الاصول من الكافي الجزء ٢

الاصول من الكافي0%

الاصول من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 744

الاصول من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 744
المشاهدات: 135287
تحميل: 6747


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 744 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 135287 / تحميل: 6747
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

غَداً(١) عِنْدَنَا ، ثُمَّ تَنْصَرِفُ ». قَالَ : فَأَقَمْتُ(٢) ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ أَقَمْتُ عِنْدَهُ ، وبِتُّ لَيْلَةَ الْأَضْحى فِي رِوَاقٍ(٣) لَهُ ، فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ أَتَانِي ، فَقَالَ(٤) : « يَا إِسْحَاقُ ، قُمْ ». قَالَ(٥) : فَقُمْتُ ، فَفَتَحْتُ(٦) عَيْنِي ، فَإِذَا أَنَا عَلى بَابِي بِبَغْدَادَ ، قَالَ(٧) : فَدَخَلْتُ عَلى والِدِي(٨) وأَنَا فِي(٩) أَصْحَابِي ، فَقُلْتُ لَهُمْ : عَرَّفْتُ(١٠) بِالْعَسْكَرِ ، وخَرَجْتُ بِبَغْدَادَ إِلَى الْعِيدِ(١١) .(١٢)

١٣٢٤/ ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرِيِّ ، قَالَ :

مَرِضَ الْمُتَوَكِّلُ مِنْ خُرَاجٍ(١٣) خَرَجَ بِهِ ، وأَشْرَفَ(١٤) مِنْهُ عَلَى الْهَلَاكِ ، فَلَمْ يَجْسُرْ(١٥) أَحَدٌ أَنْ يَمَسَّهُ بِحَدِيدَةٍ(١٦) ، فَنَذَرَتْ أُمُّهُ - إِنْ عُوفِيَ - أَنْ تَحْمِلَ(١٧) إِلى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍعليه‌السلام مَالاً جَلِيلاً مِنْ مَالِهَا ؛ وقَالَ لَهُ(١٨) الْفَتْحُ بْنُ خَاقَانَ : لَوْ بَعَثْتَ(١٩) إِلى‌

__________________

(١). في « ف » : « غداً تقيم ».

(٢). في حاشية « ج » : + « عنده ».

(٣). قال الجوهري : « الرَوْق والرِواق : سقف في مقدّم البيت. والرِواق : سِتْر يُمَدُّ دون السقف ». الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٨٥. (٤). في البحار : + « لي ».

(٥). في البصائر والبحار : - « قال ».

(٦). في الاختصاص : « وفتحت ».

(٧). في « ف » : « إذ قال ». وفي البصائر والاختصاص والبحار : - « قال ».

(٨). في البصائر : « والدتي ».

(٩). في « ف » والبصائر والاختصاص والبحار : «وأتاني».

(١٠). في « بس » : « اعرفت ». قال الجوهري : « التعريف : الوقوف بعرفات ». وقال الفيض : « عرّفت : أمضيتُ العرفة». وقال المجلسي : « المراد هنا : الإتيان بأعمال عرفة ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٠٢ ( عرف ) ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٣٦ ؛مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ١١٨.

(١١). في البصائر والبحار : « إلى العيد ببغداد ».

(١٢).بصائر الدرجات ، ص ٤٠٦ ، ح ٦ ، عن الحسين بن محمّد بن عامر ؛ الاختصاص ، ص ٣٢٥ ، عن المعلّى بن محمّد ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٣٥ ، ح ١٤٤٨ ؛ البحار ، ج ٥٠ ، ص ١٣٢ ، ح ١٤.

(١٣) في « ف ، بح » : « جراح ». و « الخُراج » : ورَم يخرج بالبدن من ذاته. أو قَرْح يخرج في البدن.لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ( خرج ). (١٤) في « ض » والإرشاد : « فأشرف ».

(١٥) في « ض » : « فلم يجتسر ». وفي « ف » : « فلم يتجرّأ ».

(١٦) في « ف » : - « بحديدة ».

(١٧) في « بر » : « يُحمل » مبنيّاً للمفعول.

(١٨) في « ج » : « لها ».

(١٩) في « ج » : « بعثتِ » بالمخاطبة.

٦٠١

هذَا الرَّجُلِ(١) فَسَأَلْتَهُ ، فَإِنَّهُ لَايَخْلُو أَنْ يَكُونَ(٢) عِنْدَهُ صِفَةٌ يُفَرِّجُ بِهَا عَنْكَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ وَ وَصَفَ لَهُ عِلَّتَهُ ، فَرَدَّ إِلَيْهِ(٣) الرَّسُولُ بِأَنْ يُؤْخَذَ كُسْبُ(٤) الشَّاةِ ، فَيُدَافَ(٥) بِمَاءِ ورْدٍ ، فَيُوضَعَ(٦) عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَجَعَ الرَّسُولُ وأَخْبَرَهُمْ(٧) ، أَقْبَلُوا يَهْزَؤُونَ مِنْ قَوْلِهِ ، فَقَالَ لَهُ الْفَتْحُ : هُوَ - واللهِ - أَعْلَمُ بِمَا قَالَ ، وأَحْضَرَ الْكُسْبَ وعَمِلَ(٨) كَمَا(٩) قَالَ ، وَ وَضَعَ عَلَيْهِ ، فَغَلَبَهُ النَّوْمُ وسَكَنَ ، ثُمَّ انْفَتَحَ وخَرَجَ مِنْهُ مَا كَانَ فِيهِ ، وبُشِّرَتْ أُمُّهُ بِعَافِيَتِهِ ، فَحَمَلَتْ إِلَيْهِ(١٠) عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ تَحْتَ خَاتَمِهَا.

ثُمَّ اسْتَقَلَّ(١١) مِنْ عِلَّتِهِ ، فَسَعى(١٢) إِلَيْهِ الْبَطْحَائِيُّ(١٣) الْعَلَوِيُّ بِأَنَّ أَمْوَالاً تُحْمَلُ إِلَيْهِ‌

__________________

(١). في الإرشاد : + « يعني أبو الحسنعليه‌السلام ».

(٢). فيالوافي : « أن تكون ».

(٣). في « بس » : « عليه ».

(٤). « الكُسْبُ » : عُصارة الدهن ، معرّب وأصله بالفارسيّة : كُشْب ، فقلبت الشين سيناً. قال الفيض : « ولعلّه اُريد به ما تأكله الشاة منه ، ولهذا اُضيف إليها ». وقال المجلسي : « كأنّ المراد هنا ما تلبّد تحت أرجل الشاة من بعرها ». راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧١٧ ( كسب ).

(٥). في « بر » : « فيداق ». وقوله : « فيُداف » ، أي يُخْلَط ، من الدَوْف وهو الخلط والبلّ بالماء أو بغيره. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٦١ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ١٤٠ ( دوف ).

(٦). في « بر » : « فتوضع ».

(٧). هكذا في « ج ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع وسائر النسخ : « فأخبرهم ».

(٨). في « ج » : « عُمِل » مبنيّاً للمفعول.

(٩). في «ب، ج، ض، ف، بس»وحاشية«بح»:«كلّ ما».

(١٠). في « ب ، ف » : « عليه ».

(١١). « استقلّ » ، إمّا من الإقلال والاستقلال الذي بمعنى الارتفاع والاستبداد ، أي برئ. قاله الفيض والمجلسي. أومن القلّة ، يقال : استقلّ الشي‌ءَ ، أي وجده قليلاً ، والمعنى وجد علّته قليلة. وفي حاشية « ج » : « استبلّ ». من البِلّ ، بمعنى الشفاء وحسن الحال والنجاة من المرض. قال في المرآة : « وهذا هو أنسب ». راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٠٣.

(١٢). « السِعاية » : النميمة والوِشاية ، وهو إظهار الشي‌ء ورفعه على وجه الإشاعة والفساد. والساعي هو الذي يسعى بصاحبه إلى سلطانه فيَمْحَل به ، أي يكيده ليؤذيه. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٧٠ ؛لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٨٦ ( سعا ).

(١٣) في « ض ، بح ، بر ، بف » وشرح المازندراني : « البطحاوي ». وفي « ف ، بس » وحاشية « ض ، بر » : « البطحاء ». وفي « بر » : + « و ».

٦٠٢

وَسِلَاحاً ، فَقَالَ لِسَعِيدٍ الْحَاجِبِ : اهْجُمْ عَلَيْهِ(١) بِاللَّيْلِ ، وخُذْ مَا تَجِدُ عِنْدَهُ مِنَ الْأَمْوَالِ والسِّلَاحِ ، واحْمِلْهُ إِلَيَّ.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ : فَقَالَ(٢) لِي سَعِيدٌ الْحَاجِبُ : صِرْتُ إِلى دَارِهِ بِاللَّيْلِ ومَعِي سُلَّمٌ ، فَصَعِدْتُ(٣) السَّطْحَ ، فَلَمَّا نَزَلْتُ عَلى(٤) بَعْضِ الدَّرَجِ فِي الظُّلْمَةِ ، لَمْ أَدْرِ كَيْفَ أَصِلُ إِلَى(٥) الدَّارِ ، فَنَادَانِي : « يَا سَعِيدُ ، مَكَانَكَ حَتّى يَأْتُوكَ(٦) بِشَمْعَةٍ ». فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَتَوْنِي(٧) بِشَمْعَةٍ ، فَنَزَلْتُ(٨) ، فَوَجَدْتُهُ(٩) عَلَيْهِ جُبَّةُ(١٠) صُوفٍ وقَلَنْسُوَةٌ مِنْهَا ، وسَجَّادَةٌ عَلى حَصِيرٍ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلَمْ أَشُكَّ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي ، فَقَالَ لِي : « دُونَكَ الْبُيُوتَ ». فَدَخَلْتُهَا وفَتَّشْتُهَا ، فَلَمْ أَجِدْ فِيهَا شَيْئاً ، وَ وَجَدْتُ(١١) الْبَدْرَةَ(١٢) فِي بَيْتِهِ مَخْتُومَةً بِخَاتَمِ أُمِّ الْمُتَوَكِّلِ ، وكِيساً مَخْتُوماً ، وقَالَ لِي : « دُونَكَ الْمُصَلّى ». فَرَفَعْتُهُ ، فَوَجَدْتُ سَيْفاً فِي جَفْنٍ(١٣) غَيْرِ مُلَبَّسٍ(١٤) ، فَأَخَذْتُ ذلِكَ ، وصِرْتُ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلى خَاتَمِ أُمِّهِ عَلَى الْبَدْرَةِ ، بَعَثَ إِلَيْهَا ، فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ ، فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ خَدَمِ(١٥) الْخَاصَّةِ أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ : كُنْتُ قَدْ(١٦) نَذَرْتُ فِي عِلَّتِكَ لَمَّا‌

__________________

(١). في « ف » : « عليه اهجم ».

