الاصول من الكافي الجزء ٢

الاصول من الكافي0%

الاصول من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 744

الاصول من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 744
المشاهدات: 126407
تحميل: 5951


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 744 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 126407 / تحميل: 5951
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

كُنْتُ بِبَغْدَادَ ، فَتَهَيَّأَتْ قَافِلَةٌ لِلْيَمَانِيِّينَ(١) ، فَأَرَدْتُ الْخُرُوجَ مَعَهَا(٢) ، فَكَتَبْتُ أَلْتَمِسُ الْإِذْنَ فِي ذلِكَ ، فَخَرَجَ : « لَا تَخْرُجْ مَعَهُمْ(٣) ؛ فَلَيْسَ لَكَ فِي الْخُرُوجِ مَعَهُمْ خِيَرَةٌ ، وَأَقِمْ بِالْكُوفَةِ ».

قَالَ : وَأَقَمْتُ(٤) ، وَخَرَجَتِ(٥) الْقَافِلَةُ ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِمْ حَنْظَلَةُ(٦) ، فَاجْتَاحَتْهُمْ(٧) ، وَكَتَبْتُ(٨) أَسْتَأْذِنُ فِي رُكُوبِ الْمَاءِ ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، فَسَأَلْتُ عَنِ(٩) الْمَرَاكِبِ الَّتِي خَرَجَتْ فِي(١٠) تِلْكَ السَّنَةِ فِي الْبَحْرِ ، فَمَا سَلِمَ مِنْهَا مَرْكَبٌ ، خَرَجَ عَلَيْهَا قَوْمٌ مِنَ الْهِنْدِ - يُقَالُ لَهُمُ : الْبَوَارِجُ(١١) - فَقَطَعُوا عَلَيْهَا.

قَالَ(١٢) : وَزُرْتُ(١٣) الْعَسْكَرَ ، فَأَتَيْتُ(١٤) الدَّرْبَ مَعَ الْمَغِيبِ ، وَلَمْ أُكَلِّمْ أَحَداً ، وَلَمْ أَتَعَرَّفْ إِلى أَحَدٍ ، وَأَنَا(١٥) أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ فَرَاغِي مِنَ الزِّيَارَةِ(١٦) إِذَا(١٧) بِخَادِمٍ‌

__________________

(١). في « ف ، بر ، بس » وحاشية « ج » وحاشية بدرالدين : « اليمانين ». وفيالوافي : « اليمانيين ».

(٢). في « ف » والإرشاد والوافي : « معهم ».

(٣). في « بر » : - « معهم ».

(٤). في « ب » والإرشاد : « فأقمت ».

(٥). في « بح » : « فخرجت ».

(٦). في الإرشاد : « بنو حنظلة ». و « حنظلة » : أكرم قبيلة من تميم ، يقال لهم : حنظلة الأكرمون. مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٤٦٦ ( حنظل ).

(٧). في « بر » : « فاجتاحهم ». وفي الإرشاد : + « قال ». و « الاجتياح » : الإهلاك والاستئصال ، من الجائحة ، وهي الآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها. النهاية ، ج ١ ، ص ٣١٢ ( جوح ).

(٨). في حاشية « بر » : « كنت ».

(٩). في « بر » : « من ».

(١٠). في الإرشاد : - « في ».

(١١). هكذا في « ب ، ج ، ف ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول . وفي « ض ، بح » والمطبوع : « البوارح ». قال في المرآة : « كأنّ البوارج هنا معرّب بواره : طائفة من لصوص الهند ».

(١٢). في الإرشاد : « عليّ بن الحسين قال ».

(١٣) في « ب ، ج » : « ووردت ». وفيالوافي : « ودرت ». وفي الإرشاد : « وردت ».

(١٤) في « بف » : « وأتيت ».

(١٥) في الإرشاد : « فأنا ».

(١٦) فيالوافي : « لعلّه أراد بالزيارة زيارة الصاحبعليه‌السلام من خارج داره بتبليغ السلام من غير إشعار ، كما يدلّ عليه قوله : « من داخل » في آخر الحديث ». (١٧) في الإرشاد : « فإذا ».

٦٦١

قَدْ جَاءَنِي ، فَقَالَ لِي : قُمْ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِذَنْ(١) إِلى أَيْنَ؟ فَقَالَ لِي(٢) : إِلَى الْمَنْزِلِ ، قُلْتُ(٣) : وَمَنْ أَنَا؟ لَعَلَّكَ أُرْسِلْتَ إِلى غَيْرِي ، فَقَالَ(٤) : لَا ، مَا أُرْسِلْتُ إِلَّا إِلَيْكَ ، أَنْتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ(٥) رَسُولُ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، فَمَرَّ بِي حَتّى أَنْزَلَنِي فِي بَيْتِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ ، ثُمَّ سَارَّهُ(٦) ، فَلَمْ أَدْرِ مَا قَالَ لَهُ(٧) حَتّى آتَانِي(٨) جَمِيعَ(٩) مَا أَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، وَجَلَسْتُ عِنْدَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي الزِّيَارَةِ مِنْ دَاخِلٍ(١٠) ، فَأَذِنَ لِي(١١) ، فَزُرْتُ لَيْلاً.(١٢)

١٣٦٩/ ١٣. الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ زَيْدٍ(١٣) الْيَمَانِيُّ ، قَالَ :

__________________

(١). في « ض ، ف ، بر » : « إذا ». وفي الإرشاد : - « إذن ».

(٢). في « ب ، بر » والإرشاد : - « لي ».

(٣). فيالوافي : « فقلت ».

(٤). في « ب » : « قال ».

(٥). في « ف ، بر ، بس » : « الحسن ». وفي « ج » وحاشية « ف » : + « بن أحمد ».

(٦). في الإرشاد : « وكان معه غلام فسارّه » بدل « رسول جعفر - إلى - ثمّ سارّه ». وسارّه في اُذُنه مسارّة وسِراراً ، وتسارُّوا ، أي تناجَوا. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٨٤ ( سرر ).

(٧). في « ف » : « قاله ». وفي الإرشاد : - « له ».

(٨). في « ب » وحاشية « ج ، ف » : « أتاني ». وفي « ض ، ج » : « أنبأني ». وفي « بر » : « نبّأني ».

(٩). في « ب » والإرشاد : « بجميع ».

(١٠). في الإرشاد : + « الدار ».

(١١). في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس » : « لنا ».

(١٢). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٨ ، عن عليّ بن محمّد. وفي كمال الدين ، ص ٤٩١ ، ح ١٤ ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن عليّ بن محمّد الشمشاطي رسول جعفر بن إبراهيم اليماني ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧١ ، ح ١٤٩٢.

(١٣) في « ب ، ف ، بف » وحاشية « ض ، بح » والوافي : « يزيد ».

هذا ، وقد ذكر الصدوق في كمال الدين ، ص ٤٤٢ ، ح ١٦ ، بسنده عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، الفضل بن يزيد والحسنَ ابنه من اليمن ، في جملة من وقف على معجزات صاحب الزمانعليه‌السلام . والظاهر اتّحاد العنوانين ووقوع التصحيف في أحد اللفظين من « زيد » و « يزيد ».

ثمّ إنّ ما ورد في « ب ، بر ، بف » وحاشية « ج ، ض » والوافي والإرشاد من « الهماني » بدل « اليماني » وفي « ف » وحاشية « ج » ؛ من « الهمداني » ، ففيهما تصحيف ، لا يخفى وجهه على العارف بالنُسَخ.

هذا ، والظاهر أنّ السند معلّق على ما قبله. ويروي عن الحسن بن الفضل ، عليّ المراد به عليّ بن محمّد خال =

٦٦٢

كَتَبَ أَبِي بِخَطِّهِ كِتَاباً ، فَوَرَدَ جَوَابُهُ ، ثُمَّ كَتَبْتُ(١) بِخَطِّي ، فَوَرَدَ جَوَابُهُ ، ثُمَّ كَتَبَ بِخَطِّهِ رَجُلٌ(٢) مِنْ فُقَهَاءِ أَصْحَابِنَا ، فَلَمْ يَرِدْ جَوَابُهُ ، فَنَظَرْنَا ، فَكَانَتِ الْعِلَّةُ(٣) أَنَّ الرَّجُلَ تَحَوَّلَ قَرْمَطِيّاً(٤)

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ : فَزُرْتُ(٥) الْعِرَاقَ ، وَ وَرَدْتُ(٦) طُوسَ ، وعَزَمْتُ أَنْ لَا أَخْرُجَ(٧) إِلَّا عَنْ بَيِّنَةٍ مِنْ أَمْرِي ، ونَجَاحٍ مِنْ حَوَائِجِي وَلَوِ احْتَجْتُ أَنْ أُقِيمَ بِهَا حَتّى أُتَصَدَّقَ(٨) .

قَالَ : وَفِي خِلَالِ ذلِكَ يَضِيقُ صَدْرِي بِالْمُقَامِ ، وأَخَافُ أَنْ يَفُوتَنِيَ الْحَجُّ. قَالَ(٩) : فَجِئْتُ يَوْماً إِلى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ(١٠) أَتَقَاضَاهُ ، فَقَالَ لِي : صِرْ إِلى مَسْجِدِ كَذَا وكَذَا ، وإِنَّهُ(١١) يَلْقَاكَ رَجُلٌ.

