الفروع من الكافي الجزء ٤

الفروع من الكافي0%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 785

الفروع من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 785
المشاهدات: 231767
تحميل: 6324


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 785 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 231767 / تحميل: 6324
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سِنَانٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « تَقُولُ(١) : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَلَمْ يَسْأَلِ الْعِبَادُ مِثْلَكَ(٢) ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ(٣) نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ ، وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ ، وَمُوسى كَلِيمِكَ وَنَجِيِّكَ ، وَعِيسى كَلِمَتِكَ وَرُوحِكَ ؛ وَأَسْأَلُكَ بِصُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ، وَتَوْرَاةِ مُوسى ، وَزَبُورِ دَاوُدَ ، وَإِنْجِيلِ عِيسى ، وَقُرْآنِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَبِكُلِّ(٤) وَحْيٍ أَوْحَيْتَهُ ، وَقَضَاءٍ أَمْضَيْتَهُ ، وَحَقٍّ قَضَيْتَهُ ، وَغَنِيٍّ أَغْنَيْتَهُ ، وَضَالٍّ هَدَيْتَهُ ، وَسَائِلٍ أَعْطَيْتَهُ ؛ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى اللَّيْلِ ، فَأَظْلَمَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى النَّهَارِ ، فَاسْتَنَارَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى الْأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ ، وَدَعَمْتَ(٥) بِهِ السَّمَاوَاتِ فَاسْتَقَلَّتْ(٦) ، وَوَضَعْتَهُ عَلَى الْجِبَالِ فَرَسَتْ(٧) ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي بَثَثْتَ(٨) بِهِ الْأَرْزَاقَ ؛ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي تُحْيِي بِهِ الْمَوْتى ؛ وَأَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ ، وَمُنْتَهَى(٩) الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ ؛ أَسْأَلُكَ(١٠) أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَرْزُقَنِي(١١) حِفْظَ الْقُرْآنِ وَأَصْنَافَ الْعِلْمِ ، وَأَنْ تُثَبِّتَهَا(١٢) فِي قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي ، وَأَنْ تُخَالِطَ بِهَا(١٣) لَحْمِي وَدَمِي وَعِظَامِي‌

__________________

(١). في « ب ، بر ، بف » : « يقول ».

(٢). في « بر » : + « كرماً ».

(٣). في الوافي : - « محمّد ».

(٤). في « ج » : « كلّ ».

(٥). في حاشية « ص » : « دَمِعَت ». أي امتلأت. وفيشرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٣٨١ : « ودعمت به السماوات ، أي جعلته دعامة لها وأقمتها به ، وهي عماد البيت والخشب المنصوب للتعريش ».

(٦). استقلّت السماء : ارتفعت.الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٠٤ ( قلل ).

(٧). رسا الشي‌ء يَرسُو رَسْواً ورُسُوّاً : ثبت ، فهو راسٍ ، وجبالٌ راسِية وراسيات ورواس.المصباح المنير ، ص ٢٢٧ ( رسو ).

(٨). في « ج » : « تنبت ». وفي « ز ، بر ، بس » : « تثبت ». وفي حاشية « ج » : « تبثّ ». وفي حاشية « ص ، بر » : « تبْثَت ». ولم يوجد في كتب اللغة. وفي الوافي : « ثبتت ». (٩). في « ج » : « وبمنتهى ».

(١٠). في « ب » : - « أسألك ».

(١١). في « ز » وحاشية « ج » : « وارزقني ». وفي « بف » : « وأن يرزقني ».

(١٢). في « بس » : « وثبّتها ».

(١٣). في « ز » : « به ».

٥٤١

وَمُخِّي ، وَتَسْتَعْمِلَ(١) بِهَا لَيْلِي وَنَهَارِي بِرَحْمَتِكَ وَقُدْرَتِكَ(٢) ؛ فَإِنَّهُ لَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ إِلَّا بِكَ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ».(٣)

* قَالَ(٤) : وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ زِيَادَةُ : « وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ عِبَادُكَ الَّذِينَ اسْتَجَبْتَ لَهُمْ وَأَنْبِيَاؤُكَ ، فَغَفَرْتَ لَهُمْ وَرَحِمْتَهُمْ ؛ وَأَسْأَلُكَ(٥) بِكُلِّ اسْمٍ أَنْزَلْتَهُ(٦) فِي كُتُبِكَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي اسْتَقَرَّ بِهِ عَرْشُكَ ، وَبِاسْمِكَ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الْفَرْدِ(٧) الْوَتْرِ الْمُتَعَالِ(٨) ، الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا ، الطَّاهِرِ الطُّهْرِ(٩) ، الْمُبَارَكِ الْمُقَدَّسِ ، الْحَيِّ الْقَيُّومِ ، نُورِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ ، وَكِتَابِكَ الْمُنْزَلِ بِالْحَقِّ ، وَكَلِمَاتِكَ(١٠) التَّامَّاتِ ، وَنُورِكَ التَّامِّ ، وَبِعَظَمَتِكَ وَأَرْكَانِكَ ».(١١)

* وَقَالَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ أَرَادَ أَنْ يُوعِيَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ -

__________________

(١). في « ز » : « يستعمل » على بناء المفعول. وفي « بر ، بف » : « استعمل ».

(٢). في « ز » : « ورحمتك بقدرتك ».

(٣).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٧ ، ح ٨٩٩٣.

(٤). لم يُعلَم مرجع الضمير المستتر في « قال » بالجزم ، لكن لايبعد القول برجوعه إلى أحمد بن محمّد بن خالدالمذكور في صدر الخبر ؛ فقد وردت عبارة « قال : وفي حديث آخر » في أربعة مواضع اخرى من مجلّداتالكافي وقد تقدّم أحمد بن محمّد بن خالد بعنوانه هذا ، أو بعنوان أحمد بن أبي عبدالله ، أو أحمد بن محمّد المراد منه ابن خالد ، قبله. والمواضع الأربعة هي :الكافي ، ح ٣٧٨٤ و ١١٦٦٣ و ١٢٨٥٩ و ١٢٩٩٧.

يؤكّد ذلك ما ورد في المورد الأخير منالكافي ؛ فقد رواه الكليني ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال في حديث آخر ونفس الخبر رواه البرقي فيالمحاسن ، ص ٦٣٣ ، ح ١١٧ ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن ابن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : قال أميرالمؤمنينعليه‌السلام . ثمّ قال بعد نقل الخبر : « وفي حديث آخر ».

(٥). فيشرح المازندراني : - « أسألك ».

(٦). في حاشية « ج » : « نزل ».

(٧). في « بر » : « الصمد ».

(٨). في « ز » : « المتعالي ».

(٩). في « ز ، بس » وحاشية « ج ، بر » : « المطهّر ». وفي « بس » : + « و ». وفي « بف » وحاشية « د » : + « المطهّر ».

(١٠). في « ز » : « وبكلماتك ».

(١١).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٨ ، ح ٨٩٩٤.

٥٤٢

الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ ، فَلْيَكْتُبْ هذَا الدُّعَاءَ(١) فِي إِنَاءٍ نَظِيفٍ ، بِعَسَلٍ مَاذِيٍّ(٢) ، ثُمَّ يَغْسِلُهُ بِمَاءِ الْمَطَرِ(٣) قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ الْأَرْضَ ، وَيَشْرَبُهُ(٤) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ عَلَى الرِّيقِ ؛ فَإِنَّهُ يَحْفَظُ ذلِكَ(٥) إِنْ شَاءَ اللهُ ».(٦)

٣٤٣٧/ ٢. عَنْهُ(٧) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى :

رَفَعَهُ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أُعَلِّمُكَ دُعَاءً لَاتَنْسَى الْقُرْآنَ ، قُلْ(٨) : اللّهُمَّ ارْحَمْنِي(٩) بِتَرْكِ مَعَاصِيكَ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي ، وَارْحَمْنِي مِنْ تَكَلُّفِ مَا لَا يَعْنِينِي(١٠) ، وَارْزُقْنِي حُسْنَ الْمَنْظَرِ(١١) فِيمَا يُرْضِيكَ عَنِّي ، وَأَلْزِمْ قَلْبِي حِفْظَ كِتَابِكَ كَمَا عَلَّمْتَنِي(١٢) ، وَارْزُقْنِي أَنْ أَتْلُوَهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنِّي(١٣) ؛ اللّهُمَّ نَوِّرْ بِكِتَابِكَ بَصَرِي ، وَاشْرَحْ بِهِ صَدْرِي ، وَفَرِّحْ(١٤) بِهِ قَلْبِي ، وَأَطْلِقْ بِهِ لِسَانِي ، وَاسْتَعْمِلْ بِهِ بَدَنِي ، وَقَوِّنِي عَلى ذلِكَ ، وَأَعِنِّي عَلَيْهِ ؛ إِنَّهُ لَامُعِينَ عَلَيْهِ إِلَّا أَنْتَ ، لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ ».(١٥)

* قَالَ(١٦) : وَرَوَاهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ وَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ ، عَنْ حَفْصٍ الْأَعْوَرِ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « بر » : - « الدعاء ».

(٢). « الماذي » : العسل الأبيض.الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩١ ( مذى ).

(٣). في « بر » : « المطلق ».

(٤). في « بر ، بس » : « وتشربه ».

(٥). في « ب » : - « ذلك ».

(٦).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٩ ، ح ٨٩٩٥.

(٧). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٨). هكذا في « د ، ز ، بر » والوافي وعدّة الداعي. وفي « بف » : + « فقل ». وفي سائر النسخ والمطبوع : - « قل ».

(٩). في « ز ، بس » وحاشية « ج » : « احفظني ».

(١٠). في « ب » : « لايغنيني ».

(١١). في حاشية « ج » والوافي : « النظر ».

(١٢). في « ز » : - « كما علّمتني ».

(١٣). في « ز » : - « عنّي ».

(١٤). في « ج ، ز ، ص ، بس » والوافي : « وفرّج ».

(١٥)عدّة الداعي ، ص ٢٩٨ ، الباب ٦ ، مرسلاً عن حمّاد بن عيسى ، مع اختلاف يسير. راجع: قرب الإسناد ، ص ٥ ، ح ١٦ ؛والأمالي للمفيد ، ص ٢٤٢ ، المجلس ٢٨ ، ضمن ح ٣ ؛والأمالي للطوسي ، ص ١٥ ، المجلس ١ ، ضمن ح ١٩الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧١٧ ، ح ٨٩٩٢.

(١٦) الضمير المستتر في « قال » راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

٥٤٣

أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام .

٦٠ - بَابُ دَعَوَاتٍ مُوجَزَاتٍ لِجَمِيعِ الْحَوَائِجِ لِلدُّنْيَا (١) وَالْآخِرَةِ‌

٣٤٣٨/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قُلِ : اللّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ كَأَنِّي أَرَاكَ ، وَأَسْعِدْنِي بِتَقْوَاكَ ، وَلَاتُشْقِنِي بِنَشْطِي(٢) لِمَعَاصِيكَ(٣) ، وَخِرْ(٤) لِي فِي قَضَائِكَ ، وَبَارِكْ لِي(٥) فِي قَدَرِكَ حَتّى لَاأُحِبَّ تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ ، وَلَاتَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ ، وَاجْعَلْ غِنَايَ فِي نَفْسِي ، وَمَتِّعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي ، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَيْنِ(٦) مِنِّي(٧) ، وَانْصُرْنِي عَلى مَنْ ظَلَمَنِي ، وَأَرِنِي فِيهِ قُدْرَتَكَ يَا رَبِّ ، وَأَقِرَّ بِذلِكَ عَيْنِي ».(٨)

__________________

(١). في « ب » : « حوائج الدنيا ».

(٢). في « بر ، بف » والوافي : - « بنشطي ». ونَشِطَ الإنسان يَنْشَط نَشاطاً ، فهو نشيط : طيّب النفس للعمل ونحوه.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٩٢ ( نشط ).

(٣). في « ب » : - « لمعاصيك ». وفي « بر ، بف » وحاشية « ج » والوافي : « بمعاصيك ».

(٤). خار الله لك في الأمر : جعل الله فيه الخير.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٥٥٠ ( خير ).

(٥). في « ص » : - « لي ».

(٦). في حاشية « بس » : « الوارين ». لعلّ أصله : الوارئين ، من الوراء ، ثمّ حذفت الهمزة تخفيفاً. وفي « ز » : « من‌الوارثين » بدل « الوارثين منّي ».

(٧). فيالوافي : « يعني أبقِ سمعي وبصري صحيحَيْن سليمين إلى أن أموت ، أو أراد بقاءهما وقوّتهما عند الكبر وانحلال القوى النفسانيّة ، فيكونا وارثَي سائر القوى والباقيين بعدها ، أو أراد بالسمع وعي ما يسمع والعمل به ، وبالبصر الاعتبار بما يرى كذا قيل. أقول : قد ثبت في محلّه أنّ الإنسان ربّما يبلغ في الكمال والقرب من الله المتعال حدّاً يتصرّف بسمعه وبصره في هذا العالم بعد ما ارتحل منه وانخرط إلى الملأ الأعلى ، كما أخبر أئمّتناعليهم‌السلام عن أنفسهم بذلك ، وقد مضى الأخبار في ذلك في كتاب الحجّة. وعلى هذا فلا يبعد أن يكون المراد بالحديث طلب ذلك الكمال». وراجع :شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٣٨٧.

(٨).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٥ ، ح ٨٩٠٦.

٥٤٤

٣٤٣٩/ ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الْجَصَّاصِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « اللّهُمَّ أَعِنِّي عَلى هَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَأَخْرِجْنِي مِنَ الدُّنْيَا سَالِماً ، وَزَوِّجْنِي مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، وَاكْفِنِي مَؤُونَتِي وَمَؤُونَةَ عِيَالِي وَمَؤُونَةَ النَّاسِ ، وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ».(١)

٣٤٤٠/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قُلِ : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ(٢) خَيْرٍ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ(٣) أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ ؛ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَافِيَتَكَ فِي أُمُورِي كُلِّهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ ».(٤)

٣٤٤١/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛

وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ(٥) ، قَالَ :

كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ بَصِيرٍ(٦) يَسْأَلُهُ(٧) أَنْ يَكْتُبَ لَهُ(٨) فِي أَسْفَلِ كِتَابِهِ دُعَاءً يُعَلِّمُهُ إِيَّاهُ ، يَدْعُو‌

__________________

(١).مصباح المتهجّد ، ص ٢٧٠ ؛جمال الاسبوع ، ص ١٩٩ ، الفصل ١٥ ؛البلد الأمين ، ص ٦٩ ، وفي كلّها ورد هذا الحديث وسابقه مع عدم الفصل بينهما ، ضمن أدعية ليلة الجمعة ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٦ ، ح ٨٩٠٧. (٢). في « بس » : - « كلّ ».

(٣). في الكافي ، ح ٥١٢٩ : « شرّ ».

(٤).الكافي ، كتاب الصلاة ، باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء ، ح ٥١٢٩. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ١٠٧ ، ح ٤٠٧ ، عن الكليني ، وفيهما : « أقلّ ما يجزئك من الدعاء بعد الفريضة أن تقول : اللّهمّ ».معاني الأخبار ، ص ٣٩٤ ، ح ٤٦ ، بسند آخر ، عن الصادقعليه‌السلام .الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٢٣ ، ح ٩٤٨ ، مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام ، وفيهما : « أدنى ما يجزئك من الدعاء بعد المكتوبة أن تقول : اللّهمّ » وراجع :فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١١٥ ؛والمقنعة ، ص ١٣٩الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٦ ، ح ٨٩٠٨.

(٥). في البحار : - « جميعاً ، عن عليّ بن زياد ». والظاهر أنّ المنشأ في ذلك جواز النظر من « زياد » الأوّل إلى « زياد » الثاني المستتبع للسقط. (٦). في «بر،بف» : «نصير». وفي البحار : « نصر ».

(٧). في « ج » : « يسأل ».

(٨). في البحار : - « له ».

٥٤٥

بِهِ ، فَيُعْصَمَ بِهِ(١) مِنَ الذُّنُوبِ جَامِعاً لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَكَتَبَعليه‌السلام بِخَطِّهِ : « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ(٢) ، يَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَسَتَرَ الْقَبِيحَ ، وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ عَنِّي ، يَا كَرِيمَ الْعَفْوِ ، يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ ، يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ ، يَا(٣) بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ ، يَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوى ، وَيَا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى ، يَا كَرِيمَ الصَّفْحِ ، يَا عَظِيمَ الْمَنِّ ، يَا مُبْتَدِئَ كُلِّ نِعْمَةٍ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا ، يَا رَبَّاهْ ، يَا سَيِّدَاهْ ، يَا مَوْلَاهْ(٤) ، يَا(٥) غِيَاثَاهْ(٦) ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(٧) ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ لَا تَجْعَلَنِي فِي النَّارِ ؛ ثُمَّ تَسْأَلُ مَا بَدَا لَكَ ».(٨)

٣٤٤٢/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْبَرْقِيِّ وَأَبِي طَالِبٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « اللّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ(٩) ، وَأَنْتَ رَجَائِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ ، وَأَنْتَ لِي(١٠) فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ - يَضْعُفُ عَنْهُ الْفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ(١١) ، وَيَخْذُلُ(١٢) عَنْهُ‌

__________________

(١). في البحار : - « به ».

(٢). في البحار : - « بسم الله الرحمن الرحيم ».

(٣). في « د » وحاشية « ج » : « ويا ».

(٤). في « د » : « موالياه ». وفي « بر » : « مولاناه ». وفي « بس » وحاشية « ج » : « مولياه ». وفي البحار : « مولاياه ».

(٥). في « ب ، بس » : « ويا ».

(٦). في « بر » وحاشية « ج » والبحار : « غايتاه ».

(٧). في البحار : « أهل بيته » بدل « آل محمّد ».

(٨).فلاح السائل ، ص ١٩٦ ، الفصل ٢٠ ، بإسناده عن الكليني ، مع اختلاف. راجع :التهذيب ، ج ٣ ، ص ٨٤ ، ح ٢٤٠ ؛ والتوحيد ، ص ٢٢١ ، ح ١٤الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٦ ، ح ٨٩٠٩ ؛البحار ، ج ٨٧ ، ص ٨٠ ، ذيل ح ٣.

(٩). هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني. وفي « ب » والمطبوع : « كربة ».

(١٠). في « د ، ز » وحاشية « ج » : « وليّ ». وفي « ص ، بر ، بس ، بف » وحاشية « د » : « وليّي ». وعليها فقوله : « ثقة » خبربعد خبر ، ونصبه على الحال أو التمييز بعيد. راجع :شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٣٩٠.

(١١). « الحِيلَة » : الحِذق في تدبير الاُمور ، وهو تقليب الفِكر حتّى يهتدى إلى المقصود. وأصلها : الواو. واحتال : طلب الحيلةَ.المصباح المنير ، ص ١٥٧ ( حول ).

(١٢). في « بر » : « تخذل » الظاهر أنّه بهيئة الماضي من التفعّل. وفيشرح المازندراني : « الظاهر أنّ « يخذل » مبنيّ للمفعول ، و « عن » للتعليل.

٥٤٦

الْقَرِيبُ(١) ، وَيَشْمَتُ(٢) بِهِ الْعَدُوُّ ، وَتَعْنِينِي(٣) فِيهِ الْأُمُورُ - أَنْزَلْتُهُ(٤) بِكَ ، وَشَكَوْتُهُ إِلَيْكَ ، رَاغِباً(٥) فِيهِ(٦) عَمَّنْ سِوَاكَ ، فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفْتَهُ وَكَفَيْتَنِيهِ(٧) ، فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَاجَةٍ ، وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ ، فَلَكَ(٨) الْحَمْدُ كَثِيراً ، وَلَكَ الْمَنُّ فَاضِلاً ».(٩)

٣٤٤٣/ ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قُلِ : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَلَالِكَ وَجَمَالِكَ وَكَرَمِكَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا ».(١٠)

٣٤٤٤/ ٧. عَنْهُ(١١) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يُونُسَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي(١٢) : « أَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ : اللّهُمَّ(١٣) لَاتَجْعَلْنِي مِنَ‌

__________________

(١). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + « والبعيد ».

(٢). في « ب » : « يشمّت ». وفي « بر » : « تشمت ». إن يقرأ على بناء الماضي من التفعّل فله معنى صحيح.

(٣). في « ب ، ج » وشرح المازندراني : « تعييني » من الإعياء بمعنى الإذلال والإخضاع. وفي « ز » : « يعيني ». وفي « ص » : « يغنيني ». وفي « بف » والوافي : « يعنيني ».

(٤). قوله : « أنزلته » خبر لقوله : « كم من كرب ».

(٥). في « بر ، بف » والوافي : + « إليك ».

(٦). في « ج ، ز » : + « إليك ».

(٧). في « د ، بر » : « كفيته ».

(٨). في«بر»:«ولك».وفي الوافي : « لك » بدون الواو.

(٩).الكافي ، كتاب الدعاء ، باب دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة ، ذيل ح ٣٤٦٩ ، بسند آخر.الإقبال ، ص ١٧٩ ، الباب ٢٣ ، مرسلاً ، وفيهما مع اختلاف يسير. راجع :التهذيب ، ج ٣ ، ص ٨٢ ، ذيل ح ٢٣٩ ؛والإرشاد ، ج ٢ ، ص ٩٦ ؛والأمالي للمفيد ، ص ٢٧٣ ، المجلس ٣٢ ، ح ٤ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٣٥ ، المجلس ٢ ، ح ٥الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٧ ، ح ٨٩١٠.

(١٠).الكافي ، كتاب الدعاء ، باب القول عند الإصباح والإمساء ، ح ٣٢٩٣ ، بسند آخر عن أبان بن عثمان ، عن عيسى بن عبدالله ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّلهالوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٩ ، ح ٨٩١٣.

(١١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد المذكور في السند السابق.

(١٢). في « ب » : - « لي ».

(١٣). في «ب ،ص ،بس ،بف» والوافي : - «اللّهمّ ».

٥٤٧

الْمُعَارِينَ(١) ، وَلَاتُخْرِجْنِي مِنَ التَّقْصِيرِ ».

قَالَ : قُلْتُ : أَمَّا الْمُعَارِينَ(٢) فَقَدْ عَرَفْتُ ، فَمَا مَعْنى « لَا تُخْرِجْنِي مِنَ التَّقْصِيرِ »؟

قَالَ : « كُلُّ عَمَلٍ تَعْمَلُهُ(٣) تُرِيدُ بِهِ وَجْهَ(٤) اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فَكُنْ فِيهِ مُقَصِّراً عِنْدَ نَفْسِكَ ؛ فَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مُقَصِّرُونَ(٥) ».(٦)

٣٤٤٥/ ٨. عَنْهُ(٧) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « لَقَدْ غَفَرَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ بِكَلِمَتَيْنِ دَعَا بِهِمَا(٨) ، قَالَ : "اللّهُمَّ إِنْ تُعَذِّبْنِي فَأَهْلٌ لِذلِكَ(٩) أَنَا ، وَإِنْ تَغْفِرْ لِي فَأَهْلٌ لِذلِكَ(١٠) أَنْتَ" ؛ فَغَفَرَ اللهُ لَهُ ».(١١)

٣٤٤٦/ ