كتاب الرجال لابن داوود

كتاب الرجال لابن داوود0%

كتاب الرجال لابن داوود مؤلف:
الناشر: منشورات الشريف الرضي
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 318

كتاب الرجال لابن داوود

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: لتقى الدين الحسن بن على بن داود الحلى
الناشر: منشورات الشريف الرضي
تصنيف: الصفحات: 318
المشاهدات: 82947
تحميل: 8875

توضيحات:

كتاب الرجال لابن داوود
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 318 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 82947 / تحميل: 8875
الحجم الحجم الحجم
كتاب الرجال لابن داوود

كتاب الرجال لابن داوود

مؤلف:
الناشر: منشورات الشريف الرضي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

كتاب الرجال

لابن داوود

لتقى الدين الحسن بن على بن داود الحلى قدس سره

١
٢

ترجمة حياة المؤلف :

بقلم : العلامة السيد محمد صادق بحر العلوم

الشيخ تقي الدين أبو محمد الحسن بن علي بن داود الحلي ، وقد يسمى في بعض المعاجم الرجالية الحسن بن داود نسبة إلى الجد ، وهو متعارف.

ولدرحمه‌الله خامس جمادى الآخرة سنة (647) كما أرخ هو بذلك في ترجمة نفسه في القسم الاول من كتابه ـ هذا.

كان عالما فاضلا جليلا فقيها صالحا محقق متبحرا أديبا موصوفا في الاجازات وفي المعاجم الرجالية بسلطان العلماء والبلغاء وتاج المحدثين والفقهاء.

نشأ نشأة صالح وتربى في أحضان العلماء الفطاحل في عصره من أساطين الحلة يوم صارت الحلة مركزا علميا لشيعة تشد إليها الرحال من كل حدب وصوب الارتواء من منهلها الصافي العذب وبنيت فيها المدارس العلمية ، حتى برز من عالي مجلس الشيخ نجم الدين الحلي صاحب ( الشرايع ) أكثر من أربعمائة مجتهد جهابذة ، وفيها بيوت خرج منها علماء فضلاء أعلام ، مثل بني طاووس وبني نما وبني سعيد وبني المطهر وآل معية ، وغيرهم ، فلا غرو أن صار المترجم له خريج هذه المدارس العالية علما من الاعلام يشار إليه بالبنان واشتهر صيته ونبغ في عصره ووصف في المعاجم بكل وصف جميل ، فقد برع في كل العلوم والفنون كالفقه والاصول والتفسير والادب والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والعروض براعة متخصص فنان في كل واحد منها.

كان المترجم له معاصرا للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر ، وشريكا له في الدرس عند المحقق الحلي صاحب ( الشرايع ) جعفر بن

٣

سعيدرحمه‌الله والعلامة الحلي أصغر منه بسنة فان العلامة ـ كما ذكر في ترجمة نفسه في الخلاصة ـ ولد تاسع وعشرين شهر رمضان سنة 648 ه‍ ، وابن داود ولد ـ كما عرفت ـ في خامس جمادى الآخرة سنة 647 ه‍ ، ويعبر عنه ابن داود في رجاله ـ عند انتقاده له ـ في بعض التراجم بقوله : ( بعض أصحابنا ) ولم يصرح باسمه.

ومن الغريب أن ابن داود ترجم للعلامة الحلي في كتاب رجاله في القسم الاول منه ولكن العلامة لم يذكره في ( خلاصته ) مع انه معاصره وشريكه في الدرس عند المحقق الحلي ـ كما عرفت ـ وذلك مما يستدعي الغرابة. ولم يذكر أرباب المعاجم أسبابا لذلك ، ولعلهم لا يعرفونها.

مشايخه :

تلمذ على السيد جمال الدين أحمد ابن طاووسرحمه‌الله كما ذكر هو نفسه في ترجمته من القسم الاول فقال : ( أحمد بن موسى ابن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الحسني ، سيدنا الطاهر الامام المعظم. فقيه أهل البيت جمال الدين أبو الفضائل مات سنة 673 ه‍ ، مصنف مجتهد ، كان أورع فضلاء زمانه ، قرأت عليه أكثر ( البشرى ) و ( الملاذ ) وغير ذلك من تصانيفه ورواياته. رباني وعلمني وأحسن إلي ، واكثر فوائد هذا الكتاب ـ يعني كتاب الرجال ـ ونكته من إشاراته وتحقيقاته ) ويريد بالبشرى ( بشرى المحققين ) في الفقه ست مجلدات ، وبكتاب ( الملاذ ) الذي هو في الفقه أربع مجلدات.

