كلمة الزهراء (عليها السلام) خطبة الزهراء في أحدث قصيدة شعرية

كلمة الزهراء (عليها السلام) خطبة الزهراء في أحدث قصيدة شعرية0%

كلمة الزهراء (عليها السلام) خطبة الزهراء في أحدث قصيدة شعرية مؤلف:
تصنيف: مكتبة اللغة والأدب
الصفحات: 93

كلمة الزهراء (عليها السلام) خطبة الزهراء في أحدث قصيدة شعرية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد عباس المدرسي
تصنيف: الصفحات: 93
المشاهدات: 34312
تحميل: 5581

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 93 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 34312 / تحميل: 5581
الحجم الحجم الحجم
كلمة الزهراء (عليها السلام) خطبة الزهراء في أحدث قصيدة شعرية

كلمة الزهراء (عليها السلام) خطبة الزهراء في أحدث قصيدة شعرية

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

حتى انهزم الجمعُ وولّوا الدُّبر. حتى تفرّى الليل عن صبحه وأسفر الحقُّ عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين، وطاح وشيظ النفاق وانحلّت عُقَدُ الكفرِ والشِّقاق، وفهّم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص، وكنتم على شفا حفرةٍ من النّار مذقة الشارب

____________________

ذاك حتّى الجموع ولّت جميعاً

هزم الله جيشها وقواها

وتولّت أدبارها واستغاث

الجيش أولى صفوفه أُخراها

وانجلى اللّيل عن منارٍ صباحاً

وروى الحقّ اسفرت مرآها

والشياطين حين قام زعيم

الدين بالنطق خرّست أفواها

ووشيظ النفاقِ طاح وحُلّت

عُقَدُ الكفرِ والشّقاق عراها

بشفا حفرةٍ من النّار كنتم

مذقةَ الشّربِ مجّها مَن دناها

٦١

ونهزة الطّامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطَرَق وتقتاتون القدّ والورق، أذلّّة خاسئين، تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم.

فأنقذكم الله بمحمّدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم -

____________________

نهزة الطّامعين جاعوا وللعَجْلان

في الدّرب قبسةً أوراها

ومداساً كنتم لركب السّرايا

أيّ هونٍ على الّذي ساراها

إذ تقتّون ورقةً أو قديداً

وتشفّون خبط الطريق مياها

ومن الذّل خاسئون همود

ومن النّاس خائفون أذاها

خوف مَن حولكم إذا ما أرادوا

خطفكم ليس رادعٌ ينهاها

وقضى اللهُ بالنبيِّ خلاصَ العُرْبِ

من بوسها وشرّ بلاها

٦٢

بعد اللُّتيا والتي، بعد أن مُني بهم الرجال، وذؤبان العرب، ومردة أهل الكتاب، كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، أو نجمَ قرنٌ للشيطان، أو فغرت فاغرة من المشركين،

____________________

فنجوتم إذ ذاك بعد اللُّتيا

والّتي من عذابها وشقاها

بعد أن ردّ للفناء علوجاً

تتحدّى الكماة لا تخشاها

بهما صدّتِ السّبيلَ عليه

وذئاباً ليعربٍ أرداها

ومنَ اهل الكتابِ كلَّ عتيٍّ

ماردٍ ردَّ ضرّها وضراها

كلّما أوقدوا إلى الحرب ناراً

أطفأ اللهُ عزّ شأناً لظاها

أو نبا للرّجيم قرنٌ وإمّا

فتح المشركون للشّر فاها

٦٣

دور الإمام عليّ (ع) في بناء الإسلام

قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويخمد لهبها بسيفه، مكدوداً في ذات الله، مجتهداً في أمر الله، قريباً من رسول الله، سيّداً في أولياء الله،

