الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي0%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الفروع من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 790
المشاهدات: 159869
تحميل: 4672


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 159869 / تحميل: 4672
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ(١) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ حُمْرَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ(٢) عَزَّ وَجَلَّ :( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قَالَ : « الصِّبْغَةُ هِيَ الْإِسْلَامُ ».(٣)

١٤٧٦/ ٣. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ(٤) ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ(٥) :( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قَالَ : « الصِّبْغَةُ هِيَ الْإِسْلَامُ »(٦)

وَقَالَ فِي قَوْلِهِ(٧) عَزَّ وَجَلَّ :( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) (٨) قَالَ : « هِيَ‌........................................................

__________________

(١). في « ب » : « السرحان ». وفي « ز » : « سرجان ». وهو سهو ؛ فإنّ داود هذا ، هو داود بن سِرحان العطّار ، روى أحمد بن محمّد بن أبي نصر كتابه ، وتكرّرت روايته عنه في الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٥٩ ، الرقم ٤٢٠ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٨٤ الرقم ٢٨٥ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٧ ، ص ٤٠٢ - ٤٠٤.

(٢). في « ه » : « قوله ».

(٣).معاني الأخبار ، ص ١٨٨ ، ح ١ ، بسند آخر.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٦٢ ، ح ١٠٨ ، عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وحمران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « الصبغة : الإسلام »الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٥ ، ح ١٦٦٦ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٣٢ ، ح ٢.

(٤). في « ز » : « عن الحسن بن محبوب عن محمّد بن سَمَاعة ». وهو سهو واضح ؛ فقد أكثر حميد بن زياد من‌الرواية عن الحسن بن محمّد بن سماعة بمختلف عناوينه في الأسناد ، كما روى عنه جميع كتبه ورواياته. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤١ ، الرقم ٨٤ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٣٣ ، الرقم ١٩٣ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٢٨٩.

أضف إلى ذلك أنّ طبقة حميد بن زياد المتوفّى سنة عشر وثلاثمائة تأبى عن الرواية عن ابن محبوب المتوفّى سنة أربع وعشرين ومائتين. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٣٢ ، الرقم ٣٣٩ ؛رجال الكشّي ، ص ٥٨٤ ، الرقم ١٠٩٤.

(٥). في « بر » : - « في قول الله عزّوجلّ ».

(٦). لم يرد هذا الحديث من أوّله إلى « هي الإسلام » في « ه ». والمظنون أنّ انتقال عين الناسخ من « الصبغة هي الإسلام » في الحديث ٢ إلى « الصبغة هي الإسلام » في الحديث ٣ هو العامل الموجب للسقط ، كما لا يخفى.

(٧).في «ب،د،ز، ه، بر، بس، بف» : « قول الله ».

(٨). البقرة (٢) : ٢٥٦.

٤١

الْإِيمَانُ ».(١)

١٠ - بَابٌ فِي (٢) أَنَّ السَّكِينَةَ هِيَ الْإِيمَانُ‌

١٤٧٧/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ(٣) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) (٤) قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) (٥) قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».(٦)

١٤٧٨/ ٢. عَنْهُ(٧) ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْفُضَيلِ(٨) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام :( أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ ) (٩) : هَلْ لَهُمْ فِيمَا كَتَبَ فِي‌

__________________

(١).المحاسن ، ص ٢٤٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٢١ ، بسنده عن أبان الأحمر ، عن أبي جعفر الأحول ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « عروة الله الوثقى التوحيد والصبغة الإسلام ».تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٣٨ ، ح ٤٥٩ ، عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « في قول الله : (بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) قال : هي الإيمان بالله يؤمن بالله وحده »الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٥ ، ح ١٦٦٧.

(٢). فيمرآة العقول : - « في ».

(٣). فيمرآة العقول عن بعض النسخ : « عن عليّ بن أبي حمزة ». وهو سهوٌ ؛ فإنّ المراد من عليّ بن أبي حمزة في أسنادنا ، هو البطائني وهو من أصحاب أبي عبدالله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام ، بقي بعد أبي الحسنعليه‌السلام وكان أحد عمد الواقفة. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٤٩ ، الرقم ٦٥٦ ؛رجال الكشّي ، ص ٤٠٥ ، الرقم ٧٥٩.

(٤). الفتح (٤٨) : ٤.

(٥). المجادلة (٥٨) : ٢٢.

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٧ ، ح ١٦٦٩ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٩٩ ، ح ١٨.

(٧). فيمرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٧٣ : « وإنّما ذكر هذا - أي الحديث الثاني - مع عدم اشتماله على ما عنون به الباب ؛ لأنّه كالتتمّة لما ذكر في آخر الخبر السابق ؛ لأنّهما في آية واحدة ».

(٨). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : « فضيل ». وفي « ص » : « الفضل ».

(٩). المجادلة (٥٨) : ٢٢.

٤٢

قُلُوبِهِمْ صُنْعٌ(١) ؟ قَالَ : « لَا ».(٢)

١٤٧٩/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « السَّكِينَةُ(٣) : الْإِيمَانُ ».(٤)

١٤٨٠/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ(٥) وَهِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَغَيْرِهِمَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) (٦) قَالَ : « هُوَ(٧) الْإِيمَانُ ».(٨)

١٤٨١/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ(٩) ، عَنْ يُونُسَ(١٠) ، عَنْ‌

__________________

(١). فيمرآة العقول : « وفي بعض النسخ : صبغ ، بالباء الموحّدة والغين المعجمة ، أي لهذه الكتابة صبغ ولون. وهو تصحيف ».

(٢).المحاسن ، ص ١٩٩ ،كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٧ ، عن الحسن بن عليّ الوشاء ، عن أبان الأحمر بن عثمان ، عن فضل أبي العبّاس بقباق ، معاختلاف يسير الوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٦ ، ح ٤٦٣ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٠٠ ، ح ٢٢. (٣). في « ب » والوافي والبحار : + « هي ».

(٤).معاني الأخبار ، ص ٢٨٤ ، ح ١ ، بسنده عن العلاءالوافي ، ج ٤ ، ص ٦٨ ، ح ١٦٧٢ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٩.

(٥). في « ب » : « حفض بن البختري ». وفي « ه » : « حفص البختري ». وكلاهما سهو ؛ فقد روى ابن أبي عمير كتاب‌ حفص بن البختري وتكرّرت روايته عنه في الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٣٤ ، الرقم ٣٤٤ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٥٨ ، الرقم ٢٤٣ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٢٠ ؛ وج ٢٢ ، ص ٢٥٨ - ٢٦٢. ثمّ اعلم أنّ البَخْتَريَّ اسم يشبه النسبة. راجع :الأنساب للسمعاني ، ج ١ ، ص ٢٩٤. فتأمّل.

(٦). الفتح (٤٨) : ٤.

(٧). في « ب » : « هي ».

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٧ ، ح ١٦٧٠ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٠٠ ، ح ٢٠.

(٩). في « ه » : - « بن عبيد ». وفي « ص » : « محمّد بن عيسى عن عبيد ». وهو سهو ؛ فقد روى محمّد بن عيسى بن‌عبيد جميع كتب يونس بن عبدالرحمن. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٥١١ ، الرقم ٨١٣ ؛رجال النجاشي ، ص ٤٤٦ ، الرقم ١٢٠٨.

(١٠). في « ه » : + « عن ابن مسكان ». وهو زائد ؛ فإنّه لم يعهد توسّط راوٍ بين يونس بن عبد الرحمن وشيخه =

٤٣

جَمِيلٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِهِ(١) عَزَّ وَجَلَّ :( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) قَالَ : « هُوَ(٢) الْإِيمَانُ ».

قَالَ : قُلْتُ(٣) :( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) ؟ قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».

وَعَنْ قَوْلِهِ تَعَالى :( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى ) (٤) ؟ قَالَ : « هُوَ الْإِيمَانُ ».(٥)

١١ - بَابُ الْإِخْلَاصِ‌

١٤٨٢/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ(٦) بْنِ مُسْكَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( حَنِيفاً مُسْلِماً ) (٧) قَالَ : « خَالِصاً(٨) مُخْلِصاً ، لَيْسَ فِيهِ شَيْ‌ءٌ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ».(٩)

__________________

= جميل بن درّاج ، كما لم نجد - مع الفحص الأكيد - رواية ابن مسكان - وهو عبد الله - عمّن يسمّى بجميل ، سواء أكان هو ابن درّاج أو ابن صالح. راجع :الكافي ، ح ١٥٠٧ ؛المحاسن ، ص ٣٢٠ ، ح ٥٧ ؛ وص ٣٣٣ ، ح ١٠٠ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٤٣٩ ، ح ٢.

(١). في « بر » والبحار : « قول الله ».

(٢). في « ج ، د ، ز ، ص ، بس » : - « هو ».

(٣). هكذا في « د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي « ب ، ف » : « قلت ». وفي المطبوع : « قال » كلاهما بدل « قال : قلت ». (٤). الفتح (٤٨) : ٢٦.

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٦٧ ، ح ١٦٧١ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٠٠ ، ح ٢١.

(٦). في « بس » : - « عبدالله ».

(٧). آل عمران (٣) : ٦٧.

(٨). في شرح المازندراني : + « لله ».

(٩).المحاسن ، ص ٢٥١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٦٩ ، عن أبيه ، عن يونس بن عبد الرحمن ، وتمام الرواية فيه : « في قول الله خالصاً مخلصاً لا يشوبه شي‌ء ».التهذيب ، ج ٢ ، ص ٤٢ ، ح ١٣٣ ، بسنده عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، ذيل الآية :( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينِ حَنِيفًا ) .تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٢ ، ح ٢٠ ، عن أبي بصير ، عن أحدهماعليهما‌السلام ، ذيل الآية :( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ ) ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢١٤٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٥٩ ، ح ١٢٣.

٤٤

١٤٨٣/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ(١) :

عَنْ أَبِيهِ(٢) رَفَعَهُ إِلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا هُوَ اللهُ وَالشَّيْطَانُ ، وَالْحَقُّ وَالْبَاطِلُ ، وَالْهُدى وَالضَّلَالَةُ ، وَالرُّشْدُ(٣) وَالْغَيُّ ، وَالْعَاجِلَةُ وَالْآجِلَةُ(٤) وَالْعَاقِبَةُ(٥) ، وَالْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ ، فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنَاتٍ فَلِلّهِ ، وَمَا كَانَ مِنْ سَيِّئَاتٍ(٦) فَلِلشَّيْطَانِ لَعَنَهُ اللهُ(٧) ».(٨)

١٤٨٤/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام (٩) : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - كَانَ يَقُولُ : طُوبى لِمَنْ أَخْلَصَ لِلّهِ الْعِبَادَةَ وَالدُّعَاءَ ، وَلَمْ يَشْغَلْ(١٠) قَلْبَهُ بِمَا تَرى عَيْنَاهُ ، وَلَمْ يَنْسَ ذِكْرَ اللهِ(١١) بِمَا تَسْمَعُ(١٢) أُذُنَاهُ ، وَلَمْ يَحْزُنْ(١٣) صَدْرَهُ بِمَا أُعْطِيَ غَيْرُهُ ».(١٤)

١٤٨٥/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ(١٥) عَزَّ وَجَلَّ :( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) (١٦) قَالَ:

__________________

(١). في « بس » : « أحمد بن محمّد أبي عبد الله ».

(٢). في « بس » : - « عن أبيه ».

(٣). في « بر » : + « والبغي ».

(٤). في المحاسن : - « والآجلة ».

(٥). في الوافي : « والعاجلة والآجلة ( والعاقبة - خ ل ) ».

(٦). في المحاسن : « السيّئات ».

(٧). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والمحاسن : - « لعنه الله ».

(٨).المحاسن ، ص ٢٥١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٦٨.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢١٤٤ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٦٧ ،ذيل ح ١٤٩ ؛البحار ،ج ٧٠ ، ص ٢٢٨ ، ح ٤. (٩).في «ب،بس»: + « قال ».

(١٠). في « ج » : « ولا يشغل ».

(١١). في « ص » :«ذكره». وفي «ه»: +«جلّ ذكره».

(١٢). في « بف » : « يسمع ».

(١٣) يجوز فيه التفعيل والإفعال أيضاً.

(١٤)الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢١٤٥ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٥٩ ، ح ١٢٥ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٢٩ ، ح ٥.

(١٥) في « ه » : « قوله ».

(١٦) هود (١١). : ٧ ؛ الملك (٦٧) : ٢.

٤٥

« لَيْسَ يَعْنِي(١) أَكْثَرَكُمْ(٢) عَمَلاً ، وَلكِنْ أَصْوَبَكُمْ عَمَلاً ، وَإِنَّمَا الْإِصَابَةُ خَشْيَةُ اللهِ وَالنِّيَّةُ الصَّادِقَةُ وَالْحَسَنَةُ(٣) ».

ثُمَّ قَالَ : « الْإِبْقَاءُ عَلَى الْعَمَلِ حَتّى يَخْلُصَ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ ، وَالْعَمَلُ الْخَالِصُ الَّذِي لَا تُرِيدُ أَنْ يَحْمَدَكَ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالنِّيَّةُ أَفْضَلُ مِنَ الْعَمَلِ ، أَلَا وَإِنَّ النِّيَّةَ هِيَ(٤) الْعَمَلُ » ، ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ :( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ) (٥) : « يَعْنِي عَلى نِيَّتِهِ ».(٦)

١٤٨٦/ ٥. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِلّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (٧) قَالَ : « الْقَلْبُ(٨) السَّلِيمُ الَّذِي يَلْقى رَبَّهُ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ سِوَاهُ ». قَالَ(٩) : « وَكُلُّ قَلْبٍ فِيهِ شِرْكٌ أَوْ شَكٌّ(١٠) فَهُوَ سَاقِطٌ ، إِنَّمَا أَرَادُوا(١١) بِالزُّهْدِ(١٢) .....................................................

__________________

(١). في « ز » : « يعني ليس ».

(٢). هكذا في « ب ، ص ، ف ، ه ، بس ، بف » ومرآة العقول والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « أكثر ».

(٣). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول والبحار : « والخشية ». وقال فيالوافي : « ولفظة : والخشية ، بعد قوله : والنيّة الصادقة ، زائدة ، ولعلّها من طغيان قلم النسّاخ ، وليست في بعض النسخ الصحيحة ، ولو صحّت يكون معناها : خشية أن لا تقبل كما مرّ ، وهو غير خشية الله ». وفيالمرآة : « أو يقال : النيّة الصادقة ، مبتدأ ، والخشية ، معطوف عليه ، والخبر محذوف ، أي مقرونتان. أو الخشية ، منصوب ليكون مفعولاً معه ».

(٤). في « ص ، ه ، بر » وحاشية « بس » والوافي : « هو ». وفي « ف » : « من ».

(٥). الإسراء (١٧) : ٨٤.

(٦). راجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب النيّة ، ح ١٦٧٩ ؛ وباب الرياء ، ح ٢٥٠٢ ؛ والمحاسن ، ص ٣٣٠ ، كتاب العلل ، ح ٩٤ ؛ وعلل الشرائع ، ج ٢ ، ص ٥٢٣ ، ح ١.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٥ ، ح ٢١٤٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٥١ ، ح ٩٧ ، من قوله : « والنيّة أفضل من العمل » ؛وفيه ، ص ٦٠ ، ح ١٢٦ ، من قوله : « قال : الإبقاء على العمل » إلى قوله : « أن يحمدك عليه أحد إلاّ الله عزّوجلّ » ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٣٠ ، ح ٦.

(٧). الشعراء (٢٦) : ٨٩.

(٨). في « ز ، ه ، بس » والوسائل : - « القلب ».

(٩). في البحار : « وقال ».

(١٠). في الوسائل والبحار ، ج ٧٣ والكافي ، ح ١٨٩٧ : « شكّ أو شرك ».

(١١). في « ب ، ج ، د ، بس ، بف » وحاشية « ف ، بر » : « أراد ».

