الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي0%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الفروع من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 790
المشاهدات: 159136
تحميل: 4649


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 159136 / تحميل: 4649
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

ملاحظة

هذا الكتاب

طبع ونشر الكترونياً وأخرج فنِيّاً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً

قسم اللجنة العلميّة في الشبكة

٢

٣

٤

٥

(٥)

كتاب الإيمان والكفر‌

٦

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ‌

[٥]

كِتَابُ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ‌

١ - بَابُ طِينَةِ الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ (١)

١٤٤٩/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « ب » : « بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه ثقتي. كتاب الإيمان والكفر. باب طينة المؤمن والكافر ».

وفي « ج » : « بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب الكفر والإيمان. باب طينة المؤمن والكافر. أخبرني محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثني ».

وفي « د » : « كتاب الإيمان والكفر. بسم الله الرحمن الرحيم. باب طينة المؤمن والكافر. أخبرنا محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثني ».

وفي « ز » : « بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب الكفر والإيمان. باب طينة المؤمن والكافر ».

وفي « ص » : « بسم الله الرحمن الرحيم. باب طينة المؤمن والكافر. حدّثني أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلّعكبري ، قال : حدّثني أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني ، قال : حدّثني ».

وفي « ض » : « بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه نستعين. كتاب الإيمان والكفر. باب طينة المؤمن والكافر ».

وفي « ف » : « الحمد لله ‌ربّ العالمين. بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب الكفر والإيمان ، والطاعات والمعاصي من المجلّد الثاني من كتابالكافي . باب طينة المؤمن والكافر. قال أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني : حدّثني ».

وفي « ه » : « بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب الإيمان والكفر. باب طينة المؤمن والكافر. حدّثني ».

وفي « بر » : « بسم الله الرحمن الرحيم. وبه ثقتي. ربِّ يسّر. المجلّد الثاني من المجلّدات السبع من الكتابالكافي تأليف الشيخ الفقيه الكامل أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني قدّس الله سرّه ، ونوّر ضريحه. كتاب الإيمان والكفر. باب طينة المؤمن والكافر ».

وفي « بس » : « بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه ثقتي. باب طينة المؤمن والكافر ».=

٧

رَجُلٍ(١) :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ(٢) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ النَّبِيِّينَ مِنْ طِينَةِ عِلِّيِّينَ قُلُوبَهُمْ وَأَبْدَانَهُمْ ، وَخَلَقَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ تِلْكَ الطِّينَةِ(٣) ، وَجَعَلَ(٤) خَلْقَ أَبْدَانِ الْمُؤْمِنِينَ(٥) مِنْ دُونِ ذلِكَ(٦) ، وَخَلَقَ الْكُفَّارَ مِنْ طِينَةِ سِجِّينٍ(٧) قُلُوبَهُمْ وَأَبْدَانَهُمْ ، فَخَلَطَ‌

__________________

= وفي « بف » : « بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه ثقتي. كتاب الإيمان منالكافي ، والكفر ، والدعاء ، وفضل القرآن ، والزكاة ، والصوم ، والاعتكاف. باب طينة المؤمن والكافر ».

وفي شرح المازندراني : « بسم الله الرحمن الرحيم. باب طينة المؤمن والكافر. أخبرنا محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثني ».

وفيمرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١ : « كتاب الإيمان والكفر من كتابالكافي ، تصنيف الشيخ أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني رضي‌ الله ‌عنه وأرضاه » ثمّ قال : « أقول : تلك الفقرات لم تكن في بعض النسخ ، والظاهر أنّه من كلام رواةالكافي ».

(١). الخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ١٥ ، ح ٥ عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي ، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام . لكن في بعض نسخ البصائر زيادة : « عن رجل » بعد « ربعي ».

(٢). في « ض » : - « إنّ ».

(٣). فيالوافي : « الطينة : الخلقة والجبلّة. وعلّيّين ، جمع علّيّ ، أو مفرد ويعرب بالحروف والحركات : يقال للجنّةوالسماء السابعة والملائكة الحفظة الرافعين لأعمال عباد الله الصالحين إلى الله سبحانه. والمراد به أعلى الأمكنة وأشرف المراتب وأقربها من الله ؛ وله درجات كما يدلّ عليه ما ورد في بعض الأخبار الآتية من قولهم : « أعلى علّيّين » وكما وقع التنبيه عليه في هذا الخبر بنسبة خلق القلوب والأبدان كليهما إليه ، مع اختلافهما في الرتبة ».

(٤). في « بع » والمحاسن والبصائر والعلل ، ص ٨٢ و ١١٦ والاختصاص : - « جعل ».

(٥). في العلل ، ص ٨٢ والاختصاص : « أبدانهم » بدل « أبدان المؤمنين ».

(٦). في « ز » : « تلك الطينة » بدل « ذلك ».

(٧). « السجّين » : اسم لجهنّم بإزاء علّيّين.المفردات للراغب ، ص ٣٩٩ ( سجن ). وفيالنهاية ، ج ٢ ، ص ٣٤٤ : « هو فِعّيل من السجن : الحبس » ، وفيالوافي : « وسجّين يقال للنار والأرض السفلى ، والمراد به أسفل الأمكنة وأخسّ المراتب وأبعدها من الله سبحانه ، فيشبه أن يراد به حقيقة الدنيا وباطنها التي هي مخبوءة تحت عالم الملك ؛ أعني هذا العالم العنصري ؛ فإنّ الأرواح مسجونة فيه ؛ ولهذا ورد في الحديث : المسجون من سجنته الدنيا عن الآخرة. وخلق أبدان الكفّار من هذا العالم ظاهر ، وإنّما نسب خلق قلوبهم إليه لشدّة ركونهم إليه =

٨

بَيْنَ(١) الطِّينَتَيْنِ ، فَمِنْ هذَا(٢) يَلِدُ الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ ، وَيَلِدُ الْكَافِرُ الْمُؤْمِنَ ، وَمِنْ هَاهُنَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنُ السَّيِّئَةَ ، وَمِنْ هَاهُنَا يُصِيبُ الْكَافِرُ الْحَسَنَةَ ؛ فَقُلُوبُ(٣) الْمُؤْمِنِينَ تَحِنُّ(٤) إِلى مَا خُلِقُوا مِنْهُ ، وَقُلُوبُ الْكَافِرِينَ تَحِنُّ إِلى مَا خُلِقُوا مِنْهُ ».(٥)

__________________

= وإخلادهم إلى الأرض وتثاقلهم إليها ، فكأنّه ليس لهم من الملكوت نصيب لاستغراقهم في الملك. والخلط بين الطينتين إشارة إلى تعلّق الأرواح الملكوتيّة بالأبدان العنصريّة ، بل نشؤها منها شيئاً فشيئاً ، فكلّ من النشأتين غلبت عليه صار من أهلها ، فيصير مؤمناً حقيقيّاً ، أو كافراً حقيقيّاً ، أو بين الأمرين على حسب مراتب الإيمان والكفر ».