(٢). في « بف » : « قال ».

(٣). في « ب » : « وصعدت ».

(٤). في « ب » : « إلى ».

(٥). في « ج » : - « إلى ».

(٦). في « ف » : « يأتونك ».

(٧). في « ف » : « يأتوني ».

(٨). في « ف » : « فلمّا نزلت ».

(٩). في « بر » : « فوجدت ».

(١٠). « الجُبّة » : ضرب من مقطّعات الثياب - وهي ثياب قِصار - تُلْبَس. وفي المرآة : « الجُبّة ، بالضمّ : ثوب قصير الكُمّين ». راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ( جبب ).

(١١). فيالوافي : « فوجدت ».

(١٢). قال الخليل : « البَدْرَةُ : كيس فيه عشرة آلاف درهم أو ألف ». وقال الجوهري : « البدرة : عشرة آلاف درهم ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ١٤٠ ؛ الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨٧ ( بدر ).

(١٣) « الجَفْنُ » : غِمْدُ السيف ، أي غِلافه. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٩٢ ( جفن ).

(١٤) في « بح ، بر ، بف » والوافي : « غير ملبوس ».

(١٥) في حاشية « بر » : « خدمه ». وهو يغني عن القول بأنّ هذا من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف ، كما قاله‌المجلسي فيمرآة العقول . (١٦) في « ف » : - « قد ».

٦٠٣

أَيِسْتُ مِنْكَ : إِنْ عُوفِيتَ حَمَلْتُ إِلَيْهِ مِنْ مَالِي عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ(١) ، فَحَمَلْتُهَا إِلَيْهِ ، وَهذَا خَاتَمِي عَلَى الْكِيسِ ، وفَتَحَ الْكِيسَ الْآخَرَ ، فَإِذَا فِيهِ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ ، فَضَمَّ إِلَى الْبَدْرَةِ بَدْرَةً أُخْرى(٢) ، وأَمَرَنِي بِحَمْلِ ذلِكَ إِلَيْهِ ، فَحَمَلْتُهُ ، وَ رَدَدْتُ السَّيْفَ والْكِيسَيْنِ ، وَقُلْتُ لَهُ : يَا سَيِّدِي ، عَزَّ عَلَيَّ(٣) ، فَقَالَ لِي : «( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (٤) ».(٥)

‌ ١٣٢٥/ ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيِّ ، قَالَ : قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ(٦) :

إِنَّ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام كَتَبَ إِلَيْهِ(٧) : « يَا مُحَمَّدُ ، أَجْمِعْ أَمْرَكَ ، وخُذْ حِذْرَكَ(٨) ». قَالَ : فَأَنَا فِي جَمْعِ أَمْرِي - و(٩) لَيْسَ أَدْرِي مَا كَتَبَ بِهِ(١٠) إِلَيَّ - حَتّى ورَدَ عَلَيَّ رَسُولٌ حَمَلَنِي مِنْ مِصْرَ مُقَيَّداً ، وضَرَبَ(١١) عَلى كُلِّ مَا أَمْلِكُ ، وكُنْتُ فِي السِّجْنِ ثَمَانَ(١٢) سِنِينَ.

ثُمَّ وَرَدَ عَلَيَّ مِنْهُ فِي السِّجْنِ(١٣) كِتَابٌ فِيهِ : « يَا مُحَمَّدُ ، لَاتَنْزِلْ فِي نَاحِيَةِ الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ ». فَقَرَأْتُ الْكِتَابَ ، فَقُلْتُ : يَكْتُبُ إِلَيَّ بِهذَا وأَنَا فِي السِّجْنِ ؛ إِنَّ هذَا لَعَجَبٌ! فَمَا‌

__________________

(١). في « ف » : + « من مالي ».

(٢). في « ف » : « الاُخرى » بدل « بدرةً اُخرى ».

(٣). « عَزَّ عليّ » ، أي اشتدّ وعظم عليّ ما أمرني المتوكّل ، وما صدر منّي من دخولي دارك بغير إذنك وأخذي مالك. راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٩٩ ؛مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ١٢١.

(٤). الشعراء (٢٦) : ٢٢٧.

(٥). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٠٢ ، بسنده عن الكليني مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٣٦ ، ح ١٤٤٩.

(٦). في الإرشاد : + « الرخجي ».

(٧). في حاشية « ف » : « إليّ ».

(٨). « الحِذْرُ » و « الحَذَرُ » : الاحتراز. وقال الفيّومي : « حَذِرَ حَذَراً من باب تَعِبَ ، واحتذر ، واحترز ، كلّها بمعنى تأهّب واستعدّ ». راجع : المصباح المنير ، ص ١٢٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٣٠ ( حذر ).

(٩). في « ب ، ج ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي : - « و ».

(١٠). هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي . وفي المطبوع : - « به ».

(١١). يقال : ضَرَبَ على يده ، أي أمسك ، وكفّه عن الشي‌ء ، وحَجَرَ عليه. قال المازندراني : « قوله : وضرب كناية عن نهب أمواله ومنعه من التصرّف فيها ». راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥٤٥ ( ضرب ).

(١٢). في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : « ثماني ».

(١٣) في « ف » : « في السجن منه ».

٦٠٤

مَكَثْتُ أَنْ خُلِّيَ عَنِّي ، والْحَمْدُ لِلّهِ.

قَالَ(١) : وكَتَبَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ يَسْأَلُهُ عَنْ ضِيَاعِهِ(٢) ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : « سَوْفَ تُرَدُّ عَلَيْكَ ، وَ مَا يَضُرُّكَ أَنْ لَاتُرَدَّ عَلَيْكَ ». فَلَمَّا شَخَصَ(٣) مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ إِلَى الْعَسْكَرِ ، كُتِبَ إِلَيْهِ بِرَدِّ(٤) ضِيَاعِهِ ، ومَاتَ قَبْلَ ذلِكَ.

قَالَ : وكَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ الْخَصِيبِ(٥) إِلى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ يَسْأَلُهُ(٦) الْخُرُوجَ إِلَى الْعَسْكَرِ ، فَكَتَبَ إِلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام يُشَاوِرُهُ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ(٧) : « اخْرُجْ ؛ فَإِنَّ فِيهِ فَرَجَكَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى ». فَخَرَجَ ، فَلَمْ(٨) يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيراً حَتّى مَاتَ.(٩)

١٣٢٦/ ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ رَجُلٍ(١٠) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(١١) ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْقُوبَ ، قَالَ :

رَأَيْتُهُ - يَعْنِي مُحَمَّداً - قَبْلَ مَوْتِهِ بِالْعَسْكَرِ فِي عَشِيَّةٍ(١٢) وقَدِ اسْتَقْبَلَ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام ،

__________________

(١). في « ف » : « فقال ».

(٢). « الضِياعُ » : جمع الضَيْعَة ، أي العَقارُ ، وهو كلّ ملك ثابت له أصل كالدار والنخل. وربّما اُطلق على المتاع. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٦٦ ( ضيع ).

(٣). في « بف » : « أشخص ». وقوله : « شخص » ، أي ذهب. يقال : شَخَصَ من بلد إلى بلد شُخوصاً ، أي ذهب وسارفي ارتفاع.لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٤٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٤٤ ( شخص ).

(٤). في « ف » : « يردّ » بصيغة المضارع.

(٥). هكذا في « ض ، ف ، بر ، بد ، بس ، بع ، بل ، جس ». وفي « ب ، ج ، بح ، بف » والمطبوع : « أحمد بن الخضيب ». وأحمد بن الخصيب هو أحمد بن الخصيب الجرجرائي الذي كان كاتب المنتصر قبل خلافته ، ثمّ وَزَر له وللمستعين. راجع : تاريخ الإسلام للذهبي ، ج ١٨ ، ص ٤٠ ، الرقم ١٨ ؛ وج ٢٠ ، ص ٤٣ ، الرقم ٨. وأمّا ما ورد في الإرشاد من عليّ بن الخصيب » فلم نعثر عليه في موضع.

(٦). في « ف » : + « عن ».

(٧). في « ف » : + « أن ».

(٨). في « ب » : « ولم ».

(٩). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٠٤ ، بسنده عن الكليني ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٣٧ ، ح ١٤٥٠.

(١٠). في حاشية « ج ، ف ، بس ، بف » : « عن معلّى بن محمّد ».

(١١). في « ف » : + « بن عبد الله ».