قَالَ : فَصِرْتُ إِلَيْهِ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ ضَحِكَ ، وقَالَ(١٢) : لَاتَغْتَمَّ ؛

__________________

= الكليني ، يؤيّد ذلك ما ورد في كمال الدين ، ص ٤٩٠ ، ح ١٣ من رواية علّان الكليني - وعلّان لقب عليّ بن محمّد - عن الحسن بن الفضل اليماني.

(١). في الإرشاد والبحار : « كتب ».

(٢). في « ب » والإرشاد : + « جليل ».

(٣). في « ب ، ض ، ف » : + « في ذلك ».

(٤). « القَرْمَطيّ » : واحد القرامطة ، وهم فرقة من الخوارج. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٥٢ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ١٤٧٠ ( قرمط ).

(٥). في « ب » : « فوردت ». وفي حاشية « ض » : « وردت » بدون الفاء. وفيمرآة العقول : « قوله : وزرت ، الظاهر أنّ‌الواو للحال ، أي وقد زرت قبل ذلك الرضاعليه‌السلام بطوس خراسان ، ثمّ عزمت الحجّ وزرت أئمّة العراق ».

(٦). في شرح المازندراني : « وزرت ».

(٧). في الإرشاد : « فإذا ذلك الرجل قد تحوّل قرمطيّاً. وذكر الحسين بن الفضل قال : وردت العراق وعملت على أنّه لا أخرج » بدل « فكانت العلّة - إلى - أن لا أخرج ».

(٨). قرأه الفيضقدس‌سره فيالوافي معلوماً ، ثمّ قال : « أي أسأل الصدقة ، وهو كلام عامّيّ غير فصيح ، قال ابن قتيبة : وما تضعه العامّة غير موضعه قولهم : هو يتصدّق إذا سأل ، وذلك غلط ، إنّما المتصدِّق : المعطي ، وفي التنزيل :( وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا ) [ يوسف (١٢) : ٨٨ ] وأمّا المصدق بتخفيف الصاد فهو الذي يأخذ صدقات النعم ». وراجع أيضاً : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٠٥ ؛ والنهاية ، ج ٣ ، ص ١٨ ( صدق ).

(٩). في « ف » : « فخرجت ».

(١٠). في الإرشاد : + « وكان السفير يومئذٍ ».

(١١). في الإرشاد : « فإنّه ».

(١٢). في الإرشاد : + « لي ».

٦٦٣

فَإِنَّكَ سَتَحُجُّ فِي هذِهِ السَّنَةِ ، وَتَنْصَرِفُ إِلى أَهْلِكَ وَوُلْدِكَ سَالِماً. قَالَ : فَاطْمَأْنَنْتُ ، وَسَكَنَ قَلْبِي ، وَأَقُولُ : ذَا(١) مِصْدَاقُ ذلِكَ ، وَ(٢) الْحَمْدُ لِلّهِ(٣) .

قَالَ : ثُمَّ ورَدْتُ الْعَسْكَرَ ، فَخَرَجَتْ إِلَيَّ صُرَّةٌ فِيهَا دَنَانِيرُ وَثَوْبٌ ، فَاغْتَمَمْتُ ، وَقُلْتُ فِي نَفْسِي : جَزَائِي(٤) عِنْدَ الْقَوْمِ هذَا؟ وَاسْتَعْمَلْتُ الْجَهْلَ ، فَرَدَدْتُهَا ، وَكَتَبْتُ رُقْعَةً ، وَلَمْ يُشِرِ الَّذِي قَبَضَهَا مِنِّي عَلَيَّ بِشَيْ‌ءٍ ، وَلَمْ يَتَكَلَّمْ فِيهَا بِحَرْفٍ(٥) ، ثُمَّ نَدِمْتُ بَعْدَ ذلِكَ نَدَامَةً شَدِيدَةً ، وَقُلْتُ فِي نَفْسِي : كَفَرْتُ بِرَدِّي عَلى مَوْلَايَ.

وَكَتَبْتُ رُقْعَةً أَعْتَذِرُ مِنْ فِعْلِي ، وَأَبُوءُ بِالْإِثْمِ ، وَأَسْتَغْفِرُ مِنْ ذلِكَ(٦) ، وَأَنْفَذْتُهَا ، وَقُمْتُ أَتَمَسَّحُ(٧) ، فَأَنَا(٨) فِي ذلِكَ(٩) أُفَكِّرُ فِي نَفْسِي ، وَأَقُولُ : إِنْ رُدَّتْ عَلَيَّ الدَّنَانِيرُ لَمْ أَحْلُلْ(١٠) صِرَارَهَا(١١) وَلَمْ أُحْدِثْ فِيهَا(١٢) حَتّى أَحْمِلَهَا إِلى أَبِي ؛ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ مِنِّي لِيَعْمَلَ فِيهَا بِمَا شَاءَ(١٣) ، فَخَرَجَ إِلَى الرَّسُولِ الَّذِي حَمَلَ إِلَيَّ(١٤) الصُّرَّةَ(١٥) : « أَسَأْتَ ؛ إِذْ لَمْ تُعْلِمِ‌

__________________

(١). في الإرشاد : « وقلت هذا ».

(٢). فيالوافي : - « و ».

(٣). في الإرشاد : - « والحمد لله ».

(٤). في « بر ، بف » وحاشية « بح » والوافي : « حالي ». وفي الإرشاد : « جدي ».

(٥). في « ف » : + « قال ». وفي الإرشاد : - « وكتبت رقعة - إلى - فيها بحرف ».

(٦). في الإرشاد : « من زللي ».

(٧). « أتمسّح » ، أي قمت أسير في الأرض وأقطعها وأمشي فيها ، أو قمت أتوضّأ ، أو قمت أمرّ اليد على اللحية أوباطن كلّ من الكفّين على باطن الاُخرى مكرّراً كما يفعله النادم الحزين. أو المعنى : لا شي‌ء معي ، يقال : فلان يتمسّح ، أي لا شي‌ء معه كأنّه يمسح ذراعيه. راجع : شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٤٥ ؛الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٧٤ ؛مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ١٨٧. (٨). في « بح ، بر ، بف » والوافي : « وأنا ».

(٩). في الإرشاد : « أتطهّر للصلاة وأنا ذا ذاك » بدل « أتمسّح فأنا في ذلك ».

(١٠). في « بس » : « لم أحلّ ».

(١١). في الإرشاد : « شدّها ».

(١٢). في الإرشاد : + « شيئاً ».

(١٣) في « ف » : « بما يشاء ». وفي الإرشاد : - « ليعمل فيها بما شاء ».

(١٤) في الإرشاد : - « إليّ ».

(١٥) في الإرشاد : + « وقال : قيل لي ».

٦٦٤

الرَّجُلَ أَنَّا(١) رُبَّمَا فَعَلْنَا ذلِكَ بِمَوَالِينَا(٢) ، وَرُبَّمَا سَأَلُونَا(٣) ذلِكَ يَتَبَرَّكُونَ بِهِ » وَخَرَجَ إِلَيَّ : « أَخْطَأْتَ فِي رَدِّكَ بِرَّنَا ، فَإِذَا اسْتَغْفَرْتَ اللهَ فَاللهُ(٤) يَغْفِرُ لَكَ ، فَأَمَّا(٥) إِذَا(٦) كَانَتْ عَزِيمَتُكَ وَعَقْدُ نِيَّتِكَ(٧) أَلَّا تُحْدِثَ فِيهَا حَدَثاً ، وَلَاتُنْفِقَهَا(٨) فِي طَرِيقِكَ ، فَقَدْ صَرَفْنَاهَا(٩) عَنْكَ ؛ فَأَمَّا الثَّوْبُ فَلَا بُدَّ مِنْهُ(١٠) لِتُحْرِمَ فِيهِ».

قَالَ وَكَتَبْتُ فِي مَعْنَيَيْنِ ، وَأَرَدْتُ أَنْ أَكْتُبَ فِي الثَّالِثِ ، وَامْتَنَعْتُ(١١) مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ يَكْرَهَ(١٢) ذلِكَ ، فَوَرَدَ جَوَابُ الْمَعْنَيَيْنِ والثَّالِثِ الَّذِي طَوَيْتُ مُفَسَّراً ؛ وَالْحَمْدُ لِلّهِ.

قَالَ : وَكُنْتُ وَافَقْتُ(١٣) جَعْفَرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيَّ(١٤) بِنَيْسَابُورَ(١٥) عَلى أَنْ أَرْكَبَ مَعَهُ(١٦) ، وَأُزَامِلَهُ(١٧) ، فَلَمَّا وَافَيْتُ بَغْدَادَ بَدَا(١٨) لِي ، فَاسْتَقَلْتُهُ(١٩) وَذَهَبْتُ أَطْلُبُ عَدِيلاً ، فَلَقِيَنِي ابْنُ الْوَجْنَاءِ(٢٠) - بَعْدَ أَنْ كُنْتُ صِرْتُ إِلَيْهِ ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتَرِيَ لِي ، فَوَجَدْتُهُ‌

__________________

(١). يجوز فيه كسر الهمزة أيضاً.

(٢). في الإرشاد : + « ابتداءً ».

(٣). في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بف » والوافي : « سألوا ».

(٤). في « ف » : - « فالله ». وفي « بح » : « والله ».

