حياة ابن ابي عقيل العماني وفقهه

حياة ابن ابي عقيل العماني وفقهه10%

حياة ابن ابي عقيل العماني وفقهه مؤلف:
تصنيف: دراسات
الصفحات: 554

حياة ابن ابي عقيل العماني وفقهه
  • البداية
  • السابق
  • 554 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 175001 / تحميل: 5916
الحجم الحجم الحجم
حياة ابن ابي عقيل العماني وفقهه

حياة ابن ابي عقيل العماني وفقهه

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

القائميات من قولهعليه‌السلام :(السلام على الجريح المرتثّ عمرو الجندعي (١) ) (٢) .

٣١) - عمرو بن قرظة الأنصاري (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (هو عمرو بن قرظة بن كعب بن عمرو بن عائذ بن زيد مناة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي الكوفي.

كان قرظة من الصحابة الرواة، وكان من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام نزل الكوفة، وحاربَ مع أمير المؤمنينعليه‌السلام في حروبه، وولاّه فارس، وتوفي سنة إحدى وخمسين، وهو أوّل مَن نيح عليه بالكوفة، وخلّف أولاداً أشهرهم عمرو، وعليّ.

أمّا عمرو، فجاء إلى أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام أيّام المهادنة في نزوله بكربلا قبل الممانعة، وكان الحسينعليه‌السلام يُرسله إلى عمر بن سعد في المكالمة التي دارت بينهما، قبل إرسال شمر بن ذي الجوشن فيأتيه بالجواب، حتّى كان القطع بينهما بوصول شمر.

فلمّا كان اليوم العاشر من المحرّم استأذن الحسينعليه‌السلام في القتال، ثمّ برز وهو يقول:

قـد عَـلمتْ كتائبُ الأنصار

أنّـي سـأحمي حوزة الذمار

ضرب غلام غير نكسٍ، شار

دون حـسين مهجتي وداري

قال الشيخ ابن نما: عرّض بقوله: (دون حسين مهجتي وداري) بعمر بن سعد؛ فإنّه لمّا قال له الحسينعليه‌السلام :(صِر معي، قال: أخاف على داري!

____________________

(١) ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة بعد السلام على سوار بن أبي عمير هكذا:(السلام على المرتثّ معه عمرو بن عبد الله الجُندعي) . (راجع: البحار، ١٠١: ٢٧٣).

(٢) إبصار العين: ١٣٦ - ١٣٧، وانظر: وسيلة الدارين: ١٧٨، رقم ١١٣.

١٨١

فقال الحسينعليه‌السلام له:أنا أعوّضك عنها.

قال: أخاف على مالي.

فقال له:أنا أُعوّضك عنه من مالي بالحجاز ، فتكرّه! انتهى كلامه(١) .

ثُمّ إنّه قاتلَ ساعة ورجع للحسينعليه‌السلام فوقف دونه ليقيه من العدوّ، قال الشيخ ابن نما: فجعل يتلقّى السهام بجبهته وصدره فلم يصل إلى الحسينعليه‌السلام سوء حتّى أُثخن بالجراح، فالتفت إلى الحسينعليه‌السلام فقال: أوَفيتُ يا بن رسول الله؟ قال:(نعم، أنت أمامي في الجنّة، فاقرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله السلام وأعلِمهُ أنّي في الأثر) ، فخرَّ قتيلاً رضوان الله عليه(٢) .

وأمّا عليٌّ، فخرج مع عمر بن سعد، فلمّا قُتل أخوه عمرو برز من الصفّ ونادى: يا حسين، يا كذّاب أغررتَ أخي وقتلته؟ فقال له الحسينعليه‌السلام :(إنّي لم أغرَّ أخاك ولكن هداه الله وأضلّك) ، فقال عليٌّ: قَتلني الله إنْ لم أقتلك أو أموت دونك، ثمّ حملَ على الحسينعليه‌السلام ، فاعترضهُ نافع بن هلال فطعنه حتّى صرعه، فحملَ أصحابه عليه واستنقذوه، فَدُوِيَ بعد فبَرئ، ولعليٍّ هذا دون أخيه الشهيد ترجمة في كتب القوم ورواية عنه ومدح فيه)(٣) .

وقد ورد السلام على عمرو بن قرظة في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على عمرو بن قرظة الأنصاري) (٤) .

____________________

(١) راجع: مثير الأحزان: ٦١.

(٢) راجع: مثير الأحزان: ٦١، واللهوف: ٤٦ - ٤٧.

(٣) إبصار العين: ١٥٥ - ١٥٦، وانظر: وسيلة الدارين: ١٧٦ - ١٧٤، رقم ١٠٨ وفيه: (... وقال صاحب الحدائق: أمّا عمرو فجاء إلى الحسينعليه‌السلام يوم السادس من المحرّم أيّام المهادنة، في نزول الحسينعليه‌السلام بكربلاء قبل الممانعة...).

(٤) راجع: البحار: ١٠١: ٢٧٢ و ٤٥: ٧١.

١٨٢

٣٢) - عبد الله بن بشر الخثعمي (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (هو عبد الله بن بشر بن ربيعة بن عمرو بن منارة بن قُمَيْر بن عامر بن رائسة بن مالك بن واهب بن جليحة بن كلب بن ربيعة بن عفرس بن خلف بن أقبل بن أنمار، الأنماريّ الخثعمي.

كان عبد الله بن بشر الخثعمي من مشاهير الكماة، الحماة للحقائق، وله ولأبيه ذكر في المغازي والحروب.

قال ابن الكلبي: بشر بن ربيعة الخثعمي هو صاحب الخطّة بالكوفة التي يُقال لها (جبانة بشر)، وهو القائل يوم القادسية:

أنَختُ بباب القادسية ناقتي

وسعد بن وقّاص عَلَيَّ أمير

وكان وَلده عبد الله ممّن خرج مع عسكر ابن سعد، ثمّ صار إلى الحسينعليه‌السلام فيمن صار إليه أيّام المهادنة، قال صاحب الحدائق وغيره: إنّ عبد الله بن بشر قُتل في الحملة الأولى قبل الظهر)(١) .

٣٣) - الحارث بن امرئ القيس الكندي (رض)

نقل الزنجاني يقول: (قال في الإصابة: هو حارث بن امرئ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية الأكرمين الكندي... قال صاحب الحدائق: كان الحارث ممّن خرج مع عسكر عمر بن سعد حتّى أتى كربلاء، فلمّا ردّوا الشروط على الحسين مالَ إلى الحسين، وجاء إليه فسلّم وانضمّ إلى أصحابه الكنديين - وهم أربعة أشخاص كما ذكرنا بعضهم - وما زال مع الحسينعليه‌السلام ، فلمّا شبّ القتال تقدّم أمام الحسين مع مَن تقدّم، وقُتل في الحملة الأولى رضوان الله عليه)(٢) .

____________________

(١) إبصار العين: ١٧٠.

(٢) وسيلة الدارين: ١١٦ - ١١٧، رقم ٢٦.

١٨٣

(كان الحارث من الشجعان العُبّاد، وله ذكر في المغازي..)(١) .

٣٤) - بشر بن عمرو بن الأُحدوث الحضرمي الكندي (رض)

مرّت بنا ترجمته (رض) في وقائع ليلة عاشوراء، فراجعها هناك تحت عنوان(الحضرمي: أكلَتَني السباع حيّاً إنْ فارقتك) مع الإشارة المرتبطة بهذا العنوان.

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على بشر بن عمر الحضرمي، شكر الله لك قولك للحسين وقد أذِن لك في الانصراف: أكلتني إذاً السباع حيّاً إذا فارقتك، وأسأل عنك الركبان؟! وأخذُلك مع قلّة الأعوان؟! لا يكون هذا أبداً) (٢) .

٣٥) - عبد الله بن عروة بن حرّاق الغفاري (رض)

٣٦) - عبد الرحمان بن عروة بن حرّاق الغفاري (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (كان عبد الله وعبد الرحمان الغفاريان من أشراف الكوفة ومن شجعانهم وذوي الموالاة منهم، وكان جدّهما حرّاق من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام وممّن حارب معه في حروبه الثلاث.

وجاء عبد الله وعبد الرحمان إلى الحسينعليه‌السلام بالطفّ.

وقال أبو مخنف: لمّا رأى أصحاب الحسين أنّهم قد كُثروا، وأنّهم لا يقدرون على أن يمنعوا الحسين ولا أنفسهم، تنافسوا في أن يُقتلوا بين يديه، فجاءه عبد الله وعبد الرحمان ابنا عروة الغفاريّان فقالا: يا أبا عبد الله السلام عليك، حازنا العدوّ إليك فأحببنا أنْ نُقتل بين يديك، نمنعك وندفع عنك، فقال:(مرحباً بكما، اُدنوا منّي) .

____________________

(١) إبصار العين: ١٧٣.

(٢) البحار، ١٠١: ٢٧٢.

١٨٤

فدنوا منه، فجعلا يقاتلان قريباً منه، وإنّ أحدهما ليرتجز ويتمّ له الآخر، فيقولان:

قـد عَـلمتْ حـقّاً بنو غفار

وخَـندف بـعد بـني نِـزار

لـنضربنّ مـعشر الـفجّار

بـكلّ عـضْب صـارم بتّار

يا قوم ذُودوا عن بني الأطهار

بـالمشرفيّ والـقَنا الـخطّار

فلم يزالا يُقاتلان حتّى قُتلا.

وقال السرويّ: إنّ عبد الله قُتل في الحملة الأولى، وعبد الرحمان قُتل مبارزة، وقال غيره: إنّهما قُتلا مبارزة، وهو الظاهر من المراجعة)(١) .

وقد ورد السلام عليهما في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على عبد الله وعبد الرحمان ابنَي عروة بن حرّاق الغفاريين) (٢) .

٣٧) - عبد الله بن عمير الكلبي (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (هو عبد الله بن عمير بن عبّاس بن عبد قيس بن عُلَيْم بن جناب، الكلبي العُلَيمي، أبو وهب.

كان عبد الله بن عمير بطلاً شجاعاً شريفاً، نزل الكوفة واتّخذ عند بئر الجعد من همدان داراً، فنزلها ومعه زوجته أمُّ وهب بنت عبد من بني النمر بن قاسط.

قال أبو مخنف: فرأى القوم بالنُخيلة يُعرَضون ليسرّحوا إلى الحسينعليه‌السلام ، فسأل عنهم، فقيل له: يُسرّحون إلى الحسين بن فاطمة بنت رسول الله.