وقال المحقّق الشعراني في تعليقته علىالوافي : « ظاهر هذا الكلام [ فكلّ من النشأتين غلبت عليه صار من أهلها ] موجب للجبر ، وهو لا يوافق المذهب ، ويبعد كلّ البعد أن يكون مراد المصنّف ما يظهر من كلامه هذا. فإن قال قائل : إنّ الخلق من طينتين مختلفتين لا يستلزم سلب القدرة عن الطرف المخالف. قلنا : الخلق من طينة علّيّين يوجب أقربيّة مَن خلَق منها إلى الخير ، والسجّين بالعكس ، وهذا أيضاً ظلم قبيح ، ومقتضى العدل واللطف الإلهي أن يخلق جميع الناس من طينة واحدة قريبة إلى الخير ، كما يدلّ عليه الآية الكريمة ، وإن خرج من خرج عن فطرته بسوء اختياره. فإن أمكن تأويل ما يخالف ذلك من الأحاديث بحيث يوافق الآية الكريمة والضروري من مذهب الإماميّة فهو ، وإلّا فهي مردودة. ونعم ما قال الفاضل محمّد صالح المازندراني : إنّ الخلق من طينتين تابع للإيمان والكفر ومسبّب عنهما ، لا العكس ؛ لأنّ الله تعالى علم أنّ جماعة يؤمنون باختيارهم ، سواء كانوا من طينة علّيّين أو من طينة سجّين ، فخلقهم من طينة علّيّين تشريفاً لهم ، وعلم أنّ جماعة يكفرون باختيارهم ولو كانوا من طينة علّيّين ، فخلقهم من طينة سجّين توهيناً وازدراءً. هذا محصّل كلامه ، ثمّ قال : وبما قرّرنا تبيّن فساد توهّم أنّ الإيمان والفضل والكمال وأضدادها تابعة لطهارة الطينة وصفائها ، وخباثة الطينة وظلمتها ؛ انتهى. فهذه الطينة عارضة على الفطرة الأصليّة على التوحيد ».

(١). في الاختصاص : - « بين ».

(٢). في الوافي : « ذلك ».

(٣). في « ص » : « وقلوب ».

(٤). « تَحِنُّ » ، أي تشتاق ؛ من الحنين ، وهو الشوق وتوقان النفس ، وأصل الحنين : ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٤ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٤٥٢ ( حنن ).

(٥).بصائر الدرجات ، ص ١٥ ، ح ٥ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي ، عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ؛المحاسن ، ص ١٣٢ ، كتاب الصفوة ، ح ٦ ، إلى قوله : « خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك » ؛علل الشرائع ، ص ٨٢ ، ح ٢ ، وفيهما بسند آخر عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله الهذلي ، عمّن ذكره ، عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ؛وفيه ، ص ١١٦ ، ح ١٣ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي نعيم الهذلي ، عن رجل ؛الاختصاص ، ص ٢٤ ، مرسلاً عن ربعي ، عن رجل.الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٥ ، ح ١٦٤٣.=

٩

__________________

= قال المحقّق الشعراني في تعليقته على شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٤ : « ليس في الباب الأوّل من هذا الكتاب حديث يعتمد على إسناده ، بل جميع أخباره ضعيفة بوجه ، ولكنّ في البابين بعده أخباراً توصف بالحسن أو التوثيق ولكنّ مضامينها مخالفة لاُصول المذهب وللروايات الآتية في الباب الرابع ؛ أعني باب فطرة الخلق على التوحيد ؛ وذلك لأنّ من اُصول مذهبنا العدل واللطف وإن لم يخلق بعض الناس أقرب إلى قبول الطاعة وبعضهم أبعد ، والتبعيض في خلق المكلّفين مخالف لمقتضى العدل ؛ لأنّه تعالى سوّى التوفيق بين الوضيع والشريف ، مكّن أداء المأمور وسهّل سبيل اجتناب المحظور. وخلق بعض الناس من طينة خبيثة ، إمّا أن يكون ملزماً باختيار المعصية جبراً ، وهو باطل ، وإمّا أن يكون أقرب إلى قبول المعصية ممّن خلق من طينة طيّبة ، وهو تبعيض وظلم ، وقلنا : إنّه مخالف للروايات الآتية في الباب الرابع ؛ لأنّها صريحة في أنّ الله تعالى خلق جميع الناس على فطرة التوحيد ، وليس في أصل خلقهم تشويه وعيب ، وإنّما العيب عارض ، وهكذا ما نرى من خلق الله تعالى ؛ فإنّه خلق الماء صافياً ، وإنّما يكدّره الأرض التربة. وكذلك الإنسان خلق سالماً من الخبائث وأبواه يهوّدانه وينصّرانه ويمجّسانه.

وأيضاً القرآن يدلّ على أنّ جميع الناس قالوا : بلى ، في جواب (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) [ الأعراف (٧). : ١٧٢ ] فالأصل الذي عليه اعتقادنا أنّ جميع أفراد الناس متساوية في الخلقة بالنسبة إلى قبول الخير والشرّ ، وإنّما اختلافهم في غير ذلك ، فإن دلّت رواية على غير هذا الأصل فهو مطروح ، أو مؤوّل بوجه ، سواء علمنا وجهه ، أو لم نعلم. ومن التأويلات التي هي في معنى طرح الروايات تأويل الشارح ؛ فإنّ الروايات صريحة في أنّ الطينة مؤثّرة في صيرورة العبد سعيداً أو شقيّاً ، وأوّلها الشارح بأنّها غير مؤثّرة ».