وتلمذ أيضا على ولده السيد عبد الكريم ابن السيد أحمد ابن طاووس. صاحب كتاب ( فرحة الغرى ) ، وقد ترجم له في كتابه في

٤

القسم الاول منه ، فمما قال : ( وكان أوحد زمانه ، حائري المولد ، حلي المنشأ ، بغدادي التحصيل ، كاظمي الخاتمة ، ولد في شعبان سنة 648 ه‍ ، وتوفي شوال سنة 693 ه‍ ، وكان عمره خمسا وأربعين سنة وشهرين وأياما كنت قرينه طفلين إلى أن توفى ـ قدس الله روحه ـ ما رأيت قبله ولا بعده كخلقه وجميل قاعدته ثانيا ، ولا لذكائه وقوة حافظته مماثلا. ، ما دخل في ذهنه شيء فكاد ينساه ، حفظ القرآن في مدة يسيرة وله إحدى عشرة سنة ، استقل بالكتابة ، واستغنى عن المعلم في أربعين يوما ، وعمره إذ ذاك أربع سنين ولا تحصى مناقبه وفضائله ).

وتلمذ ـ أيضا ـ على الامام نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن ابن يحيى بن سعيد الحليرحمه‌الله وقد ترجم له في كتابه وقال : ( قرأت عليه ورباني صغيرا. وكان له علي إحسان عظيم والتفات ، وأجازني جميع ما صنفه وقرأ ورواه. وكل ما تصح روايته عنه ، توفى في شهر ربيع الآخر سنة (676) )

وعلى الشيخ مفيد الدين محمد بن علي بن محمد بن جهيم الاسدي ، كما صرح به عند ذكر طرقه في اول كتابه ـ هذا ـ.

تلامذته الراوون عنه :

يروي عنه : رضي الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن يحيى المزيدي الحلي المتوفى سنة 757 ه‍ ، والشيخ زين الدين علي بن أحمد بن طراد المطارابادي المتوفى بالحلة سنة 762 ه‍ يوم الجمعة اول رجب ، كما ذكره الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة للشيخ حسين بن عبد الصمد ـ والد اليشخ البهائي ـ التي ذكرها المجلسي في كتاب الاجازات الملحق بآخر كتاب بحار الانوار ( ص 84 ) وذكرها أيضا الشيخ يوسف البحراني في كشكوله ( ج 2 ـ ص 201 ) من طبع النجف الاشرف ، ويروي عنه

٥

ـ أيضا ـ السيد تاج الدين أبو عبد الله محمد ابن السيد جلال الدين أبي جعفر القاسم بن الحسين العلوي الحسني الديباجي الحلي المعروف بابن معية ، الذي عبر عنه الشهيد الاولرحمه‌الله في بعض إجازاته بأنه أعجوبة الزمان في جميع الفضائل والماثر ، قال الشيهد الاول في ( مجوعته ) التي هي بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي ( جد الشيخ البهائي ) : ( إن هذا السيد المذكور مات في (8) ربيع الثاني سنة (776) ه‍ ، بالحلة وحمل إلى مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام )

وتوجد في ( مكتبة دانشكاه بطهران ) نسخة من كتاب ( بناء المقالة العلوية في نقض الرسالة العثمانية ) التي هي للجاحظ ، ونقضها السيد جمال الدين أبو الفضل أحمد بن موسى ابن طاووس الحسني الحلي ـ طاب ثراه ـ المتوفى سنة 673 ه‍. كتب هذه النسخة بخط الجيد تلميذه ابن داود الحلي ( المترجم له ) وقد فرغ من كتابتها في شوال سنة 665 ه‍. وكان قد قرأها على أستاذه ابن طاووس المذكور وعلى ظهر النسخة وآخرها قصائد بخطه أيضا لاستاذه المذكور في أهل البيت ( ع ) منها قصيدتي التي أنشأها عند عزمه مع تلميذه ابن داود على التوجه إلى مشهد أمير المؤمنين ( ع ) لعرض كتابه ( بناء المقالة العلوية ) على الامام ( ع ) مستجديا سبب يديه ، وهي ثمانية أبيات ، مطلعها :

أتينا تباري الريح منا عزائم

إلى ملك يستثمر الغوث آمله

ومنها : قصيدته التي أنشأها حين تأخرت السفينة التي يتوجه فيها إلى الحضرة المقدسة الغروية ، وهي سبعة أبيات مطلعها :

لئن عاقني عن قصد ربعك عائق

فوجدي لانفاسي إليك طريق

وكتب ابن داود ـ أيضا في آخر النسخة التي بخطه ما هذا نصه :

« ومما سطره ـ أجل الله به أولياءه ـ عند قراءتنا هذا الكتاب ـ

٦

يعني ( بناء المقالة العلوية ـ لدى الضريح المقدس عند الرأس الشريف ـ صلى الله عليه ـ لما قصدنا مشهد مولانا أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ إبان الزيارة الرجبية النبوية عرضنا عليه هذا الكتاب قارئين له بخدمته ، لائذين بحرم رأفته. مستهطلين سحاب إغاثته ، في خلوة من الجماعات ، المتكاثراث الشاغلات ، وأنشد مجده بعض من كان معنا ما اتفق من مخاطباتنا ومناقشاتنا ، وغير ذلك من كلام يناسب حالنا في مقام حاثين عزائمه على مبراتنا ، واجابة دعواتنا ولجأنا إليه إلتجاء الجدب الداثر إلى السحاب ، والمسافر المبعد إلى الاقتراب ، والمريض إلى زوال الاوصاب. وذي الحريض إلى إماطة مخاطر الفناء والذهاب ، ومن فعل ذلك من بعض أتباع مولانا ـ صلوات الله عليه ـ خليق باقتطاف ثمرات البغية من دوح يديه ، فكيف وهو الاصل الباذخ ، والملك العدل السامق الشامخ ، غير مستغش في خيبة سائلية ، وإجاء رجاء آمليه ، بل البناء على أن المسائل ناجحة وإن تأخرت ، والفواضل سانحة لدينه وإن تبعدت :

يلوح بافاق المناجح سعدها

وإن قذفت بالبعد عنها العوائق

كما الغيث يزجي في زمان وتارة

تخاف عزاليه الدواني الدوافق »

 أقوال العلماء فيه :

قال الخوانساري في روضات الجنات ـ بعد إطرائه ـ : « يروي عنه الشهيد بواسطة الشيخ علي بن أحمد المزيدي وابن معية وأمثالها ».

وفي أمل الآمل للحر العاملي ! « الحسن بن علي بن داود الحلي. كان عالما فاضلا جليلا صالحا محقق متبحرا من تلامذة المحقق نجم الدين الحلي يروي عنه الشهيد بواسطة ابن معية ».

وقال الشهيد الثاني في إجازته للحسين بن عبد الصمد العاملي ( والد الشيخ البهائي ) عند ذكر ابن داود : « الشيخ الفقيه الاديب

٧

النحوي العروضي ، ملك العلماء والشعراء والادباء ، تقي الدين الحسن ابن علي ابن داود الحلي. صاحب التصانيف الغزيرة ، والتحقيقات الكثيرة التي من جملتها ( كتاب الرجال ) سلك فيه مسلكا لم يسبقه أحد من الاصحاب. ومن وقف عليه علم جلية الحال فيما أشرنا إليه ، وله من التصانيف في الفقه نظما ونثرا مختصرا ومطولا. وفي العربي والمنطق والعروض وأصول الدين نحو من ثلاثين مصنفا كلها في غاية الجودة ».

وقال الشهيد في إجازته للشيخ محمد بن عبد علي بن نجدة ـ عند ذكره ـ : « الشيخ الامام سلان الادباء. ملك النظم والنثر المبرز في النحو والعروض ».

وقال الشيخ علي بن عبد العالي الكركي في إجازته الكبيرة للقاضي صفي الدين عيسى « الشيخ الامام سلطان الادباء والبلغاء. تاج المحدثين والفقهاء تقي الدين الحسن بن داود ، صاحب كتاب الرجال وغيره ».

وذكره السيد مصطفى التفريشي في ( نقد الرجال ) فقال : « الحسن بن علي بن داود من أصحابنا المجتهدين شيخ جليل من تلاميذ الامام المحقق نجم الدين أبي القاسم الحلي ، والامام المعظم ، فقيه أهل البيت ، جمال الدين ابن طاووسرحمه‌الله ، له أزيد من ثلاثين كتابا نظما ونثرا ، وله في علم الرجال كتاب معروف حسن الترتيب إلا أن فيه أغلاطا كثيرة ، غفر الله له » ونقل الميرزا محمد الاسترابادي في ( الوسيط ) عن التفريشي عين ما ذكره ولم يزد عليه.

وذكره المحقق الكركي أيضا في إجازته للشيخ الجليل الشيخ علي ابن عبد العالي الميسي. وولده الشيخ إبراهيم بن علي. ونعته بالشيخ الامام سلطان الادباء والبلغاء ، تاج المحدثين والفقهاء تقي الدين الحسن ابن داود ، أنظر الاجازة المذركوة في كتاب الاجازات الذي ألحقه المجلسي في آخر كتابه البحار ص(56) وانظر العبارة المذكورة في نعته ( ص 51 )

٨

وفي مستدرك الوسائل للحاج ميرزا حسين النوريرحمه‌الله في الخاتمة ( ص 442 ) : « الفاضل الاديب تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي ، المعروف بابن داود ، صاحب التصانيف الكثيرة التي منها كتاب الرجال ( الخ ). ».

وفي رياض العلماء للميرزا عبدالله أفندي : « الشيخ تقي الدين أبو محمد الحسن بن علي بن داود الحلي. الفقيه الجليل ، رئيس أهل الادب ، ورأس أرباب الرتب العالم الفاضل الرجالي النبيل المعروف بابن داود صاحب كتاب الرجال. وقد يعبر عنه بالحسن بن داود اختصارا ، من باب النسبة إلى الجد ، وهذا الشيخ حاله في الجلالة أشهر من أن يذكر ، وأكثر من أن يسطر ، وكان شريكا ، في الدرس مع السيد عبد الكريم ابن جمال الدين أحمد بن طاووس الحلي عند المحقق وغيره ، وله سبط فاضل وهو الشيخ أبو طالب بن رجب ».

وأبو طالب ـ هذا ـ يقال : هو العالم الذي ينقل عنه دعاء الجوشن الكبير وشرحه ، كذا ذكره شيخنا العلامة المحدث الشيخ عباس القميرحمه‌الله عند ترجمته. في الكنى والالقاب.

وفي سماء المقال في تحقيق علم الرجال. للعلامة أبي الهدى الكلباسي الاصفهاني ( ص 91 ) : « قطب دائرة العلم والكمال. ومركز محيط الفضل والافضال ، مالك أزمة الفاضل بالقض والقضيض ، وممتد الباع في السجع والقريض ، الفاتح لباب الفضل المسدود ، الحسن بن علي بن داود ».

وفي الكنى والالقاب لشيخنا العلامة المتبحر ( ج 1 ـ ص 271 ) : « تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي. الشيخ العالم الفاضل الجليل الفقيه المتبحر صاحب كتاب الرجال ونظم التبصرة وغيرهما مما ينوف على الثلاثين ».

٩

وأطراه جل أهل المعاجم الرجالية ، ونعتوه بالعلم والفضل والادب.

مؤلفاته :

ذكر جملة من مؤلفاته في ترجمة نفسه من الكتاب ، ولولاها لضاعت أسماؤها كما ضاعت هي نفسها ، فانه لا يعرف منها اليوم غير كتاب الرجال ، قال : منها في الفقيه ( تحصيل المنافع ) ، قال صاحب ( رياض العلماء ) : « لعله شرح على الشرايع أو المختصر النافع ، وسماه سبط الشيخ علي الكركي في رسالة اللمعة في تحقيق أمر الجمعة ـ إيضاح المنافع » قال سيدنا المحسن الامينرحمه‌الله في أعيان الشيعة : توجد نسخته في مكتبة السد اسد الله باصفهان.

ثم ذكر المؤمن بقية مؤلفاته في ترجمة نفسه ، فراجعها ، ولعل له تآليف أخرى بعد تاريخ تأليفه لكتاب الرجال.

قال سيدنا المحسن الامينقدس‌سره « وجدنا له منظومة في الامامة وهي حسنة الاسلوب جيدة النظم ، سهلة الفهم ، ويمكن أن تكون الواقعة المذكورة فيها حقيقية ، ويمكن أن تكون خيالية تصويرية. ولعلها إحدى المنظومات التي ذكرها في مؤلفاته. قال فيها ـ بعد الحمد والصلاة والشكر على نعمة مجاورة قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام :

وقد جرت لي قصة غريبة

قد نتجت قضية عجيبة

فاعتبروا فيها ففيها معتبر

يغني عن الاغراق في قوس النظر

حضرت في بغداد دار علم

فيها جبال نظر وفهم

في كل يوم لهم مجال

تدنو به الاوجال والآجال

لابد أن يسفر عن جريح

بصارم الحجة أو طريح

لما اطمأنت بهم المجالس

ووضعت لاماتها الفوارس

١٠

واجتمع المدرسون الاربعة

في خلوة اراؤهم مجتمعة

حضرت في مجلسهم فقالوا

أنت فقيه وهنا سؤال

ماذا ترى أحق بالتقدم

بعد رسول الله هادي الامم

فقلت فيه نظر يحتاج

أن يترك العناد واللجاج

وكلنا ذووا عقول ونظر

وفكرة صالحة ومعتبر

فلنفرض الآن قضي النبي

واجتمع الدني والقصي

وأنتم مكان أهل العقد

والحل بل فوقهم في النقد

فالتزموا قواعد الانصاف

فانها من شم الاشراف

لما قضي النبي قال الاكثر

إن أبا بكر هو المؤمر

وقال قوم ذاك للعباس

وانقرضوا وقال باقي الناس

ذاك علي والجميع مدعي

أن سواه للمحال يدعي

فهل ترون أنه لما قضى

نصل على خليفة أم فوصنا

ترتيبه بعد إلى الرعايا

ليجمعوا على الامام رايا

إلى (108) بيتا في المحاججة برهن فيها على رأيه في إمامة علي أمير المؤمنين ( ع ) ورد مخالفيه ، راجعها في أعيان الشيعة ( ج 22 ـ ص 323 ـ 349 ).

التعريف بكتاب الرجال :

قد عرفت قول الشهيد الثانيرحمه‌الله في إجازته للشيخ حسين ابن عبد الصمد العاملي ـ عند ذكره رجال ابن داود ـ : « سلك فيه مسلكا لم يسبقه أحد من الاصحاب ».

وقال صاحب أمل الآمل : « سلوكه في كتاب الرجال أنه رتبه على الحروف الاول فالاول في الاسماء وأسماء الآباء والاجداد ، وجمع جميع

١١

ما وصل إليه من كتب الرجال مع حسن الترتيب وزيادة التهذيب ، فنقل ما في فهرستي الشيخ والنجاشي ، والكشي ، وكتاب الرجال للشيخ ، وكتاب ابن الغضائري ، والبرقي والعقيقي ، وابن عقدة ، والفضل بن شاذان ، وابن عبدون ، وغيرها ، وجعل لكل كتاب علامة ، بل لكل باب حرفا أو حرفين ، وضبط الاسماء ، ولم يذكر من المتأخرين عن الشيخ إلا أسماء يسيرة ».

ومر قول صاحب النقد : « إن كتاب الرجال حسن الترتيب إلا أن فيه أغلاطا كثيرة ».

وقد أحصى الاغلاط العلامة المحقق أبو الهدى الكلباسي الاصفهانيرحمه‌الله في ( ص 92 ) من كتابه ( سماء المقال في تحقيق علم الرجال ) المطبوع بايران ( قم ) سنة 1372 ه‍ ، فراجعه.

وفي أمل الآمل قال : « وكأنه ـ أي صاحب النقد ـ أشار إلى اعتراضاته على العلامة وتعريضاته به ، وحو ذلك مما ذكره ميرزا محمد في كتاب الرجال ونبه عليه ».

ولكن الاغلاط الكثيرة التي أشار إليها ليست هي ما ظنه صاحب الامل ، فان اعتراضاته على العلامة ربما كان مصيبا في اكثرها ، ولا يقال في مثلها أغلاط ، سواء أكانت حقا أم باطلا ، بل المراد بالاغلاط أنه كثرا ما يذكر الكشي ويكون الصواب النجاشي ، أو ينقل عن كتاب ما ليس فيه ، واشتباه رجلين بواحد ، وجعل الواحد رجلين ، أو نحو ذلك من الاغلاط في ضبط الاسماء. وغير ذلك. وقد بينها أصحاب كتب الرجال ، ومنهم صاحب النقد التفريشي. ولم يتعرض لشئ مما ظنه صاحب الامل ، ونعم ما قال صاحب النقد من أن كتابه حسن الترتيب إلا أن فيه أغلاطا كثيرة ـ غفر الله له ـ فكتابه في الحقيقة ليس فيه شيء من الحسن زائدا على غيره ، بل هو دون غيره ، وليس فيه إلا حسن

١٢

الترتيب على حروف المعجم في الاسماء. وأسماء الآباد والاجداد ، فانه أول من سلك هذا المسلك من أصحابنا ، وتبعه من عبده إلى اليوم. وقال في أول كتابه : « وهذه لجة لم يسبقني أحد من أصحابنا ( رضوان الله عليهم ) إلى خوض غمرها. وقاعدة أنا أبو عذرها ».

وهو كمال قال : والرجاليون منا ومن غيرنا وإن رتبوا كتبهم على حروف المعجم إلا أن ذلك الترتيب كان ناقصا. فهم يذكرون حسن قبل حسان. وحسن بن علي قبل حسن بن أحمد ، وهو أول من التفت ة لى هذا النقص وتداركه من أصحابنا. أما من غيرنا فلست أعلم أول من فعل ذلك ، وهذا يدل على جودة قريحته وحسن تفكيره. ثم هو أول من رمز إلى أسماء الكتب والرجال في كتب الرجال من أصحابنا وتبعه من بعده إلى اليوم طلبا لاختصار. ولكن قد يوقع في الاشتباه ويحتمل أن يكون بعض الاغلاط التي وقعت في كتابه. منشؤه ذلك ، فهو وإن أحسن في ذكل الترتيب وأتى بما لم يسبق إليه لكنه وقع في تلك الاغلاط بسبب قلة المراجعة وامعان النظر ، قال ذلك سيدنا المحسن الامين في الاعيان.

واعتذر صاحب ( رياض العلماء ) عنه ( بان نقله من كتب الاصحاب ما ليس فيها لى سمما فيه طعن عليه إذ أكثر ذلك نشأ من اختلاف النسخ وزياد المولفين في كتبهم بعد اشتهاد بعض نسخها بدون تلك الزيادة كما يشاهد في مؤلفات معاصرينا أيضا ، ولا سيما كتب الرجال التي يزيد فيها مؤلفوها الاسامي والاحول يوما فيوما. ورأيت نظير ذلك في فهرست منتجب الدين ، وفهرست الشيخ الطوسي. ورجال النجاشي وغيرها ، حتى أني رأيت في بلدة ( ساري ) نسخة من خلاصة العلامة كتبها تلميذه في عصره وعليها خطه. وفيها اختلاف شديد مع النسخ المشهورة. بل لم يكن فيها كثير من الاسامي والاحوال المذكورة في

١٣

النسخ المتداولة ).

واعترض سيدنا المحسن الامينرحمه‌الله على ما ذكره صاحب ( رياض العلماء ) بقوله : « الناظر في كتاب ابن داود يعلم أن منشأ تلك الاغلاط ليس هو اختلاف النسخ ، مع أن اختلاف النسخ ليس بالنسبة إلى ابن داود وحده فلماذا وقعت تلك الاغلاط الكثيرة في كتابه ولم تقع في كتب غيره ».

