كلمة الزهراء (عليها السلام) خطبة الزهراء في أحدث قصيدة شعرية

كلمة الزهراء (عليها السلام) خطبة الزهراء في أحدث قصيدة شعرية0%

كلمة الزهراء (عليها السلام) خطبة الزهراء في أحدث قصيدة شعرية مؤلف:
تصنيف: مكتبة اللغة والأدب
الصفحات: 93

كلمة الزهراء (عليها السلام) خطبة الزهراء في أحدث قصيدة شعرية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد عباس المدرسي
تصنيف: الصفحات: 93
المشاهدات: 33882
تحميل: 5421

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 93 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 33882 / تحميل: 5421
الحجم الحجم الحجم
كلمة الزهراء (عليها السلام) خطبة الزهراء في أحدث قصيدة شعرية

كلمة الزهراء (عليها السلام) خطبة الزهراء في أحدث قصيدة شعرية

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أيّها الناسُ أيُّ بنت نبيٍّ

عن مواريثها أبوهازواها

كيف يزوي عنّي تراثيَ زاوٍ

بأحاديث من لدنه ادّعاها

هذه الكُتْبُ فاسألوها تروْها

بالمواريث ناطقاً فحواها

وبمعنى (يوصيكمُ اللهُ) أمرٌ

شاملٌ للعباد في قُرباها

كيف لم يوصنا بذلك مولانا

وتيمٌ من دوننا أوصاها

هل رآنا لا نستحقّ اهتداءً

واستحقّت هي الهدى فهداها

أمْ تراه أضلّنا في البراي

بعد علمٍ لكي نصيب خطاها

مالكم قد منعتمونا حقوقاً

أوجب اللهُ في الكتاب أداها

قد سلبتم من الخلافة خَوْداً

كان منّا قناعه اورداها

وسبيتم من الهدى ذاتَ خدرٍ

عزَّ يوماً على النبيِّ سباها

٤١

هذه البُردة الّتي غضبَ اللّه

على كلّ مَن سوانا ارتداها

فخذوها مقرونةً بشنارٍ

غير محمودةٍ لكم عُقباها

ولأيِّ الأُمور تُدفنُ سرّاً

بضعةُ المصطفى ويُعفى ثراها

فمضت وهي أعظم الناسِ وجداً

في فمِ الدهرِ غصّةٌ من جَواها

وثوت لا يرى لها الناس مثوىً

أيُّ قدسٍ يضمّه مثواها؟

* * *

وفي الأخير.. لا يسعني إلاّ أن أترك القارئ الكريم مع ( القصيدة الشِّعْريّة )، وقد قدّمتُ لها بعض أبيات تعطي صورة عن ( فدك) ، ثمّ نقلت صورة عن (الظروف) التي ألقت فيها الزهراء خطبتها في مسجد الرسول الأعظم (ص)، ثم يأتي نص ( الخُطبة ) مع صياغتها الشِّعْريّة، وفي النهاية قصيدة عن ( ميلاد الزَّهراء (ع))، ثمّ عن ( شهادة الزَّهراء (ع))، وأرجو من الله القبول وهو المستعان.

قم - عبّاس المدرّسي

٤٢

الفصل الثاني

وجاءت فاطمة..

٤٣

٤٤

فدك..

٤٥

سلمت جنبها من الغزو والزّحف

فلم توجف الخيولُ ثراها

وكذاك الأنفال ليس لغير

اللهِ والمصطفّى الأمينِ جناها

وله حكمها فيعطي قليلاً

أو كثيراً لمَن يشا ما يشاها

ولَكَم أقطع النّبيُّ وأعطى

النّاسَ من (نفلها) الّتي أعطاها

واصطفى من جميع تلك المغاني

(فَدَكاً) كان عنده مجناها

(آت حقّ القربي) أتته بآيٍ

لم تكن غيرُ فاطمٍ مرماها

فحباها لبنته وهو أدرى

أنّ مرضى الإله في مرضاها

وتوفّى عن فاطمٍ ليس إلاّ

لم يكن عند أحمدٍ إلاّها

وغدتْ في يد البتولِ تدرُّ

الخيرَ من كفّها إلى فُقَراها

وتوالت بعد النَّبيِّ قضايا

فتنٍ عمّت الجميع عماها

٤٦

تلك مرويّة عن ابن الزّكيِّ السّبطِ

صحّ الإسنادُ عمّن رواها

ذاك لمّا استوى الخليفةُ في الحكمِ

وصدّ الزّهراءَ عن مرعاها

روى عبد الله بن الحسن (ع) بإسناده عن آبائه: أنّه لمّا أجمع أبو بكر على منع فاطمة فَدَكاً وبلغها ذلك؛ لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها، ما تخرم مشيها مشية رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، حتى دخلت على أبي بكر، وهو في حشدٍ من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة فجلست، ثمّ أنّت أنّةً أجهش القوم بالبكاء فارتجّ المجلس، ثمّ إذا أمهلت هنيئة، حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم؛ افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه، والصلاة على رسوله فعاد القوم في بكائهم، فلمّا أمسكوا عادت في كلامها فقالت (عليها السلام):

