الاصول من الكافي الجزء ٢

الاصول من الكافي0%

الاصول من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 744

الاصول من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 744
المشاهدات: 124933
تحميل: 5871


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 744 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 124933 / تحميل: 5871
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها ) يَعْنِي بَعْدَ مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي عَلِيٍّعليه‌السلام( وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) يَعْنِي بِهِ(١) عَلِيّاًعليه‌السلام( وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ) (٢) ».(٣)

٧٦٧/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « لَمَّا أَنْ قَضى(٤) مُحَمَّدٌ نُبُوَّتَهُ ، وَاسْتَكْمَلَ أَيَّامَهُ ، أَوْحَى اللهُ - عزَّ وَ جَلَّ - إِلَيْهِ : أَنْ يَا مُحَمَّدُ ، قَدْ قَضَيْتَ نُبُوَّتَكَ ، وَاسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ ؛ فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِي عِنْدَكَ وَ الْإِيْمَانَ(٥) وَ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَمِيرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ ، عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام ؛ فَإِنِّي لَنْ أَقْطَعَ(٦) الْعِلْمَ والْإِيمَانَ وَالِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَمِيرَاثَ الْعِلْمِ وآثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ مِنَ الْعَقِبِ(٧) مِنْ ذُرِّيَّتِكَ ، كَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ ذُرِّيَّاتِ(٨) الْأَنْبِيَاءِعليهم‌السلام ».(٩)

__________________

(١). في « ب ، ه‍ » : - « به ».

(٢). النحل (١٦) : ٩١ - ٩٤.

(٣). تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٦٨ ، ح ٦٤ ، عن زيد بن الجهم ، مع زيادة ؛ تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٨٩ ، مرسلاً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع : الإرشاد ، ج ١ ، ص ٤٨.الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٨٠ ، ح ٧٥١.

(٤). قال ابن الأثير : « القضاء ، أصله القطع والفصل. يقال : قَضَى يَقْضِي قضاءً فهو قاض ، إذا حكم وفصل ، وقضاءالشي‌ء : إحكامه وإمضاؤه والفراغ منه ». النهاية ، ج ٤ ، ص ٧٨ ( قضا ).

(٥). في « بر » : « الأيمان ». وفي البصائر ، ص ٤٦٨ : « الآثار ». واحتمل المازندراني كونه بفتح الهمزة بمعنى الميثاق‌والعهد بالولاية. واستبعده المجلسي.

(٦). في « ف » والكافي ، ح ١٤٩٠٧ ، والبصائر ، ص ٤٦٩ وتفسير العيّاشي : « لم أقطع ».

(٧). « العَقِب » : مؤخّر القدم. وعَقِبُ الرجل أيضاً : ولَده ووَلَدُ ولده. الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( عقب ).

(٨). فيالكافي ، ح ١٤٩٠٧ والبصائر وتفسير العيّاشي وكمال الدين : « بيوتات ».

(٩).بصائر الدرجات ، ص ٤٦٩ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين عن ابن محبوب ؛الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٤٩٠٧ ، بسنده عن الحسن بن محبوب. وفيبصائر الدرجات ، ص ٤٦٨ ، ح ٢ ، وكمال الدين ، ص ٢١٦ ، بسندهما عن محمّد بن الفضيل. وفيبصائر الدرجات ، ص ٤٦٨ - ٤٦٩ ، ح ١ و ٤ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ، وفي الأخيرة مع زيادة في أوّله. وفي تفسير فرات ، ص ٣٩ ، ح ٥٣٠ ؛ وكفاية=

٢١

٧٦٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ(١) وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ(٢) مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ وَ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي الدَّيْلَمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَوْصى مُوسىعليه‌السلام إِلى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ(٣) ، وَأَوْصى يُوشَعُ بْنُ نُونٍ(٤) إِلى وَلَدِ هَارُونَ ، وَلَمْ يُوصِ إِلى وَلَدِهِ ، وَلَا إِلى ولَدِ مُوسى ؛ إِنَّ اللهَ - عزَّ وَ جَلَّ - لَهُ الْخِيَرَةُ ، يَخْتَارُ مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ يَشَاءُ ، وَبَشَّرَ مُوسى وَ يُوشَعُ بِالْمَسِيحِعليهم‌السلام .

فَلَمَّا أَنْ بَعَثَ اللهُ(٥) - عَزَّ وَ جَلَّ - الْمَسِيحَعليه‌السلام ، قَالَ الْمَسِيحُعليه‌السلام لَهُمْ(٦) : إِنَّهُ سَوْفَ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي نَبِيٌّ اسْمُهُ أَحْمَدُ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَعليه‌السلام ، يَجِي‌ءُ بِتَصْدِيقِي وَ تَصْدِيقِكُمْ(٧) ، وَعُذْرِي(٨) وَ عُذْرِكُمْ ، وَ جَرَتْ مِنْ بَعْدِهِ فِي الْحَوَارِيِّينَ(٩) فِي الْمُسْتَحْفَظِينَ.

__________________

=الأثر ، ص ١٧٨ ، بسند آخر ، مع زيادة واختلاف ؛ تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٦٨ ، ح ٣١ ، عن أبي حمزة ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٢ ، ص ٢٨١ ، ح ٧٥٢.

(١). هكذا في « ب ، ض ، بر » وحاشية بدرالدين والوسائل والبحار ، ج ١٣ و ١٧. وفي سائر النسخ والمطبوع : « محمّد بن الحسين ». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم ذيل ح ٢٥٠ و ٥٢٥.

(٢). هكذا في « ب ، ض ، بر » والوسائل والبحار ، ج ٧ و ١٣ و ١٧. وفي سائر النسخ والمطبوع : « و » بدل « عن ». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين [ بن أبي الخطّاب ] كتب محمّد بن سنان وتوسّط محمّد بن الحسين بينه وبين محمّد بن يحيى في عددٍ من الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٢٨ ، الرقم ٨٨٨ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٤٠٦ ، الرقم ٦٢٠ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٤٢٠ - ٤١ ، ص ٤٣٢.

فعليه في السند تحويل بعطف « محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين » على « محمّد بن الحسن وغيره عن سهل عن محمّد بن عيسى » ويروي عن محمّد بن سنان ، محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين معاً.

(٣). في « ب ، ه‍ ، بح ، بف » : - « بن نون ».

(٤). فيالوافي : - « بن نون ».

(٥). في « ج » : - « الله ».

(٦). في « ف » : - « لهم ».

(٧). في « بح » : « بتصديقكم ».

(٨). « العُذْر » : الحجّة ، من تعذّر بمعنى اعتذر واحتجّ لنفسه. أو البراءة من السوء ، من عَذَرتُ بمعنى مَحَوتُ الإساءة ، وطمستُها. أو مصدر بمعنى العاذِر وهو الأثر. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٤٠ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٧ - ١٩٨ ( عذر ).

(٩). « الحَواريّون » : جمع الحواري ، وهم خُلْصان المسيحعليه‌السلام وأنصاره. وأصله من التحوير بمعنى التبييض.=

٢٢

وَإِنَّمَا سَمَّاهُمُ اللهُ - عزَّ وَ جَلَّ - الْمُسْتَحْفَظِينَ ؛ لِأَنَّهُمُ اسْتُحْفِظُوا الِاسْمَ الْأَكْبَرَ ، وَهُوَ الْكِتَابُ الَّذِي يُعْلَمُ بِهِ عِلْمُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ الَّذِي كَانَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، يَقُولُ اللهُ عزَّ وَ جَلَّ :( لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ (١) وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ ) (٢) الْكِتَابُ : الِاسْمُ الْأَكْبَرُ ، وَإِنَّمَا عُرِفَ - مِمَّا يُدْعَى الْكِتَابَ - التَّوْرَاةُ وَ الْإِنْجِيلُ والْفُرْقَانُ ، فِيهَا كِتَابُ نُوحٍعليه‌السلام ، وفِيهَا كِتَابُ صَالِحٍ وشُعَيْبٍ وإِبْرَاهِيمَعليهم‌السلام ، فَأَخْبَرَ(٣) اللهُ عَزَّ وجَلَّ :( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى * صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) (٤) فَأَيْنَ صُحُفُ(٥) إِبْرَاهِيمَ؟ إِنَّمَا(٦) صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ الِاسْمُ الْأَكْبَرُ ، وَصُحُفُ مُوسَى الِاسْمُ الْأَكْبَرُ.

فَلَمْ تَزَلِ الْوَصِيَّةُ فِي عَالِمٍ بَعْدَ عَالِمٍ حَتّى دَفَعُوهَا إِلى مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَلَمَّا بَعَثَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أَسْلَمَ لَهُ الْعَقِبُ مِنَ الْمُسْتَحْفَظِينَ ، وكَذَّبَهُ(٧) بَنُو إِسْرَائِيلَ ، ودَعَا إِلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، وجَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ.

ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ - جَلَّ ذِكْرُهُ - عَلَيْهِ(٨) : أَنْ أَعْلِنْ فَضْلَ وَصِيِّكَ ، فَقَالَ : رَبِّ(٩) ، إِنَّ الْعَرَبَ قَوْمٌ جُفَاةٌ(١٠) ، لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ كِتَابٌ ، ولَمْ يُبْعَثْ إِلَيْهِمْ نَبِيٌّ ، ولَايَعْرِفُونَ فَضْلَ(١١) نُبُوَّاتِ‌

__________________

=إنّما سمّوا حواريّين لأنّهم كانوا يطهّرون نفوس الناس ، أو أُخْلِصُوا ونُقُّوا من كلّ عيب ، أو كانوا قصّارين يحوّرون الثياب ، أي يبيّضونها. راجع : المفردات للراغب ، ص ٢٦٣ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٤٥٨ ( حور ).

(١). هكذا في القرآن والبصائر ، ص ٤٦٩. وفي النسخ والمطبوع : « ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك ». ولعلّ هذا تصحيف من النسّاخ ، أو خلط بين الآية ٣٨ من سورة الرعد (١٣) ؛( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ ) والآية ٢٥ من سورة الحديد (٥٧). (٢). الحديد (٥٧) : ٢٥.

(٣). في حاشية « ج ، بح » : « وأخبر ».

(٤). الأعلى (٨٧) : ١٨ - ١٩.

(٥). « الصُحُف » : جمع الصحيفة ، وهي قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٣٤ (صحف ). (٦).في حاشية «ج»:«إنّ».وفي البصائر ، ص ٤٦٩ : «أمّا».

(٧). في « بس » : « كذّبوه ».

(٨). في « بس » : - « عليه ».

(٩). في « ف » : « ياربّ ».

(١٠). « الجُفاة » : جمع الجافي ؛ من الجفاء ، وهو الغلظ في العشرة ، والخرق في المعاملة ، وترك الرفق. راجع : المغرب ، ص ٨٦ ( جفا ). (١١). في « ف » : « فضائل ».

٢٣

الْأَنْبِيَاءِ وَلَاشَرَفَهُمْ ، ولَايُؤْمِنُونَ بِي إِنْ أَنَا أَخْبَرْتُهُمْ بِفَضْلِ أَهْلِ بَيْتِي ، فَقَالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ :( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ) (١) ،( وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) (٢)

فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِ وصِيِّهِ ذِكْراً ، فَوَقَعَ النِّفَاقُ فِي قُلُوبِهِمْ ، فَعَلِمَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلِكَ ومَا يَقُولُونَ ، فَقَالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : يَا مُحَمَّدُ ،( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ ) (٣) ،( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ ) (٤) لكِنَّهُمْ(٥) يَجْحَدُونَ بِغَيْرِ حُجَّةٍ لَهُمْ.

وَكَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَتَأَلَّفُهُمْ ، ويَسْتَعِينُ بِبَعْضِهِمْ عَلى بَعْضٍ ، ولَايَزَالُ يُخْرِجُ لَهُمْ شَيْئاً فِي فَضْلِ وصِيِّهِ حَتّى نَزَلَتْ هذِهِ السُّورَةُ(٦) ، فَاحْتَجَّ عَلَيْهِمْ حِينَ أُعْلِمَ بِمَوْتِهِ ونُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ(٧) ، فَقَالَ اللهُ - جَلَّ ذِكْرُهُ - :( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) (٨) يَقُولُ : فَإِذَا(٩) فَرَغْتَ فَانْصَبْ(١٠) عَلَمَكَ ، وأَعْلِنْ وصِيَّكَ ، فَأَعْلِمْهُمْ(١١) فَضْلَهُ(١٢) عَلَانِيَةً ، فَقَالَعليه‌السلام (١٣) : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، اللّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

__________________

(١). الحجر (١٥) : ٨٨ ؛ النحل (١٦) : ١٢٧ ؛ النمل (٢٧) : ٧٠.

(٢). الزخرف (٤٣) : ٨٩. وفي أكثر النسخ والوافي : « تعلمون ».

(٣). الحجر (١٥) : ٩٧.

(٤). الأنعام (٦) : ٣٣.

(٥). هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي . وفي المطبوع : « ولكنّهم ».

(٦). في « بف » وحاشية « ج ، ض ، ف ، بح ، بر » : « الآية ». وقوله : « هذه السورة » ، أي سورة ألم نشرح ، بقرينة مابعده. وجملة : « فاحتجّ عليهم » معترضة. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٢٠ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧٥.

(٧). « نُعيت إليه نفسه » ، أي اُخبر بموته ؛ من النعي وهو خبر الموت. والتعدية بـ « إلى » للتأكيد. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٥ ( نعا ). (٨). الشرح (٩٤) : ٧ - ٨.

(٩). هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي . وفي المطبوع : « إذا ».

(١٠). « فانصب » ، بفتح الصاد من النَصَب بمعنى التعب والاجتهاد ، أي اتعب نفسك في نصب وصيّك بما تسمع من المنافقين في ذلك ، ولكنّ المستفاد من هذا الحديث أنّه بكسر الصاد من النَصْب بمعنى الرفع والوضع. وهذا مخالف لما في القرآن ، فيحتمل أن يقال : لعلّه ورد بالفتح أيضاً بمعنى النَصْب وإن لم يذكر في كتب اللغة. راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧٥ - ٢٧٦. (١١). في «ب، ف » : «فأعْلَمَهم»،أي بصيغة الماضي.

(١٢). في حاشية « ج » : « فضلاً ».

(١٣) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني. وفي المطبوع : « صلّى‌ الله‌ عليه‌ و آله ».

٢٤

ثُمَّ قَالَ : لَأَبْعَثَنَّ رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ ورَسُولَهُ ، ويُحِبُّهُ اللهُ ورَسُولُهُ ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ ؛ يُعَرِّضُ(١) بِمَنْ رَجَعَ ، يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ(٢) ويُجَبِّنُونَهُ.

وَقَالَصلى‌الله‌عليه‌وآله : عَلِيٌّ سَيِّدُ الْمُؤْمِنِينَ.

وَقَالَ(٣) : عَلِيٌّ عَمُودُ الدِّينِ(٤)

وَقَالَ : هذَا هُوَ(٥) الَّذِي يَضْرِبُ النَّاسَ بِالسَّيْفِ عَلَى الْحَقِّ بَعْدِي.

وَقَالَ : الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ أَيْنَمَا مَالَ.

وَقَالَ : إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا : كِتَابَ اللهِ(٦) عَزَّ وجَلَّ ، وَأَهْلَ بَيْتِي عِتْرَتِي ؛ أَيُّهَا النَّاسُ ، اسْمَعُوا و(٧) قَدْ بَلَّغْتُ(٨) ، إِنَّكُمْ سَتَرِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ ، فَأَسْأَلُكُمْ(٩) عَمَّا فَعَلْتُمْ فِي الثَّقَلَيْنِ(١٠) ، والثَّقَلَانِ كِتَابُ اللهِ - جَلَّ ذِكْرُهُ - وأَهْلُ بَيْتِي ، فَلَا تَسْبِقُوهُمْ(١١) ؛ فَتَهْلِكُوا ، ولَاتُعَلِّمُوهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ.

__________________

(١). في « ه‍ ، بح ، بس ، بف » وشرح المازندراني : « معرّض » ، أي هو معرّض. وفي حاشية « ج » ومرآة العقول : « معرّضاً ». وقال الخليل : « وعرّضت لفلان وبفلان ، إذا قلت قولاً وأنت تعيبه بذلك ». وقال الجوهري : « التعريض ، خلاف التصريح. يقال : عرّضت لفلان وبفلان ، إذا قلت قولاً وأنت تعنيه ». وفيالوافي : « جملة حاليّة ، يعني قال : ليس بفرّار تعريضاً بمن فرّ ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١٧٥ ؛ الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٨٧ ( عرض ).

(٢). « يُجَبِّنُ أصحابه » ، أي ينسبهم إلى الجُبْن. تقول : جبّنتُهُ تجبيناً ، إذا نسبته إلى الجبن. قال المجلسي : « أي يخوّف أصحابه ويدعوهم إلى الجبن عند الحرب ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٩٠ ( جبن ).

(٣). في « ف ، بح » وشرح المازندراني : - « قال ».

(٤). وفي حاشية « بح ، بف » : « الإيمان ».

(٥). في « ف ، ه‍ ، بف » والوافي : - « هو ». وفي حاشية « ج ، بر » : « هو هذا ».