(١٢). هكذا في « ب ، د ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والكافي ، ح ١٨٩٧. وفي المطبوع : « الزهد ».

٤٦

فِي الدُّنْيَا لِتَفْرُغَ(١) قُلُوبُهُمْ لِلآخِرَةِ(٢) ».(٣)

١٤٨٧/ ٦. وَ(٤) بِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ السُدِّيِّ(٥) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا أَخْلَصَ عَبْدٌ(٦) الْإِيمَانَ بِاللهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً - أَوْ قَالَ : مَا أَجْمَلَ(٧) عَبْدٌ ذِكْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَرْبَعِينَ يَوْماً - إِلاَّ زَهَّدَهُ(٨) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا(٩) ، وَبَصَّرَهُ دَاءَهَا وَدَوَاءَهَا ، وَأَثْبَتَ(١٠) الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِهِ ، وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ ».

ثُمَّ تَلَا(١١) : «( إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ) (١٢) ؛ فَلَا تَرى صَاحِبَ بِدْعَةٍ إِلَّا ذَلِيلاً ، وَ(١٣) .............

__________________

(١). في «ج»:« ليتفرّغ ». وفي« ص،ه »:« ليفرغ ».

(٢). في«ز» :«في الآخرة».وفي«بس»:« إلى الآخرة ».

(٣).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح ١٨٩٧ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه وعليّ بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « وكلّ قلب فيه شكّ ».تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٢٢ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، إلى قوله : « أحد سواه ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٦ ، ح ٢١٤٧ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٦٠ ، ح ١٢٧ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٣٩ ، ح ٧ ؛وفيه ، ج ٧٣ ، ص ٥٢ ، ح ٢٣ ، من قوله : « وكلّ قلب فيه شكّ ».

(٤). هكذا في « ب ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ». وفي « ج » والمطبوع : - « و ».

(٥). هكذا في « ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف ، جر » وحاشية « د » والوافي. وفي « ب ، ج ، د » والمطبوع : « السندي ». وفي « ز » : « السُّندي ». والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّا لم نجد - حسب تتبّعنا - السندي في رواة أبي جعفر الباقرعليه‌السلام . وأمّا السُّدّيّ ، فقد ذكر الشيخ الطوسي إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدّيّ الكوفي - وهو إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة ، المتوفّى سنة سبع وعشرين ومائة ، أو تسع وعشرين ومائة - في أصحاب محمّد بن عليّ الباقرعليه‌السلام . راجع :رجال الطوسي ، ص ١٢٤ ، الرقم ١٢٤٧ ؛تهذيب الكمال ، ج ٣ ، ص ١٣٢ ، الرقم ٤٦٢.

هذا وقد أورد صدر الخبر فيمستدرك الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٩٥ ، ح ٥٩٠١ نقلاً منالكافي وفيه أيضاً : « السُّدّيّ ».

(٦). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « العبد ».

(٧). في « ه » : « ما أخلص ».

(٨). في « ض » : « أزهده ».

(٩). في شرح المازندراني : « فزهّده فيها وصرف قبله عنها » بدل « زهّده - إلى - الدنيا ».

(١٠). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « فأثبت ». وفيشرح المازندراني : « ويجوز أن يقرأ : أنبت ، بالنون ، فيكون تمثيلاً لزيادتها ونموّها بالإخلاص بإنبات الزرع ونموّه بالماء ؛ لقصد الإيضاح ».

(١١). في « بر » : + « هذه الآية ».

(١٢). الأعراف (٧) : ١٥٢.

(١٣) في « ف » : - « و ». وفي مرآة العقول والبحار : « أو ».

٤٧

مُفْتَرِياً(١) عَلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَعَلى رَسُولِهِ وَعَلى(٢) أَهْلِ بَيْتِهِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ -(٣) إِلَّا ذَلِيلاً(٤) ».(٥)

١٢ - بَابُ الشَّرَائِعِ‌

١٤٨٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ؛

وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ جَمِيعاً ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَعْطى مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله شَرَائِعَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسى وَعِيسىعليهم‌السلام التَّوْحِيدَ وَالْإِخْلَاصَ وَخَلْعَ الْأَنْدَادِ ، وَالْفِطْرَةَ الْحَنِيفِيَّةَ السَّمْحَةَ ، وَ(٦) لَارَهْبَانِيَّةَ ، وَلَا سِيَاحَةَ ، أَحَلَّ فِيهَا الطَّيِّبَاتِ ، وَحَرَّمَ فِيهَا الْخَبَائِثَ(٧) ، وَ وَضَعَ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ(٨) وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ..................................................... ‌

__________________

(١). فيشرح المازندراني : « قوله : ومفترياً ، عطف على صاحب بدعة ، أي فلا ترى مفترياً على الله ، إلى آخره إلّاذليلاً( وَلِلّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ) [ المنافقون (٦٣) : ٨ ] ».

(٢). في « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والبحار : - « على ».

(٣). في « ب » : «صلى‌الله‌عليه‌وآله ». وفي « ج ، د ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي : « صلّى الله عليهم ». وفي « ز » : «عليهم‌السلام ». وفي « ف » : «صلى‌الله‌عليه‌وآله ». وفي « ه » : « صلّى الله عليه وعليهم ».

(٤). في « ص » : - « إلّا ذليلاً ». وفيالوافي : « لعلّ الوجه في تلاوتهعليه‌السلام الآية التنبيه على أنّ من كانت عبادته لله‌عزّوجلّ واجتهاده فيها على وفق السنّة ، بصّره الله عيوب الدنيا ، فزهّده فيها ، فصار بسبب زهده فيها عزيزاً ؛ لأنّ المذلّة في الدنيا إنّما تكون بسبب الرغبة فيها. ومن كانت عبادته على وفق الهوى ، أعمى الله قلبه عن عيوب الدنيا ، فصار بسبب رغبته فيها ذليلاً ؛ فأصحاب البدع لايزالون أذلّاء صغاراً. ومن هنا قال الله عزّوجلّ في متّخذي العجل ما قال ».

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٧٦ ، ح ٢١٤٨ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٤٠ ، ح ٨.

(٦). في « ب ، ج ، د ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والمحاسن : - « و ».

(٧). في المحاسن : « الخبيثات ».

(٨). أصل الإصر : الضيق والحبس. ويقال للثقل : إصر ؛ لأنّه يأصر صاحبه من الحركة لثقله. وقوله تعالى :( وَيَضَعُ =

٤٨

عَلَيْهِمْ(١)

ثُمَّ افْتَرَضَ(٢) عَلَيْهِ(٣) فِيهَا الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ(٤) وَالصِّيَامَ وَالْحَجَّ وَالْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَلَالَ وَالْحَرَامَ(٥) وَالْمَوَارِيثَ وَالْحُدُودَ وَالْفَرَائِضَ(٦) وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَزَادَهُ(٧) الْوُضُوءَ ، وَفَضَّلَهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَبِخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَالْمُفَصَّلِ(٨) ، وَأَحَلَّ لَهُ الْمَغْنَمَ وَالْفَيْ‌ءَ(٩) ، وَنَصَرَهُ بِالرُّعْبِ(١٠) ، وَجَعَلَ لَهُ الْأَرْضَ(١١) مَسْجِداً وَطَهُوراً ، وَأَرْسَلَهُ كَافَّةً إِلَى الْأَبْيَضِ وَالْأَسْوَدِ(١٢) ، وَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ(١٣) ، وَأَعْطَاهُ الْجِزْيَةَ وَأَسْرَ الْمُشْرِكِينَ وَفِدَاهُمْ(١٤) ، ثُمَّ كُلِّفَ(١٥) مَا لَمْ يُكَلَّفْ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَ(١٦) أُنْزِلَ عَلَيْهِ سَيْفٌ(١٧) مِنَ السَّمَاءِ فِي(١٨) غَيْرِ غِمْدٍ ،

__________________

=عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ ) [ الأعراف (٧) : ١٥٧ ] هو مَثَل لثقل تكليفهم ، نحو قتل الأنفس في التوبة.مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢٠٨ ( أصر ).

