أعلام الدين في صفات المؤمنين

أعلام الدين في صفات المؤمنين0%

أعلام الدين في صفات المؤمنين مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: كتب متنوعة
ISBN: 4-5503-75-2
الصفحات: 531

أعلام الدين في صفات المؤمنين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ الجليل الحسن بن ابي الحسن الديلمي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: ISBN: 4-5503-75-2
الصفحات: 531
المشاهدات: 115214
تحميل: 8542

توضيحات:

أعلام الدين في صفات المؤمنين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 531 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 115214 / تحميل: 8542
الحجم الحجم الحجم
أعلام الدين في صفات المؤمنين

أعلام الدين في صفات المؤمنين

مؤلف:
ISBN: 4-5503-75-2
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ويولد الغفلة ، وإياكم واستشعار الطمع ، فإنه يشوب القلب شدّة الحرص ، ويختم على القلوب بطبائع حب الدنيا ، وهو مفتاح كل سيئة ، ورأس كل خطيئة ، وسبب إحباط كل حسنة »(1) .

الخامس والعشرون : عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « إنما هو خير يرجى ، أو شر يتقى ، أو باطل عُرف فاجتنب ، أو حق تيقن فطلب ، وآخرة أظلّ إقبالها فسُعي لها ، ودنيا عرف نفادها فأعرض عنها ، وكيف يعمل للآخرة ، من لا تنقطع من الدنيا رغبته ، ولا تنقضي فيها شهوته ، إن العجب كل العجب لمن صدّق بدار البقاء ، وهو يسعى لدار الفناء! وعرف أنّ رضى الله في طاعته ، وهو يسعى في مخالفته! »(2) .

السادس والعشرون : عن أبي أيوب الأنصاري قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « حَلّوا أنفسكم الطاعة ، وألبسوها قناع المخافة ، واجعلوا آخرتكم لأنفسكم ، وسعيكم لمستقركم ، واعلموا أنكم عن قليل راحلون ، وإلى الله صائرون ، ولا يغني عنكم هنالك إلا صالح عمل قدمتموه ، وحسن ثواب أحرزتموه ، فإنكم إنما تقدمون على ما قدّمتم ، وتجازون على ما أسلفتم ، فلا تخد عنّكم زخارف دنيا دنية ، عن مراتب جنات عَلِيّة ، فكأن قد انكشف القناع ، وارتفع الإرتياب ، ولاقىّ كل أمريء مستقره ، وعرف مثواه ومنقلبه »(3) .

السابع والعشرون : عن أبي هريرة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في خطبة ـ : « لا تكونوا ممن خدعته العاجلة ، وغرته الاُمنية ، فاستهوته الخدعة ، فركن إلى دار سوء ، سريعة الزوال وشيكة الانتقال ، إنه لم يبق من دنياكم هذه في جنب ما مضى إلا كإناخة راكب ، أو صّر حالب(4) ، فعلام تعرجون ، وماذا تنتظرون ، فكأنكم ـ والله ـ وما أصبحتم فيه من الدنيا لم يكن ، وما تصيرون إليه من الآخرة لم يزل ، فخذوا الاُهبة لأزوف(5) النقلة ، وأعدّوا الزاد لقرب الرحلة ، واعلموا أنّ كل

__________________

1 ـ البحار 77 : 182 عن أعلام الدين.

2 ـ أخرجه المجلسي في البحار 77 : 182 عن أعلام الدين.

3 ـ البحار 77 : 182 عن أعلام الدين.

4 ـ صر الحالب الناقة : عادة عندهم يصرّون ضرع الناقة الحلوب إذا أرسلوها إلى المرعى فإذا راحت إليهم عشياً حلوا الصرار وحلبوها. « لسان العرب ـ صرر ـ 4 : 451 ».

5 ـ يقال ازِفَ شخوص فلان أزفاً وأزوفاً : أي قرب « مجمع البحرين ـ أزف ـ 5 : 23 ».

٣٤١

أمرىء ما قدّم قادم ، وعلى ما خلّف نادم »(1) .

الحديث الثامن والعشرون : عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « أيها الناس ، بسيط الأمل متقدم حلول الأجل ، والمعاد مضمار العمق ، فمغتبط بما احتقب غانم ، ومبتئس بما فاته نادم.

أيها الناس ، إن الطمع فقر ، واليأس غنى ، والقناعة راحة ، والعزلة عبادة ، والعمل كنز ، والدنيا معدن ، والله ما يساوى ما مضى من دنياكم هذه بأهداب بُردي هذا ، ولما بقي منها أشبه بما مضى من الماء بالماء ، وكلّ إلى بقاء وشيك وزوال قريب ، فبادروا العمل وأنتم في مهل الأنفاس ، وجدّة الأحلاس(2) ، قبل أن تؤخذوا بالكظم(3) فلا ينفع الندم »(4) .

التاسع والعشرون : عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « تكون أمتي في الدنيا ثلاثة أطباق :

أما الطبق الأول : فلا يحبّون جمع المال وادخاره ، ولا يسعون في اقتنائه واحتكاره ، وإنما رضاهم من الدنيا سد جوعة وستر عورة ، وغناهم فيها ما بلغ بهم الآخرة ، فأولئك الآمنون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

وأما الطبق الثاني : فإنّهم يحبّون جمع المال من أطيب وجوهه وأحسن سبله ، يصلون به أرحامهم ، ويبرّون به إخوانهم ، ويواسون به فقراءهم ، ولعضُّ أحدهم على الرضف(5) ، أيسر عليه من أن يكتسب درهماً من غير حلّه ، أويمنعه من حقه أن يكون له خازناً إلى حين موته ، فأولئك الذين إن نوقشوا عذّبوا ، وإن عفي عنهم سلموا.

وأما الطبق الثالث : فإنهم يحبٌون جمع المال ممّا حلّ وحرم ، ومنعه ممّا افترض ووجب ، إن أنفقوه أنفقوا إسرافاً وبداراً ، وإن امسكوه أمسكوا بخلاً واحتكاراً ، اُولئك الذين ملكت الدنيا زمام قلوبهم ، حتى أوردتهم النار بذنوبهم »(6) .

__________________

1 ـ البحار 77 : 183.

2 ـ الأحلاس : جمع حلس ، وهو قماش يبسط في البيت تحت الثياب « القاموس المحيط ـ حلس ـ 2 : 207 ».

3 ـ الكظم : مخرج ألنفس « القاموس ـ كظم ـ 4 : 172 ».

