الامثال في نهج البلاغة

الامثال  في نهج البلاغة0%

الامثال  في نهج البلاغة مؤلف:
الناشر: انتشارات فيروزآبادي
تصنيف: مكتبة اللغة والأدب
الصفحات: 183

الامثال  في نهج البلاغة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمّد الغروي
الناشر: انتشارات فيروزآبادي
تصنيف: الصفحات: 183
المشاهدات: 46465
تحميل: 7154

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 183 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 46465 / تحميل: 7154
الحجم الحجم الحجم
الامثال  في نهج البلاغة

الامثال في نهج البلاغة

مؤلف:
الناشر: انتشارات فيروزآبادي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الصّاد مَعَ الألف

25 - صَاحِبُ السُّلطانِ كَراكِبِ الأَسَد ِ (1) .

من تمثيلات الإمام (عليه السّلام): (صَاحِبُ السُّلْطَانِ كَرَاكِبِ الأسَدِ يُغْبَطُ بِمَوْقِعِهِ وهُوأَعْلَمُ بِمَوْضِعِهِ).

قال بعض الشّراح:

(قد جاء في صحبة السلطان أمثال حكميّة مستحسنة تناسب هذا المعنى أو تجري مجراه، نحو قولهم: (صاحب السلطان كراكب الأسد يهابه الناس وهو لمركوبه أهيب) [...] (إذا صحبت السلطان فليكن مداراتك له مداراة المرأة القبيحة لبعلها المبغض لها، فإنّها لا تدع التصنّع له على حال) [...] (العاقل من طلب السلامة من عمل السلطان)؛ لأنّه إن عفّ حنى عليه العفاف عداوة الخاصّة، وإن بسط يده جنى عليه البسط ألسنة العامّة... ) (2) .

جاء التحذير البالغ في أحاديثهم (عليهم السّلام) من الدخول إلى دواوين الظلمة والسلاطين وإعانتهم ولو بقطّ قلم. ففي النبويّ: (إذا كان يوم القيامة‌ نادى منادٍ: أين أعوان الظلمة ومن لاق لهم دواتاً أو ربط كيساً أو مّدّ لهم قلماً فاحشروهم معهم) (3) إذ لا يُأمن معهم من المعاصي وقتل النفس المحترمة واغتصاب أموال الناس، بل وترك جميع ما أوجبه الله (عزّ وجلّ) وركوب ما نهاه. ولا فرق بين العامل بالظلم والمعين والراضي به كما في الحديث (4) . نعم إذا

____________________

(1) النهج 19: 149، 269/ح.

(2) شرح النهج 19: 149 - 150.

(3) الوسائل 12: 130.

(4) الوسائل 11: 345.

٨١

قصد قضاء حوائج المؤمنين ونجاتهم من المهلكة، جاز. إلاّ أن يغلب عليه فلا يستطيع دفعاً عن نفسه، فضلاً عن غيره من النفوس. وعلي بن يقطين من النوع الجائز.

ثمّ الإمام (عليه السّلام) أراد من التمثيل براكب الأسد خطورة الأمر، حيث لا يأمن راكبه من الهلاك؛ ولعلّه يعمّ كلّ متسلّط لم يقيّده الإيمان ومقتدر وإن لم يكن بسلطان.

٨٢

باب الضاد

٨٣

٨٤

الضّاد مَعَ الحاء

26- ضَحِّ رُوَيْداً (1) .

من الأمثال السائرة يستعمل للرفق وترك العجلة، جاء في كلام له (عليه السّلام) لابن عبّاس: (... وأُقْسِمُ بِاللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَا أَخَذْتَهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ حَلالٌ لِي أَتْرُكُهُ مِيرَاثاً لِمَنْ بَعْدِي، فَضَحِّ رُوَيْداً فَكَأَنَّكَ قَدْ بَلَغْتَ الْمَدَى ودُفِنْتَ تَحْتَ الثَّرَى، وعُرِضَتْ عَلَيْكَ أَعْمَالُكَ بِالْمَحَلِّ الَّذِي يُنَادِي الظَّالِمُ فِيهِ بِالْحَسْرَةِ...).

قال الشارح: (فضّح رويداً: كلمة تقال لمن يؤمر بالتؤدة والأناة والسكون، وأصلها الرجل يطعم إبله ضحى، ويسيّرها مسرعاً ليسير، فلا يشبعها، فيقال له: ضحّ رويداً) (2) .