٤٧

لَبِسَتْ ثوبَها ولاثت خماراً

وبجلبابها استوتْ أنحاها

تطأُ الأرضَ في ذيولِ ثيابٍ

سترتْ جسمها وغطّتْ علاها

فاطمٌ مثل أحمدٍ ممشاها

أو كأنّ الرّسول يخطو خطاها

خطوات لو أنّه كان حيّاً

وجرى ما جرى لكانَ خطاها

فتمشّت في لمّةٍ من حفيدٍ

من بنيها ولمّةٍ من نساها

رحبةُ المسجدِ المقدّس غصّتْ

بوفودٍ تزاحمتْ بفِناها

وجموع المهاجرين توالتْ

وأتتها الأنصارُ من أنحاها

وأبو بكر والخلافة والحكم

وأسياف طوّقت أفناها

فأُنيطت ملاءةٌ وتوارت

بضعةُ المصطفّى الأمين وراها

سكتت لحظةً وأنّت أنيناً

أجهشَ القومُ من أليم أساها

٤٨

جدّدت في نشيجها ذكرياتٍ

كان لازال ماثلاً ذكراها

تلكمُ الذّكريات عزّت فهزّت

من نفوسِ الحضورِ مُرَّ شجاها

ثمّ إذ أمهلتْ قليلاً وقرّتْ

واستراحَ الأسى بصدرِ عزاها

هدأوا فانبرت لتلقي عليهم

خُطْبةً ليس غيرها يؤتاها

حمدتْ ربّها وأثنتْ عليهِ

ثمّ صلّت على المُكَرَّمِ طه

وعلى اسمِ النّبيّ عادت بروقُ

الوجدِ تستمطرُ العيونَ نداها

ثمّ إذ أمسكوا جرتْ في خطابٍ

وكأنّ النّبيَّ يملي يداها

طاف في مجمعِ الزّمانِ وردّتْ

ثائراتُ القرونِ رجعَ صداها

وعلى ذلكَ الهديرِ استقامت

خطّةُ الدّين باتّجاه هُداها

وستبقى الزّهراءُ في كلِّ عصرٍ

يقتفي الثّائرونَ نهجَ رؤاها

٤٩

٥٠

الفصل الثالث

الخُطْبة - المعجزة

٥١

٥٢

الثناء على الله

الحمدُ لله على ما أنعم، وله الشّكر على ما ألهم، والثناء بما قدّم: من عموم نعمٍ ابتدأها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام مننٍ والاها، جمّ عن الإحصاء عددها.

____________________

للإله العظيم حمدي تناهى

وله الشّكرُ دونَ أن يتناهى

فلنعمائه التي لا تُجازى

ولإلهامه النفوس هداها

وثنائي بطيّباتِ نعيمٍ

لم نطالبْهُ بذلَها فابتداها

وبآلاء جوده سابغاتٍ

سائغاتٍ إلى الورى أسداها

وبما جاد من تمام عطايا

جمّ أعدادهنّ عن إحصاها

طال في مرقد الزّمان نواها

وتناءى عن الجزاء مداها

٥٣

ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتّصالها، واستحمد إلى الخلائق بإجزالها، وثنى بالندب إلى أشباهها، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريكَ له، كلمة جعل الإخلاص تأويلها،

____________________

وتناهى عن النّهى دركُ نعمى

أبدَ الدّهرِ تستمرّ عطاها

ودعاها لتستزيدَ نداها

باتّصالٍ بشكرِ مَن أولاها

وبإجزالها لهم طلب الحمد

والثنا بندبها الأشباها

أُشهد الله إنّه ليس إلاّ اللّه

ربّاً وخالقاً وإلها

وحده الله لا شريكَ لديهِ

كوّن الكونَ والبرايا بَرَاها

كِلْمةُ الحقِّ والهدى والتعالي

ولبابُ الإخلاص في مَغزاها

٥٤

وإطاعتنا نظاماً للملّة، وإمامتنا أماناً للفرقة، والجهاد عِزّاً للإسلام، والصبر معونةً على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحة للعامّة، وبِرّ الوالدين وقايةً من السُّخْط،