4 ـ بحار الأنوار 77 : 183 عن أعلام الدين.

5 ـ الرضف : الحجارة المحماة. « الصحاح ـ رضف ـ 4 : 1365 ».

6 ـ بحار الأنوار 77 : 184 عن أعلام الدين.

٣٤٢

الثلاثون : عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله تعالى ، وأن تحمدهم على رزق الله تعالى ، وأن تذمّهم على مالم يؤتك الله ، إن رزق الله لا يجرّه حرص حريص ، ولا يردّه كراهة كاره ، إن الله ـ تبارك اسمه ـ بحكمته جعل الروح والفرح في الرضا واليقين ، وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط ، إنك إن تدع شيئاً لله إلا اتاك الله خيراً منه ، وإن تأتي شيئاً تقرباً لله تعالى إلا أجزل الله لك الثواب عنه ، فاجعلوا همّتكم الآخرة لا ينفد فيها ثواب المرضي عنه ، ولا ينقطع فيها عقاب المسخوط عليه »(1) .

الحادي والثلاثون : عن ابن عمر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ليس شيء يباعدكم من النار إلا وقد ذكرته لكم ، ولا شيء يقربكم من الجنة إلا وقد دللتكم عليه ، إن روح القدس نفث في روعي أنه لن يموت عبد منكم حتى يستكمل رزقه ، فأجملوا في الطلب ، فلا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوا شيئاً من فضل الله بمعصيته ، فإنه لن ينال ما عند الله إلا بطاعته ، ألا وإن لكل امرىء رزقاً هو يأتيه لا محالة ، فمن رضي به بورك له فيه ووسعه ، ومن لم يرض(2) لم يبارك له فيه ولم يسعه ، إن الرزق ليطلب الرجل كما يطلبه أجله »(3) .

الثاني والثلاثون : عن عيسى بن عمر ، عن معاوية(4) قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول في خطبة أحد العيدين : « الدنيا دار بلاء ، ومنزل بُلغة وعناء ، قد نزعت عنها نفوس السعداء ، وانتزعت بالكره من أيدي الأشقياء ، فأسعد الناس بها أرغبهم عنها ، وأشقاهم(5) بها أرغبهم فيها ، فهي الغاشة لمن استنصحها ، والمغوية لمن أطاعها ، والخاترة(6) لمن انقاد إليها ، والفائز من أعرض عنها ، والهالك من

__________________

1 ـ بحار الأنوار 77 : 185 عن أعلام الدين.

2 ـ في البحار زيادة : به.

3 ـ بحار الأنوار 77 : 185 عن أعلام الدين.

4 ـ كذا في الأصل والبحار ، ولم نجد في المعاجم الرجالية رواية عيسى بن عمر عن معاوية ، والظاهر ان الصواب روايته عنه بواسطتين هما : عبد الله بن علقمة بن وقاص عن أبيه عن معاوية ، والمراد من معاوية هو ابن أبي سفيان ، اُنظر « اُسد الغابة 4 : 387 ، تهذيب التهذيب 7 : 280 و 8 : 224 ».

5 ـ في البحار : واشغلهم.

6 ـ الخاترة : الغادرة « الصحاح ـ ختر ـ 2 : 642 ».

٣٤٣

هوى فيها.

طوبى لعبد اتقى فيها ربه ، وقدّم توبته ، وغلب شهوته ، من قبل أن تلقيه الدنيا إلى الآخرة ، فيصبح في بطن موحشة غبراء ، مدلهمة ظلماء ، لا يستطيع أن يزيد في حسنة ، ولا ينقص من سيئة ، ثم ينشر فيحشر إما إلى جنة يدوم نعيمها ، أو إلى نار لا ينفد عذابها »(1) .

الثالث والثلاثون : عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « يا معشر المسلمين ، شمّروا فإنّ الأمر جدّ ، وتأهبوا فإن الرحيل قريب ، وتزودوا فإن السفر بعيد ، وخففوا أثقالكم فإن وراءكم عقبة كؤوداً ، لا يقطعها إلا المخفون.

أيها الناس ، إنّ بين يدي الساعة اُموراً شداداً ، وأهوالاً عظاماً ، وزماناً صعباً ، يتملك فيه الظلمة ، ويتصدّر فيه الفسقة ، ويضام فيه الآمرون بالمعروف ، ويضطهد فيه الناهون عن المنكر ، فأعدّوا لذلك الإيمان ، وعضّوا عليه بالنواجذ ، والجؤوا إلى العمل الصالح ، وأكرهوا عليه النفوس ، تفضوا إلى النعيم الدائم »(2) ،

الرابع والثلاثون : عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول لرجل يعظه : « ارغب فيما عند الله يحبك الله ، وازهد ما في أيدي الناس يحبك الناس ، إن الزاهد في الدنيا يرتجى(3) ويريح قلبه وبدنه في الدنيا والآخرة ، والراغب فيها يتعب قلبه وبدنه في الدنيا والآخرة ، ليجيئن أقوام ـ يوم القيامة ـ لهم حسنات كأمثال الجبال ، فيؤمر بهم إلى النار ».

فقيل : يا نبي الله ، أمصلون كانوا؟

قال : « نعم ، كانوا يصلّون ويصومون ، ويأخذون وهناً من اللّيل ، لكنهم كانوا إذا لاح لهم شيء من أمر الدنيا وثبوا عليه »(4) .

الحديث الخامس والثلاثون : عن نافع ، عن ابن عمر قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « أيها الناس ، هذه دار ترح لا دار فرح ، ودار التواء لا دار

__________________

1 ـ بحار الأنوار 77 : 185 عن أعلام الدين.

2 ـ بحار الأنوار 77 : 186 عن أعلام الدين.

3 ـ في البحار : يريح.

4 ـ بحار الأنوار 77 : 186 عن أعلام الدين.

٣٤٤

استواء ، فمن عرفها لم يفرح لرجاء ، ولم يحزن لشقاء ، ألا وإن الله خلق الدنيا دار بلوى ، والآخرة دار عقبى ، فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سبباً ، وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوصاً فيأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي ، وإنها لسريعة الذهاب ، ووشيكة الإنقلاب ، فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها ، واهجروا لذيذ عاجلها لكربة آجلها ، ولا تسعوا في عمرانها وقد(1) قضى الله خرابها ، ولا تواصلوها وقد أراد الله منكم اجتنابها ، فتكونوا لسخطه متعرضين ، ولعقوبته مستحقين »(2) .