(١). في المحاسن : + « فعرف فضله بذلك ».

(٢). في « ه » : + « الله جلّ وعزّ ».

(٣). في المحاسن : « عليها ».

(٤). في « ه » : + « والحلال والحرام ».

(٥). في « ه » : - « والحلال والحرام ».

(٦). في الوسائل ، ج ١ : - « والحلال والحرام - إلى - الفرائض ».

(٧). في « ه ، بر ، بف » : « وزيادة ».

(٨). في الوسائل ، ج ١ : - « وفضله - إلى - المفصّل ». قال الراغب : « والمفصَّل من القرآن : السبع الأخير ، وذلك للفصل بين القصص بالسور القصار » وقال الشيخ الطبرسي : « أمّا المفصّل فما بعد الحواميم من قصار السور إلى آخر القرآن ؛ سمّيت مفصّلاً لكثرة الفصول بين سورها ببسم الله الرحمن الرحيم ». وقال العلّامة المجلسي : « وأقول : اختلف في أوّل المفصّل ، فقيل : من سورة ق ، وقيل : من سورة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقيل : من سورة الفتح. وعن النووي : مفصّل القرآن من محمّد إلى آخر القرآن ، وقصاره من الضحى إلى آخره ، ومطوّلاته إلى عمّ ، ومتوسّطاته إلى الضحى ، وفي الخبر : المفصّل : ثمان وستّون سورة ». راجع :المفردات للراغب ، ص ٦٣٨ ( فصل ) ؛مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٤٢ ، مقدّمة الكتاب ؛مرآة العقول ، ج ١٧ ، ص ٩٥.

(٩). في « ف » : + « والأنفال ».

(١٠). في الوسائل ، ح ٨ : - « ونصره بالرعب ».

(١١). في شرح المازندراني : « الأرض له ».

(١٢). في « ص ، ف ، ه » : « الأسود والأبيض ».

(١٣) في الوسائل ، ح ٨ : - « وأرسله - إلى - الإنس ».

(١٤) في « بر » : « فداءهم ».

(١٥) في المحاسن : « كلّفه ».

(١٦) في « ب ، ف ، ه ، بس ، بف » والوافي والمحاسن : - « و ».

(١٧) في « ج ، ه » : « سيفاً ».

(١٨) في « ب » والوافي : « من ».

٤٩

وَقِيلَ لَهُ : قَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لَاتُكَلَّفُ إِلّا نَفْسَكَ(١) ».(٢)

١٤٨٩/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) (٣) ؟

فَقَالَ : « نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسى وَعِيسى وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمْ »(٤)

قُلْتُ : كَيْفَ صَارُوا أُولِي الْعَزْمِ(٥) ؟

قَالَ : « لِأَنَّ نُوحاًعليه‌السلام بُعِثَ بِكِتَابٍ وَشَرِيعَةٍ ، وَكُلُّ(٦) مَنْ جَاءَ بَعْدَ نُوحٍ أَخَذَ بِكِتَابِ نُوحٍ(٧) وَشَرِيعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ حَتّى جَاءَ إِبْرَاهِيمُعليه‌السلام بِالصُّحُفِ وَبِعَزِيمَةِ تَرْكِ كِتَابِ نُوحٍ لَاكُفْراً بِهِ ، فَكُلُّ(٨) نَبِيٍّ جَاءَ(٩) بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ أَخَذَ(١٠) بِشَرِيعَةِ إِبْرَاهِيمَ وَمِنْهَاجِهِ وَبِالصُّحُفِ حَتّى جَاءَ‌ مُوسىعليه‌السلام بِالتَّوْرَاةِ وَشَرِيعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَبِعَزِيمَةِ تَرْكِ الصُّحُفِ ، وَكُلُّ(١١) نَبِيٍّ جَاءَ بَعْدَ

__________________

(١). إشارة إلى الآية ٨٤ من سورة النساء (٤). وفيه( فَقاتَلَ ) بدل « قاتل ». وفي « ه » : + « صلّى الله عليه وعلى أهل بيته المستحفظين وسلّم تسليماً ». وفي المحاسن : + « عبّاس بن عامر. وزاد فيه بعضهم : فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه يعني الولاية ».

(٢).المحاسن ، ص ٢٨٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٣١ ، عن أبي إسحاق الثقفي ، عن محمّد بن مروان.الوافي ، ج ٣ ، ص ٧١٨ ، ح ١٣٣٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٦ ، ح ٨ ، إلى قوله : « وأسر المشركين وفداهم » ؛وفيه ، ج ٣ ، ص ٣٤٩ ، ح ٣٨٣٨ ؛ وج ٥ ، ص ١١٧ ، ح ٦٠٨٢ ، وفيهما إلى قوله : « الأرض مسجداً وطهوراً ».

(٣). الأحقاف (٤٦) : ٣٥.

(٤). في « ج » : - « عليهم ». وفي « د ، بف » : « صلّى الله عليه وعليهم ». وفي « ف » : « صلى‌ الله‌ عليه‌ و آله و عليهم‌ السلام ». وفي « ه » : « عليهم ‌السلام أجمعين ». وفي المحاسن : + « وعلى جميع أنبيائه ورسله ».

(٥). في « ب » : + « من الرسل ».

(٦). في المحاسن : « فكلّ ».

(٧). في المحاسن : « بكتابه » بدل « بكتاب نوح ».

(٨). في المحاسن : « وكلّ ».

(٩). في « ه » : + « من ».

(١٠). في المحاسن : « جاء » بدل « أخذ ».

(١١). في « ب ، د ، ز ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » والبحار والمحاسن : « فكلّ ».

٥٠

مُوسى أَخَذَ بِالتَّوْرَاةِ وَشَرِيعَتِهِ(١) وَمِنْهَاجِهِ حَتّى جَاءَ الْمَسِيحُعليه‌السلام بِالْإِنْجِيلِ وَبِعَزِيمَةِ تَرْكِ(٢) شَرِيعَةِ مُوسى وَمِنْهَاجِهِ ، فَكُلُّ نَبِيٍّ جَاءَ بَعْدَ الْمَسِيحِ أَخَذَ بِشَرِيعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ(٣) حَتّى جَاءَ مُحَمَّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَجَاءَ(٤) بِالْقُرْآنِ وَبِشَرِيعَتِهِ(٥) وَمِنْهَاجِهِ ؛ فَحَلَالُهُ حَلَالٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَحَرَامُهُ حَرَامٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؛ فَهؤُلَاءِ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِعليهم‌السلام (٦) ».(٧)

١٣ - بَابُ دَعَائِمِ الْإِسْلَامِ‌

١٤٩٠/ ١. حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ(٨) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(٩) عليه‌السلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ : عَلَى الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالصَّوْمِ(١٠) ، وَالْحَجِّ ، وَالْوِلَايَةِ(١١) ؛ وَلَمْ يُنَادَ بِشَيْ‌ءٍ‌......................................

__________________

(١). في الوافي : « وبشريعة ».

(٢). في « ف » : + « التوراة و ».

(٣). في المحاسن : - « فكلّ نبيّ جاء بعد المسيح أخذ بشريعته ومنهاجه ».

(٤). في الوافي : - « فجاء ».

(٥). في « ه » والمحاسن : « وشريعته ».

(٦). في البحار : - « فهؤلاء اُولوالعزم من الرسلعليهم‌السلام ».

(٧).المحاسن ، ص ٢٦٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٥٨ ، عن عثمان بن عيسى.الكافي ، كتاب الحجّة ، باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّةعليهم‌السلام ، ح ٤٤١ ، بسند آخر ؛الخصال ، ص ٣٠٠ ، باب الخمسة ، ح ٧٣ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي الأخيرين إلى قوله : « وعيسى ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ». وفيعلل الشرائع ، ص ١٢٢ ، ح ٢ ؛وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٨٠ ، ح ١٣ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، وفي كلّها ( إلّا المحاسن ) مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٧١٩ ، ح ١٣٣٤ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٣ ، ح ٣٨.

(٨). هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « فضيل ».

(٩). في « ف » : « أبي عبد الله ». وهو سهو ؛ فقد ورد مضمون الخبر عن أبي حمزة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام فيالمحاسن ، ص ٢٨٦ ، ح ٤٢٩ ؛ والخصال ، ص ٢٧٧ ، ح ٢١ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٣٥٣ ، ح ٤ ؛والأمالي للطوسي ، ص ١٢٤ ، ح ٥.

ثمّ اعلم أنّا لم نجد رواية الفضيل - وهو ابن يسار - عن أبي حمزة في غير هذا الخبر.

(١٠). في « ه » : « الصيام ». وفي « بس » : « على الصلاة والصيام والزكاة ».

(١١). فيالوافي : « الوَلاية - بالفتح - بمعنى المحبّة والمودّة ، وهي المراد بها في الحديث الآتي ، ولهذا لم يكتف بها =

٥١

كَمَا(١) نُودِيَ بِالْوِلَايَةِ ».(٢)

١٤٩١/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(٣) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَجْلَانَ(٤) أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَوْقِفْنِي عَلى حُدُودِ الْإِيمَانِ(٥)

فَقَالَ(٦) : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ(٧) بِهِ(٨) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَصَلَاةُ(٩) الْخَمْسِ ، وَأَدَاءُ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَحِجُّ الْبَيْتِ ، وَوَلَايَةُ وَلِيِّنَا ، وَعَدَاوَةُ عَدُوِّنَا ، وَالدُّخُولُ مَعَ الصَّادِقِينَ(١٠) ».(١١)

__________________

= حتّى أردفه بقوله : والدخول مع الصادقين. وبالكسر : تولّي الاُمور ومالكيّة التصرّف فيه ؛ وهو المراد بها هاهنا وفيما يأتي. والنداء بالولاية إشارة إلى حديث يوم الغدير ». وفيمرآة العقول ؛ ج ٧ ، ص ١٠٠ : « الوِلاية - بالكسر - الإمارة وكونه أولى بالحكم والتدبير ؛ وبالفتح : المحبّة والنصرة. وهنا يحتملهما ».

(١). في « د ، ف » وحاشية « بر » والوسائل والمحاسن : « ما ». وفي حاشية « د » : « مثل ما ».

(٢).المحاسن ، ص ٢٨٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، صدر ح ٤٢٩ ؛الخصال ، ص ٢٧٧ ، باب الخمسة ، ح ٢١ ، وفيهما مع زيادة في آخره ؛الأمالي للمفيد ، ص ٣٥٣ ، المجلس ٤٢ ، ح ٤ ؛الأمالي للطوسي ، ص ١٢٤ ، المجلس ٥ ، ح ٥ ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « والحجّ والولاية » وفي كلّها بسند آخر عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٧ ، ح ١٦٩٤ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ١٠ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٢٩ ، ح ١. (٣). في « ب ، ص ، ه ، بر » وحاشية « بف » : + « بن عبيد ».

(٤). في « ب » وحاشية « ج ، و، بر » : + « بن ». وهو سهو ، كما يظهر من ملاحظة الأسناد وكتب الرجال ؛ فقد روى عجلان أبو صالح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في عددٍ من الأسناد ، وذكر البرقي والكشّي والشيخ الطوسي عجلان أبا صالح في أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام . راجع :رجال البرقي ، ص ٤٣ ؛رجال الكشّي ، ص ٤١١ ، الرقم ٧٧٢ ؛رجال الطوسي ، ص ٢٦٢ ، الرقم ٣٧٥١ ؛ وص ٢٦٣ ، الرقم ٣٧٥٢ و ٣٧٥٣ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ١٣٢.

(٥). في « ف » : « الإسلام ».

(٦). في « ه » : « قال ».

(٧). في « بر ، بف » والوافي : « بجميع ما جاء ».

(٨). في«ف،ه،بر،بس،بف»والوسائل والبحار:-«به».

(٩). كذا في النسخ والمطبوع والوسائل والبحار ، وهو هنا - بقرينة السياق - مصدر ، وفي الوافي : « صلوات » وعليه‌فالأولى هو « الصلوات ».

(١٠). فيالوافي : « لعلّ المراد بالدخول مع الصادقين متابعة أهل بيت العصمة والطهارة في أقوالهم وأفعالهم ، وهو ناظر إلى قوله سبحانه :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ ) [ التوبة (٩) : ١١٩ ] ».

(١١).المحاسن ، ص ١٣ ، كتاب القرائن ، ح ٣٨ ؛ثواب الأعمال ، ص ٣٠ ، ح ١ ؛الخصال ، ص ٤٣٢ ، باب العشرة ، =

٥٢

١٤٩٢/ ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ(١) بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ(٢) : عَلَى الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَالصَّوْمِ(٣) ، وَالْوِلَايَةِ ؛ وَلَمْ يُنَادَ بِشَيْ‌ءٍ كَمَا نُودِيَ بِالْوِلَايَةِ ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِأَرْبَعٍ وَتَرَكُوا هذِهِ » يَعْنِي الْوَلَايَةَ.(٤)

١٤٩٣/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ(٥) الْعَرْزَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنِ الصَّادِقِعليه‌السلام ، قَالَ(٦) : « أَثَافِيُّ(٧) الْإِسْلَامِ ثَلَاثَةٌ : الصَّلَاةُ ، وَالزَّكَاةُ ، وَالْوِلَايَةُ ، لَاتَصِحُّ(٨) وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ إِلَّا بِصَاحِبَتَيْهَا(٩) ».(١٠)

__________________

= ح ١٥ ، وفي كلّها بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛وفيه ، ح ١٦ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جدّهعليهم‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١١٧ ، ح ١٥٧ ، عن هشام بن عجلان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في أنّ الإيمان مبثوث لجوارح البدن كلّها ، ح ١٥٢٣.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٧ ، ح ١٦٩٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ٩ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٠ ، ح ٤.

(١). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « فضيل ».

(٢). في « ف » : « الخمس ».

(٣). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « والصوم والحجّ ».

(٤). راجع : ح ١ من هذا الباب ومصادره.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٨ ، ح ١٦٩٦ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٣ ، ح ١ ، إلى قوله : « والصوم والولاية » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٢٩ ، ح ٢.

(٥). في«ج،د،ز،بس،بف،جر»:-«ابن».

(٦). هكذا في « ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : + « قال ».

(٧). « الاُثْفيّة » بالضمّ ويكسر : الحجر يوضع عليه القِدْر ، وجمعها : أثافيّ ، ويخفّف. والتشبيه بالأثافي للتنبيه على أنّ الإسلام لا يستقيم ولا يثبت بدونها كالقدر بدون الأثافي. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٥٩ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٥٦ ( أثف ).

(٨). في « ب » : « ولا تصحّ ». وفي « ز » : « لا يصحّ ». وفي « ص ، ف » : « لا تصلح ». وفي « ه ، بر ، بف » وحاشية « بس » : « لا يصلح ». وفي الوافي : « لا ( تصحّ - خ ل ) تصلح ».

(٩). في « ب ، ف » : « بصاحبها ». وفي « ج ، ص ، ه » : « بصاحبيها ». وفي « د ، بس » والوسائل : « بصاحبتها ».

(١٠).المحاسن ، ص ٢٨٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٢٨ ، بسند آخر عن عليّعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، =

٥٣

١٤٩٤/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّلْتِ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسَةِ أَشْيَاءَ : عَلَى الصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَالصَّوْمِ(١) ، وَالْوَلَايَةِ ».

قَالَ زُرَارَةُ : فَقُلْتُ : وَأَيُّ(٢) شَيْ‌ءٍ مِنْ(٣) ذلِكَ أَفْضَلُ؟

فَقَالَ(٤) : « الْوِلَايَةُ أَفْضَلُ ؛ لِأَنَّهَا مِفْتَاحُهُنَّ ، وَالْوَالِي(٥) هُوَ الدَّلِيلُ عَلَيْهِنَّ ».

قُلْتُ : ثُمَّ الَّذِي يَلِي ذلِكَ فِي الْفَضْلِ؟

فَقَالَ(٦) : « الصَّلَاةُ ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ : الصَّلَاةُ عَمُودُ(٧) دِينِكُمْ ».

قَالَ(٨) : قُلْتُ : ثُمَّ الَّذِي يَلِيهَا(٩) فِي الْفَضْلِ؟

قَالَ : « الزَّكَاةُ ؛ لِأَنَّهُ قَرَنَهَا بِهَا ، وَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَهَا ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الزَّكَاةُ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ(١٠) ».

قُلْتُ : وَالَّذِي(١١) يَلِيهَا(١٢) فِي الْفَضْلِ؟

قَالَ : « الْحَجُّ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ) (١٣) ؛ وَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَحَجَّةٌ مَقْبُولَةٌ خَيْرٌ مِنْ‌

__________________

= ج ٤ ، ص ٩٧ ، ح ١٧٠٧ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٦ ، ح ٧ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٠ ، ح ٥.

(١). في « ص ، ف ، ه ، بر ، بف » والبحار وتفسير العيّاشي وفضائل الأشهر الثلاثة : « والصوم والحجّ ».

(٢). في « ه » والمحاسن : « فأيّ ».

(٣). في « ه » والمحاسن : - « شي‌ء من ».

(٤). في « ه ، بس » والبحار وتفسير العيّاشي : « قال ».

(٥). في « ف » : « فالوالي ».

(٦). في « ب » والمحاسن وتفسير العيّاشي : « قال ».

(٧). في الوافي : « عماد ( عمود - خ ل ) ».

(٨). في الوسائل،ح ٢: -«إنّ رسول الله-إلى - قال ».

(٩). في « ه » والمحاسن : « يليه ».

(١٠). في الوسائل ، ح ٢ : - « وقال رسول الله - إلى - الذنوب ».

(١١). في الوسائل ، ح ٢ والمحاسن وتفسير العيّاشي : « فالذي ».

(١٢). في « ه » والمحاسن : « يليه ».

(١٣) آل عمران (٣) : ٩٧.

٥٤

عِشْرِينَ صَلَاةً نَافِلَةً ، وَمَنْ طَافَ بِهذَا الْبَيْتِ طَوَافاً أَحْصى فِيهِ أُسْبُوعَهُ وَأَحْسَنَ رَكْعَتَيْهِ ، غَفَرَ اللهُ(١) لَهُ ؛ وَقَالَ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ الْمُزْدَلِفَةِ مَا قَالَ(٢) ».

قُلْتُ : فَمَا ذَا(٣) يَتْبَعُهُ(٤) ؟ قَالَ : « الصَّوْمُ ».

قُلْتُ : وَمَا بَالُ الصَّوْمِ صَارَ آخِرَ ذلِكَ أَجْمَعَ؟

قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الصَّوْمُ جُنَّةٌ(٥) مِنَ النَّارِ ».

قَالَ : ثُمَّ قَالَ(٦) : « إِنَّ أَفْضَلَ الْأَشْيَاءِ مَا إِذَا(٧) فَاتَكَ لَمْ تَكُنْ(٨) مِنْهُ تَوْبَةٌ دُونَ أَنْ تَرْجِعَ(٩) إِلَيْهِ فَتُؤَدِّيَهُ(١٠) بِعَيْنِهِ ، إِنَّ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَالْحَجَّ وَالْوِلَايَةَ لَيْسَ يَنْفَعُ(١١) شَيْ‌ءٌ(١٢) مَكَانَهَا(١٣) دُونَ أَدَائِهَا ، وَإِنَّ الصَّوْمَ إِذَا فَاتَكَ أَوْ قَصَّرْتَ(١٤) أَوْ سَافَرْتَ فِيهِ ، أَدَّيْتَ مَكَانَهُ أَيَّاماً غَيْرَهَا(١٥) ، وَجَزَيْتَ(١٦) ذلِكَ الذَّنْبَ بِصَدَقَةٍ ، وَلَا قَضَاءَ عَلَيْكَ ، وَلَيْسَ مِنْ تِلْكَ الْأَرْبَعَةِ شَيْ‌ءٌ يُجْزِيكَ مَكَانَهُ غَيْرُهُ ».

__________________

(١). في « ب ، د ، ز ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والبحار والمحاسن وتفسير العيّاشي : - « الله».

(٢). في الوسائل ، ح ٢ : - « وقال الله عزّ وجلّ - إلى - ما قال ».

(٣). في « ج ، د ، ز ، ف ، ه ، بر ، بس ، بف » : « بماذا ». وفي حاشية « د ، بر ، بس » والوسائل ، ح ٢ : « ماذا ».

(٤). في « ه » : « نتبعه ».

(٥). « الجُنّة » : الدِّرع. وكلّ ما وقاك فهو جُنَّتك.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٣٢٤ ( جنّ ).

(٦). في شرح المازندراني : - « قال ».

(٧). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والمحاسن : + « أنت ». قال المازندراني : « الظاهر أنّ لفظ « أنت » زائد ». (٨). في«ب،ج،ف،ه،بف»والمحاسن:«لم يكن».

(٩). في « ز ، بر » : « يرجع ».

(١٠). في « ه » : « فيؤدّيه ».

(١١). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، ه ، بر ، بف » والوافي والبحار وتفسير العيّاشي. وفي « بس » : « ليس ينتفع ». وفي المطبوع : « ليس يقع ». (١٢). في « بس » : « بشي‌ء ».

(١٣) في « ه » : « شي‌ء ينفع مكانها » بدل « يقع شي‌ء مكانها ».

(١٤) يجوز فيه التخفيف أيضاً. وفي تفسير العيّاشي : « أفطرت ».

(١٥) في « بف » : « غيره ».

(١٦) في « د ، ز ، ه » والوافي والمحاسن : « وجبرت ». وفي تفسير العيّاشي : « وفديت ».

٥٥

قَالَ : ثُمَّ قَالَ(١) : « ذِرْوَةُ(٢) الْأَمْرِ وَسَنَامُهُ(٣) وَمِفْتَاحُهُ وَبَابُ الْأَشْيَاءِ وَرِضَا(٤) الرَّحْمنِ الطَّاعَةُ لِلْإِمَامِ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ(٥) ، إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) (٦) أَمَا لَوْ أَنَّ رَجُلاً قَامَ لَيْلَهُ وَصَامَ نَهَارَهُ(٧) وَتَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَالِهِ وَحَجَّ جَمِيعَ دَهْرِهِ وَلَمْ يَعْرِفْ وَلَايَةَ وَلِيِّ اللهِ فَيُوَالِيَهُ وَيَكُونَ(٨) جَمِيعُ أَعْمَالِهِ بِدَلَالَتِهِ إِلَيْهِ(٩) ، مَا كَانَ لَهُ عَلَى اللهِ حَقٌّ فِي ثَوَابِهِ(١٠) ، وَلَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ ». ثُمَّ قَالَ : « أُولئِكَ الْمُحْسِنُ مِنْهُمْ يُدْخِلُهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ(١١) ».(١٢)

__________________

(١). في « بس » : + « إنّ ».

(٢). الذِّروَة - بالكسر والضمّ - من كلّ شي‌ء : أعلاه.المصباح المنير ، ص ٢٠٨ ( ذرو ).

(٣). سَنام كلّ شي‌ء : أعلاه. مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٩٢ ( سنم ).

(٤). في « ج ، د ، ه ، بر ، بس » : « رضاء ».

(٥). في الكافي ، ح ٤٨٣ : + « ثمّ قال ».

(٦). النساء (٤) : ٨٠. وفي الوسائل ، ح ٢٩٨ : - « إنّ الله - إلى –( حَفِيظًا ) ».

(٧). في الوسائل ، ح ٣٣١٦٣ : « صام نهاره وقام ليله ».

(٨). في « ب » والوسائل ، ح ٣٣١٦٣ : « وتكون ». وفي « ز » : « فيكون ».

(٩). في حاشية « د ، ز » : « إليها ».

(١٠). في الوسائل ، ح ٣٣١٦٣ : « على الله ثواب » بدل « على الله حقّ في ثوابه ».

(١١). في حاشية « بف » : « بفضله ورحمته » وفي الوسائل ، ح ٣٣١٦٣ : - « ثمّ قال - إلى - رحمته ».