____________________

في خضمِّ الأهوالِ وسطَ لهاها

لا يولّي أو أن بأخمص رجليه

لأصماخ كبرياها يطاها

سيفه يخمد الحروب ولولا

سيفه ذو الفقار دام بقاها

تلكَ ذاتٌ مكدودةُ النّفسِ في

الله وفي أمره ارتهانُ قِواها

وعليٌّ للمصطفى لمعةُ الضّوءِ

للضوءِ أو لمَن أدناها

سيّد المؤمنينَ في أولياءِ

اللهِ كالبدرِ نيِّراً في سماها

٦٤

إن عزوناه وجدناه أباك دون النّساء، وأخا إلفك دون الأخلاّء؛ آثره على كل حميم، وساعده في كلّ أمرٍ جسيم، لا يحبّكم إلاّ كلّ سعيدٍ، ولا يبغضكم إلاّ كلّ شقي. فأنتم عترة رسول الله الطيّبون، والخيرة المنتجبون،

____________________

إن عزونا محمّداً لوجدناهُ

أباكِ من دون كلّ نساها

دوننا اختارَ إلفَكِ وتآخى

حين أحباب دينه آخاها

وعلى كلِّ صاحبٍ وحميم

آثرَ المصطفى عليّاً وباهى

ساعد المصطفى على كلّ أمرٍ

من أُمورٍ عصت على أقواها

كلُّ مَن يرتضي المودّةَ فيكم

لَسعيدٌ ومَن شقى يأباها

أنتم الخيرة الّتي انتجبَ اللهُ

والطيّبونَ: عترةُ طه

٦٥

الحديث - الفِرية -

على الخير أدلّتنا، وإلى الجنّة مسالكنا. وأنتِ يا خيرة النساء، وابنة خير الأنبياء، صادقة في قولك، سابقة في وفور عقلك، غير مردودةٍ عن حقّك، ولا مصدودة عن صدقك، والله ما عدوت رأي رسول الله! ولا عملت إلاّ بإذنه، وإنّ الرائد لا يكذب أهله، وإنّي أُشهد الله وكفى به شهيداً أنّي سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يقول: (نحن معاشر الأنبياء لا نورِّث ذهباً ولا فضّةً، ولا داراً ولا عقاراً

____________________

وعلى الخير دربنا، وجنان الخلد،

أنتم سبيل مَن يهواها

أنتِ يا خيرةَ النّسا بنتَ خيرِ النّاسِ

من بدئها إلى منتهاها

قولك الصّدقُ دونَ ريبٍ وأنتِ في

وفور النّهى على أرقاها

غير مردودةٍ عن الحقّ شيئاً

أو بمصدودةٍ صديق ادّعاها

بيد أنّي سمعتُ يوماً أباك

قال لي قبل أن يموت شفاها

معشرُ الرُّسْلِ لا تورِّث داراً

أو نُضاراً أو فِضّةً أو شِياها

٦٦

الدفاع الهزيل

وإنّما نورِّث الكتاب والحكمة، والعلم والنبوّة، وما كان لنا من طعمةٍ فلو إلي الأمر بعدنا، أن يحكم فيه بحكمه).

وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح يقاتل بها المسلمون، ويجاهدون الكفّار، ويجالدون المردة الفجّار

____________________

إنّما العلمُ والنبوّةُ والحكمةُ

والذّكرُ إرثها وثراها

إنّهم لا يورّثون سواهم

مثلما تورِّث الورى أبناها

كلّ ما كان طعمةً فلوالي الأمرِ

مِن بعدنا كما يهواها

فله دونَ غيرهِ الحكمُ فيها

كيفما شاءَ يستطيعُ قضاها

وجعلنا الّذي طلبت كراعاً

وسلاحاً وجنّةً لِوغاها!

لجهاد الكفّار في ساحة الحربِ

ودَحْرِ الفجّار في لُقياها

٦٧

وذلك بإجماعٍ من المسلمين!!

لم أنفرد به وحدي، ولم استبدّ بما كان الرأي فيه عندي، وهذه حالي ومالي، هي لك، وبين يديك، لا تزوي عنكِ ولا تدّخر دونك.

أنتِ سيّدة أُمّة أبيك، والشجرة الطيّبة لبنيك،

____________________

هاهم المسلمون بينَ يديكِ

قرّروا كلّهم على استيفاها

أنا لم أنفرد بذاك لوحدي

مستبدّاً بما ارتأيتُ إزاها

ثمّ هذا حالي ومالي لديكِ

هذه ثروتي إليكِ عطاها

ليس تزوى الأموالُ عنك وإنّي

دونك لست داخراً مغناها

أنتِ بنتُ النبيِّ سيّدةُ النسوانِ

من أُمّةٍ أبوك بناها

أنت للرّوضة المطهّرة

الأطيابِ: أبناك أصلها وبناها

٦٨

لا يدفع مالك من فضلك، ولا يوضع في فرعك وأصلك، حكمك نافذ فيما ملكت يداي.

فهل ترين أن أُخالف في ذلك أباكِ - صلّى الله عليه وآله وسلّم -؟!

____________________

ولكِ الفضلُ ليس يدفع عنكِ

من مزايا جلالكِ أدناها

ولك ذروة المعالي فروعاً

وأُصولا سَمَت بكِ أقصاها

حكمك الآن نافذٌ فمريني

أتريدينَ أن أُخالف طه؟!

قد أتتهم بحجّةٍ من كتاب اللهِ

كالشّمسِ في أتمّ ضياها

وأتوها بفِريةٍ لفّقوها

ليضلّوا بذلكم بُسَطاها

فتصدّت ومزّقت حجبَ الزّور

وألقت عن الوجوه غطاها

٦٩

الحديث فِرْية والرسول لا يُخالف القرآن

فقالت (عليها السلام): سبحان الله! ما كان رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن كتاب الله صادفاً، ولا لأحكامه مخالفاً، بل كان يتّبع أثره ويقفو سورَه، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالاً عليه بالزور؟ وهذا بعد وفاته شبيه بما بُغي له من الغوائل في حياته.

____________________

وأجابتْ: سبحانَ ربّي! وحاشا

المصطفى بالّذي افتريتم فاها

لم يكن سيّد الورى يتخطّى

شِرْعةَ الذّكرِ أو يروم سواها

أو لأحكامه يخالف نهجاً

وهو يدعو الورى لنهج خطاها

بل لقد كان إثره يتقفّى

سورَ الذكرِ تابعاً إيّاها

أمع الغدرِ تجمعون عليه الزّورَ؟!

واها‌ لقولكم ثمّ واها

إنّ ذا بعد موته لَشبيهٌ

بالّتي في حياته لاقاها

٧٠

هذا كتاب الله حَكَماً عدلاً، وناطقاً فصلاً، يقول:

( يرثني ويرث من آل يعقوب ) ، ( وورثَ سليمانُ داودَ )

فبيّن (عَزّ وجلّ) فيما وزّع عليه من الأقساط،

____________________

كم من الغدرِ والغوائلِ كيدت

ضدّه لكن الإله كفاها

هذه المحكمات تنطق فصلاً

وهي تقضي بالعدلِ في فحواها

سورةُ الأنبياءِ إذ زكريّا

سألَ الله فسألوا معناها

في (يرثني.. وآل يعقوب) حكمٌ

لاترى فيه شبهةً واشتباها

وسليمانُ إذ تورّث داودَ

كمثلِ الأبناءِ من آباها

وأبان الجليل من كلِّ قسطٍ

وسهامٍ قد وزِّعن مرماها

٧١

وشرّع من الفرائض والميراث، وأباح من حظّ الذكران والإناث؛ ما أزاح علّة المبطلين، وأزال التظنّي والشبهات في الغابرين.

كلاّ، ( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) .