(١٢). في «ف» : «عشيّته». وفي «بس ،بف» :«عشيّه».

٦٠٥

فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، واعْتَلَّ مِنْ غَدٍ ، فَدَخَلْتُ(١) إِلَيْهِ عَائِداً بَعْدَ أَيَّامٍ مِنْ عِلَّتِهِ وقَدْ ثَقُلَ ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ بَعَثَ إِلَيْهِ بِثَوْبٍ ، فَأَخَذَهُ وأَدْرَجَهُ ، وَ وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ ، قَالَ : فَكُفِّنَ فِيهِ.

قَالَ أَحْمَدُ : قَالَ أَبُو يَعْقُوبَ : رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام مَعَ ابْنِ الْخَصِيبِ(٢) ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْخَصِيبِ(٣) : سِرْ(٤) جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ لَهُ(٥) : « أَنْتَ الْمُقَدَّمُ ». فَمَا لَبِثَ(٦) إِلَّا أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ حَتّى وُضِعَ الدَّهَقُ(٧) عَلى سَاقِ ابْنِ الْخَصِيبِ(٨) ، ثُمَّ نُعِيَ(٩) .

قَالَ : وَ رُوِيَ(١٠) عَنْهُ أَنَّهُ(١١) - حِينَ أَلَحَّ عَلَيْهِ ابْنُ الْخَصِيبِ(١٢) فِي الدَّارِ الَّتِي يَطْلُبُهَا مِنْهُ - بَعَثَ إِلَيْهِ(١٣) : « لَأَقْعُدَنَّ بِكَ مِنَ اللهِ - عَزَّ وجَلَّ - مَقْعَداً لَايَبْقى لَكَ بَاقِيَةٌ(١٤) ».

__________________

(١). فيالوافي : « ودخلت ».

(٢). هكذا في « ض ، ف ، بس ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « أحمد بن الخضيب. وتقدّم ذيل السند السابق وجه‌صحّة ما أثبتناه. وفي الإرشاد : « أحمد بن الخصيب يتسايران وقد قصر أبو الحسنعليه‌السلام عنه » بدل « ابن الخضيب ».

(٣). هكذا في « ض ، ف ، بف » والإرشاد. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الخضيب ».

(٤). في « ف » : « سرّاً ».

(٥). في « ف ، بح ، بس » : - « فقال له ». وفي « بر ، بف » والوافي : « قال له ».

(٦). في « بح » : « لبثت ».

(٧). « الدَهَق » : خشبتان يُغْمَز - أي يُعصَر - بهما الساق. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٦٠٢ ( دهق ).

(٨). هكذا في « ف ، بف » والإرشاد. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الخضيب ».

(٩). « نُعِيَ » ، أي اُخبر بموته واُتي خبر موته واُذيع. يقال : نَعَى الميّتَ ينعاه نَعْياً ونَعِيّاً ، إذا أذاع موته وأخبر به. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٥ ( نعا ).

(١٠). هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول . وفي المطبوع : - « و ». وقرأه المجلسي : « رَوَى » معلوماً حيث قال : ضمير « قال » راجع إلى أحمد ، وضمير « روى » إلى أبي يعقوب. وجملة « بعث إليه » في محلّ رفع بـ « روى ».

(١١). هكذا في « ض ، ف ، بر ، بس ، بف ». وفي سائر النسخ والمطبوع : - « أنّه ». وفي « بح » والوافي : - «عنه».

(١٢). هكذا في « ض ، ف ، بر ، بس » والإرشاد. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الخضيب ».

(١٣) في الإرشاد : « قال : وألحّ ابن الخصيب في الدار التي كان قد نزلها وطالبه بالانتقال منها وتسليمها إليه ، فبعث‌إليه أبو الحسنعليه‌السلام » بدل « قال وروي عنه - إلى - بعث إليه ».

(١٤) في « ف » : « ما فيه ».

٦٠٦

فَأَخَذَهُ اللهُ - عَزَّ وجَلَّ - فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ.(١)

١٣٢٧/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

أَخَذْتُ نُسْخَةَ كِتَابِ الْمُتَوَكِّلِ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِعليه‌السلام مِنْ يَحْيَى بْنِ هَرْثَمَةَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وأَرْبَعِينَ ومِائَتَيْنِ ، وهذِهِ نُسْخَتُهُ :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ؛ أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَارِفٌ بِقَدْرِكَ ، رَاعٍ لِقَرَابَتِكَ ، مُوجِبٌ لِحَقِّكَ ، يُقَدِّرُ مِنَ الْأُمُورِ فِيكَ وفِي أَهْلِ بَيْتِكَ مَا أَصْلَحَ اللهُ بِهِ حَالَكَ وَحَالَهُمْ ، وثَبَّتَ(٢) بِهِ عِزَّكَ وعِزَّهُمْ ، وأَدْخَلَ الْيُمْنَ والْأَمْنَ عَلَيْكَ وعَلَيْهِمْ ، يَبْتَغِي بِذلِكَ رِضَاءَ رَبِّهِ وأَدَاءَ مَا افْتُرِضَ عَلَيْهِ فِيكَ وفِيهِمْ ، وقَدْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَرْفَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَمَّا كَانَ يَتَوَلَّاهُ مِنَ الْحَرْبِ والصَّلَاةِ بِمَدِينَةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ إِذْ(٣) كَانَ عَلى مَا ذَكَرْتَ مِنْ جَهَالَتِهِ بِحَقِّكَ ، واسْتِخْفَافِهِ بِقَدْرِكَ ، وعِنْدَ مَا(٤) قَرَفَكَ(٥) بِهِ ، وَنَسَبَكَ إِلَيْهِ مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي(٦) قَدْ عَلِمَ(٧) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بَرَاءَتَكَ مِنْهُ ، وصِدْقَ نِيَّتِكَ فِي تَرْكِ مُحَاوَلَتِهِ ، وأَنَّكَ لَمْ تُؤَهِّلْ(٨) نَفْسَكَ لَهُ ، وَقَدْ وَلّى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَا كَانَ يَلِي مِنْ ذلِكَ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ ، وأَمَرَهُ بِإِكْرَامِكَ وتَبْجِيلِكَ ، والِانْتِهَاءِ إِلى أَمْرِكَ ورَأْيِكَ ، وَالتَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ وإِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِذلِكَ ، وأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مُشْتَاقٌ إِلَيْكَ ، يُحِبُّ‌

__________________

(١). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ، بسنده عن أبي يعقوب ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٣٨ ، ح ١٤٥١.

(٢). في « بف » : « وتثبت ». وفيمرآة العقول : « وثبت ، عطف على « أصلح » على المجرّد ؛ أو على التفعيل ، فالضميرلله ». (٣). في « ج ، بر ، بف » وحاشية « بس » : « إذا ».

(٤). في « ج » : « عندنا ما ». وفي « ف ، بس » : « عندنا » بدون « ما ». وفيمرآة العقول : « وعند ، عطف على إذ كان ، وربّمايقرأ عَنَد بصيغة الماضي عطفاً على كان ، وهو تكلّف ».

(٥). في « ف » : « قرّفك » بالتشديد. وفي « بس » : « فرقك ». وفي « بح » وحاشية « ض » : « قرنك ». وقوله : « قرفك به » ، أي أضافه إليك واتّهمك به. يقال : قَرَفَهُ بكذا ، أي أضافه إليه واتّهمه به. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٤٥ ( قرف ).

(٦). في « ب ، بر ، بف » وحاشية « ج ، ض » وشرح المازندراني والوافي : « من الاُمور التي ».

(٧). في « بر » : + « به ».

(٨). في حاشية « بر » : « لم توصل ».

٦٠٧

إِحْدَاثَ الْعَهْدِ(١) بِكَ ، والنَّظَرَ إِلَيْكَ ، فَإِنْ(٢) نَشِطْتَ لِزِيَارَتِهِ(٣) والْمُقَامِ قِبَلَهُ مَا رَأَيْتَ(٤) ، شَخَصْتَ(٥) ومَنْ أَحْبَبْتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ وَمَوَالِيكَ وَحَشَمِكَ(٦) عَلى مُهْلَةٍ وطُمَأْنِينَةٍ ، تَرْحَلُ(٧) إِذَا شِئْتَ ، وتَنْزِلُ إِذَا شِئْتَ ، وتَسِيرُ كَيْفَ شِئْتَ ، وإِنْ(٨) أَحْبَبْتَ أَنْ يَكُونَ يَحْيَى بْنُ هَرْثَمَةَ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْجُنْدِ مُشَيِّعِينَ لَكَ ، يَرْحَلُونَ(٩) بِرَحِيلِكَ(١٠) ، ويَسِيرُونَ بِسَيْرِكَ ، فَالْأَمْرُ(١١) فِي ذلِكَ إِلَيْكَ حَتّى تُوَافِيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِهِ وَ وُلْدِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ خَاصَّتِهِ أَلْطَفَ مِنْهُ مَنْزِلَةً ، وَ لَا أَحْمَدَ(١٢) لَهُ أُثْرَةً(١٣) ، وَ لَا هُوَ لَهُمْ أَنْظَرَ ، وعَلَيْهِمْ أَشْفَقَ ، وَ بِهِمْ أَبَرَّ ، وَ إِلَيْهِمْ أَسْكَنَ مِنْهُ إِلَيْكَ(١٤) إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى ، وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكَاتُهُ. وَ كَتَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ(١٥) ،

__________________

(١). « العهد » : اللقاء. يقال : عَهِدْتُهُ بمكان كذا : لقيته ، وعهدي به قريب ، أي لقائي. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٣٥ ( عهد ).

