الفروع من الكافي الجزء ٤

الفروع من الكافي0%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 785

الفروع من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 785
المشاهدات: 208652
تحميل: 5239


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 785 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 208652 / تحميل: 5239
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) ؟ فَقَالَ هُوَ(١) : «( وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) (٢) » قَالَ(٣) : قُلْتُ : لَيْسَ(٤) هذَا أَرَدْتُ ، أَرَأَيْتَ مَا أَصَابَ عَلِيّاًعليه‌السلام وَأَشْبَاهَهُ مِنْ(٥) أَهْلِ بَيْتِهِعليهم‌السلام مِنْ ذلِكَ؟

فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ يَتُوبُ إِلَى اللهِ فِي(٦) كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً مِنْ غَيْرِذَنْبٍ(٧) ».(٨)

٣٠١٣/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) (٩) أَرَأَيْتَ مَا أَصَابَ عَلِيّاًعليه‌السلام‌........................................................

__________________

(١). في « ز » : + « هكذا ». وقوله : « فقال هو » ، أي أبوعبداللهعليه‌السلام . راجع :شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ١٧٦ ؛مرآةالعقول ، ج ١١ ، ص ٣٤٦. (٢). الشورى (٤٢) : ٣٠.

(٣). في « بر » : - « قال ».

(٤). في « ز » وشرح المازندراني : « وليس ».

(٥). في « ص » : « عن ».

(٦). في الوسائل وقرب الإسناد : - « في ».

(٧). فيمرآة العقول : « لعلّه لـمّا اكتفى ببعض الآية كان موهماً لأن يكون نسي تتمّة الآية ، فقرأهاعليه‌السلام ؛ أو موهماً لأنّه توهّم أنّ كلّ ذنب لابدّ أن يبتلى الإنسان عنده ببليّة ، فقرأعليه‌السلام تتمّة الآية لرفع هذا التوهّم ويحتمل أن يكون قرأ تتمّة الآية لبيان سعة رحمة الله ، ولم يكن مبنيّاً على توهّم. وقوله « أرأيت » أي أخبرني. وجوابهعليه‌السلام يحتمل وجهين : الأوّل : أنّ استغفار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن لحطّ الذنوب ، بل لرفع الدرجات ؛ فكذا ابتلاؤهمعليه‌السلام ليس لكفّارة الذنوب ، بل لكثرة المثوبات ورفع الدرجات ؛ فالخطاب في الآية متوجّه إلى غير المعصومين بقرينة( فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) كما عرفت. والثاني : أنّ المعنى أنّ استغفار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان لترك الأولى وترك العبادة الأفضل إلى الأدنى وأمثال ذلك ؛ فكذا ابتلاؤهم كان لتدارك ذلك. والأوّل أظهر ».

(٨).قرب الإسناد ، ص ١٦٨ ، ح ٦١٨ ، عن محمّد بن الوليد ، عن عبدالله بن بكير. وفيالزهد ، ص ١٤٢ ، ضمن ح ١٩٩ ؛ والكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الاستغفار من الذنب ، ح ٢٩٧٧ ؛ وكتاب الدعاء ، باب الاستغفار ، ح ٣٢٢٥ ، بسند آخر ، وفي كلّها من قوله : « فقال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » مع اختلاف يسير وزيادةالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٣٨ ، ح ٣٥٤٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٥ ، ح ٢١٠٥٠ ، من قوله : « فقال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٩). في « ج ، ز ، ص ، ه‍ » والوافي والمعاني : +( وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ ) . وفي تفسير القمّي : + « قال ».

٢٦١

وَأَهْلَ بَيْتِهِعليهم‌السلام (١) مِنْ بَعْدِهِ(٢) هُوَ(٣) بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَهُمْ أَهْلُ بَيْتِ طَهَارَةٍ(٤) ، مَعْصُومُونَ؟

فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ يَتُوبُ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُهُ(٥) فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ(٦) مِائَةَ مَرَّةٍ(٧) مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ ، إِنَّ اللهَ يَخُصُّ أَوْلِيَاءَهُ(٨) بِالْمَصَائِبِ لِيَأْجُرَهُمْ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ ».(٩)

٣٠١٤/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ ، قَالَ :

لَمَّا حُمِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا إلى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، فَأُوقِفَ(١٠) بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ(١١) يَزِيدُ لَعَنَهُ اللهُ(١٢) :( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام : « لَيْسَتْ(١٣) هذِهِ الْآيَةُ فِينَا ؛ إِنَّ فِينَا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ(١٤) :( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ) (١٥) ».(١٦)

__________________

(١). في « ز ، ص ، ه‍ ، بر ، بف » والوافي : + « من هؤلاء ».

(٢). في « ز » : « بعد » بدون الضمير. وفي تفسير القمّي : - « من بعده ».

(٣). في « د ، ص ، بر ، بف » والوافي : « أهو ».

(٤). في « ه‍ » : + « و ». وفي تفسير القمّي : « أهل الطهارة » بدل « أهل بيت طهارة ».

(٥). في « ز » : « ويستغفر ».

(٦). في « ه‍ ، بر ، بف » : « كان يتوب إلى الله في كلّ يوم وليلة ويستغفره ».

(٧). فيمرآة العقول : « الجمع بين المائة [ في هذا الحديث ] والسبعين [ في الحديث السابق ] أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد كان يفعل هكذا وقد كان يفعل هكذا. وقيل : المراد بالسبعين العدد الكثير ، كما قيل في قوله تعالى :( إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً ) [ التوبة (٩) : ٨٠ ] ». (٨). في « ز » : « أولياء » بدون الضمير.

(٩).تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب.معاني الأخبار ، ص ٣٨٣ ، ج ١٥ ، بسنده عن الحسن بن محبوب.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٣٧ ، ح ٣٥٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٥ ، ح ٢١٠٥١ ، من قوله : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ». (١٠). في « ه‍ ، بر » : « واُوقف ».

(١١). في « ج ، د ، ز ، ص ، ه‍ ، بر » : « فقال ».

(١٢). في « بف » والوافي : - « لعنه الله ».

(١٣). في « ه‍ ، بر ، بف » والوافي : « ليس ».

(١٤). ذكر فيمرآة العقول لقولهعليه‌السلام : « إنّ فينا قول الله عزّ وجلّ » احتمالين ، حيث قال : « يحتمل أن يكون المراد به إنّا داخلون في حكم هذه الآية ولاتشملنا الآية الاُخرى ، فلا يكون المعنى اختصاصها بهم. وإذا حملنا على الاختصاص ، فيحتمل الوجهين ». وللمزيد فراجعه. (١٥) الحديد (٥٧) : ٢٢.

(١٦)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٧٧ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٣٨ ، ح ٣٥٤٦.

٢٦٢

٢٠٠ - بَابُ (١) الدَّفْعِ عَنِ الشِّيعَةِ (٢)

٣٠١٥/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ لَيَدْفَعُ(٣) بِمَنْ(٤) يُصَلِّي مِنْ شِيعَتِنَا عَمَّنْ لَايُصَلِّي مِنْ شِيعَتِنَا ، وَلَوْ(٥) أَجْمَعُوا(٦) عَلى تَرْكِ الصَّلَاةِ لَهَلَكُوا ؛ وَإِنَّ اللهَ لَيَدْفَعُ بِمَنْ يُزَكِّي مِنْ شِيعَتِنَا عَمَّنْ لَايُزَكِّي ، وَلَوْ أَجْمَعُوا(٧) عَلى تَرْكِ الزَّكَاةِ لَهَلَكُوا ؛ وَإِنَّ اللهَ لَيَدْفَعُ بِمَنْ يَحُجُّ مِنْ شِيعَتِنَا عَمَّنْ لَايَحُجُّ ، وَلَوْ أَجْمَعُوا(٨) عَلى تَرْكِ الْحَجِّ لَهَلَكُوا ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ ) (٩) فَوَ اللهِ ، مَا نَزَلَتْ إِلَّا فِيكُمْ ، وَلَاعَنى(١٠) بِهَا غَيْرَكُمْ ».(١١)

__________________

(١). في « ه‍ » : - « باب ».