(٥). في « بر » : « وأمّا ».

(٦). في الإرشاد : « وإذا » بدل « فأمّا إذا ».

(٧). في الإرشاد : + « فيما حملناه إليك ».

(٨). في الإرشاد : « فيه حدثاً إذا رددناه إليك ولا تنتفع به » بدل « فيها حدثاً ولا تنفقها ».

(٩). في الإرشاد : « صرفناه ».

(١٠). في الإرشاد : « فخذه » بدل « فلا بدّ منه ».

(١١). في الإرشاد : « فامتنعت ».

(١٢). فيمرآة العقول : « أن يكره ، على بناء المعلوم ، ويحتمل المجهول على بناء الإفعال ».

(١٣) في الإرشاد : « واقفت ».

(١٤) في « ب ، بر » : « النيشابوري ».

(١٥) في « ب » : « بنيشابور ». وفي « بر » : - « بنيسابور ».

(١٦) في الإرشاد : + « إلى الحجّ ».

(١٧) في « ف » : « وأن اُزامله ».

(١٨) بدا له في الأمر : ظهر له ما لم يظهر أوّلاً ، والاسم : البداء. المصباح المنير ، ص ٤٠ ( بدا ).

(١٩) في الإرشاد : - « فاستقلته ». و « استقاله » : طلب إليه أن يقيله. يقال : أقاله يقيله إقالة وتقايلاً ، إذا فسخا البيع وعاد المبيع إلى مالكه والثمن إلى المشتري ، إذا كان قد ندم أحدهما. وتكون الإقالة في البيعة والعهد. القاموس المحيط ، ج ٤ ، ص ٤٣ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ١٣٤ ( قيل ).

(٢٠) فيالوافي : « الوجناء - الوسنا خ ل ».

٦٦٥

كَارِهاً - فَقَالَ لِي(١) : أَنَا فِي طَلَبِكَ ، وَقَدْ(٢) قِيلَ لِي(٣) : إِنَّهُ يَصْحَبُكَ ، فَأَحْسِنْ مُعَاشَرَتَهُ(٤) ، وَاطْلُبْ لَهُ عَدِيلاً ، وَاكْتَرِ لَهُ.(٥)

١٣٧٠/ ١٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، قَالَ :

شَكَكْتُ فِي أَمْرِ حَاجِزٍ(٦) ، فَجَمَعْتُ شَيْئاً ، ثُمَّ صِرْتُ إِلَى الْعَسْكَرِ ، فَخَرَجَ إِلَيَّ : « لَيْسَ فِينَا شَكٌّ ، وَلَافِيمَنْ يَقُومُ مَقَامَنَا بِأَمْرِنَا ، رُدَّ(٧) مَا مَعَكَ إِلى حَاجِزِ بْنِ يَزِيدَ(٨) ».(٩)

١٣٧١/ ١٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ :

لَمَّا مَاتَ أَبِي وصَارَ الْأَمْرُ لِي(١٠) ، كَانَ لِأَبِي عَلَى النَّاسِ سَفَاتِجُ(١١) مِنْ مَالِ الْغَرِيمِ(١٢) ،

__________________

(١). في الإرشاد : « وكنت قد صرت إليه فوجدته كارهاً ، فلمّا لقيني قال لي » بدل « بعد أن كنت - إلى - كارهاً ، فقال‌لي ».

(٢). في « بس » : « فقد ».

(٣). في الإرشاد : - « لي ».

(٤). في الإرشاد : « عشرته ».

(٥). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٥٩ ، عن الحسين بن الفضل الهماني.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٢ ، ح ١٤٩٣ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٣٠٩ ، ح ٢٨ ، إلى قوله : « أنّ الرجل تحوّل قَرمَطيّاً ».

(٦). فيالوافي : « في أمر حاجز ، أي في وكالته للصاحبعليه‌السلام أو ديانته ».

(٧). في الإرشاد : « فردّ ».

(٨). في « ب » : « بريد ». وفي « ج » : « زيد ».

(٩). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦١ ، عن عليّ بن محمّد. وفي كمال الدين ، ص ٤٩٨ ، ح ٢٣ ، بسند آخر ، مع زيادة واختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٤ ، ح ١٤٩٤.

(١٠). في « ف » والإرشاد والبحار : « إليّ ».

(١١). « السفتجة » : قيل بضمّ السين ، وقيل بفتحها. فارسي معرّب. وهي أن يعطي مالاً للآخر ، ولآخر مال في بلد المعطي ، فيوفّيه إيّاه ثَمّ ، فيستفيد أمن الطريق. المصباح المنير ، ص ٢٧٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٠١ ( سفتج ).

(١٢). في الإرشاد والبحار : + « يعني صاحب الأمرعليه‌السلام قال ». و « الغريم » : الذي عليه الدين ، وقد يكون الغريم أيضاً الذي له الدين. الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٩٦ ( غرم ). وهو هنا كناية عن الإمام القائم - عجّل الله فرجه - عبّر كذلك تقيّة كما صرّح بذلك المفيد في الإرشاد في هذا الموضع من الرواية. قال المجلسي فيمرآة العقول : « أقول : الغريم ، يطلق على طالب الحقّ ، وعلى من في ذمّته الحقّ. والمراد هنا الأوّل ؛ لأنّ أموالهعليه‌السلام في أيدي الناس وذممهم ، ويحتمل الثاني فكأنّهعليه‌السلام لغيبته وخفائه غريم لهم ». ثمّ ذكر وجهاً آخر.

٦٦٦

فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ أُعْلِمُهُ ، فَكَتَبَ(١) : « طَالِبْهُمْ ، وَاسْتَقْضِ(٢) عَلَيْهِمْ » فَقَضَّانِيَ النَّاسُ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ كَانَتْ(٣) عَلَيْهِ سَفْتَجَةٌ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ ، فَجِئْتُ إِلَيْهِ أُطَالِبُهُ ، فَمَاطَلَنِي(٤) ، وَاسْتَخَفَّ بِيَ ابْنُهُ ، وَسَفِهَ عَلَيَّ ، فَشَكَوْتُ(٥) إِلى أَبِيهِ ، فَقَالَ(٦) : و(٧) كَانَ مَا ذَا؟ فَقَبَضْتُ عَلى لِحْيَتِهِ ، وَأَخَذْتُ بِرِجْلِهِ ، وَسَحَبْتُهُ(٨) إِلى وسَطِ الدَّارِ ، ورَكَلْتُهُ(٩) رَكْلاً كَثِيراً(١٠) ، فَخَرَجَ ابْنُهُ يَسْتَغِيثُ(١١) بِأَهْلِ بَغْدَادَ ، وَ(١٢) يَقُولُ : قُمِّيٌّ رَافِضِيٌّ قَدْ قَتَلَ والِدِي ، فَاجْتَمَعَ عَلَيَّ مِنْهُمُ الْخَلْقُ(١٣) ، فَرَكِبْتُ دَابَّتِي ، وَقُلْتُ : أَحْسَنْتُمْ يَا أَهْلَ بَغْدَادَ ، تَمِيلُونَ مَعَ الظَّالِمِ عَلَى الْغَرِيبِ الْمَظْلُومِ ، أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ(١٤) مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَهذَا يَنْسُبُنِي إِلى‌

__________________

(١). في البحار : + « إليّ ».

(٢). في البحار : « واستقص » بالصاد المهملة. وهو المحتمل في شرح المازندراني.

(٣). في الإرشاد : « إلّا رجلاً واحداً وكان ». وفي البحار : « وكانت ».

(٤). في الإرشاد والبحار : « أطلبه فمطلني ». ومطله بِدَيْنه مَطْلاً : إذا سوّفه بوعد الوَفاء مرّة بعد اُخرى ، وماطله مطالاً. المصباح المنير ، ص ٥٧٥ ( مطل ).

(٥). في « ب ، ف ، بح ، بس » والإرشاد والبحار : « فشكوته ».

(٦). في « بف » : « قال ».

(٧). في « بر » : - « و ».

(٨). في الإرشاد : « فسحبته ».

(٩). في « ض » : « ركّلته » بالتثقيل. و « رَكَل » الضرب بالرجل. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ( ركل ).

(١٠). في الإرشاد : - « وركلته ركْلاً كثيراً ».

(١١). في الإرشاد والبحار : « مستغيثاً ».

(١٢). في الإرشاد : « وهو ». وفي البحار : - « و ».

(١٣) في الإرشاد والبحار : « خلق كثير ».

(١٤) هكذا في « بح ، بس » والإرشاد والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « همدان » بالدال المهملة. وما أثبتناه هوالظاهر ؛ فقد ذكر الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ٤٠٢ ، الرقم ٥٩٠٠ ، محمّد بن صالح بن محمّد الهمداني في أصحاب الحسن بن عليّ العسكريعليه‌السلام وقال : « وكيل ». والمذكور في بعض نسخ الرجال العتيقة هو « الهمذاني » بالذال المعجمة. ومحمّد بن صالح المذكور في خبرنا هذا ، هو هذا الوكيل ، كما يظهر من متن الخبر حيث صار أمر الوكالة إليه بعد موت أبيه ، وهو هَمَذَاني وليس بهمداني كما يظهر من توصيفه بأنّه قميّ رافضيّ.

يؤيّد ذلك ما ورد في كمال الدين ، ص ٤٢٢ ، مِن عَدِّ الوكلاء من البلاد المختلفة الذين رأوا صاحب الزمانعليه‌السلام ؛ فقد عُدَّ منهم محمّد بن صالح من أهل همدان كبلدٍ من البلادٍ ، والبلد هو الهَمَذان لاهَمْدان. راجع : الأنساب للسمعاني ، ج ٥ ، ص ٦٤٧ و ٦٤٩.

٦٦٧

أَهْلِ قُمَّ وَالرَّفْضِ(١) لِيَذْهَبَ بِحَقِّي وَمَالِي.

قَالَ : فَمَالُوا عَلَيْهِ ، وَأَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوا عَلى(٢) حَانُوتِهِ(٣) حَتّى سَكَّنْتُهُمْ ، وطَلَبَ إِلَيَّ صَاحِبُ السَّفْتَجَةِ(٤) ، وَحَلَفَ بِالطَّلَاقِ أَنْ(٥) يُوَفِّيَنِي مَالِي حَتّى أَخْرَجْتُهُمْ عَنْهُ(٦) .(٧)

١٣٧٢/ ١٦. عَلِيٌّ ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ وَالْعَلَاءِ بْنِ رِزْقِ اللهِ ، عَنْ بَدْرٍ - غُلَامِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ(٨) - قَالَ :

وَرَدْتُ الْجَبَلَ(٩) وَأَنَا لَا أَقُولُ(١٠) بِالْإِمَامَةِ ، أُحِبُّهُمْ جُمْلَةً إِلى أَنْ مَاتَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ(١١) ، فَأَوْصى(١٢) فِي عِلَّتِهِ أَنْ يُدْفَعَ الشِّهْرِيُّ السَّمَنْدُ(١٣) وَسَيْفُهُ وَمِنْطَقَتُهُ إِلى مَوْلَاهُ ، فَخِفْتُ إِنْ أَنَا(١٤) لَمْ أَدْفَعِ الشِّهْرِيَّ إِلى إِذْكُوتَكِينَ(١٥) نَالَنِي مِنْهُ اسْتِخْفَافٌ ، فَقَوَّمْتُ‌

__________________

(١). في الإرشاد والبحار : « إلى قمّ ويرميني بالرفض » بدل « إلى أهل قمّ والرفض ».

(٢). في الإرشاد والبحار : « إلى ».

(٣). « الحانوت » : دكّان البائع ، يذكّر ويؤنّث. وأصله حانَوَةٌ فلمّا سكنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاء. والجمع : الحوانيت. مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٤٦٤ ( حنت ). الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٦ ( حين ).

(٤). في الإرشاد : + « أن آخذ مالها ». وفي البحار : + « أن آخذ ما فيها ».

(٥). في البحار : « أنّه ».

(٦). في الإرشاد والبحار : « في الحال فاستوفيته [ في البحار : فاستوفيت ] منه » بدل « حتّى أخرجتهم عنه ».

(٧). الإرشاد ، ص ٣٦٢ ، عن عليّ بن محمّد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٤ ، ح ١٤٩٥ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٢٩٧ ، ح ١٥.

(٨). في الإرشاد : + « عنه ».

(٩). بلاد الجبل : مدن بين أذربيجان وعراق العرب وخوزستان وفارس وبلاد الديلم. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٨٩ ( جبل ).

(١٠). في « بح ، بر » : « وأنا أقول ».

(١١). في الغيبة : « يزيد بن عبدالملك ».

(١٢). في « بر ، بس ، بف » : « فأوصاني ». وفي الغيبة : « فأوصى إليّ ».

(١٣) « الشِّهري » بالكسر ، ضربٌ من البراذين. والسمند من الخيل معروف. شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٤٩.

(١٤) في الإرشاد والغيبة : - « أنا ».

(١٥) فيالوافي : « إدكونين ». وفيمرآة العقول : « إذ كوتكين ، كان من اُمراء الترك من أتباع بني العبّاس ، وهو في التواريخ وسائر كتب الحديث بالذال ، وكذا في بعض نسخ الكتاب ، وفي أكثرها بالزاي ».

٦٦٨

الدَّابَّةَ وَالسَّيْفَ وَالْمِنْطَقَةَ بِسَبْعِمِائَةِ(١) دِينَارٍ فِي نَفْسِي ، وَلَمْ أُطْلِعْ(٢) عَلَيْهِ أَحَداً(٣) ، فَإِذَا(٤) الْكِتَابُ قَدْ وَرَدَ عَلَيَّ مِنَ الْعِرَاقِ : « وَجِّهِ(٥) السَّبْعَمِائَةِ دِينَارٍ الَّتِي لَنَا قِبَلَكَ مِنْ ثَمَنِ الشِّهْرِيِّ(٦) وَالسَّيْفِ وَالْمِنْطَقَةِ».(٧)

١٣٧٣/ ١٧. عَلِيٌّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، قَالَ :

وُلِدَ لِي ولَدٌ(٨) ، فَكَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ فِي طُهْرِهِ(٩) يَوْمَ السَّابِعِ ، فَوَرَدَ : « لَا تَفْعَلْ » فَمَاتَ يَوْمَ السَّابِعِ أَوِ الثَّامِنِ ، ثُمَّ كَتَبْتُ بِمَوْتِهِ ، فَوَرَدَ : « سَتُخْلَفُ(١٠) غَيْرَهُ وَغَيْرَهُ(١١) ، تُسَمِّيهِ(١٢) أَحْمَدَ ، وَمِنْ بَعْدِ أَحْمَدَ جَعْفَراً » فَجَاءَ كَمَا قَالَ.

قَالَ(١٣) : وَتَهَيَّأْتُ لِلْحَجِّ ، وَ وَدَّعْتُ النَّاسَ ، وَكُنْتُ عَلَى الْخُرُوجِ ، فَوَرَدَ : « نَحْنُ لِذلِكَ كَارِهُونَ ، وَالْأَمْرُ إِلَيْكَ ».

قَالَ(١٤) : فَضَاقَ صَدْرِي ، وَاغْتَمَمْتُ ، وَكَتَبْتُ : أَنَا مُقِيمٌ عَلَى السَّمْعِ والطَّاعَةِ غَيْرَ أَنِّي مُغْتَمٌّ بِتَخَلُّفِي عَنِ الْحَجِّ ، فَوَقَّعَ : « لَا يَضِيقَنَّ صَدْرُكَ ؛ فَإِنَّكَ سَتَحُجُّ مِنْ قَابِلٍ(١٥) إِنْ شَاءَ اللهُ ».

__________________

(١). في الإرشاد : « سبعمائة ».

(٢). في « ب ، ف » : « لم أطّلع ».

(٣). في الإرشاد : + « ودفعت الشهريّ إلى إذكوتكين ».

(٤). في الإرشاد : « وإذا ».

(٥). في الإرشاد والغيبة : « أن وجّه ».

(٦). في الغيبة : + « السمند ».

(٧). الغيبة للطوسي ، ص ٢٨٢ ، ح ٢٤١ ، بسنده عن الكليني. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٣ عن عليّ بن محمّد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٥ ، ح ١٤٩٦.

(٨). في الغيبة : « مولود ».

(٩). في « بر ، بف » والوافي والإرشاد : « تطهيره ». وفي الغيبة : « تطهيره في ». والمراد بالطهر هنا : الختان.

(١٠). فيمرآة العقول : « ستخلف ، على بناء المجهول من الإفعال ، أي ستعطى خلفاً منه وعوضاً ». وفي الغيبة : « سيخلف الله ». (١١). في « ض ، بر » والوافي والغيبة : - « وغيره ».

(١٢). في الإرشاد : « فسمّ الأوّل ».

(١٣) في « ف » : « وقال ».

(١٤) في الإرشاد : - « قال ».

(١٥) في الإرشاد : « ستحجّ قابلاً ».

٦٦٩

قَالَ : فَلَمَّا(١) كَانَ مِنْ قَابِلٍ ، كَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ ، فَوَرَدَ الْإِذْنُ ، فَكَتَبْتُ : أَنِّي(٢) عَادَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْعَبَّاسِ وَأَنَا وَاثِقٌ بِدِيَانَتِهِ وَصِيَانَتِهِ ، فَوَرَدَ : « الْأَسَدِيُّ نِعْمَ الْعَدِيلُ ، فَإِنْ قَدِمَ فَلَا تَخْتَرْ عَلَيْهِ(٣) ». فَقَدِمَ الْأَسَدِيُّ وَعَادَلْتُهُ(٤) .(٥)

١٣٧٤/ ١٨. الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَلَوِيُّ(٦) ، قَالَ :

أَوْدَعَ الْمَجْرُوحُ(٧) مِرْدَاسَ بْنَ عَلِيٍّ مَالاً لِلنَّاحِيَةِ ، وَكَانَ عِنْدَ مِرْدَاسٍ مَالٌ لِتَمِيمِ بْنِ حَنْظَلَةَ ، فَوَرَدَ عَلى مِرْدَاسٍ : « أَنْفِذْ مَالَ تَمِيمٍ مَعَ مَا أَوْدَعَكَ الشِّيرَازِيُّ ».(٨)

١٣٧٥/ ١٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى الْعُرَيْضِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ(٩) ، قَالَ :

لَمَّا مَضى أَبُو مُحَمَّدٍ(١٠) عليه‌السلام ، ورَدَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ(١١) مِصْرَ بِمَالٍ إِلى مَكَّةَ لِلنَّاحِيَةِ(١٢) ، فَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ(١٣) بَعْضُ النَّاسِ : إِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍعليه‌السلام مَضى مِنْ غَيْرِ خَلَفٍ ، وَالْخَلَفُ جَعْفَرٌ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَضى أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ خَلَفٍ(١٤) ، فَبَعَثَ رَجُلاً يُكَنّى بِأَبِي طَالِبٍ(١٥) ،

__________________

(١). هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والإرشاد. وفي المطبوع : « ولـمّا ».

(٢). في « بح » : « وكتب أنّي ». وفي الإرشاد : « وكتبت أنّي قد ».

(٣). في « ب ، ض » : + « قال ».

(٤). في حاشية « بح » : « فعادلته ».

(٥). الغيبة للطوسي ، ص ٢٨٣ ، ح ٢٤٢ ، بسنده عن الكليني إلى قوله : « فجاء كما قال ». الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٤ عن عليّ بن محمّد ؛ كمال الدين ، ص ٤٨٩ ، ح ١٢ ، بسند آخر عن أبي جعفر ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٥ ، ح ١٤٩٧.

(٦). في « بح » : « الحسين بن عليّ العلوي ». وفي « بر » وحاشية « بف » : « الحسين بن الحسن ».

(٧). ذُكِر في كمال الدين ، ص ٤٤٢ ، ح ١٦ : المجروحُ من أهل فارس في جملة من وقف على معجزات صاحب‌الزمانعليه‌السلام ، والظاهر اتّحاده مع المجروح هذا.

(٨).الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٦ ، ح ١٤٩٨.

(٩). في الإرشاد : - « أبي محمّد ».

(١٠). في الإرشاد : + « الحسن بن عليّ ».

(١١). في الإرشاد : - « أهل ».

(١٢). في الإرشاد : « لصاحب الأمر ».

(١٣) في الإرشاد : « وقال ».

(١٤) في الإرشاد : « قد مضى من غير خلف ، وقال آخرون : الخلف من بعده جعفر ، وقال آخرون : الخلف من بعده‌ ولده» بدل « مضى من - إلى - عن خلف ».

(١٥) في « بر » وحاشية « بف » : « بأبي غالب ».

٦٧٠

فَوَرَدَ الْعَسْكَرَ(١) وَمَعَهُ كِتَابٌ ، فَصَارَ(٢) إِلى جَعْفَرٍ ، وَسَأَلَهُ عَنْ بُرْهَانٍ ، فَقَالَ(٣) : لَايَتَهَيَّأُ(٤) فِي هذَا الْوَقْتِ ، فَصَارَ(٥) إِلَى الْبَابِ ، وَأَنْفَذَ الْكِتَابَ إِلى أَصْحَابِنَا(٦) ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ : « آجَرَكَ اللهُ فِي صَاحِبِكَ ، فَقَدْ مَاتَ وَ أَوْصى بِالْمَالِ الَّذِي كَانَ مَعَهُ إِلى ثِقَةٍ لِيَعْمَلَ(٧) فِيهِ بِمَا يُحِبُّ(٨) » وَأُجِيبَ عَنْ كِتَابِهِ(٩) .(١٠)

١٣٧٦/ ٢٠. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :

حَمَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ آبَةَ(١١) شَيْئاً يُوصِلُهُ ، وَ نَسِيَ سَيْفاً بِآبَةَ ، فَأَنْفَذَ مَا كَانَ مَعَهُ ، فَكَتَبَ(١٢) إِلَيْهِ : « مَا خَبَرُ السَّيْفِ الَّذِي نَسِيتَهُ(١٣) ؟ ».(١٤)

١٣٧٧/ ٢١. الْحَسَنُ(١٥) بْنُ خَفِيفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

بَعَثَ بِخَدَمٍ(١٦) إِلى مَدِينَةِ الرَّسُولِعليه‌السلام (١٧) وَمَعَهُمْ خَادِمَانِ ، وَ كَتَبَ إِلى خَفِيفٍ أَنْ‌

__________________

(١). في الإرشاد : « أبا طالب إلى العسكر يبحث عن الأمر وصحّته » بدل « بأبي طالب فورد العسكر ».

(٢). في الإرشاد : + « الرجل ».

(٣). في الإرشاد : + « له جعفر ».

(٤). في الإرشاد : + « لي ».

(٥). في الإرشاد : + « الرجل ».

(٦). في حاشية « بف » : « أصحابه ». وفي الإرشاد : + « المرسومين بالسفارة ».

(٧). في الإرشاد : « يعمل ».

(٨). في « ف ، بح ، بر » : « بما يجب ».

(٩). في الإرشاد : + « وكان الأمر كما قيل له ».

(١٠).الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٤ ، بسنده عن الكلينيالوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٦ ، ح ١٤٩٩.

(١١). « آبة » بليدة تقابل ساوة ، تعرف بين العامة بآوة وأهلها شيعة ، وأهل ساوة سنّيّة ، لا تزال الحروب بين البلدين ‌قائمة على المذهب.معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٥٠ ( آبه ).

(١٢). فيمرآة العقول : « فكتب ، على المعلوم أو المجهول ».

(١٣) في الإرشاد : « ونسي شيئاً كان أراد حمله ، فلمّا وصل الشي‌ء كتب إليه بوصوله. وقيل : في الكتاب : ما خبر السيف الذي اُنسيته » بدل « نسي سيفاً بآبة - إلى - نسيته ».

(١٤)الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٥ ، بسنده عن الكلينيالوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٧ ، ح ١٥٠٠.

(١٥) في « ب ، بر » وحاشية « بف » : « الحسين ».

(١٦) فيالوافي : « يعني أنّ الصاحبعليه‌السلام بعث من العسكر إلى المدينة بخدم ».

(١٧) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : «صلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٦٧١

يَخْرُجَ مَعَهُمْ ، فَخَرَجَ مَعَهُمْ ، فَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى(١) الْكُوفَةِ ، شَرِبَ أَحَدُ الْخَادِمَيْنِ مُسْكِراً ، فَمَا خَرَجُوا مِنَ الْكُوفَةِ حَتّى ورَدَ كِتَابٌ مِنَ الْعَسْكَرِ بِرَدِّ الْخَادِمِ الَّذِي شَرِبَ الْمُسْكِرَ ، وَعُزِلَ عَنِ الْخِدْمَةِ.(٢)

١٣٧٨/ ٢٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ(٣) ، عَنْ أَحْمَدَ أَبِي عَلِيِّ بْنِ غِيَاثٍ(٤) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ :

أَوْصى(٥) يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بِدَابَّةٍ وَ سَيْفٍ وَ مَالٍ ، وَ أُنْفِذَ ثَمَنُ الدَّابَّةِ وَ غَيْرُ ذلِكَ ، وَ لَمْ يُبْعَثِ(٦) السَّيْفُ ، فَوَرَدَ(٧) : « كَانَ مَعَ مَا بَعَثْتُمْ سَيْفٌ ، فَلَمْ يَصِلْ » ، أَوْ كَمَا قَالَ(٨) .(٩)

١٣٧٩/ ٢٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ(١٠) شَاذَانَ النَّيْسَابُورِيِّ(١١) ، قَالَ : اجْتَمَعَ عِنْدِي خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ تَنْقُصُ(١٢) عِشْرِينَ دِرْهَماً ، فَأَنِفْتُ أَنْ أَبْعَثَ بِخَمْسِمِائَةٍ تَنْقُصُ(١٣) عِشْرِينَ دِرْهَماً(١٤) ، فَوَزَنْتُ مِنْ عِنْدِي عِشْرِينَ دِرْهَماً ،

__________________

(١). في « بر ، بف » : - « إلى ».

(٢).تقريب المعارف ، ص ١٩٥ ، عن الحسن بن حفيفالوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٧ ، ح ١٥٠١ ؛البحار ، ج ٥١ ، ص ٣١٠ ، ح ٢٩. (٣). في « ف » : + « عن أحمد بن محمّد ».

(٤). هكذا في « ف ، بح ، بف » والوافي وحاشية المطبوع. وفي « ب » : « أحمد بن أبي عليّ بن عيان ». وفي « ج » : « أحمد بن أبي عليّ بن عيار ». وفي « ض » : « أحمد بن أبي عليّ عيّار ». وفي « بر » : « أحمد بن عليّ بن غياث ». وفي « بس » : « أحمد أبي عليّ بن عيان ». وفي المطبوع : [ أحمد بن ] أبي عليّ بن غياث ».

(٥). في « بر » : « أوصاني ».

(٦). فيمرآة العقول : « ويمكن أن يقرأ الفعلان [ : أنفذ ، لم يبعث ] على بناء المعلوم بإرجاع الضميرين إلى أحمد ، فيكون من كلام الراوي ». (٧). في « بر » والوافي : + « كتاب ».

(٨). فيمرآة العقول : « قوله : أو كما قال ، شكٌّ من الراوي في خصوص اللفظ مع العلم بالمضمون ».

(٩).الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٧ ، ح ١٥٠٢.

(١٠). في الإرشاد والغيبة وكمال الدين : - « عليّ بن ».

(١١). في « بر » والغيبة : « النيشابوري ».

(١٢). في « ج ، ف ، بر » والإرشاد وكمال الدين ، ص ٥٠٩ ، والغيبة : « ينقص ».

(١٣) في « ج ، ف » : « ينقص ».

(١٤) في الإرشاد : « فلم اُحبّ أن انفذها ناقصة ». وفي الغيبة : « فلم اُحبّ أن ينقص هذا المقدار » ، كلاهما بدل =

٦٧٢

وَبَعَثْتُهَا(١) إِلَى الْأَسَدِيِّ(٢) ، وَ لَمْ أَكْتُبْ مَا لِي فِيهَا(٣) ، فَوَرَدَ(٤) : « وَصَلَتْ(٥) خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ ، لَكَ مِنْهَا(٦) عِشْرُونَ دِرْهَماً(٧) ».(٨)

١٣٨٠/ ٢٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ(٩) قَالَ :

كَانَ يَرِدُ كِتَابُ أَبِي مُحَمَّدٍعليه‌السلام فِي الْإِجْرَاءِ عَلَى الْجُنَيْدِ قَاتِلِ فَارِسَ(١٠) وَ أَبِي الْحَسَنِ وَآخَرَ ، فَلَمَّا مَضى أَبُو مُحَمَّدٍعليه‌السلام وَرَدَ اسْتِئْنَافٌ مِنَ الصَّاحِبِ لِإِجْرَاءِ أَبِي الْحَسَنِ(١١) وَصَاحِبِهِ ، وَ لَمْ يَرِدْ فِي أَمْرِ الْجُنَيْدِ بِشَيْ‌ءٍ(١٢) ، قَالَ : فَاغْتَمَمْتُ لِذلِكَ(١٣) ، فَوَرَدَ نَعْيُ الْجُنَيْدِ بَعْدَ ذلِكَ.(١٤)

__________________

= « فأنفت - إلى - عشرين درهماً ».

(١). في الإرشاد : « بعثت بها ». وفي الغيبة : « دفعتها ».

(٢). في كمال الدين ، ص ٥٠٩ : « إلى أبي الحسين الأسدي ».

(٣). في كمال الدين ، ص ٥٠٩ : « ولم أعرفه أمر العشرين » بدل « ولم أكتب ما لي فيها ».

(٤). في الإرشاد وكمال الدين ، ص ٥٠٩ : + « الجواب ».

(٥). في « بح » : « فوصلت ».

(٦). في « ض ، بح ، بر ، بف » وكمال الدين ، ص ٥١٩ : « فيها ».

(٧). في الغيبة : « ولم أكتب بخبر نقصانها وأنّي أتممتها من مالي ، فورد الجواب : قد وصلت الخمسمائة التي لك فيها عشرون» بدل « ولم أكتب ما لي فيها - إلى - عشرون درهماً ».

(٨).الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٥ بسنده عن الكليني ؛الغيبة للطوسي ، ص ٤١٦ ، عن الكليني ، ح ٣٩٤. وفيكمال الدين ، ص ٤٨٥ ، ح ٥ ، بسنده عن عليّ بن محمّد الرازي ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، ص ٥٠٩ ، ح ٣٨ ، بسنده عن محمّد بن شاذان بن نعيم ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٨ ، ح ١٥٠٣.

(٩). ورد الخبر فيالإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٥ ، عن الحسن بن محمّد الأشعري. وهو سهو ظاهراً ؛ فإنّ الحسين بن محمّد هذا ، هو الحسين بن محمّد بن عامر بن عمران الأشعري ، عبّر عنه الكلينيرحمه‌الله في بعض الأسناد بالحسين بن محمّد الأشعري ، وفي بعضها بالحسين بن محمّد بن عامر. راجع : رجال النجاشي ، ص ٦٦ ، الرقم ١٥٦ ؛ وص ٢١٨ ، الرقم ٥٧٠ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٤٩ - ٣٥١.

(١٠). في الإرشاد : + « بن حاتم بن ماهويه ».

(١١). في الإرشاد : « بالإجراء لأبي الحسن ».

(١٢). الباء للتعدية. وفي « بر ، بف » والإرشاد والوافي : « شي‌ء ».

(١٣) في « ض ، بر » : « بذلك ».

(١٤)الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٥ ، عن الحسن بن محمّد الأشعريالوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٨ ، ح ١٥٠٤.

٦٧٣

١٣٨١/ ٢٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ :

كَانَتْ لِي جَارِيَةٌ كُنْتُ مُعْجَباً بِهَا ، فَكَتَبْتُ أَسْتَأْمِرُ(١) فِي اسْتِيلَادِهَا(٢) ، فَوَرَدَ : « اسْتَوْلِدْهَا ، وَ(٣) يَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ ». فَوَطِئْتُهَا(٤) فَحَبِلَتْ(٥) ، ثُمَّ أَسْقَطَتْ فَمَاتَتْ.(٦)

١٣٨٢/ ٢٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :

كَانَ ابْنُ الْعَجَمِيِّ جَعَلَ ثُلُثَهُ لِلنَّاحِيَةِ(٧) ، وَ كَتَبَ بِذلِكَ ، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ إِخْرَاجِهِ الثُّلُثَ دَفَعَ مَالاً لِابْنِهِ أَبِي الْمِقْدَامِ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : « فَأَيْنَ الْمَالُ الَّذِي عَزَلْتَهُ لِأَبِي الْمِقْدَامِ؟ ».(٨)

١٣٨٣/ ٢٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ عِيسَى بْنِ نَصْرٍ ، قَالَ :

كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ الصَّيْمَرِيُّ يَسْأَلُ(٩) كَفَناً ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : « إِنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ ». فَمَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِالْكَفَنِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَيَّامٍ(١٠) .(١١)

١٣٨٤/ ٢٨. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ الْهَمَذَانِيِّ(١٢) ، قَالَ :

__________________

(١). « الاستئمار » : المشاورة.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨٢ ( أمر ).

(٢). في « ف » : « إيلادها ».

(٣). فيالوافي : - « و ».

(٤). في « ف » : « فوطئها ».

(٥).في «بح،بر،بس،بف» وحاشية «ج ، ف»:«فحملت».

(٦).كمال الدين ، ص ٤٨٩ ، ح ١٢ ، بسنده عن محمّد بن الصالح ، مع اختلاف يسير وزيادةالوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٨ ، ح ١٥٠٥. (٧). في « بر » : + « في الناحية ».

(٨).الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٨ ، ح ١٥٠٦.

(٩).فيالوافي : «يسأله».وفي الغيبة،ص ٢٨١ : «يلتمس».

(١٠). في « بس ، بف » والإرشاد والغيبة ، ص ٢٨١ : - « بأيّام ». وفي « بر » : « أيّام موته ». وفي كمال الدين : «بشهر ».

(١١).الغيبة للطوسي ، ص ٢٨٣ ، ح ٢٤٣ ، بسنده عن الكليني.الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ ؛ عن عليّ بن محمّد.الغيبة للطوسي ، وفيه ، ص ٢٩٧ ، ح ٢٥٣ ، بسنده عن عليّ بن محمّد الكليني ، عن محمّد بن زياد الصيمري ، مع اختلاف يسير. وفي كمال الدين ، ص ٥٠١ ، ح ٢٦ ، مرسلاً عن عليّ بن محمّد الصيمريالوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٩ ، ح ١٥٠٧.

(١٢). هكذا في « بس ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بف » والمطبوع والإرشاد : « الهمداني ».

٦٧٤

كَانَ(١) لِلنَّاحِيَةِ عَلَيَّ خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ(٢) ، فَضِقْتُ بِهَا ذَرْعاً(٣) ، ثُمَّ قُلْتُ(٤) فِي نَفْسِي : لِي حَوَانِيتُ اشْتَرَيْتُهَا بِخَمْسِمِائَةٍ(٥) وَ ثَلَاثِينَ دِينَاراً قَدْ جَعَلْتُهَا لِلنَّاحِيَةِ(٦) بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ وَلَمْ أَنْطِقْ(٧) بِهَا(٨) ، فَكَتَبَ إِلى مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ(٩) : « اقْبِضِ الْحَوَانِيتَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بِالْخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ الَّتِي لَنَا عَلَيْهِ».(١٠)

١٣٨٥/ ٢٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :

بَاعَ جَعْفَرٌ(١١) فِيمَنْ بَاعَ صَبِيَّةً جَعْفَرِيَّةً(١٢) كَانَتْ فِي الدَّارِ يُرَبُّونَهَا(١٣) ، فَبَعَثَ بَعْضَ‌

__________________

=والصواب ما أثبتناه ؛ فقد ذكر الشيخ الصدوق فيكمال الدين ، ص ٤٤٢ ، ح ١٦ ، محمّد بن كَشمَرد ، جعفر بن حمدان ومحمّد بن هارون بن عمران ممّن وقف على معجزات صاحب الزمانعليه‌السلام من همدان - بالدال المهملة - ، لكنّ المذكور فيالبحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٠ ، ح ٢٦ - نقلاً عنكمال الدين : « هَمَذان » ، وهو الصواب ؛ فإنّ النجاشي ذكر في ترجمة محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن محمّد الهَمَذاني وكيل الناحية ، العزيز بن زُهير كأحد الوكلاء بهَمَذان وقال : « هو أحد بني كَشْمَرد ». وذكر الحسن بن هارون بن عمران الهَمَذاني أيضاً في جملة وكلاء الناحية بهَمَذان. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٤٤ ، الرقم ٩٢٨.

والمحتمل قويّاً أنّ محمّد بن هارون بن عمران هذا ، والحسن بن هارون بن عمران المذكور فيرجال النجاشي أخوان.

(١). في « بس » : « كانت ».

(٢). في « بر » : « خمسمائة وثلاثين ديناراً ». وفي « بح » : + « ولم أنطق بها ».

(٣). « ضاق بالأمر ذَرْعاً » : شقّ عليه. والأصل : ضاق ذرعُه ، أي طاقَتُه وقوّته ، فاُسند العقل إلى الشخص.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ١٠٩١ ؛الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١١ ( ضيق ).

(٤). في « بح » : « فقلت ».

(٥). في الإرشاد : + « دينار ».

(٦). في « ب » : + « عليّ ».

(٧). فيالوافي : « ولم أنطلق ».

(٨). في الإرشاد : « بذلك ».

(٩). في « ف » والوافي : « جعفر بن محمّد ».

(١٠).الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ ، عن عليّ بن محمّد.كمال الدين ، ص ٤٩٢ ، ح ١٧ ، بسنده عن محمّد بن هارون ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٩ ، ح ١٥٠٨.

(١١). يعني به المشهور بالكذّاب.

(١٢). « صبيّة جعفريّة » يعني من أولاد جعفر بن أبي طالب. وفي « بح » : « فيما كانت ».

(١٣) في « ب ، ج ، ض ، بح » : « يَرُبّونها ». يقال : ربّ الولدَ وربّاه ، وهما بمعنى. والأوّل مضاعف والثاني ناقص واويّ من التفعيل.

٦٧٥

الْعَلَوِيِّينَ ، وَأَعْلَمَ الْمُشْتَرِيَ خَبَرَهَا(١) ، فَقَالَ الْمُشْتَرِي : قَدْ طَابَتْ نَفْسِي بِرَدِّهَا ، وَأَنْ لَا أُرْزَأَ(٢) مِنْ ثَمَنِهَا شَيْئاً ، فَخُذْهَا ، فَذَهَبَ الْعَلَوِيُّ ، فَأَعْلَمَ أَهْلَ النَّاحِيَةِ الْخَبَرَ ، فَبَعَثُوا إِلَى الْمُشْتَرِي بِأَحَدٍ وَ أَرْبَعِينَ دِينَاراً ، وَأَمَرُوهُ(٣) بِدَفْعِهَا إِلى صَاحِبِهَا.(٤)

١٣٨٦/ ٣٠. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ قَالَ :

كَانَ رَجُلٌ مِنْ نُدَمَاءِ(٥) « روز حسنى(٦) » وَآخَرُ مَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ : هُوَ ذَا(٧) يَجْبِي الْأَمْوَالَ ، وَلَهُ وُكَلَاءُ ، وَسَمَّوْا جَمِيعَ الْوُكَلَاءِ فِي النَّوَاحِي ، وَأُنْهِيَ ذلِكَ إِلى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَزِيرِ ، فَهَمَّ الْوَزِيرُ بِالْقَبْضِ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ السُّلْطَانُ : اطْلُبُوا أَيْنَ هذَا الرَّجُلُ ؛ فَإِنَّ هذَا أَمْرٌ غَلِيظٌ ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ : نَقْبِضُ(٨) عَلَى الْوُكَلَاءِ ، فَقَالَ السُّلْطَانُ : لَا ، وَلكِنْ دُسُّوا(٩) لَهُمْ(١٠) قَوْماً لَايُعْرَفُونَ بِالْأَمْوَالِ(١١) ، فَمَنْ قَبَضَ مِنْهُمْ شَيْئاً قُبِضَ عَلَيْهِ.

قَالَ : فَخَرَجَ بِأَنْ يَتَقَدَّمَ إِلى جَمِيعِ الْوُكَلَاءِ أَنْ(١٢) لَايَأْخُذُوا مِنْ أَحَدٍ شَيْئاً ، وَأَنْ يَمْتَنِعُوا(١٣) مِنْ ذلِكَ ، وَيَتَجَاهَلُوا(١٤) الْأَمْرَ.

__________________

(١). فيالوافي : « بخبرها » وقال : « يعني بأنّها حرّة هاشميّة ، ليست بمملوكة ».

(٢). أي لا أنقص ، فأصل الرُّزء : النقص. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢١٨ ( رزأ ).

(٣). في البحار : « فأمروه ».

(٤).الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٧٩ ، ح ١٥٠٩ ؛البحار ، ج ٥٠ ، ص ٢٣٢ ، ح ٨.

(٥). « النديم » : المنادم على الشُرب ، وجمعه : نِدام ونُدَماء.المصباح المنير ، ص ٥٩٨ ( ندم ).

(٦). في حاشية « ف » : « دورحسنى ». وفي « بر » وحاشية « ض ، بف » وحاشية المطبوع : « بدرحسنى ». وفي « بف » : « زورحسنى ». وفي « ب ، ج » : « روزحُسْنى ». وفيالوافي : « روز حسنى ، كأنّه كان والياً بالعسكر ».

(٧).فيالوافي : « هو ذا ، أشار به إلى الصاحبعليه‌السلام ».

(٨). في « بس » : « يقبض ».

(٩). « دسّوا » : أمر من الدسّ ، وهو الإخفاء ودفن الشي‌ء تحت الشي‌ء. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٤٨ ( دسس ). (١٠). في « بح » : « له ».

(١١). فيالوافي : « بالأموال متعلّق بدسّوا ، يعني أرسلوا إليهم سرّاً بالأموال على أيدي من لا يعرفهم الوكلاء ».

(١٢). في « ف ، بف » : - « أن ».

(١٣) في « بس » : « وأن يمنعوا ».

(١٤) في « ض ، بف » : « ويتجاهل ».

٦٧٦

فَانْدَسَّ لِمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ رَجُلٌ لَايَعْرِفُهُ وَخَلَا بِهِ ، فَقَالَ : مَعِي مَالٌ أُرِيدُ أَنْ أُوصِلَهُ ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ : غَلِطْتَ ، أَنَا لَا أَعْرِفُ مِنْ هذَا شَيْئاً فَلَمْ يَزَلْ يَتَلَطَّفُهُ ، وَمُحَمَّدٌ يَتَجَاهَلُ عَلَيْهِ ؛ وَبَثُّوا الْجَوَاسِيسَ ، وَامْتَنَعَ الْوُكَلَاءُ كُلُّهُمْ ؛ لِمَا كَانَ تَقَدَّمَ(١) إِلَيْهِمْ.(٢)

١٣٨٧/ ٣١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ :

خَرَجَ نَهْيٌ عَنْ زِيَارَةِ مَقَابِرِ قُرَيْشٍ وَالْحَيْرِ(٣) ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَشْهُرٍ دَعَا الْوَزِيرُ الْبَاقَطَائِيَّ ، فَقَالَ لَهُ(٤) : الْقَ بَنِي الْفُرَاتِ(٥) والْبُرْسِيِّينَ ، وَقُلْ لَهُمْ : لَايَزُورُوا(٦) مَقَابِرَ قُرَيْشٍ ؛ فَقَدْ أَمَرَ الْخَلِيفَةُ أَنْ يُتَفَقَّدَ كُلُّ مَنْ زَارَ(٧) ، فَيُقْبَضَ عَلَيْهِ.(٨)

١٢٦ - بَابُ(٩) مَا جَاءَ فِي الِاثْنَيْ عَشَرَ وَالنَّصِّ عَلَيْهِمْ عليهم‌السلام (١٠)

١٣٨٨/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ :

__________________

(١). في « بح » : « يقدم ».

(٢).الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٨٠ ، ح ١٥١٠ ؛البحار ، ج ٥١ ، ص ٣١٠ ، ح ٣٠.

(٣). في « ب ، ض ، بح ، بس » : « والحيرة ». وفي « بر ، بف » وحاشية « ض ، بح » : « والحائر ». وفي الإرشاد : « والحائرعلى ساكنيها السلام » بدل « والحير ». وفيالوافي : « الحير والحائر مدفن الحسينعليه‌السلام بكربلاء ويقالان لكربلاء كلّها».

(٤). في « بف » : - « له ».

(٥). فيالوافي : « ولعلّ المراد ببني الفرات من كان بحواليه. وقيل : هم قوم من رهط أبي الفتح الفضل بن جعفر بن فرات من وزراء بني العبّاس مشهورين بمحبّة أهل البيتعليهم‌السلام . و « البرس » بلدة بين الكوفة والحلّة ، وكأنّهم يجعلون زيارة الحسينعليه‌السلام وزيارة مقابر قريش من علامة التشيّع والرفض ».

(٦). في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » والوافي والإرشاد : « لا تزوروا ».

(٧). في الإرشاد : « زاره ».

(٨).الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٦٧ بسنده عن الكليني ؛الغيبة للطوسي ، ص ٢٨٤ ، ح ٢٤٤ ، عن الكلينيالوافي ، ج ٣ ، ص ٨٨١ ، ح ١٥١١. (٩). في « ج » : - « باب ».

(١٠). في « ب ، ج » : « عليهم رحمة من الله وسلام ».