(٢). في « ف ، بف » والوافي : « وإن ».

(٣). في « بر » : « لزيارتك ».

(٤). في « بس » : « رابت ».

(٥). « شخصت » ، أي ذهبتَ ، من الشُخوص وهو السير من بلد إلى بلد. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٤٦ ( شخص ).

(٦). حُشْمَةُ الرجل وحَشَمُهُ وأحشامه : خدمه أو خاصّته الذين يغضبون له من عبيد أو أهل أو جِيرة إذا أصابه أمر.لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٣٦ ( حشم ). (٧). في « ف ، بح » : « ترحّل ».

(٨). في « ف » : « فإن ».

(٩). في « ف » : « يرجلون ».

(١٠). في « ف » : « برجلك ».

(١١). هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر » والوافي ومرآة العقول والإرشاد. وفي سائر النسخ والمطبوع : « والأمر ».

(١٢). في « ب » وحاشية « ج ، ض ، بر » : « ولا أجمل ».

(١٣) الاُثْرَةُ : الـمَكْرَمَةُ - وهو فعل الكَرَم - ؛ لأنّها تُؤْثَر ، أي تُذْكَر ويَأْثُرُهُ قرن عن قرن يتحدّثون بها. وقيل : هي‌المكرمة المتوارثة. وقرأها المازندراني : أَثَرَة بالتحريك ، كما في « ج ». وهو الاسم من آثر يؤثر إيثاراً ، إذا أعطى. ثمّ قال : « أراد أنّه يؤثرك ويتفضّل عليك على ما لا يؤثر ولا يتفضّل على غيرك من إخوته وأولاده وأهل بيته وأصحابه وصاحب سرّه. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٧ ( أثر ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٠٥. (١٤) في « ف » : - « منه إليك ».

(١٥) في حاشية « ض » : « عيسى ».

٦٠٨

وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وسَلَّمَ.(١)

١٣٢٨/ ٨. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ(٢) ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الطَّيِّبِ الْمُثَنّى يَعْقُوبُ بْنُ يَاسِرٍ ، قَالَ :

كَانَ الْمُتَوَكِّلُ يَقُولُ : وَ يْحَكُمْ ، قَدْ أَعْيَانِي(٣) أَمْرُ ابْنِ الرِّضَا ، أَبى(٤) أَنْ يَشْرَبَ مَعِي ، أَوْ(٥) يُنَادِمَنِي(٦) ، أَوْ أَجِدَ مِنْهُ فُرْصَةً فِي(٧) هذَا(٨)

فَقَالُوا لَهُ : فَإِنْ لَمْ تَجِدْ مِنْهُ(٩) فَهذَا أَخُوهُ مُوسى(١٠) قَصَّافٌ(١١) عَزَّافٌ(١٢) ، يَأْكُلُ ويَشْرَبُ وَيَتَعَشَّقُ ، قَالَ(١٣) : ابْعَثُوا(١٤) إِلَيْهِ ، فَجِيئُوا(١٥) بِهِ حَتّى نُمَوِّهَ(١٦) بِهِ عَلَى النَّاسِ ، ونَقُولَ : ابْنُ الرِّضَا.

__________________

(١). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٠٩ ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٣٨ ، ح ١٤٥٢.

(٢). في « ف » والبحار : « الحسيني ».

(٣). « أعياني » ، أي أعجزني وحيّرني. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١١١ ( عيى ).

(٤). في البحار : « وجهدت » بدل « أبى ».

(٥). في البحار : « و ».

(٦). « ينادمني » ، أي يجالسني على الشراب. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٧٣ ( ندم ).

(٧). في « ف » : - « في ».

(٨). في البحار : « فامتنع ، وجهدت أن آخذ فرصة في هذا المعنى فلم أجدها » بدل « أو أجد منه فرصة في هذا ».

(٩). في البحار : « عن ابن الرضا ما تريده في هذه الحالة » بدل « منه ».

(١٠). فيالوافي : « كأنّ موسى هذا هو الملقّب بالمبرقع المدفون بقمّ ».

(١١). « قصّاف » ، أي نديم مقيم في الأكل والشرب ؛ من القُصُوف بمعنى الإقامة في الأكل والشرب. أو كاسِرٌ للعرض ونحوه ؛ من القَصْف بمعنى الكسر. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٢٨٣ ( قصف ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٠٦ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٤١.

(١٢). « عزّاف » ، أي لاعب بالمعازف والملاهي ؛ من العَزْف ، وهو اللعب بالمعازف ، وهي الدُفوف والعود والطنبور وغيرهما ممّا يُضْرَب. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٠ ( عزف ).

(١٣) في « ب ، بر » والوافي : « فقال ».

(١٤) في « ف » : « فابعثوا ».

(١٥) في البحار : « وجيئوا ».

(١٦) « التمويه » : التلبيس والمخادعة. وقد موّه فلان باطلَهُ ، إذا زيّنه وأراه في صورة الحقّ. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٥١ ؛لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٥٤٤.

٦٠٩

فَكَتَبَ إِلَيْهِ ، وأُشْخِصَ مُكَرَّماً ، وتَلَقَّاهُ(١) جَمِيعُ بَنِي هَاشِمٍ والْقُوَّادُ والنَّاسُ عَلى أَنَّهُ(٢) إِذَا وافى أَقْطَعَهُ قَطِيعَةً(٣) ، وَبَنى لَهُ فِيهَا ، وحَوَّلَ الْخَمَّارِينَ والْقِيَانَ(٤) إِلَيْهِ ، وَ وَصَلَهُ وَبَرَّهُ ، وَجَعَلَ لَهُ مَنْزِلاً سَرِيّاً(٥) حَتّى يَزُورَهُ هُوَ(٦) فِيهِ.

فَلَمَّا وافى مُوسى تَلَقَّاهُ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام فِي قَنْطَرَةِ وصِيفٍ - وهُوَ مَوْضِعٌ يُتَلَقّى(٧) فِيهِ الْقَادِمُونَ - فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، وَ وَفَّاهُ(٨) حَقَّهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ(٩) : « إِنَّ هذَا الرَّجُلَ قَدْ أَحْضَرَكَ لِيَهْتِكَكَ(١٠) ، وَ يَضَعَ مِنْكَ ، فَلَا تُقِرَّ لَهُ(١١) أَنَّكَ شَرِبْتَ نَبِيذاً قَطُّ ».

فَقَالَ(١٢) لَهُ مُوسى : فَإِذَا(١٣) كَانَ دَعَانِي لِهذَا ، فَمَا حِيلَتِي؟ قَالَ : « فَلَا تَضَعْ(١٤) مِنْ‌

__________________

(١). « تَلَقّاهُ » ، أي استقبله. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٨٤ ( لقا ).

(٢). الظرف متعلّق بـ « كتب ». واحتمل المجلسي كونه حالاً ، أي كتب إليه على هذه الشروط ، و « اشخص » إلى « والناس » اعتراضيّة. واحتمل المجلسي أيضاً كون « الناس » مبتدأ والظرف خبره ، والجملة حاليّة ، أي الناس كانوا فيه على هذا الاعتقاد. راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٠٧ ؛مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ١٢٩.

(٣). « أقطعه قطيعة » ، أي أذن له في اقتطاعِها ، أي أَخْذِها. أو جعلها مِلْكاً له ، أو أعطاه إيّاها. والقطيعة : طائفة من أرض الخراج ، واسم لذلك الشي‌ء الذي يُقْطَعُ. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٢٨٠ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٠٩ (قطع).

(٤). قال ابن الأثير : « القِيانُ : جمع القَيْنَة ، وهي الأمة غنّت أو لم تغنّ ، والماشطة. وكثيراً تطلق على المغنّية من الإماء ». وقال الفيروزآبادي : « القَيْنُ : العبد ، والجمع : قِيان ». راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٣٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦١١ ( قين ).

(٥). في « ف » : « سرباً ». و « السَرِيُّ » : الشريف والنفيس. قال المازندراني : « والمنزل السَرِيّ : المنزل الشريف النفيس المختار الموافق للطبع بحسب الكمّ والكيف وحسن المنظر ». راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٦٣ ( سرى ).

(٦). في « بح » : « وهو ».

(٧). هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي المطبوع : « تتلقّى ».

(٨). في حاشية « بس » : « وافاه ».

(٩). في « بر » : - « له ».

(١٠). في « بر » : « لهتكك ».

(١١). في « ف » : « فلا تقوّله ».

(١٢). في « بر » : « قال ».

(١٣) في « ف » : « إذا » بدون الفاء.

(١٤) في « ف » : « فلا تضيّع ».

٦١٠

قَدْرِكَ ، وَ لَاتَفْعَلْ ؛ فَإِنَّمَا أَرَادَ هَتْكَكَ ». فَأَبى عَلَيْهِ ، فَكَرَّرَ عَلَيْهِ(١) ، فَلَمَّا رَأى أَنَّهُ لَايُجِيبُ ، قَالَ(٢) : « أَمَا إِنَّ هذَا مَجْلِسٌ لَاتُجْمَعُ(٣) أَنْتَ وهُوَ عَلَيْهِ أَبَداً ». فَأَقَامَ(٤) ثَلَاثَ سِنِينَ يُبَكِّرُ(٥) كُلَّ يَوْمٍ ، فَيُقَالُ(٦) لَهُ(٧) : قَدْ تَشَاغَلَ الْيَوْمَ ، فَرُحْ ، فَيَرُوحُ ، فَيُقَالُ : قَدْ سَكِرَ(٨) ، فَبَكِّرْ ، فَيُبَكِّرُ ، فَيُقَالُ : شَرِبَ(٩) دَوَاءً ، فَمَا زَالَ عَلى هذَا(١٠) ثَلَاثَ سِنِينَ حَتّى قُتِلَ الْمُتَوَكِّلُ ، ولَمْ يَجْتَمِعْ مَعَهُ عَلَيْهِ.(١١)

١٣٢٩/ ٩. بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ(١٢) ، قَالَ :

__________________

(١). في « ف » : - « عليه ». وفي البحار : + « القول والوعظ وهو مقيم على خلافه ».

