الفروع من الكافي الجزء ٤

الفروع من الكافي0%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 785

الفروع من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 785
المشاهدات: 207637
تحميل: 5197


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 785 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 207637 / تحميل: 5197
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَلَى الْفِطْرَةِ(١) الَّتِي فَطَرَهُمْ عَلَيْهَا ، لَايَعْرِفُونَ إِيمَاناً بِشَرِيعَةٍ ، وَلَاكُفْراً بِجُحُودٍ ، ثُمَّ بَعَثَ اللهُ الرُّسُلَ تَدْعُو(٢) الْعِبَادَ إِلَى الْإِيمَانِ بِهِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَهْدِهِ اللهُ(٣) ».(٤)

١٨٢ - بَابُ الْمُعَارِينَ‌

٢٩٢٥/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

__________________

= الثاني ؛ فلأنّ السائل لمـّا علم بالجواب المذكور : أنّ من ثبت إيمانه لم ينقله الله إلى الكفر بسلب التوفيق عنه ، سأل عن حال من ثبت كفره : هل ينقله من الكفر إلى الإيمان بإهداء التوفيق واللطف أم لا؟ وانطباق الجواب على الأوّل ظاهر ؛ لإشعاره بأنّه ممّن هداه لعدم إبطاله الفطرة الأصليّة بالكلّيّة ؛ فلذلك تداركته العناية الإلهيّة. وأمّا انطباقه على الثاني ففيه خفاء ؛ إذ لم يصرّحعليه‌السلام بما سأل عنه ، إلّا أنّه أشار إلى قاعدة كلّيّة للتنبيه على أنّ المقصود الأهمّ هو معرفتها والتصديق بها ». وأمّا المجلسي فبعد نقله عنه قال : « وأقول : الظاهر أنّ كلام السائل استفهام » ثمّ ذكر حاصل الجواب. راجع :شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ١٢١ ؛مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٣٦ - ٢٣٧.

(١). فَطَر اللهُ الخَلقَ ، أي خَلَقهم ، وابتدأ صنعة الأشياء. و « الفِطرة » : التي طُبعت عليها الخليقة من الدين ، فطرهم الله ‌على معرفتهم بربوبيّته.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤٠٤ ( فطر ).

(٢). في « ج ، ز ، ص ، بس » وشرح المازندراني : « يدعو » أي كلّ واحد من الرسل.

(٣). في « ب » : - « الله ». وفيشرح المازندراني : « إنّ الله تعالى خلق الإنسان على نحو من الفطرة ، وهي كونهم قابلين للخير والشرّ ، وهداهم إليهما ببعث الرسل ، وهم يدعونهم إلى الإيمان وإلى سبيل الخير ، وينهونهم عن سبيل الكفر والشرّ ، فمنهم من هداه الله عزّوجلّ بالهدايات الخاصّة ؛ لعدم إبطاله الفطرة الأصليّة وتفكّره في أنّه من أين جاء ، ولأيّ شي‌ء جاء ، وإلى أين نزل ، وأيّ شي‌ء يطلب منه ، واستماعه إلى نداء الحقّ ؛ فإنّه عند ذلك يتلقّاه اللطف والتوفيق والرحمة ، كما قال عزّ وجلّ :( وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) . ومنهم من لم يهده الله عزّوجلّ ؛ لإبطاله فطرته ، وعدم تفكّره فيما ذكر ، وإعراضه عن سماع نداء الحقّ ، فيسلب عنه الرحمة واللطف والتوفيق. وهو المراد من عدم هدايته له ».

(٤).علل الشرائع ، ص ١٢١ ، ح ٥ ، بسنده عن الحسين بن نعيم الصحّاف ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٣ ، ح ١٨٨٤ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢١٢ ، ح ١.

٢٠١

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَلَقَ خَلْقاً لِلْإِيمَانِ لَازَوَالَ لَهُ ، وَخَلَقَ خَلْقاً لِلْكُفْرِ لَازَوَالَ لَهُ ، وَخَلَقَ خَلْقاً بَيْنَ ذلِكَ ، وَاسْتَوْدَعَ بَعْضَهُمُ الْإِيمَانَ ؛ فَإِنْ يَشَأْ(١) أَنْ يُتِمَّهُ لَهُمْ أَتَمَّهُ ، وَإِنْ يَشَأْ(٢) أَنْ يَسْلُبَهُمْ إِيَّاهُ سَلَبَهُمْ ؛ وَكَانَ فُلَانٌ مِنْهُمْ مُعَاراً(٣) ».(٤)

٢٩٢٦/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَسَدِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ يُصْبِحُ مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً ، وَيُصْبِحُ كَافِراً وَيُمْسِي مُؤْمِناً ، وَقَوْمٌ يُعَارُونَ الْإِيمَانَ ، ثُمَّ يُسْلَبُونَهُ ، وَيُسَمَّوْنَ الْمُعَارِينَ » ثُمَّ قَالَ : « فُلَانٌ مِنْهُمْ ».(٥)

٢٩٢٧/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ وَغَيْرِهِ ، عَنْ عِيسى شَلَقَانَ ، قَالَ :

__________________

(١). في « ص ، بر » والوافي وتفسير العيّاشي : « شاء ».

(٢). في « بر » والوافي وتفسير العيّاشي : « شاء ».

(٣). في تفسير العيّاشي : - « وكان فلان منهم معاراً ». وفيمرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٤٣ : « لمـّا علم الله سبحانه استعداداتهم وقابليّاتهم وما يؤول إليه أمرهم ومراتب إيمانهم وكفرهم ، فمن علم أنّهم يكونون راسخين في الإيمان ، كاملين فيه ، وخلقهم ، فكأنّه خلقهم للإيمان الكامل الراسخ ؛ وكذا الكفر. ومن علم أنّهم يكونون متزلزلين متردّدين بين الإيمان والكفر ، فكأنّه خلقهم كذلك ؛ فهم مستعدّون لإيمان ضعيف ؛ فمنهم من يختم له بالإيمان ، ومنهم من يختم له بالكفر ؛ فهم المعارون. والظاهر أنّ المراد بفلان أبوالخطّاب ، وكنى عنه بفلان لمصلحة ، فإنّ أصحابه كانوا جماعة كثيرة ، كان يحتمل ترتّب مفسدة على التصريح باسمه ». وراجع :الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤١ ، ذيل ح ١٨٧٩.

(٤).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٧٦ ، عن محمّد بن مسلم ، قال : سمعته .الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٢ ، ح ١٨٨١ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٢٤ ، ح ١٦.

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٢ ، ح ١٨٨٣ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٧.

٢٠٢

كُنْتُ قَاعِداً ، فَمَرَّ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى(١) عليه‌السلام وَمَعَهُ بَهْمَةٌ(٢) ، قَالَ : قُلْتُ(٣) : يَا غُلَامُ ، مَا تَرى مَا يَصْنَعُ أَبُوكَ ، يَأْمُرُنَا بِالشَّيْ‌ءِ ، ثُمَّ يَنْهَانَا عَنْهُ ، أَمَرَنَا أَنْ نَتَوَلّى أَبَا الْخَطَّابِ ، ثُمَّ أَمَرَنَا أَنْ نَلْعَنَهُ وَنَتَبَرَّأَ(٤) مِنْهُ؟

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام - وَهُوَ غُلَامٌ - : « إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقاً لِلْإِيمَانِ لَازَوَالَ لَهُ ، وَخَلَقَ خَلْقاً لِلْكُفْرِ لَازَوَالَ لَهُ ، وَخَلَقَ(٥) خَلْقاً بَيْنَ ذلِكَ ، أَعَارَهُمُ(٦) الْإِيمَانَ ، يُسَمَّوْنَ الْمُعَارِينَ ، إِذَا شَاءَ سَلَبَهُمْ ؛ وَكَانَ أَبُو الْخَطَّابِ مِمَّنْ أُعِيرَ الْإِيمَانَ ».

قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَأَخْبَرْتُهُ مَا(٧) قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام وَمَا قَالَ لِي ، فَقَالَ(٨) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّهُ نَبْعَةُ(٩) نُبُوَّةٍ ».(١٠)

٢٩٢٨/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(١١) :

__________________

(١). في « بر » : - « موسى ».

(٢). في « ج ، د ، بف » والبحار ، ج ٤٨ : « بهيمة ». وفي « بر » : « بهمته ». والبهمة : ولد الضأن ، يطلق على الذكر والاُنثى. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٧٥ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ١٦٨ ( بهم ).

(٣). في « ج » والوافي والبحار : « فقلت ».

(٤). في « ب ، ز » : « نبرأ ».

(٥). في « ز » : - « خلق ».

(٦). هكذا في « ج ، د ، ص ، بر ، بف » وحاشية « ز » والوافي والبحار ، ج ٦٩. وفي البحار ، ج ٤٨ : « أعارهم الله ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « أعاره ».

(٧). في « د ، بر » وحاشية « ز » والوافي والبحار ، ج ٦٩ : « بما ».

(٨). في « ج ، بف » والوافي : + « لي ».

(٩). فيمرآة العقول : « أي عمله من ينبوع النبوّة ، أو هو غصن من شجرة النبوّة والرسالة ». و « النَّبْع » : شجر تتّخذ منه القسيّ. الواحدة : نَبَعة. ومن المجاز : هو من نبعة كريمة.أساس البلاغة ، ص ٤٤٤ ؛الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٨٨ ( نبع ).

(١٠).قرب الإسناد ، ص ٣٣٤ ، ح ١٢٣٧ ، بسنده عن عيسى شلقان ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤١ ، ح ١٨٨٠ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ١١٦ ، ح ٣٠ ؛ وج ٦٩ ، ص ٢١٩ ، ح ٣.

(١١). في « بر ، بف ، جر » وحاشية « ز » والوافي : « أصحابه ».

٢٠٣

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَلَقَ النَّبِيِّينَ عَلَى النُّبُوَّةِ ؛ فَلَايَكُونُونَ(١) إِلَّا أَنْبِيَاءَ(٢) ، وَخَلَقَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْإِيمَانِ ؛ فَلَا يَكُونُونَ(٣) إِلَّا مُؤْمِنِينَ ، وَأَعَارَ قَوْماً إِيمَاناً ؛ فَإِنْ شَاءَ تَمَّمَهُ لَهُمْ ، وَإِنْ شَاءَ سَلَبَهُمْ إِيَّاهُ » قَالَ(٤) : « وَفِيهِمْ جَرَتْ( فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) (٥) » وَقَالَ لِي(٦) : « إِنَّ فُلَاناً كَانَ مُسْتَوْدَعاً إِيمَانُهُ ، فَلَمَّا كَذَبَ عَلَيْنَا سَلَبَ(٧) إِيمَانَهُ ذلِكَ(٨) ».(٩)

٢٩٢٩/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ جَبَلَ(١٠) النَّبِيِّينَ عَلى نُبُوَّتِهِمْ ، فَلَا يَرْتَدُّونَ أَبَداً ، وَجَبَلَ الْأَوْصِيَاءَ عَلى وَصَايَاهُمْ ، فَلَا يَرْتَدُّونَ(١١) أَبَداً ، وَجَبَلَ بَعْضَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْإِيمَانِ ، فَلَا يَرْتَدُّونَ(١٢) أَبَداً ، وَمِنْهُمْ مَنْ أُعِيرَ(١٣) الْإِيمَانَ عَارِيَةً ، فَإِذَا هُوَ دَعَا وَأَلَحَّ فِي الدُّعَاءِ ، مَاتَ عَلَى الْإِيمَانِ(١٤) ».(١٥)

__________________

(١). في « ب » : « فلايكونوا ». وحذف نون الرفع بلا جازم وناصب لغة. راجع :النحو الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٣.

(٢). في « ج » : « الأنبياء ».

(٣). في « ب » : « فلايكونوا ».

(٤). في البحار : « وقال ».

(٥). الأنعام (٦) : ٩٨.

(٦). في « ب ، د ، ص ، بس » : - « لي ».

(٧). في « بس » : « سلبه ».

(٨). فيمرآة العقول : « قوله : سلب إيمانه ، يحتمل بناء المفعول والفاعل. وعلى الثاني « ذلك »إشارة إلى الكذب».

(٩).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤١ ، ح ١٨٧٩ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٢٦ ، ح ١٨.

(١٠). جَبَلهم الله تعالى ، يَجبُل ويجبِل : خلقهم ، وعلى الشي‌ء : طَبَعه.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٨٩ ( جبل ).

(١١). في « ب » : « فلا يرتدّوا ».

(١٢). في « ب » : « فلا يرتدّوا ».

(١٣). في البحار : « يعير ».

(١٤). فيمرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٤٨ : « فإذا هو دعا ؛ فيه حثٌّ على الدعاء لحسن العاقبة وعدم الزيغ ، كما كان دأب الصالحين قبلنا ، وفيه دلالة أيضاً على أنّ الإيمان والسلب مسبّبان عن فعل الإنسان ؛ لأنّه يصير بذلك مستحقّاً للتوفيق والخذلان. وجملة القول في ذلك أنّ كلّ واحد من الإيمان والكفر قد يكون ثابتاً وقد يكون متزلزلاً يزول بحدوث ضدّه ؛ لأنّ القلب إذا اشتدّ ضياؤه وكمل صفاؤه استقرّ الإيمان وكلّ ما هو حقّ فيه ، وإذا اشتدّت =

٢٠٤

١٨٣ - بَابٌ فِي عَلَامَةِ الْمُعَارِ (١)

٢٩٣٠/ ١. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ الْحَسْرَةَ وَالنَّدَامَةَ وَالْوَيْلَ كُلَّهُ لِمَنْ لَمْ يَنْتَفِعْ(٢) بِمَا أَبْصَرَهُ ، وَلَمْ يَدْرِ مَا الْأَمْرُ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ مُقِيمٌ ، أَنَفْعٌ(٣) لَهُ ، أَمْ ضَرٌّ؟ ».

قُلْتُ(٤) : فَبِمَ يُعْرَفُ(٥) النَّاجِي مِنْ هؤُلَاءِ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟

قَالَ : « مَنْ كَانَ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً ، فَأُثْبِتَ(٦) لَهُ الشَّهَادَةُ بِالنَّجَاةِ(٧) ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِعْلُهُ‌

__________________

= ظلمته وكملت كدورته استقرّ الكفر وكلّ ما هو باطل فيه ، وإذا كان بين ذلك باختلاط الضياء والظلمة فيه كان متردّداً بين الإقبال والإدبار ومذبذباً بين الإيمان والكفر ، فإن غلب الأوّل دخل الإيمان فيه من غير استقرار ، وإن غلب الثاني دخل الكفر فيه كذلك. وربّما يصير الغالب مغلوباً فيعود من الإيمان إلى الكفر ومن الكفر إلى الإيمان ، فلابدّ للعبد من مراعاة قلبه ، فإن رآه مقبلاً إلى الله عزّوجلّ شكره وبذل جهده وطلب منه الزيادة ؛ لئلّا بستدبر وينقلب ويزيغ عن الحقّ ، كما ذكره سبحانه عن قوم صالحين( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) [ آل عمران (٣) : ٨ ] ، وإن رآه مدبراً زائغاً عن الحقّ ، تاب واستدرك ما فرّط فيه وتوكّل على الله وتوسّل إليه بالدعاء والتضرّع ؛ لتدركه العناية الربّانيّة فتخرجه من الظلمات إلى النور ، وإن لم يفعل ربّما سلّط عليه عدوّه الشيطان واستحقّ من ربّه الخذلان فيموت مسلوب الإيمان ، كما قال سبحانه :( فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ ) [ الصفّ (٦١) : ٥ ] ، أعاذنا الله من ذلك وسائر أهل الإيمان ».