(١٢).الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فرض طاعة الأئمّة ، ح ٤٨٣ ، من قوله : « ذروة الأمر وسنامه » إلى قوله :( عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) ؛ وفيه ، كتاب الصيام ، باب ما جاء في فضل الصوم والصائم ، ح ٦٢٥٢ ، وفيهما عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى.التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٥١ ، ح ٤١٨ ، معلّقاً عن الكليني في ح ٦٢٥٢.فضائل الأشهر الثلاثة ، ص ١١٩ ، ح ١١٧ ، بسند آخر عن حمّاد بن عيسى ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « الحجّ والصوم والولاية » مع قطعة اخرى وهي : « وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الصوم جنّة من النار ».المحاسن ، ص ٢٨٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٣٠ ، بسند آخر عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن زرارة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٧٤ ، ح ١٨٧٠ ، مرسلاً عن أبي جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « الحجّ والصوم والولاية » ؛وفيه ، ح ١٨٧١ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « الصوم جنّة من النار ».تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ١٠٩ ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « ليس من تلك الأربعة شي‌ء يجزيك مكانه غيره ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٩ ، ح ١٦٩٩ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٣ ، ح ٢ ، إلى قوله : « قلت : فماذا يتبعه؟ قال : الصوم » ؛وفيه ، ص ١١٩ ، ح ٢٩٨ ، من قوله : =

٥٦

١٤٩٥/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ أَبِي الْيَسَعِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَخْبِرْنِي بِدَعَائِمِ الْإِسْلَامِ ، الَّتِي لَايَسَعُ أَحَداً التَّقْصِيرُ عَنْ مَعْرِفَةِ شَيْ‌ءٍ مِنْهَا ، الَّتِي(١) مَنْ قَصَّرَ عَنْ مَعْرِفَةِ شَيْ‌ءٍ مِنْهَا فَسَدَ(٢) دِينُهُ وَلَمْ يُقْبَلْ(٣) مِنْهُ(٤) عَمَلُهُ ، وَمَنْ عَرَفَهَا وَعَمِلَ بِهَا صَلَحَ لَهُ دِينُهُ وَقُبِلَ(٥) مِنْهُ عَمَلُهُ ، وَلَمْ يَضِقْ بِهِ(٦) مِمَّا(٧) هُوَ فِيهِ لِجَهْلِ(٨) شَيْ‌ءٍ مِنَ الْأُمُورِ جَهِلَهُ(٩) ؟

فَقَالَ(١٠) : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَالْإِيمَانُ بِأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ(١١) مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَحَقٌّ(١٢) فِي.............................................. ‌

__________________

= « قال ذروة الأمر وسنامه » ، إلى قوله : « في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان » ؛وفيه ، ج ٢٧ ، ص ٦٥ ، ح ٣٣٢١٣ ، من قوله : « أما لو أنّ رجلاً قام ليله وصام نهاره » إلى قوله : « ولا كان من أهل الإيمان » ؛وفيه ، ص ٤٢ ، ح ٣٣١٦٣ ، من قوله : « أما لو أنّ رجلاً قام ليله » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٢ ، ح ١٠.

(١). هكذا في « ب ، ه ، بر ، بف » والبحار وتفسير العيّاشي. وفي المطبوع وسائر النسخ : « الذي ».

(٢). في « ب ، ج ، د ، ز ، ف ، ه ، بس ، بف » والوافي والبحار وتفسير العيّاشي : + « عليه ».

(٣). هكذا في معظم النسخ. وفي « جم » والمطبوع : + « الله ».

(٤). في « ز » : - « منه ».

(٥). في « ه » : « ويقبل ».

(٦). في « ب ، ج ، د ، ز ، ه ، بف » والوافي : « ولم يضرّ به ».

(٧). فيمرآة العقول : « في بعض النسخ : فيما ، مكان ممّا ».

(٨). في « ب ، ه » وتفسير العيّاشي : « بجهل ».

(٩). اتّفق المازندراني والمجلسي في كون « جهله » فعلاً ماضياً صفةً ل- « شي‌ء » ، واختلفا في فاعل « لم يضق » ، فهو عند المازندراني قوله : « جهلُ شي‌ء جَهِلَه من الامور التي هي ليست من الدعائم ». وعند المجلسي قوله : « ممّا هو فيه » ، أو كلمة « شي‌ء » على أن يقرأ « لجهل » بالتنوين ، و « شي‌ء » بالرفع. وقال الفيض فيالوافي : « لم يضرّ به » على البناء للمفعول ، و « جهله » فعل ماض ، و « من » في « ممّا » صلة الضرر. أو على البناء للفاعل ، و « جهله » على المصدر فاعله ، و « من » ابتدائيّة ، والجملة معترضة ». راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٦٤ ؛مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١٠٩ ؛الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٢.

(١٠). في « ه » وحاشية « بف » : « قال ». وفي البحار : « قال ، فقال ».

(١١). في « ز ، بر ، بس » وتفسير العيّاشي : - « به ».

(١٢). يجوز فيه الجرّ عطفاً على الموصول ، والرفع عطفاً على شهادة ، أو خبراً للزكاة. والزكاة على الأوّل =

٥٧

الْأَمْوَالِ(١) الزَّكَاةُ ، وَالْوَلَايَةُ(٢) الَّتِي أَمَرَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهَا وَلَايَةُ آلِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

قَالَ : فَقُلْتُ(٣) لَهُ : هَلْ(٤) فِي الْوَلَايَةِ شَيْ‌ءٌ دُونَ شَيْ‌ءٍ فَضْلٌ(٥) يُعْرَفُ(٦) لِمَنْ أَخَذَ بِهِ؟

قَالَ : « نَعَمْ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٧) وَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ مَاتَ وَ(٨) لَايَعْرِفُ(٩) إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَكَانَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَكَانَ عَلِيّاً(١٠) عليه‌السلام ، وَقَالَ الْآخَرُونَ : كَانَ(١١) مُعَاوِيَةَ ؛ ثُمَّ كَانَ الْحَسَنَ،

__________________

= والثاني بدل عنه. واستبعد المجلسي الثاني ، ثمّ قال : « يمكن أن يقرأ حقّ على بناء الماضي المجهول ».

(١). في « ف » : « الأعمال ».

(٢). فيالوافي : « وأرادعليه‌السلام بالولاية المأمور بها - بالكسر - الإمارة وأولويّة التصرّف ». وفي مرآة العقول : « أقول : بل الوَلاية - بالفتح - بمعنى المحبّة والنصرة والطاعة ، واعتقاد الإمامة هنا أنسب كما لا يخفى ».

(٣). في « ب ، ج » : « قلت ».

(٤). في « ب ، د ، بس » : - « هل ».

(٥). في « بس » : « فصل » بالمهملة. وفيمرآة العقول ، : « قوله : هل في الولاية شي‌ء ، أقول : هذا الكلام يحتمل وجهين : أحدهما أن يكون المراد : هل في الإمامة شرط مخصوص وفضل معلوم يكون في رجل خاصّ من آل محمّد بعينه يقتضي أن يكون هو وليّ الأمر دون غيره يعرف هذا الفضل لمن أخذ به ، أي بذلك الفضل وادّعاه وادّعى الإمامة ، فيكون من أخذ به الإمام؟ أو يكون معروفاً لمن أخذ وتمسَّك به وتابع إماماً بسببه ، ويكون حجّته على ذلك؟ فالمراد بالموصول الموالي للإمام.

الثاني : أن يكون المراد به : هل في الولاية دليل خاصّ يدلّ على وجوبها ولزومها فضل؟ أي فضل بيان وحجّة. وربّما يقرأ بالصاد المهملة ، أي برهان فاصل قاطع ، يعرف هذا البرهان لمن أخذ به ، أي بذلك البرهان. والأخذ يحتمل الوجهين ، ولكلّ من الوجهين شاهد في ما سيأتي.

ويمكن الجمع بين الوجهين بأن يكون قوله : شي‌ء دون شي‌ء ، إشارة إلى الدليل ، وقوله : فضل ، إشارة إلى شرائط الإمامة وإن كان بعيداً.

