما راعني إلا قول رسول الله ص من البيت يا سودة أ على الله و على رسوله فقلت يا نبي الله و الذي بعثك بالحق إني ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت ما قلت.قال الواقدي و حدثني خالد بن إلياس قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال دخل يومئذ خالد بن هشام بن المغيرة و أمية بن أبي حذيفة منزل أم سلمة و أم سلمة في مناحة آل عفراء فقيل لها أتي بالأسرى فخرجت فدخلت عليهم فلم تكلمهم حتى

١٨٨

رجعت فتجد رسول الله ص في بيت عائشة فقالت يا رسول الله إن بني عمي طلبوا أن يدخل بهم علي فأضيفهم و أدهن رءوسهم و ألم من شعثهم و لم أحب أن أفعل شيئا من ذلك حتى أستأمرك فقال ص لست أكره شيئا من ذلك فافعلي من هذا ما بدا لك قال الواقدي و حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال قال أبو العاص بن الربيع كنت مستأسرا مع رهط من الأنصار جزاهم الله خيرا كنا إذا تعشينا أو تغدينا آثروني بالخبز و أكلوا التمر و الخبز عندهم قليل و التمر زادهم حتى إن الرجل لتقع في يده الكسرة فيدفعها إلي و كان الوليد بن الوليد بن المغيرة يقول مثل ذلك و يزيد قال و كانوا يحملوننا و يمشون.و قال محمد بن إسحاق في كتابه كان أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس ختن رسول الله ص زوج ابنته زينب و كان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا و أمانة و تجارة و كان ابنا لهالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد و كان الربيع بن عبد العزى بعل هذه فكانت خديجة خالته فسألت خديجة رسول الله ص أن يزوجه زينب و كان رسول الله ص لا يخالف خديجة و ذلك قبل أن ينزل عليه الوحي فزوجه إياها فكان أبو العاص من خديجة بمنزلة ولدها فلما أكرم الله رسوله بنبوته آمنت به خديجة و بناته كلهن و صدقته و شهدن أن ما جاء به حق و دن بدينه و ثبت أبو العاص على شركه و كان رسول الله ص قد زوج عتبة بن أبي إحدى ابنتيه رقية أو أم كلثوم و ذلك من قبل أن ينزل عليه فلما أنزل عليه الوحي و نادى قومه بأمر الله باعدوه فقال بعضهم لبعض إنكم قد فرغتم محمد من همه أخذتم عنه بناته و أخرجتموهن من عياله فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن فمشوا إلى أبي العاص بن الربيع فقالوا فارق صاحبتك بنت محمد و نحن نزوجك أي

١٨٩

امرأة شئت من قريش فقال لا ها الله إذن لا أفارق صاحبتي و ما أحب أن لي بها امرأة من قريش فكان رسول الله ص إذا ذكره يثني عليه خيرا في صهره ثم مشوا إلى الفاسق عتبة بن أبي لهب فقالوا له طلق بنت محمد و نحن ننكحك أي امرأة شئت من قريش فقال إن أنتم زوجتموني ابنة أبان بن سعيد بن العاص أو ابنة سعيد بن العاص فارقتها فزوجوه ابنة سعيد بن العاص ففارقها و لم يكن دخل بها فأخرجها الله من يده كرامة لها و هوانا له ثم خلف عليها عثمان بن عفان بعده و كان رسول الله ص مغلوبا على أمره بمكة لا يحل و لا يحرم و كان الإسلام قد فرق بين زينب و أبي العاص إلا أن رسول الله ص كان لا يقدر و هو بمكة أن يفرق بينهما فأقامت معه على إسلامها و هو على شركه حتى هاجر رسول الله ص إلى المدينة و بقيت زينب بمكة مع أبي العاص فلما سارت قريش إلى بدر سار أبو العاص معهم فأصيب في الأسرى يوم بدر فأتي به النبي ص فكان عنده مع الأسارى فلما بعث أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بعلها بمال و كان فيما بعثت به قلادة كانت خديجة أمها أدخلتها بها على أبي العاص ليلة زفافها عليه فلما رآها رسول الله ص رق لها رقة شديدة و قال للمسلمين إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها و تردوا عليها ما بعثت به من الفداء فافعلوا فقالوا نعم يا رسول الله نفديك بأنفسنا و أموالنا فردوا عليها ما بعثت به و أطلقوا لها أبا العاص بغير فداء.قلت قرأت على النقيب أبي جعفر يحيى بن أبي زيد البصري العلويرحمه‌الله هذا الخبر فقال أ ترى أبا بكر و عمر لم يشهدا هذا المشهد أ ما كان يقتضي التكريم و الإحسان