(١٥)الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٢ ، ح ١٨٨٢ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٥٩ ، ح ٨٧١٩ ، من قوله : « وجبل بعض المؤمنين » ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٢٠ ، ح ٤.

(١). في « ج ، ه‍ ، بف » وحاشية « د » : « باب فيمن يثبت عليه الشهادة بالإيمان والنفاق ». وفي « بس » : « علامات المعار ». وفي حاشية « بف » : - « في ». (٢). في شرح المازندراني : « لا ينتفع ».

(٣). فيمرآة العقول : « أنفع ، بصيغة المصدر ، أي نافع. ويحتمل الماضي. وكذا « أم ضرّ » يحتملهما. والأوّل أظهر».

(٤). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ه‍ ، بر ، بس ، بف » والوافي. وفي المطبوع : + « له ».

(٥). في « ج » : « يعرّف ». وفي « بف » : « تعرف ».

(٦). في « ب ، ج ، ز ، ص ، بر ، بس » وحاشية « د ، بف » وشرح المازندراني : « فأتت ». وفي مرآة العقول والبحار : « فاُثبت ». ويمكن قراءته على بناء الأمر من الإفعال.

(٧). فيالكافي ، ح ١١٥ : - « بالنجاة ». وفيالأمالي للصدوق : « فهو ناج » بدل « فاُثبت له الشهادة بالنجاة ».

٢٠٥

لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً ، فَإِنَّمَا ذلِكَ مُسْتَوْدَعٌ(١) ».(٢)

١٨٤ - بَابُ سَهْوِ الْقَلْبِ‌

٢٩٣١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ وَغَيْرِهِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٣) : « إِنَّ الْقَلْبَ لَيَكُونُ السَّاعَةَ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَا فِيهِ كُفْرٌ وَلَا إِيمَانٌ(٤) كَالثَّوْبِ الْخَلَقِ(٥) » قَالَ(٦) : ثُمَّ قَالَ لِي : « أَمَا تَجِدُ ذلِكَ مِنْ(٧) نَفْسِكَ؟ » قَالَ : « ثُمَّ تَكُونُ(٨) النُّكْتَةُ(٩) مِنَ اللهِ فِي الْقَلْبِ بِمَا شَاءَ مِنْ كُفْرٍ وَإِيمَانٍ(١٠) ».(١١)

__________________

(١). في « ب » : « المستودع ».

(٢).الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب استعمال العلم ، ح ١١٥ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « قلت : فبم يعرف الناجي ».المحاسن ، ص ٢٥٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٧٤ ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن مفضّل بن صالح ، عن جابر الجعفي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلاف يسير.الأمالي للصدوق ، ص ٣٥٨ ، المجلس ٥٧ ، ح ٧ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « قلت : فبم يعرف الناجي »الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٣ ، ح ١٨٨٥ ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢١٨ ، ذيل ح ٢.

(٣). في الوافي : « عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول » بدل « قال : قال أبوعبداللهعليه‌السلام ».

(٤). في الوافي : « ليس فيه إيمان ولا كفر » بدل « ما فيه كفر ولا إيمان ». وفيمرآة العقول : « المراد بالساعة ساعة الغفلة عن الحقّ والاشتغال بما سواه. وقوله : « ما فيه كفرو لا إيمان » أي ليس متذكّراً لشي‌ء منهما ، أو في حال لايمكن الحكم بكفره ، لكن ليس فيه الإقبال على الحقّ والتوجّه إلى عالم القدس ».

(٥). خَلُق الثوبُ : إذا بَلِي ، فهو خَلَق. وأخلَق الثوبُ - بالألف - : لغة. والتشبيه إمّا للكثافة والرثاثة وعدم الاعتناء بشأنه ، وإمّا لأنّه ليس باطلاً بالمرّة ولا كاملاً في الجملة ، أو لأنّه في معرض الانخراق والفساد ولاطراوة ولانضارة له. راجع :مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٥١.المصباح المنير ، ص ١٨٠ ( خلق ).

(٦). في « د » : - « قال ».

(٧). في حاشية « ص » : « في ».

(٨). في « د ، ص ، بر ، بف » : « يكون ».

(٩). « النكتة » : الأثر القليل ، شبه الوسخ في المرآة.النهاية ، ج ٥ ، ص ١١٤ ( نكت ).

(١٠). في « ج » : « إيمان وكفر ».

(١١).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٥ ، ح ١٨٨٦.

٢٠٦

* عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ(١) بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، مِثْلَهُ.(٢)

٢٩٣٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « يَكُونُ الْقَلْبُ مَا فِيهِ إِيمَانٌ وَلَاكُفْرٌ شِبْهَ الْمُضْغَةِ(٣) ، أَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ ذلِكَ(٤) ؟ ».(٥)

٢٩٣٣/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَلَقَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ مَطْوِيَّةً(٦) مُبْهَمَةً(٧) عَلَى الْإِيمَانِ ؛ فَإِذَا(٨) أَرَادَ اسْتِنَارَةَ(٩) مَا فِيهَا‌

__________________

(١). في « ب ، ز ، بس » : - « محمّد ».

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٥ ، ح ١٨٨٧.

(٣). « المضغة » : قطعة لحمٍ. وقلب الإنسان مضغة من جسده.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٠٩ ( مضغ).

(٤). في « ز ، ص ، بس » : « ذاك ».

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٦ ، ح ١٨٩٠.

(٦). أي خلق قلوبهم مطويّة ، على سبيل التشبيه بما يقبل الطيّ ، كالثياب والكتاب يعني استعار الطيّ هنا لكمون‌الإيمان فيها كناية عن استعدادها لكمال الإيمان ، وأنّه لايعلم ذلك غير خالقها ، كالثوب المطويّ أو الكتاب المطويّ لايعلم ما فيهما غير من طواهما. راجع :شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ١٢٦ ؛مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٥٢. و « المطويّ » : شي‌ء تطوي عليه المرأة غزلها.ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١٠٤ ( طوي ).

(٧). المراد بالمبهمة هنا : المغلقة والمقفلة ، على سبيل التشبيه بالبيت ، فلا يعلم ما فيها إلّاهو. أو المعضلة التي لايعلم حالها ووصفها ووضعها إلّاهو. أو الخالصة الصحيحة التي ليس فيها شي‌ء من العاهات والأمراض. وفي ذكر المطويّة والمبهمة إشعار بأن إيمانها مغفول عنه ، وهو عبارة عن سهو القلب. راجع :شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ١٢٦ ؛مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٥٢. وأبهمتُ الباب : أغلقته إغلاقاً لايهتدى لفتحه. والمبهم : الخالص الذي لم يَشُبْه غيره.المفردات للراغب ، ص ١٤٩ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٢٦ ( بهم ).

(٨). في « ه‍ » : « وإذا ».

(٩). في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس » وشرح المازندراني : « استشارة ». والاستشارة : استخراج العسل من موضعه ، يقال : شار العسل شوراً ، وأشاره واستشاره : إذا استخرجه من الوقبة ، وهي نقرة في صخرة يجتمع فيها الماء والعسل. وفي تشبيه ما في قلوب المؤمنين بالعسل في الترغيب وميل الطبع إليها. وفي « بف » وحاشية « ز »=

٢٠٧

نَضَحَهَا(١) بِالْحِكْمَةِ ، وَزَرَعَهَا(٢) بِالْعِلْمِ ، وَزَارِعُهَا(٣) وَالْقَيِّمُ عَلَيْهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ».(٤)

٢٩٣٤/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْقَلْبَ لَيَتَرَجَّحُ(٥) فِيمَا(٦) بَيْنَ الصَّدْرِ وَالْحَنْجَرَةِ حَتّى يُعْقَدَ عَلَى الْإِيمَانِ ، فَإِذَا عُقِدَ(٧) عَلَى الْإِيمَانِ قَرَّ ؛ وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) (٨) ».(٩)

٢٩٣٥/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ‌

__________________

= ومرآة العقول : « استثارة » ؛ من الثور ، وهو الهيجان والوثب والسطوع ، أي تهييجها وسطوع أنوار ما كان كاهناً فيها.