(٢). هكذا في « الف ، ج ، ز ، بع ، بف ، جل ، جه » وحاشية « د ، بو ، جك ». وفي سائر النسخ والمرآة : « باب » بدون العنوان. وفي المطبوع : « باب أنّ الله يدفع بالعامل عن غير العامل ».

(٣). في « ب ، ج ، ص ، ه‍ ، بف » والوافي وتفسير القمّي وتفسير العيّاشي : « يدفع ».

(٤). في « بر » : « لمن ».

(٥). في الوافي : « فلو ».

(٦). في « ه‍ ، بر ، بف » وحاشية « ز » والوافي : « اجتمعوا ».

(٧). في « ه‍ ، بر ، بف » وحاشية « ز » والوافي : « اجتمعوا ».

(٨). في « ب ، ص ، ه‍ ، بر ، بف » وحاشية « ز » والوافي : « اجتمعوا ».

(٩). البقرة (٢) : ٢٥١.

(١٠). في « ب » : « ما عنى ».

(١١).تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٨٣ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٣٥ ، ح ٤٤٦ ، عن يونس بن ظبيان ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ٧٥٥ ، ح ٢٩٨٠ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٩ ، ح ١٦ ، ملخّصاً.

٢٦٣

٢٠١ - بَابُ أَنَّ تَرْكَ الْخَطِيئَةِ أَيْسَرُ مِنْ [ طَلَبِ ] التَّوْبَةِ‌ (١)

٣٠١٦/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْبَقْبَاقِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : تَرْكُ الْخَطِيئَةِ أَيْسَرُ مِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ ، وَكَمْ مِنْ شَهْوَةِ سَاعَةٍ أَوْرَثَتْ حُزْناً طَوِيلاً ، وَالْمَوْتُ فَضَحَ(٢) الدُّنْيَا ، فَلَمْ(٣) يَتْرُكْ لِذِي لُبٍّ(٤) فَرَحاً ».(٥)

٢٠٢ - بَابُ الِاسْتِدْرَاجِ (٦)

٣٠١٧/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ السِّمْطِ ، قَالَ :

__________________

(١). لم يكن هذا العنوان في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ه‍ ، بر ، بف » وكثير من النسخ التي عندنا. وفي « جه » وحاشية « جك » : « باب ترك الخطيئة ». وفي مرآة العقول : « باب » بدون العنوان. وما أثبتناه من المطبوع.

(٢). في « ص » : « فَضَخُ ».

(٣). في « ه‍ » : « ولم ».

(٤). لبُّ الرجل : ما جعل في قلبه من العقل. وجمع اللُّبّ : ألباب.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٦١٥ (لبّ).

(٥).الأمالي للمفيد ، ص ٤٢ ، المجلس ٥ ، ح ٩ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٥٣ ، المجلس ٦ ، ح ٣ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيهما : « عن أبي عبداللهعليه‌السلام يقول : كم من صبر ساعة قد أورث فرحاً طويلاً ، وكم من لذّة ساعة قد أورثت حزناً طويلاً ».تحف العقول ، ص ٢٠٨ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام . وفينهج البلاغة ، ص ٥٠١ ، الحكمة ١٧٠ ، تمام الرواية : « ترك الذنب أهون من طلب المعونة » ؛ وفيخصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١١٠ ، تمام الرواية : « ترك الذنب أهون من طلب التوبة ».الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩٥ ، ح ٣٦٣٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٠٩ ، ح ٢٠٦٠١.

(٦). استدراج الله تعالى العبد : أنّه كلّما جدّد خطيئة جدّد له نعمة ، وأنساه الاستغفار ، وأن يأخذه قليلاً قليلاً ولا يباغته.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٩٤ ، ( درج ).

٢٦٤

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ(١) بِعَبْدٍ خَيْراً فَأَذْنَبَ ذَنْباً ، أَتْبَعَهُ بِنَقِمَةٍ وَيُذَكِّرُهُ الِاسْتِغْفَارَ ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرّاً فَأَذْنَبَ ذَنْباً ، أَتْبَعَهُ بِنِعْمَةٍ لِيُنْسِيَهُ(٢) الِاسْتِغْفَارَ وَيَتَمَادى(٣) بِهَا ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ) (٤) بِالنِّعَمِ عِنْدَالْمَعَاصِي ».(٥)

٣٠١٨/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، قَالَ :

سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الِاسْتِدْرَاجِ ، فَقَالَ(٦) : « هُوَ(٧) الْعَبْدُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ(٨) ، فَيُمْلى(٩) لَهُ ، وَيُجَدَّدُ(١٠) لَهُ عِنْدَهَا(١١) النِّعَمُ ، فَتُلْهِيهِ(١٢) عَنِ الِاسْتِغْفَارِ مِنَ الذُّنُوبِ(١٣) ، فَهُوَ مُسْتَدْرَجٌ مِنْ حَيْثُ لَايَعْلَمُ ».(١٤)

__________________

(١). في الوافي : « إذا أراد الله » بدل « إنّ الله إذا أراد ».

(٢). فيمرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٣٥٢ : « لينسيه ، أي الربّ تعالى. وفي بعض النسخ بالتاء ، أي النعمة. وعلى‌التقديرين اللام لام العاقبة ».

(٣). تمادى فلان في غَيِّه : إذا لجّ ودام على فعله.المصباح المنير ، ص ٥٦٧ ( مدى ).

(٤). الأعراف (٧) : ١٨٢ ؛ القلم (٦٨) : ٤٤.

(٥).علل الشرائع ، ص ٥٦١ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عليّ بن الحكم ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤٣ ، ح ٣٥٥٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٢ ، ح ٢١٠٤٠ ، إلى قوله : « ويذكّره الاستغفار » ؛البحار ، ج ٥ ، ص ٢١٧ ، ح ٩. (٦). في « ص ، ه‍ » والوافي : « قال ».

(٧). في « ب » : « فهو ». وقوله : « هو العبد » أي هو حال العبد.

(٨). في « ب » : - « الذنب ».

(٩). الإملاء : الإمهال والتأخير وإطالة العمر.لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٩٠ ( ملا ).

(١٠). في « ص » : « وتجدّد ».

(١١). في « د ، ز » وحاشية « بر » والبحار : « عنده ». و « عندها » أي عند تلك الحال أو الخطيئة.

(١٢). في « ب ، ج ، ز ، ص ، ه‍ ، بر ، بف » والوسائل والبحار : « فيلهيه » أي الإملاء أو تجديد النعمة.

(١٣). في الوسائل : - « من الذنوب ».

(١٤).الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤٣ ، ح ٣٥٥٦ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٢ ، ح ٢١٠٤١ ؛البحار ، ج ٥ ، ص ٢١٧ ، ح ١٠.

٢٦٥

٣٠١٩/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ) قَالَ : « هُوَ الْعَبْدُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ(١) ، فَتُجَدَّدُ(٢) لَهُ(٣) النِّعْمَةُ(٤) مَعَهُ ، تُلْهِيهِ(٥) تِلْكَ النِّعْمَةُ(٦) عَنِ الِاسْتِغْفَارِ مِنْ ذلِكَ الذَّنْبِ ».(٧)

٣٠٢٠/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ(٨) الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَمْ مِنْ مَغْرُورٍ بِمَا قَدْ(٩) أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ(١٠) ، وَكَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِسَتْرِ(١١) اللهِ عَلَيْهِ ، وَكَمْ مِنْ مَفْتُونٍ بِثَنَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِ ».(١٢)

__________________

(١). في « ب » : - « الذنب ».

(٢). في « ج ، د ، ه‍ ، بر ، بف » والوافي والبحار : « فيجدّد ».

(٣). في « ز » : « منه ».

(٤). في « ج ، د ، ص » : « النعم ».

(٥). في « ه‍ ، بف » : « يلهيه ».

(٦). في « ه‍ ، بر » : « بتلك النعم ».