فقال: والله، لقد كنتُ على جهاد أهل الشر حريصاً، وإنّي لأرجو ألاّ يكون

____________________

(١) إبصار العين: ١٧٥ - ١٧٦.

(٢) البحار، ١٠١: ٢٧٣

١٨٥

جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيّهم أيسر ثواباً عند الله من ثوابه إيّاي في جهاد المشركين.

فدخل إلى امرأته فأخبرها بما سمع، وأعلمها بما يُريد، فقالت له:أصبتَ أصاب الله بك أرشد أمورك، افعل وأخرجني معك.

قال: فخرج بها ليلاً حتّى أتى حُسيناً فأقام معه.

فلمّا دنا عمر بن سعد ورمى بسهم فارتمى الناس، خرج يسار مولى زياد، وسالم مولى عبيد الله، فقالا: مَن يبارز؟ ليخرج إلينا بعضكم.

فوثبَ حبيب وبُرير، فقال لهما الحسين:(اجلِسا ).

فقام عبد الله بن عمير فقال: أبا عبد الله، رحمك الله ائذن لي لأخرج إليهما، فرأى الحسين رجلاً آدم، طوالاً، شديد الساعدين، بعيد ما بين المنكبين.

فقال الحسين:(إنّي لأحسبه للأقران قتّالاً، اُخرجْ إنْ شئت).

فخرج إليهما، فقالا له: مَن أنت؟ فانتسب لهما فقالا: لا نعرفك، ليخرج إلينا زهيرٌ، أو حبيب، أو برير.

ويسارُ مُستنتل أمام سالم، فقال له عبد الله: يا بن الزانية، وبك رغبة عن مبارزة أحدٍ من الناس؟! أَوَ يخرج إليك أحدٌ من الناس إلاّ وهو خير منك!.

ثمَّ شدّ عليه فضربه بسيفه حتّى برد، فإنّه لمشتغل يضرب بسيفه إذ شدّ عليه سالم، فصاح به أصحابه: قد رهقك العبد، فلم يأبه له حتّى غشيه فبدره بضربة فاتّقاها عبد الله بيده اليسرى فأطار أصابع كفّه اليسرى، ثمَّ مالَ عليه فضربه حتّى قتله، وأقبلَ إلى الحسينعليه‌السلام يرتجز أمامه وقد قتلهما جميعاً فيقول:

إنْ تُنكروني فأنا ابن كلب

حسبي ببيتي في عُلَيْمٍ حسبي

١٨٦

إنّي امرؤٌ ذو مِرّة وعصبِ

ولستُ بالخوّار عند النكب

إنّي زعيمٌ لكِ أمَّ وهبِ

بالطعن فيهم مُقدماً والضرب

قال: فأخذت أمُّ وهب امرأته عموداً، ثمَّ أقبلت نحو زوجها تقول: فداك أبي وأمّي، قاتِل دون الطيبين ذريّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأقبلَ إليها يردّها نحو النساء، فأخذت تجاذب ثوبه وتقول: إنّي لن أدعك دون أن أموت معك، (وإنّ يمينه سدكت على السيف، ويساره مقطوعة أصابعها فلا يستطيع ردّ امرأته)، فجاء إليها الحسينعليه‌السلام وقال:(جُزيتم من أهل بيتٍ خيراً، ارجعي رحمكِ الله إلى النساء فاجلسي معهنّ؛ فإنّه ليس على النساء قتال) ، فانصرفت إليهنّ.. وقاتلَ الكلبي وكان في الميسرة قتال ذي لبدٍ، وقتلَ من القوم رجالاً، فحمل عليه هاني بن ثُبيت الحضرمي، وبكير بن حيّ التيمي - من تيم الله بن ثعلبة - فقتلاه،... وانجلت الغبرة فخرجت امرأة الكلبي تمشي إلى زوجها حتّى جلست عند رأسه تمسح التراب عنه وتقول:هنيئاً لك الجنّة، أسأل الله الذي رزقك الجنّة أن يصحبني معك .

فقال شمر لغلامه رستم: اضرب رأسها بالعمود.

فضربَ رأسها فشدخهُ فماتت مكانها)(١) .

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على عبد الله بن عمير الكلبي) (٢) .

٣٨) - سالم بن عمرو ومولى بني المدينة الكلبي (رض)

قال المحقّق السماوي (ره): (كان سالم مولى لبني المدينة، وهم بطن من

____________________

(١) إبصار العين: ١٧٩ - ١٨١، وانظر: وسيلة الدارين: ١٦٨ - ١٧٠، رقم ٩٨.

(٢) البحار، ١٠١: ٢٧٢.

١٨٧

كلب، كوفيّاً من الشيعة، خرج إلى الحسينعليه‌السلام أيّام الهادنة، فانضمّ إلى أصحابه.

قال في الحدائق: وما زال معه حتّى قُتل.

وقال السرويّ: قُتل في أوّل حملة مع مَن قُتل من أصحاب الحسينعليه‌السلام وله في القائميات ذكر وسلام)(١) .

نقل الزنجاني قائلاً: (وقال في الذخيرة ص٢٤٢: وقال أهل السيَر: كان سالم فارساً شجاعاً خرج مع مسلم بن عقيل أوّلاً، ولمّا تخاذل الناس عن مسلم قبض عليه كثير بن شهاب التميمي مع جماعة من الشيعة، فأراد تسليمه إلى عبيد الله بن زياد مع أصحابه الذين كانوا معه، فأفلتَ واختفى عند قومه، فلمّا سمعَ نزول الحسين بن علي إلى كربلاء خرج إليه أيّام المهادنة، فانضمّ إلى أصحابه الذين كانوا مع الحسين من الكلبيين...)(٢) .

وقد ورد السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة:(السلام على سالم مولى بني المدينة الكلبي) (٣) .

____________________

(١) إبصار العين: ١٨٢ - ١٨٣.

(٢) وسيلة الدارين: ١٤٥ - ١٤٦، رقم ٥٦.

(٣) البحار، ١٠١: ٢٧٣.

١٨٨

الفصل الثالث

كربلاء يوم العاشر من المحرّم سنة ٦١ هـ ق

١٨٩

١٩٠

الفصل الثالث

استطلاعٌ ميداني

أنصارُ الإمام الحسينعليه‌السلام

قبل الحديث حول أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام في: عددهم، وأسمائهم، وأنسابهم وكلّ ما يتعلق بهم، لابدّ من الحديث - ولو على نحو الإشارة - في علوّ منزلتهم، وسموّ مقامهم، وخصوصية تلك المنزلة وذلك المقام.

وحيث يعجز البيان، وتقصر قدرة العارف البليغ عن بلوغ الغاية في وصف هذه النخبة المصطفاة التي اختارها الله تبارك وتعالى لتكون رمز الإنسانية (لنصرة الحقّ)، على مرّ الدهور وإلى قيام الساعة، كان لابدَّ من الرجوع في وصف هؤلاء الأنصار الكرام إلى سادة البيان ومعدن العلم والحكمة، أهل البيتعليهم‌السلام ، إذ هم خير وأقدر مَن يستطيع القيام بمهمّة تعريف البشرية بهذه الكوكبة الفذّة الفريدة من أنصار الحقّ، ولعلّ أوّل وأَولى وصف لهم بلغَ الغاية في تعريفهم هو: ما وصفهم به الإمام الحسينعليه‌السلام نفسه، حين جمعَ أصحابه عند قرب مساء ليلة عاشوراء ليلقي إليهم بإحدى كلماته الخالدة - يقول الإمام زين العابدين عليّ بن الحسينعليه‌السلام في نقله تفاصيل هذه الواقعة -:

(فدنوتُ لأسمع ما يقول لهم، وأنا إذْ ذاك مريض، فسمعتُ أبي يقول لأصحابه:

أُثني على الله أحسن الثناء، وأحمدهُ على السرّاء والضرّاء، اَللهمّ إنّي أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة، وعلّمتنا القرآن، وفقّهتنا في الدين، وجعلتَ لنا

١٩١

أسماعاً وأبصاراً وأفئدة، فاجعلنا من الشاكرين .

أمّا بعدُ، إنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرَّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي خيراً...) (١) .

وهذا القول على إطلاقه(لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرَّ ولا أوصل من أهل بيتي) صادر عن الإمام المعصوم الذي وهبه الله علم ما كان وما يكون إلى قيام الساعة(٢) ، فمفاد هذا النصّ الشريف إذاً هو: أنّ أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام من أهل بيته وصحبه الكرام، على مرتبة من الشرف والسموّ ورفعة المقام بحيث لم يسبقهم إليها سابق، ولا يلحق بهم لاحق.

ويؤكّد هذا المفاد ما ورد عن الإمام الباقرعليه‌السلام فيما رواه عن أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، حيث قال:

(خرج عليّ يسير بالنّاس، حتّى إذا كان بكربلاء على ميلَين أو ميل تقدّم بين أيديهم حتّى طاف بمكان يُقال لها المقذفان، فقال: قُتل فيه مئتا نبيّ ومئتا سبط كلّهم شهداء، ومناخ رِكاب ومصارع عشّاق شهداء، لا يسبقهم مَن

____________________

(١) راجع: الإرشاد، ٢: ٩١، وتاريخ الطبري، ٣: ٣١٥، والكامل في التاريخ، ٤: ٥٧.

(٢) روى الكليني (ره) في حديث صحيح: عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن ضريس الكناسي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول - وعنده أُناس من أصحابه -:(عجبتُ من قوم يتولّونا ويجعلونا أئمّة، ويصفون أنّ طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمَّ يكسرون حجّتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم، فينقصونا حقّنا، ويُعيبون ذلك على مَن أعطاه الله برهان حقّ معرفتنا والتسليم لأمرنا، أترونَ أنّ الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده، ثمَّ يُخفي عنهم أخبار السماوات والأرض، ويقطع عنهم موادّ العلم فيما يرد عليهم ممّا فيه قوام دينهم؟...) (الكافي: ١: ٢٦١ - ٢٦٢ حديث رقم ٤ / دار الأضواء - بيروت).

١٩٢

كان قبلهم، ولا يلحقهم مَن بعدهم) (١) .

فشهداء الطفّ إذاً أعلى مقاماً وأشرف رتبة حتّى من شهداء بدر(٢) .

____________________

(١) بحار الأنوار، ٤١: ٢٩٥، باب ١١٤، حديث رقم ١٨.