(٦). فيمرآة العقول : « كتاب الله ، مرفوع بتقدير : هما كتاب الله ، أو منصوب بدل تفصيل لأمرين ».

(٧). في « ف ، ه‍ ، بف » والوافي : - « و ».

(٨). في « ب » : + « وقال ». وفي « بح » : « بُلِّغْتُ » مبنيّاً للمفعول. وفيمرآة العقول : « وقد بلّغت ، على صيغة المعلوم ، أي بلّغت ما يلزمني تبليغه في أهل بيتي ، أو على المجهول ، أي بلّغني جبرئيل عن الله بالوحي ».

(٩). في « ب » : « فأسأل لكم ». وفي « بح » : « أسألكم ».

(١٠). يقال لكلّ شي‌ء خطير نفيس : ثَقَل ، فسمّاهما ثَقَلَين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٦ ( ثقل ). (١١). في « ج » : « فلا تستبقوهم ».

٢٥

فَوَقَعَتِ الْحُجَّةُ بِقَوْلِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وبِالْكِتَابِ الَّذِي يَقْرَؤُهُ النَّاسُ ، فَلَمْ يَزَلْ(١) يُلْقِي فَضْلَ أَهْلِ بَيْتِهِ بِالْكَلَامِ ، ويُبَيِّنُ لَهُمْ بِالْقُرْآنِ :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) وقَالَ عَزَّ ذِكْرُهُ :( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلّهِِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ) (٣) ثُمَّ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ :( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) (٤)

فَكَانَ عَلِيٌّعليه‌السلام (٥) ، وكَانَ حَقُّهُ الْوَصِيَّةَ الَّتِي جُعِلَتْ لَهُ ، والِاسْمَ الْأَكْبَرَ ، ومِيرَاثَ الْعِلْمِ ، وآثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ ، فَقَالَ :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٦) ثُمَّ قَالَ :( وَإِذَا ( الْمَوَدَّةُ )(٧) سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) (٨) يَقُولُ : أَسْأَلُكُمْ عَنِ الْمَوَدَّةِ - الَّتِي أَنْزَلْتُ(٩) عَلَيْكُمْ فَضْلَهَا - مَوَدَّةِ الْقُرْبى بِأَيِّ ذَنْبٍ قَتَلْتُمُوهُمْ.

وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ :( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١٠) قَالَ : الْكِتَابُ :(١١) الذِّكْرُ ، وَأَهْلُهُ : آلُ مُحَمَّدٍعليهم‌السلام ، أَمَرَ اللهُ - عَزَّ وجَلَّ - بِسُؤَالِهِمْ ، ولَمْ يُؤْمَرُوا بِسُؤَالِ الْجُهَّالِ ، وَسَمَّى اللهُ - عَزَّ وجَلَّ - الْقُرْآنَ(١٢) ذِكْراً ، فَقَالَ(١٣) تَبَارَكَ وتَعَالى :( وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ

__________________

(١). في « ض » : « لم يزل ». وفي « بف » : « ولم يزل ».

(٢). الأحزاب (٣٣) : ٣٣.

(٣). الأنفال (٨) : ٤١.

(٤). الإسراء (١٧) : ٢٦.

(٥). « فكان عليّعليه‌السلام » ، أي فكانعليه‌السلام ذا القربى ، على حذف الخبر بقرينة المقام. أو كان تامّة. راجع : شرح‌المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٢٦ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧٩.

(٦). الشورى (٤٢) : ٢٣.

(٧). كذا في « ألف ، ب ، ض ، و، بح ، بف » والمطبوع وشرح المازندراني والوافي . ويقتضيه المقام. وكانت القراءة المشهورة( الْمَوْؤُدَةُ ) من الوأد ، وعليها ظاهر بعض النسخ. قال الفيض فيالوافي : « بفتح الواو وتشديد الدال من غير همز ، ويستفاد من تأويله أنّهمعليهم‌السلام هكذا كانوا يقرؤونه ».

(٨). التكوير (٨١) : ٨ و ٩. وفي البحار ، ج ٧ : + « قال ».

(٩). في«ج ، بح ، بس» والبحار ، ج٧: « نزلت ».

(١٠). النحل (١٦) : ٤٣ ؛ الأنبياء (٢١) : ٧.

(١١). هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والوسائل. وفي المطبوع : + « [ هو ] ».

(١٢). في شرح المازندراني : « الكتاب ».

(١٣) في « ض ، ه‍ » : + « الله ».

٢٦

لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (١) وقَالَ عَزَّ وجَلَّ :( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) (٢)

وَقَالَ عَزَّ وجَلَّ :( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٣) وقَالَ(٤) عَزَّ وجَلَّ :( وَلَوْ رَدُّوهُ (٥) إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٦) فَرَدَّ الْأَمْرَ - أَمْرَ النَّاسِ - إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمُ الَّذِينَ أَمَرَ(٧) بِطَاعَتِهِمْ وبِالرَّدِّ(٨) إِلَيْهِمْ.

فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، نَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام ، فَقَالَ :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ ) (٩) فَنَادَى النَّاسَ ؛ فَاجْتَمَعُوا ، وأَمَرَ(١٠) بِسَمُرَاتٍ(١١) ؛ فَقُمَّ(١٢) شَوْكُهُنَّ ، ثُمَّ قَالَ(١٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله : يَا أَيُّهَا النَّاسُ(١٤) ، مَنْ ولِيُّكُمْ وأَوْلى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ؟ فَقَالُوا : اللهُ ورَسُولُهُ ، فَقَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَنْ والَاهُ ، وعَادِ مَنْ عَادَاهُ ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

__________________

(١). النحل (١٦) : ٤٤.

(٢). الزخرف (٤٣) : ٤٤. وفي الوسائل :( إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) . وقال :( وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) بدل « وأنزلنا إليك - إلى تسئلون ».

(٣). النساء (٤) : ٥٩.

(٤). في « ج » : + « الله ».

(٥). هكذا في القرآن و « ب ، ه‍ ، بف » والوافي ومرآة العقول والوسائل. وفي أكثر النسخ والمطبوع : + « إلى الله و ». قال فيالمرآة : « وفي أكثر النسخ : ولو ردّوه إلى الله وإلى الرسول ، فيكون نقلاً بالمعنى ؛ للإشعار بأنّ الردّ إلى الرسول ردّ إلى الله ». (٦). النساء (٤) : ٨٣.

(٧). في «ف»: « اُمِرَ ». وفي الوسائل : + « الله ».

(٨). في « ب » والوسائل : « والردّ ».

(٩). المائدة (٥) : ٦٧.

(١٠). في « ب » : « فأمر ».

(١١). « سَمُرات » : جمع سَمُرَة ، وهي من شجر الطَلْح - وهو شجر عظيم من شجر العِضاه له شوك وليس في العضاه أكثر صمغاً منه - وضرب من العضاه ، وهو جمع عِضاهة وعِضَةٌ وهما كلّ شجر يعظم وله شوك. وقيل : السَمُرَة من الشجر صغار الورق قصار الشوك ، وله بَرَمة صفراء يأكلها الناس ، وليس في العضاه شي‌ء أجود خشباً من السَمُر. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٧٩ ( سمر ).

(١٢). « فَقُمَّ » ، أي كُنِسَ ، من القُمامة بمعنى الكُناسة. يقال : قَمَّ البيتَ قَمّاً - من باب قتل - : كَنَسَهُ. والمراد : اُزيل. راجع : المصباح المنير ، ص ٥١٦ ( قمم ) ؛الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٢.

(١٣) في « ج ، بح ، بر » : + « رسول الله ».

(١٤) في « ه‍ ، بس ، بف » : - « يا أيّها الناس ».

٢٧

فَوَقَعَتْ حَسَكَةُ(١) النِّفَاقِ فِي قُلُوبِ الْقَوْمِ ، وقَالُوا : مَا أَنْزَلَ اللهُ - جَلَّ ذِكْرُهُ - هذَا عَلى مُحَمَّدٍ قَطُّ ، ومَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَرْفَعَ بِضَبْعِ(٢) ابْنِ عَمِّهِ.

فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، أَتَتْهُ(٣) الْأَنْصَارُ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ اللهَ - جَلَّ ذِكْرُهُ - قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْنَا ، وشَرَّفَنَا بِكَ وبِنُزُولِكَ(٤) بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا(٥) ، فَقَدْ فَرَّحَ اللهُ(٦) صَدِيقَنَا ، وكَبَتَ(٧) عَدُوَّنَا ، وقَدْ يَأْتِيكَ وفُودٌ ، فَلَا تَجِدُ مَا تُعْطِيهِمْ ، فَيَشْمَتُ بِكَ الْعَدُوُّ(٨) ، فَنُحِبُّ أَنْ تَأْخُذَ ثُلُثَ أَمْوَالِنَا حَتّى إِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ وفْدُ مَكَّةَ ، وجَدْتَ مَا تُعْطِيهِمْ ، فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَلَيْهِمْ شَيْئاً ، وكَانَ يَنْتَظِرُ مَا يَأْتِيهِ مِنْ رَبِّهِ ، فَنَزَلَ(٩) جَبْرَئِيلُعليه‌السلام ، وقَالَ :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١٠) ، ولَمْ يَقْبَلْ أَمْوَالَهُمْ.

فَقَالَ(١١) الْمُنَافِقُونَ : مَا أَنْزَلَ اللهُ هذَا عَلى مُحَمَّدٍ ، ومَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَرْفَعَ بِضَبْعِ ابْنِ‌

__________________

(١). « الحَسَكَةُ » : واحدة الحَسَك ، وهي نبات تَعْلَق ثمرته بصوف الغنم ، ورَقُه كورق الرِجْلَة وأدقّ ، وعند ورَقه‌ شوك مُلَزَّز صُلْب ذو ثلاثة شعب ، وله ثمر شربه يفتّت حَصَى الكليتين والمثانة. والحَسَك أيضاً : الحقد والعداوة. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٤٠ ( حسك ).

(٢). « الضَبْعُ » : العَضُد كلّها ، أو وسطها بلحمها ، أو الإبط ، أو ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٢ ( ضبع ).

(٣). في « ف » : « وأتته ». وفي « بح » : « وأتت ».

(٤). في « ف » : « نزولك ».

(٥). « بَيْنَ ظَهْرانَيْنا » ، المراد بها أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أقام بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم. زيدت فيه ألف ونون مفتوحة للتأكيد. ومعناه : كأنّ ظهراً منّا قدّامك وظهراً منّا وراءك فأنت مكنوف من جانبيك ومن جوانبك - إذا قيل : بين أظْهُرِنا - ثمّ كثر حتّى استعمل في الإقامة بين القوم مطلقاً. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٦ ( ظهر ).

(٦). في « ج » : - « الله ».

(٧). في « ه‍ » : « كبّب ». وفي « ف » : « كبّ ». وظاهر الشروح : « كَبَتَ » ، من باب ضرب ، من الكَبْت بمعنى الصرف والإذلال. يقال : كَبَتَ الله العدوَّ ، أي صرفه وأذلّه ، وكَبَتَهُ لوجهه ، أي صرعه. وهو الموافق لما في اللغة. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٦٢ ( كبت ).

(٨). « فيشمت بك العدوّ » ، أي يفرح ببليّتك ، من الشَماتَة ، وهو الفرح ببليّة العدوّ. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٥٥ ( شمت ). (٩).في«ض، ف، بح ، بر ، بس ، بف» والوافي :+«عليه».

(١٠). الشورى (٤٢) : ٢٣.

(١١). في « ه‍ » : « قال ».

٢٨

عَمِّهِ ، ويَحْمِلَ عَلَيْنَا أَهْلَ بَيْتِهِ ، يَقُولُ أَمْسِ : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، والْيَوْمَ(١) :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ آيَةُ الْخُمُسِ ، فَقَالُوا : يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ(٢) أَمْوَالَنَا وفَيْئَنَا(٣) .

ثُمَّ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّكَ قَدْ قَضَيْتَ(٤) نُبُوَّتَكَ ، واسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ ، فَاجْعَلِ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ ومِيرَاثَ الْعِلْمِ وآثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ عِنْدَ عَلِيٍّ ؛ فَإِنِّي لَمْ أَتْرُكِ الْأَرْضَ إِلَّا وَلِيَ فِيهَا عَالِمٌ تُعْرَفُ(٥) بِهِ طَاعَتِي ، وتُعْرَفُ بِهِ ولَايَتِي(٦) ، ويَكُونُ حُجَّةً لِمَنْ يُولَدُ بَيْنَ قَبْضِ النَّبِيِّ إِلى خُرُوجِ النَّبِيِّ الْآخَرِ ، قَالَ : فَأَوْصى إِلَيْهِ بِالِاسْمِ الْأَكْبَرِ ومِيرَاثِ الْعِلْمِ وَآثَارِ عِلْمِ النُّبُوَّةِ(٧) ، وَأَوْصى إِلَيْهِ بِأَلْفِ كَلِمَةٍ وأَلْفِ بَابٍ ، يَفْتَحُ(٨) كُلُّ كَلِمَةٍ وكُلُّ بَابٍ أَلْفَ كَلِمَةٍ وأَلْفَ بَابٍ ».(٩)

__________________

(١). في « ف » : + « قال ».

(٢). في الوافي : « نعطيهم ».

(٣). « الفَي‌ءُ » : هو ما حصل للمسلمين من أموال الكفّار من غير حَرْب ولا جهاد وأصل الفي‌ء : الرجوع ، يقال : فاء يفي ، فِئَةً وفُيُوءًاً ، كأنّه كان في الأصل لهم فرجع. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨٢ ( فيأ ).

(٤). قال ابن الأثير : « القضاء ، أصله القطع والفصل. يقال : قضى يَقْضي قضاءً فهو قاض ، إذا حكم وفصل. وقضاء الشي‌ء إحكامه وإمضاؤه والفراغ منه ». النهاية ، ج ٤ ، ص ٧٨ ( قضا ).

(٥). في « ف ، بف » والبصائر ، ص ٤٦٩ : « يعرف ».

(٦). « الوِلاية » و « الوَلاية » ، نحوُ الدِلالة والدَلالة ، وحقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب ، ص ٨٨٥ ( ولى ).

(٧). في البصائر ، ص ٤٦٩ : + « إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ».

(٨). في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « تفتح ».

(٩).بصائر الدرجات ، ص ٤١ ، ح ١٩ ، عن عبد الله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، من قوله :( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) إلى قوله :( لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) ؛ وفيه ، ص ٤٦٩ ، ح ٤ ، عن محمّد بن عيسى ، عن إسماعيل بن جابر ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن عبدالحميد بن أبي الديلم ، إلى قوله : « حتّى دفعوها إلى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله » مع اختلاف يسير. وراجع : تفسير فرات ، ص ١٣٠ ، ح ١٥١ ؛ وص ٣٩٨ ، ح ٥٣٠ ؛ وص ٥٧٤ ، ح ٧٣٨ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٣٧ ، ح ٥٤ ؛ وقرب الإسناد ، ص ٥٧ ، ح ١٨٦الوافي ، ج ٢ ، ص ٣١٤ ، ح ٧٧٧ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٦ ، ح ٣٣٢١ ، من قوله : « وقال جلّ ذكره( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) إلى قوله : « الذين أمر بطاعتهم وبالردّ إليهم » ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٢٧٢ ، ح ٣٨ ، وفيه من قوله :( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ) إلى قوله : « بأيّ ذنب =

٢٩

٧٦٩/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَصَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُعَمَّرٍ الْعَطَّارِ ، عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ(١) : ادْعُوا لِي خَلِيلِي(٢) ، فَأَرْسَلَتَا إِلى أَبَوَيْهِمَا ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَعْرَضَ عَنْهُمَا ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُوا لِي خَلِيلِي ، فَأُرْسِلَ إِلى عَلِيٍّعليه‌السلام ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أَكَبَّ عَلَيْهِ(٣) يُحَدِّثُهُ ، فَلَمَّا خَرَجَ لَقِيَاهُ فَقَالَا لَهُ(٤) : مَا حَدَّثَكَ خَلِيلُكَ؟ فَقَالَ : حَدَّثَنِي أَلْفَ بَابٍ ، يَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ ».(٥)

٧٧٠/ ٥. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « عَلَّمَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَلِيّاًعليه‌السلام أَلْفَ حَرْفٍ ، كُلُّ حَرْفٍ يَفْتَحُ‌

__________________

= قتلتموهم » ؛ وج ١٣ ، ص ٣٦٤ ، ح ٣ ، إلى قوله : « وبشّر موسى ويوشع بالمسيح » ؛ وج ١٧ ، ص ١٤٢ ، ح ٢٩ ، إلى قوله : « ودعا إلى الله عزّ وجلّ وجاهد في سبيله ».

(١). في البصائر ، ص ٣١٤ : + « لعائشة وحفصة ».