الحديث السادس والثلاثون : عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [ يقول ](3) : « أيها الناس ، اتقوا الله حق تقاته ، واسعوا في مرضاته ، وأيقنوا من الدنيا بالفناء ، ومن الآخرة بالبقاء ، واعملوا لما بعد الموت ، فكأنكم بالدنيا لم تكن ، وبالآخرة لم تزل.

أيها الناس ، إن من في الدنيا ضيف ، وما في أيديهم عارية ، وإن الضيف مرتحل ، والعارية مردودة ، ألا وإن الدنيا عرض حاضر ، يأكل منه البر والفاجر ، والآخرة وعد صادق ، يحكم فيها ملك عادل قادر ، فرحم الله امرءاً نظر لنفسه ، ومهّد لرمسه ، مادام رسنه(4) مرخياً ، وحبله على غاربه ملقياً ، قبل أن ينفد أجله ، وينقطع عمله »(5) .

السابع والثلاثون : عن أبي ذررضي‌الله‌عنه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لرجل ـ وهو يوصيه ـ : « أقلل من الشهوات ، يسهل عليك الفقر ، وأقلل من الذنوب ، يسهل عليك الموت ، وقدّم مالك أمامك ، يسرّك اللحاق به ، واقنع بما اتيته ، يخف عليك الحساب ، ولا تتشاغل عما فرض عليك ، بما قد ضمن لك ، فإنه ليس بفائتك ما قد قسم لك ، ولست بلاحق ما قد زوي عنك. ، فلا تك جاهداً فيما يصح(6) نافداً ، واسع لملك لا زوال له ، في منزل لا انتقال عنه »(7) .

__________________

1 ـ في البحار : في عمارة قد.

2 ـ بحار الأنوار 77 : 187 عن أعلام الدين.

3 ـ أثبتناه من البحار.

4 ـ الرسن : الحبل « مجمع البحرين ـ رسن ـ 6 : 255 ».

5 ـ بحار الأنوار 77 : 187 عن أعلام الدين.

6 ـ كذا ، وفي البحار : أنصح ، ولعل الصواب : يصبح.

7 ـ بحار الأنوار 77 : 187 عن أعلام الدين.

٣٤٥

الثامن والثلاثون : عن ابن عباس قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « إنه ما سكن حب الدنيا قلب عبد إلا التاط(1) فيها بثلاث : شغل لا ينفد عناؤه ، وفقر لا يدرك غناه ، وأمل لا ينال منتهاه ، ألا إنّ الدنيا والآخرة طالبتان ومطلوبتان ، فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل رزقه ، وطالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى يأخذ الموت بعنقه(2) ، ألا وإن السعيد من اختار باقية يدوم نعيمها ، على فانية لا ينفد عذابها ، وقدّم لما يقدم عليه مما هو في يديه ، قبل أن يخلّفه لمن يسعد بإنفاقه ، وقد شقي هو بجمعه »(3) .

التاسع والثلاثون : عن أبي هريرة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ألا إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، والآخرة قد احتطت مقبلة ، ألا وانكم في يوم عمل ولا حساب فيه ، ويوشك أن تكونوا في يوم حساب ليس فيه عمل ، وإنّ الله يعطي الدنيا من يحب ويبغض ، ولا يعطي الآخرة إلا لمن يحب ، وإن للدنيا أبناء وللآخرة أبناء ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، إن شر ما أتخوّف عليكم اتباع الهوى ، وطول الأمل ، فاتباع الهوى يصرف قلوبكم عن الحق ، وطول الأمل يصرف هممكم إلى الدنيا ، وما بعدهما لأحد من خير يرجاه في دنيا ولا آخرة »(4) .

الأربعون : عن الزهري ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما من بيت إلا وملك الموت يقف على بابه كل يوم خمس مرات ، فإذا وجد الانسان قد نفد أجله وانقطع أكله ألقى عليه الموت ، فغشيته كرباته ، وغمرته غمراته ، فمن أهل بيته الناشرة شعرها ، والضاربة وجهها ، الصارخة بويلها ، الباكية بشجوها ، فيقول ملك الموت : ويلكم ، ممّ الفزع؟ وفيمَ الجزع؟ والله ما أذهبت لأحد منكم مالاً ، ولا قرّبت له أجلاً ، ولا أتيته حتى أمرت ، ولا قبضت روحه حتى استأمرت ، وإنّ لي إليكم عودة ثم عودة ، حتى لا أبقي. منكم أحداً ».

ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « والذي نفسي بيده ، لو يرون مكانه

__________________

1 ـ التاط : لصق « النهاية ـ لوط ـ 4 : 277 ».

2 ـ في البحار : حى يأخذه الموت بغتة.

3 ـ بحار الأنوار 77 : 188 عن أعلام الدين.

4 ـ بحار الأنوار 77 : 188 عن أعلام الدين.

٣٤٦

ويسمعون كلامه ، لذهلوا عن ميّتهم ، وبكوا على نفوسهم ، حتى إذا حمل الميت على نعشه ، رفرف روحه فوق النعش ، وهو ينادي : يا أهلي وولدي لا تلعبنّ بكم الدنيا كما لعبتبي ، جمعته من حلّه ومن غير حله ، وخلّفته لغيري ، فالمهنّأ له ، والتبعات عليَّ ، فاحذروا من مثل ما نزل بي »(1) .

ومما حفظت من كتاب (الخصال) بروايته المتصلة ، واقتصرت على ذكر الرجال إحالة على الأصل ، أربعين حديثاً(2) :

أولها : إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أوصى إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فكان فيما أوصى به إليه أن قال : « يا علي ، من حفظ عني من اُمتي أربعين حديثاً ، يطلب بذلك وجه الله والدار الآخرة ، حشره الله تعالى ـ يوم القيامة ـ مع النبيين والصّديقين والشهداء والصالحين ، وحسن اُولئك رفيقاً.