(٢) وإن كانت بعض الروايات قد ألحقت شهداء بدر بشهداء كربلاء في رتبتهم، كما روى الطبراني بسنده المتّصل إلى شيبان بن مخرم - وكان عثمانيّاً - حيث قال: إنّي لمعَ عليّ (رض) إذ أتى كربلاء فقال: (يُقتل في هذا الموضع شهداء ليس مثلهم شهداء إلاّ شهداء بدر) (المعجم الكبير، ٣: ١١١ رقم ٢٨٢٦).

ويُتحفّظ على هذه الرواية من جهتين - على الأقلّ - الأولى: أنّه يُستبعد من رجل عثمانيّ الميل والهوى مثل شيبان بن مخرم - بما لهذا المصطلح السياسي من دلالة فكرية وعملية آنذاك - أن يشترك مع عليّعليه‌السلام في صِفّين ضدّ معاوية.

والثانية: أنّ في سند هذه الرواية (كما في المصدر): أبو عوانة يرويها عن عطاء بن السائب، وقال عبّاس الدوري في عطاء (وعباس الدوري: هو أبو الفضل عبّاس بن محمّد بن حاتم بن واقد الدوري ثمّ البغدادي، وصفهُ الذهبي بقوله: الإمام الحافظ الثقة الناقد.. أحد الإثبات المصنّفين / راجع: سير أعلام النبلاء: ١٢: ٥٢٢ رقم ١٩٩): عطاء بن السائب اختلط فمَن سمعَ منه قديماً، فهو صحيح، وما سمعَ منه جرير وذووه ليس من صحيح حديث عطاء، وقد سمع أبو عوانة من عطاء في الصحّة وفي الاختلاط جميعاً ولا يحتجّ حديثه).

(وقال عنه ابن عدي: وعطاء اختلط في آخر عمره.. ومَن سمع منه بعد الاختلاط فأحاديثه فيها بعض النُكرة).

(وقال العجلي عنه: فأمّا مَن سمع منه بآخره فهو مضطرب الحديث.. عطاء بآخره كان يتلقّن إذا لقّنوه في الحديث؛ لأنّه كان غير صالح الكتاب.

(وقال أبو حاتم: كان محلّه الصدق قبل أن يختلط، صالح مستقيم، ثمّ بآخرة تغيّر حفظه، وفي حديثه تخاليط كثيرة).

(راجع: تهذيب الكمال، ٢٠: ٨٦ رقم ٣٩٣٤، وسير أعلام النبلاء، ٦: ١١٠ رقم ٣٠، والجرح والتعديل، ٦: ٣٣٠ رقم ١٨٣٩).

١٩٣

ولسمّو منزلتهم كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد حفر لهم قبورهم، فقد ورد في الحديث الشريف الذي رواه شيخ الطائفة بسنده عن غياث بن إبراهيم، عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال:

(أصبَحَت يوماً أمّ سلمة تبكي، فقيل لها: ممّ بكاؤك؟ قالت: لقد قُتل ابني الحسين الليلة (١) ،وذلك أنّني ما رأيتُ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منذ مضى إلاّ الليلة، فرأيته شاحباً كئيباً، فقالت: قلت: ما لي أراك يا رسول الله شاحباً كئيباً؟ قال: ما زلتُ الليلة أحفر القبور للحسين وأصحابه عليه‌السلام ) (٢) .

ومن خصائص شهداء الطفّعليهم‌السلام : أنّهم كُشف لهم الغطاء فرأوا جزاء ثباتهم وشجاعتهم وإصرارهم على التضحية مع ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث رأوا منازلهم في الجنّة - وذلك بعد سلسلة الامتحانات التي امتحنهم الإمامعليه‌السلام بها - فكانوا أهلاً لهذا الكشف المبين وأحقَّ به، فقد روي عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قلت له: أخبِرني عن أصحاب الحسينعليه‌السلام وإقدامهم على الموت، فقالعليه‌السلام :

(إنّهم كُشف لهم الغطاء حتّى رأوا منازلهم من الجنّة، فكان الرجل منهم يقدِم على القتل ليبادر إلى حوراء يعانقها وإلى مكانه من الجنّة) (٣) .

____________________

(١) لعلّ مرادها (رض) من قولها: (لقد قُتل ابني الحسين الليلة): هو أنّها عَلمت بمقتلهعليه‌السلام ليلة الرؤيا، وإلاّ فإنَّ الثابت المشهور هو أنّه قُتل يوم العاشر من المحرّم سنة ٦١ هـ. ق بعد الظهر.

(٢) أمالي الطوسي: ٩٠ المجلس الثالث، حديث رقم ٤٩، وأمالي المفيد: ٣١٩ المجلس الثامن والثلاثون، حديث رقم ٦.

(٣) علل الشرايع: ١: ٢٢٩ باب ١٦٣ حديث رقم ١، أمّا الرواية التي رواها الشيخ الصدوق (ره) في كتابه (معاني الأخبار)، في الصفحة ٢٨٨ تحت رقم ٢ في باب (معنى الموت): عن محمّد بن القاسم المفسّر الجرجاني، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن عليّ الناصر، عن أبيه، =

١٩٤

____________________

= عن محمّد بن عليّعليه‌السلام عن أبيه الرضاعليه‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفرعليه‌السلام ، عن أبيه جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، عن أبيه محمد بن عليّعليه‌السلام ، عن أبيه علي بن الحسينعليه‌السلام قال:(لمّا اشتدّ الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام نظر إليه مَن كان معه، فإذا هو بخلافهم؛ لأنّهم كلّما اشتدّ الأمر تغيّرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجبت قلوبهم، وكان الحسين عليه‌السلام وبعض مَن معه من خصائصهم: تشرق ألوانهم، وتهدأ جوارحهم، وتسكن نفوسهم.

فقال بعضهم لبعض: اُنظروا لا يبالي بالموت، فقال لهم الحسين عليه‌السلام : صبراً بني الكرام، فما الموت إلاّ قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟! وما هو لأعدائكم إلاّ كمَن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب، إنّ أبي حدّثني عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنَّ الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنّاتهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كَذبتُ ولا كُذبت) .

فهذه الرواية فضلاً عن احتمال ضعفها - (بمحمّد بن القاسم المفسّر الأسترابادي الجرجاني الذي اختلف فيه الرجاليّون، وقد ضعّفه ابن الغضائري، وكذلك العلاّمة، وقال فيه السيّد الخوئي: مجهول الحال، راجع: معجم رجال الحديث: ١٧: ١٥٥: رقم ١١٥٨٦) - فإنّ اضطراب متنها يوحي ابتداءً أنّ بعض أنصار الحسينعليه‌السلام ، كانوا كلّما اشتد الأمر تغيّرت ألوانهم، وارتعدت فرائصهم، ووجبت قلوبهم! وهذا أمر صريح المخالفة لِما أطبقت عليه الروايات الكثيرة وأجمع عليه المؤرّخون، في أنَّ جميع أنصارهعليه‌السلام بلغوا حدّ الإعجاز فرداً فرداً في الثبات والشجاعة والإقدام والشوق إلى لقاء الله ورسوله، والعارف بالسيرة الخاصة لكلّ واحدٍ من هؤلاء الأنصار الأفذاذ، يقطع بعدم صحّة ما يوحي به ظاهر متن هذه الرواية من إساءة لبعض أنصار الحسينعليه‌السلام .

والرواية - على فرض صحّتها - لابدّ من تأويل عباراتها الغامضة مثل:(نظر إليه مَن كان معه)، و(فقال بعضهم لبعض: انظروا لا يبالي بالموت) ، بأنّ هؤلاء كانوا بعض مَن كان في جملة الركب الحسينيّ من خدم وموالٍ، ممّن لم يكن من عزمهم الاشتراك في هذه الحرب؛ ذلك لأنّ الركب الحسيني لم يقتصر من حيث الرجال على أنصار الإمام، بل كان فيه غيرهم أيضاً من الخدم والموالي - أو بعض الأُجرَاء كما توحي به بعض الروايات - ولا يبعد أن يكون في هؤلاء مَن

١٩٥

ولقد أُشير إلى ذلك في زيارة الناحية المقدّسة:(أشهدُ لقد كشفَ الله لكم الغطاء، ومهّد لكم الوطاء، وأجزلَ لكم العطاء..) (١) .

وقد اعترفَ الأعداء أنفسهم بشجاعة وعجيب ثبات أنصار الإمامعليه‌السلام ، فهذا عمرو بن الحجّاج الزبيدي لعنه الله، وهو من قادة الجيش الأمويّ في كربلاء يوم عاشوراء، يخاطب جيش الضلالة قائلاً: (يا حمقى، أتدرون مَن تقاتلون؟ إنّما تقاتلون نقاوة فرسان أهل المصر، وقوماً مستقتلين مستميتين، فلا يبرزنّ لهم منكم أحد...)(٢) .

ويستغيث عروة (عزرة) بن قيس وهو قائد خيل جيش الضلال بأميره عمر بن سعد قائلاً: (أمَا ترى ما تلقى خيلي منذ اليوم من هذه العدّة اليسيرة...)(٣) .

(وقيل لرجل شهد يوم الطفّ مع عمر بن سعد: ويحكَ، أقتلتم ذرّية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟! فقال: عضضتُ بالجندل!(٤) أنّك لو شهدتَ ما شهدنا لفعلتَ ما فعلنا، ثارت علينا عصابة أيديها في مقابض سيوفها، كالأسود الضارية، تُحطم الفرسان يميناً وشمالاً، وتُلقي أنفسها على الموت، لا تقبل الأمان، ولا ترغب في المال،

____________________

= يرهب الحرب إلى هذه الدرجة، ولا يتنافى هذا مع كون خطاب الإمامعليه‌السلام :(صبراً بني الكرام، فما الموت إلاّ قنطرة...) موجّهاً إلى الأنصارعليه‌السلام أنفسهم؛ ذلك لأنّ تشجيع الشجاع وحثّ التقيّ على التقوى لا ينافي تحقق الشجاعة في الشجاع والتقوى في التقي.

(١) البحار: ٤٥: ٧٣.

(٢) أنساب الأشراف: ٣: ٤٠٠ / دار الفكر - بيروت، وراجع، الإرشاد: ٢: ١٠٣، وفي نقل الشيخ القرشي عن أناب الأشراف المخطوط: (فلا يبرزنّ لهم منكم أحدٌ إلاّ قتلوه...). (راجع: حياة الإمام الحسين بن عليعليه‌السلام : ٣: ٢١٠).

(٣) الإرشاد: ٢: ١٠٤.