٦٧٧

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِيعليه‌السلام (١) ، قَالَ : « أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام (٢) وَمَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّعليه‌السلام وَهُوَ مُتَّكِئٌ(٣) عَلى يَدِ سَلْمَانَ ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، فَجَلَسَ(٤) ، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ واللِّبَاسِ ، فَسَلَّمَ عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ، فَجَلَسَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثِ مَسَائِلَ إِنْ أَخْبَرْتَنِي بِهِنَّ ، عَلِمْتُ أَنَّ الْقَوْمَ رَكِبُوا(٥) مِنْ أَمْرِكَ مَا قُضِيَ عَلَيْهِمْ(٦) ، وَأَنْ(٧) لَيْسُوا بِمَأْمُونِينَ فِي دُنْيَاهُمْ وَآخِرَتِهِمْ ؛ وإِنْ تَكُنِ الْأُخْرى ، عَلِمْتُ أَنَّكَ وَهُمْ شَرَعٌ(٨) سَوَاءٌ ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : سَلْنِي عَمَّا(٩) بَدَا لَكَ.

قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ الرَّجُلِ إِذَا نَامَ أَيْنَ تَذْهَبُ(١٠) رُوحُهُ؟ وَعَنِ الرَّجُلِ كَيْفَ يَذْكُرُ وَيَنْسى؟ وَعَنِ الرَّجُلِ كَيْفَ يُشْبِهُ وَلَدُهُ الْأَعْمَامَ وَالْأَخْوَالَ؟

فَالْتَفَتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام إِلَى الْحَسَنِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، أَجِبْهُ ».

__________________

(١). ورد الخبر فيعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٦٥ ، ح ٣٥ ، بسنده عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن ‌أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام . والظاهر إمّا زيادة « الباقر » في عنوان الإمامعليه‌السلام أو كونه محرّفاً من « الثاني » ؛ فإن أبا هاشم الجعفري من أصحاب أبي جعفر محمّد بن علي الجوادعليه‌السلام . راجع :رجال البرقي ، ص ٥٦ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٧٥ ، الرقم ٥٥٥٣ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٨١ ، الرقم ٢٧٧.

(٢). في العيون وكمال الدين : + « ذات يوم ».

(٣). في « ج ، ف » وحاشية « بر » والوافي : « متّكٍ ». أصله متّكئ ، قلبت الهمزة ياءً فحذفت. وفيكمال الدين ‌ والعيون : « وسلمان الفارسيرضي‌الله‌عنه وأمير المؤمنينعليه‌السلام متّكئ » بدل « وهو متّكئ ».

(٤). في العيون والغيبة : - « فجلس ».

(٥). في العيون والغيبة : « قد ركبوا ».

(٦). فيمرآة العقول : « ما قضي عليهم ، على بناء المجهول ، أي حكم عليهم بالبطلان ، أو بأنّهم أصحاب النار بسببهم. أو على بناء المعلوم ، والضمير للموصول توسّعاً ».

(٧). في العيون وكمال الدين والعلل : « ما أقضي عليهم أنّهم ».

(٨). « شرع » : أي متساوون لا فضلَ لأحد فيه على الآخر. وهو مصدر بفتح الراء وسكونها يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمذكّر والمؤنّث.النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٦١ ( شرع ).

(٩). في « بر » : « ما ».

(١٠). في « ف ، بف » والوافي : « يذهب ».

٦٧٨

قَالَ(١) : « فَأَجَابَهُ الْحَسَنُعليه‌السلام ، فَقَالَ الرَّجُلُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَلَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَلَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِذلِكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَصِيُّ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَالْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ - وَأَشَارَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام - وَلَمْ أَزَلْ أَشْهَدُ بِهَا ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَصِيُّهُ وَالْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ(٢) - وَأَشَارَ إِلَى الْحَسَنِعليه‌السلام - وَأَشْهَدُ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ وَصِيُّ(٣) أَخِيهِ(٤) والْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ بَعْدَهُ(٥) ، وَأَشْهَدُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ الْحُسَيْنِ بَعْدَهُ ، وَأَشْهَدُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَأَشْهَدُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِأَنَّهُ(٦) الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدٍ(٧) ، وَأَشْهَدُ عَلى مُوسى أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَأَشْهَدُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، وَأَشْهَدُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيِّ بْنِ مُوسى ، وَأَشْهَدُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بِأَنَّهُ(٨) الْقَائِمُ بِأَمْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَأَشْهَدُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بِأَنَّهُ(٩) الْقَائِمُ بِأَمْرِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَأَشْهَدُ عَلى رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ(١٠) لَايُكَنّى وَلَايُسَمّى حَتّى يَظْهَرَ أَمْرُهُ ، فَيَمْلَأَهَا(١١) عَدْلاً ، كَمَا مُلِئَتْ(١٢) جَوْراً ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ.

ثُمَّ قَامَ فَمَضى(١٣) ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(١٤) : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، اتْبَعْهُ ، فَانْظُرْ أَيْنَ يَقْصِدُ ،

__________________

(١). في الغيبة : - « قال ».

(٢). في العيون : + « بعدك ».

(٣). في « بح ، بس » : + « أبيه و ».

(٤). في « ف ، بف » وحاشية « ج » والعلل والغيبة : « أبيه ». وفي العيون وكمال الدين : « أبيك ».

(٥). في « ف ، بر ، بس ، بف » والعلل والعيون وكمال الدين والغيبة : « بعدك ».

(٦). في « ب » والعلل والعيون وكمال الدين والغيبة : « أنّه ».

(٧). في « ج » والوافي والعلل والعيون وكمال الدين والغيبة : + « بن عليّ ». وفي « ف » : + « بعده ».

(٨). في « ب » والعلل والعيون وكمال الدين : « أنّه ».

(٩). في « بر » والعلل والعيون وكمال الدين : « أنّه ».

(١٠). في العلل : « الحسين ». وفي العيون وكمال الدين : + « بن عليّ ».

(١١). في « بس » : + « قسطاً و ». وفي كمال الدين : « فيملأ الأرض ».

(١٢). في الغيبة : + « ظلماً و ».

(١٣) في العيون : « ومضى ».

(١٤) في العلل : + « للحسنعليه‌السلام ».

٦٧٩

فَخَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّعليهما‌السلام ، فَقَالَ(١) : مَا كَانَ إِلَّا أَنْ وَضَعَ رِجْلَهُ خَارِجاً مِنَ الْمَسْجِدِ ، فَمَا دَرَيْتُ أَيْنَ أَخَذَ مِنْ أَرْضِ اللهِ ، فَرَجَعْتُ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فَأَعْلَمْتُهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، أَتَعْرِفُهُ؟ قُلْتُ(٢) : اللهُ وَرَسُولُهُ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ.

قَالَ(٣) : هُوَ الْخَضِرُعليه‌السلام ».(٤)

١٣٨٩/ ٢. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ مِثْلَهُ سَوَاءً.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى : فَقُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ(٥) ، وَدِدْتُ أَنَّ هذَا الْخَبَرَ جَاءَ مِنْ غَيْرِ جِهَةِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ(٦) ، قَالَ : فَقَالَ : لَقَدْ حَدَّثَنِي قَبْلَ الْحَيْرَةِ(٧) بِعَشْرِ سِنِينَ.(٨)

١٣٩٠/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ظَرِيفٍ ؛

__________________

(١). في الغيبة : + « له ».

(٢). في « ب » والعيون وكمال الدين والغيبة : « فقلت ».

(٣). في « بر » والعلل والعيون وكمال الدين والغيبة : « فقال ».

(٤).الغيبة للطوسي ، ص ١٥٤ ، ح ١١٤ .بسنده عن الكليني. وفيالغيبة للنعماني ، ص ٥٨ ، ح ٢ ؛وعلل الشرائع ، ص ٩٦ ، ح ٦ ؛وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٦٥ ، ح ٣٥ ؛وكمال الدين ، ص ٣١٣ ، ح ١ ، بسندها عن أحمد بن محمّد البرقي ، مع زيادة. وفيتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٤٩ ، بسنده عن داود بن القاسم الجعفري ، إلى قوله : « فأجابه الحسنعليه‌السلام » ؛ وفيه ، ص ٤٤ ، مضمراً ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ ، ح ٧٥٦.

(٥). في « ف » : - « يا أبا جعفر ».

(٦). فيمرآة العقول : « وفيه ذمّ لأحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، وكان من أفاخم المحدّثين وثقاتهم ، وله‌تصانيف كثيرة مشهورة لم يبق منها إلّا كتاب المحاسن ». وللمزيد راجع مقدمة محاسن البرقي المطبوع بعناية السيّد جلال الدين المحدثرحمه‌الله .

(٧). قال العلّامة الشعراني : « الأظهر أنّ المراد بها [ الحيرة ] الغيبة ، ومقصود الراوي دفع القدح فيه بأنّ احمد بن أبي عبدالله وإن كان ضعيفاً ، لكنّ الخبر متضمّن للخبر عن الغيب ؛ إذ أخبر بالغيبة قبل عشر سنين من وقوعها ». راجع :حاشية السيّد بدرالدين ، من ٢٨٠ ؛شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٣٦٠ ؛مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ٢٠٨.

(٨).الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٠٠ ، ح ٧٥٧.

٦٨٠