____________________

وأقرّت لنا الإطاعةَ حتّى

يستقيمَ العبادُ في مسراها

وأماناً لكم إمامةُ أهلِ

البيتِ من فرقةٍ تشبّ لظاها

ولتعتزّ رايةُ اللهِ في الأرض

قضى بالجهاد ضدَّ عداها

ولتستوجبوا المثوبةَ أجراً

جعلَ الصّبر سُلّماً لاجتناها

وصلاح العموم في الأمر بالمعروف

والنّهي عن مسيرٍ غواها

واتّقاءً من غضبة الربِّ أوصى البِرَّ

بالوالدين مَن يخشاها

٥٥

وصلة الأرحام منماةً للعدد، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة،

____________________

وصلاتُ الأرحامِ منساةُ عمرٍ

ونموٍ لجمع مَن يرعاها

ولكم قال في القصاص حياةٌ

حفظ اللهُ في دماهُ دماها

عرضة العفو من إله البرايا

من عهود النّذور قد وفّاها

ولحفظِ الحقوقِ أن تبخسوها

للموازين قد قضى إيفاها

ولتنزيهكم نهى عن شراب الخمر

حفظاً للعقل من بلواها

وحجاباً لكم عن اللّعن لما

حرّم القذْفَ للنساء تياها

٥٦

وترك السرقة إيجاباً للعفّة، وحرّم الشرك خلاصاً له بالربوبيّة.

فاتّقوا الله حقّ تقاته، ولا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون، وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه، فإنّه إنّما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ.

ثمّ قالت:

____________________

وعفافاً عن الخيانة في المال

بتركِ السّرقات قد وصّاها

ولكي تخلصوا العبادةَ حقّاً

حرّم الشّرك والرّياء نزاها

فاتّقوا اللهَ ربّكم حقّ تقوى

واحذروا النّار جمرها ولظاها

لا تموتوا إلاّ على شِرْعَةِ الإسلام

واستعصموا جميعاً عراها

وأطيعوا بفعل ما أمرَ اللهُ

وبالتّرك للمناهي الإلها

ثمّ قالت وجلجلت: أيّها النّاس

ورجّ المكانَ رجعُ صداها

٥٧

اعلموا أنّي فاطمة!

أيّها الناس، اعلموا أنّي فاطمة، وأبي محمّد، أقول عوداً وبدءاً ولا أقول ما أقول غلطاً، ولا أفعل ما أفعل شططاً: ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ

____________________

أيّها النّاس واعلموا أنّي

الزّهراء بنتُ الهادي المبشّرِ طه

وأُعيد المقال عَوْداً وبدءاً

خير ذكرى لمَن وعى ذكراها

حاش قولي من غلطةٍ وتعالى

الفعل منّي بأن يشطّ تياها

قد تجنّبتُ غلطةً واشتباها

وتوثّقتُ حكمةً وانتباها

جاءكم للهدى رسولٌ ومن

أنفسكم جاءَ مرشداً أهداها

ما عناها على النبيِّ عزيزٌ

وحريص بكلّ خيرٍ أتاها

٥٨

بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) .

فإن تعزوه وتعرفوه؛ تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمّي دون رجالكم، ولنعم المُعزى إليه - صلّى الله عليه وآله وسلم -.

____________________

أيّ بَرٍّ بالمؤمنين رحيمٍ

أيّ حصنٍ لعزّها وحماها

فإذا ماعرفتموه جليّاً

ونسبتم خير الورى أزكاها

دون نسوانكم أبي تجدوه

وكفتني مزيّة أولادها

وهو من دونكم أخٌ لابن عمّي

وكفته فضيلة يولاها

ولنعم الّذي إليه انتسبنا

حينما الرّب للنفوس براها

فعليه وآله اللهُ صلّى

وعليه السّلام لا يتناهى

٥٩

هكذا أنقذ اللهُ العربَ من الجاهلية

فبلّغ بالرسالة، صادعاً بالنذارة، مائلاً عن مدرجة المشركين ضارباً ثبجهم، آخذاً بأكظامهم، داعياً إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، يكسِّر الأصنام، وينكت الهام.

____________________

فلقد بلّغ الرّسالةَ للهِ

وأعلى إنذارَ مَن عاداها

وعلى المشركين مال فأقصى

عن طريق العباد شرّ أذاها

ضارباً كاهلَ التجبّرِ منهم

سدّ أكظامهم على مجراها

وعلى حكمةٍ وأحسن وعظٍ

كان يدعوا إلى سبيل هُداها

كلّما قامَ هيكلٌ صنميٌّ

هدّه من يد النبيّ عصاها

ينكتُ الهامَ من رؤسٍ ضلالٍ

قد غواها عن ربِّها طغواها

٦٠