(٤) الجندل: الحجر الشديد القويّ.

١٩٦

ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنيّة أو الاستيلاء على المِلك، لو كففنا عنها رويداً لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها، فما كنّا فاعلين لا أُمَّ لك؟!)(١) .

عددُ أصحاب الإمام الحسينعليه‌السلام يوم الطف

في البدء لابدّ أن نُذكّر بالفرق بين قولنا: أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام عامّة، وبين قولنا: أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء، وكذلك بين قولنا: (شهداء النهضة الحسينية) وبين قولنا: (شهداء الطفّ)؛ ذلك لأنّ أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام عامّة، أوسع مراداً من أنصاره يوم عاشوراء، إذ في عامّة أنصاره مَن قُتل في البصرة أو في الكوفة، أو سُجن في محابس ابن زياد لعنه الله وأباه، وفيهم مَن لم يُدرك نصرة الإمامعليه‌السلام كالطرماح مثلاً.

وكذلك فإنّ (شهداء النهضة الحسينية) أوسع مراداً أيضاً من (شهداء الطفّ)؛ لأنّ في العنوان الأوّل مَن استُشهد في البصرة: كسليمان بن رزين (رض) رسول الإمامعليه‌السلام إلى أشرافها، ومنهم مَن استشهد في الكوفة: كمسلم بن عقيلعليه‌السلام ، وعبد الله بن يقطر (رض)، وقيس بن مسهّر الصيداوي (رض)، وهاني بن عروة (رض)، وغيرهم.

كذلك يحسن التذكير هنا أيضاً: بأنّ (أنصار الإمامعليه‌السلام يوم الطفّ) أوسع مراداً من (شهداء الطفّ)؛ ذلك لأنّ بعضاً من أنصارهعليه‌السلام الذين جاهدوا بين يديه يوم عاشوراء لم يستشهدوا يوم الطفّ: كالحسن المثنى (رض) وغيره.

____________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ٣: ٣٠٧ / دار إحياء التراث العربي - بيروت.

١٩٧

أمّا عدد أنصار الإمام عليه‌السلام يوم الطفّ، فقد اختلف فيه المؤرّخون اختلافاً شديداً، ووقعَ في حساب هذا العدد المبارك خلط بين عدد الأنصار وعدد القتلى منهم؛ ذلك لأنّ بعضاً من المؤرّخين استنتج عدد الأنصار من مجموع عدد الرؤوس الشريفة التي حملتها القبائل إلى ابن زياد مثلاً.

وهنا نعرض بعض هذه الأرقام المتفاوتة مشيرين إلى مصادرها في الحاشية: (٧٠) شخصاً(١) ، (٧٢) شخصاً(٢) ، (٨٢) شخصاً (٣) ، (٨٧) شخصاً(٤) ، (١٠٠) شخص(٥) ، (١٤٥) شخصاً(٦) ، (٥٠٠) فارس و(١٠٠) راجل(٧) ، وورد في بعض المصادر أنّ عددهم كان (٦٠)(٨) ، أو (٦١)(٩) ، غير أنّ أشهر عدد لأنصار الإمامعليه‌السلام يوم الطف هو: اثنان وسبعون.

الهاشميون من أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام في كربلاء

اختلفت المصادر التاريخية اختلافاً شديداً في عدد رجال(١٠) بني هاشم الذين

____________________

(١) راجع: مختصر تاريخ دول الإسلام للذهبي: ١: ٣١، وتاريخ الخميس: ٢: ٢٢٧.

(٢) راجع: الإرشاد: ٢: ٩٥، والأخبار الطوال: ٢٥٦، وتاريخ ابن الوردي: ١: ١٦٤، والمنتظم: ٥: ٣٣٨.

(٣) راجع: مناقب آل أبي طالب: ٤: ٩٨، ونور الأبصار: ٢٥٩، ومرآة الجنان: ١: ١٣٣.

(٤) راجع: تاريخ مختصر الدول لابن العنبري: ١١٠.

(٥) راجع: حياة الإمام الحسين بن عليعليه‌السلام : ٣: ١٢٦ عن تهذيب التهذيب (مخطوط): ١: ١٥٦.

(٦) راجع: تذكرة الخواص: ١٤٥، ومثير الأحزان: ٥٤، واللهوف: ٤٣.

(٧) راجع: مروج الذهب: ٣: ٧٠ / دار المعرفة - بيروت.

(٨) راجع: حياة الحيوان للدميري، ١: ٧٣.

(٩) راجع: إثبات الوصيّة: ١٤١.

(١٠) لا يخفى أنّ من بني هاشم مَن قد حضر كربلاء مع الإمامعليه‌السلام وهو في عمر الطفولة: كالإمام =

١٩٨

حضروا كربلاء مع الإمام الحسينعليه‌السلام ، والظاهر أنّ منشأ هذا الاختلاف هو: اختلاف هذه المصادر في عدد مَن قُتل مِن بني هاشم مع الإمام الحسينعليه‌السلام في كربلاء.

بل لقد اختلفت هذه المصادر في عدد الناجين منهم من القتل وفي أسماء بعضهم(١) .

ولذا فمن الصعب الوصول بدقّة تامّة وعلى نحو اليقين إلى عدد مَن حضر من بني هاشم في كربلاء مع الإمام الحسينعليه‌السلام ، لكنّ إضافة عدد الناجين منهم إلى عدد مَن قُتل منهم - عدا الإمامعليه‌السلام - يوصلنا إلى عدد تقريبيّ ظنّيّ لهؤلاء الأنصار

____________________

= محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام ، وعبد الله بن الحسينعليهما‌السلام (الرضيع)، وغيرهما، ولذا تحرّزنا بكلمة (رجال) في حساب عدد الأنصار من بني هاشم.

(١) روى الفضيل بن الزبير الكوفي الأسدي (وهو من أصحاب الإمامين الباقر والصادقعليهما‌السلام )، في كتابه (تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام ) أنّ الناجين كانوا ثلاثة وهم: الإمام زين العابدينعليه‌السلام ، والحسن المثنّىعليه‌السلام ، ومحمّد بن عمرو بن الحسنعليه‌السلام وكان غلاماً مراهقاً. (راجع: كتاب تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام ، المطبوع في مجلّة تراثنا، العدد الثاني، السنة الأولى - خريف سنة ١٤٠٦ هـ. ق / مؤسسة آل البيتعليهم‌السلام - قم).

وروى ابن سعد في طبقاته: أنّه لم يفلت من أهل بيت الحسين بن عليّ الذين معه إلاّ خمسة نفر: علي بن حسين الأصغر، وهو أبو بقيّة ولد الحسين بن على اليوم، وكان مريضاً فكان مع النساء، وحسن بن حسن بن علي، وله بقية، وعمرو بن حسن بن عليّ، ولا بقيّة له، والقاسم بن عبد الله بن جعفر، ومحمّد بن عقيل الأصغر..) (راجع: ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد، تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي / مؤسسة آل البيتعليهم‌السلام / ص٧٧ - ٧٨ - وراجع: سير أعلام النبلاء للذهبي ٣: ٣٠٣ نقلاً عن طبقا ابن سعد / مؤسسة الرسالة).

وذكر ذلك أيضاً الشيخ باقر شريف القرشي، لكنّه ذكر (عمر بن الحسن) بدل (عمرو بن الحسن)، وأضافَ إليهم سادساً وهو (زيد بن الحسن)، ونسبَ ذلك إلى مقاتل الطالبيين ص١١٩. (راجع: حياة الإمام الحسين بن عليعليهم‌السلام ٣: ٣١٣ - ٣١٤).

١٩٩

الهاشميينعليهم‌السلام ، يختلف باختلاف عدد الناجين الذي يكون الحساب على أساسه، ويتفاوت أيضاً بتفاوت عدد القتلى المعتمد والمضاف إليه.

إنّ أقلّ عدد لشهداء الطفّ من الأنصار الهاشميين ذكرته المصادر التاريخية هو:أحد عشر (١) ، اللّهمّ إلاّ ما ذكرهُ ابن أبي حاتم في كتابه(السيرة النبوية) أنّ شهداء بني هاشم كانوا تسعة أشخاص(٢) .

وإنّ أشهر عدد لِمن قُتل منهم هو سبعة عشر(٣) ، وإنّ أكبر الأعداد المذكورة

____________________

(١) راجع: تاريخ الإسلام للذهبي، حوادث سنة ٦١، ص٢١، ومرآة الزمان لليافعي، ١: ١٣١.

(٢) السيرة النبوية: ٥٥٨.

(٣) بل لعلّه الأصحّ، فقد وردت في ذلك روايات عن أهل البيتعليهم‌السلام ، منها ما ورد عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال:(... ذاك دم يَطلب الله به ما أُصيب من وِلد فاطمة، ولا يصابون بمثل الحسين، ولقد قُتل في سبعة عشر من أهل بيته، نصحوا لله وصبروا في جنب الله فجزاهم الله أحسن جزاء الصابرين..) (بشارة المصطفى: ٤٢٦، رقم ٢).

وراجع بصدد العدد سبعة عشر: الإرشاد: ٢٧٩، المطبعة الحيدرية - النجف، والدرّ النظيم: ٣٧٨، والإصابة، ١: ١٧، وتاريخ العلماء ووفياتهم ١: ١٧٢، وتاريخ خليفة: ١٤٦، ومرآة الزمان، ٣: ١١٣، والبداية والنهاية ٨: ١٩١، والمعجم الكبير للطبراني ٣: ١٠٤ رقم ٢٨٠٥، وخطط المقريزي ٢: ٢٨٦ / طبعة دار إحياء العلوم - مصر، وبشارة المصطفى: ٤٢٦، وتهذيب التهذيب ٢: ٣٢٣ / طبعة دار الفكر - بيروت / ١٤١٥ هـ. ق، وانظر: إبصار العين: ٤٩ - ٧٧ و٨٩ - ٩٢ فقد ترجم السماوي (ره) في مجموع هذه الصفحات لسبعة عشر شهيداً من بني هاشم من الأنصار في كربلاء، وانظر: في متن زيارة الناحية المقدّسة فقد ورد فيها السلام على سبعة عشر شهيداً منهمعليهم‌السلام (البحار: ٤٥: ٦٥ - ٦٩).