وقال العلّامة المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١٥ : « اعلم أنّ ما ذكر في هذا الباب وفي بعض الأبواب الآتية من متشابهات الأخبار ومعضلات الآثار ، وممّا يوهم الجبر ونفي الاختيار ، ولأصحابنا رضوان الله عليهم فيها مسالك :

الأوّل : ما ذهب إليه الأخباريّون ، وهو أنّا نؤمن بها مجملاً ونعترف بالجهل عن حقيقة معناها وعن أنّها من أيّ جهة صدرت ونردّ علمها إليهمعليهم‌السلام .

الثاني : أنّها محمولة على التقيّة ؛ لموافقتها لروايات العامّة ومذاهب الأشاعرة الجبريّة ، وهم جلّهم.

الثالث : أنّها كناية عن علمه تعالى بما هم إليه صائرون ؛ فإنّه سبحانه لـمّا خلقهم وكان عند خلقهم عالماً بما يصيرون إليه فكأنّه خلقهم من طينات مختلفة.

الرابع : أنّها كناية عن اختلاف استعداداتهم وقابليّاتهم ، وهذا أمر بيّن لايمكن إنكاره ؛ فإنّه لايريب عاقل في أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأباجهل ليسا في درجة واحدة من الاستعداد والقابليّة ، وهذا لا يستلزم سقوط التكليف ؛ فإنّ الله تعالى كلّف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بقدر ما أعطاه من الاستعداد والقابليّة لتحصيل الكمالات ، وكلّفه ما لم يكلّف أحداً مثله ، وكلّف أباجهل ما في وسعه وطاقته ، ولم يجبره على شي‌ء من الشرّ والفساد.=

١٠

١٤٥٠/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحسَيْنِ(١) ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ‌

__________________

= الخامس : أنّه لـمّا كلّف الله تعالى الأرواح أوّلاً في الذرّ وأخذ ميثاقهم فاختاروا الخير والشرّ باختيارهم في ذلك الوقت ، وتفرّع اختلاف الطينة على ما اختاروه باختيارهم ، كما دلّت عليه بعض الأخبار فلا فساد في ذلك ».

وقال العلّامة الطباطبائي في ذيل هذا الحديث : « الأخبار مستفيضة في أنّ الله تعالى خلق السعداء من طينة علّيّين من الجنّة ، وخلق الأشقياء من طينة سجّين من النار ، وكلّ يرجع إلى حكم طينته من السعادة والشقاء. وقد اُورد عليها أوّلاً بمخالفة الكتاب ، وثانياً باستلزام الجبر الباطل.

أمّا البحث الأوّل فقد قال الله تعالى :( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ) [ الأنعام (٦). : ٢ ] وقال :( وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ ) [ السجدة (٣٢) : ٧ ] ، فأفاد أنّ الإنسان مخلوق من طين ، ثمّ قال تعالى :( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ) الآية ، [ البقرة (٢). : ١٤٨ ] وقال :( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَّبْرَأَهَا ) الآية ، [ الحديد (٥٧) : ٢٢ ] فأفاد أنّ للإنسان غاية ونهاية من السعادة والشقاء ، وهو متوجّه إليها ، سائر نحوها ، وقال تعالى : «( كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ) الآية ، [ الأعراف (٧). : ٢٩ - ٣٠ ] فأفاد أنّ ما ينتهي إليه أمر الإنسان من السعادة والشقاء هو ما كان عليه في بدء خلقه وقد كان في بدء خلقه طيناً ، فهذه الطينة طينة سعادة وطينة شقاء. وآخر السعيد إلى الجنّة وآخر الشقيّ إلى النار ، فهما أوّلهما ؛ لكون الآخر هو الأوّل ، وحينئذ صحّ أنّ السعداء خلقوا من طينة الجنّة ، والأشقياء خلقوا من طينة النار ، وقال تعالى :( كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) [ المطففين (٨٣) : ١٨ - ٢١ ] ،( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْراكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) [ المطفّفين (٨٣) : ٧ - ١٠ ] الآيات ، وهي تشعر بأنّ « علّيّين » و « سجّين » ، هما ما ينتهي إليه أمر الأبرار والفجّار من النعمة والعذاب ، فافهم.

وأمّا البحث الثاني ، وهو أنّ أخبار الطينة تستلزم أن تكون السعادة والشقاء لازمين حتميّين للإنسان ، ومعه لايكون أحدهما اختياريّاً كسبيّاً للإنسان ، وهو الجبر الباطل.

والجواب عنه أنّ اقتضاء الطينة للسعادة أو الشقاء ليس من قبل نفسها ، بل من قبل حكمه تعالى وقضائه ما قضى من سعادة وشقاء ، فيرجع الإشكال إلى سبق قضاء السعادة والشقاء في حقّ الإنسان قبل أن يخلق وأنّ ذلك يستلزم الجبر. وقد ذكرنا هذا الإشكال مع جوابه في باب المشيئة والإرادة [ ذيل ح ٣٨٧ ] وحاصل الجواب أنّ القضاء متعلّق بصدور الفعل عن اختيار العبد ، وهو فعل اختياريّ في عين أنّه حتميّ الوقوع ولم يتعلّق بالفعل ، سواء اختاره العبد ، أو لم يختره حتّى يلزم منه بطلان الاختيار. وأمّا شرح ما تشتمل عليه هذه الأخبار تفصيلاً فأمر خارج عن مجال هذا البيان المختصر ، فليرجع فيه إلى مطوّلات الشروح والتعاليق ، والله الهادي ».

(١). هكذا في « ب ، جح » وحاشية « جك ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « محمّد بن الحسن ». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى الصفّار الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ١٦ ، ح ٧ ، عن محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب ، عن عبد الغفّار الجازي. وترجم النجاشي لعبد الغفّار بن حبيب الطائي الجازي وقال : « له كتاب يرويه جماعة =

١١

عَبْدِ الْغَفَّارِ الْجَازِيِّ(١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ الْمُؤْمِنَ مِنْ طِينَةِ الْجَنَّةِ ، وَخَلَقَ الْكَافِرَ(٢) مِنْ طِينَةِ النَّارِ ».