(٢). « الخليل » : الصديق ، من الخُلَّة ، وهي الصداقة والمحبّة التي تخلّلت القلب فصارت خِلالَه ، أي في باطنه. فالخليل مَنْ خُلَّتُه كانت مقصورة على حبّ الله تعالى فليس فيها لغيره متّسع ولا شَرِكة من محابّ الدنيا والآخرة ، وهذه حال شريفة لا ينالها أحد بكسب واجتهاد ، فإنّ الطباع غالبة ، وإنّما يخصّ الله بها من يشاء من عباده. وخليل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله خليل الله تعالى. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٧٢ ( خلل ).

(٣). « أكَبَّ عليه » ، أي أقبل ولزم. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٨ ( كبب ).

(٤). في « ه‍ » والبصائر ، ص ٣٠٣ و ٣١٤ والخصال ، ص ٦٤٦ : - « له ».

(٥).بصائر الدرجات ، ص ٣٠٣ ، ح ٢ ، عن السنديّ بن محمّد ، عن صفوان بن يحيى ، عن محمّد بن بشير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ٣٠٤ ، ح ٨ ، بسنده عن يحيى بن معمّر العطّار ؛ وفيه أيضاً ، ص ٣١٤ ، ح ٥ ، بسنده عن جعفر بن بشير ؛ الخصال ، ص ٦٤٦ ، أبواب المائة وما فوقها ، ح ٣٢ ، بسنده عن جعفر بن بشير البجلي ، عن أبي يحيى معمّر القطّان ، عن بشير الدهّان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ٦٤٧ ، ح ٣٨ ، بسنده عن بشير الدهّان.الكافي ، كتاب الروضة ، ذيل ح ١٤٩٣٨ بسند آخر ؛بصائر الدرجات ، ص ٣١٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن اُمّ سلمة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٢ ، ح ٧٧٨.

٣٠

أَلْفَ حَرْفٍ(١) ».(٢)

٧٧١/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ فِي ذُؤَابَةِ(٣) سَيْفِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله صَحِيفَةٌ صَغِيرَةٌ ».

فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَيُّ شَيْ‌ءٍ كَانَ فِي تِلْكَ الصَّحِيفَةِ؟

قَالَ : « هِيَ الْأَحْرُفُ الَّتِي يَفْتَحُ كُلُّ حَرْفٍ أَلْفَ حَرْفٍ ».

قَالَ أَبُو بَصِيرٍ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « فَمَا خَرَجَ مِنْهَا(٤) حَرْفَانِ حَتَّى السَّاعَةِ ».(٥) ‌ ٧٧٢/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ(٦) سُكَّرَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هَلْ لِلْمَاءِ الَّذِي يُغَسَّلُ بِهِ الْمَيِّتُ حَدٌّ‌

__________________

(١). في « ه‍ » + « والألف حرف ، كلّ حرف منها يفتح ألف حرف ».

(٢).بصائر الدرجات ، ص ٣٠٧ ، ح ٢ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٤ عن محمّد بن عبد الجبّار ؛ وفيبصائر الدرجات ، ص ٣٠٨ ، ح ٥ ؛ والخصال ، ص ٦٤٨ ، أبواب المائة وما فوقها ، ح ٤١ ، بسندهما عن منصور بن يونس.بصائر الدرجات ، ص ٣٠٨ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. راجع :الكافي ‌كتاب الحجّة ، باب فيه ذكر الصحيفة والجفر و ، ح ٦٣٧ ؛ والخصال ، ص ٦٤٨ ، نفس الباب ، ح ٤٠الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ٧٨٢.

(٣). ذُؤابة كلّ شي‌ء : أعلاه ، وذُؤابة السيف : مقبضه ، أو عِلاقة قائمه. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٧٩ - ٣٨٠ ( ذأب ). (٤). في البصائر والخصال : + « إلّا ».

(٥).بصائر الدرجات ، ص ٣٠٨ ، ح ٤ ، عن أحمد بن محمّد ؛ الخصال ، ص ٦٤٩ ، أبواب المائة وما فوقها ، ح ٤٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى.بصائر الدرجات ، ص ٣٠٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن عليّ بن أبي حمزة ، عن حمران الحلبي ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله ؛ الاختصاص ، ص ٢٨٤ ، بسنده عن عليّ بن أبي حمزة ، عن عمران بن عليّ الحلبي ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبداللهعليهما‌السلام ، وفيهما : « كان في ذؤابة سيف عليعليه‌السلام صحيفة صغيرة » مع زيادةالوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ٧٨٣.

(٦). في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و، بر ، بس ، بف » والكافي ، ج ٤٣٧٣ ، والوسائل : - « بن ». وقد تقدّم فيالكافي ، ح ٦٤٤ ، خلوّ بعض نسخ الكتب الرجاليّة من لفظة « بن ».

٣١

مَحْدُودٌ؟

قَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ لِعَلِيٍّعليه‌السلام : إِذَا أَنَا(١) مِتُّ فَاسْتَقِ(٢) سِتَّ قِرَبٍ(٣) مِنْ مَاءِ بِئْرِ غَرْسٍ(٤) ، فَغَسِّلْنِي(٥) وكَفِّنِّي وحَنِّطْنِي(٦) ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ غُسْلِي وكَفْنِي ، فَخُذْ بِجَوَامِعِ(٧) كَفَنِي ، وأَجْلِسْنِي ، ثُمَّ سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ ، فَوَ اللهِ ، لَاتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْ‌ءٍ إِلَّا أَجَبْتُكَ فِيهِ(٨) ».(٩)

٧٧٣/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ(١٠) ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :

__________________

(١). هكذا في النسخ التي قوبلت والوسائل والوافي والكافي ، ح ٤٣٧٣ والتهذيب والاستبصار والبصائر ، ح ٨ و ٩. وفي المطبوع : - « أنا ».

(٢). في الوسائل والكافي ، ح ٤٣٧٣ والتهذيب والاستبصار ، والبصائر ، ح ٨ و ٩ : + « لي ».

(٣). قال الجوهري : « والقِرْبَة ، ما يستقى فيه الماء. والجمع في أدنى العدد : قِرَبات وقِرِبات وقِرْبات ، وللكثير : قِرَب».الصحاح ، ج ١ ، ص ١٩٩ ( قرب ).

(٤). « الغَرْس » : بئر بالمدينة. النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٥٩ ( غرس ).

(٥).في الوسائل والتهذيب والاستبصار : «فاغسلني».

(٦).في الوسائل والكافي ،ح ٤٣٧٣ : «كفني وتحنيطي».

(٧). في الوسائل والكافي ، ح ٤٣٧٣ ، والتهذيب والبصائر ، ح ٨ و ٩ : « بمجامع ». وفيمرآة العقول « والجوامع : جمع الجامعة ، وهي المواضع التي جمعت طرفي الثوب الملفوف على شي‌ء ».

(٨). في « ف » : « عنه ».

(٩).الكافي ، كتاب الجنائز ، باب حدّ الماء الذي يغسل به الميّت والكافور ، ح ٤٣٧٣ ، وفيه : « عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن فضيل سكّرة ».بصائر الدرجات ، ص ٢٨٤ ، ح ٩ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن فضيل سكّرة ؛ وفيه ، ص ٢٨٤ ، ح ٨ ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن أبي نصر عن فضيل سكّرة ؛ التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٣٥ ، ح ١٣٩٧ ؛الاستبصار ، ج ١ ، ص ١٩٦ ، ح ٦٨٨ إلى قوله : « فغسّلني وكفّني » ، وفيهما : عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن فضيل سكّرة.بصائر الدرجات ، ص ٢٨٣ ، ح ٢ و ٣ ، بطرق مختلفة ، مع اختلاف يسير ؛ وفيالكافي ، كتاب الجنائز ، باب حدّ الماء الذي ، ح ٤٣٧٤ ؛ والتهذيب ، ج ١ ، ص ٤٣٥ ، ح ١٣٩٨ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٩٦ ، ح ٦٨٧ بسند آخر هكذا : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام : يا عليّ إذا أنا متّ فاغسلني بسبع غرف من ماء بئر غرس »الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٤ ، ح ٧٨١ ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ٥٣٧ ، ح ٢٨٤٦.

(١٠). في « ج ، ض » : أبي سعيد. وفي « و » وحاشية « ج » : « ابن سعيد ».

٣٢

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا حَضَرَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمَوْتُ ، دَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيٌّعليه‌السلام ، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِي وكَفِّنِّي ، ثُمَّ أَقْعِدْنِي وسَلْنِي(١) وَاكْتُبْ(٢) ».(٣)

٧٧٤/ ٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ رِبَاطٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ أَنَا وكَامِلٌ التَّمَّارُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ كَامِلٌ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، حَدِيثٌ رَوَاهُ فُلَانٌ؟ فَقَالَ : « اذْكُرْهُ ». فَقَالَ(٤) : حَدَّثَنِي أَنَّ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله حَدَّثَ عَلِيّاًعليه‌السلام بِأَلْفِ بَابٍ يَوْمَ تُوُفِّىَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) ، كُلُّ بَابٍ يَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ ، فَذلِكَ أَلْفُ أَلْفِ بَابٍ؟ فَقَالَ : « لَقَدْ كَانَ ذلِكَ ».