وهنا ملاحظتان مهمّتان:

١ - أدخَلَت بعض كتب التاريخ وكتب التراجم في جملة أنصارهعليه‌السلام حتّى مَن قُتل من الأطفال: كعبد الله بن الحسين (الرضيع)عليه‌السلام ، ومَن كان غلاماً - لم يُعرف هل بلغ سنَّ التكليف أم لا؟ - =

٢٠٠

صلاته، ثم يسجد سجدتي السهو بعد انصرافه، وإن ذكرها بعد ركوعه أعاد الصلاة " ونسيان السجدة في الاولتين والاخيرتين سواء.

(وصفحة ٢٠١) " أما سنن السجود فمنها: التكبير له قايما رافعا يديه كما مر. والهوي بعد إكماله لما روي من فعل النبي صلى الله عليه وآله، وأمر به الباقر عليه السلام، ووصفه حماد عن الصادق عليه السلام.

ولو كبر في هويه جاز وترك الافضل، قيل ولا يستحب مده ليطابق الهوي، لما ورد أن التكبير جزم.

وقال ابن أبي عقيل يبدأ بالتكبير قائما، ويكون انقضاء التكبير مع مستقره ساجدا ".

(وصفحة ٢٠٢) " وقال ابن أبي عقيل: يكون أول ما يقع منه على الارض يداه، ثم ركبتاه، ثم جبهته ثم أنفه والارغام به سنة، والتجافي في السجود، ويسمى تخوية أيضا، لا لانه إلقاء الخواء بين الاعضاء، لان النبي صلى الله عليه وآله فرج يديه عن جنبيه، وفرج بين يديه وجنح بعضديه، ونهى عن افتراش الذراعين كما يفترش الكلب.

ولما سبق في حديث حماد، وقول الباقر عليه السلام " لا تفترش ذراعيك افتراش السبع..

" وقال ابن أبي عقيل: إذا أراد النهوض ألزم أليته الارض، ثم نهض معتمدا على يديه (وصفحة ٢٢٠) " السادسة: لاتبطل الصلاة بالسهو عن سجدة من ركعة حتى يركع فيما بعدها، وقد يظهر من كلام ابن أبي عقيل وجوب الاعادة بترك سجدة، حيث قال: والفرض الصلوات بعد دخول وقتها، واستقبال القبلة، وتكبير الاحرام، والسجود، ومن ترك من ذلك أو قدم منه مؤخرا أو أخر منه مقدما ناسيا كان أو ساهيا أو متعمدا، إماما كان أو مأموما أو منفردا، بطلت صلاته. وقال: من استيقن أنه سجد سجدة وشك في النهاية سجدها، فإن استيقن أنه سجد سجدتين أعاد الصلاة. فأظهر كلامه أن السجدة الواحدة كالسجدتين في الزيادة والنقصان ".

٢٠١

رسائل الكركي (مجلد ٣ صفحة ٢٩٦) " ويحكى عن ابن أبي عقيل القول بأن الاخلال بالسجدة الواحدة سهوا مبطل، لاستلزامه الاخلال بالركن، لان الاخلال بالماهية المركبة يتحقق بالاخلال بجزء من أجزائها.

وفي رواية المعلى مايشهد له، والاكثر على أن المبطل إنما هو الاخلال بمجموعها لا بأحدهما سهوا".

مسالك الافهام (مجلد ١ صفحة ٢٤) " إعلم أن الحكم بكون الركن في السجود مجموع السجدتين، مع إطلاق القول بأن زيادة الركن ونقصانه مبطلان للصلاة وإن كان سهوا، لا يستقيم، لان الماهية المركبة تفوت بفوات جزء من أجزائها، وذلك يستلزم فوات الركن بترك السجدة الواحدة، وقد أطلق الاصحاب عدا اب أبي عقيل على عدم بطلان الصلاة، وبفواتها سهوا، واللازم من ذلك إما عدم كون الركن مجموع السجدتين، أو كون نقصان الركن سهوا قد يغتفر ".

روض الجنان (صفحة ٢٧٩) " ولا تبطل الصلاة بترك إحداهما سهوا على المشهور أيضا، وربما نقل عن ابن أبي عقيل أن الاخلال بالواحدة مبطل، وإن كان سهوا لصدق الاخلال بالركن، إذ الماهية المركبة تفوت بفوات جزء منها، وقد تقرر أن الركن مجموع السجدتين، ولرواية المعلى بن خنيس الدالة على ذلك.

" فإن ابن أبي عقيل إنما حكم ببطلان الصلاة بنسيان الواحدة لا بزيادتها، على ما نقله عنه المجيب ".

مدارك الاحكام (مجلد ٣ صفحة ٤٠٢) " ونقل عن ظاهر ابن أبي عقيل ان نسيان السجدة الواحدة مبطل وإن كان سهوا، وربما كان مستنده مارواه علي بن إسماعيل، عن رجل، عن معلى بن خنيس، قال: سألت أبا الحسن الماضي عليه السلام عن الرجل ينسى السجدة من صلاته، قال " إذا ذكرها قبل ركوعه سجدها وبنى على صلاته، ثم سجد سجدتي

٢٠٢

السهو بعد انصرافه، وإن ذكرها بعد ركوعه أعاد الصلاة، ونسيان السجدة في الاولتين والاخيرتين سواء "واستدل له المتأخرون أيضا ".

جواهر الكلام (مجلد ١٠ صفحة ١٢٩) " فما عن ثقة الاسلام في الفتاوى السبع عشر والسيد في الجمل والحلبيات وابن إدريس في السرائر والتقي بل والحسن بن أبي عقيل ناسبا له إلى آل الرسول صلى الله عليه وآله بل والغنية مدعيا عليه الاجماع من البطلان بذلك ضعيف لا أعرف له دليلا إلا قاعدة الشغل التي لاتتم عندنا، وإطلاق بعض النصوص بناء على تعميمها لصورتي الزيادة والنقيصة، وإطلاق من زاد في صلاته، والكل يجب الخروج عنها بما دل بالخصوص على عدم بطلان الصلاة بزيادتها، كخبر منصور بن حازم: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن رجل صلى فذكر أنه زاد سجدة فقال " لايعيد صلاة من سجدة ويعيدها من ركعة ".

٢٠٣

التشهد

البيان (صفحة ٩٣) " يستحب التورك فيه، وليكن فيه الاليتان على الارض، وقال ابن أبي عقيل: ينصب طرف إبهامه اليمنى على الارض.

وقال ابن الجنيد: يجعل بطن ساقه اليمنى على رجله اليسرى، وباطن فخذه اليمنى على عرقوبه الايسر، ويلصق طرف إبهام رجله اليمنى مما يلي طرفها الايسر بالارض، وباقي أصابعها عاليا عليها، وقال لايجزيه غير التورك على الايسر مع القدرة، ثم الايمن ".

الذكرى (صفحة ٢٠٤) " وقال ابن أبي عقيل: ينصب طرف إبهامه اليمنى على الارض، ويكره الاقعاء، وقال ابن بابويه والشيخ في النهاية: لايجوز، وعلله ابن بابويه بأن المقعي ليس بجالس، إنما يكون بعضه قد جلس على بعض، فلا يصير للدعاء والتشهد.

٢٠٤

التسليم

المعتبر (مجلد ٢ صفحة ٢٣٣) " مسألة: التسليم واجب في الصلاة والاخلال به عمدا مبطل لها لا سهوا، وبه قال ابن أبي عقيل منا وعلم الهدى وتقي بن نجم.

وقال الشافعي: هو ركن في الصلاة.

وقال الشيخان هو مسنون، وقال أبوحنيفة ليس التسليم من الصلاة ولا متعينا للخروج به، بل الخروج من الصلاة بكل مناف لها سواء كان من فعل المصلي كالتسليم والحدث، أو ليس من فعله كما لو فجأه طلوع الشمس أو وجد المتيمم الماء، وتمكن من استعماله.

(وصفحة ٢٣٦) " وإن بدأ بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإنه يجزي أن يقول: السلام عليكم ويقتصر به، قاله الشافعي.

وقال أبوالصلاح: الفرض أن يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبما قلناه قال ابن بابويه وابن أبي عقيل وابن الجنيد في مختصر الاحمدي قال: يقول: السلام عليكم فإن قال: ورحمة الله وبركاته كان حسنا ".

تذكرة الفقهاء (مجلد ١ صفحة ١٢٧) " لو اقتصر على الثانية أجزأه السلام عليكم، عند ابن بابويه وابن أبي عقيل وابن الجنيد، وبه قال الشافعي، لان عليا عليه السلام كان يسلم عن يمينه وعن شماله: السلام عليكم، السلام عليكم. ومن طريق الخاصة قول الصادق عليه السلام يقول " السلام عليكم ".

تحرير الاحكام (مجلد ١ صفحة ٤١) " لايخرج من الصلاة بقوله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته على القول بالوجوب، ولا بقوله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أو العابدين، أو

٢٠٥

السلام على عباد الله الصالحين وعلينا.

ولو سلم بالعبارة الثانية جاز أن يقول السلام عليكم ورحمة الله، وإن لم يقل وبركاته.

ولو قال السلام عليكم واقتصر، خرج به عند ابن بابويه وابن أبي عقيل وابن الجنيد ".

مختلف الشيعة (مجلد ١ صفحة ٩٧) " مسألة: أوجب السيد المرتضى في المسائل الناصرية وفي المسائل المحمدية التسليم، وبه قال أبوالصلاح وسلار وابن أبي عقيل وابن زهرة.

وقال الشيخان: أنه مستحب وهو اختيار ابن البراج وابن إدريس، والذي اخترناه نحن في منتهى المطلب المذهب الاول، وفي التحرير وغيره الثاني، وهو الاقوي عندي ".

منتهى المطلب (مجلد ١ صفحة ٢٩٥) " مسألة: اختلف أصحابنا في وجوبه في الصلاة، فقال علم الهدى وابن أبي عقيل وأبوالصلاح: إنه واجب تبطل الصلاة بالاخلال به عمدا لا سهوا، وبه قال الشافعي ومالك واحمد.

وقال الشيخان هو مسنون في الصلاة، وقال أبوحنيفة: ليس التسليم من الصلاة، ولا يتعين الخروج به منها، بل الخروج من الصلاة بكل ما ينافيها، سواء كان من فعل المصلي كالتسليم والحدث، أو ليس من فعله كطلوع الشمس أو وجود الماء للمتيمم المتمكن من الاستعمال. والاقرب عندي الوجوب ".

(وصفحة ٢٩٦) " الثالث: لو سلم بقوله السلام عليكم ورحمة الله جاز، وإن لم يقل وبركاته، بلا خلاف أن يقتصر على قوله السلام عليكم، والاقرب عندي الجواز، وبه قال ابن بابويه وابن أبي عقيل وابن الجنيد، وبه قال الشافعي وأحمد ".

البيان (صفحة ٩٥) " وقال ابن بابويه: يرد المأموم على الامام بواحدة، ثم يسلم عن جانبيه بتسليمتين.

وقال ابن أبي عقيل: يرد المأموم التسليم على من سلم عليه من

٢٠٦

الجانبين، والكل جايز.

ولو قصد المصلي مسلمي الانس والجن وجميع الملائكة جاز، ولو ذهل عن هذا القصد فلا بأس ".

الذكرى (صفحة ٢٠٥) " الواجب الثامن: التسليم، تجب صيغة السلام عليكم عند أكثر من أوجبه، وهم ابن أبي عقيل والمرتضى وأبوالصلاح وابن زهرة.

قال ابن أبي عقيل: فإذا فرغ من التشهد وأراد أن يسلم على مذهب آل الرسول صلى الله عليه وآله فإن كان إماما أو منفردا، سلم تسليمة واحدة، مستقبل القبلة، يقول السلام عليكم، وإن كان خلف إمام يقتدي بصلاته فتسليمتين، تسليمة يرد على من على يمينه، والآخرى على من يساره إن كان على يساره أحد.

ومن ترك التسليم ساهيا فلا شئ عليه، وسن تركه متعمدا فصلاته باطلة وعليه الاعادة.

وقال: سياق التشهد: اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا، وامنن علي بالجنة طولا منك، وفك رقبتي من النار، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام على محمد بن عبدالله خاتم النبيين لا نبي بعده، السلام على محمد بن عبدالله رسول رب العالمين، وصل على جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، اللهم صل على ملائكتك المقربين.

السلام على أنبياء الله المرسلين، وعلى أئمة المؤمنين، أولهم وآخرهم، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

ومن لم يقل شيئا من هذا فإن الشهادتين تجزيه، ومن أتى به كان أفضل من تركه، ومن تركه لم تفسد عليه صلاته إلا في الشهادتين إن تركهما ساهيا فلا شي ء عليه، وإن تركهما متعمدا بطلت صلاته، وعليه الاعادة.

فهذا تصريح منه بوجوب: السلام عليكم، وبندب: السلام علينا، وبتقدمها على السلام عليكم.

(وصفحة ٢٠٦) " ثم يبطل قول من قال باستحباب التسليم بالنقل، والفتوى ببطلان صلاة المسافر إذا أتم، لانه لو خرج بآخر التشهد لم تضر الزيادة، وكذا من زاد في الصلاة سهوا أو

٢٠٧

عمدا فإن اقتصر على السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين قد يجزي ترجمتها فتبطل صلاته لو تعمده لانه كلام في الصلاة غير مشروع. وإن بدأ بالسلام عليكم أجزأت.

وقال أبوالصلاح الفرض أن يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبما قلناه قال ابن بابويه وابن أبي عقيل ".

مدارك الاحكام (مجلد ٣ صفحة ٤٢٩) " إختلف الاصحاب في التسليم، هل هو واجب أو مستحب؟ فقال المرتضى في المسائل الناصرية والمحمدية، وأبوالصلاح، وسلار، وابن أبي عقيل، وابن زهرة بالوجوب.

وقال الشيخان وابن البراج وابن إدريس وأكثر المتأخرين بالاستحباب وهو المعتمد.

(وصفحة ٤٣٧) " الاظهر أن الواجب على القول بوجوب التسليم: السلام عليكم خاصة، وبه قال ابن بابويه، وابن أبي عقيل، وابن الجنيد.

وقال أبوالصلاح الفرض أن يقول السلام عليكم ورحمة الله.

ولعل مستنده مارواه علي بن جعفر في الصحيح، قال: رأيت إخوتي موسى وإسحاق ومحمد بني جعفر يسلمون في الصلاة على اليمين والشمال السلام عليكم ورحمة الله ".

جواهر الكلام (مجلد: ١٠ صفحة ٣٢٩) " بل هو المحكي عن ابن أبي عقيل والجنيد وبابويه، بل ربما نسب إلى الاكثر، بل في المنتهى نفي الخلاف عن جواز ترك " وبركاته " بل عن المفاتيح الاجماع على استحبابه، فيحمل حينئذ مافي حديث المعراج " قال لي: يامحمد صلى الله عليه وآله، فقلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " على الفضل ولو لاحد فردي الواجب التخييري كما عن بعض التصريح به ولعله مراد الباقين نحو ما سمعته في التشهد والتسبيح، وربما يؤمي إليه في الجملة إتيانه منه صلى الله عليه وآله امتثالا للامر بالتسليم، ودونه في الفضل الاقتصار على: ورحمة الله المروي في صحيح علي بن جعفر قال " رأيت موسى وإسحاق ومحمد بني جعفر عليهم السلام يسلمون في الصلاة على اليمين والشمال السلام عليكم ورحمة الله ".

٢٠٨

سجدة الشكر

الذكرى (صفحة ٢١٢) " وروى أبوالحسين الاسدي أن الصادق عليه السلام قال " إنما يسجد المصلي سجدة بعد الفريضة، ليشكر الله تعالى ذكره، على ما من عليه به، من أداء فرضه " وقال الباقر عليه السلام: " أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أتدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي؟ قال موسى: لا يارب.

قال: يا موسى إني قلبت عبادي ظهرا لبطن فلم أجد فيهم أذا نفسا منك، ياموسى إنك إذا صليت وضعت خديك على التراب " وأذكارها كثيرة، منها مارواه عبدالله بن جندب عن موسى بن جعفر عليه السلام " أنه كان يقول فيهما: أللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك أنك الله ربي، والاسلام ديني، ومحمد نبيي، وعلي والحسن والحسين ويعد الائمة أئمتي، لهم أتولى، ومن عدوهم أتبرا، أللهم إني أنشدك دم المظلوم، ثلاثا، أللهم إني أسألك بإيوائك على نفسك لاوليائك، لتظفرهم على عدوك وعدوهم.

أللهم إني أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وعلى المستحفظين من آل محمد، ثلاثا، أللهم إني أسألك اليسر بعد العسر، ثم تضع خدك الايمن على الارض، وتقول ياكهفي حين تعييني المذاهب، وتضيق علي الارض بما رحبت، ويا بارئ خلقي رحمة لي وكنت عن خلقي غنيا، صل على محمد وآل محمد، وعلى المستحفظين من آل محمد، ثلاثا، ثم تضع خدك الايسر على الارض وتقول: يا مذل كل جبار، ويا معز كل ذليل، قد وعزتك بلغ مجهودي. ثم تعود إلى السجود، وتقول مأة مرة شكرا، ثم تسأل حاجتك.

وقال ابن أبي عقيل: تقول في رأس كل عشر منها شكرا للمنعم، ثم يعفر خده الايمن ويقول: أنشدك اليسر بعد العسر سبعا، أنشدك نصرة المظلوم سبعا، ثم يعفر خده الايسر ويقول ذلك ".

٢٠٩

مندوبات الصلاة: القنوت

المعتبر (مجلد ٢ صفحة ٢٤٣) " قال ابن بابويه: القنوت سنة واجبة، من تركه عمدا أعاد، لقوله تعالى "وقوموا لله قانتين " وروى ذلك ابن أذينة عن وهب عن أبي عبدالله عليه السلام قال " القنوت في الجمعة والوتر والعشاء والعتمة والغداة، فمن ترك القنوت رغبة عنه فلا صلاة له " وبه قال ابن أبي عقيل، واتفقا أنه لايعيد الصلاة لو تركه نسيانا، لما رواه عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال " إن نسي الرجل القنوت في شئ من الصلاة حتى يركع فقد جازت صلاته، وليس عليه شئ وليس له أن يدعه متعمدا ".

وقال الباقون منا: بالاستحباب ".

تحرير الاحكام (مجلد ١ صفحة ٤٢) " القنوت مستحب في كل ثنائية، في الفرائض والنوافل بعد القراء‌ة قبل الركوع، لاتبطل الصلاة بالاخلال به عمدا ولا سهوا، وقول ابن بابويه وابن أبي عقيل ضعيف ".

مختلف الشيعة (مجلد ١ صفحة ٩٦) " مسألة: المشهور عند علمائنا استحباب القنوت، وقال ابن أبي عقيل: من تركه متعمدا بطلت صلاته وعليه الاعادة، ومن تركه ساهيا لم يكن عليه شئ.

وقال أبو جعفر بن بابويه: القنوت سنة واجبة، من تركها متعمدا في كل صلاة فلا صلاة له ".

(وصفحة ١٣٩) " مسألة لو نسي القنوت حتى يركع قضاه بعد رفع رأسه قبل السجود، ذهب إليه الشيخان وعلي بن بابويه وابن الجنيد وأبوالصلاح وابن البراج، ومنع ابن أبي عقيل من قضائه وقضاء غيره من السنن في الصلاة. لنا: أنه مطلوب للشارع وقد فات

٢١٠

محله، فينبغي قضاؤه تحصيلا للمصلحة الناشية من امتثال الامر بفعله، وما رواه محمد بن مسلم وزرارة بن أعين في الصحيح قالا سألنا أبا جعفر عليه السلام عن الرجل ينسى القنوت حتى يركع؟ قال " يقنت بعد الركوع، فإن لم يذكر فلا شئ عليه " احتج ابن أبي عقيل بأصالة براء‌ة الذمة من واجب أو نفل، وما رواه معاوية بن عمار في الصحيح قال سألته عن الرجل ينسى القنوت حتى يركع أيقنت؟ قال " لا ".

منتهى المطلب (مجلد ١ صفحة ٢٩٩) " مسألة: والقنوت مستحب في جميع الصلوات، فلو أخل به عامدا أو ناسيا لم تبطل صلاته، ذهب إليه أكثر علمائنا.

وقال ابن بابويه: القنوت سنة واجبة، ولو تركه عمدا أعاد لقوله تعالى " وقوموا لله قانتين " وروى ذلك ابن أذينة عن وهب عن أبي عبدالله عليه السلام قال " القنوت في الجمعة والوتر والعشاء والعتمة والغداة، فمن ترك القنوت رغبة عنه فلا صلاة له " وبه قال ابن أبي عقيل، ولا أعلم خلافا في أنه لو تركه نسيانا لم تبطل صلاته".