(٧).تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ؛ وج ٢ ، ص ٣٨٢ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، إلى قوله : « فتجدّد النعمة » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤٣ ، ح ٣٥٥٧ ؛البحار ، ج ٥ ، ص ٢١٨ ، ح ١١.

(٨). في « ب » وحاشية « ز ، بر » : - « بن داود ».

(٩). في الوافي : - « قد ».

(١٠). في « بر » : - « عليه ».

(١١). في « بر ، ه‍ ، بر » والوافي : « يستر ». وفي « ج » : « ستر ».

(١٢).الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٤٩١٣ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد وعليّ بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد.الأمالي للطوسي ، ص ٤٤٣ ، المجلس ١٥ ، ذيل ح ٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن أمير المؤمنينعليهما‌السلام .تحف العقول ، ص ٢٠٣ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ؛نهج البلاغة ، ص ٤٨٩ ، الحكمة ١١٦ ؛ وص ٥١٣ ، الحكمة ٢٦٠ ، وفي الأربعة الأخيرة مع اختلاف وزيادة في آخره.تحف العقول ، ص ٣٥٦ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . وفيه ، ص ٢٨١ ، عن زين العابدينعليه‌السلام ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤٤ ، ح ٣٥٥٨ ؛البحار ، ج ٧٨ ، ص ٢٢٤ ، ح ٩٥.

٢٦٦

٢٠٣ - بَابُ مُحَاسَبَةِ الْعَمَلِ (١)

٣٠٢١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : إِنَّمَا(٢) الدَّهْرُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ أَنْتَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ(٣) : مَضى أَمْسِ بِمَا فِيهِ ، فَلَا(٤) يَرْجِعُ أَبَداً ، فَإِنْ كُنْتَ عَمِلْتَ فِيهِ خَيْراً ، لَمْ تَحْزَنْ لِذَهَابِهِ ، وَفَرِحْتَ بِمَا اسْتَقْبَلْتَهُ(٥) مِنْهُ ، وَإِنْ كُنْتَ(٦) قَدْ(٧) فَرَّطْتَ فِيهِ ، فَحَسْرَتُكَ شَدِيدَةٌ لِذَهَابِهِ وَتَفْرِيطِكَ فِيهِ ، وَأَنْتَ فِي يَوْمِكَ الَّذِي أَصْبَحْتَ فِيهِ(٨) مِنْ غَدٍ فِي غِرَّةٍ(٩) ، وَ(١٠) لَاتَدْرِي لَعَلَّكَ لَاتَبْلُغُهُ ، وَإِنْ بَلَغْتَهُ لَعَلَّ(١١) حَظَّكَ فِيهِ فِي(١٢) التَّفْرِيطِ مِثْلُ حَظِّكَ فِي الْأَمْسِ الْمَاضِي عَنْكَ.

فَيَوْمٌ مِنَ الثَّلَاثَةِ قَدْ مَضى أَنْتَ(١٣) فِيهِ مُفَرِّطٌ ، وَيَوْمٌ تَنْتَظِرُهُ(١٤) لَسْتَ أَنْتَ(١٥) مِنْهُ‌

__________________

(١). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ه‍ » ومرآة العقول : - « محاسبة العمل ».

(٢). في « ه‍ ، بف » وحاشية « بر » : « إنّ ».

(٣). في « ه‍ ، بر » : « بينهم ».

(٤). في « ز » : « ولا » ‌

(٥). في « ب » : « بما استقبله ». وفي « بر ، بف » وحاشية « د » والوافي : « بما أسلفته ».

(٦). في « ه‍ » والوافي : « وإن تكن ».

(٧). في الوسائل : - « قد ».

(٨). في الوسائل : - « في يومك الذي أصبحت فيه ».

(٩). فيمرآة العقول : « الغِرَّة ، بالكسر : الغفلة ، أي اغتررت بالغد وسوّفت العمل إليه غافلاً عن أنّك لاتعلم وصولك إليه ، وعدم تفريطك فيه ». (١٠). في الوسائل : - « و ».

(١١). في « ه‍ » : « لَعلّك ».

(١٢). في الوسائل : - « في ».

(١٣). في « ز » : « وأنت ».

(١٤). في « ز » : « ينتظر ».

(١٥) في « ه‍ » : - « أنت ».

٢٦٧

عَلى يَقِينٍ مِنْ تَرْكِ التَّفْرِيطِ ، وَإِنَّمَا هُوَ يَوْمُكَ الَّذِي أَصْبَحْتَ فِيهِ ، وَقَدْ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ عَقَلْتَ(١) وَفَكَّرْتَ(٢) فِيمَا فَرَّطْتَ فِي الْأَمْسِ الْمَاضِي مِمَّا فَاتَكَ(٣) فِيهِ مِنْ حَسَنَاتٍ(٤) أَلَّا تَكُونَ اكْتَسَبْتَهَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتٍ أَلَّا تَكُونَ أَقْصَرْتَ(٥) عَنْهَا ، وَأَنْتَ(٦) مَعَ(٧) هذَا مَعَ اسْتِقْبَالِ غَدٍ عَلى غَيْرِ ثِقَةٍ مِنْ(٨) أَنْ تَبْلُغَهُ ، وَعَلى غَيْرِ يَقِينٍ مِنِ اكْتِسَابِ حَسَنَةٍ ، أَوْ مُرْتَدَعٍ(٩) عَنْ سَيِّئَةٍ(١٠) مُحْبِطَةٍ(١١) ؛ فَأَنْتَ(١٢) مِنْ يَوْمِكَ الَّذِي تَسْتَقْبِلُ(١٣) عَلى مِثْلِ يَوْمِكَ الَّذِي اسْتَدْبَرْتَ.

فَاعْمَلْ عَمَلَ رَجُلٍ لَيْسَ يَأْمُلُ مِنَ الْأَيَّامِ إِلَّا يَوْمَهُ الَّذِي أَصْبَحَ فِيهِ وَلَيْلَتَهُ ، فَاعْمَلْ(١٤)

__________________

(١). في « ص » : - « عقلت ». وقرأ العلّامة المازندراني : « إن عقلت » بكسر الهمزة ، حيث قال : « الظاهر أنّ مضمون‌الشرط والجزاء ، وهو « فاعمل عمل رجل » فاعل ينبغي ؛ يعني ينبغي لك التفكّر فيما فرّطت في الماضي بترك الحسنات وفعل السيّئات ، مع عدم الوثوق بإدراك المستقبل وعدم اليقين بفعل الحسنة وترك السيّئة فيه على تقدير إدراكه ؛ فإنّ هذا يوجب العمل في يومك الذي أصبحت فيه تداركاً لما فات وتلافياً لما هو آت ».

وقال العلّامة الفيض : « أن عقلت ، بفتح الهمزة إن أثبتّ الواو بعده ، وإلّا فبالكسر. وفي بعض النسخ : وددت ، بدل « وفكّرت » من دون واو ، وعليها فالكسر متعيّن ، و « إلّا » في الموضعين للتخصيص ».

وقرأ العلّامة المجلسي : « إن عملت » ، ثمّ قال : « هذا الكلام يحتمل وجوهاً : الأوّل : أن يكون بفتح « أن » - كما في « ه‍ ، ص » - فهو فاعل « ينبغي ». الثاني : أن يكون الفاعل مقدّراً بقرينة « فاعمل ». الثالث : أن يكون مضمون جملة الشرط ، وهو « إن عقلت » والجزاء ، وهو « فاعمل » فاعل « ينبغي ». ولايخلو شي‌ء منها من التكلّف ، ولعلّ الأوّل أظهر ». راجع :شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ١٨١ ؛الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٨ ؛مرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٣٥٦.

(٢). في « بف » : « وددت ».

(٣). في الوافي : « ممّا فات ».

(٤). في « د » : « الحسنات ».

(٥). في « ب ، ج ، د » وحاشية « ز ، بر » : « اقتصرت ». وفي « بر ، بف » : « قصّرت ». و « أقصرتُ عنه » : كففت ونزعت‌مع القدرة عليه.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٩٥ ( قصر ).

(٦). في « ه‍ ، بر » والوافي : « فأنت ».