وفي كتاب رجال سيدنا الحجة ( بحر العلوم ) نقلا عن كتاب إيجاز المقال في معرفة الرجال للشيخ فرج الله بن محمد بن درويش بن الحسين بن حماد بن أكبر الحويزي معاصر المحدث الحر العاملي ـ بعد ترجمة لصاحب الكتاب ـ قال : وقد طعن على كتابه بعض المتأخرين ـ يريد صاحب النقد التفريشي ـ ولعمري :

ما أنصف الصهباء من

ضحكت إلى وقد عبس

ثم قال السيد بحر العلومقدس‌سره :

قد أنصف الصهباء من

عنها يزيل ما التبس

وقال العلامة المحدث النوريرحمه‌الله في خاتمة مستدرك الوسائل ( ص 442 ) : « إن الناس في هذا الكتاب بين غال ومفرط ومقتصد ( فمن الاول ) الشيخ حسين بن عبد الصمد ( والد البهائي ) فقال في كتاب درايته » وكتاب ابن داود في الرجال مغن لنا عن جميع ما صنف في هذا الفن ، وإنما اعتمادنا الآن في ذلك عليه ، ( ومن الثاني ) المولى عبدالله التستري فقال في شرحه على التهذيب ، في شرح سند الحديث الاول منه في جملة كلام له : « ولا يعتمد على ما ذكره ابن داود في باب محمد بن أورمة ، لان كتاب ابن داود لم أجده صالحا للاعتماد ، لما ظفرنا عليه من الخلل الكثير في النقل عن المتقدمين وفى نقد الرجال والتمييز بينهم ، ويظهر ذلك بادنى تتبع للمولود التي نقل

١٤

ما في كتابه منها ، « ( ومن الثالث ) جل الاصحاب فتراهم يسلكون بكتابه سلوكهم بنظائره ».

قال سيدنا المحسن الامين ـ بعد أن نقل هذا الكلام ـ عن المحدث النوري : « قد عرفت أن أحسن ما وصف به هذا الكتاب هو كلام صاحب النقد ( أي السيد مصطفى التفريشي ) ومنه يعلم أن كلام صاحب إيجاز المقال جزاف من القول ، وكذا كلام والد البهائي فانه لا يغني عن غيره أصلا ، وأن كلام التستري ليس بعيدا عن الصواب. وصاحب النقد هو تلميذه ».

وقال المولى أبو علي الحائري في ( منتهى المقال في الرجال ) ـ بعد أن ذكر كلام صاحب نقد الرجال من أن في كتاب رجال ابن داود أغلاطا كثيرة ، وكلام صاحب أمل الآمل من قوله : « وكأنه أشار إلى اعتراضه على العلامة وتعريضاته به ونحو ذلك » ما هذا نصه : « ليس الامر كما ذكره بل مرادهرحمه‌الله ما في كتابه من الخبط وعدم الضبط فانك تراه كثيرا ما يقول : ( جش ) والذي ينبغي ( كش ) أو يقول : ( كش ) وهو ( جخ ) أو يقول : ( جخ ) وليس فيه منه أثر ، وربما يستنبط المدح بل الوثاقة مما لا رائحة منه فيه ، وربما يستنبط من مواضع آخر وينسبه إليها إلى غير ذلك ، ولعله خطه كان رديا. وكان كل ناسخ يكتب حسبما يفهمه منه ، ولم تعرض النسخة عليه فبقيت سقيمة ولم تصحح. وأما أعتراضاته وتعريضاته ( أي بالعلامة ) فهي في تراجم الكلمات لا غير ، وهو يصيب في جلها لم نقل في كلها كما يظهر من ( التوضيح ) ـ أي العلامة ـ وغيره ، فلا اعتراض عليه من جهتها ، ولا هي أغلاط. فافهم ».

وما ذكره صاحب منتهى المقال من قوله : ( لعل خطه كان رديا ) لا يوافقه عليه أحد من أرباب المعاجم. فأن خط ابن داود كان حسنا

١٥

وغير رديء فأن صاحب ( رياض العلماء ) يقول في ترجمة ابن داود ما هذا نصه : « إني رأيت خطه الشريف ولا يخلو من جودة » ويحدثنا العلامة المحدث النوري في خاتمة مستدرك الوسائل بما نصه : « وعندي كتاب نقض العثمانية للسيد الاجل أحمد بن طاووس ، بخط هذا الشيخ وخطه كأسمه حسن جيد وقد قرئ عليه وتاريخ الكتابة سنة 665 ». ومثله قال الشيخ عباس القميرحمه‌الله الفوائد الرضوية ( ص 109 ) عند ترجتمه لابن داود « رأيت كتاب نقض العثمانية ( يريد كتاب بناء المقالة العلوية في نقض الرسالة العثمانية للسيد الاجل أحمد ابن طاووس ) بخط هذا الشيخ ، وخطه كأسمه حسن ، وقد قرئ عليه ، وتاريخ كتابته سنة 665 ه‍ » كأنه يشير إلى النسخة التي نوهنا عنها سابقا والتي وهي في ( مكتبة دانشكاه بطهران ) والتي على ظهرها وآخرها قصائد بخطه الجيد لاستاذه ابن طاووس في أهل البيتعليهم‌السلام .