١٩٠

أن يطيب قلب فاطمة بفدك و يستوهب لها من المسلمين أ تقصر منزلتها عند رسول الله ص عن منزله زينب أختها و هي سيدة نساء العالمين هذا إذا لم يثبت لها حق لا بالنحلة و لا بالإرث فقلت له فدك بموجب الخبر الذي رواه أبو بكر قد صار حقا من حقوق المسلمين فلم يجز له أن يأخذه منهم فقال و فداء أبي العاص بن الربيع قد صار حقا من حقوق المسلمين و قد أخذه رسول الله ص منهم فقلت رسول الله ص صاحب الشريعة و الحكم حكمه و ليس أبو بكر كذلك فقال ما قلت هلا أخذه أبو بكر من المسلمين قهرا فدفعه إلى فاطمة و إنما قلت هلا استنزل المسلمين عنه و استوهبه منهم لها كما استوهب رسول الله ص المسلمين فداء أبي العاص أ تراه لو قال هذه بنت نبيكم قد حضرت تطلب هذه النخلات أ فتطيبون عنها نفسا أ كانوا منعوها ذلك فقلت له قد قال قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد نحو هذا قال إنهما لم يأتيا بحسن في شرع التكرم و إن كان ما أتياه حسنا في الدين.قال محمد بن إسحاق و كان رسول الله ص لما أطلق سبيل أبي العاص أخذ عليه فيما نرى أو شرط عليه في إطلاقه أو أن أبا العاص وعد رسول الله ص ابتداء بأن يحمل زينب إليه إلى المدينة و لم يظهر ذلك من أبي العاص و لا من رسول الله ص إلا أنه لما خلي سبيله و خرج إلى مكة بعث رسول الله ص بعده زيد بن حارثة و رجلا من الأنصار فقال لهما كونا بمكان كذا حتى تمر بكما زينب فتصحبانها حتى تأتياني بها فخرجا نحو مكة و ذلك بعد بدر بشهر

١٩١

أو شيعه فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها فأخذت تتجهز قال محمد بن إسحاق فحدثت عن زينب أنها قالت بينا أنا أتجهز للحوق بأبي لقيتني هند بنت عتبة فقالت أ لم يبلغني يا بنت محمد أنك تريدين اللحوق بأبيك فقلت ما أردت ذلك فقالت أي بنت عم لا تفعلي إن كانت لك حاجة في متاع أو فيما يرفق بك في سفرك أو مال تبلغين به إلى أبيك فإن عندي حاجتك فلا تضطني مني فإنه لا يدخل بين النساء ما يدخل بين الرجال قالت و ايم الله إني لأظنها حينئذ صادقة ما أظنها قالت حينئذ إلا لتفعل و لكن خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك قالت و تجهزت حتى فرغت من جهازي فحملني أخو بعلي و هو كنانة بن الربيع.قال محمد بن إسحاق قدم لها كنانة بن الربيع بعيرا فركبته و أخذ قوسه و كنانته و خرج بها نهارا يقود بعيرها و هي في هودج لها و تحدث بذلك الرجال من قريش و النساء و تلاومت في ذلك و أشفقت أن تخرج ابنة محمد من بينهم على تلك الحال فخرجوا في طلبها سراعا حتى أدركوها بذي طوى فكان أول من سبق إليها هبار بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي و نافع بن عبد القيس الفهري فروعها هبار بالرمح و هي في الهودج و كانت حاملا فلما رجعت طرحت ما في بطنها و قد كانت من خوفها رأت دما و هي في الهودج فلذلك أباح رسول الله ص يوم فتح مكة دم هبار بن الأسود.

١٩٢

قلت و هذا الخبر أيضا قرأته على النقيب أبي جعفررحمه‌الله فقال إذا كان رسول الله ص أباح دم هبار بن الأسود لأنه روع زينب فألقت ذا بطنها فظهر الحال أنه لو كان حيا لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها فقلت أروي عنك ما يقوله قوم إن فاطمة روعت فألقت المحسن فقال لا تروه عني و لا ترو عني بطلانه فإني متوقف في هذا الموضع لتعارض الأخبار عندي فيه.قال الواقدي فبرك حموها كنانة بن الربيع و نثل كنانته بين يديه ثم أخذ منها سهما فوضعه في كبد قوسه و قال أحلف بالله لا يدنو اليوم منها رجل إلا وضعت فيه سهما فتكر الناس عنه.قال و جاء أبو سفيان بن حرب في جلة من قريش فقال أيها الرجل اكفف عنا نبلك حتى نكلمك فكف فأقبل أبو سفيان حتى وقف عليه فقال إنك لم تحسن و لم تصب خرجت بالمرأة على رءوس الناس علانية جهارا و قد عرفت مصيبتنا و نكبتنا و ما دخل علينا من محمد أبيها فيظن الناس إذا أنت خرجت بابنته إليه جهارا أن ذلك عن ذل أصابنا و أن ذلك منا وهن و لعمري ما لنا في حبسها عن أبيها من حاجة و ما فيها من ثأر و لكن ارجع بالمرأة حتى إذا هدأت الأصوات و تحدث الناس بردها سلها سلا خفيا فألحقها بأبيها فردها كنانة بن الربيع إلى مكة فأقامت بها ليالي حتى إذا هدأ الصوت عنها حملها على بعيرها و خرج بها ليلا حتى سلمها إلى زيد بن حارثة و صاحبه فقدما بها على رسول الله ص.

قال محمد بن إسحاق فروى سليمان بن يسار عن أبي إسحاق الدوسي عن

١٩٣

أبي هريرة قال بعث رسول الله ص سرية أنا فيها إلى عير لقريش فيها متاع لهم و ناس منهم فقال إن ظفرتم بهبار بن الأسود و نافع بن عبد قيس فحرقوهما بالنار حتى إذا كان الغد بعث فقال لنا إني كنت قد أمرتكم بتحريق الرجلين إن أخذتموهما ثم رأيت أنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بالنار إلا الله تعالى فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما و لا تحرقوهما.قلت لقائل من المجبرة أن يقول أ ليس هذا نسخ الشي‏ء قبل تقضي وقت فعله و أهل العدل لا يجيزون ذلك و هذا السؤال مشكل و لا جواب عنه إلا بدفع الخبر أما بتضعيف أحد من رواته أو إبطال الاحتجاج به لكونه خبر واحد أو بوجه آخر و هو أن نجيز للنبي الاجتهاد في الأحكام الشرعية كما يذهب إليه كثير من شيوخنا و هو مذهب القاضي أبي يوسف صاحب أبي حنيفة و مثل هذا الخبر حديث براءة و إنفاذها مع أبي بكر و بعث علي ع فأخذها منه في الطريق و قرأها على أهل مكة بعد أن كان أبو بكر هو المأمور بقراءتها عليهم.فأما البلاذري فإنه روى أن هبار بن الأسود كان ممن عرض لزينب بنت رسول الله ص حين حملت من مكة إلى المدينة فكان رسول الله ص يأمر سراياه إن ظفروا به أن يحرقوه بالنار ثم قال لا يعذب بالنار إلا رب النار و أمرهم إن ظفروا به أن يقطعوا يديه و رجليه و يقتلوه فلم يظفروا به حتى إذا كان يوم الفتح هرب هبار ثم قدم على رسول الله ص بالمدينة و يقال أتاه بالجعرانة حين فرغ من أمر حنين فمثل بين يديه و هو يقول أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله فقبل إسلامه و أمر ألا يعرض له و خرجت سلمى مولاة رسول الله ص

١٩٤

فقالت لا أنعم الله بك عينا فقال رسول الله ص مهلا فقد محا الإسلام ما قبله.قال البلاذري فقال الزبير بن العوام لقد رأيت رسول الله ص بعد غلظته على هبار بن الأسود يطأطئ رأسه استحياء منه و هبار يعتذر إليه و هو يعتذر إلى هبار أيضا.قال محمد بن إسحاق فأقام أبو العاص بمكة على شركه و أقامت زينب عند أبيها ص بالمدينة قد فرق بينهما الإسلام حتى إذا كان قبل الفتح خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام بمال له و أموال لقريش أبضعوا بها معه و كان رجلا مأمونا فلما فرغ من تجارته و أقبل قافلا لقيته سرية لرسول الله ص فأصابوا ما معه و أعجزهم هو هاربا فخرجت السرية بما أصابت من ماله حتى قدمت به على رسول الله ص و خرج أبو العاص تحت الليل حتى دخل على زينب ابنة رسول الله ص منزلها فاستجار بها فأجارته و إنما جاء في طلب ماله الذي أصابته تلك السرية فلما كبر رسول الله ص في صلاة الصبح و كبر الناس معه صرخت زينب من صفة النساء أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فصلى رسول الله ص بالناس الصبح فلما سلم من الصلاة أقبل عليهم فقال أيها الناس هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال أما و الذي نفس محمد بيده ما علمت بشي‏ء مما كان حتى سمعتم إنه يجير على الناس أدناهم ثم انصرف و دخل على ابنته زينب فقال أي بنية أكرمي مثواه و أحسني قراه و لا يصلن إليك فإنك

١٩٥

لا تحلين له ثم بعث إلى تلك السرية الذين كانوا أصابوا مال أبي العاص فقال لهم إن هذا الرجل منا بحيث علمتم و قد أصبتم له مالا فإن تحسنوا و تردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك و إن أبيتم فهو في‏ء الله الذي أفاء عليكم و أنتم أحق به فقالوا يا رسول الله بل نرده عليه فردوا عليه ماله و متاعه حتى إن الرجل كان يأتي بالحبل و يأتي الآخر بالشنة و يأتي الآخر بالإداوة و الآخر بالشظاظ حتى ردوا ماله و متاعه بأسره من عند آخره و لم يفقد منه شيئا ثم احتمل إلى مكة فلما قدمها أدى إلى كل ذي مال من قريش ماله ممن كان أبضع معه بشي‏ء حتى إذا فرغ من ذلك قال لهم يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه قالوا لا فجزاك الله خيرا لقد وجدناك وفيا كريما قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و الله ما منعني من الإسلام إلا تخوف أن تظنوا أني أردت أن آكل أموالكم و أذهب بها فإذ سلمها الله لكم و أداها إليكم فإني أشهدكم أني قد أسلمت و اتبعت دين محمد ثم خرج سريعا حتى قدم على رسول الله المدينة.قال محمد بن إسحاق فحدثني داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله ص رد زينب بعد ست سنين على أبي العاص بالنكاح الأول لم يحدث شيئا قال الواقدي فلما فرغ رسول الله ص من أمر الأسارى و فرق الله عز و جل ببدر بين الكفر و الإيمان أذل رقاب المشركين و المنافقين و اليهود و لم يبق بالمدينة يهودي و لا منافق إلا خضعت عنقه.

١٩٦

و قال قوم من المنافقين ليتنا خرجنا معه حتى نصيب غنيمة و قالت يهود فيما بينها هو الذي نجد نعته في كتبنا و الله لا ترفع له راية بعد اليوم إلا ظهرت.و قال كعب بن الأشرف بطن الأرض اليوم خير من ظهرها هؤلاء أشراف الناس و ساداتهم و ملوك العرب و أهل الحرم و الأمن قد أصيبوا و خرج إلى مكة فنزل على أبي وداعة بن ضبيرة و جعله يرسل هجاء المسلمين و رثى قتلى بدر من المشركين فقال:

طحنت رحى بدر لمهلك أهله

و لمثل بدر يستهل و يدمع

قتلت سراة الناس حول حياضه

لا تبعدوا إن الملوك تصرع

و يقول أقوام أذل بعزهم

إن ابن أشرف ظل كعبا يجزع

صدقوا فليت الأرض ساعة قتلوا

ظلت تسيخ بأهلها و تصدع

نبئت أن الحارث بن هشامهم

في الناس يبني الصالحات و يجمع

ليزور يثرب بالجموع و إنما

يسعى على الحسب القديم الأروع

قال الواقدي أملاها علي عبد الله بن جعفر و محمد بن صالح و ابن أبي الزناد فلما أرسل كعب هذه الأبيات أخذها الناس بمكة عنه و أظهروا المراثي و قد كانوا حرموها كيلا يشمت المسلمون بهم و جعل الصبيان و الجواري ينشدونها بمكة فناحت بها قريش

١٩٧

على قتلاها شهرا و لم تبق دار بمكة إلا فيها النوح و جز النساء شعورهن و كان يؤتى براحلة الرجل منهم أو بفرسه فتوقف بين أظهرهم فينوحون حولها و خرجن إلى السكك و ضربن الستور في الأزقة و قطعن فخرجن إليها ينحن و صدق أهل مكة رؤيا عاتكة و جهيم بن الصلت.قال الواقدي و كان الذين قدموا من قريش في فداء الأسرى أربعة عشر رجلا و قيل خمسة عشر رجلا و كان أول من قدم المطلب بن أبي وداعة ثم قدم الباقون بعده بثلاث ليال.قال فحدثني إسحاق بن يحيى قال سألت نافع بن جبير كيف كان الفداء قال أرفعهم أربعة آلاف إلى ثلاثة آلاف إلى ألفين إلى ألف إلا قوما لا مال لهم من عليهم رسول الله ص.قال الواقدي و قال رسول الله ص في أبي وداعة إن له بمكة ابنا كيسا له مال و هو مغل فداءه فلما قدم افتداه بأربعة آلاف و كان أول أسير افتدي و ذلك أن قريشا قالت لابنه المطلب بن أبي وداعة و رأته يتجهز يخرج إليه لا تعجل فإنا نخاف أن تفسد علينا في أسارانا و يرى محمد تهالكنا فيغلي علينا الفدية فإن كنت تجد فإن كل قومك لا يجدون من السعة ما تجد فقال لا أخرج حتى تخرجوا فخادعهم حتى إذا غفلوا خرج من الليل على راحلته فسار أربعة ليال إلى المدينة فافتدى أباه بأربعة آلاف فلامه قريش في ذلك فقال ما كنت لأترك أبي أسيرا في أيدي القوم و أنتم مضجعون فقال أبو سفيان بن حرب إن هذا غلام حدث يعجب بنفسه و برأيه و هو مفسد عليكم إني و الله غير مفتد عمرو بن أبي سفيان و لو مكث سنة

١٩٨

أو يرسله محمد و الله ما أنا بأعوذكم و لكني أكره أن أدخل عليكم ما يشق عليكم و لكن يكون عمرو كأسوتكم.قال الواقدي فأما أسماء القوم الذين قدموا في الأسرى فإنه قدم من بني عبد شمس الوليد بن عقبة بن أبي معيط و عمرو بن الربيع أخو أبي العاص بن الربيع و من بني نوفل بن عبد مناف جبير بن مطعم و من بني عبد الدار بن قصي طلحة بن أبي طلحة و من بني أسد بن عبد العزى بن قصي عثمان بن أبي حبيش و من بني مخزوم عبد الله بن أبي ربيعة و خالد بن الوليد و هشام بن الوليد بن المغيرة و فروة بن السائب و عكرمة بن أبي جهل و من بني جمح أبي بن خلف و عمير بن وهب و من بني سهم المطلب بن أبي وداعة و عمرو بن قيس و من بني مالك بن حسل مكرز بن حفص بن الأحنف كل هؤلاء قدموا المدينة في فداء أهلهم و عشائرهم و كان جبير بن مطعم يقول دخل الإسلام في قلبي منذ قدمت المدينة في الفداء سمعت رسول الله ص يقرأ في صلاة المغرب وَ اَلطُّورِ وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ فاستمعت قراءته فدخل الإسلام في قلبي منذ ذلك اليوم

القول في تفصيل أسماء أسارى بدر و من أسرهم

قال الواقدي أسر من بني هاشم العباس بن عبد المطلب أسره أبو اليسر كعب بن عمرو و عقيل بن أبي طالب أسره عبيد بن أوس الظفري و نوفل بن الحارث

١٩٩

بن عبد المطلب أسره جبار بن صخر و أسر حليف لبني هاشم من بني فهر اسمه عتبة فهؤلاء أربعة.و من بني المطلب بن عبد مناف السائب بن عبيد و عبيد بن عمرو بن علقمة رجلان أسرهما سلمة بن أسلم بن حريش الأشهلي.قال الواقدي حدثني بذلك ابن أبي حبيبة قال و لم يقدم لهما أحد و كانا لا مال لهما ففك رسول الله ص عنهما بغير فدية.و من بني عبد شمس بن عبد مناف عقبة بن أبي معيط المقتول صبرا على يد عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح بأمر رسول الله أسره عبد الله بن أبي سلمة العجلاني و الحارث بن أبي وحرة بن أبي عمرو بن أمية أسره سعد بن أبي وقاص فقدم في فدائه الوليد بن عقبة بن أبي معيط فافتداه بأربعة آلاف.قال الواقدي و قد كان الحارث هذا لما أمر النبي ص برد الأسارى ثم أقرع بين أصحابه عليهم وقع في سهم سعد بن أبي وقاص الذي كان أسره أول مرة و عمرو بن أبي سفيان أسره علي بن أبي طالب ع و صار بالقرعة في سهم رسول الله ص فأطلقه بغير فدية أطلقه بسعد بن النعمان بن أكال من بني معاوية خرج معتمرا فحبس بمكة فلم يطلقه المشركون حتى أطلق رسول الله ص عمرو بن أبي سفيان.و روى محمد بن إسحاق في كتاب المغازي أن عمرو بن أبي سفيان أسره علي ع يوم بدر و كانت أمه ابنة عقبة بن أبي معيط فمكث في يد رسول الله ص فقيل لأبي سفيان أ لا تفتدي ابنك عمرا قال أ يجمع علي دمي و مالي قتلوا حنظلة و أفتدي عمرا دعوه في أيديهم فليمسكوه ما بدا لهم فبينا هو محبوس بالمدينة خرج

٢٠٠