الدروس (صفحة ٣٥) " في الجمعة قنوتان، في الركعة الاولى قبله وفي الثانية بعده، وأوجبه ابن بابويه في كل صلاة، والحسن في الجهرية، ويتأكد في الوتر والجهر، والدعاء فيه بكلمات الفرج والتكبير له في الاصح ورفع اليدين تلقاء وجهه ".

البيان (صفحة ٩٦) " وأوجبه ابن أبي عقيل وابن بابويه مطلقا، والمفيد في الركعة الاولى من الجمعة".

الذكرى (صفحة ١٨٣) " وظاهر ابن أبي عقيل وجوبه في الجهرية، وابن بابويه وجوبه، مطلقا، وإن الاخلال به عمدا يبطل الصلاة.

"وابن أبي عقيل ظاهره أن القنوت متعدد، وأنه قبل الركوع في الركعتين، وظاهر ابن بابويه أن القنوت فيها واحد وأنه بعد الركوع " أي في صلاة الجمعة.

٢١١

(وصفحة ١٨٤) " التاسع: أفضل ما يقال فيه كلمات الفرج، قال ابن إدريس: وروي أنها أفضل وقد ذكرها الاصحاب، وفي المبسوط والمصباح هي أفضل وروى سعد بن أبي خلف عن الصادق عليه السلام قال " يجزيك في القنوت: أللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا في الدنيا والآخرة، إنك على كل شئ قدير " وفي النهاية زيادة رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الاعز الاكرم.

وعن أبي بصير قال سألت أبا عبدالله عن أدنى القنوت فقال " خمس تسبيحات " وقال ابن أبي عقيل والجعفي والشيخ: أقله ثلاث تسبيحات، واختار ابن أبي عقيل الدعاء بما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في القنوت " اللهم إليك شخصت الابصار، ونقلت الاقدام ورفعت الايدي ومدت الاعناق، وأنت دعيت بالالسن وإليك سرهم ونجواهم في الاعمال، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق، وأنت خير الفاتحين.

أللهم إنا نشكوا إليك غيبة نبينا، وقلة عددنا، وكثرة عدونا، وتظاهر الاعداء علينا، ووقوع الفتن بنا، ففرج ذلك اللهم بعدل تظهره، وإمام حق تعرفه، إله الحق آمين رب العالمين " وبلغني أن الصادق عليه السلام كان يأمر شيعته أن يقنتوا بهذا بعد كلمات الفرج.

(وصفحة ١٨٥) " قال ابن أبي عقيل: وروى عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام " تدعو في الوتر على العدو وإن شئت سميتهم ".

روض الجنان (صفحة ٢٨٧) "..

عن الصادق عليه السلام " كل قنوت قبل الركوع إلا الجمعة فإن الركعة الاولى فيها قبل الركوع، وفي الاخيرة بعد الركوع " ونقل ابن أبي عقيل أنه قبل الركوع فيهما، وعن ابن بابويه بعد الركوع فيهما ".

(وصفحة ٣٥٣) قال ابن بابويه: القنوت سنة واجبة من تركه عمدا أعاد لقوله تعالى: وقوموا لله

٢١٢

قانتين " وروى ذلك ابن أذينة عن وهب عن أبي عبدالله عليه السلام " القنوت في الجمعة والوتر والعشاء والعتمة والغداة، فمن ترك القنوت رغبة عنه فلا صلاة له " وبه قال ابن أبي عقيل إلى آخره ثم أخد في الاحتجاج بالاصل ونحوه، لكنه كما ترى ظاهر في إرادته مطلق المشروعية من الاستحباب أولا في مقابلة العامة.

الحدائق الناضرة (صفحة ٣٦٤) " وقال الحسن ابن أبي عقيل على ما حكي عنه: بلغني أن الصادق عليه السلام كان يأمر أصحابه أن يقنتوا بهذا الدعاء بعد كلمات الفرج، وهو مشعر بمعروفية القنوت بها، ويريد بالدعاء المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام " أللهم إليك شخصت الابصار ونقلت الاقدام ورفعت الايدي ومدت الاعناق وأنت دعيت بالالسن وإليك سرهم ونجواهم في الاعمال ربنا أفتح بيننا وبين قومنا وأنت خير الفاتحين، أللهم إنا نشكوا إليك فقد نبينا صلى الله عليه وآله وغيبة ولينا عليه السلام وقلة عددنا وكثرة عدونا وتظاهر الاعداء علينا ووقوع الفتن بنا ففرج ذلك اللهم بعدل تظهره، وإمام حق تعرفه إله الحق آمين يارب العالمين " وفيه شهادة على جواز قول آمين في القنوت كما أوضحناه سابقا.

٢١٣

الخلل

كشف الرموز (مجلد ١ صفحة ٢٠٣) " وأما من قام في موضع القعود، أو بالعكس، فذهب المرتضى وابن بابويه في المقنع وفي من لايحضره الفقيه، وسلار، وأبوالصلاح إلى أنه يوجب سجدتي السهو، وهو في رواية عبدالله بن أبي يعفور عن أبي عبدالله عليه السلام، والشيخ متردد، والمفيد ساكت.

وأما من شك بين الاربع والخمس فهو مذهب الشيخ في النهاية والمبسوط، والمرتضى في المصباح، وابن أبي عقيل في المتمسك، وأبي الصلاح ".

مختلف الشيعة (مجلد ١ صفحة ١٣٢) " والذي ذهب إليه الشيخان وابن أبي عقيل والسيد المرتضى وباقي الاصحاب إعادة الصلاة، سواء كان الشك أول مرة، أو ثاني مرة.

لنا: مارواه الفضل بن عبدالملك في الصحيح قال قال لي " إذا لم تحفظ الركعتين الاولتين فأعد صلاتك " وفي الصحيح عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال قلت: رجل لايدري أواحدة صلى، أم اثنتين؟ قال " يعيد " وفي الحسن عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الرجل يصلي ولا يدري أواحدة صلى أم اثنتين؟ قال " يستقبل حتى يستيقن أنه قد أتم، وفي الجمعة وفي المغرب وفي الصلاة في السفر ".

(وصفحة ١٣٣) " مسألة: الذي اشتهر بين الاصحاب التخيير بين ركعتين من جلوس وبين ركعة من قيام لمن شك بين الاثنتين والثلاث، أو بين الثلاث والاربع، ذهب إليه الشيخان والسيد المرتضى وابن البراج وابن الجنيد.

وقال ابن أبي عقيل: إنه يصلي ركعتين من جلوس ولم يذكر التخيير، وعلي بن بابويه قال في الاولى بالتخيير بين البناء على الاقل والاتيان بالباقي، وبين البناء على الاكثر وصلاة ركعة أخرى من قيام، وفي المسألة الثانية صلاة ركعتين من جلوس.

٢١٤

(وصفحة ١٣٤) " مسألة: من شك بين الاثنتين والاربع بنى على الاربع، وصلى ركعتين من قيام، ذهب إليه الشيخان وعلي بن بابويه وابن أبي عقيل والسيد المرتضى وأبو الصلاح وابن البراج وابن إدريس.

(وصفحة ١٣٥) " مسألة: لو شك بعد الاربع وما زاد على الخمس، قال ابن أبي عقيل ما يقتضي أنه يصنع كما لو شك بين الاربع والخمس، لانه قال: يجب سجدتا السهو في موضعين، من تكلم ساهيا، ودخول الشك عليه في أربع ركعات أو خمس فما عداها واستوى وهمه في ذلك، حتى لايدري صلى أربعا وخمسا أو ما عداها.

ولم نقف لغيره في ذلك على شئ، وما قاله محتمل، لان رواية الحلبي تدل عليه من حيث المفهوم، ولانه شك في الزيادة فلا يكون مبطلا للصلاة، لاحراز العدد، ولا مقتضيا للاحتياط، إذ الاحتياط يجب مع شك النقصان، فلم يبق إلا القول بالصحة مع سجدتي السهو.

مع أنه يحتمل الاعادة لان الزيادة مبطلة، فلا يقين بالبراء‌ة والحمل على المشكوك فيه قياس، فلا يتعدى صور المنقول.

(وصفحة ١٣٦) ".. من يقول إن ذلك يوجب استيناف الصلاة في هذه الصلوات التي ليست رباعيات، والظاهر من كلام ابن أبي عقيل الاعادة مطلقا، وهو الظاهر من كلام أبي الصلاح.

(وصفحة ١٤٠) " مسألة: قال ابن أبي عقيل: الذي يجب فيه سجدت السهو عند آل الرسول عليهم السلام شيئان: الكلام ساهيا خاطب المصلي نفسه أو غيره، والآخر دخول الشك عليه في أربع ركعات أو خمس فما عداها.

(وصفحة ١٤٢) " مسألة: سجدتا السهو بعد الصلاة والخروج منها، سواء كانتا للزيادة أو النقصان، وهو اختيار ابن أبي عقيل فإنه حيث أوجب السجدتين في الموضعين لا غير، وهو الكلام والشك بين الاربع والخمس، قال: وهما بعد التسليم فمن سجدهما قبله بطلت صلاته ".

٢١٥

منتهى المطلب (مجلد ١ صفحة ٤١٧) " مسألة وقد اتفق علماؤنا على ايجاب سجدتي السهو فيمن سهى عن السجدة وذلك بعد الركوع ومن تكلم ناسيا ومن سسلم في غير موضعه وذهب السيد المرتضى وابن بابويه وأبوالصلاح وسلار إلى إيجاب السجدتين، فيمن قام في حال قعوده، أو بالعكس، وذهب الشيخ في النهاية، إلى أن من شك بين الاربع والخمس يسجد أيضا، وهو قول السيد المرتضى وابن أبي عقيل.

قال الشيخ في الخلاف: لايجب سجدتي السهو إلا في أربعة مواضع، من تكلم ناسيا، أو سلم في غير موضعه، أو نسي السجدة، أو تشهد حتى ركع، ولا يجب فيما عدا ذلك، زيادة كان أو نقصانا متحققة أو متوهمة، وعلى كل حال، وابن بابويه أوجب السجود لكل زيادة أو نقصان، ولم يعتمد على هذا القول الشيخ، عملا ببراء‌ة الذمة، والصائرون إليه استدلوا بما رواه الشيخ في الصحيح عن عبدالله بن علي الحلبي عن أبي عبدالله عليه السلام قال " إذا لم تدر أربعا صليت أم خمسا أم نقصت أم زدت فتشهد، وسلم واسجد سجدتين بغير ركوع، ولا قراة، فتشهد فيهما تشهدا خفيفا، وقد مضى البحث في ذلك كله".