وَقَالَ : « إِذَا أَرَادَ اللهُ(٣) - عَزَّ وَجَلَّ - بِعَبْدٍ خَيْراً ، طَيَّبَ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ ، فَلَا يَسْمَعُ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ إِلَّا عَرَفَهُ ، وَلَا يَسْمَعُ شَيْئاً مِنَ الْمُنْكَرِ إِلَّا أَنْكَرَهُ ».

قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الطِّينَاتُ ثَلَاثٌ(٤) : طِينَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمُؤْمِنُ مِنْ تِلْكَ الطِّينَةِ ، إِلَّا أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ هُمْ(٥) مِنْ(٦) صَفْوَتِهَا ؛ هُمُ(٧) الْأَصْلُ وَلَهُمْ فَضْلُهُمْ ، وَالْمُؤْمِنُونَ الْفَرْعُ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ(٨) ، كَذلِكَ(٩) لَايُفَرِّقُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ شِيعَتِهِمْ ».

وَقَالَ : « طِينَةُ النَّاصِبِ مِنْ حَمَاً مَسْنُونٍ(١٠) ، وَأَمَّا الْمُسْتَضْعَفُونَ(١١) فَمِنْ تُرَابٍ ؛

__________________

= أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن محمّد بن عبدالجبّار ، قال : حدّثنا النضر بن شعيب ، عن عبدالغفّار بكتابه ». وطريق الشيخ الطوسي إلى كتاب خالد بن ماد القلانسي أيضاً ينتهي إلى محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن النضر بن شعيب. أضف إلى ذلك أنّ أكثر روايات النضر بن شعيب وردت بواسطة محمّد بن الحسين. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٧٤ ، الرقم ٦٥٠ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٧٣ ، الرقم ٢٦٦ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ١٥٦ - ١٥٨.

(١). في « ه » : « الخازن ».

(٢). في البصائر : « الناصب ».

(٣). في « ف » : - « الله ».

(٤). في « د ، ص ، ض ، ه » والبصائر : « ثلاثة ». قال فيالنحو الوافي : « عند عدم ذكر التميز لا يجب المخالفة ».

(٥). في « د ، ص ، ض ، بر ، بس » : - « هم ».

(٦). في البصائر : - « من ».

(٧). في البصائر : « وهم ».

(٨). في البصائر : « طينة ». و « طين لازب » أي ممتزج متماسك ، يلزق بعضه بعضاً.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ١٦٦. وراجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢١٩ ( لزب ). (٩).فيمرآة العقول : وفي بعض النسخ : «لذلك».

(١٠). الحَمَأ : الطين الأسود ، أو المنتن منه ، والمسنون : المتغيّر المنتن. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٥ ؛لسان‌العرب ، ج ١ ، ص ٦١ ( حمأ ) ؛الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٣٩ ( سنن ).

(١١). « المستضعف » : هو الذي لا يستطيع حيلة الكفر فيكفر ، ولا يهتدي سبيلاً إلى الإيمان ، كالصبيان ، ومن كان من الرجال مثل عقول الصبيان مرفوع القلم عنهم. وعن بعض الشارحين : المستضعف : من لا يعتقد الحقّ ولا =

١٢

لَا يَتَحَوَّلُ مُؤْمِنٌ عَنْ إِيمَانِهِ ، وَلَا نَاصِبٌ عَنْ نَصْبِهِ ، وَلِلّهِ الْمَشِيئَةُ فِيهِمْ(١) ».(٢)

١٤٥١/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مِنْ أَيِّ شَيْ‌ءٍ خَلَقَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - طِينَةَ الْمُؤْمِنِ؟ فَقَالَ : « مِنْ طِينَةِ الْأَنْبِيَاءِ ؛ فَلَمْ تَنْجَسْ(٣) أَبَداً ».(٤)

١٤٥٢/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(٥) ،

__________________

= يعاند أهله ، ولا يوالي أحداً من الأئمّةعليهم‌السلام ولا من غيرهم. أو هو - على ما فيالوافي - من لا يلزم طريقة أهل الإيمان ولا طريقة أهل الكفر ولم يتقيّد بعقيدة ، لاحقّ ولا باطل ، ليس لهم نور الملكوت ولا ظلمة باطن الملك ، بل لهم قبول كلّ من الأمرين ؛ بخلاف الآخرين ؛ فإنّهما لا يتحوّلان عمّا خلقوا له. راجع :مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٨٦ ( ضعف ).

(١). في « ف » : « فيهم المشيئة ». وفي البصائر : + « جميعاً ».

(٢).بصائر الدرجات ، ص ١٦ ، ح ٧ ، عن محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب. وفيالكافي ، كتاب التوحيد ، باب الهداية أنّها من الله عزّوجلّ ، ضمن ح ٤٣٠ ؛ وكتاب الإيمان والكفر ، باب في ترك دعاء الناس ، ضمن ح ٢٢٢٧ ؛ والمحاسن ، ص ٢٠٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ضمن ح ٣٤ ، بسند آخر.تحف العقول ، ص ٣١٢ ، ضمن وصيّته لأبي جعفر محمّد بن النعمان ، وفي الأربعة الأخيرة من قوله : « إذا أراد الله عزّوجلّ » إلى قوله : « من المنكر إلّا أنكره » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٧ ، ح ١٦٤٤ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٨٢ ، ح ٧.

(٣). في « ب » والمحاسن : « فلم تنجّس » بحذف إحدى التاءين. وفي « ص ، ه ، بس » والوافي ومرآة العقول والبحار والمحاسن : « فلن تنجس ». والمراد بالنجاسة المنفيّة : نجاسة الكفر والشرك ، كما فيالمرآة ؛ أو التعلّق بالدنيا تعلّق ركون وإخلاد يذهله عن الآخرة ، كما في الوافي.

(٤).المحاسن ، ص ١٣٣ ، كتاب الصفوة ، ح ٧ ، بسنده عن صالح بن سهل الهمداني.المؤمن ، ص ٣٥ ، ح ٧٤ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛الاختصاص ، ص ٢٥ ، مرسلاً عن محمّد بن حمران ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨ ، ح ١٦٤٥ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٩٣ ، ح ١٢.