(٧). في « ز » : « على ».

(٨). في « ب » : - « من ».

(٩).«مرتدع»بفتح الدال،مصدرميمي عطف على«اكتساب».

(١٠). في « ز » : + « على هذا ».

(١١). في « ج ، ه‍ ، بر ، بف » : « محيطة ».

(١٢). في « بر » والوافي : « وأنت ».

(١٣). في « ز » : « يستقبل ».

(١٤). فيمرآة العقول : « تكرير « فاعمل » للتأكيد وما قيل : إنّ « فأعمل » ثانياً على بناء الإفعال و «أودع» على أفعل‌التفضيل مفعوله ، فهو في غاية البعد والركاكة ».

٢٦٨

أَوْ دَعْ ، وَ(١) اللهُ الْمُعِينُ عَلى ذلِكَ ».(٢)

٣٠٢٢/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ:

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَاضِي صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، قَالَ : « لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ ، فَإِنْ عَمِلَ حَسَناً(٣) اسْتَزَادَ اللهَ ؛ وَإِنْ عَمِلَ سَيِّئاً(٤) اسْتَغْفَرَ اللهَ مِنْهُ(٥) ، وَ(٦) تَابَ إِلَيْهِ ».(٧)

٣٠٢٣/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ الْعِجْلِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ(٨) : « يَا أَبَا النُّعْمَانِ ، لَايَغُرَّنَّكَ النَّاسُ(٩) مِنْ نَفْسِكَ ، فَإِنَّ الْأَمْرَ يَصِلُ إِلَيْكَ دُونَهُمْ ؛ وَلَاتَقْطَعْ نَهَارَكَ بِكَذَا وَكَذَا ، فَإِنَّ مَعَكَ مَنْ يَحْفَظُ عَلَيْكَ عَمَلَكَ ؛ وَأَحْسِنْ(١٠) ، فَإِنِّي لَمْ أَرَ شَيْئاً أَحْسَنَ(١١) دَرَكاً(١٢) وَلَاأَسْرَعَ(١٣) طَلَباً مِنْ حَسَنَةٍ مُحْدَثَةٍ(١٤)

__________________

(١). في « ب » : « إنّ » بدل « و ».

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٧ ، ح ٢٠٠٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٩٢ ، ح ٢١٠٦٩.

(٣). في « ه‍ ، ز ، بر » والوافي : « حسنة ».

(٤). في « ه‍ ، بر » والوافي : « سيّئةً ».

(٥). في « بر » والوافي : « منها ».

(٦). في شرح المازندراني : « ومنه ».

(٧).الزهد ، ص ١٤٥ ، ح ٢٠٧ ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الاختصاص ، ص ٢٦ و ٢٤٣ ، مرسلاً عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٣٩٥ ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، ضمن وصيّته لهشامالوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٣ ، ح ١٩٩٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٩٥ ، ح ٢١٠٧٤ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٧٢ ، ذيل ح ٢٤.

(٨). في « ه‍ ، بر » والوافي « قال : قال أبوجعفر » بدل « عن أبي جعفرعليه‌السلام قال ».

(٩). فيمرآة العقول : « المراد بالناس المادحون الذين لم يطّلعوا على عيوبه ، والواعظون الذين يبالغون في ذكر الرحمة ، ويعرضون عن ذكر العقوبات تقرّباً عند الملوك والاُمراء والأغنياء. « فإنّ الأمر » أي الجزاء والحساب والعقوبات المتعلّقة بأعمالك « يصل إليك » لا إليهم ، وإن وصل إليهم عقاب هذا الإضلال ».

(١٠). في الوافي : « فأحسن ».

(١١). في « ه‍ ، بر » : « أسرع ».

(١٢).« الدَّرَك » : اللِّحاق.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٤٣ ( درك ).

(١٣). في « ب » : « أحسن ».

(١٤). في حاشية « ه‍ » : « محرقة ».

٢٦٩

لِذَنْبٍ قَدِيمٍ ».(١)

* عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(٢) ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ ، مِثْلَهُ(٣) .

٣٠٢٤/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ(٤) : « اصْبِرُوا عَلَى الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّمَا هِيَ سَاعَةٌ ، فَمَا مَضى مِنْهُ(٥) فَلَا تَجِدُ(٦) لَهُ أَلَماً وَلَاسُرُوراً ، وَمَا لَمْ يَجِئْ فَلَا تَدْرِي مَا هُوَ ، وَإِنَّمَا هِيَ سَاعَتُكَ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا ، فَاصْبِرْ فِيهَا عَلى طَاعَةِ اللهِ ، وَاصْبِرْ فِيهَا عَنْ(٧) مَعْصِيَةِ اللهِ ».(٨)

٣٠٢٥/ ٥. عَنْهُ(٩) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(١٠) رَفَعَهُ ، قَالَ :

__________________

(١).الأمالي للمفيد ، ص ١٨٢ ، المجلس ٢٣ ، ح ٥ ، بسنده عن عليّ بن النعمان ، مع زيادة في أوّله ؛ وفيه ، ص ٦٧ ، المجلس ٨ ، ح ٣ ، بسنده عن أبي النعمان ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .علل الشرائع ، ص ٥٩٩ ، ح ٤٩ ، بسند آخر ، مع زيادة في آخره. وفيالزهد ، ص ٧٦ ، ح ٣١ ؛ وثواب الأعمال ، ص ١٦٢ ، ح ١ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ١٨١ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره.الاختصاص ، ٢٣١ ، مرسلاً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٣ ، ح ١٩٩٣.

(٢). في « ز ، ه‍ ، بر ، بف ، جر » : + « عن ابن مسكان ».

(٣). في « ص » : - « عدّة من أصحابنا - إلى - مثله ».

(٤). في « ه‍ » والوافي : « قال : قال أبوعبداللهعليه‌السلام » بدل « عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : قال ». وفي « بر » : + « أبوعبداللهعليه‌السلام ». وفي الوسائل : - « قال ».

(٥). كذا ، والظاهر : « منها ».

(٦). في « ج ، د ، ص ، ه‍ » والوافي والوسائل : « لاتجد ».

(٧). في « ص ، بف » : « على ».

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٨ ، ح ٢٠٠٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٣٧ ، ح ٢٠٣٧٢.

(٩). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق. والضمائر الموجودة في صدر أسناد الأحاديث ، ٦ إلى ١٢ كلّها راجعة إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(١٠). في « ب ، ه‍ ، بر » وحاشية « د » والوافي : « أصحابه ».

٢٧٠

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « احْمِلْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ لَمْ يَحْمِلْكَ(١) غَيْرُكَ ».(٢)

٣٠٢٦/ ٦. عَنْهُ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٣) لِرَجُلٍ : « إِنَّكَ قَدْ جُعِلْتَ طَبِيبَ نَفْسِكَ ، وَبُيِّنَ لَكَ الدَّاءُ(٤) ، وَعُرِّفْتَ آيَةَ الصِّحَّةِ ، وَدُلِلْتَ عَلَى الدَّوَاءِ ؛ فَانْظُرْ كَيْفَ قِيَامُكَ عَلى نَفْسِكَ ».(٥)

٣٠٢٧/ ٧. عَنْهُ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام لِرَجُلٍ : « اجْعَلْ قَلْبَكَ قَرِيناً(٦) بَرّاً ، أَوْ(٧) وَلَداً وَاصِلاً(٨) ، وَاجْعَلْ عَمَلَكَ(٩) وَالِداً(١٠) تَتَّبِعُهُ ، وَاجْعَلْ نَفْسَكَ عَدُوّاً(١١) تُجَاهِدُهَا(١٢) ، وَاجْعَلْ مَالَكَ عَارِيَةً تَرُدُّهَا(١٣) ».(١٤)

__________________

(١). في « ز » : « لم تحمل ».

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٣ ، ح ١٩٩٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٦١ ، ح ٢٠٢٠٩.

(٣). في « ب » : - « احمل » في الحديث السابق إلى « عليه ‌السلام » في هذا الحديث.

(٤). في « د » : « الدواء ».