وحاصل جوابه أنّه لـمّا أمر الله بطاعة اولى الأمر مقرونة بطاعة الرسول وبطاعته فيجب طاعتهم ولا بدّ من معرفتهم ، وقال الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات ولم يعرف إمام زمانه - أي من يجب أن يقتدي به في زمانه - مات ميتة جاهليّة ، والميتة بالكسر : مصدر للنوع ، أي كموت أهل الجاهليّة على الكفر والضلال ، فدلّ على أنّ لكلّ زمان إماماً لا بدّ من معرفته ومتابعته ». (٦). في « ف » : « تعرف » أي الإمامة.

(٧). النساء (٤) : ٥٩.

(٨). في «ب، ج، د،ه،بس،بف» والوافي : - « و ».

(٩). في « ص ، ف » : « ولم يعرف ».

(١٠). في «ه،بر،بس،بف»:« عليّ ». والخبر محذوف.

(١١). في البحار : « وكان ».

٥٨

ثُمَّ كَانَ الْحُسَيْنَ ، وَقَالَ الْآخَرُونَ : يَزِيدَ(١) بْنَ مُعَاوِيَةَ وَحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ(٢) ؛ وَلَا سَوَاءَ وَلَا سَوَاءَ(٣) ».

قَالَ(٤) : ثُمَّ سَكَتَ ، ثُمَّ قَالَ : « أَزِيدُكَ؟ » فَقَالَ لَهُ حَكَمٌ الْأَعْوَرُ : نَعَمْ ، جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَالَ : « ثُمَّ كَانَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ كَانَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَبَا جَعْفَرٍ ، وَكَانَتِ الشِّيعَةُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ أَبُو جَعْفَرٍ وَهُمْ لَايَعْرِفُونَ مَنَاسِكَ حَجِّهِمْ وَحَلَالَهُمْ وَحَرَامَهُمْ ، حَتّى كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ، فَفَتَحَ(٥) لَهُمْ ، وَبَيَّنَ لَهُمْ مَنَاسِكَ حَجِّهِمْ وَحَلَالَهُمْ وَحَرَامَهُمْ ، حَتّى صَارَ النَّاسُ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِمْ مِنْ(٦) بَعْدِ مَا كَانُوا يَحْتَاجُونَ إِلَى النَّاسِ ، وَهكَذَا يَكُونُ الْأَمْرُ(٧) ، وَالْأَرْضُ لَاتَكُونُ إِلَّا بِإِمَامٍ ، وَمَنْ مَاتَ لَا(٨) يَعْرِفُ إِمَامَهُ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَأَحْوَجُ مَا تَكُونُ إِلى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ إِذَا(٩) بَلَغَتْ نَفْسُكَ(١٠) هذِهِ - وَأَهْوى(١١) بِيَدِهِ إِلى حَلْقِهِ - وَانْقَطَعَتْ عَنْكَ الدُّنْيَا تَقُولُ : لَقَدْ كُنْتُ عَلى أَمْرٍ حَسَنٍ(١٢) ».(١٣)

__________________

(١). في « ه » : + « و ». ويجوز فيه وما عطف عليه الرفع والنصب.

(٢). احتمل فيمرآة العقول : زيادة حسين بن عليّ من الرواة أو النسّاخ ، واحتمل كونه مبتدأً ، وخبره - وهو حيّ - محذوفاً ، وقال : « وقد يقرأ حسين بالتنوين فيكون ابن عليّ خبراً فالمعنى : وقال آخرون : يزيد بن معاوية والحسين متعارضان ». ثمّ ذكر وجوهاً اُخرى أيضاً.

(٣). في « ص ، بر ، بف » والوافي : - « ولا سواء ». وفي « ز » والبحار : + « ولا سواء » ، أي مرّة ثالثة. وفيالوافي : « أي لا سواء عليّ ومعاوية ، ولا الحسين ويزيد حتّى لا يعرف الفضل ويلتبس الأمر ؛ فهو جواب لقول السائل : يعرف لمن أخذ به ». (٤). في « ه » : - « قال ».

(٥). في العيّاشي : « فحجّ ».

(٦). في « بف » : - « من ».

(٧). فيالمرآة : « أي هكذا يكون أمر الإمامة دائماً مردّداً بين معصوم من أهل البيت بيّن فضله وورعه وعصمته ، وجاهل فاسق بيّن الجهالة والفسق من خلفاء الجور » ‌ (٨). في « ف » : « ولا ».

(٩). هكذا في « ب ، ج ، ز ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « إذ ».

(١٠). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « نفسه ».

(١١). في « ه ، بر » وحاشية « بف » : « وأومأ ».

(١٢). فيشرح المازندراني : « وهو الإقرار بالولاية ومتابعة وليّ الأمر. وفيه إشارة عظيمة ودلالة واضحة على أنّ المؤمن في جميع أزمنة عمره محتاج إلى الإمام ؛ لأنّه نور قلبه وسبب هدايته ، سيّما وقت الاحتضار ، فإنّ احتجاجه إليه حينئذٍ أشدّ وأقوى ».

(١٣)تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٥٢ ، ح ١٧٥ ، عن يحيى بن السريّ ، إلى قوله : « والأرض لا تكون إلّابالإمام ». =

٥٩

* أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ السَّرِيِّ أَبِي الْيَسَعِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، مِثْلَهُ.

١٤٩٦/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ(١) ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ(٢) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَجْلَانَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلى خَمْسٍ(٣) : الْوِلَايَةِ ، وَالصَّلَاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَالْحَجِّ ».(٤)

١٤٩٧/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ(٥) :

__________________

=تفسير فرات ، ص ١٠٩ ، ح ١١١ ، وفيه : « حدّثني إبراهيم بن سليمان معنعناً عن عيسى بن السريّ » إلى قوله : « مات ميتة جاهليّة وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان عليّاًعليه‌السلام » وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٩١ ، ح ١٧٠٠ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣٧ ، ح ١١.

(١). في البحار : - « عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ». وهو سهوٌ ؛ فقد روى سهل [ بن زياد ] عن [ أحمد بن محمّد ] بن أبي نصر عن مثنّى [ الحنّاط ] في عدّة من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٦١٦ - ٦١٧ ؛ ج ٢٢ ، ص ٣٤٧ - ٣٤٨.

(٢). في « ص ، ه ، بر ، بس ، جر » : « الخيّاط ». وهو سهو ؛ فإنّ مثنّى هذا هو المثنّى بن الوليد الحنّاط. فقد وردت رواية الوشّاء عن مثنّى عن عبد الله بن عجلان فيالكافي ، ح ١١٠٢ و ١١٠٧. ووردت رواية الحسن بن عليّ الوشّاء عن مثنّى الحنّاط عن عبد الله بن عجلان فيالكافي ، ح ١١١٦. والحسن بن عليّ الوشّاء هذا هو الحسن بن عليّ الخزّاز الذي روى كتاب مثنّى بن الوليد الحنّاط عنه. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٤٦٨ ، الرقم ٧٤٨ ؛ وص ١٣٨ ، الرقم ٢٠٢ ؛رجال النجاشي ، ص ٣٩ ، الرقم ٨٠.

(٣). في « ف » : + « على ». وفي « ه » وحاشية « بف » والبحار : + « دعائم ».

(٤).الأمالي للصدوق ، ص ٢٦٨ ، المجلس ٤٥ ، ح ١٤ ؛ وفضائل الأشهر الثلاثة ، ص ٨٦ ، ح ٦٥ ؛ وص ١١٢ ، ح ١٠٦ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الوافي ، ج ٤ ، ص ٨٨ ، ح ١٦٩٧ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٨ ، ح ١١ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٣١ ، ح ٧.

(٥). هكذا في « ب ، ج ، د ، ص ، ف ، ه ، بر ، بف ، جر » والبحار. وفي المطبوع : « فضيل ». وفي « ز ، بس » وحاشية « جر » : « الفضل ». وهو سهو ؛ فقد تقدّم فيالكافي ، ح ١٤٩٢ مضمون الخبر عن أبان بن عثمان ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٦٠