(٥). هكذا في « ه ». وفي سائر النسخ والمطبوع والبحار : « محمّد بن خلف ». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد تقدّم الخبرفيالكافي ، ح ١٠١٧ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن أبي نهشل. وروى أحمد بن محمّد بن خالد البرقي أيضاً صدر الخبر فيالمحاسن ، ص ١٣٢ ، ح ٥ ، عن أبيه ، عن أبي نهشل ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - والظاهر منالبحار ، ج ٥ ، ص ٢٣٥ ، ذيل الحديث ١١ ، أنّ أبا حمزة يروي الخبر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، فلاحظ - وورد الخبر فيتأويل الآيات ، ص ٧٤٨ ، نقلاً ممّا نحن فيه ، وفيه أيضاً : « محمّد بن خالد ».=

١٣

عَنْ أَبِي نَهْشَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَنَا مِنْ أَعْلى عِلِّيِّينَ ، وَخَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِنَا مِمَّا خَلَقَنَا مِنْهُ(١) ، وَخَلَقَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذلِكَ ، وَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْنَا ؛ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقْنَا(٢) » ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ :( كَلاّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ * كِتابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) (٣) .

« وَخَلَقَ عَدُوَّنَا مِنْ سِجِّينٍ ، وَخَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِهِمْ مِمَّا خَلَقَهُمْ مِنْهُ ، وَأَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذلِكَ ؛ فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ؛ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقُوا مِنْهُ » ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ :( كَلاّ إِنَّ كِتابَ الفُجّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ * كِتابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) (٤) .(٥)

__________________

= هذا ، وقد وردت رواية محمّد بن خالد المراد به البرقي عن أبي نهشل فيالكافي ، ح ٢٦٦٧ و ٣٧٠٩ و ٦٠٦٩.

ثمّ إنّه لا يخفى وجه تصحيف « خالد » بـ « خلف » على العارف بأساليب الخطوط القديمة ؛ فقد كان يُكتَبُ « خالد » في بعض تلك الخطوط من دون « الألف » فيقع في معرض التصحيف بـ « خلف ».

(١). في الكافي ، ح ١٠١٧ : - « منه ».

(٢). هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع :+«منه».

(٣). المطفّفين (٨٣) : ١٨ - ٢١.

(٤). المطفّفين (٨٣) : ٧ - ١٠. وفي « ه » والكافي ، ح ١٠١٧ والبصائر : -( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) .

(٥).الكافي ، كتاب الحجّة ، باب خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم وقلوبهمعليهم‌السلام ، ح ١٠١٧ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن أبي نهشل.المحاسن ، ص ١٣٢ ، كتاب الصفوة ، ح ٥ ، عن أبيه ، عن أبي نهشل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، إلى قوله :( يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) .علل الشرائع ، ص ١١٦ ، ح ١٢ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن أبي نهشل.بصائر الدرجات ، ص ١٥ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن أبي نهشل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٤١١ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل ، وفي الأخيرين إلى قوله :( يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) .الكافي ، كتاب الحجّة ، باب خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم وقلوبهمعليهم‌السلام ، ح ١٠١٤ ، إلى قوله : « خلقت ممّا خلقنا منه » ؛علل الشرائع ، ص ١١٧ ، ح ١٤ ، وفيهما بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وفيبصائر الدرجات ، ص ١٦ ، ح ٩ ؛ وص ١٧ ، ح ١٣ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ؛وفيه ، ص ١٨ ، ح ١٧ ؛ وص ١٧١ ، ح ٢ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، مع زيادة في أوّله ؛وفيه ، ص ٢٤ ، ح ١٨ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفي الخمسة الأخيرة مع اختلاف. وراجع :الأمالي للطوسي ، ص ١٤٩ ، المجلس ٥ ، ح ٥٧.الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩ ، ح ١٦٤٧ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٢٧ ، ح ٣٢.

١٤

١٤٥٣/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا(١) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَغَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ(٢) جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يُوسُفَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَيْسَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَنَا مَوْلَاكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ كَيْسَانَ.

قَالَ : « أَمَّا النَّسَبُ فَأَعْرِفُهُ ، وَأَمَّا أَنْتَ فَلَسْتُ أَعْرِفُكَ ».

قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنِّي وُلِدْتُ بِالْجَبَلِ(٣) ، وَنَشَأْتُ فِي أَرْضِ فَارِسَ ، وَإِنَّنِي(٤) أُخَالِطُ النَّاسَ فِي التِّجَارَاتِ وَغَيْرِ ذلِكَ ، فَأُخَالِطُ الرَّجُلَ ، فَأَرى لَهُ حُسْنَ السَّمْتِ(٥) وَحُسْنَ الْخُلُقِ‌

__________________

(١). فى « ص » : + « عن أحمد بن محمّد » - وقد زيد فى حاشيتها تصحيحاً - وهو سهو واضح لا يخفى على من تتبّع‌أسنادالكافي ؛ فقد أكثر الكليني من الرواية عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٤٩٣ - ٥٤٠.

(٢). الحسين بن الحسن الراوي عن محمّد بن اُورمة ، هو الحسين بن الحسن بن أبان ، روى ابن الوليد عنه جميع‌كتبِ محمّد بن اُورمة ، إلّاما كان فيه من تخليط أو غلوّ. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٤٠٧ ، الرقم ٦٢١ ؛رجال الطوسي ، ص ٤٤٨ ، الرقم ٦٣٦٢.

هذا ، وقد روى الكليني عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن اُورمة فيالكافي ، ح ٢١٤١ و ٢١٥٣ و ٢٢٩٦ و ٢٣٢٤ و ٣٠٠٦ و ٤٤٤٩ و ٤٥٠٥ و ٤٥٤٦. وقد حُذِف عدّة من أصحابنا من صدر السند تعليقاً - وح ٨١٥٣ و ٨١٥٩. فالظاهر في سندنا هذا أنّ سهل بن زياد والحسين بن الحسن يرويان معاً عن محمّد بن اُورمة ، تدلّ على ذلك لفظة « جميعاً ».

فعليه في السند تحويل ، بعطف « غير واحد ، عن الحسين بن الحسن » على « عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ».