__________________

=والخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ٢٨٢ ، ح ١ ، بسنده عن عمر بن أبي شعبة ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام . ورواه أيضاً في ص ٢٨٣ ، ح ٥ ، بالسند المذكور إلى عمر بن أبي شعبة ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

ثمّ إنّه قد روى أحمد بن عمر الحلبي - وهو أحمد بن عمر بن أبي شعبه - عن أبيه عن أبان بن تغلب في الكافي ، ح ٥٠٥٠.

وأمّا ما ورد في التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٢٠٥ من رواية أحمد بن عمر الحلبى عن أبان بن تغلب - وهو نفس الخبر الذي ورد في الكافي ، ح ٥٠٥٠ - ففيه سقط لا محالة ؛ فإنّ أحمد بن عمر من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، وأبان بن تغلب مات في حياة أبي عبد الله عليه‌السلام ، فيبعد إدراك أحمد إيّاه وأخذ الرواية عنه. راجع : رجال النجاشى ، ص ١٣ وص ٩٨ ، الرقم ٢٤٥ ؛ رجال الكشّي ، ص ٥٩٧ ، الرقم ١١١٦ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٤٤ ، الرقم ٦١. فالمحتمل في ما نحن فيه ، وقوع التصحيف في العنوان ، وكون الصواب « ابن أبي شعبة ».

(١). في البصائر : « واسألني ».

(٢). في « ف » : « فاكتب ».

(٣).بصائر الدرجات ، ص ٢٨٢ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن أبي حمزة ، عن عمر بن أبي شعبة من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ؛ وفيه ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن عمر بن أبي شعبة ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وفيه أيضاً ، ص ٢٨٣ - ٢٨٤ ، ح ٤ و ٦ و ٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٤ ، ح ٧٨٠.

(٤). في « ه‍ » : « قال ».

(٥). في « بح » : + « فيه ».

٣٣

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَظَهَرَ(١) ذلِكَ لِشِيعَتِكُمْ ومَوَالِيكُمْ(٢) ؟ فَقَالَ : « يَا كَامِلُ ، بَابٌ أَوْ بَابَانِ».

فَقُلْتُ(٣) لَهُ(٤) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَمَا يُرْوى مِنْ فَضْلِكُمْ مِنْ أَلْفِ أَلْفِ بَابٍ إِلَّا بَابٌ أَوْ بَابَانِ؟ قَالَ : فَقَالَ : « وَمَا عَسَيْتُمْ أَنْ تَرْوُوا مِنْ فَضْلِنَا ، مَا تَرْوُونَ مِنْ فَضْلِنَا إِلَّا أَلِفاً(٥) غَيْرَ مَعْطُوفَةٍ(٦) ».(٧)

٦٦ - بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّعليهما‌السلام

٧٧٥/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ وعُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ :

شَهِدْتُ وصِيَّةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام حِينَ أَوْصى إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِعليه‌السلام ، وأَشْهَدَ عَلى وَصِيَّتِهِ الْحُسَيْنَ ومُحَمَّداًعليهما‌السلام ، وجَمِيعَ وُلْدِهِ ، ورُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ ، وأَهْلَ بَيْتِهِ ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ والسِّلَاحَ ، وقَالَ(٨) لِابْنِهِ الْحَسَنِعليه‌السلام : « يَا بُنَيَّ ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ ، وأَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي وسِلَاحِي ، كَمَا أَوْصى إِلَيَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ودَفَعَ إِلَيَّ‌

__________________

(١). في « بر » : « ظهر ».

(٢). في « ف » : « لشيعتك ومواليك ».

(٣). في « ه‍ » : « قال فقال ».

(٤). في « ض ، بس » : - « له ».

(٥). كذا في « ب ، ج ، و، بح ، بر » والمطبوع. وفسّره في حاشية « ض » وشرح المازندراني ومرآة العقول بالألف. ويقتضيها تأنيث « معطوفة » أيضاً. واحتمل المازندراني كونه بفتح الهمزة وسكون اللام. وللمزيد راجع :شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٣٣ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٩٠.

(٦). فيالوافي : « من فضلكم ، أي من علمكم « إلاّ ألِفاً غير معطوفة » يعني إلّاحرفاً واحداً ناقصاً ، أي أقلّ من حرف واحد. وإنّما اختار الألِف لأنّها أقلّ الحروف وأبسطها وأخفّها مؤونة ، وعدم عطفها كناية عن نقصانها ، فإنّها تكتب في رسم الخطّ الكوفي هكذا « ـا » فإذا كان طرفها غير مائل كان ناقصاً ».

(٧). راجع :بصائر الدرجات ، ص ٣٠٥ ، ح ١١ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٢ - ٢٨٣ ؛ والخصال ، ص ٦٤٢ - ٦٤٩ ، فصل ما بعد الألف ، ح ٢٢ – ٤١.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٣ ، ح ٧٧٩.

(٨). في حاشية « ف » وكتاب سليم بن قيس والفقيه والتهذيب : « ثمّ قال ».

٣٤

كُتُبَهُ وسِلَاحَهُ(١) ، وأَمَرَنِي‌أَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ‌الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلى أَخِيكَ الْحُسَيْنِ ». ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى(٢) ابْنِهِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، فَقَالَ(٣) : « وَأَمَرَكَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ تَدْفَعَهَا إِلى ابْنِكَ(٤) هذَا ». ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ : « وَأَمَرَكَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وأَقْرِئْهُ(٥) مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ومِنِّي السَّلَامَ ».(٦)

٧٧٦/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ ، قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِعليه‌السلام : ادْنُ مِنِّي حَتّى أُسِرَّ(٧) إِلَيْكَ مَا أَسَرَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلَيَّ(٨) ، وَأَئْتَمِنَكَ عَلى مَا ائْتَمَنَنِي عَلَيْهِ ، فَفَعَلَ ».(٩)

٧٧٧/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ‌

__________________

(١). في « ه‍ » : - « كتبه وسلاحه ».

(٢). في « ج » : « إلى ».

(٣). فيالوافي وكتاب سليم بن قيس : + « له ».

(٤). في « ه‍ » : + « عليّ ».

(٥). في شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٣٤ : « اقرأه ، أمر من المجرّد ، أو من المزيد. يقال : قرأ عليه وأقرأه عليه ، إذا بلّغه ». وفي الصحاح ، ج ١ ، ص ٦٥ ( قرأ ) : « وفلان قرأ عليك السلام وأقرأك السلامَ بمعنى ».

(٦). كتاب سليم بن قيس ، ص ٩٢٤ ، الحديث ٦٩ ؛ التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧٦ ، ح ٧١٤ ، بسنده عن إبراهيم بن عمر ، عن أبان رفعه إلى سليم بن قيس الهلالي ؛ وأيضاً بسند آخر عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛ الفقيه ، ج ٤ ، ص ١٨٩ ، ح ٥٤٣٣ عن سليم بن قيس ؛ الغيبة للطوسي ، ص ١٩٤ ، ح ١٥٧ بسند آخر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام مع اختلاف.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٨ ، ح ٧٩٠.

(٧). « اُسِرُّ » ، أي اُفضِي. يقال : أسْرَرْتُ إلى فلان حديثاً ، أي أفضيتُ إليه في خفية. وقد يفسَّر بالإظهار ، وهذاصحيح ؛ فإنّ الإسرار إلى الغير يقتضي إظهار ذلك لمن يُفْضى إليه بالسرّ ، وإن كان يقتضي إخفاءه عن غيره ، وهو من الأضداد. راجع : المفردات للراغب ، ص ٤٠٤ ( سرر ).

(٨). في « ه‍ » : - « إلىّ ».

(٩).بصائر الدرجات ، ص ٣٧٧ ، ح ٥ ، بسنده عن ابن أبي عمير ؛ وفيه ، ح ١ و ٢ ، بسنده عن عبد الصمد بن بشير ، مع زيادة واختلاف.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، ح ٧٩٣.