الدروس (صفحة ٤٧) " ولا تبطل بزيادة سجدة السهو، خلافا للحسن والحلبي.

(وصفحة ٤٨) " ولم يذكر الحسن في هاتين المسألتين سوى ركعتين من جلوس، لرواية الحسن بن أبي العلا عن الصادق عليه السلام " ولو شك بين الاثنين والاربع، سلم وصلى ركعتين قائما.

" ولو شك بين الاربع والخمس فصاعدا، فكالخمس عند ابن أبي عقيل، لمفهوم الرواية، وأصالة الصحة، وعدم الزيادة ".

البيان (صفحة ١٥٠) " وكلما يمكن فيه البناء على عدد صحيح، بنى عليه، ولا يلتفت إلى الزايد، غير

٢١٦

أنه يسجد للسهو، ولو تعلق الشك بالسادسة فما زاد، فظاهر ابن أبي عقيل طرد الحكم في الخامسة ".

الذكرى (صفحة ٢٢٤) " السابعة: لو تلافى ماشك فيه، ثم ذكر فعله بطل، إن كان ركنا، لان زيادة الركن تقتضيه، وإلا فحكمه حكم من زاد سهوا، ولا فرق بين أن يكون سجدة أو لا.

وقال المرتضى وصاحبه أبوالصلاح: إن شك في سجدة فأتى بها ثم ذكر فعلها أعاد الصلاة، ويظهر ذلك من كلام ابن أبي عقيل.

ويدفعه خبر عبيد بن زرارة فيه بعينه عن الصادق عليه السلام " لا والله لايفسد الصلاة زيادة سجدة، قال ولا يعيدها، من سجدة، ويعيدها من ركعة ".

(وصفحة ٢٢٦) " وأما الشك بين الاثنين والثلاث فأجراه معظم الاصحاب مجرى الشك بين الاربع والثلاث، ولم نقف فيه على رواية صريحة، ونقل فيه ابن أبي عقيل تواتر الاخبار وخالف علي بن بابويه حيث قال ان ذهب وهمك إلى الثالثة فاضف اليها رابعة فاذا سلمت صليت ركعة بالحمد وحدها وان ذهب وهمك إلى الاقل فابن عليه وتشهد في كل ركعة ثم اسجد للسهو وان اعتدل وهمك فانت بالخيار ان شئت بنيت على الاقل وتشهدت في كل ركعة وإن شئت بنيت على الاكثر وعملت على ما وصفنا ولم نقف على مأخذه.

" وقال ابنه في المقنع سئل الصادق عليه السلام عمن لايدري إثنتين صلى أم ثلاثا؟ قال " يعيد ".

وقيل فأين ماروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله الفقيه لايعيد الصلاة؟ قال " إنما ذلك في الثلاث والاربع"، وأطلق المرتضى رحمه الله في الناصرية إن من شك في الاولتين استأنف، ومن شك في الاخيرتين بنى على اليقين، والعمل على الاول، ولانه الاظهر في الفتاوى، واختاره في الانتصار مدعيا فيه الاجماع، بعد ذكر ما عدا الشك بين الاثنتين والاربع.

تنبيه: لم يذكر الجعفي وابن أبي عقيل التخيير، بل ذكر الركعتين عن جلوس هنا، وفي الشك بين الثلاث والاربع للتصريح بهما فيما سلف وفي رواية الحسين بن أبي العلاء عن الصادق عليه

٢١٧

السلام " والتخيير أشهر " لما سبق من رواية جميل مع عدم المنافاة بينهما، وبين الاخبار الباقية.

(صفحة ٢٢٨) " في سجدتي السهو وفيه خمسة مباحث: الاول: في موجبها، واختلف فيه الاصحاب، فقال ابن الجنيد: يجبان لنسيان التشهد الاولى أو الثاني، إذا كان قد تشهد أولا وإلا أعاد، وللشك بين الثلاث والاربع أو بين الاربع والخمس، إذا اختار الاحتياط بركعة قايما، أو ركعتين جالسا، ولتكرير بعض أفعال الركعتين الاخيرتين سهوا، والسلام سهوا، إذا كان في مصلاه فأتم صلاته، وللشك بين الاثنتين والثلاث والاربع بعد الاحتياط، قال وسجدتا السهو تنوبان عن كل سهو في الصلاة.

وقال الجعفي: يجب للشك بين الاربع والخمس وهما وسمى النقرتان (كذا في الاصل) ركعتي احتياط الشك بين الثلاث والاربع المرغمتين، وقال المفيد في المقنعة: فوات السجدة والتشهد حتى يركع، والكلام ناسيا وفي العزية أوجبهما على من لم يدر أزاد ركوعا أو نقصه، أو زاد سجدة أو نقصها، وكان قد تجاوز محلها، وقال ابن أبي عقيل: يجب للشك بين الاربع والخمس فما عداها، وللكلام سهوا خاطب المصلي نفسه أو غيره ".

رسائل الكركي (مجلد ٣ صفحة ٣٢٥) " الثاني: البناء على الاقل، لانه المتيقن، والاصل عدم الزائد، والفساد يحتاج إلى دليل وكذا الاعادة، وقد قال الله تعالى " ولا تبطلوا أعمالكم ".

وورد " الفقيه لايعيد صلاته ".

الثالث: إلحاقه بالخمس في الحكم، فيصح في نظير الموضع التي حكم فيها بصحة ما يتعلق بالخمس، وهو مختار الحسن بن أبي عقيل حكاه في المختلف، ويلوح منه الميل إليه ".

مجمع الفائدة والبرهان (مجلد ٣ صفحة ١٧٩) " الثانية: الشك بين الثلاث والاربع: فالمشهور اتحاد الحكم بينه وبين الاولى، ويدل عليه مارواه في الصحيح، عن أبي العباس الثقة (هو الفضل بن عبد الملك البقباق) وعبدالرحمان بن سيابة (ولايضر وجود أبان في الطريق " عن أبي

٢١٨

عبدالله عليه السلام قال " إذا لم تدر ثلاثا صليت أو أربعا، ووقع رأيك على الثلاث فابن على الثلاث، وإن وقع رأيك على الاربع فسلم وانصرف، وإن اعتدل وهمك فانصرف وصل ركعتين وأنت جالس " وروى جميل عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " فيمن لايدري أثلاثا صلى أم أربعا، ووهمه في ذلك سواء، قال: فقال: إذا اعتدل الوهم في الثلاث والاربع، فهو بالخيار: إن شاء صلى ركعة وهو قائم، وإن شاء صلى ركعتين وأربع سجدات وهو جالس "، وفي الطريق علي بن حديد الضعيف مع الارسال فكأن ابن الجنيد وأبا جعفر بن بابويه، نظرا إلى ضعف هذه، مع وجود أبان في الاولى واحتمال الامر للوجوب التخييري، مع أصل عدم الفعل وعدم الوجوب العيني.

فخيرا بينه وبين البناء على الاقل والاتمام، كما نقل عنهما في المختلف، ونقل أيضا فيه: إيجاب الركعتين من جلوس عن ابن أبي عقيل، وعدم ذكر التخيير فيه، وقال علي بن بابويه بوجوب الركعة من قيام على تقدير البناء على الاكثر كما مر. والتخيير فيهما هو المشهور والمؤيد بمرسلة جميل. ولعل ابن أبي عقيل نظر إلى ضعف رواية جميل، وإلى اختصاص الركعتين جالسا بالذكر في رواية أبي العباس.

(وصفحة ١٨٠) " وكذا في الصحيح عن الحسين بن أبي العلاء، لكنه غير مذكور في الخلاصة، وقال المصنف في موضع (لا أعرف حاله) وذكر في كتابه ابن داود الاختلاف فيه، وقال: حكى سيدنا جمال الدين في البشرى تزكيته، وقال في الفهرست: له كتاب (وذكر الاسناد) عن أبي عبدالله عليه السلام قال " إن استوى وهمه في الثلاث والاربع سلم وصلى ركعتين وأربع سجدات بفاتحة الكتاب وهو جالس، يقصر في التشهد "، ولكن الشهرة مع المرسلة ومع أن مناسبة بدلية الواحدة قائما، تقتضي تجويرها، أيضا، مع عدم تصريح المنع عن ابن أبي عقيل يفيد التخيير، ولا يبعد كون اختيار الاربع جالسا أولى، للرواية وكثرة الفعل، وكونه صلاة، مع ندرة الصلاة بركعة، فتأمل ".

٢١٩

مدارك الاحكام (مجلد ٤ صفحة ٢٥٥) " قوله: (الاولى، من شك بين الاثنين والثلاث بنى على الثلاث وأتم وتشهد (وسلم)، ثم استأنف ركعة من قيام، أو ركعتين من جلوس) هذا هو المشهور بين الاصحاب.

واعترف الشهيد في الذكرى بأنه لم يقف على رواية صريحة فيه، مع أن ابن أبي عقيل إدعى فيه تواتر الاخبار.

(وصفحة ٢٥٩) " الثالثة: من شك بين الاثنين والاربع بنى على الاربع وأتى بركعتين من قيام).

وبهذه الرواية احتج القائلون بالتخيير في الاحتياط بين الركعة من قيام والركعتين من جلوس.

وهي ضعيفة الارسال، وبأن من جملة رجالها علي بن حديد، وهو مطعون فيه.

فالاصح تعيين الركعتين من جلوس، كما هو ظاهر اختيار ابن أبي عقيل، والجعفي، لصحة مستنده ".

الحدائق الناضرة (مجلد ٩ صفحة ١٠٥) " نعم وقع الخلاف هنا في موضعين: (الاول) إن من أخل بالركوع ناسيا حتى سجد فهل تبطل صلاته أم لا؟ قولان، المشهور الاول وهو مذهب الشيخ المفيد والمرتضى وسلار وابن إدريس وأبي الصلاح وابن البراج وهو المحكي عن ظاهر ابن أبي عقيل وهو مذهب جمهور المتأخرين.

(وصفحة ١٤٥) " نقل الشيخ هذا القول عن بعض علمائنا، وقد تقدم أيضا مذهب ابن أبي عقيل بإعادة الصلاة بترك السجدة مطلقا من الاوليين أو الاخيرتين. والذي يدل على القول المشهور صحيحتا إسماعيل بن جابر وأبي بصير المتقدمتان في الموضع الثاني من مواضع الصورة الثانية.

(وصفحة ١٤٨) " وأما ماذهب إليه ابن أبي عقيل من بطلان الصلاة بترك السجدة فقد تقدم القول فيه في فصل السجود منقحا.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554