(١). في « بس ، بف » : « نضخها » بالخاء المعجمة. وهو بمعنى نضح. ونضحتُ الثوبَ نضحاً : هو البَلُّ بالماء والرشّ. وقال الجزري : في حديث عليّعليه‌السلام : وجدَ فاطمة وقد نضحت البيتَ بنضوح ، أي طيَّبَتْه. والنُضُوح : ضرب من الطيب.المصباح المنير ، ص ٦٠٩ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ٧٠ ( نضح ).

(٢). في « ز » : « وزارعها ».

(٣). في الوافي : « والزارع لها ».

(٤).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٨ ، ح ١٨٩٤.

(٥). هكذا في « بر ». وهو الصحيح ؛ فإنّ بناء التفعيل والتفعّل لم يستعمل من « رجج ». و « الترجّح » طلب ما هو الراجح ، وأيضاً بمعنى الاهتزاز والتذبذب. وفي « ب ، ز ، ص ، د ، بر » : « ليرجّح ». من الرجحان لا من الرجّ. وفي « ه‍ » والوافي : « ليترجّج » من الرجّ ، أي يتحرّك ويضطرب. وفي المطبوع وشرح المازندراني ومرآة العقول : « ليرجّج ». (٦). في « ب » : « ما ».

(٧). في « ز » : « قعد ».

(٨). التغابن (٦٤) : ١١. وفي المحاسن : + « قال : يسكن ». وفيمرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٥٥ : « وأمّا الاستشهاد بالآية ، فكأنّه كان في قراءتهمعليهم‌السلام : يهدء قلبه ، بفتح الدال والهمز ورفع « قلبه ». أو بفتح الدال بغير همز بالقلب والحذف. وقد قرئ بالأوّل في الشواذّ وقال الطبرسي : قرأ عكرمة وعمرو بن دينار « يهدأ قلبه » أي يطمئنّ قلبه ، كما قال سبحانه :( وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ) [ النحل (١٦) : ١٠٦ ] ». وراجع : أيضاًمجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٣١ ، ذيل الآية المزبورة.

(٩).المحاسن ، ص ٢٤٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٦١ ، عن أبيه ، عن ابن سنان ، عن الحسين بن مختارالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٧ ، ح ١٨٩١ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٥٥ ؛ وج ٦٨ ، ص ٢٥٥ ، ح ١٤.

٢٠٨

أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْقَلْبَ لَيَتَجَلْجَلُ(١) فِي الْجَوْفِ يَطْلُبُ(٢) الْحَقَّ فَإِذَا أَصَابَهُ اطْمَأَنَّ وَقَرَّ » ثُمَّ تَلَا أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام هذِهِ الْآيَةَ(٣) :( فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ) إِلى قَوْلِهِ( كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ ) (٤) ».(٥)

٢٩٣٦/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ الْقَلْبَ يَكُونُ فِي السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَيْسَ فِيهِ إِيمَانٌ وَلَاكُفْرٌ ، أَمَا تَجِدُ ذلِكَ(٦) ؟ ثُمَّ تَكُونُ(٧) بَعْدَ ذلِكَ نُكْتَةٌ مِنَ اللهِ فِي قَلْبِ عَبْدِهِ بِمَا شَاءَ ، إِنْ شَاءَ بِإِيمَانٍ ، وَإِنْ شَاءَ بِكُفْرٍ ».(٨)

٢٩٣٧/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَلَقَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ مُبْهَمَةً عَلَى الْإِيمَانِ ؛ فَإِذَا أَرَادَ اسْتِنَارَةَ(٩) مَا فِيهَا فَتَحَهَا بِالْحِكْمَةِ ، وَزَرَعَهَا بِالْعِلْمِ ، وَزَارِعُهَا(١٠) وَالْقَيِّمُ عَلَيْهَا(١١) رَبُّ الْعَالَمِينَ».(١٢)

__________________

(١). في « ب » : « لتجلجل ». وفي الوافي : «ليتخلخل». و «يتجلجل» ، أي يضطرب ، من الجلْجَلَة : التحريك.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٩٥ (جلل). (٢). في حاشية «بر» : «لطلب». وفي الوافي:«ويطلب».

(٣). في « ز » : - « الآية ». وفي « ه‍ » والوافي : - « هذه الآية ».

(٤). الأنعام (٦). : ١٢٥.

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٧ ، ح ١٨٩٢.

(٦). في « ج ، ص » : « ذاك ».

(٧). في «ج ،د ، ص ،بر ، بس ، بف » : « يكون ».

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٥ ، ح ١٨٨٨.

(٩). في « ب ، ج ، ز » وحاشية « بف » : « استشارة ». وفي « د ، ه‍ ، بس » وحاشية « بر » : « استثارة ».

(١٠). في « ه‍ » والوافي : « الزارع لها ». وفي « بر » : « فزارعها ».

(١١). في « ه‍ » : - « عليها ».

(١٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٧ ، ح ١٨٩٣.

٢٠٩

١٨٥ - بَابٌ فِي ظُلْمَةِ قَلْبِ الْمُنَافِقِ وَإِنْ أُعْطِيَ اللِّسَانَ ،

وَنُورِ قَلْبِ الْمُؤْمِنِ وَإِنْ قَصَرَ بِهِ (١) لِسَانُهُ (٢)

٢٩٣٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عُمَر(٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ : « تَجِدُ(٤) الرَّجُلَ لَايُخْطِئُ بِلَامٍ وَلَا وَاوٍ ، خَطِيباً ، مِصْقَعاً(٥) ، وَلَقَلْبُهُ أَشَدُّ ظُلْمَةً مِنَ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، وَتَجِدُ(٦) الرَّجُلَ لَايَسْتَطِيعُ يُعَبِّرُ(٧) عَمَّا فِي قَلْبِهِ بِلِسَانِهِ ، وَقَلْبُهُ يَزْهَرُ كَمَا يَزْهَرُ الْمِصْبَاحُ ».(٨)

٢٩٣٩/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ ، عَنْ سَعْدٍ(٩) :

__________________

(١). في « ه‍ » : « قصّر به » بالتضعيف. وفي « ز » : - « به ».

(٢). في « ز » وحاشية « بر » : « اللسان ».

(٣). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوافي. وفي « ه‍ » : - « عن عمر ». وفي « جر » : « عمرو بن أبي المقدام ». وفي المطبوع : « عمرو » بدل « عمر ».

والظاهر أنّ عمر هذا مشترك بين عمر بن يزيد وبين عمر بن أبان. راجع :الكافي ، ح ١٧٢٥ و ١٤٨٥٢ و ١٤٨٨٧. (٤). في « ب ، ه‍ ، بس ، بف » : « نجد ».

(٥). في « بر » والوافي : « مسقعاً ». و « خطيب مِصْقَع » : بليغ. وبالسين أحسن. أو من لم يرتجّ عليه في كلامه ‌ولايتتعتع. راجع :شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ١٢٩ ؛الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٥٠ ؛مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٥٧.ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٩٩٩ ( صقع ). (٦). في « ب ، ه‍ ، بس ، بف » : « نجد ».

(٧). في « بر ، بف » وحاشية « ز » والوافي : « تعبيراً ».

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٨٩٧.

(٩). في « ب ، ه‍ ، بر ، جر » : « سعيد ». وسعد هذا هو سعد بن طريف ؛ تقدّمت فيالكافي ، ح ٢٦٥٠ ، رواية المصنّف بعين السند عن هارون بن الجهم ، عن المفضّل بن صالح ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، ولايبعد اتّحاد الخبرين.