____________________

والمواريثُ والفرائضُ لما

فرضَ اللهُ شرْعَها وعطاها

فلذكرانها حظوظ وأُخرى

للإناثى أباح حين قضاها

ما أزاح التعلّلات وأقصى

علّة المبطلينَ في إجراها

ليس هذا.. كلاّ.. ولكنّ أمراً

سوّلته نفوسُكم من غواها

وعزائي الصّبرُ الجميل وربِّي

مستعاني على عظيم جناها

ثمّ لما رأى أخو تيم أنّ الحقّ

أقوى من فِريةٍ سمّاها

٧٢

جواب أبي بكر والاعتراف بالخطأ

فقال أبو بكر:

صدق الله، وصدقّ رسوله، وصدقت ابنته، أنتِ معدن الحكمة، وموطن الهدى والرحمة، وركن الدين، وعين الحجّة، لا أبعد صوابك، ولا أنكر خطابك.

____________________

فضحَ الحقُّ كذبَه وتعرّى الزّورُ

كالثّلجِ تحتَ شمسِ نداها

ولدى الصّبحِ طلعةٌ إن تبدّى

ينمحي اللّيلُ في التماعِ سناها

أيردّ القرآن أم مَن أتاهُ؟

أعلياً يردّه أم أباها

ليس يُجدي الإنكار للشمس مهما

لجَّ في حجْبِ نورها وضياها

صدق اللهُ والرّسولُ وبنتُ

المصطفى فاطمُ البتولة فاها

معدنُ الحكمةِ الأصيلةِ ركنُ

الدّينِ أنتِ، وللهُدى مرساها

٧٣

هؤلاء المسلمين بيني وبينك، قلّدوني ما تقلّدتُ، وباتفاقٍ منهم أخذت، غير مكابرٍ ولا مستبدٍ، ولا مستأثرٍ، وهم بذلك شهود.

فاطمة الزهراء توجّه الخطاب إلى الحاضرين

فالتفتت فاطمة (عليها السلام) إلى الناس وقالت:

معاشر الناس!

____________________

لستُ مستنكراً عليكِ خطاباً

أو صوابَ احتجاجةٍ آتاها

هاهم المسلمون بيني وما بينكِ

فاستوضحي الجموعَ رؤاها

قلّدوني الّذي تقلّدتُ لولا

القوم ما كنتُ لحظةً أولاها

باتّفاقٍ منهم أخذتُ ربوعاً

كان للمصطفى الأمينِ رعاها

لا بمستكبرٍ ولا مستبدٍّ

أو بمستأثرٍ غنيّ ثراها

فأشارت بنت الرّسول إلى النّاس

وقهرُ المستضعفين طواها

٧٤

المسرعة إلى قيل الباطل، المغضية على الفعل القبيح الخاسر، أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها؟

كلاّ، بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم فاخذ بسمعكم وأبصاركم،

____________________

أيّها المسرعون نحوَ الأباطيل

تحامى عن شقشقات رغاها

أتغضّون عن قبيح فعالٍ

هي من أخسر الّتي تغشاها

أفلا يا عصاة تدّبّرون

الذّكرَ أم ملّت النّفوسُ هداها

أمْ بأقفالها استبدّت قلوبٌ

فاستحبّت على الرّشاد عماها

ليس بله القلوب رانَ عليها

للّذي قد أسأتموه صداها

ولهذا بسمعكم أخذ اللّهُ

وأبصاركم فأعمى ضياها

٧٥

ولبئس ماتأوّلتم وساء ما به أشرتم، وشرّ ما منه اغتصبتم.

لتجدنّ - واللهِ - محمله ثقيلاً، وغبّه وبيلاً، إذا كشف لكم الغطاء وبان ما وراء الضرّاء، وبدا لكم من ربّكم ما لم تكونوا تحتسبون، وخسر هنالك المبطلون.

____________________

بئسَ نهج أوّلتموه ضلالاً

وسفاها لما أشرتم سفاها

شرّ ما اعتضتموا بآسن ماءٍ

من غديرٍ ترقرقت أمواها

ستلاقون والعظيم ثقيلاً

محمّلاً لأ يطيقه ثقلاها

أذلّكم كشّف الغطاء وبان الضرّ

ممّا جنت يداكم وراها

وبدت من إلهكم سطواتٌ

لم تكونوا لتحسبوا أدناها

وهنا كم ستعلمون هنا كم

خسر المبطلون في عُقباها

٧٦

وعادت فاطمة إلى دار عليّ (عليه السلام)، ثمّ انكفأت (عليها السلام).

وأمير المؤمنين (عليه السلام) يتوقّع رجوعها إليه، ويتطلّع طلوعها عليه.

فلمّا استقرّت بها الدار قالت لأمير المؤمنين (عليه السلام):

يا بن أبي طالب!

____________________

ثمّ مالت إلى ضريحِ أبيها

تودعُ المصطفى الأمينَ شكاها

وتوارت كسيرةَ القلبِ عنهم

فلقد خيّب الجميعُ رجاها

ثمّ عادت لدارها ودموعُ الوجدِ

خطّت على الخدود خطاها

وأميرُ الإيمانِ في كلّ آنٍ

كان يرجو طلوعها ولقاها

وهنا كم لما استقرّ بها الدار

تمادى الأسى بصدر شكاها

فرمت نحوه بطرفٍ كسيرٍ

وجرت في دموعها عيناها

٧٧

استنهاض الإمام الممتَحَن!

اشتملت شِمْلة الجنين، وقعدت حجرة الظنين

____________________

طمعت أن تثير فيه عليّ العزمِ

والنّجدةِ المدوّي صداها

وبطولات خيبرٍ وحُنينٍ

ومروءاته الّتي أبداها

فلعلّ الّذي مضى من مياه النّبعِ

غفلاً يعود في مجراها

خاطبته يا بنَ المحامي أبي طالبٍ

زين الرّجال رمز إباها

كيف يا فاتحَ الحصونِ اشتملتَ اليومَ

من شملة الجنين رداها

قاعداً حجرةَ الظّنينِ كأن لم

تكُ للحرب سيفها وفتاها

٧٨

نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل.

هذا ابن أبي قحافة يبتزّني نِحْلة أبي وبُلْغة ابنيّ.

لقد أجهر في خصامي وألفيته الألدّ في كلامي، حتى حبَسَتني قيلةُ نصرَها

____________________

أوَ ما قد نقضت من أجدلِ

الطيرِ قواديمَ يُتّقى بأساها

كيف قد خانَ أعزلُ الريشِ شهماً

كان في كلّ وقعةٍ (لا فتاها)

أوَ يبتزّها نُحيْلة... طه

بُلغَةَ ابنيّ يستحلّ جناها

جاهراً في عداوتي دون تقوىً

ماضياً في خصومتي أقصاها

قد وجدت العنيد لازال خصماً

من ألدِّ الخصامِ في دعواها

ذاك حتّى الأنصار قد حبستني

النّصرَ واستعفتِ الحماةُ حماها

٧٩

والمهاجرةُ وصلَها، وغضّت الجماعة دوني طرفها؛ فلا دافع، ولا مانع.

خرجتُ كاظمةً، وعدت راغمة، أضرعت خدّك يوم أضعت حدّك، افترسَتِ الذئاب وافترشتَ التراب.

____________________

وقرابى المهاجرين رباطُ

الوصل قُدّت ومُزّقت قرباها

والجماعات غضّتِ الطّرفَ عنّي

وكأنّي مخاطبٌ ما سواها

ليس من دافعٍ مهجّجة الظلمِ

ولا مانعٍ أليم أذاها

رحتُ مكظومةً بصبريَ خسرى

ثمّ مرغومةً رجعت وراها

حدّك الحقّ قد أضت فأضحى

ضارعاً خدّك الّذي لا يُضاهى

افترستَ الذّئابَ كيف افترشتَ اليومَ

وجه التّرابِ من بوغاها

٨٠