(٣). فى « ب » : « في الجبل ». وفيشرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٩ : « قيل : المراد بالجبل : كردستان بين تبريز وبغدادوهمدان ، وغير ذلك ». وفيالقاموس ، ج ٢ ، ص ١٢٨٩ ( جبل ) : « بلادُ الجبل : مُدُن بين آذربيجانَ وعراقِ العرب وخوزستان وفارس وبلاد الديلم ». وراجع أيضاً :معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ١٠٣ ( جبل ).

(٤). في « ب » : « وإنّي ».

(٥). « السَّمت » : هيئة أهل الخير ، وهي عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السَّكينة والوَقار ، وحسن‌السيرة والطريقة ، واستقامة المنظر والهَيئة. راجع :مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ( سمت ).

١٥

وَكَثْرَةَ(١) أَمَانَةٍ(٢) ، ثُمَّ أُفَتِّشُهُ ، فَأَتَبَيَّنُهُ(٣) عَنْ(٤) عَدَاوَتِكُمْ ؛ وَأُخَالِطُ الرَّجُلَ ، فَأَرى مِنْهُ سُوءَ الْخُلُقِ(٥) وَقِلَّةَ أَمَانَةٍ(٦) وَزَعَارَّةً(٧) ، ثُمَّ أُفَتِّشُهُ ، فَأَتَبَيَّنُهُ(٨) عَنْ وَلَايَتِكُمْ ، فَكَيْفَ يَكُونُ ذلِكَ؟

قَالَ(٩) : فَقَالَ لِي : « أَمَا عَلِمْتَ يَا ابْنَ كَيْسَانَ ، أَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَخَذَ طِينَةً مِنَ الْجَنَّةِ وَطِينَةً مِنَ النَّارِ ، فَخَلَطَهُمَا جَمِيعاً ، ثُمَّ نَزَعَ هذِهِ مِنْ هذِهِ ، وَهذِهِ مِنْ هذِهِ(١٠) ، فَمَا رَأَيْتَ مِنْ(١١) أُولئِكَ مِنَ الْأَمَانَةِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ وَحُسْنِ السَّمْتِ ، فَمِمَّا مَسَّتْهُمْ(١٢) مِنْ طِينَةِ(١٣) الْجَنَّةِ ، وَهُمْ يَعُودُونَ إِلى مَا خُلِقُوا مِنْهُ ، وَمَا رَأَيْتَ مِنْ هؤُلَاءِ مِنْ قِلَّةِ الْأَمَانَةِ وَسُوءِ الْخُلُقِ وَالزَّعَارَّةِ(١٤) ، فَمِمَّا مَسَّتْهُمْ(١٥) مِنْ طِينَةِ النَّارِ ، وَهُمْ يَعُودُونَ(١٦) إِلى مَا خُلِقُوا مِنْهُ ».(١٧)

__________________

(١). في « ب ، ج ، د ، ص ، ض ، ف ، ه ، بس ، بف » والمحاسن : - « كثرة ». وفي « جم ، جه » وحاشية « ز ، بج ، بع ، جح » والبحار كما في المتن.

(٢). في الوافي والمحاسن : « الأمانة ».

(٣). في « ب ، ص ، بر ، بس ، بف » والبحار والمحاسن : « فاُفتّشه ».

(٤). في « ز » : « على ».

(٥). في حاشية « ف » : « خلق ».

(٦). في الوافي : « الأمانة ».

(٧). يجوز فيه التخفيف. ومعناه : شراسَة الخُلُق.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٧٠ ( زعر ). وفي « د ، ص » وحاشية « ب ، ز » : « دعارة » ، ومعناه : الفسق والفساد.

(٨). في « ب ، د ، ص ، بر ، بس ، بف » والبحار والمحاسن : « فاُفتّشه ».

(٩). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : - « قال ».

(١٠). في « ض » والمحاسن : - « وهذه من هذه ». وقال فيالوافي : « معناه أنّه نزع طينة الجنّة من طينة النار ، وطينةالنار من طينة الجنّة بعد ما مسّت إحداهما الاُخرى ، ثمّ خلق أهل الجنّة من طينة الجنّة ، وخلق أهل النار من طينة النار ».

(١١). في « ب ، د ، ض ، ه ، بر ، بف » وحاشية « ج » وشرح المازندراني والبحار : « في ».

(١٢). في « ب ، د ، ص ، ف ، ه ، بر ، بف » والوافي : « مسّهم ».

(١٣) في « ج ، ص » : « طين ».

(١٤) يجوز فيه التخفيف. وفي «ج ، ص» : «الدعارّة».

(١٥) في « ب ، د ، ص ، ف ، بر » والوافي : « مسّهم ».

(١٦) في البحار : « يعادون ».

(١٧)المحاسن ، ص ١٣٦ ، كتاب الصفوة ، ح ٢٠ ، عن محمّد بن عليّ.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١ ، ح ١٦٤٨ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٨٦ ، ح ٩.

١٦

١٤٥٤/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(١) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : الْمُؤْمِنُونَ(٢) مِنْ طِينَةِ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».(٣)

١٤٥٥/ ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ(٤) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ(٥) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَعليه‌السلام بَعَثَ جَبْرَئِيلَعليه‌السلام فِي أَوَّلِ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَقَبَضَ بِيَمِينِهِ قَبْضَةً بَلَغَتْ(٦) قَبْضَتُهُ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ تُرْبَةً ، وَقَبَضَ قَبْضَةً أُخْرى مِنَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ الْعُلْيَا إِلَى الْأَرْضِ السَّابِعَةِ الْقُصْوى ، فَأَمَرَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - كَلِمَتَهُ ،

__________________

(١). في « ز ، ض ، بس » : « أحمد بن محمّد بن خالد » بدل « أحمد بن محمّد عن محمّد بن خالد ». وهو سهو ؛ فقدروى الخبر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي فيالمحاسن ، ص ١٣٣ ، ح ٨ ، عن أبيه ، عن صالح بن سهل من أهل همدان ، قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام . والظاهر أنّ الموجب للسقط في النسخ الثلاثة المذكورة ، هو جواز النظر من « محمّد » في « أحمد بن محمّد » إلى « محمّد » في « محمّد بن خالد ».

(٢). في « ف » والبصائر : « المؤمن ».