(٢). في « بر ، بف » والوافي : + « له ».

(٣). في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : « لا تجتمع ». وفي « ف » : « لا يجتمع ».

(٤). في البحار : + « موسى ».

(٥). في حاشية « بر » : « فيبكّر ». و « يُبَكِّر » ، أي يأتي بُكْرَةً ، وهو أوّل النهار.لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٧٦ (بكر).

(٦). في « بر » : « فقال ».

(٧). في البحار : - « له ».

(٨). في « بح » : « يبكر ».

(٩). في البحار : « قد شرب ».

(١٠). في « بس » : « هذه ».

(١١). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٠٧ ، عن الحسين بن الحسن الحسني ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٤٠ ، ح ١٤٥٣ ؛ البحار ، ج ٥٠ ، ص ١٥٨ ، ح ٤٩.

(١٢). هكذا في « ب ، ج ». وفي « ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والمطبوع : « زيد بن عليّ بن الحسن بن زيد ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ عليّ بن الحسن بن زيد المشهور ، هو عليّ بن الحسنَ بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، وليس له ولَدٌ يُسمّى بزيد ، بل عقبه من رجل واحد ، وهو عبد الله راجع : تهذيب الأنساب ، ص ١٣٩ ؛ المجدي في أنساب الطالبيين ، ص ٣٥ ؛ الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّة ، ص ٦٣ ؛ الفخري في أنساب الطالبيين ، ص ١٥٦.

وأمّا زيد هذا ، فهو زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب. راجع : تهذيب الأنساب ، ص ٢٠٥ ؛ المجدي في أنساب الطالبيين ، ص ١٦٤ ؛ الشجرة المباركة في أنساب الطالبية ، ص ١٣٧ ؛ وانظر أيضاً : تاريخ الطبري ، ج ٨ ، ص ٢٩١ ، وص ٣٠٥ ، وص ٣٥٠.

ثمّ إنّ الخبر أورده المفيد في الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٠٨ ، وفيه أيضاً « زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد ».

٦١١

مَرِضْتُ ، فَدَخَلَ الطَّبِيبُ عَلَيَّ لَيْلاً ، فَوَصَفَ(١) لِي دَوَاءً بِلَيْلٍ(٢) آخُذُهُ(٣) كَذَا وكَذَا يَوْماً ، فَلَمْ يُمْكِنِّي ، فَلَمْ يَخْرُجِ(٤) الطَّبِيبُ مِنَ الْبَابِ حَتّى ورَدَ عَلَيَّ نَصْرٌ بِقَارُورَةٍ(٥) فِيهَا ذلِكَ الدَّوَاءُ بِعَيْنِهِ ، فَقَالَ لِي : أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، ويَقُولُ لَكَ(٦) : « خُذْ هذَا الدَّوَاءَ كَذَا وَكَذَا يَوْماً ». فَأَخَذْتُهُ ، فَشَرِبْتُهُ ، فَبَرَأْتُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ : قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : يَأْبَى الطَّاعِنُ(٧) ، أَيْنَ الْغُلَاةُ عَنْ هذَا الْحَدِيثِ(٨) ؟(٩)

__________________

(١). في « ض » والإرشاد : « ووصف ».

(٢). في « ض » : « بلبل ». وفي « بر » : « بليلة ». وفي « بح » والوافي : - « بليل ». وجعل المازندراني الباء جزء الكلمة المجرورة بالإضافة ، حيث قال : « البَلِيلُ والبَلِيلَةُ : ريح تحدث من بلّة ورطوبة توجب استرخاء الأعضاء وتحرّكها ، وهو الذي يسمّونه بالفالِج ، وهو داء معروف يرخّي بعض البدن ». ونسبه المجلسي إلى التصحيف ، وردّه المحقّق الشعراني بقوله : « جعل الشارح الباء في بليل جزءاً من الكلمة واشتقاقه من بلل ، والصحيح أنّ الباء جارّة ، والليل بمعناه المعروف ، والدواء الذي يشرب ليلاً وينام عليه يسمّى في عرف الأطبّاء بالشبيار ، وهو المقصود ». راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٠٩ ؛مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ١٣٠ ؛لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٤ ( بلل ) ؛ وج ٢ ، ص ٣٤٦ ( فلج ).

(٣). فيمرآة العقول : « أخذه ». وفي الإرشاد : « آخذه في السحر » بدل « بليل آخذه ».

(٤). في « ض » : « ولم يخرج ». وفي الإرشاد : « تحصيله من الليل وخرج » بدل « فلم يخرج ».

(٥). في الإرشاد : « وورد صاحب أبي الحسنعليه‌السلام في الحال ومعه صرّة » بدل « حتّى ورد عليّ نصر بقارورة ». و « القارُورَةُ » : إناء يجعل فيه الشراب وغيره. سمّي بها لاستقرار الشراب وغيره فيه. وقيل : لا يكون إلّامن الزجاج خاصّة. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٩ ؛لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٨٧ ( قرر ).

(٦). في « ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والإرشاد : - « لك ».

(٧). في الإرشاد : « يا محمّد » بدل « يأبى الطاعن ».

(٨). فيالوافي : « لعلّ المراد بقوله : « يأبى الطاعن » أنّ من يطعن فيهمعليهم‌السلام لايقبل هذه الكرامة ؛ وبقوله : « أين الغلاة عن هذا الحديث » أين هم حتّى يتمسّكوا به على معتقدهم ».

(٩). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٠٨ ، عن محمّد بن عليّ.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٤١ ، ح ١٤٥٤.

٦١٢

١٢٤ - بَابُ(١) مَوْلِدِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما‌السلام

وُلِدَعليه‌السلام (٢) فِي شَهْرِ رَمَضَانَ – وَ فِي نُسْخَةٍ أُخْرى : فِي شَهْرِ(٣) رَبِيعٍ الْآخِرِ - سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وثَلَاثِينَ ومِائَتَيْنِ ؛ وقُبِضَعليه‌السلام يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ(٤) سَنَةَ سِتِّينَ ومِائَتَيْنِ وَ هُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وعِشْرِينَ سَنَةً ، ودُفِنَ فِي دَارِهِ فِي الْبَيْتِ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ أَبُوهُ بِسُرَّ مَنْ رَأى ؛ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ يُقَالُ لَهَا : حُدَيْثُ(٥) .(٦)

١٣٣٠/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ومُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وغَيْرُهُمَا ، قَالُوا :

كَانَ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ خَاقَانَ عَلَى الضِّيَاعِ(٧) والْخَرَاجِ(٨) بِقُمَّ ، فَجَرى فِي مَجْلِسِهِ يَوْماً ذِكْرُ الْعَلَوِيَّةِ ومَذَاهِبِهِمْ(٩) ، وَ كَانَ شَدِيدَ النَّصْبِ(١٠) ، فَقَالَ(١١) : مَا رَأَيْتُ‌

__________________

(١). في «ب ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف»: - «باب».

(٢). في « بس » والوافي : « الحسن بن عليّ ».

(٣). في « ض ، ف ، بس » : - « رمضان ، وفي نسخة اُخرى : في شهر ».

(٤). في حاشية « ج » : « رمضان ».

(٥). هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وسائر النسخ التي بأيدينا والوافي . وفي المطبوع : + « [ وقيل : سوسن ] ». و « حديث » فيه التأنيث والعلميّة. والتصغير لم يُزِل شيئاً منهما حتّى ينصرف.

(٦). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣١٣ ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٦٢ ، ذيل ح ١٤٨٢ ؛ البحار ، ج ٥٠ ، ص ٣٣٥ ، ح ١٠ ، وفيه إلى قوله : « بسرّ من رأى ».

(٧). « الضِياع » : جمع الضَيْعَة ، وهو العَقار ، وهو كلّ ملك ثابت له أصل ، كالدار والنخل. وربّما اُطلق على المتاع. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٦٦ ( ضيع ).

(٨). « الخَراج » : ما يخرج من غَلَّة الأرض أو الغلام ، والغَلَّة : الدَخْل من كِراء دار أو فائدة أرض ونحو ذلك. ثمّ سمّي الإتاوة خراجاً ، وهو ما يأخذه السلطان من أموال الناس. راجع : المغرب ، ص ١٤١ ؛لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ( خرج ).

(٩). في « حاشية « ج » : « مناهبهم ».

(١٠). في الإرشاد : + « والانحراف عن أهل البيتعليهم‌السلام ». و « النَصْبُ » : المعاداة. يقال : نَصَبَ فلان لفلان نصباً ، أي عاداه. ومنه الناصب ، وهو الذي يتظاهر بعداوة أهل البيتعليهم‌السلام أو لمواليهم لأجل متابعتهم لهم. قال في القاموس : « النَواصِب والناصبيّة وأهل النَصْب : المتديّنون بِبِغْضَة عليّرضي‌الله‌عنه ، لأنّهم نَصَبوا له ، أي عادَوْه ». راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ؛ مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ١٧٣ ( نصب ).

(١١). في « ف » : « فقالوا ».