والذي يترجح في النظر أن تبدل رمز ( جش ) برمز ( كش ) وكذا بعض التغييرات جاء من اختلاف النسخ. فان ابن داود حين تأليفه للكتاب كانت عنده المصادر التي ينقل عنها في كتابه وقد نقل في اكثر التراجم عن الكتابين المذكورين نقلا صحيحا ومن المستبعد ان يغفل عن النقل الصحيح ويغير رمز ( جش ) إلى رمز ( كش ) وكذا بعض التغييرات ، والحق أن نسبة الخبط وعدم الضبط إليه كلية إجحاف بحقه ، ولاننكران فيه بعض الخبط منه. ونحن رجعنا إلى المصادق التي ينقل عنها صاحب الكتاب وأبدلنا رمز ( كش ) برمز ( جش ) في بعض الموارد التي جاء فيها الاشتباه ، كما أنا حققنا الكتاب تحقيقا دقيقا وصححناه بالرجوع إلى المصادر الصحيحة التي بايدينا. وعلقنا عليه بعض التعليقات المهمة. فجاءت هذه النسخة غاية في الصحة وتمتاز عن النسخة المطبوعة بمطبعة ( دانشكاه طهران سنة 1383 ه‍ ) ، والتي جاء فيها تحريفات

١٦

وتصحيفات كثيرة.

ذكرنا ـ آنفا ـ أن ابن داود قد اكثر في رجاله من الايراد على العلامة في توضيح الالفاظ والانساب ، معبرا عنه في موارد عديدة ببعض الاصحاب ، حتى أنه كثيرا ما ينبه إلى الوهم والغلط.

( فمن الاول ) : ما قاله في زر بن حبيش : « بالحاء والمهملة المضمومة والباء المفردة والياء المثناة من تحت والشين العجمة. ومن أصحابنا من صحفه بالسين المهملة. وهو وهم « ـ أنظر رجال العلامة ـ الخلاصة ـ ( ص 76 ) رقم(1) طبع النجف الاشرف ، وقال في زريق بن مرزق ثقة وبعض أصحابنا إلتبس عليه حاله فتوهم انه ( رزيق ) بتقديم المهملة وأثبته في باب الراء » ـ أنظر رجال العلامة ( ص 73 ـ رقم 9 ).

( ومن الثاني ) : ما ذكره في خالد بن نجيح الجوان « بالجيم والنون ، بياع الجون ، ، ورأيت في تصنيف بعض أصحابنا : خالد الحوار ، وهو غلط » ـ أنظر رجال العلامة ( ص 65 ـ رقم 4 ) وذكر في داود ابن أبي يزيد : « إسمه ( زنكان ) بالزاي والنون المفتوحتين ، أبو سليمان النيشابوري ، واشتبه إسم أبي يزيد على بعض أصحابنا فأثبته ( زنكار ) بالراء بعد الالف وهو غلط » ـ أنظر رجال العلامة ( ص 68 ـ رقم 4 ) ونحوها غيرها من المواضع المتعددة.

ومن الغريب ما ذكره في داود بن فرقد من أنه « اشتبه على بعض الاصحاب اسم أبيه ، فقال : ( ابن مرقد ) بالميم ، وهو غلط » مع أن عبارة ( خلاصة العلامة ) المخطوطة والمطبوعة ( ص 68 ـ رقم 2 ) بالفاء ، بل صرح العلامة في ( إيضاح الاشتباه ) ـ ص 36 ـ طبع إيران « بفتح الفاء وإسكان الراء والقاف والدال المهملة ».

كما أن من الغريب ذكره ( عبدالله بن شبرمة الكوفي ) في القسم الاول من كتابه الموضوع للموثقين ، مع أن الظاهر ـ كما صرح به في

١٧

منتهى المقال ـ أنه من العامة ، كما ذكره ابن حجر العسقلاني في ( تهذيب التهذيب ـ ج 5 ـ ص 250 ) طبع حيدر آباد دكن ، فقال : « وقال عبدالله بن داود عن الثوري : فهاؤنا ابن شبرمة وابن أبي ليلى ، وقال العجلي : كان قاضيا على السواد لابي جعفر ( أي المنصور الدوانيقي ) وكان الثوري إذا قيل له : من مفتيكم ؟ يقول : ابن أبي ليلى وابن شبرمة » ولد سنة 72 ه‍ ، وتوفي سنة 144 ه‍ كما قاله ابن حجر.

ولقد أجاد العلامة الحليرحمه‌الله حيث ذكره في القسم الثاني من الخلاصة ـ أنظر ( ص 236 ـ رقم 5 ).

وعده الملجسيرحمه‌الله في الوجيزة ( ص 156 ) من الضعاف ، وكذا غيرهما من أصحابنا الامامية ، وأرباب المعاجم الرجالية.