(٣).المحاسن ، ص ١٣٣ ، كتاب الصفوة ، ح ٨.بصائر الدرجات ، ص ١٨ ، ح ١٥ ، عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن صالح بن سهل.الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩ ، ح ١٦٤٦ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٩٣ ، ح ١٣.

(٤). في « ف » وحاشية « ص » : « صالح بن سهل بن محمّد ». لكنّه سهو ؛ فقد وردت رواية عليّ بن محمّد ، عن صالح‌بن أبي حمّاد ، عن الحسين بن يزيد فيالكافي ، ح ٣٠٨ و ٣٥١ و ٦٧١٨ و ١٢٢٢٥ و ١٢٨٦١. والظاهر أنّ الجميع قطعات من رواية واحدة.

(٥). في « ض ، بس ، جر » وحاشية « ج ، د ، ز ، ف ، بر » والبحار : « الحسين بن زيد ». وفي « ف » : « الحسن بن يزيد ». والحسين هذا ، هو الحسين بن يزيد النوفلي ؛ فقد روى علي بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة فيالكافي ، ح ٣٥١ ، ووردت رواية الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة فيالأمالي للصدوق ، ص ٩٩ ، المجلس ٢٤ ، ح ٢ ؛ وص ١٦٧ ، المجلس ٣٦ ، ح ١١ ؛ وص ٣٨٣ ، المجلس ٧٢ ، ح ١٠ ؛ وكمال الدين ، ص ٣٢٩ ، ح ١١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٣١ ، ح ١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٥٩ ، ح ٢٨.

(٦). في البحار : « فبلغت ».

١٧

فَأَمْسَكَ الْقَبْضَةَ الْأُولى بِيَمِينِهِ ، وَالْقَبْضَةَ(١) الْأُخْرى بِشِمَالِهِ ، فَفَلَقَ(٢) الطِّينَ فِلْقَتَيْنِ ، فَذَرَا(٣) مِنَ الْأَرْضِ ذَرْواً ، وَمِنَ السَّمَاوَاتِ ذَرْواً ، فَقَالَ لِلَّذِي بِيَمِينِهِ : مِنْكَ الرُّسُلُ وَالْأَنْبِيَاءُ(٤) وَالْأَوْصِيَاءُ وَالصِّدِّيقُونَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالسُّعَدَاءُ وَمَنْ أُرِيدُ كَرَامَتَهُ ، فَوَجَبَ(٥) لَهُمْ مَا قَالَ كَمَا قَالَ ، وَقَالَ لِلَّذِي بِشِمَالِهِ : مِنْكَ الْجَبَّارُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْكَافِرُونَ وَالطَّوَاغِيتُ وَمَنْ أُرِيدُ هَوَانَهُ وَشِقْوَتَهُ ، فَوَجَبَ لَهُمْ مَا قَالَ كَمَا قَالَ.

ثُمَّ إِنَّ الطِّينَتَيْنِ(٦) خُلِطَتَا جَمِيعاً ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى ) (٧) ، فَالْحَبُّ طِينَةُ الْمُؤْمِنِينَ(٨) الَّتِي(٩) أَلْقَى اللهُ عَلَيْهَا مَحَبَّتَهُ ، وَالنَّوى طِينَةُ الْكَافِرِينَ الَّذِينَ نَأَوْا(١٠) عَنْ كُلِّ خَيْرٍ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ النَّوى مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ نَأى(١١) عَنْ(١٢) كُلِّ خَيْرٍ وَتَبَاعَدَ عَنْهُ(١٣)

وَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ) (١٤) فَالْحَيُّ :

__________________

(١). في « ص » : - « القبضة ».

(٢). « الفَلْق » : شقّ الشي‌ء وإبانة بعضه عن بعض. يقال : فلقتُه فانفلق. والفِلْقَة : القِطْعَة وزناً ومعنىً. راجع :المفردات للراغب ، ص ٦٤٥ ؛المصباح المنير ، ص ٤٨١ ( فلق ).

(٣). في « ج ، ز ، ص ، بف » : « فذرأ » بالهمزة. وهو بمعنى خلق وكثّر وبذر. وأمّا « ذرا » فهو من الذَرْو بمعنى‌الإذهاب والتفريق والإطارة ، وعليه فالفاعل ضمير راجع إلى الله تعالى أو جبرئيل. واختاره العلّامة المجلسي. وبمعنى الذهاب والطيران ، والضمير راجع إلى الطين ، والمعنى : تحرّز وتفرّق سريعاً. واختاره العلّامة المازندراني. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٨٢ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٦ ( ذرا ).

(٤). في « ص ، ف » : « الأنبياء والرسل ».

(٥). في « ض ، بف » : « فوجبت ».

(٦). في « ه » : « الطينين ».

(٧). الأنعام (٦). : ٩٥.

(٨). في « ف ، ه » : « المؤمن ».

(٩). في الوافي : - « التي ».

(١٠). في « ج » : « ناؤوا ». وناء ينوء ، لغة في نأى ينأى.

(١١). في « ب » : « ناءَ » بصيغة الماضي. وفي « ز » : « ناءٍ » اسم للفاعل.

(١٢). في « ه » : « من ».

(١٣) في « ب ، د ، ض ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي : « منه ».

(١٤) الأنعام (٦). : ٩٥.

١٨

الْمُؤْمِنُ الَّذِي تَخْرُجُ(١) طِينَتُهُ مِنْ طِينَةِ الْكَافِرِ ، وَالْمَيِّتُ - الَّذِي يَخْرُجُ(٢) مِنَ الْحَيِّ - هُوَ الْكَافِرُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ طِينَةِ الْمُؤْمِنِ(٣) ، فَالْحَيُّ : الْمُؤْمِنُ ، وَالْمَيِّتُ : الْكَافِرُ.