٣٥

عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْأَجْلَحُ وسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ودَاوُدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ(١) وَزَيْدٌ الْيَمَامِيُّ(٢) ، قَالُوا :

حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ أَنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام حِينَ سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ ، اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ كُتُبَهُ وَالْوَصِيَّةَ ، فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُعليه‌السلام ، دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ.(٣)

٧٧٨/ ٤. وفِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ : أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٤) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَنَّ عَلِيّاً - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - حِينَ سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ ، اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ كُتُبَهُ والْوَصِيَّةَ ، فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُعليه‌السلام دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ ».(٥)

٧٧٩/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « أَوْصى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام إِلَى الْحَسَنِعليه‌السلام ، وأَشْهَدَ عَلى وَصِيَّتِهِ الْحُسَيْنَ ومُحَمَّداًعليهما‌السلام ، وجَمِيعَ وُلْدِهِ ، ورُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ ، وأَهْلَ بَيْتِهِ ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ والسِّلَاحَ ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ : يَا بُنَيَّ ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ ، وأَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي وسِلَاحِي(٦) ، كَمَا أَوْصى إِلَيَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ودَفَعَ إِلَيَّ‌

__________________

(١). كذا في النسخ والمطبوع ، لكنّ الظاهر وقوع التحريف في العنوان ، والصواب إمّا « داود بن يزيد » أو « داودأبو يزيد ». وداود هذا ، هو داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري ، أبو يزيد ، روى عن شهر بن حوشب. راجع : تهذيب الكمال ، ج ٨ ، ص ٤٦٧ ، الرقم ١٧٩١.

(٢). في « ألف ، ب ، ف » والوافي : « اليماني ». والظاهر أنّ كلا العنوانين مصحّف. والصواب « زُبَيْد اليامي » ، وهو زُبَيد بن الحارث بن عبد الكريم اليامي ، روى عن شهر بن حوشب. راجع : تهذيب الكمال ، ج ٩ ، ص ٢٨٩ ، الرقم ١٩٥٨ ؛ وج ١٢ ، ص ٥٨٠.

(٣).بصائر الدرجات ، ص ١٦٢ ، ح ١ ، بسند آخر ، مع زيادة.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، ح ٧٩٤.

(٤). السند معلّق على سابقه ، ويروى عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٥).بصائر الدرجات ، ص ١٦٢ ، ح ١ ، بسند آخر ، مع زيادة.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، ح ٧٩٥.

(٦). في « ب » : « كتبه وسلاحه ».

٣٦

كُتُبَهُ وسِلَاحَهُ ، وأَمَرَنِي أَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَهُ(١) إِلى أَخِيكَ الْحُسَيْنِ.

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلى ابْنِهِ الْحُسَيْنِ ، وقَالَ : أَمَرَكَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ(٢) هذَا ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ ابْنِ ابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ : يَا بُنَيَّ ، و(٣) أَمَرَكَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وأَقْرِئْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ومِنِّي السَّلَامَ.

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، أَنْتَ ولِيُّ الْأَمْرِ وَ وَلِيُّ الدَّمِ ، فَإِنْ عَفَوْتَ فَلَكَ ، وإِنْ قَتَلْتَ فَضَرْبَةٌ(٤) مَكَانَ ضَرْبَةٍ(٥) ، ولَاتَأْثَمْ(٦) ».(٧)

٧٨٠/ ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ(٨) رَفَعَهُ ؛

وَ(٩) مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :

لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، حَفَّ بِهِ(١٠) الْعُوَّادُ(١١) ، وقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوْصِ ، فَقَالَ : « اثْنُوا لِي وسَادَةً(١٢) » ، ثُمَّ قَالَ : « الْحَمْدُ لِلّهِ..................................... ‌

__________________

(١). في حاشية « بح » : « تدفعها ».

(٢). في « ه‍ » : + « عليّ ».

(٣). في « ج ، ف ، ه‍ » : - « و ».

(٤). في « ف » وحاشية « بح » : + « واحدة ».

(٥). في « بس » : + « واحدة ».

(٦). « لا تأثم » إمّا نفي ، أو نهي ، من باب المجرّد ، أو من باب التفعّل.

(٧). التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧٦ ، ح ٧١٤ ، بسنده عن الحسين بن سعيد ؛ الغيبة للطوسي ، ص ١٩٤ ، ح ١٥٧ ، بسنده عن عمرو بن شمر. وراجع أيضاً المصادر التي ذكرنا ذيل الحديث الأوّل من هذا الباب.الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٩ ، ح ٧٩١. (٨). في « ألف ، ض ، ف » : « الحسيني ».

(٩). في السند تحويل بعطف « محمّد بن الحسن عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه » على « الحسين بن الحسن الحسني رفعه ».

(١٠). « حفّ به » ، أي أطاف به. راجع : المصباح المنير ، ص ١٤ ( حفف ).

(١١). « العُوّاد » : جمع العائد ، من العِيادة بمعنى زيارة المريض. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٣٦ ( عود ).

(١٢). في « بر ، بف » والوافي : « الوسادة ». و « اثْنُوا لي وسادةً » ، أي رُدُّوا بعضها على بعض لنرتفع فيكون لي حسن‌مراىً للناس حين أجلس عليها ، أو للاتّكاء عليها لعدم قدرته على الجلوس مستقلاًّ. يقال : ثَنَى الشي‌ءَ ثَنْياً ، أي =

٣٧

حَقَّ(١) قَدْرِهِ(٢) مُتَّبِعِينَ أَمْرَهُ ، وَ(٣) أَحْمَدُهُ كَمَا أَحَبَّ(٤) ، وَ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انْتَسَبَ(٥) ؛ أَيُّهَا النَّاسُ ، كُلُّ امْرِىً لَاقٍ فِي فِرَارِهِ مَا مِنْهُ يَفِرُّ(٦) ، والْأَجَلُ(٧) مَسَاقُ النَّفْسِ إِلَيْهِ ، والْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ(٨) ، كَمْ أَطْرَدْتُ(٩) الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا(١٠) عَنْ مَكْنُونِ(١١) هذَا الْأَمْرِ ، فَأَبَى اللهُ - عَزَّ ذِكْرُهُ - إِلَّا إِخْفَاءَهُ ، هَيْهَاتَ(١٢) عِلْمٌ مَكْنُونٌ(١٣)

أَمَّا وَصِيَّتِي ، فَأَنْ لَاتُشْرِكُوا بِاللهِ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - شَيْئاً ، ومُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله فَلَا تُضَيِّعُوا(١٤)

__________________

= ردّ بعضه على بعض ، وقد تَثَنّى وانثنى. و « الوسادُ » و « الوسادة » : المتّكأ والمِخَدّة ، ويثلَّث. والجمع : وُسُد ، ووَسائد. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١١٥ ( ثنى ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٦٩ ( وسد ).

(١). في « ألف ، ب ، ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية بدرالدين ومرآة العقول : - « حقّ ».

(٢). قال الجوهري : « قَدرُ الله وقَدْرُه بمعنى ، وهو في الأصل مصدر ، قال الله تعالى :( ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) [ الأنعام (٦) : ٩١ ؛ و ] أي ما عظّموا اللهَ حقَّ تعظيمه ». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٨٦ ( قدر ).

(٣). في « ض ، بر ، بس » والبحار : - « و ».

(٤). في شرح المازندراني : « كما أحبّه ».

(٥). « انتسب » و « استنسب » ، أي ذكر نسبه. والمعنى : أي كما انتسب إلى هذه الصفات في سورة التوحيد وغيرها. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٣٧ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٥٥ ( نسب ).

(٦). إشارة إلى الآية ٨ من سورة الجمعة (٦٢) :( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ) .

(٧). قال الخليل : « الأجَلُ : غاية الوقت في الموت. وقال ابن الأثير : « هو الوقت المضروب المحدود في المستقبل ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٦٨ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢٦ ( أجل ).

(٨). « مُوافاتُه » ، أي إتيانه. يقال : وافيتُه موافاةً ، أي أتيتُه. راجع : المصباح المنير ، ص ٦٦٧ ( وفى ).

(٩). فيمرآة العقول : « اطّردت ». ونقل عن البعض : « أطْرَدَتْ » بمعنى جَرَتْ. و: « الاطّراد » : الإخراج. يقال : أطْرَدُه السلطان وطرّده ، إذا أخرجه عن بلده ، وحقيقته أنّه صيّره طَريداً. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١١٨ ( طرد ).

(١٠). « أبحثها » ، أي اُفتّشها. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٧٣ ( بحث ).

(١١). في حاشية « ج » : « مخزون ».

(١٢). في حاشية « ج ، بح ، بر » : + « هيهات ». وقال ابن الأثير : « هَيْهاتَ ، هي كلمة تبعيد مبنيّة على الفتح ، وناسٌ يكسرونها. وقد تبدل الهاءُ همزةً فيقال : أيْهاتَ. ومن فتح وقف بالتاء ، ومن كسر وقف بالهاء ». النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٩٠ ( هيه ).

(١٣) في « ب » وحاشية « بح » والوافي : + « مخزون ». وفي حاشية « ج ، بر » ونهج البلاغة ، ص ٢٧٠ : « مخزون».