(٥).تحف العقول ، ص ٣٠٥ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، ضمن وصيّته لعبدالله بن جندب ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٤ ، ح ١٩٩٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٦١ ، ح ٢٠٢١٠.

(٦). في « ه‍ » : « قريباً ».

(٧). في « ب ، ز ، ص ، ه‍ » والوسائل : « و ».

(٨). فيشرح المازندراني ، ومرآة العقول : « القرين البارّ : المصاحب المشفق ، وهو الذي يهديك إلى ما ينفعك ويمنعك عمّا يضرّك. والولد الواصل ، هو الذي لايفعل ما يؤذيك أصلاً ، أو الذي ينفعك في دنياك وآخرتك. فشبّه القلب - أعني العقل - بهما للمشاركة بينه وبينهما في هذا المعنى ».

(٩). في « بف » وحاشية « بر » والوافي والوسائل : « علمك ». وقال فيمرآة العقول : « ولعلّه أنسب ».

(١٠). في « ص » : « ولداً ».

(١١). في « ه‍ » : « عدوّك ».

(١٢). في الوسائل : « تجاهده ».

(١٣). في « ز » : « تردّ ».

(١٤).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ، ح ٥٨٩٢ ، بإسناده عن ابن مسكان ، عن عبدالله بن أبي يعفور ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٣٠٣ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، ضمن وصيّته لعبدالله بن جندب ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٤ ، ح ١٩٩٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٦٢ ، ح ٢٠٢١١.

٢٧١

٣٠٢٨/ ٨. وَ(١) عَنْهُ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « اقْصُرْ(٢) نَفْسَكَ عَمَّا يَضُرُّهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُفَارِقَكَ(٣) ، وَاسْعَ فِي فَكَاكِهَا كَمَا تَسْعى فِي طَلَبِ مَعِيشَتِكَ ؛ فَإِنَّ نَفْسَكَ رَهِينَةٌ(٤) بِعَمَلِكَ(٥) ».(٦)

٣٠٢٩/ ٩. عَنْهُ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « كَمْ مِنْ(٧) طَالِبٍ لِلدُّنْيَا(٨) لَمْ يُدْرِكْهَا(٩) ، وَمُدْرِكٍ لَهَا قَدْ فَارَقَهَا ؛ فَلَا يَشْغَلَنَّكَ(١٠) طَلَبُهَا عَنْ عَمَلِكَ ، وَالْتَمِسْهَا مِنْ مُعْطِيهَا وَمَالِكِهَا ، فَكَمْ(١١) مِنْ حَرِيصٍ عَلَى الدُّنْيَا قَدْ صَرَعَتْهُ ، وَاشْتَغَلَ بِمَا أَدْرَكَ مِنْهَا عَنْ طَلَبِ آخِرَتِهِ حَتّى فَنِيَ(١٢) عُمُرُهُ ، وَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ».(١٣)

* وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « الْمَسْجُونُ مَنْ سَجَنَتْهُ دُنْيَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ ».(١٤)

٣٠٣٠/ ١٠. وَعَنْهُ رَفَعَهُ :

__________________

(١). في « ج ، د ، بف » : - « و ».

(٢). في « ز » : « واقتصر ». وفيمرآة العقول : « أقصر ، على بناء الإفعال ».

(٣). في « ج ، ص ، ه‍ » : « يفارقك ». وفي « ز » : « يفارق ». والنفس ممّا يذكّر ويؤنّث.

(٤). « الرهن » : ما يوضع وثيقة للدَّين. وقيل في قوله :( كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) [ المدّثّر (٧٤) : ٣٨ ]. إنّه فعيل بمعنى فاعل ، أي ثابتة مقيمة. وقيل : بمعنى مفعول ، أي كلّ نفس مقامة في جزاء ما قدّم من عمله. ولمـّا كان الرهن يتصوّر منه حبسه استعير ذلك للمحتبس.المفردات للراغب ، ص ٣٦٨ ( رهن ).

(٥). في « بر » : « لعملك ». وفي « بف » : « بعلمك ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٥ ، ح ٢٠٠٠ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٧ ، ح ٢٠٥٦٠.

(٧). في « ب » : - « من ».

(٨). في « ج ، بف » : « الدنيا ».

(٩). في « ه‍ ، بس » والوافي : « لايدركها ».

(١٠). في « بر » : « فلا يشغلك ».

(١١). في « ز » : « وكم ».

(١٢). في « بر » والوافي : « ففني » بدل « حتّى فني ».

(١٣).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٥ ، ح ٢٠٠١.

(١٤).المحاسن ، ص ٢٩٩ ، كتاب العلل ، ح ٣ ، عن أبيه ، رفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٥ ، ح ٢٠٠١.

٢٧٢

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ(١) : « إِذَا أَتَتْ عَلَى الرَّجُلِ(٢) أَرْبَعُونَ سَنَةً ، قِيلَ لَهُ : خُذْ حِذْرَكَ ، فَإِنَّكَ غَيْرُ مَعْذُورٍ ، وَلَيْسَ ابْنُ الْأَرْبَعِينَ بِأَحَقَّ(٣) بِالْحِذْرِ(٤) مِنِ ابْنِ الْعِشْرِينَ ، فَإِنَّ الَّذِي يَطْلُبُهُمَا وَاحِدٌ وَلَيْسَ بِرَاقِدٍ(٥) ، فَاعْمَلْ لِمَا أَمَامَكَ مِنَ الْهَوْلِ(٦) ، وَدَعْ عَنْكَ فُضُولَ الْقَوْلِ ».(٧)

٣٠٣١/ ١١. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ حَسَّانَ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « خُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسِكَ(٨) ، خُذْ مِنْهَا فِي الصِّحَّةِ(٩) قَبْلَ السُّقْمِ ، وَفِي الْقُوَّةِ قَبْلَ الضَّعْفِ ، وَفِي الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَمَاتِ ».(١٠)

٣٠٣٢/ ١٢. عَنْهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ النَّهَارَ إِذَا جَاءَ قَالَ : يَا ابْنَ آدَمَ ، اعْمَلْ فِي يَوْمِكَ هذَا خَيْراً ؛ أَشْهَدْ لَكَ بِهِ عِنْدَ رَبِّكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ فَإِنِّي(١١) لَمْ آتِكَ فِيمَا مَضى ، وَلَاآتِيكَ فِيمَا بَقِيَ ، وَإِذَا(١٢) جَاءَ اللَّيْلُ قَالَ مِثْلَ ذلِكَ ».(١٣)

٣٠٣٣/ ١٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ‌

__________________

(١). في الوسائل : - « قال ».

(٢). في « ز » : « رجل ».

(٣). في « ص ، ه‍ » والوافي والوسائل : « أحقّ ».

(٤). في « ب » : « من الحذر ».

(٥). « الراقد » ، من الرقود ، وهو النوم ، والمراد هنا الغفلة ، أي الغافل. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٧٦ ؛لسان‌العرب ، ج ٣ ، ص ١٨٣ ( رقد ).

(٦). « الهَول » : المخافة من أمرٍ لاتدري على ما تهجم عليه منه ، كهَول الليل ، وهول البحر.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٩٠٨ ( هول ).

(٧).الخصال ، ص ٥٤٥ ، أبواب الأربعين ومافوقه ، ح ٢٤ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّلهالوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٥ ، ح ٢٠٠٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٠١ ، ح ٢١٠٨٨.

(٨). في الوسائل : - « من نفسك ».

(٩). في «ز»:«من صحّتها» بدل « منها في الصحّة ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٦ ، ح ٢٠٠٤ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٠١ ، ح ٢١٠٨٩.

(١١). في « ه‍ ، بر » والوافي : « فإننّي ».

(١٢). في الوسائل : « فإذا ».

(١٣).الوافي ، ج ٤ ، ص ٣١٦ ، ح ٢٠٠٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٩٣ ، ح ٢١٠٧٠ ؛البحار ، ج ٧ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٢.

٢٧٣

شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوْصِنِي بِوَجْهٍ(١) مِنْ وُجُوهِ الْبِرِّ(٢) أَنْجُو بِهِ(٣) .

قَالَ(٤) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « أَيُّهَا السَّائِلُ ، اسْتَمِعْ(٥) ، ثُمَّ اسْتَفْهِمْ(٦) ، ثُمَّ اسْتَيْقِنْ ، ثُمَّ اسْتَعْمِلْ ؛ وَاعْلَمْ(٧) أَنَّ النَّاسَ ثَلَاثَةٌ : زَاهِدٌ ، وَصَابِرٌ ، وَرَاغِبٌ.

فَأَمَّا الزَّاهِدُ ، فَقَدْ خَرَجَتِ الْأَحْزَانُ وَالْأَفْرَاحُ(٨) مِنْ قَلْبِهِ ، فَلَا يَفْرَحُ بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلَايَأْسى(٩) عَلى شَيْ‌ءٍ مِنْهَا فَاتَهُ(١٠) ؛ فَهُوَ مُسْتَرِيحٌ.

وَأَمَّا الصَّابِرُ ، فَإِنَّهُ(١١) يَتَمَنَّاهَا بِقَلْبِهِ ، فَإِذَا نَالَ مِنْهَا أَلْجَمَ(١٢) نَفْسَهُ عَنْهَا(١٣) لِسُوءِ عَاقِبَتِهَا وَشَنَآنِهَا(١٤) ، لَوِ(١٥) اطَّلَعْتَ عَلى قَلْبِهِ ، عَجِبْتَ مِنْ عِفَّتِهِ(١٦) وَتَوَاضُعِهِ‌

__________________

(١). في « ز » : « بوجوه ».

(٢). في « ه‍ ، بر ، بف » والوافي : « الخير ». و « البرّ » : اسم جامع للخير كلّه.مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢١٨ ( برر ).

(٣). في « ه‍ ، بر ، بف » والوافي : « أنج به ». والجملة صفة لـ « وجه ». ويمكن أن يكون جواباً للأمر.

(٤). في « ه‍ ، بر » والوافي : « فقال ».

(٥). في « ه‍ ، بر » : « اسمع ». وفي حاشية « بر » : « تسمع ». وفي الوافي : « افهم ». وفيمرآة العقول : « الاُمور مترتّبة ، فإنّ العمل موقوف على اليقين ، واليقين موقوف على الفهم ، والفهم موقوف على الاستماع عن أهل العلم ».

(٦). في « ز » : « استفتهم ».

(٧). في « بس » : « واعمل ».

(٨). في مرآة العقول : « الأفراح والأحزان ».

(٩). في « ص » : « ولاييأس ». و « الأسي » : الحزن. وحقيقته : إتباع الفائت بالغمّ. يقال : أسيت عليه ، وأسيت له.المفردات للراغب ، ص ٧٧ ( أسا ). (١٠). في « ب » : « فاته منها ».

(١١). في « ج » : + « هو ».

(١٢). ألجمه عن حاجته : كفّه.أساس البلاغة ، ص ٤٤٠ ( لجم ).

(١٣). في « ز » : - « عنها ».

(١٤). في « ب ، ه‍ » : « شنآتها ». وفي « ز » : « شتاتها ». وفي الوافي ومرآة العقول : « شناءتها ». وشَنِئ يَشْنَأ شَنْأةً وشنآناً ، أي أبغض. وشنِئتُه : تقذّرتُه بغضاً له.ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٩٤٥ ؛المفردات للراغب ، ص ٤٦٥ ( شنأ ).

(١٥) في « ج ، ز ، ص ، ه‍ ، بر ، بف » : « ولو ».

( ١٦ ) « العفاف » و « التعفّف » : كفّ النفس عن المحرّمات والسؤال من الناس. وقيل : الاستعفاف : الصبر =

٢٧٤

وَحَزْمِهِ(١) .

وَأَمَّا الرَّاغِبُ ، فَلَا يُبَالِي مِنْ أَيْنَ جَاءَتْهُ الدُّنْيَا ، مِنْ حِلِّهَا أَوْ مِنْ(٢) حَرَامِهَا ، وَلَايُبَالِي مَا دَنَّسَ فِيهَا عِرْضَهُ ، وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ ، وَأَذْهَبَ مُرُوءَتَهُ ؛ فَهُمْ فِي غَمْرَةٍ(٣) يَضْطَرِبُونَ(٤) ».(٥)

٣٠٣٤/ ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى(٦) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : لَايَصْغَرُ(٧) مَا يَنْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَايَصْغَرُ(٨) مَا يَضُرُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَكُونُوا(٩) فِيمَا أَخْبَرَكُمُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - كَمَنْ عَايَنَ ».(١٠)

٣٠٣٥/ ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ‌

__________________

= والنزاهة عن الشي‌ء. يقال : عفّ يَعِفّ عِفَّة ، فهو عفيف.مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ١٠٢ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٦٤ ( عفف ).

(١). « الحزم » : ضبط الرجل أمره ، والحذر من فواته ، من قولهم : حزمت الشي‌ءَ ، أي شدَدته.النهاية ، ج ١ ، ص ٣٧٩ ( حزم ). (٢). في « ب ، ج ، بر ، بف » : - « من ».

(٣). في « د ، ه‍ ، بر » والوافي : « غمرتهم ». وفي « ه‍ ، بر » : + « يعمهون ». وفي الوافي : « الغمرة : الشدّة والزحمة من الناس. والغَمِر : من لم يجرّب الاُمور ». وفيمرآة العقول : « الغمرة : الزحمة والشدّة والانهماك في الباطل ، ومعظم البحر. وكأنّهعليه‌السلام شبّهه بمن غرق في البحر يضطرب ولايمكنه الخروج منه ». وفيالنهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨٤ ( غمر ) : « الغمرة : الماء الكثير ».

(٤). في « ب » : « يضطرخون ». وفي « د ، بف » وحاشية « ج ، ز » : « يعمهون ».

(٥).الأمالي للصدوق ، ص ٣٤٣ ، المجلس ٥٥ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛والتوحيد ، ص ٣٠٧ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛والاختصاص ، ص ٢٣٧ ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر ، من قوله : « واعلم أنّ الناس ثلاثة » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨٨ ، ح ٢١٦٩.

(٦). في « ه‍ » : - « بن يحيى ».

(٧). في « ب ، ز ، ص ، بر » : « لايصغّر ». وفي « ه‍ » : « لاتصغّر ».

(٨). في «ه‍ » : «لاتصغّر».وفي «بر» : « لايصغّر ».

(٩). في « ه‍ ، بر » : « وكونوا ».

(١٠).المحاسن ، ص ٢٤٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٥٧ ، عن أبيه ، عن ابن سنان ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٩ ، ح ٣٤٩١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣١١ ، ح ٢٠٦٠٧.

٢٧٥

مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنْ قَدَرْتَ أَنْ لَاتُعْرَفَ فَافْعَلْ ، وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يُثْنِيَ عَلَيْكَ النَّاسُ(١) ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مَذْمُوماً عِنْدَ النَّاسِ إِذَا كُنْتَ مَحْمُوداً عِنْدَ اللهِ ».

ثُمَّ قَالَ : « قَالَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام : لَاخَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ : رَجُلٍ يَزْدَادُ(٢) كُلَّ يَوْمٍ خَيْراً ، وَرَجُلٍ يَتَدَارَكُ(٣) سَيِّئَتَهُ(٤) بِالتَّوْبَةِ ، وَأَنّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ! وَاللهِ ، لَوْ سَجَدَ حَتّى يَنْقَطِعَ(٥) عُنُقُهُ مَا قَبِلَ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - مِنْهُ إِلَّا بِوَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِعليهم‌السلام . أَلَا وَ(٦) مَنْ(٧) عَرَفَ حَقَّنَا ، وَرَجَا الثَّوَابَ فِينَا ، وَرَضِيَ بِقُوتِهِ(٨) - نِصْفِ(٩) مُدٍّ(١٠) فِي كُلِّ يَوْمٍ - وَمَا سَتَرَ عَوْرَتَهُ ، وَمَا أَكَنَّ(١١) رَأْسَهُ ، وَهُمْ وَاللهِ فِي ذلِكَ(١٢) خَائِفُونَ وَجِلُونَ ، وَدُّوا أَنَّهُ حَظُّهُمْ مِنَ الدُّنْيَا ، وَكَذلِكَ وَصَفَهُمُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فَقَالَ(١٣) :( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ ) »(١٤) .

ثُمَّ قَالَ : « مَا الَّذِي آتَوْا؟ آتَوْا وَاللهِ مَعَ الطَّاعَةِ الْمَحَبَّةَ(١٥) وَالْوَلَايَةَ ، وَهُمْ‌

__________________

(١). في الوسائل : - « وما عليك ألّايثني عليك الناس ».

(٢). في الوسائل : + « في ».

(٣). في « ه‍ » : « يُتدارك » على بناء المفعول.

(٤). هكذا في « ب ، ج ، ز ، ه‍ ، بر ، بف » وحاشية « د » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « منيّته ».

(٥). في « ه‍ » : « تنقطع ». والعنق قد يؤنّث.

(٦). في « ه‍ » : « وإلّا » بدل « ألا و ».

(٧). فيمرآة العقول : « كأنّ خبر الموصول مقدّر. وقيل : استفهام للتقليل ».

(٨). « القوت » : ما يمسك الرمق من الرزق.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٥٣٨ ( قوت ).

(٩). فيمرآة العقول : « نصف ، مجرور بالبدليّة لـ « قوته ». أو منصوب بالحاليّة. أو تميز ، مثل قولهم : رضيت بالله ربّاً ».

(١٠). « المدّ » : كيل ، وهو رِطْلٌ وثلث عند أهل الحجاز ، فهو رُبع صاع ، لأنّ الصاع خمسة أرطال وثلث. والمدّ رطلان عند أهل العراق. والجمع : أمداد ومِداد.المصباح المنير ، ص ٥٦٦ ( مدد ).

(١١). « الكِنّ » : كلّ شي‌ء وقى شيئاً ، فهو كِنّه وكِنانه.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٦٠١ ( كنّ ).

(١٢). في « ب » : « في ذلك والله ».

(١٣). في « ز » : + « والله ».

(١٤). المؤمنون (٢٣) : ٦٠.

(١٥) في «ج ،د ،ص ،ه‍ ،بف »: «الطاعة مع المحبّة».

٢٧٦

فِي(١) ذلِكَ خَائِفُونَ ، لَيْسَ خَوْفُهُمْ خَوْفَ شَكٍّ ، وَلكِنَّهُمْ خَافُوا(٢) أَنْ يَكُونُوا مُقَصِّرِينَ فِي مَحَبَّتِنَا(٣) وَطَاعَتِنَا(٤) ».(٥)

٣٠٣٦/ ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ(٦) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ(٧) :

دَخَلَ قَوْمٌ فَوَعَظَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ عَايَنَ الْجَنَّةَ وَمَا فِيهَا ، وَعَايَنَ النَّارَ وَمَا فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ بِالْكِتَابِ(٨) ».(٩)

٣٠٣٧/ ١٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(١٠) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى،

__________________

(١). في « د ، ه‍ » وحاشية « ص ، بر » : « مع ».

(٢). في « ز » : « خائفون ».

(٣). في « د » : + « وولايتنا ».

(٤). في « ه‍ ، بر ، بف » وحاشية « ز » : « ولايتنا ». وفي الوافي : - « ألا ومن - إلى - طاعتنا ».

(٥).الكافي ، كتاب الروضة ، صدر ح ١٤٩١٣ ، مع اختلاف يسير.تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٤٢ ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، ذيل الحديث ، إلى قوله : « وهم في ذلك والله خائفون وجلون ».المحاسن ، ص ٢٢٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٤٢ ، عن القاسم ، عن المنقري.الخصال ، ص ٤١ ، باب الاثنين ، ح ٢٩ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الأصبهاني ، وفيهما من قوله : « قال : قال أبي عليّ بن أبي طالب » إلى قوله : « إلّا بولايتنا أهل البيت ».الأمالي للصدوق ، ص ٦٦٦ ، المجلس ٩٥ ، ح ٢ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الأصبهاني ، إلى قوله : « إلّا بولايتنا أهل البيت » مع زيادة في أوّله.تحف العقول ، ص ٣٥٦ ، ضمن الحديث ، إلى قوله : « يتدارك منيّته بالتوبة » وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٩٥ ، ح ٣٦٣٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٩٣ ، ح ٢١٠٧١ ، إلى قوله : « يتدارك منيّة بالتوبة ». (٦). في « د ، ه‍ ، بف ، جر » : « الحسن بن محبوب ».

(٧). فيشرح المازندراني : « الواعظ غير معلوم » ، وفيمرآة العقول : « هو - أي الحَكَم - غير مذكور في كتب الرجال ، وإبراهيم الراوي عنه من أصحاب الصادقعليه‌السلام والكاظمعليه‌السلام ، فالمرويّ عنه في الخبر يحتمل الصادق والباقرعليهما‌السلام ، واحتمال الكاظمعليه‌السلام بعيد ».

(٨). فيمرآة العقول : « المعنى أنّ في القرآن المجيد أحوال الجنّة ودرجاتها وما فيها ، وأوصاف النار ودركاتها وما فيها ، والله سبحانه أصدق الصادقين ؛ فمن صدّق بالكتاب كان كمن عاينهما وما فيهما ، ومن عاينهما ترك المعصية قطعاً ، فمن ادّعى التصديق بالكتاب وعصى ربّه فهو كاذب في دعواه ، وتصديقه ليس في درجة اليقين ».

(٩).الوافي ، ج ٤ ، ص ١٧٩ ، ح ١٧٨٩.

(١٠). في الوسائل : أحمد بن محمّد بن عيسى » بدل « أحمد بن محمّد بن خالد ».

٢٧٧

عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام يَقُولُ : « لَا تَسْتَكْثِرُوا كَثِيرَ الْخَيْرِ وَتَسْتَقِلُّوا(١) قَلِيلَ الذُّنُوبِ(٢) ، فَإِنَّ قَلِيلَ الذُّنُوبِ(٣) يَجْتَمِعُ(٤) حَتّى يَصِيرَ(٥) كَثِيراً ؛ وَخَافُوا اللهَ فِي السِّرِّ(٦) حَتّى تُعْطُوا مِنْ أَنْفُسِكُمُ النَّصَفَ(٧) ، وَسَارِعُوا إِلى طَاعَةِ اللهِ ، وَاصْدُقُوا الْحَدِيثَ ، وَأَدُّوا الْأَمَانَةَ ، فَإِنَّمَا ذلِكَ لَكُمْ(٨) ؛ وَلَاتَدْخُلُوا فِيمَا لَايَحِلُّ لَكُمْ ، فَإِنَّمَا ذلِكَ عَلَيْكُمْ ».(٩)

٣٠٣٨/ ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَا أَحْسَنَ الْحَسَنَاتِ بَعْدَ السَّيِّئَاتِ! وَمَا(١٠) أَقْبَحَ السَّيِّئَاتِ بَعْدَ الْحَسَنَاتِ! ».(١١)

٣٠٣٩/ ١٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ(١٢) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

__________________

(١). في شرح المازندراني والوسائل والبحار والكافي ، ح ٢٤٦٨ والزهد والأمالي : « ولاتستقلّوا ».

(٢). في « ب » : « الذنب ».

(٣). في « ه‍ » : « الذنب ».

(٤). في « ز ، بر » : « يجمع ».

(٥). في « بس » والوافي والوسائل ، ح ٢٠٦٠٤ والبحار والكافي ، ح ٢٤٦٨ والأمالي : « حتّى يكون ».

(٦). في الزهد : + « والعلانيّة ».

(٧). « النَصَف » و « النَّصَفَة » : اسم الإنصاف. وتفسيره : أن تعطيه من نفسك النِّصْف ، أي تعطي من نفسك ما يستحقّ‌ من الحقّ كما تأخذه.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٩٩ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٤٠ ( نصف ).

(٨). في الزهد : + « ولاتظلموا ».

(٩).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب استصغار الذنب ، ح ٢٤٦٨ ، إلى قوله : « « حتّى تعطوا من أنفسكم النصف ».الزهد ، ص ٧٧ ، ح ٣٣ ، عن عثمان بن عيسى ؛الأمالي للمفيد ، ص ١٥٧ ، المجلس ١٩ ، ح ٨ ، بسنده عن عثمان بن عيسىالوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٠٩ ، ح ٣٤٩٢ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح ٢٢٩ ، إلى قوله : « تستقلّوا قليل الذنوب » ؛ وج ١٥ ، ص ٣١٠ ، ح ٢٠٦٠٤ ؛البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٤٦ ، ح ٣٠ ، وفي الأخيرين إلى قوله : « حتّى تعطوا من أنفسكم النصف ».

(١٠). في « ب » : - « ما ».

(١١).الأمالي للصدوق ، ص ٢٥٣ ، المجلس ٤٤ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ٥ ، ص ١١٠٢ ، ح ٣٦٤٩. (١٢). في « بس » : « أحمد بن محمّد أبي عبدالله ».

٢٧٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّكُمْ فِي آجَالٍ مَقْبُوضَةٍ(١) ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ ، وَالْمَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً ؛ مَنْ(٢) يَزْرَعْ خَيْراً يَحْصُدْ غِبْطَةً(٣) ، وَمَنْ يَزْرَعْ شَرّاً يَحْصِدْ نَدَامَةً ، وَلِكُلِّ زَارِعٍ(٤) مَا زَرَعَ ، وَ(٥) لَايَسْبِقُ(٦) الْبَطِي‌ءَ مِنْكُمْ حَظُّهُ ، وَلَايُدْرِكُ حَرِيصٌ(٧) مَا لَمْ يُقَدَّرْ لَهُ ، مَنْ أُعْطِيَ خَيْراً فَاللهُ أَعْطَاهُ ، وَمَنْ وُقِيَ شَرّاً فَاللهُ وَقَاهُ ».(٨)

٣٠٤٠/ ٢٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدٍ بنِ أحْمَدَ(٩) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ وَاصِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَبِي ذَرٍّ(١٠) ، فَقَالَ(١١) : يَا أَبَا ذَرٍّ ، مَا لَنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ؟

__________________

(١). في « ه‍ ، بر » والوافي : « منقوصة ».

(٢). في « ه‍ ، بر » والوافي : « ومن ».

(٣). أي فرحاً وسروراً. و « الغبطة » : حسن الحال. وهي اسم من غَبَطتُه أغبِطه غبطاً : إذا تمنّيت مثل ماله من غير أن تريد زوالَه منه.مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٢٦٢ ( غبط ).

(٤). في حاشية « بر » : « زرّاع ».

(٥). في « ج ، ه‍ ، بر » ومرآة العقول : - « و ».

(٦). فيمرآة العقول ، ج ١١ ، ص ٣٧٢ : « الفعل على بناء الفاعل ، و « حظّه » مرفوع بالفاعليّة ، و «البطي‌ء» منصوب بالمفعوليّة ، أي لايصير بطؤه سبباً لأن يفوته حظّه ، أي ما قدّر له من الرزق. وأقول : يمكن أن يقرأ على بناء المفعول ، فالبطي‌ء مرفوع و « حظّه » منصوب بنزع الخافض ، أي لايسبقه غيره إلى حظّه ولايدرك حريص ما لم يقدّر له ، وما يتوهّم أنّه زاد بسعيه باطل ». (٧). في « بر ، بف » : « الحريص ».

(٨).الأمالي للطوسي ، ص ٥٢٧ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، خطاباً لأبي ذرّ.وفيه ، ص ٤٧٣ ، المجلس ١٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن عليّعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « من يزرع شرّاً يحصد ندامة » مع زيادة في أوّله ، وفيهما مع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٤٨٩ ، عن العسكريعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٥٤١٤.

(٩). هكذا في « ج ، د ، ه‍ ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ز » والبحار. وفي « ب ، ز ، جر » والمطبوع : « أحمد بن محمّد ». والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ محمّد بن أحمد - وهو محمّد بن أحمد بن يحيى - كثير الإرسال ، بخلاف أحمد بن محمّد - وهو ابن عيسى -. مضافاً إلى أنّ كثرة روايات محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد يوجب تحريف « محمّد بن أحمد » بـ « أحمد بن محمّد » ، للشباهة الكثيرة بين العبارتين وتعجيل الناسخين.

(١٠). في « د ، ز ، ه‍ » والوافي : + «رحمه‌الله ». وفي « بر ، بف » : + « رحمة الله عليه ».

(١١). في « ص ، ه‍ » : + « له ».

٢٧٩

فَقَالَ : لِأَنَّكُمْ عَمَرْتُمُ(١) الدُّنْيَا ، وَأَخْرَبْتُمُ الْآخِرَةَ ، فَتَكْرَهُونَ أَنْ تُنْقَلُوا(٢) مِنْ عُمْرَانٍ إِلى خَرَابٍ.

فَقَالَ لَهُ : فَكَيْفَ(٣) تَرى قُدُومَنَا عَلَى اللهِ؟

فَقَالَ : أَمَّا الْمُحْسِنُ مِنْكُمْ(٤) ، فَكَالْغَائِبِ يَقْدَمُ عَلى أَهْلِهِ ؛ وَأَمَّا الْمُسِي‌ءُ مِنْكُمْ(٥) ، فَكَالْآبِقِ(٦) يُرَدُّ(٧) عَلى مَوْلَاهُ.

قَالَ : فَكَيْفَ(٨) تَرى حَالَنَا عِنْدَ اللهِ؟

قَالَ(٩) : اعْرِضُوا أَعْمَالَكُمْ عَلَى الْكِتَابِ ؛ إِنَّ اللهَ يَقُولُ :( إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجّارَ لَفِي جَحِيمٍ ) (١٠) ».

قَالَ : « فَقَالَ الرَّجُلُ : فَأَيْنَ(١١) رَحْمَةُ اللهِ؟

قَالَ : رَحْمَةُ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ».

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « وَكَتَبَ رَجُلٌ إِلى أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ(١٢) : يَا أَبَا ذَرٍّ(١٣) ، أَطْرِفْنِي(١٤) بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الْعِلْمِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَنَّ الْعِلْمَ كَثِيرٌ ، وَلكِنْ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ(١٥) لَاتُسِي‌ءَ‌

__________________

(١). يجوز فيه التخفيف والتشديد ، كما نصّ عليه فيمرآة العقول .

(٢). في « بر » والوافي : « تنتقلوا ».

(٣). في « ب » : « كيف ».

(٤). في « ب ، ز ، ص ، ه‍ ، بف » والوافي : - « منكم ».

(٥). في الوافي : - « منكم ».

(٦). « الآبق » : الهارب. يقال : أبَق العبدُ يأبَق إباقاً : إذا هَرَب.النهاية ، ج ١ ، ص ١٥ ( أبق ).

(٧). في « ب ، ه‍ » : « يقدم ». وفي شرح المازندراني ومرآة العقول : « يرد » بالتخفيف. لكنّهما جعلا تشديد الدال - على بناء المجهول - أنسب. (٨). في « ه‍ ، بر » : « وكيف ».

(٩). في « ب ، ه‍ ، بر ، بف » والوافي : « فقال ».

(١٠). الانفطار (٨٢) : ١٣ - ١٤.

(١١). في « ز » : « أين ».

(١٢). في « ه‍ ، بر ، بف » والوافي : «رحمه‌الله ».

(١٣). في « ب ، ج ، د » : - « يا أبا ذر ».

(١٤). الشي‌ء الطريف : المستحدث المستطرف ، وهو الطريف. ولقد طَرُف يَطْرُف. والاسم : الطُرفة. وأطرفتُه‌ شيئاً : لم يملك مثله فأعجبه.ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٠٧٥ ( طرف ).

(١٥) في « ج ، بر » وشرح المازندراني والبحار : « على أن ».

٢٨٠