فقال له عليعليه‌السلام : أخبرني ـ يا رسول الله ـ ما هذه الأربعون حديثاً؟

فقال : أن تؤمن بالله وحده لا شريك له ، وتعبده ولا تعبد غيره ، وتقيم الصلاة بوضوء سابغ في مواقيتها ، ولا تؤخرها فإن في تأخيرها من غير علّة غضب الله عز وجل وتؤدي الزكاة ، وتصوم شهر رمضان ، وتحجّ البيت إذا كان لك مال وكنت مستطيعاً ، وأن لا تعق والديك ، ولا تأكل مال اليتيم ظلماً ، ولا تأكل الربا ، ولا تشرب الخمر ولاشيئاً من الأشربة المسكرة ، ولا تزني ، ولا تلوط ، ولا تمشي بالنميمة ، ولا تحلف بالله كاذباً ، ولا تسرق ، ولا تشهد شهادة الزور لأحد ـ قريباً كان أو بعيداً ـ وأن تقبل الحق ممن جاء به ـ صغيراً كان أوكبيراً ـ وأن لا تركن إلى ظالم ـ وإن كان حميماً قريباً ـ وأن لا تعمل بالهوى ، ولا ترمي(3) المحصنة ، ولا ترائي فإنّ يسير(4) الرياء شرك بالله عز وجل ، وأن لا تقول لقصير : يا قصير ، ولا لطويل : يا طويل ، تريد بذلك عيبه ، وأن لا تسخر بأحد من خلق الله ، وأن تصبر على البلاء والمصيبة ، وأن تشكر نعم الله التي أنعم الله بها عليك ، وأن لا تأمن عقاب الله على ذنب تصيبه ، وأن لا تقنط من رحمة

__________________

1 ـ بحار الأنوار 77 : 188 عن أعلام الدين.

2 ـ هذه الأحاديث لست كلها في ألخصال ، وقد زادت على الأربعين.

3 ـ في المصدر : ولا تقذف.

4 ـ في المصدر : أيسر.

٣٤٧

الله ، وأن تتوب(1) من ذنوبك ، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وأن لا تصر على الذنوب ـ مع التوبة والاستغفار ـ فتكون كالمستهزئ بالله وآياته ورسله ، وأن تعلم أنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وأن لا تطلب رضى المخلوق بسخط الخالق ، وأن لا تؤثر الدنيا على الآخرة ، فإن الدنيا فانية والآخرة باقية ، وأن لا تبخل على إخوانك بما تقدر عليه ، وأن تكون سريرتك كعلانيتك ، وأن لا تكون علانيتك حسنة وسريرتك قبيحة ، فإن فعلت ذلك كنت من المنافقين. وأن لا تكذب ، ولا تخالط الكذابين ، وأن لا تغضب إذا سمعت حقاً ، وأن تؤدب نفسك وأهلك وولدك ، وجيرانك على حسب الطاقة ، وأن تعمل بما علمت ، ولا تعاملنّ أحداً من خلق الله عز وجل إلاّ بالحق ، وأن تكون سهلاً للقريب والبعيد ، وأن لا تكون جباراً عنداً ، وأن تكثر من التسبيح والتهليل والتكبير(2) ، وذكر الموت وما بعده من القيامة والجنة والنار ، وأن تكثر من قراءة القران وتعمل بما فيه ، وأن تستغنم البرّ والكرامة بالمؤمنين والمؤمنات ، وأن تنظر إلى كلّ مالا ترضى فِعلَه لنفسك فلا تفعله بأحد من المؤمنين ، ولاتملّ من فعل [ الخير ](3) ، ولا تثقل على أحد ، وأن لا تمنّ على أحد إذا أنعمت عليه ، وأن تكون الدنيا عندك سجناً حتى يجعل الله لك جنته.

فهذه أربعون حديثاً ، من استقام عليها وحفظها عني من اُمتي دخل الجنة برحمة الله ، وكان من أفضل الناس وأحبكم إلى الله عز وجل بعد النبيين والوصيين ، وحشرهالله(4) مع النبيين والوصيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقاً »(5) .

يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه ، الحسن بن أبي الحسن الديلمي ، أعانه الله على طاعته وتغمده برأفته ورحمته : إن هذا(6) الخطاب من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، خرج منه إلى علي أمير المؤمنين ، على معنى : إياك أعني فاسمعي يا جارة ، كما قال

__________________

1 ـ في المصدر زيادة : إلى الله عز وجل.

2 ـ في المصدر : والدعاء.

3 ـ أثبتناه من المصدر.

4 ـ في المصدر زيادة : يوم القيامة.

5 ـ الخصال : 543 / 19.

6 ـ في الأصل زيادة : من.

٣٤٨

الله تعالى لنبيه مخاطباً والمعنى للخلق :( لئن أشركت ليحبطنّ عملك ) (1) وكما قال له :( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ) (2) وإن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علم أنَّ أمير المؤمنينعليه‌السلام معصوم من الخطايا والزلل ، وأنه لا يترك مما أمره به شيئاً ، ولايرتكب مما نهاه عنه شيئاً.

وبالجملة إنه كان مؤدبه ، يأخذ العلوم عنه والآداب ، عن جبرئيل ، عن الله تعالى ، ليؤدب الخلق بعده ، فإنه القائم بعده بأحكام الدين وتأديب المسلمين.

* * *

__________________

1 ـ الزمر 39 : 65.

2 ـ الطلاق 65 : 1.

٣٤٩

باب عدد أسماء الله تعالى ، وهي تسعة وتسعون

عن الصادق جعفر بن محمد ، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن لله تسعة وتسعين إسماً ـ مائة إلا واحد ـ من أحصاها ودعا بها دخل الجنة :

الله(1) ، الرحمن ، الرحيم ، الواحد ، الأحد ، الصمد ، الأول ، الآخر ، السميع ، البصير ، القدير ، القاهر ، العليّ ، الأعلى ، الباقي ، البديع ، البارئ ، المصور ، الأكرم ، الظاهر ، الباطن ، الحي ، الحكيم ، العليم ، الحليم ، الحفيظ ، الحق ، الحسيب ، الحميد ، الحفيّ ، الرب ، الذارئ ، الرازق ، الرقيب ، الرؤوف ، الداني(2) ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، السيّد ، السُبُّوح ، الشهيد ، الصادق ، الصانع ، الطاهر(3) ، العدل ، العَفُوّ ، الغفور ، الغنيّ ، الغياث ، الفاطر ، الفرد ، الفتاح ، الفالق(4) ، الملك ، القديم(5) ، القويّ ، القريب ، القيوم ، القابض ، الباسط ، قاضي الحاجات ، المجيد ، المولى ، المنّان ، الحنان(6) ، المحيط ، المبين ، المُقيت ، الكريم ، الكبير ، الكافي ، كاشف الضر ، مجيب المضطر(7) ، الوِتر ، النور ، الوهاب ، الناصر ، الواسع ، الودود ، الهادي ، الوفي ، الوكيل ، الوارث ، البر ، الباعث ، التواب ، الجليل ، الجواد ، الخبير ، الخالق ، خير الناصرين ، الديان ، الشكور ، العظيم(8) ، الشافي(9) .