إن ابن داود في كتاب رجاله ـ هذا ـ له مسك خاص ، وذلك أنه إن رمز بحروف ( لم جخ ) أراد بذلك عد الشيخ الطوسي الرجل المترجم له في رجاله ممن لم يرو عن الائمة ( ع ) وإن رمز بحرفي ( لم ) فقط ، كان ذلك منه إشارة إلى خلو رجال النجاشي من نسبة الرواية عن الامام ( ع ) إلى الرجل ، فكل من لم ينسب النجاشي إليه الرواية عن إمام ( ع ) رمز له ابن داود بحرفي ( لم ) مجردا عن حرفي ( جخ ) وقد خفي ذلك على بعض أرباب المعاجم كالميرزا محمد الاسترابادي في ( منهج المقال ) والشيخ أبي علي الحائري في ( منتهى المقال ) وغيرهما ، وقد كثر منهم الاعتراض على ابن داود في موارد عديدة رمز فيها بحرفي ( لم ) مع خلو رجال الشيخرحمه‌الله عن ذلك ، ولم يلتفتوا إلى أنه إذا رمز بحرفي ( لم ) مجردا عن حرفي ( جخ ) لم يرد أن الشيخ عده ممن لم يرو عنهم ( ع ) وإنما يريد ذلك حيث عقب حرفي ( لم ) بحرفي ( جخ ) فقال ( لم جخ ).

١٨

ويؤيد ما ذكرناه ما أورده المحقق الميردامادرحمه‌الله في الراشحة السابعة عشرة من كتابه ( الرواشح السماوية ) ـ طبع إيران سنة 1311 ه‍. فقال ما نصه : « إن الشيخ أبا العباس النجاشي قد علم من ديدنه الذي هو عليه في كتابه ، وعهد من سيرته التي قد التزمها فيه : أنه إذا كان لمن يذكره من الرجال رواية عن أحدهم ( ع ) فانه يورد ذلك في ترجمته أو في ترجمة رجل آخر غيره ، إما من طريق الحكم به أو على سبيل النقل عن نافل ، فمهما أهمل القول فيه فذلك آية أن الرجل عنده من طبقة من لم يرو عنهم ( ع ) وكذلك كل من فيه مطعن وغميزة فانه يلتزم ايراد ذلك البتة إما في ترجمة الرجل أو ذكره من دون ارداف ذلك بمدح أو ذم أصلا كان ذلك آية ان الرجل سالم عنده عن كل مغمز ومطعن فالشيخ تقي الدين بن داود حيث أنه يعلم هذا الاصطلاح فكلما رأى ترجمة رجل في كتاب النجاشي خالية عن نسبته إليهم ( ع ) بالرواية عن أحد منهم ( ع ) أورده في كتابه ، وقال ( لم جش ) وكلما رأى ذكر رجل في كتاب النجاشي مجردا عن إيراد غمز فيه أورده في قسم الممدوحين من كتابه مقتصرا على ذكره ، أو قائلا : [ جش ] ممدوح ، والقاصرون عن تعرف الاساليب والاصطلاحات كلما رأوا ذلك في كتابه اعترضوا عليه بان النجاشي لم يقل [ لم ] ولم يأت بمدح أو ذم ، بل ذكر الرجل وسكت عن الزائد عن أصل ذكره ، فإذا قد استبان لك أن من يذكره النجاشي من غير ذم ومدح يكون سليما عنده عن الطعن في مذهبه ، وعن القدح في روايته ، فيكون بحسب ذلك طريق الحديث من جهته قويا لا حسنا ولا موثقا ، وكذلك من اقتصر الحسن بن داود على مجرد ذكره في قسم الممدوحين من غير مدح وقدح يكون الطريق بحسبه قويا ».

١٩

وله أيضا ملك آخر في كتابه ـ هذا ـ فانه كثيرا ما يلخص الترجمة من الكشي والنجاشي وفهرست الشيخ ورجاله ، ويزيد عليها ، بعض الجمل منه ، وربما يستقل بالترجمة وحده ، وهذا لا يخفى على من سبر كتابه بدقة ، وقد صرح بذلك في مقدمته.

وذكر صاحب الكتاب في آخر القسم الاول بعنوان خاص جماعة قال النجاشي في كل منهم [ ثقة ثقة ] مرتين عدتهم أربعة وثلاثون رجلا ، مرتبين على حروف الهجاء ، وقد ذكرهم في أبوابهم من الكتاب.

ثم قال : « وقد ذكر ابن الغضائري في كتابه خمسة رجال زيادة على ما قاله النجاشي كل منهم ثقة ثقة مرتين ، وهم : علي بن حسان الواسطي ، محمد بن قيس أبو نصر الاسدي ، محمد بن الحسن بن الوليد أبو جعفر ، محمد بن محمد بن رباط ، هشام بن سالم الجواليقي ».

ولكن محمد بن الحسن بن الوليد أبا جعفر هو بعينه الذي ذكره في عدة النجاشي بعنون محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد نزيل قم ، ونسبه الغضائري إلى جده الثاني ، وهو متعارف.

ثم ذكر خمسة فصول لا غنى للباحثين عنها ، كل فصل معنون بعنوان خاص.

ثم ذكر في آخر القسم الثاني سبعة عشر فصلا لا يستغني عنها الباحثون كل فصل معنوان بعنوان خاص أيضا.

ثم أورد تنبيهات تسعة يحتاج إليها الباحثون في علم الرجال.

شعره :

هو مكثر من نظم الاراجيز الشعرية في جملة من الفنون العلمية. وذلك إن دل على شيء فانما يدل على انه ذو قريحة في النظم جيدة ،

٢٠