(١٤) « فلا تضيّعوا » ، أي لا تُهْمِلوا. يقال : ضيّع الشي‌ء ، وأضاعه ، أي أهمله وأهلكه. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٦ ( ضيع ).

٣٨

سُنَّتَهُ(١) ، أَقِيمُوا هذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ ، وأَوْقِدُوا(٢) هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ ، وخَلَاكُمْ(٣) ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا(٤) ، حُمِّلَ(٥) كُلُّ امْرِىً(٦) مَجْهُودَهُ ، وخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ ، رَبٌّ رَحِيمٌ ، وإِمَامٌ عَلِيمٌ ، وَدِينٌ قَوِيمٌ(٧)

أَنَا(٨) بِالْأَمْسِ صَاحِبُكُمْ ، والْيَوْمَ(٩) عِبْرَةٌ(١٠) لَكُمْ ، وَغَداً مُفَارِقُكُمْ(١١) ، إِنْ تَثْبُتِ(١٢) ‌__________________

(١). فيالوافي ، ج ١ ، ص ٣٠٢ : « السنّة في الأصل الطريقة ، ثمّ خصّت بطريقة الحقّ التي وضعها الله للناس وجاءبها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ ليتقرّبوا بها إلى الله عزّ وجلّ ويدخل فيها كلّ عمل شرعيّ واعتقاد حقّ ، وتقابلها البدعة ». وراجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠٩ ( سنن ).

(٢). فيالوافي : « وفي بعض النسخ : وارفدوا هذين المصباحين بالراء والفاء ، أي انصروهما ».

(٣). في « بح » : + فيه. وقال الجوهري : « وقولهم : افعل كذا وخَلاك ذمٌّ ، أي اُعْذِرْتَ وسقط عنك الذمّ. واستصوبه الفيض إذا فتحت الذال. وأمّا إذا كسرت الذال فالمعنى عنده : مضى لكم ذمّة وأمان. واستبعده المجلسي. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٣١ ( خلا ).

(٤). في « ب ، ض ، ف » : « لم تشرَّدوا ». وفي حاشية « بح » : « لم تنفروا ». وقوله : « ما لم تَشْرُدُوا » ، أي تنفروا. يقال : شَرَدَ البعيرُ يَشْرُدُ شُرُوداً وشِراداً ، إذا نفر وذهب في الأرض. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٥٧ ( شرد ).

(٥). في « بف » : « وحمّل ». اعلم أنّ في قوله : « حمّل » و « خفّف » احتمالات ثلاثاً : الأوّل : أن يكونا مجهولين من باب التفعيل - كما في المتن - وحينئذٍ قوله : « ربّ رحيم » إمّا خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ محذوف الخبر ، أو فاعل فعل محذوف يفسّره قوله : « حمّل » ، أي حمّلهم ربّ رحيم. الثاني : أن يكونا معلومين منه ، وقوله : « ربّ رحيم » وما عطف عليه فاعلهما على سبيل التنازع ، أو الفاعل هو الضمير. الثالث : أن يكون « حمل » كضرب على المعلوم ، و « كلّ » فاعله ، و « خفّف » إمّا معلوم أو مجهول من التفعيل. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٣٩ ؛الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٣٤ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٩٧.

(٦). في « ب ، ض ، بر ، بس » والوافي ومرآة العقول والبحار ونهج البلاغة ، ص ٢٠٧ : + « منكم ».

(٧). « قَوِيمٌ » ، أي ثابتٌ مُقوّمٌ لُامور معاش الناس ومعادهم ، من قام بمعنى ثبت وركذ ، ومعتدلٌ مستقيمٌ لا اعوجاج فيه ولا صعوبة. راجع : المفردات للراغب ، ص ٦٩١ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٠٣ ( قوم ).

(٨). في « ه‍ » : « وأنا ».

(٩). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « و [ أنا ] اليوم ».

(١٠). قال الراغب : « الاعتبار والعِبْرَة مختصّان بالحالة التي يتوصّل بها من معرفة الـمُشاهَد إلى ما ليس بمُشاهَد ». وقال ابن الأثير : « العِبْرَة كالموعظة ممّا يتّعظ به الإنسان ويعمل به ويعتبر ؛ ليستدلّ به على غيره ». راجع : المفردات للراغب ، ص ٥٤٣ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٧٠ ( عبر ).

(١١). في حاشية « ف » : « اُفارقكم ».

(١٢). في«ه‍ »:« أتيت».وفي حاشية«ج،بر»:«ثبتت».

٣٩

الْوَطْأَةُ(١) فِي هذِهِ الْمَزَلَّةِ ، فَذَاكَ(٢) الْمُرَادُ ، وإِنْ تَدْحَضِ(٣) الْقَدَمُ ، فَإِنَّا كُنَّا فِي أَفْيَاءِ(٤) أَغْصَانٍ ، وذَرى(٥) رِيَاحٍ ، وتَحْتَ ظِلِّ غَمَامَةٍ اضْمَحَلَّ فِي الْجَوِّ مُتَلَفِّقُهَا(٦) ، وعَفَا(٧) فِي الْأَرْضِ مَخَطُّها(٨)

وَإِنَّمَا كُنْتُ(٩) جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَنِي أَيَّاماً ، وسَتُعْقَبُونَ(١٠) مِنِّي جُثَّةً(١١) خَلَاءً ، سَاكِنَةً بَعْدَ حَرَكَةٍ ، وكَاظِمَةً(١٢) بَعْدَ نُطْقٍ ؛ لِيَعِظَكُمْ(١٣) هُدُوِّي(١٤) ، وخُفُوتُ(١٥) .........................

__________________

(١). « الوَطْأَةُ » : موضع القدم ، من الوَطْء وهو في الأصل الدَوْسُ بالقدم ؛ يعني إن برئت وسلمت من الموت. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٩٧ ( وطأ ). (٢). في حاشية « ب ، ج » : « فذلك ».

(٣). « تَدْحَضُ » ، أي تَزْلُقُ وتزلّ ولم تثبت. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٧٥ ( دحض ).

(٤). « الأفياء » : جمع الفي‌ء ، وأصله : الرجوع ، ومنه قيل للظلّ الذي يكون بعد الزوال في‌ءٌ ؛ لأنّه يرجع من =

جانب الغرب إلى جانب الشرق. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨٢ ( فيأ ).

(٥). في شرح المازندراني : « وذَرَى الرياح - بالفتح - : كَنَفُها ومَهَبُّها. يقال : أنا في ذَرى فلان ، أي في كنفه. وذُرَى‌الرياح - بالضمّ - : اسم لما ذَرَتْهُ الريح وأطارته ، ولا يمكن إرادته هنا إلّابتكلّف ». وراجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٥ ( ذرا ).

(٦). « مُتلفّقها » ، إمّا بكسر الفاء بمعنى ما انضمّ واجتمع. يقال : لَفَقَ الثوب يَلْفِقُهُ لَفْقاً ، أي ضمّ شقّة إلى اخرى فخاطهما ، فتلفّق ، أي انضمّ. أو بفتح الفاء مصدر ميمي بمعنى الانضمام والاجتماع. راجع : شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٩٩ ؛لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٣٠ ( لفق ).

(٧). « عَفا » ، أي درس وانمحى ولم يبق له أثر. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٧٦ ( عفا ).

(٨). هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ه‍ ، و، بح ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول والبحار ونهج البلاغة ، ص ٢٠٧ ، و « المخطّ » : ما يحدث في الأرض من الخطّ الفاصل بين الظلّ والنور كما في المرآة. وفي المطبوع والوافي : « محطّها ».

(٩). في « ه‍ » : + « في الأرض ».

(١٠). « سَتُعْقَبُون » ، أي تُورَثُون. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٧ ( عقب ).

(١١). في « ه‍ » : + « في الأرض ».

(١٢). « كاظِمَةً » ، أي ساكتة. والكُظُوم احتباس النَفَس ، ويعبَّر به عن السكوت. راجع : المفردات للراغب ، ص ٧١٢ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٢٠ ( كظم ).

(١٣) فيمرآة العقول : « ليعظكم ، بكسر اللام والنصب كما ضبط في أكثر نسخ النهج ، ويحتمل الجزم ؛ لكونه أمراً ، وفتح اللام والرفع أيضاً ».

(١٤) « هُدُوِّي » ، أي سُكُوني. يقال : هَدَأَ هَدْءاً ، وهُدُوءاً ، أي سكن. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٨٢ (هدأ).

(١٥) « الخُفُوت » : السكون. قال الجوهري : « خَفَتَ الصوتُ خُفُوتاً : سكن ، ولهذا قيل للميّت : خَفَتَ ، إذا انقطع =

٤٠