وَذلِكَ قَوْلُهُ(٤) عَزَّ وَجَلَّ :( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ) (٥) فَكَانَ مَوْتُهُ اخْتِلَاطَ طِينَتِهِ مَعَ طِينَةِ الْكَافِرِ ، وَكَانَ حَيَاتُهُ حِينَ فَرَّقَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بَيْنَهُمَا بِكَلِمَتِهِ(٦) ؛ كَذلِكَ(٧) يُخْرِجُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - الْمُؤْمِنَ فِي الْمِيلَادِ مِنَ الظُّلْمَةِ بَعْدَ دُخُولِهِ فِيهَا إِلَى النُّورِ ، وَيُخْرِجُ(٨) الْكَافِرَ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلْمَةِ بَعْدَ دُخُولِهِ إِلَى النُّورِ ، وَذلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :( لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ ) (٩) ».(١٠)

٢ - بَابٌ آخَرُ مِنْهُ ، وَفِيهِ زِيَادَةُ وُقُوعِ التَّكْلِيفِ الْأَوَّلِ (١١)

١٤٥٦/ ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‌

__________________

(١). في « ز ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : « يخرج ».

(٢). في البحار : + « هو ».

(٣). في « ص » : - « فالحيّ - إلى - المؤمن ».

(٤). في البحار : « قول الله ».

(٥). الأنعام (٦). : ١٢٢.

(٦). في « بر » : « حكمته ». و « بكلمته » ، أي بأمره. وفيالوافي : « والمراد بالكلمة جبرئيل ؛ إذ هو القابض للقبضتين ».

(٧). في « ج » : « فكذلك ». وفي « ض ، بس » : « فذلك ».

(٨). فيمرآة العقول : « يمكن أن يقرأ - أي يخرج - على بناء المجرّد المعلوم ، أو على بناء المجهول ».

(٩). يس (٣٦) : ٧٠.

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٢ ، ح ١٦٤٩ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٨٧ ، ح ١٠.

(١١). فيشرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ١٣ : « يفهم من الروايات أنّ التكليف الأوّل - وهو ما وقع قبل التكليف في دارالدنيا بإرسال الرسل وإنزال الكتب - متعدّد : الأوّل : كان في عالم الأرواح الصرفة. الثاني : كان وقت تخمير الطينة قبل خلق آدم منها. الثالث : كان بعد خلق آدم منها حين أخرجهم من صلبه وهم ذرّ يدبّون يميناً وشمالاً. وكلّ من أطاع في هذه التكاليف الثلاثة فهو يطيع في تكليف الدنيا ، وكلّ من عصى فيها فهو يعصي فيه. وهنا تكليف خامس يقع في القيامة ، وهو مختصّ بالأطفال والمجانين والشيوخ الذين أدركوا النبيّ وهم لايعقلون ، =

١٩

الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « لَوْ عَلِمَ النَّاسُ كَيْفَ(١) ابْتِدَاءُ الْخَلْقِ مَا(٢) اخْتَلَفَ اثْنَانِ ، إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ قَالَ : كُنْ مَاءً عَذْباً ؛ أَخْلُقْ(٣) مِنْكَ(٤) جَنَّتِي وَأَهْلَ طَاعَتِي ، وَكُنْ مِلْحاً أُجَاجاً ؛ أَخْلُقْ مِنْكَ نَارِي(٥) وَأَهْلَ مَعْصِيَتِي ، ثُمَّ أَمَرَهُمَا ، فَامْتَزَجَا ، فَمِنْ ذلِكَ صَارَ يَلِدُ الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ ، وَالْكَافِرُ الْمُؤْمِنَ(٦) .

ثُمَّ أَخَذَ طِيناً(٧) مِنْ أَدِيمِ(٨) الْأَرْضِ ، فَعَرَكَهُ(٩) عَرْكاً شَدِيداً ، فَإِذَا هُمْ كَالذَّرِّ(١٠)

__________________

= وغيرهم ممّن ذكر في محلّه. وقال فيمرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١٦ : « إنّما أفرد لتلك الأخبار باباً لاشتمالها على أمر زائد لم يكن في الأخبار السابقة ؛ رعايةً لضبط العنوان بحسب الإمكان ».

(١). في « ه » والمحاسن : + « كان ».

(٢). في مرآة العقول والبحار والمحاسن : « لما ».

(٣). يجوز فيه الرفع. وكذا فيما يأتي.

(٤). فيمرآة العقول : « منك ، أي من أجلك » وكذا فيما يأتي.

(٥). في حاشية « ب » : « النار ».

(٦). فيمرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١٧ : « أقول : لايبعد أن يكن الماء العذب كناية عمّا خلق الله في الإنسان من الدواعي إلى الخير والصلاح كالعقل والنفس الملكوتي ، والماء الاجاج عمّا ينافي ويعارض ذلك ويدعو إلى الشهوات الدنيّة واللذّات الجسمانيّة من البدن وما ركّب فيه من الدواعي إلى الشهوات ؛ ويكون مزجهما كناية عن تركيبهما في الإنسان. فقوله : أخلق منك ، أي من أجلك جنّتي وأهل طاعتي ؛ إذ لولا في الإنسان من جهة الخير لم يكن لخلق الجنّة فائدة ، ولم يكن يستحقّها أحد ، ولم يصر أحد مطيعاً له تعالى. وكذا قوله : أخلق منك ناري ؛ إذ لولا ما في الإنسان من دواعي الشرور لم يكن يعصي الله أحد ، ولم يحتج إلى خلق النار للزجر عن الشرور ».

(٧). في حاشية « ب » : « طينه ». وفي البحار : « طينة ». وفي المحاسن : « طين آدم ».

(٨). أديم كلّ شي‌ء : ظاهر جلده. واُدمة الأرض : وجهها. وفيالوافي : « ولعلّه كناية عمّا ينبت منها ممّا يصلح لأن يصير غذاءً للإنسان ويحصل منه النطفة ، أو تتربّى منه ». راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٧٢ ؛معجم مقائيس اللغة ، ج ١ ، ص ٧٢ ( أدم ) ؛البحار ، ج ١١ ، ص ١٠٠.

(٩). عركت الشي‌ء أعرُكُه عَرْكاً : دَلَكْتُه. وفيالوافي : « ولعلّه كناية عن مزجه بحيث يحصل منه المزاج المستعدّ للحياة ». راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٩٩ ( عرك ).

(١٠). « الذرّ » : صغار النمل. الواحدة : ذرّة. وفيالوافي : « ووجه الشبه الحسّ والحركة وكونهم محلّ الشعور مع صغر الجثّة والخفاء ». راجع :المصباح المنير ، ص ٢٠٧ ( ذرّ ).

٢٠