هذه أسماء الله الحسنى ، من حفظها ودعا بها مخلصاً في غير قطيعة ، ولا إسراف في مسألة ، دخل الجنة ».

الحديث الثاني : عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

__________________

1 ـ في المصدر زيادة : الإله.

2 ـ ليس في المصدر.

3 ـ في الأصل زيادة الباطن.

4 ـ في الأصل : الخالق ، وما أثبتناه من المصدر.

5 ـ في المصدر زيادة القدوس.

6 ، 7 ـ ليس في المصدر.

8 ـ في المصدر : زيادة اللطيف.

9 ـ الخصال : 593 / 4.

٣٥٠

 « أنا أول الناس خروجاً إذا بعثوا ، وأنا خطيبهم إذا نصتوا ، وأنا قائدهم إذا وفدوا وأنا مبشّرهم إذا أبلسوا(1) ، وأنا شافعهم إذا حبسوا ، لواء الحمد والكرم يومئذ بيدي ، ومفاتيح الجنهّ يومئذ بيدي ، وأنا أكرم ولد آدم يومئذ على ربي عز وجل ـ ولا فخر ـ يطوف علي ألف خادم كأنهم اللؤلؤ المكنون ».

الثالث : وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا تسأل بوجه الله غير الجنة ».

الرابع : وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من استعاذ بالله عز وجل فأعيذوه ، ومن سألكم بوجه الله فأعطوه ».

الحديث الخامس : عن أبي أمامة(2) أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال ـ ذات يوم ـ لأصحابه : « ألا أحدثكم عن الخضر؟ »

قالوا : بلى ، يا رسول الله.

قال : « بينا هو يمشي في سوق من أسواق بني إسرائيل ، أبصره مكاتب(3) فقال : تصدق علي بارك الله فيك.

قال الخضر : آمنت بالله ، ما يقضي الله يكون ، ما عندي من شيء أعطيكه.

قال المسكين : بوجه الله ، لمّا تصدقت عليّ ، إني رأيت الخير في وجهك ، ورجوت الخير عندك.

قال الخضر : امنت بالله ، إنك سألتني بأمر عظيم ، ما عندي من شيء اُعطيكه ، إلا أن تأخذني فتبيعني.

قال المسكين : وهل يستقيم هذا؟

قال : الحق أقول لك ، إنك سالتني بأمر عظيم ، سألتني بوجه ربي عز وجل ، أما أني لا أخيبك مسألتي بوجه ربي ، فبعني.

فقدمه إلى السوق فباعه بأربع مائة درهم ، فمكث عند المشتري زماناً لا يستعمله في شيء.

__________________

1 ـ أبلس : يئس ( الصحاح ـ بلس ـ 3 : 909).

2 ـ هو صُديّ بن عجلان بن وهب أبو أمامة الباهلي ، روى عن النبي (ص) وعنه محمد بن زياد الالهاني ، مات سنة 81 وقيل : سنة 86 ، وهو آخرمن مات بالشام من الصحابة ، اُنظر « اُسد الغابة 5 : 138 ، تهذيب التهذيب 4 : 420 و 12 : 13 ، الكنى والاسماء للدولابي : 13 ».

3 ـ في البحار : إذ بصر به مسكين ، والظاهر هو الصواب ، لما يأتي في متن الحديث ، والمكاتب : هو العبد يكاتب على نفسه بثمنه ، فإذا أدّاه عتق « الصحاح ـ كتب ـ 1 : 209 ».

٣٥١

فقال الخضرعليه‌السلام : إنما ابتعتني التماس خدمتي ، فمرني بعمل.

قال : إني أكره أن أشقّ عليك ، إنك شيخ كبير.

قال : لست تشقّ علي.

قال : فقم فانقل هذه الحجارة.

قال : وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم ، فقام فنقل الحجارة في ساعته.

فقال له : أحسنت وأجملت ، وأطقت ما لم يطقه أحد.

قال : ثم عرض للرجل سفر ، فقال : إني أحسبك أميناً ، فاخلفني في أهلي خلافة حسنة ، وإني اكره أن أشق عليك.

قال : ليس تشق علي.

قال : فاضرب من اللبن شيئاً ـ أوقال لَبِّن ـ حتى أرجع إليك.

قال : فخرج الرجل لسفره ورجع وقد شيد بناؤه.

فقال له الرجل : أسألك بوجه الله ، ما حسبك وما أمرك.

قال : إنك سألتني بأمر عظيم ، بوجه الله عز وجل ، ووجه الله عز وجل أوقعني في العبودية ، وسأخبرك من أنا ، أنا الخضر الذي سمعت به ، سألني مسكين صدقة ولم يكن عندي شيء أعطيه ، فسألني بوجه الله عز وجل ، فأمكنته من رقبتي فباعني.

فأخبرك : أنه من سئل بوجه الله عز وجل ، فردّ سائله وهو قادر على ذلك ، وقفيوم القيامة ، ليس لوجهه جلد ولا لحم ولا دم إلا(1) عظم يتقعقع(2) .

قال الرجل : شققت عليك ولم أعرفك.

قال : لا بأس ، أبقيت وأحسنت.

قال : بأبي أنت واُمي ، احكم في أهلي ومالي بما أراك الله عز وجل ، أم أخيّركفاُخلّي سبيلك.

فقال : أحبُّ إلي أن تخلّي سبيلي فأعبد الله فخلى سبيله.

قال الخضر : الحمد لله الذي أوقعني في العبودية ، وأنجاني منها(3) ».

__________________

1 ـ في الأصل : ولا ، وما أثبتناه من البحار.

2 ـ القعقعة : حكاية حركة الشيء يسمع له صوت. « العناية ـ قعقع ـ 4 : 88 ».

3 ـ رواه العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة 1 : 434 ، وأخرجه المجلسي في بحار الأنوار 13 : 321 / 55 عن أعلام الدين.

٣٥٢

الحديث السادس : عن سمرة بن جندب قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من توضأ ثم خرج إلى المسجد ، فقال حين يخرج من بيته : « بسم الله الذي خلقني فهو يهديني » هداه الله(1) للأيمان(2) .

وإذا قال : « هو الذي يطعمني ويسقيني » أطعمه الله عز وجل من طعام الجنة ، واسقاه من شراب الجنة.

وإذا قال : « وإذا مرضت فهو يشفيني » جعل الله عز وجل كفارته لذنوبه.

وإذا قال : « والذي يميتني ثم يحييني » أماته الله عز وجل موتة الشهداء ، وأحياه حياة الشهداء(3) .

وإذا قال : « والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين » غفر الله عز وجل خطأه كله ، وإن كان أكثر من زبد البحر.

وإذا قال : « رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين » وهب الله له حكماً ، وألحقه بصالح من مضى وصالح من بقى.

وإذا قال : « واجعل لي لسان صدق في الآخرين » كتب الله عز وجل له في ورقة بيضاء : إن فلان بن فلان من الصادقين.

وإذا قال : « واجعلني من ورثة جنة النعيم » أعطاه الله عز وجل منازل في الجنة.

وإذا قال : « واغفر لأبويَّ » غفر الله عز وجل لأبويه.

الحديث السابع : عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قال :( سبحان الله حين تمسون ) يعني صلاة المغرب والعشاء( وحين تصبحون ) صلاة الغداة( وعشياً ) صلاة العصر( وحين تظهرون ) صلاة الظهر ، هذه الآية تجمع صلاتكم الخمس ، فمنقرأ هذه الثلاث الآيات من سورة الروم(4) ، وآخر الصافات( سبحان ربك رب العزة عمّا يصفون ) (5) ثلاث مرات دبر صلاة المغرب ، أدرك ما فاته في يومه ذلك وقبلت صلاته ، فإن

__________________

1 ـ في الأصل زيادة : الصواب ، ولم ترد في البحار.

2 ـ بحار الأنوار 80 : 312 / 30 عن أعلام الدين.

3 ـ كذا ، ولعل الصواب : السعداء.

4 ـ آية : 17 ، 18.

5 ـ آية : 180.

٣٥٣

قرأها دبر كل صلاة يصليها ـ من فريضة أوتطوع ـ كتب له من الحسنات عدد نجوم السماء ، وقطر المطر ، وعدد ورق الشجر ، وعدد تراب الأرض ، فإذا مات أجري له بكل حسنة عشر حسنات في قبره ».

الحديث الثامن : عن أنس بن مالك قال : تلا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذه الآية( ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) (1) .

قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين أستثنى الله عز وجل؟

قال : « جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ، فإذا قبض الله أرواح الخلائق قال : يا ملك الموت ، من بقي؟ قال : يقول : سبحانك ربي ، تباركت ربي وتعاليت ربي ذا الجلال والإكرام ، بقي جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ، قال : فيقول : خذ نفس إسرافيل ، فيأخذ نفس إسرافيل. قال : فيقول : يا ملك الموت ، من بقي؟ قال : فيقول : سبحانك ربي ، تباركت وتعاليت ربي ذا الجلال والإكرام ، بقي جبرئيل وميكائيل وملك الموت ، فيقول : خذ نفس ميكائيل ، قال : فيأخذ نفس ميكائيل ، فيقع كالطود العظيم. فيقول : يا ملك الموت ، من بقي؟ فيقول : تباركت وتعاليت ، بقي جبرئيل وملك الموت ، قال : فيقول : مت يا ملك الموت ، فيموت.

قال : يا جبرئيل ، من بقي؟ فيقول : تباركت ربي وتعاليت ، ذا الجلال والإكرام ، وجهك الباقي الدائم ، وجبرئيل الميت الفاني ، قال : يا جبرئيل ، لا بد من الموت ، فيخّر ساجداً فيخفق بجناحيه فيقول : سبحانك ربي ، تباركت وتعاليت ذا الجلال والإكرام.

ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فعند ذلك يموت جبرئيل ، وهو آخر من يموت من خلق السماوات والأرض ».

الحديث التاسع : عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : « أتي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسبعة من الأسارى ، فأمر علياً بضرب أعناقهم ، فهبط جبرئيل في طرفة عين فقال : يا محمد ، اضرب أعناق هؤلاء الستة ، ولا تضرب عنق هذا. قال : يا جبرئيل ، ولم؟ قال : لأنه حسن الخلق ، سمح الكف ، يطعم الطعام. قال : يا جبرئيل ، أعنك هذا أوعن ربي عز وجل قال : بل ربك أمرني بذلك.

__________________

1 ـ الزمر 39 : 68.

٣٥٤

قال الأعرابي : يامحمد ، لم تركتني دون أصحابي؟

فقال : إن ربي أخبرني أنك حسن الخلق ، سمح الكف ، تطعم الطعام. فأسلم الأعرابي عند ذلك ».

الحديث العاشر : عن أبي موسى قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إذا كان العبد على طريقة من الخير ، فمرض أو سافر أو عجز عن العمل بكبر ، كتب الله له مثل ما كان يعمل ، ثم قرأ :( فلهم أجر غير ممنون ) (1) .

وعن عبد الله بن أبي الحمساء(2) قال : كان عليّ لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيء قبل المبعث ، فواعدته إلى مكان ، فجلس ينتظرني ، ونسيت ، فأتيته اليوم الثالث فوجدته في مكانه ، فقال لي : يا فتى ، لقد شققت عليَّ أنا هاهنا منذ ثلاثة أيام ».

الحديث الحادي عشر : عن مبارك ، عن الحسن(3) قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لو مُنع الناسُ فتَ البعر لقالوا : فيه الدُّرَ ».

الحديث الثاني عشر : عن [ أسعد بن ](4) سهل بن حنيف ، عن أبيه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أُذل عنده مؤمن ولم ينصره ـ وهو قادر على نصره ـ أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة ».

__________________

1 ـ التين 95 : 6.

2 ـ في الأصل : الحسما ، وما أثبتناه هو الصواب ، اُنظر « تهذيب التهذيب 5 : 192 واُسد الغابة 3 : 146 ».

3 ـ المراد من الحسن ، هو الحسن البصري ، بقرينه وآية مبارك عنه ، وهو مبارك بن فضالة بن أبي أمية أبو فضالة البصري ، الذي جالس الحسن البصري ثلاث عشرة سنة ، المتوفى سنه 164 ـ 166 هـ ، إلاّ أن الثابت ان الحسن البصري لم يرو عن رسول الله مباشرة ، لأنه ولد بالمدينة لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب ، فالظاهر سقوط الواسطة بينه وبين رسول الله (ص) في سند الحديث ، اُنظر « تهذيب التهذيب 2 : 264 و 10 : 28 ، طبقات ابن سعد 7 : 156 ، وفيات الأعيان 2 : 156 تذكرة الحفاظ 1 : 71 ».

4 ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من معاجم الرجال ، لان حنيف الأنصاري لا يروي عن النبي وليس من أصحابه ، وأسعد : هو أبو امامة بن سهل بن حنيف الأنصاري ، ولد في حياة رسول الله (ص) وماتّ سنة 100 هـ ، وروى عن أبيه سهل بن حنيف ، وسهل من صحابة رسول الله (ص) وصحب علي بن أبي طالب (ع) حينبويع له ، واستخلفه على المدينة وشهد معه صفين ، وولاه بلاد فارس ، مات سنة 38 هـ ، اُنظر « الإصابة 2 : 87 ، اُسد الغابة 1 ، 72 و 2 : 365 ، تهذيب التهذيب 1 : 264 ».

٣٥٥

الحديث الثالث عشر : عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ في رجب وشعبان وشهر رمضان ـ كل يوم وليلة ـ فاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ،وقل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب النّاس ، وقل أعوذ برب الفلق ، ـ ثلاث مرات ـ ويقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ـ ثلاث مرات ـ ثم يصلي على النبي وآله ثلاث مرات ويقول : اللهم صلّ على محمد وال محمد ـ ثلاث مرات ـ وعلى كل نبي.

ثم يقول : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، ثلاث مرات.

ثم يقول : أستغفر الله وأتوب إليه ، أربع مائة مرة.

ثم قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي نفسي بيده ، من قرأ هذه السور ، وفعل ذلك كله في الشهور الثلاثة ولياليها لا يفوتها(1) شيء ، لو كانت ذنوبه عدد قطر المطر ، وورق الشجر ، وزبد البحر ، غفرها الله له ، وأنه ينادي مناد يوم الفطر يقول : يا عبدي ، أنت وليي حقاً حقاً ، ولك عندي بكل حرف قرأته شفاعة في الإخوان والأخوات بكرامتك عليّ.

ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي بعثني بالحق نبياً ، إن من قرأ هذه السور ، وفعل ذلك في هذه الشهور الثلاثة ولياليها ، ولو في عمره مرة واحدة ، أعطاه الله بكل حرف سبعين ألف حسنة ، كل حسنة أثقل عند الله من جبال الدنيا ، ويقضي الله له سبع مائة حاجة عند نزوعه ، وسبع مائة حاجة في القبر وسبع مائة عند خروجه من قبره ، ومثل ذلك عند تطاير الصحف ، ومثله عند الميزان ، ومثله عند الصراط ، ويظلّه الله تعالى تحت ظل عرشه ، ويحاسبه حساباً يسيراً ، ويشيعه سبعون ألف ملك إلى الجنة ، ويقول الله تعالى : خذها في هذه الأشهر ، ويذهب به إلى الجنة وقد أعدّ له ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ».

الرابع عشر : عن عبد الله بن الوليد ـ من كتاب (ثواب الاعمال) ـ رفعه إلى

__________________

1 ـ كذا ، والمناسب : لا يفوته.

٣٥٦

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « ثمن الجنة لا إله إلا الله »(1) .

الخامس عشر : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قال : لا إله إلا الله ، غرست له شجرة في الجنة من ياقوتة حمراء ، منبتها في مسك أبيض ، أحلى من العسل ، وأشدّ بياضاً من الملح(2) ، وأطيب ريحاً من المسك ، فيها ثمار أمثال أثداء الأبكار ، تفلق عن سبعين حلة »(3) .

السادس عشر : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ليس شيء إلا وله شيءيعدله إلا (لا إله إلا الله) فإنه ليس له ما يعدله(4) ، وكذلك دمعة من خوف الله ، فإنه ليس لها مثقال ، فإذا سارت(5) على وجهه لم يرهقه قتر ولا ذلة بعدها أبداً(6) .

وما من مؤمن يقول : لا إله إلا الله ، إلا محت ما في صحيفته »(7) .

السابع عشر : عن أبي جعفرعليه‌السلام ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « قال لي جبرئيل : يا محمد ، طوبى لمن قال من اُمتك : لا إله إلا الله وحده وحده وحده ـ ثلاث مرات ـ مخلصاً بهاً ، وإخلاصه أن تزجره عما حرم الله »(8) .

الثامن عشر : عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال جبرئيل : قال الله تعالى : لا إله إلا الله حصني ، فمن دخل حصني كان آمناً ».

__________________

1 ـ ثواب الأعمال : 16 / 4 ، وفيه : عن عمرو بن جميع رفعه إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع ألعلم أن الحديث الذي يليه في المصدر عن عبيد الله بن الوليد رفعه قال : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

2 ـ في المصدر : الثلج.

3 ـ ثواب الأعمال : 16 / 5 ، وفي : عن عبيد الله بن الوليد رفعه قال : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

4 ـ في المصدر : ليس شيء إلاّ وله شيء يعدله إلاّ الله عز وجل فإنه لا يعدله شيء ، ولا إله إلا الله فانه لا يعدلها شيء.

5 ـ في المصدر : سالت.

6 ـ ثواب الأعمال : 17 / 6.

7 ـ ثواب الأعمال : 18 : 11.

8 ـ الحديث ملفق من حديثين في ثواب الأعمال : 19 ، باب ثواب من قال : لا إله الا الله وحده وحده وحده ، الحديث 1 ، وباب ثواب من قال : لا إله إلا الله مخلصاً ، الحديث1.

٣٥٧

وقال الإمامعليه‌السلام (1) : « بشروطها »(2) وشروطها : المعرفة ، والولاية ، والعمل بالأركان.

التاسع عشر : عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالساً وعنده نفر من أصحابه ، وفيهم علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال رسول الله : « من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة » فقال رجلان من أصحابه : فنحن نقول : لا إله إلا الله ، فقال رسول الله : « إنما تقبل شهادة لا إله إلا الله من هذا ومن شيعته(3) ـ ووضع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يده على رأس علي ، وقال لهماـ : من علامة ذلك أن(4) لا تجلسا مجلسه ولا تكذبا قوله »(5) .

العشرون : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « (قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : )(6) من قال مائة مرة : « لا إله إلا الله الملك الحق المبين » أعاذه الله تعالى من الفقر ، وانس وحشته في قبره ، واستجلب الغنى ، واستقرع باب الجنة »(7) .

الحديث الحادي والعشرون : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )(8) : « من قال في يومه : أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إلهاً واحدا ًأحداً فرداً(9) صمداً ، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً. كتب الله له خمساً وأربعين ألف ألف حسنة ، ومحا عنه خمساً وأربعين ألف ألف سيئة ، ورفع له خمساً وأربعين ألف ألف درجة ، وكان كمن قرأ القرآن في يوم اثنتي عشرة مرة ، وبنى الله له بيتاً في الجنة ».(10)

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قال في كل يوم ثلاثين مرة : « لا إله الله الحق المبين » استقبل الغنى ، واستدبر الفقر ، وقرع باب الجنة »(11) .

__________________

1 ـ المراد : الإمام الرضاعليه‌السلام ، كما في ثواب الأعمال.

2 ـ ثواب الأعمال : 12 / 1 باختلاف في اللفظ.

3 ـ المصدر زيادة : الذين أخذ ربنا ميثاقهم. فقال الرجلان : فنحن نقول : لا إله إلا الله فوضع.

4 ـ في المصدر زيادة : لا تحلاّ عقدو.

5 ـ ثواب الأعمال : 22 / 1 ، باب ثواب من تقبل منه شهادة ان لا إله إلا الله.

6 ـ ليس في المصدر.

7 ـ ثواب الأعمال : 22 / 1 ، باب ثواب من قال : « لا إله إلا الله الملك الحق المبين » مائة مرة.

8 ـ ما بين القوسين ليس في المصدر

9 ـ ليس في الصدر.

10 ـ ثواب الأعمال : 22 / 1 ، باب ثواب من قال في كل يوم : أشهد إلا إله إلا الله

11 ـ ثواب الأعمال : 23 / 1 ، باب ثواب من قال في كل يوم ثلاثين مرة : « لا إله إلا الله الحق المبين » ،

٣٥٨

الثاني والعشرون : عن أبي عبد الله قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أكثروا من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، فإنهن(1) الباقيات الصالحات(2) .

ومن دعا فختم دعاءه بقول(3) : ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، أُجيبت(4) دعوته(5) .

ومن قال في كل يوم سبع مرات : « الحمد لله على كل نعمة كانت أو هي كائنة » فقد أدى شكر ما مضى وشكر ما بقي »(6) .

الثالث والعشرون : عن سهل بن سعد الأنصاري قال : سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن قول الله تعالى :( وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ) (7) قال : « كتب الله تعالى [ كتاباً ](8) قبل أن يخلق الخلق بألفي عام ، في ورق آس أنبته ، ثم وضعها على العرش : [ ثم نادى ](9) يا اُمة محمد ، إن رحمتي سبقت غضبي ، أعطيتكم قبل أن تسألوني ، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني ، فمن لقيني منكم يشهد ألاّ إله إلا أنا وأن محمداً عبدي ورسولي ، أدخلته الجنة(10) »(11) .

الحديث الرابع والعشرون : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال(12) : « جاء الفقراء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا : يا رسول الله ، إن الاغنياء لهم ما يعتقون وليس

__________________

وفيه : عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائهعليهم‌السلام .

1 ـ في المصدر زيادة : يأتين يوم القيامة لهنَ مقدمات ومؤخرات ومعقبات ، وهن ».

2 ـ ثواب الأعمال : 23 / 1 ، باب ثواب الإكثار من سبحان الله

3 ـ في المصدر : ما من رجل دعا فختم بقول.

4 ـ في المصدر : إلاّ اُجبت.

5 ـ ثواب الأعمال : 24 / 1 ، باب ثواب من دعا وختم ، وفيه : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

6 ـ ثواب الأعمال : 24 / 1 ، باب ثواب من قال في كل يوم سبع مرات ، وفيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

7 ـ القصص 28 : 46.

8 ، 9 ـ أثبتناه من المصدر.

10 ـ في المصدر زيادة : برحمتي.

11 ـ ثواب الأعمال : 25 / 2.

12 ـ في المصدر : عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال.

٣٥٩

لنا ، ولهم ما يحجّون وليس لنا ، ولهم ما يتصدّقون وليس لنا ، ولهم ما يجاهدون وليس لنا. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كبر الله مائة مرة ، كان أفضل من عتق مائة رقبة ، ومن سبّح الله مائة مرة ، كان أفضل من سياق مائة بدنة ، ومن حمد الله مائة مرة كان أفضل من حملان مائة فرس في سبيل الله بسروجها ولجمها وركبها ، ومن قال : « لا إله إلا الله » مائة [ مرة ](1) ، كان أفضل الناس عملاً في ذلك اليوم إلا من زاد.

قال : فبلغ ذلك الأغنياء فصنعوه.

قال : فعادوا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، قد بلغ الأغنياء ما قلت فصنعوه.

قال : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء(2) »(3) .

الخامس والعشرون : عن أبي جعفر قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قال : سبحان الله ، غرس الله له شجرة في الجنة. ومن قال : الحمد لله ، غرست له شجرة. ومن قال : لا إله إلا الله ، غرس [ الله ](4) له شجرة. ومن قال : الله أكبر ، غرس الله له شجرة في الجنة.

فقال رجل من قريش : يا رسول الله ، إن الشجر لنا(5) في الجنة كثير.

فقال : نعم ، ولكن إياكم ، أن ترسلوا عليها ناراً فتحرقوها ، وذلك أنّ الله عز وجل يقول :( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ) (6) »(7) .

وبالإسناد : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال لأصحابه ذات يوم : « أرأيتم لو جمعتم ما عندكم من الثياب والآنية ، ثم وضعتم بعضه على بعض ، أكنتم ترون أنه يبلغ السماء؟ » قالوا : لا ، يا رسول الله.

قال : « أفلا أدلكم على شيء أصله في الأرض وفرعه في السماء؟ » قالوا : بلى.

__________________

1 ـ أثبتناه من المصدر.

2 ـ في المصدر زيادة : والله ذو الفضل العظيم.

3 ـ ثواب الأعمال : 25 / 1.

4 ـ أثبتناه من المصدر.

5 ـ في المصدر : إن شجرنا.

6 ـ محمد 47 : 33.

7 ـ ثواب الأعمال : 26 / 3 ، باختلاف يسير.

٣٦٠