ويؤيّد ذلك أنّ أبا جميلة - وهو المفضّل بن صالح - روى كتاب سعد بن طريف ، وروى عنه بمختلف عناوينه =

٢١٠

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ(١) الْقُلُوبَ أَرْبَعَةٌ : قَلْبٌ فِيهِ نِفَاقٌ وَإِيمَانٌ ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ(٢) ، وَقَلْبٌ مَطْبُوعٌ(٣) ، وَقَلْبٌ أَزْهَرُ أَجْرَدُ(٤) » - فَقُلْتُ : مَا الْأَزْهَرُ؟ قَالَ : « فِيهِ كَهَيْئَةِ السِّرَاجِ(٥) - فَأَمَّا(٦) الْمَطْبُوعُ ، فَقَلْبُ الْمُنَافِقِ ، وَأَمَّا الْأَزْهَرُ ، فَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ ؛ إِنْ أَعْطَاهُ شَكَرَ ، وَإِنِ ابْتَلَاهُ صَبَرَ ؛ وَأَمَّا الْمَنْكُوسُ ، فَقَلْبُ الْمُشْرِكِ ».

ثُمَّ قَرَأَ هذِهِ الْآيَةَ :( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (٧) .

« فَأَمَّا(٨) الْقَلْبُ الَّذِي فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ ، فَهُمْ قَوْمٌ كَانُوا بِالطَّائِفِ ،(٩) فَإِنْ(١٠) أَدْرَكَ أَحَدَهُمْ(١١) أَجَلُهُ عَلى نِفَاقِهِ ، هَلَكَ ؛ وَإِنْ أَدْرَكَهُ(١٢) عَلى إِيمَانِهِ ، نَجَا ».(١٣)

__________________

= في الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٧٨ ، الرقم ٤٦٨ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٤٧٨ ، وص ٤٨٠ ؛ وج ٢١ ، ص ٣٦٥.

(١). في « ج ، د ، ز ، ص ، ه‍ ، بر ، بف » والوافي : - « إنّ ».

(٢). « النَّكْس » : قلب الشي‌ء على رأسه. و « النَّكس » : السهم الذي انكسر فوقُه فجعل أعلاه أسفله ، فيكون رديئاً ولرداءته يُشَبَّه به الرجل الدَّني‌ء.المفردات للراغب ، ص ٨٢٤ ( نكس ).

(٣). طبع عليه : ختم.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٦ ( طبع ).

(٤). في المعاني : « أنور ». و « الجَرَد » : فضاء لا نبات فيه ، مكان جَرْد وأجرد وجَرِد ، وقلب أجرد ، أي ليس فيه غِلّ ولا غِشّ ، فهو على أصل الفِطرة ، فنور الإيمان فيه يزهر.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٠٠ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ( جرد ). (٥). في الوافي : + « قال ».

(٦). في « ه‍ » والمعاني : « وأمّا ».

(٧). الملك (٦٧) : ٢٢.

(٨). في « ب ، بر » : « وأمّا ». وفي المعاني : « أمّا ».

(٩). فيشرح المازندراني : « القلب الذي فيه نفاق وإيمان هو قلب من آمن ببعض ما جاء به النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وجحد بعضه ، أو شكّ. وهذا في الحقيقة نوع من النفاق ، كما يرشد إليه قوله : « فإن أدرك أحدهم أجله على نفاقه » بأن لايرجع عنه ولا يتوب. وقوله : « فهم قوم كانوا بالطائف » على سبيل التمثيل ، وإلّا فكلّ من اتّصف بصفاتهم فحكمه حكمهم ». (١٠). في « ه‍ ، بر » : « إن ». وفي المعاني : « وإن ».

(١١). في حاشية «ج ،ص،بس ،بف» : «أحدكم ».

(١٢). في « ص » : « أدرك ».

(١٣).معاني الأخبار ، ص ٣٩٥ ، ح ٥١ ، بسنده عن محمّد بن خالد ، عن هارون ، عن المفضّل ، عن سعد الخفّاف ، عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٨٩٥.

٢١١

٢٩٤٠/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ(١) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « الْقُلُوبُ ثَلَاثَةٌ(٢) : قَلْبٌ مَنْكُوسٌ لَايَعِي شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ ، وَهُوَ قَلْبُ الْكَافِرِ ؛ وَقَلْبٌ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَالْخَيْرُ(٣) وَالشَّرُّ فِيهِ يَعْتَلِجَانِ(٤) ، فَأَيُّهُمَا كَانَتْ مِنْهُ(٥) غَلَبَ(٦) عَلَيْهِ ؛ وَقَلْبٌ مَفْتُوحٌ ، فِيهِ مَصَابِيحُ تَزْهَرُ(٧) ، وَ(٨) لَايُطْفَأُ نُورُهُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَهُوَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ ».(٩)

١٨٦ - بَابٌ فِي تَنَقُّلِ أَحْوَالِ الْقَلْبِ‌

٢٩٤١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلِ ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ(١٠) ، وَسَأَلَهُ(١١) عَنْ أَشْيَاءَ ،

__________________

(١). في « ه‍ » : - « الثمالي ».

(٢). فيشرح المازندراني : « قوله : قال : القلوب ثلاثة ، هذا لاينافي ما مرّ من أنّ القبول أربعة ؛ لأنّ قوله : « وقلب فيه‌نكتة سوداء » يشمل القسمين منها ، وهما : قلب فيه نفاق وإيمان ، وقلب المنافق الذي لم يؤمن بحسب الباطل أصلاً ». وفيمرآة العقول مثله. (٣). في « ز » : + « فيه ».

(٤). « اعتجلوا » : اتّخذوا صِراعاً وقتالاً.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٠٨ ( علج ).

(٥). في المعاني : « فما كان منه أقوى » بدل « فأيّهما كانت منه ».

(٦). في « ز » : « علت ».

(٧). في « ز » وحاشية « بر » : « تزهو ». وفي المعاني : « مصباح يزهر ».

(٨). في « ب ، ص ، بس ، بف » : - « و ».

(٩).معاني الأخبار ، ص ٣٩٥ ، ح ٥٠ ، بسنده عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٨٩٦.

(١٠). في « ه‍ » : - « بن أعين ».

(١١). في الوافي وتفسير العيّاشي : « فسأله ».

٢١٢

فَلَمَّا هَمَّ حُمْرَانُ بِالْقِيَامِ ، قَالَ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : أُخْبِرُكَ - أَطَالَ اللهُ بَقَاءَكَ(١) لَنَا(٢) ، وَأَمْتَعَنَا بِكَ - أَنَّا نَأْتِيكَ فَمَا نَخْرُجُ مِنْ عِنْدِكَ حَتّى تَرِقَّ قُلُوبُنَا ، وَتَسْلُوَ(٣) أَنْفُسُنَا عَنِ الدُّنْيَا ، وَيَهُونَ(٤) عَلَيْنَا مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ(٥) مِنْ هذِهِ الْأَمْوَالِ ، ثُمَّ نَخْرُجُ مِنْ عِنْدِكَ ، فَإِذَا صِرْنَا مَعَ النَّاسِ وَالتُّجَّارِ ، أَحْبَبْنَا الدُّنْيَا؟ قَالَ : فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِنَّمَا هِيَ الْقُلُوبُ مَرَّةً تَصْعُبُ ، وَمَرَّةً تَسْهُلُ ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « أَمَا إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، نَخَافُ عَلَيْنَا النِّفَاقَ ».

قَالَ : فَقَالَ(٦) : « وَلِمَ تَخَافُونَ ذلِكَ؟ قَالُوا(٧) : إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ فَذَكَّرْتَنَا وَرَغَّبْتَنَا ، وَجِلْنَا(٨) وَنَسِينَا الدُّنْيَا وَزَهِدْنَا ، حَتّى كَأَنَّا(٩) نُعَايِنُ الْآخِرَةَ وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَنَحْنُ عِنْدَكَ ، فَإِذَا(١٠) خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ ، وَدَخَلْنَا هذِهِ الْبُيُوتَ ، وَشَمِمْنَا(١١) الْأَوْلَادَ ، وَرَأَيْنَا الْعِيَالَ وَالْأَهْلَ ، يَكَادُ(١٢) أَنْ نُحَوَّلَ عَنِ الْحَالِ(١٣) الَّتِي كُنَّا عَلَيْهَا عِنْدَكَ وَحَتّى(١٤) كَأَنَّا لَمْ نَكُنْ عَلى شَيْ‌ءٍ ،

__________________

(١). في « ب ، د ، بس ، بف » : « بقاك » بحذف الهمزة تخفيفاً.

(٢). في « ه‍ » : - « لنا ».

(٣). سَلَوتُ عنه سُلُوّاً : صبرتُ. وسلاه وعنه : نَسِيه. والاسم : السَّلْوَة ، ويُضَمّ.المصباح المنير ، ص ٢٨٧ ؛القاموس‌المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠٠ ( سلو ).

(٤). في « بف » والوافي وتفسير العيّاشي : « تهون ».

(٥). في « بر » : « الدنيا » بدل « أيدي الناس ».

(٦). في « ز ، د ، بر ، بف » والوافي وتفسير العيّاشي : + « لهم ».

(٧). في « ه‍ ، بر » والوافي : « فقالوا ».

(٨). « الوَجَل » : استشعار الخوف. يقال : وَجِل يَوْجَل وَجَلاً فهو وَجِل.المفردات للراغب ، ص ٨٥٥ ( وجل ).

(٩). في البحار : « كأنّنا ».

(١٠). في الوافي : « وإذا ».

(١١). في « ه‍ » : « أو شممنا ».

(١٢). في « ب ، د ، بر ، بس ، بف » والوافي : « نكاد ». وفي « ه‍ » : « فكاد ».

(١٣). في « ج ، بر » والبحار : « الحالة ».

(١٤). في البحار : « حتّى » بدون الواو.

٢١٣

أَ فَتَخَافُ(١) عَلَيْنَا أَنْ يَكُونَ ذلِكَ نِفَاقاً(٢) ؟

فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : كَلَّا إِنَّ هذِهِ خُطُوَاتُ الشَّيْطَانِ ، فَيُرَغِّبُكُمْ(٣) فِي الدُّنْيَا ، وَاللهِ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى الْحَالَةِ(٤) الَّتِي وَصَفْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِهَا(٥) ، لَصَافَحَتْكُمُ(٦) الْمَلَائِكَةُ ، وَمَشَيْتُمْ عَلَى الْمَاءِ ، وَلَوْ لَاأَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ فَتَسْتَغْفِرُونَ(٧) اللهَ ، لَخَلَقَ اللهُ خَلْقاً حَتّى يُذْنِبُوا(٨) ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُوا اللهَ ، فَيَغْفِرَ اللهُ(٩) لَهُمْ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ مُفَتَّنٌ(١٠) تَوَّابٌ ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) (١١) وَقَالَ :( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ) (١٢) ؟ ».(١٣)

١٨٧ - بَابُ الْوَسْوَسَةِ وَحَدِيثِ النَّفْسِ‌

٢٩٤٢/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ، قَالَ :

__________________

(١). في « ب » : « أفيخاف ».

(٢). في « ه‍ » : « أفتخاف علينا النفاق ، فإنّ ذلك نفاق ». وفي « بر » والوافي : « أفتخاف علينا النفاق ، وإنّ ذلك نفاق ».

(٣). في الوافي : « فترغبكم ».

(٤). في «ب ،د ،ه‍ ،بر ،بس ،بف » والوافي: «الحال».

(٥). في شرح المازندراني : - « بها ».

(٦). في حاشية « ز » : « تصافحتكم ».

(٧). في « ز ، ه‍ » : « ثمّ تستغفرون ».

(٨). في « ه‍ ، بر » : « لآتي الله جلّ وعزّ بخلق يذنبون » بدل « لخلق الله خلقاً حتّى يذنبوا ».

(٩). في « ب ، د ، ز ، ه‍ ، بس ، بف » والبحار وتفسير العيّاشي : - « الله ». وفي الوافي : « لآتي الله تعالى بخلق يذنبون ويستغفرون ، فيغفر » بدل « لخلق الله - إلى - فيغفر الله ».

(١٠). في « ج ، د ، ه‍ » : « مُفْتَن ». و « مُفْتَن » : مُمتَحن يمتَحِنه الله بالذنب ثمّ يتوب ، ثمّ يعود ، ثمّ يتوب.النهاية ، ج ٣ ، ص ٤١٠ ( فتن ).

(١١). البقرة (٢) : ٢٢٢. وفي الوافي وتفسير العيّاشي : -( وَيُحِبُّ الْمُتَطَهّرِينَ ) .

(١٢). هود (١١) : ٣ و ٥٢ و ٩٠.

(١٣).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٠٩ ، عن سلّام ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٥٠ ، ح ١٨٩٨ ؛البحار ، ج ٦ ، ص ٤١ ، ح ٧٨.

٢١٤

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْوَسْوَسَةِ(١) وَإِنْ كَثُرَتْ ، فَقَالَ : « لَا شَيْ‌ءَ فِيهَا ، تَقُولُ : لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ».(٢)

٢٩٤٣/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ(٣) : إِنَّهُ يَقَعُ فِي قَلْبِي أَمْرٌ عَظِيمٌ ، فَقَالَ : « قُلْ : لَاإِلهَ إِلَّا اللهُ ». قَالَ جَمِيلٌ : فَكُلَّمَا وَقَعَ فِي قَلْبِي شَيْ‌ءٌ ، قُلْتُ : لَاإِلهَ إِلَّا اللهُ ، فَيَذْهَبُ(٤) عَنِّي.(٥)

٢٩٤٤/ ٣. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ(٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ(٧) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلَكْتُ ، فَقَالَ لَهُعليه‌السلام : أَتَاكَ(٨) الْخَبِيثُ(٩) ، فَقَالَ لَكَ : مَنْ خَلَقَكَ؟ فَقُلْتَ : اللهُ ، فَقَالَ لَكَ : اللهُ مَنْ خَلَقَهُ؟ فَقَالَ(١٠) : إِي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَكَانَ كَذَا.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : ذَاكَ(١١) ‌.............................................

__________________

(١). « الوسوسة » : حديث النفس والأفكار.النهاية ، ج ٥ ، ص ١٨٦ ( وسوس ).

(٢).فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٥ ، مع هذه الزيادة في آخره : « وفي خبر آخر : لاحول ولاقوّة إلّابالله »الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٥٣ ، ح ١٨٩٩ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٦٨ ، ح ٩٠٢٨ ؛ وص ٢٩٣ ، ح ٩٣٧٩.

(٣). في « ب » والوافي : - « له ».

(٤). في « ه‍ ، بر » والوافي والبحار : « فذهب ».

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٥٣ ، ح ١٩٠٠ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٦٧ ، ح ٩٠٢٥ ؛البحار ، ج ٥٨ ، ص ٣٢٤ ، ذيل ح ١٣.

(٦). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن أبي عمير ، عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه.

(٧). لم تثبت رواية ابن أبي عمير ، عن محمّد بن مسلم مباشرةً. وما ورد في قليلٍ من الأسناد ممّا يُوهِم ذلك لا يخلو من خللٍ ؛ فقد توفّي محمّد بن مسلم سنة ١٥٠ ، وتوفّي محمّد بن أبي عمير سنة ٢١٧ ، وروى هو عن محمّد بن مسلم بالتوسّط في كثير من الأسناد جدّاً. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٢٣ ، الرقم ٨٨٢ ؛ وص ٣٢٦ ، الرقم ٨٨٧. وانظر على سبيل المثال :معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٤٣٩ ؛ وص ٤٥٢ ؛ وج ٦ ، ص ٣٨٩ ؛ وص ٤١٨ ؛ وج ١٣ ، ص ٣٧١ - ٣٧٢ ؛ وج ٢١ ، ص ٢٩٠ - ٢٩١ ؛ وص ٢٩٦ ؛ وج ٢٢ ، ص ٣٦٠ - ٣٦١.