٦١٣

وَلَاعَرَفْتُ بِسُرَّ مَنْ رَأى رَجُلاً(١) مِنَ الْعَلَوِيَّةِ مِثْلَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا فِي هَدْيِهِ(٢) وَ سُكُونِهِ(٣) وَ عَفَافِهِ(٤) وَ نُبْلِهِ(٥) وَ كَرَمِهِ(٦) عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِهِ وبَنِي هَاشِمٍ(٧) وتَقْدِيمِهِمْ إِيَّاهُ عَلى ذَوِي السِّنِّ(٨) مِنْهُمْ والْخَطَرِ(٩) ، وَ(١٠) كَذلِكَ(١١) الْقُوَّادِ والْوُزَرَاءِ وعَامَّةِ النَّاسِ ؛ فَإِنِّي(١٢) كُنْتُ يَوْماً قَائِماً عَلى رَأْسِ أَبِي وَ هُوَ يَوْمُ مَجْلِسِهِ لِلنَّاسِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ(١٣) حُجَّابُهُ ، فَقَالُوا(١٤) : أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الرِّضَا بِالْبَابِ ، فَقَالَ(١٥) بِصَوْتٍ عَالٍ : ائْذَنُوا لَهُ ، فَتَعَجَّبْتُ مِمَّا سَمِعْتُ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ جَسَرُوا يُكَنُّونَ رَجُلاً عَلى أَبِي بِحَضْرَتِهِ ، وَ لَمْ يُكَنَّ(١٦) عِنْدَهُ‌

__________________

(١). في الإرشاد : - « رجلاً ».

(٢). « الهَدْيُ » : الطريقة والسيرة. واحتمل المازندراني كونه بضمّ الهاء بمعنى الرشاد وهو خلاف الضلالة. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥٣ ( هدا ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢١١.

(٣). في « ف » : « سكوته ». و « السُكون » : الوَقار. وتقول للوَقور : عليه السُكون والسكينة. قال المازندراني : « السكون : الوقار في الحركة والسير ، والتأنّي في الضرّاء والسرّاء ، والخضوع في الباطن والظاهر ». راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢١٣ ( سكن ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢١١.

(٤). « العِفّة » و « العَفاف » : الكفّ عمّا لا يحلّ ولا يجمل. قال الراغب : هي حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة. راجع : المفردات للراغب ، ص ٥٧٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١١٦ ( عفف ).

(٥). في « ج ، ض ، بس » وحاشية « ب ، بح » : « بذله ». و « النُبْلُ » : الذَكاء والفضل والنجابة. راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٤٠ ( نبل ).

(٦). في الإرشاد : « كبرته ». وقال الراغب : « الكَرَمُ : إذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه ، ولا يقال : هو كريم حتّى يظهر ذلك منه ». وقال ابن الأثير : « الكريم : الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل ». المفردات للراغب ، ص ٧٠٧ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ١٦٦ ( كرم ).

(٧). في الإرشاد : + « كافّة ».

(٨). في « ف » : « ألسُنٍ ».

(٩). « الخَطَرُ » : ارتفاعُ القَدْرِ والمالُ والشرفُ والمنزلةُ.لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٥١ ( خطر ).

(١٠). في الإرشاد : - « و ».

(١١). في الإرشاد : + « كانت حاله عند ».

(١٢). في الإرشاد : « فاذكر إنّني ».

(١٣) في الإرشاد : - « عليه ».

(١٤) في « ب ، ض » : + « له ». وفي « بر ، بس ، بف » : « فقال ».

(١٥) في « ب ، ض » : + « لهم ».

(١٦) في الإرشاد : « ومن جسارتهم أن يكنّوا رجلاً بحضرة أبي ولم يكن يكنّى » بدل « أنّهم جسروا - إلى - ولم‌يكنّ ».

٦١٤

إِلَّا خَلِيفَةٌ ، أَوْ وَلِيُّ عَهْدٍ ، أَوْ(١) مَنْ أَمَرَ السُّلْطَانُ أَنْ(٢) يُكَنّى ، فَدَخَلَ رَجُلٌ أَسْمَرُ(٣) ، حَسَنُ الْقَامَةِ ، جَمِيلُ الْوَجْهِ ، جَيِّدُ الْبَدَنِ ، حَدَثُ(٤) السِّنِّ ، لَهُ جَلَالَةٌ وَ هَيْبَةٌ(٥) ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أَبِي ، قَامَ يَمْشِي(٦) إِلَيْهِ خُطًى ، ولَا أَعْلَمُهُ فَعَلَ هذَا بِأَحَدٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ والْقُوَّادِ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ عَانَقَهُ ، وَقَبَّلَ وَجْهَهُ وَ صَدْرَهُ ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ ، وَأَجْلَسَهُ عَلى مُصَلاَّهُ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ ، وَجَلَسَ إِلى جَنْبِهِ مُقْبِلاً عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ ، وَ جَعَلَ يُكَلِّمُهُ ، ويَفْدِيهِ بِنَفْسِهِ ، وأَنَا مُتَعَجِّبٌ مِمَّا أَرى مِنْهُ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ(٧) الْحَاجِبُ ، فَقَالَ : الْمُوَفَّقُ(٨) قَدْ جَاءَ – وَ كَانَ الْمُوَفَّقُ إِذَا دَخَلَ عَلى أَبِي تَقَدَّمَ(٩) حُجَّابُهُ وَ خَاصَّةُ قُوَّادِهِ - فَقَامُوا بَيْنَ مَجْلِسِ أَبِي وَ بَيْنَ بَابِ الدَّارِ سِمَاطَيْنِ(١٠) إِلى أَنْ يَدْخُلَ وَ(١١) يَخْرُجَ ، فَلَمْ يَزَلْ أَبِي مُقْبِلاً عَلى أَبِي مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُهُ حَتّى نَظَرَ إِلى غِلْمَانِ الْخَاصَّةِ(١٢) ، فَقَالَ حِينَئِذٍ(١٣) : إِذَا شِئْتَ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ(١٤) ، ثُمَّ قَالَ لِحُجَّابِهِ : خُذُوا بِهِ خَلْفَ السِّمَاطَيْنِ حَتّى(١٥) لَايَرَاهُ هذَا - يَعْنِي الْمُوَفَّقَ - فَقَامَ وقَامَ‌

__________________

(١). في « ف » : « و ».

(٢). في « ب » : - « أن ».

(٣). « الأسمر » : من كان لونه السُمْرة ، وهي منزلة بين السواد والبياض. وقيل : هو لون يضرب إلى سواد خفيّ. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٧٦ ( سمر ). (٤). في الإرشاد : « حديث ».

(٥). في الإرشاد : « هَيْئة حسنة » بدل « هيبة ».

(٦). في « ف » والإرشاد : « فمشى ».

(٧). في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والإرشاد : - « عليه ».

(٨). في شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣١٢ : « هو موفّق بن المتوكّل أخو المعتمد بن المتوكّل ، وكان أمير عساكره وانتقلت الخلافة بعد المعتمد إلى ابن الموفّق أحمد الملقّب بالمعتضد ». وفي هامشه عن المحقّق الشعراني : « قوله : كان أمير عساكره ، بل كان الأمر بيده ولم يكن للمعتمد أخيه - وهو الخليفة - أمر أصلاً ، وكان مشغولاً باللهو واللذّات ، وقيل : احتاج يوماً إلى ثلاثمائة دينار فلم يجدها لتضييق الموفّق عليه ، ومات للإفراط في الشرب ».

(٩). في « ف ، بس ، بف » والوافي : « يقدّم ». وفي الإرشاد : « يقدّمه ».

(١٠). سِماط القوم : صَفُّهم. ويقال : قام القوم حوله سِماطين ، أي صَفّين ، وكلّ صفّ من الرجال سِماط. لسان‌العرب ، ج ٧ ، ص ٣٢٥ ( سمط ). (١١). في « بر » : « ثمّ ».

(١٢). من إضافة الموصوف إلى الصفة.

(١٣) في الإرشاد : + « له ».

(١٤) أي إذا شئت فقم.

(١٥) في « ج ، ض ، ف ، بس » والإرشاد :- «حتّى».

٦١٥

أَبِي ، وَ عَانَقَهُ(١) ، وَ مَضى.

فَقُلْتُ لِحُجَّابِ أَبِي وَ غِلْمَانِهِ : وَ يْلَكُمْ ، مَنْ هذَا الَّذِي كَنَّيْتُمُوهُ عَلى(٢) أَبِي ، وَ فَعَلَ بِهِ أَبِي هذَا الْفِعْلَ؟ فَقَالُوا : هذَا عَلَوِيٌّ يُقَالُ لَهُ : الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُعْرَفُ بِابْنِ الرِّضَا ، فَازْدَدْتُ تَعَجُّباً(٣) ، وَ لَمْ أَزَلْ يَوْمِي ذلِكَ قَلِقاً(٤) مُتَفَكِّراً(٥) فِي أَمْرِهِ وَ أَمْرِ أَبِي ، وَ مَا رَأَيْتُ فِيهِ(٦) حَتّى كَانَ اللَّيْلُ ، وَ كَانَتْ(٧) عَادَتُهُ أَنْ يُصَلِّيَ الْعَتَمَةَ(٨) ، ثُمَّ يَجْلِسَ ، فَيَنْظُرَ فِيمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الْمُؤَامَرَاتِ(٩) وَ مَا يَرْفَعُهُ(١٠) إِلَى السُّلْطَانِ.

فَلَمَّا(١١) صَلّى وَ جَلَسَ ، جِئْتُ ، فَجَلَسْتُ(١٢) بَيْنَ يَدَيْهِ وَ لَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ ، فَقَالَ لِي(١٣) : يَا أَحْمَدُ ، لَكَ(١٤) حَاجَةٌ؟ قُلْتُ(١٥) : نَعَمْ يَا أَبَهْ ، فَإِنْ أَذِنْتَ لِي(١٦) سَأَلْتُكَ عَنْهَا ، فَقَالَ(١٧) : قَدْ أَذِنْتُ لَكَ(١٨) يَا بُنَيَّ ، فَقُلْ(١٩) مَا أَحْبَبْتَ(٢٠) ، قُلْتُ : يَا أَبَهْ ، مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتُكَ بِالْغَدَاةِ فَعَلْتَ بِهِ مَا فَعَلْتَ مِنَ الْإِجْلَالِ وَ الْكَرَامَةِ وَ التَّبْجِيلِ ، وَ فَدَيْتَهُ بِنَفْسِكَ‌

__________________

(١). في الإرشاد : « فعانقه ».

(٢). في الإرشاد : « بحضرة ».

(٣). في حاشية « ج ، ض ، بح » : « عجباً ».

(٤). « قَلِقاً » ، أي مضطرباً ؛ من القَلَق بمعنى الانزعاج والاضطراب. راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٢٣ - ٣٢٤ ( قلق ). (٥). في الإرشاد : « مفكّراً ».

(٦). في الإرشاد : « ما رأيته منه ».

(٧). في « ف » : « وكان ». وفي « بح » : « فكانت ».

(٨). « العَتَمة » : ثلث الليل الأوّلُ بعد غيبوبة الشفق. وقيل : العَتَمة : وقت صلاة العشاء الأخيرة ، سمّيت بذلك لاستعتار نَعَمِها. والمراد هنا صلاة العشاء الآخرة. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٣٨١ ( عتم ).

(٩). « المؤامرات » : المشاورات. قال الجوهري : « الائتمار والاستئمار : المشاورة ، وكذلك التآمر ، على وزن التفاعل ». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨٢ ( أمر ). (١٠). في حاشية « ج » : « فيرفعه » بدل « وما يرفعه ».

(١١). في « ف » : + « كان ».

(١٢). في الإرشاد : « وجلست ».

(١٣) في « بس » : - « لي ».

(١٤) في الإرشاد : « ألك ».

(١٥) في الإرشاد : « فقلت ».

(١٦) في « بس ، بف » والإرشاد : - « لي ».

(١٧) في « بس » : « قال ».

(١٨) في« ج،ض،ف،بر،بس،بف » والوافي : - «لك».

(١٩) « فى « بس » : + « يا بنيّ ».

(٢٠) في الإرشاد : - « لك يا بني ، فقل ما أحببت ».

٦١٦

وَأَبَوَيْكَ؟

فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، ذَاكَ(١) إِمَامُ الرَّافِضَةِ ، ذَاكَ(٢) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الرِّضَا.

فَسَكَتَ سَاعَةً(٣) ، ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، لَوْ زَالَتِ الْإِمَامَةُ عَنْ خُلَفَاءِ(٤) بَنِي الْعَبَّاسِ ، مَا اسْتَحَقَّهَا أَحَدٌ(٥) مِنْ بَنِي هَاشِمٍ غَيْرُ هذَا ، وإِنَّ هذَا لَيَسْتَحِقُّهَا(٦) فِي فَضْلِهِ(٧) وَ عَفَافِهِ وَهَدْيِهِ(٨) وَ صِيَانَتِهِ وَ زُهْدِهِ وَ عِبَادَتِهِ وَ جَمِيلِ أَخْلَاقِهِ وَ صَلَاحِهِ ، وَلَوْ رَأَيْتَ أَبَاهُ رَأَيْتَ رَجُلاً جَزْلاً(٩) نَبِيلاً فَاضِلاً.

فَازْدَدْتُ قَلَقاً وَ تَفَكُّراً وَ غَيْظاً عَلى أَبِي وَ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ ، وَ اسْتَزَدْتُهُ(١٠) فِي فِعْلِهِ وَقَوْلِهِ فِيهِ مَا قَالَ(١١) ، فَلَمْ يَكُنْ لِي هِمَّةٌ(١٢) بَعْدَ ذلِكَ إِلَّا السُّؤَالُ(١٣) عَنْ خَبَرِهِ ، وَ الْبَحْثُ عَنْ أَمْرِهِ ، فَمَا سَأَلْتُ أَحَداً مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادِ وَ الْكُتَّابِ وَ الْقُضَاةِ وَ الْفُقَهَاءِ وَ سَائِرِ النَّاسِ إِلَّا وَجَدْتُهُ عِنْدَهُ فِي غَايَةِ الْإِجْلَالِ وَالْإِعْظَامِ وَالْمَحَلِّ الرَّفِيعِ وَالْقَوْلِ الْجَمِيلِ‌

__________________

(١). في حاشية « بر » : « ذلك ».

(٢). في « ج » : « ذلك ». وفي الإرشاد : - « ذاك ».

(٣). في الإرشاد : « ثمّ سكت ساعة وأنا ساكت ».

(٤). في الإرشاد : « خلفائنا ».

(٥). في « بر » : + « من الناس ».

(٦). في « بف » : « يستحقّها » بدون اللام.

(٧). فيمرآة العقول عن بعض النسخ : « من فضله ». وفي الإرشاد : « غيره لفضله » بدل « غير هذا ، وإنّ هذا ليستحقّها في فضله ». (٨). في « ج ، ض » : « هداه ».

(٩). في « بس » : « جزيلاً ». و « الجزل » : الكريم المِعْطاءِ والثقيف والعاقل الأصيل الرأي. أو القويّ في الكلام ، المتين الشديد الفصيح. راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ١٠٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٩٢ ( جزل ).

(١٠). « ف » : « فاستزدته ». وقوله : « واستزدته » عطف على « سمعت » ، أي وما عددته زائداً على ما ينبغي له. قال‌المجلسي : « وقيل : استزدته ، أي عددته مستقصراً ؛ حيث أقرّ بصحّة مذهب الرافضة ، أخذاً من قول صاحب القاموس : استزاده : استقصره وطلب منه الزيادة. وما ذكرناه أظهر ». راجع :الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٤٧ ؛مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ١٤٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤١٨ ( زيد ).

(١١). في الإرشاد : « وما سمعت منه فيه ، ورأيت من فعله به » بدل « وما سمعت منه واستزدته في فعله وقوله فيه ماقال ».

(١٢). في « بر » : « همّ ». وفي الإرشاد : « همّه ».

(١٣) يجوز فيها وفي قوله « والبحث » النصب أيضاً.

٦١٧

وَالتَّقَدُّمِ(١) لَهُ عَلى جَمِيعِ أَهْلِ بَيْتِهِ ومَشَايِخِهِ ، فَعَظُمَ(٢) قَدْرُهُ عِنْدِي ؛ إِذْ(٣) لَمْ أَرَ لَهُ ولِيّاً وَلَاعَدُوّاً إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الْقَوْلَ فِيهِ والثَّنَاءَ عَلَيْهِ.

فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ مَجْلِسَهُ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ : يَا أَبَا بَكْرٍ(٤) ، فَمَا خَبَرُ أَخِيهِ جَعْفَرٍ(٥) ؟ فَقَالَ(٦) : وَ(٧) مَنْ جَعْفَرٌ فَتَسْأَلَ(٨) عَنْ خَبَرِهِ ، أَوْ(٩) يُقْرَنَ(١٠) بِالْحَسَنِ؟ جَعْفَرٌ مُعْلِنُ الْفِسْقِ(١١) ، فَاجِرٌ ، مَاجِنٌ(١٢) ، شِرِّيبٌ لِلْخُمُورِ(١٣) ، أَقَلُّ مَنْ رَأَيْتُهُ مِنَ الرِّجَالِ ، وَأَهْتَكُهُمْ لِنَفْسِهِ ، خَفِيفٌ ، قَلِيلٌ فِي نَفْسِهِ ، وَ(١٤) لَقَدْ ورَدَ(١٥) عَلَى السُّلْطَانِ وَأَصْحَابِهِ فِي وقْتِ وفَاةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ مَا(١٦) تَعَجَّبْتُ مِنْهُ ، وَمَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكُونُ ، وَذلِكَ أَنَّهُ لَمَّا اعْتَلَّ ، بَعَثَ إِلى أَبِي أَنَّ ابْنَ الرِّضَا قَدِ اعْتَلَّ ، فَرَكِبَ مِنْ سَاعَتِهِ ، فَبَادَرَ(١٧) إِلى دَارِ الْخِلَافَةِ ، ثُمَّ رَجَعَ مُسْتَعْجِلاً وَمَعَهُ خَمْسَةٌ(١٨) مِنْ خَدَمِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كُلُّهُمْ مِنْ ثِقَاتِهِ وَخَاصَّتِهِ ، فِيهِمْ نِحْرِيرٌ(١٩) ، فَأَمَرَهُمْ(٢٠) بِلُزُومِ دَارِ الْحَسَنِ وَتَعَرُّفِ خَبَرِهِ وحَالِهِ ، وَبَعَثَ إِلى نَفَرٍ مِنَ‌

__________________

(١). هكذا في « ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي . وفي سائر النسخ والمطبوع : « والتقديم ».

(٢). في « ف » : « فعظّم » بالتشديد.

(٣). في « ب » : « إذا ».

(٤). في الإرشاد : - « يا أبا بكر ».

(٥). في الإرشاد : + « وكيف كان منه في المحلّ ». وجعفر هو المشهور بالكذّاب.

(٦). في « ب ، بر » : « قال ».

(٧). في « بر ، بس » : - « و ».