قال الزمخشري: (ضحّ رويداً: أي ترّفق ولا تعجل وأصله أنّ الأعراب في باديتها تسير بالظعن فإذا عثرت على لمح من العشب قالت ذلك وغرضها أن يرعى الإبل قليلاً قليلاً وهي سائرة حتى إذا بلغت مقصدها شبعت فلمّا كان من الترّفق في هذا توسّعوا فقالوا: في كلّ موضع (ضّح) بمعنى ارفق والأصل ذاك قال زيد الخيل:

فَلَو أَنَّ نَصراً أَصلَحَت ذاتَ بَينِها

لَضَحَّت رُوَيداً عَن مَطالِبِها عَمرُو) (3)

وغرض الإمام (عليه السّلام) من الأمر بالترّفق أن ينبّه ابن عبّاس مغّبة

____________________

(1) النهج 16: 168، 41/ك.

(2) شرح النهج 16: 169.

(3) المستقصي 2: 145. أي يا عمرو.

٨٥

الخيانة، ولابّد من الدخول في القبر والحشر والعرض على الله بالأعمال يوم ينادي الظالم بالحسرة ويعضّ على يديه وينادي بالويل والثبور، والأمر أفضح من ذلك ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ) (1) .

____________________

(1) سورة الزلزلة الآية 7 - 8.

٨٦

باب العين

٨٧

٨٨

العين مَعَ النّون

27- عِنْدَ الصَّباحِ يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرى (1) .

من خطبة آخرها: (واللَّهِ لَقَدْ رَقَّعْتُ مِدْرَعَتِي هَذِهِ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَاقِعِهَا. ولَقَدْ قَالَ لِي قَائِلٌ: أَلا تَنْبِذُهَا عَنْكَ؟! فَقُلْتُ: اغْرُبْ عَنِّي فَعِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى).

قال المفضل: (أول من قال ذلك خالد بن الوليد...:

للّه دَرُّ رَافِع أَنَّي اهْتَدَى

فَوّزَ من قُرَاقِر إلى سُوَى

عِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى

وَتَنْجَلِي عَنهُمُ غَيَابَاتُ الْكَرَى) (2)

قال الزمخشري: (أي إذا أصبح الذين قاسوا كدّ السّرى وقد خلّفوا تبجحوا بذلك وحمدوا ما فعلوا، يضرب في الحّث على مزاولة الأمر بالصبر وتوطين النفس حتّى تحمد عاقبته، قال الجليح:

إنّي إذا الجِبس على الكور انثنى

لو سئل الماءُ فداءً لافتدى

وقال: كم أتعبت؟! قلت: قد أرى

عند الصّباح يحمد القوم السُّرى

وتنجلي عنه عمايَّات الكرى) (3)

(يضرب للرجل يحتمل المشقّة رجاء الراحة) (4) . (مثل يضرب لمتحمل المشقّة العاجلة رجاء الراحة الآجلة) (5) . اختلف في قائله وقد عرفت نسبته إلى الخالد، وقيل: هو للجليح، وقيل: للأغلب العجلي، أو غيرهم.

وكيف كان فقد

____________________

(1) النهج 9: 233، 161/ط.

(2) الفاخر 193 - 194.

(3) المستقصي 2: 168.

(4) المجمع 2: 3 حرف العين.

(5) شرح النهج 9: 234.

٨٩

بان معنى المثل في مورده الأول. وأمّا تمثّل الإمام (عليه السّلام) به عند ترقيع مدرعته التي تعدل جبب السلاطين وألبستهم المزيّفة، بل لا قياس بينها وجميع ما في الدنيا، فلوهن المادّة وصغرها في عينه ولاقتداء الفقراء به قال ذلك، قيل له لِمَ ترقّع قميصك؟! قال (عليه السّلام): (ليخشع القلب ويقتدي به المؤمنون) (1) .

قيل: كان راقعه ابنه الحسن (عليه السّلام)، أو أهله، ومن هنا قال (عليه السّلام): (حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَاقِعِهَا). لا يستطيع واصف يصف زهده، فعلى شيعته الاقتداء به والاستضاءة بنور علمه وتقوى الله (عزّ وجلّ) كما كان هو كذلك.

____________________

(1) المصدر: 235.

٩٠

باب الفاء

٩١

٩٢

الفاء مَعَ الألف

28 - فاعِلُ الخَيْرِ خَيْرٌ مِنْهُ ، وفاعِلُ الشَّرِ شَرٌّ مِنْهُ (1) .

يماثل المثل الذي ضربه (عليه السّلام) أو هو هو بتغيير ما ما ذكره الميداني: (إنّ خيراً من الخير فاعله، وإنّ شراً من الشّر فاعله) وقال: هذا المثل لأخ للنعمان بن المنذر يقال له علقمة، قاله لعمرو بن هند في مواعظ كثيرة، كذا ذكره أبو عبيد في كتابه) (2) .