والظاهر وقوع خللٍ في سندنا هذا من سقط أو إرسال.

(٨). في « ه‍ ، بر » والوافي : « هل أتاك ».

(٩). « الخبيث » : الذَّكَر من الشياطين.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ( خبث ).

(١٠). في « ه‍ ، بر » والوافي : + « له ».

(١١). في مرآة العقول : « ذلك ».

٢١٥

وَاللهِ(١) مَحْضُ(٢) الْإِيمَانِ ».

قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ : فَحَدَّثْتُ بِذلِكَ(٣) عَبْدَ الرَّحْمنِ بْنَ الْحَجَّاجِ ، فَقَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ(٤) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام « أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِنَّمَا عَنى بِقَوْلِهِ هذَا : « وَاللهِ مَحْضُ الْإِيمَانِ » خَوْفَهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ(٥) هَلَكَ ؛ حَيْثُ عَرَضَ لَهُ(٦) ذلِكَ فِي قَلْبِهِ ».(٧)

٢٩٤٥/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، قَالَ :

كَتَبَ رَجُلٌ إِلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام يَشْكُو إِلَيْهِ لَمَماً(٨) يَخْطُرُ(٩) عَلى بَالِهِ ، فَأَجَابَهُ فِي بَعْضِ كَلَامِهِ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - إِنْ شَاءَ ثَبَّتَكَ(١٠) ، فَلَا يَجْعَلُ(١١) لِإِبْلِيسَ عَلَيْكَ طَرِيقاً ، قَدْ شَكَا قَوْمٌ إِلَى(١٢) النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله لَمَماً يَعْرِضُ(١٣) لَهُمْ ، لَأَنْ تَهْوِيَ(١٤) بِهِمُ الرِّيحُ أَوْ يُقَطَّعُوا(١٥) أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَتَجِدُونَ ذلِكَ؟ قَالُوا(١٦) : نَعَمْ ، فَقَالَ :

__________________

(١). في « ه‍ » : - « والله ».

(٢). « المحض » : الخالص الذي لم يخالطه غيره.المصباح المنير ، ص ٥٦٥ ( محض ).

(٣). في « بس » : « بذاك ».

(٤). في البحار : « فقال حدّثني أبو عبداللهعليه‌السلام » بدل « حدّثني أبي عن أبي عبداللهعليه‌السلام ».

(٥). في « ه‍ » : - « قد ».

(٦). في «ب ، ج ، د ، ه‍ ، بس» والوافي : - « له ».

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٥٣ ، ح ١٩٠١ ؛البحار ، ج ٥٨ ، ص ٣٢٤ ، ذيل ح ١٣.

(٨). « لمماً » : جمع اللَّمَّة : الهِمَّة والخَطْرَة تقع في القلب. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٧٣ ( لمم ).

(٩). في « بر ، بف » : « تخطر ». ولعلّه بلحاظ المعنى ، وهو مقاربة الذنب أو الصغائر من الذنوب.

(١٠). في «ز» : «يثبتك ». وفي « بر » : « أثبتك ».

(١١). في « ز ، ص ، ه‍ » : « فلا تجعل ».

(١٢). في الوافي : - « إلى ».

(١٣). في « بس ، بف » : « تعرض ».

(١٤). في « ز » : « يهوي ». وفيشرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ١٣٩ : « الهوى : السقوط من أعلى إلى أسفل ، وفعله من باب ضرب ، ومنه قوله تعالى :( أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ ) [ الحجّ (٢٢) : ٣١ ] أي بعيد. والباء في « بهم » للتعدية ، وهم جعلوا التكلّم باللمم وإظهاره أشدّ عليهم من أن يسقطهم الريح إلى مكان عميق ، أو أن تقطّع أعضاؤهم استقباحاً لشأنه واستعظاماً لأمره ؛ لأنّه محال في حقّه تعالى وكفرٌ به ».

(١٥) في « ز ، بر » : « تقطّعوا ».

(١٦) في « ج ، ز ، بس » : « فقالوا ».

٢١٦

وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّ ذلِكَ لَصَرِيحُ الْإِيمَانِ ، فَإِذَا وَجَدْتُمُوهُ فَقُولُوا : آمَنَّا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ، وَ(١) لَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ».(٢)

٢٩٤٦/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ(٣) جَنَاحٍ ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي الْيَسَعِ دَاوُدَ الْأَبْزَارِيِّ ، عَنْ حُمْرَانَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ رَجُلاً أَتى رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّنِي(٤) نَافَقْتُ ، فَقَالَ : وَاللهِ ، مَا نَافَقْتَ ، وَلَوْ نَافَقْتَ مَا(٥) أَتَيْتَنِي ، تُعْلِمُنِي(٦) مَا الَّذِي رَابَكَ(٧) ؟ أَظُنُّ الْعَدُوَّ الْحَاضِرَ(٨) أَتَاكَ ، فَقَالَ لَكَ(٩) : مَنْ خَلَقَكَ؟ فَقُلْتَ : اللهُ(١٠) خَلَقَنِي ، فَقَالَ لَكَ(١١) : مَنْ خَلَقَ اللهَ؟

قَالَ(١٢) : إِي وَالَّذِي(١٣) بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَكَانَ كَذَا.

فَقَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ أَتَاكُمْ مِنْ قِبَلِ الْأَعْمَالِ ، فَلَمْ يَقْوَ عَلَيْكُمْ ، فَأَتَاكُمْ مِنْ هذَا الْوَجْهِ لِكَيْ يَسْتَزِلَّكُمْ ، فَإِذَا كَانَ كَذلِكَ ، فَلْيَذْكُرْ أَحَدُكُمُ اللهَ وَحْدَهُ ».(١٤)

__________________

(١). في « ج ، بس » : - « و ».

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٥٤ ، ح ١٩٠٢ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٦٨ ، ح ٩٠٢٧ ، من قوله : « شكا قوم إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٣). في « ه‍ » : - « بكر بن ».

(٤). في « ه‍ » والوافي والوسائل : « إنّي ».

(٥). في « ه‍ ، بر » والوافي : « لما ».

(٦). في « ج ، ز ، ه‍ » : « تعلّمني ».

(٧). في « ه‍ » : « أرابك ». وفي « ز ، بر ، بف » : « رأيك ». و « الريب » : بمعنى الشكّ. وقيل : هو الشكّ مع التهمة. يقال : رابني الشي‌ء وأرابني : بمعنى شكَّكني.النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ ( ريب ).

(٨). في « ز » : « الخاطر ».

(٩). في « ه‍ » والوافي : - « لك ».

(١٠). في « ب » : « والله ».

(١١). في « ز » : - « لك ».

(١٢). في « ه‍ ، بر » والوسائل : « فقال ».

(١٣). في « بر ، بف » : « أي والله الذي ».

(١٤).المحاسن ، ص ٢٥٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٧٨ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « والذي بعثك بالحقّ لكان كذا » مع اختلافالوافي ، ج ٤ ، ص ٢٥٤ ، ح ١٩٠٣ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٦٨ ، ح ٩٠٢٦.

٢١٧

١٨٨ - بَابُ الِاعْتِرَافِ بِالذُّنُوبِ وَالنَّدَمِ (١) عَلَيْهَا‌

٢٩٤٧/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيٍّ الْأَحْمَسِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « وَاللهِ ، مَا يَنْجُو مِنَ الذَّنْبِ(٢) إِلَّا مَنْ أَقَرَّ بِهِ(٣) ».(٤)

قَالَ : وَقَالَ(٥) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « كَفى بِالنَّدَمِ تَوْبَةً(٦) ».(٧)

٢٩٤٨/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(٨) عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا وَاللهِ ، مَا أَرَادَ اللهُ تَعَالى مِنَ النَّاسِ إِلَّا خَصْلَتَيْنِ : أَنْ يُقِرُّوا(٩) لَهُ بِالنِّعَمِ ، فَيَزِيدَهُمْ ، وَبِالذُّنُوبِ ، فَيَغْفِرَهَا لَهُمْ(١٠) ».(١١)

٢٩٤٩/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

__________________

(١). في « ص ، بر » وحاشية « ز » : « والندامة ».

(٢). في « ز ، ه‍ ، بر » والوافي : « الذنوب ».

(٣). في « ز ، ه‍ ، بر » والوافي : « بها ».

(٤).الزهد ، ص ١٤١ ، ح ١٩٧ ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عليّ الأحمسيّ ، عمّن ذكره ، عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٨٧ ، ح ٣٦١١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٥٨ ، ح ٢٠٩٧٤.

(٥). في «ص»: «فقال». وفي «بر» :«وقال : قال ».

(٦). في « ج » : « التوبة ».

(٧).الخصال ، ص ١٦ ، باب الواحد ، ح ٥٧ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن عليّ الجهضمي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .التوحيد ، ص ٤٠٧ ، ضمن الحديث الطويل ٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٨٧ ، ح ٣٦١١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٥٨ ، ح ٢٠٩٧٤. (٨). في « ه‍ ، بر ، بف » وحاشية « ز » : « أبي عبدالله ».

(٩). في « ه‍ ، بر ، بف » وحاشية « ز » والوافي : « أن يعترفوا ».

(١٠). في « ه‍ » : - « لهم ». وفيمرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٢٨٣ : « المراد بالإقرار بالنعم معرفة المنعم وقدر نعمته وأنّها منه تفضّلاً ، وهو شكر ، والشكر يوجب الزيادة ؛ لقوله تعالى :( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ؛ وبالإقرار بالذنوب الإقرار بها مجملاً ومفصّلاً ، وهو ندامة منها ، والندامة توبة ، والتوبة توجب غفران الذنوب. ويمكن أن يكون الحصر حقيقيّاً ؛ إذ يمكن إدخال كلِّ ما أراد الله فيهما ».

(١١).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٨٩ ، ح ٣٦١٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٥٩ ، ح ٢٠٩٧٥.

٢١٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(١) : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ ، فَيُدْخِلُهُ اللهُ بِهِ الْجَنَّةَ » قُلْتُ : يُدْخِلُهُ(٢) اللهُ بِالذَّنْبِ الْجَنَّةَ؟! قَالَ : « نَعَمْ ، إِنَّهُ لَيُذْنِبُ(٣) ، فَلَا يَزَالُ مِنْهُ(٤) خَائِفاً مَاقِتاً(٥) لِنَفْسِهِ ، فَيَرْحَمُهُ اللهُ ، فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ».(٦)

٢٩٥٠/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّهُ(٧) - وَاللهِ(٨) - مَا خَرَجَ عَبْدٌ مِنْ ذَنْبٍ بِإِصْرَارٍ ، وَمَا خَرَجَ عَبْدٌ مِنْ ذَنْبٍ إِلَّا بِإِقْرَارٍ(٩) ».(١٠)

٢٩٥١/ ٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَجَّاجِ السَّبِيعِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَلِيدٍ(١١) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ :

__________________

(١). في « ز » : « فقال ».

(٢). في « ه‍ ، بر » : « يدخلهم ».

(٣). في «ب ،د ،ز ،ص » والوسائل : « يذنب ».

(٤). في الوسائل : - « منه ».

(٥). « المـَقْت » في الأصل : أشدّ البُغض.النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٤٦ ( مقت ).

(٦).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٨٨ ، ح ٣٦١٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٦١ ، ح ٢٠٩٨٣.

(٧). في « بف » : - « إنّه ».

(٨). في « ه‍ » : - « والله ».

(٩). في « ز ، ص ، ه‍ ، بر ، بف » والوافي : « بالإقرار ».

(١٠).الكافي ، كتاب الدعاء ، باب الثناء قبل الدعاء ، ح ٣١٤٣ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن ابن سنان ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « إنّما هي المدحة ، ثمّ الثناء ، ثمّ الإقرار بالذنب ، ثمّ المسألة ؛ إنّه والله ما خرج عبد من ذنب إلّا بإقرار ».وفيه ، نفس الباب ، ح ٣١٤٤ ، هكذا : « عنه ، عن ابن فضّال ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله ، إلّا أنّه قال : ثمّ الثناء ، ثمّ الاعتراف بالذنب »الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٨٧ ، ح ٣٦١٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٥٩ ، ح ٢٠٩٧٦.

(١١). في « ب ، ج ، ز ، بر ، بس » والوسائل : - « عن محمّد بن وليد ». وقد روى محمّد بن وليد ، عن يونس بن يعقوب في عدّة من الأسناد. ولايبعد توسّطه بين السبيعي وبين ابن يعقوب في ما نحن فيه أيضاً ؛ فإنّه مستبعد أن يروي الحسين بن محمّد عن يونس - وقد مات هو في أيّام الرضاعليه‌السلام ، بواسطة واحدة. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٤٦ ، الرقم ١٢٠٧ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٧ ، ص ٤٦٠. هذا ، وفي « د ، ص ، بف » وحاشية « ز » : « محمّد بن الوليد ».

٢١٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ(١) : « مَنْ أَذْنَبَ ذَنْباً ، فَعَلِمَ أَنَّ اللهَ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ ، غَفَرَ لَهُ وَإِنْ لَمْ يَسْتَغْفِرْ(٢) ».(٣)

٢٩٥٢/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ مُحَمَّدِ(٤) بْنِ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ أَنْ يَطْلُبَ(٥) إِلَيْهِ فِي الْجُرْمِ الْعَظِيمِ ، وَيُبْغِضُ الْعَبْدَ أَنْ يَسْتَخِفَّ بِالْجُرْمِ الْيَسِيرِ ».(٦)

٢٩٥٣/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : إِنَّ النَّدَمَ عَلَى الشَّرِّ يَدْعُو إِلى تَرْكِهِ ».(٧)

__________________

(١). في « ه‍ ، بر ، بف » : « قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول » بدل « عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول».

(٢). في الوافي : + « الله ». وفيمرآة العقول : « لعلّ المراد العلم الذي يؤثّر في النفس ويثمر العمل ، وإلّا فكلّ مسلم يقرّ بهذه الاُمور ، ومن أنكر شيئاً من ذلك فهو كافر ، ومن داوم على مراقبة هذه الاُمور وتفكّر فيها تفكّراً صحيحاً لايصدر منه ذنب إلّا نادراً ، ولو صدر منه يكون بعده نادماً خائفاً ؛ فهو تائب حقيقة وإن لم يستغفر باللسان ، ولو عاد إلى الذنب مكرّراً لغلبة الشهوة عليه ، ثمّ يصير خائفاً مشفقاً لائماً نفسه ، فهو مفتّن توّاب ».

(٣).المحاسن ، ص ٢٦ ، كتابثواب الأعمال ، ح ٦ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام رفعه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيالأمالي للصدوق ، ص ٢٨٧ ، المجلس ٤٨ ، ح ٢ ؛والتوحيد ، ص ٤١٠ ، ح ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيلعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله.الأمالي للطوسي ، ص ٥٣ ، المجلس ٢ ، ح ٣٨ ، بسند آخر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٨٨ ، ح ٣٦١٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٥٩ ، ح ٢٠٩٧٧ ؛البحار ، ج ٨٨ ، ص ٣٦.

(٤). في الوسائل : - « بن محمّد ».

(٥). فيمرآة العقول : « أن يطلب ، أي بأن يطلب ؛ أو هو بدل اشتمال للعبد. وتعدية الطلب بـ « إلى » لتضمين معنى ‌التوجّه ونحوه ».

(٦).المحاسن ، ص ٢٩٣ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٥١الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٨٩ ، ح ٣٦٢١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٥٩ ، ح ٢٠٩٧٨.

(٧).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٨٩ ، ح ٣٦٢٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٦١ ، ح ٢٠٩٨٤.

٢٢٠