(٨). في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بف » والوافي والإرشاد : « فيسأل ». وفي « ج » : « فتُسأل ». وفي « بس » : « فتساءل ».

(٩). في « بر » : « و ». وفي « بف » : « أم ».

(١٠). في « ج » : « تُقْرِن ».

(١١). في الإرشاد : « الفسوق ».

(١٢). في الإرشاد : - « ماجن ». و « الماجن » : من لا يبالي قولاً وفعلاً ، كأنّه صلب الوجه. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٢٠ ( مجن ). (١٣) في شرح المازندراني : « للمخمور ».

(١٤) فيمرآة العقول : + « والله ».

(١٥) في « بف » : « اُورد ».

(١٦) « ما » فاعل « ورد ».

(١٧) في الإرشاد : - « فبادر ».

(١٨) في حاشية « ب ، ف » : + « نفر ».

(١٩) فيالوافي : « كان شقيّاً من الأشقياء ».

(٢٠) في الإرشاد : « وأمرهم ».

٦١٨

الْمُتَطَبِّبِينَ(١) ، فَأَمَرَهُمْ بِالِاخْتِلَافِ إِلَيْهِ(٢) وَ تَعَاهُدِهِ(٣) صَبَاحاً وَ مَسَاءً.

فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذلِكَ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ ، أُخْبِرَ أَنَّهُ قَدْ ضَعُفَ ، فَأَمَرَ الْمُتَطَبِّبِينَ بِلُزُومِ دَارِهِ ، وَبَعَثَ إِلى قَاضِي الْقُضَاةِ ، فَأَحْضَرَهُ مَجْلِسَهُ ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَخْتَارَ مِنْ أَصْحَابِهِ(٤) عَشَرَةً مِمَّنْ يُوثَقُ بِهِ(٥) فِي دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ وَ وَرَعِهِ(٦) ، فَأَحْضَرَهُمْ(٧) ، فَبَعَثَ بِهِمْ(٨) إِلى دَارِ الْحَسَنِ ، وَأَمَرَهُمْ بِلُزُومِهِ لَيْلاً ونَهَاراً ، فَلَمْ يَزَالُوا هُنَاكَ حَتّى تُوُفِّيَعليه‌السلام (٩) ، فَصَارَتْ(١٠) سُرَّ مَنْ رَأى ضَجَّةً(١١) وَاحِدَةً ، وَبَعَثَ السُّلْطَانُ إِلى دَارِهِ مَنْ فَتَّشَهَا ، وَفَتَّشَ حُجَرَهَا ، وَخَتَمَ عَلى جَمِيعِ مَا فِيهَا ، وَطَلَبُوا أَثَرَ(١٢) وَلَدِهِ ، وَ جَاؤُوا بِنِسَاءٍ يَعْرِفْنَ الْحَمْلَ ، فَدَخَلْنَ إِلى(١٣) جَوَارِيهِ يَنْظُرْنَ إِلَيْهِنَّ ، فَذَكَرَ(١٤) بَعْضُهُنَّ أَنَّ هُنَاكَ جَارِيَةً بِهَا حَمْلٌ(١٥) ، فَجُعِلَتْ فِي حُجْرَةٍ ، وَ وُكِّلَ بِهَا نِحْرِيرٌ الْخَادِمُ وَأَصْحَابُهُ وَنِسْوَةٌ مَعَهُمْ.

ثُمَّ أَخَذُوا بَعْدَ ذلِكَ فِي تَهْيِئَتِهِ(١٦) ، وَعُطِّلَتِ الْأَسْوَاقُ ، وَ رَكِبَتْ(١٧) بَنُو هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادُ‌

__________________

(١). « الـمُتَطَبِّبُ » : هو الذي يعاني الطبَّ - أي يلابسه ويباشره - ولا يعرفه معرفة جيّدة. النهاية ، ج ٣ ، ص ١١٠ ( طبب ).

(٢). « الاختلاف » : التردّد. يقال : اختلف إلى المكان ، أي تردّد ، أي جاء مرّة بعد اُخرى. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٧٦ ( خلف ).

(٣). في الإرشاد : « تعهّده ». وقال الجوهري : « التعهّد : التحفّظ بالشي‌ء وتجديد العهد به. وتعهّدتُ فلاناً وتعهّدتُ ضيعتي ، وهو أفصح من قولك : تعاهدتُه ؛ لأنّ التعاهد إنّما يكون بين اثنين ». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥١٦ ( عهد ).

(٤). في الإرشاد : - « من أصحابه ».

(٥). في « بح » : - « به ».

(٦). في الإرشاد : « ورعه وأمانته ».

(٧). في « ف » : « فأخبرهم ».

(٨). في « ف » : - « بهم ».

(٩). في « ب ، ف ، بر ، بف » : « رحمة الله عليه ورضوانه ». وفي « بح » : « رحمه ‌الله ».

(١٠). في الإرشاد : « فلمّا ذاع خبر وفاته صارت » بدل « فصارت ».

(١١). في « ف » : « صيحة ».

(١٢). في « ج ، بح » : « إثر ».

(١٣) في « ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » : « على ».

(١٤) في « ف » : « فذكرت ».

(١٥) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بس » وحاشية « بف » والوافي : « حَبَل ».

(١٦) في الإرشاد : - « وبعث السلطان - إلى - في تهيئته ».

(١٧) في « بس » : « وركبوا ». على لغة : أكلوني البراغيث ، أو « بنو هاشم » وما بعده بدل. وفي الإرشاد : « وركب ».

٦١٩

وَأَبِي(١) وَسَائِرُ النَّاسِ إِلى جَنَازَتِهِ ، فَكَانَتْ سُرَّ مَنْ رَأى يَوْمَئِذٍ شَبِيهاً بِالْقِيَامَةِ ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ تَهْيِئَتِهِ ، بَعَثَ السُّلْطَانُ إِلى أَبِي عِيسى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ ، فَأَمَرَهُ(٢) بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ ، دَنَا أَبُو عِيسَى مِنْهُ ، فَكَشَفَ عَنْ وجْهِهِ ، فَعَرَضَهُ عَلى بَنِي هَاشِمٍ مِنَ الْعَلَوِيَّةِ وَالْعَبَّاسِيَّةِ وَالْقُوَّادِ وَالْكُتَّابِ(٣) وَالْقُضَاةِ وَالْمُعَدَّلِينَ ، وَقَالَ(٤) : هذَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا مَاتَ حَتْفَ(٥) أَنْفِهِ عَلى فِرَاشِهِ ، حَضَرَهُ(٦) مَنْ حَضَرَهُ(٧) مِنْ خَدَمِ(٨) أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَثِقَاتِهِ فُلَانٌ وَفُلَانٌ ، وَمِنَ الْقُضَاةِ فُلَانٌ وَفُلَانٌ ، وَمِنَ الْمُتَطَبِّبِينَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ ، ثُمَّ غَطّى(٩) وَجْهَهُ(١٠) ، وَأَمَرَ بِحَمْلِهِ ، فَحُمِلَ مِنْ وسَطِ دَارِهِ ، وَدُفِنَ فِي الْبَيْتِ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ أَبُوهُ.

فَلَمَّا دُفِنَ أَخَذَ السُّلْطَانُ وَالنَّاسُ فِي طَلَبِ وَلَدِهِ ، وَكَثُرَ التَّفْتِيشُ فِي الْمَنَازِلِ وَالدُّورِ ، وَتَوَقَّفُوا عَنْ قِسْمَةِ مِيرَاثِهِ ، وَلَمْ يَزَلِ الَّذِينَ وُكِّلُوا بِحِفْظِ الْجَارِيَةِ - الَّتِي تُوُهِّمَ عَلَيْهَا الْحَمْلُ - لَازِمِينَ(١١) حَتّى تَبَيَّنَ بُطْلَانُ الْحَمْلِ ، فَلَمَّا بَطَلَ(١٢) الْحَمْلُ عَنْهُنَّ(١٣) قُسِمَ(١٤) مِيرَاثُهُ بَيْنَ أُمِّهِ وَأَخِيهِ جَعْفَرٍ ، وَادَّعَتْ أُمُّهُ وَصِيَّتَهُ ، وَثَبَتَ ذلِكَ عِنْدَ الْقَاضِي ،

__________________

(١). « وأبي » ، في « ف » مشطوب. وفي الإرشاد : - « والقوّاد وأبي ».

(٢). في الإرشاد : « يأمره ».

(٣). في « ف » : - « منه - إلى - الكتّاب ».

(٤). في « ف » : « وقالوا ».

(٥). « الحَتْفُ » : الهلاك والموت. يقال : مات حَتْفَ أنفه ، أي مات على فراشه من غير قتل ولا ضرب ولا غَرَق ولاغيره. وخُصّ الأنف ؛ لأنّهم كانوا يتخيّلون أنّ روح المريض يخرج من أنفه ، أو يخرج من فيه وأنفه فغُلِّب أحد الاسمين على الآخر لتجاورهما. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٤٠ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٣٣٧ ؛لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٣٨ ( حتف ).

(٦). في الإرشاد : « فحضره ».

(٧). في « ف » : « حضر » بدون الضمير. وفي « ض » والإرشاد : - « من حضره ».

(٨). في « ض ، بح ، بف » : « خدّام ».

(٩). في « بف » : « غُطّي » مبنيّاً للمفعول.

(١٠). في الإرشاد : + « وصلّى عليه ».

(١١). في « ف » : + « لها ».

(١٢). في « ب » : « تبيّن بطلان ».

(١٣) في « بف » : « عندهم ».

(١٤) يجوز فيه التخفيف والتثقيل.

٦٢٠