وللشارح شعر وبيان، قال:

(قد نظمت أنا هذا اللفظ والمعنى فقلت في جملة أبيات لي:

خير البضائع للانسان مكرمة

تنمى وتزكو إذا بارت بضائعه

فالخير خير وخير منه فاعله

والشّر شّر وشّر منه صانعه

فإن قلت: كيف يكون فاعل الخير خيراً من الخير وفاعل الشّر شراً من الشّر، مع أنّ فاعل الخير إنّما كان ممدوحاً لأجل الخير، وفاعل الشّر إنّما كان مذموماً لأجل الشّر، فإذا كان الخير والشّر هما سببا المدح والذّم، وهما الأصل في ذلك، فكيف يكون فاعلاهما خيراً وشرّاً منهما؟

قلت: لأنّ الخير والشّر ليسا عبارة عن ذات حيّة قادرة، وإنّما هما فعلان، أو فعل وعدم فعل، أو عدمان. فلو قطع النظر عن الذات الحيّة القادرة التي يصدران عنها، لما انتفع أحدٌ بهما ولا استضّر، فالنفع والضّر إنما حصلا من الحيّ الموصوف بهما لا منهما على انفرادهما، فلذلك كان فاعل الخير خيراً من الخير، وفاعل الشّر شر من الشّر) (3) .

____________________

(1) النهج 18: 149، 32/ح.

(2) مجمع الأمثال 1: 58 حرف الهمزة.

(3) شرح النهج 18: 149.

٩٣

ويؤيّده من بعض الوجوه أنّ العلم إنّما يقوم بأهله، وكذا الجهل لا يكون إلاّ بالجاهل، فالعلم والجهل بما هما لا وجود لهما، وهكذا الصدق والكذب، وقد جاء: (أحسن من الصدق قائله، وخير من الخير فاعله) (1) ، (وهل الخير قبل الشّر) كما في الخبر (2) .

وهنا بحوث لا تسع المقام.

____________________

(1) السفينة 1: 432 في (خير).

(2) مصابيح الأنوار 1: 111 فيه إشارة‌ إليه.

٩٤

باب القاف

٩٥

٩٦

القاف مَعَ الدّال

29- قَدْ أضَاءَ الصُّبحُ لِذي عَينَيْن ِ (1) .

(هذا الكلام جار مجرى المثل ومثله: (والشمس لا تخفى عن الإبصار)، ومثله: (إن الغزالة لا تخفى عن البصر) .

وقال ابن هانئ يمدح المعتز:

فاسْتَيْقظوا من رَقْدَةٍ وتَنَبّهوا

ما بالصّباحِ عن العيونِ خفَاء

ليستْ سماءُ اللّهِ ما تَرَوْنَها

لكنّ أرضاً تحتويهِ سَماء) (2)

قال الميداني: (قد بَيَّنَ الصبح لذي عينين: بَيَّنَ هنا بمعنى تَبَيَّنَ، يضرب للأمر يظهر كلّ الظهور) (3) .

وذكره العسكري أيضاً وقال: (يضرب مثلاً للأمر ينكشف ويظهر) (4) .

فالمثل الجاري الذّي ضربه الإمام (عليه السّلام) متّحد مع المثل السائر مع تغيير ما في لفظه. وهل المقصود من الانكشاف لجميع خلافتُه الكبرى المنصوص عليها بنصّ الغدير، حيث جمع الرّسول (صلّى الله عليه وآله) الناس عند الوصول إلى هذا المكان، وقد نزل عليه جبرائيل بقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ ) (5) ، ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا ) (6) .

____________________

(1) النهج 18: 395، 171/ح.

(2) المصدر.

(3) مجمع الأمثال 2: 99 حرف القاف.

(4) الجمهرة على هامش مجمع الأمثال 2: 135 حرف القاف.

(5) سورة المائدة الآية 67.

(6) سورة النمل الآية 14.

٩٧

وهكذا ولْده الأحد عشر الأوصياء المعصومون، نصّت على وصايتهم النصوص المعتبرة كما ذكرها علماؤنا في مجامعهم والجمهور: (أنّ الأئمة من قريش يملكها اثنا عشر منهم) (1) ، وحديث الثقلين الدالّ على أنّ من لم يتمسّك بالكتاب وعترته أهل بيته ضالّ والمتمسّك غير ضالّ، ذلك بأنّ أهل البيت (عليهم السّلام) معهم الشرائع من الحلال والحرام، بل وجميع أحكام الإسلام، وبعد ذلك على الأمّة الرجوع إليهم والأخذ عنهم (عليهم السّلام) في كلّ شيء؟

____________________

(1) مسند أحمد 5: 86 - 88.

٩٨

باب الكاف

٩٩

١٠٠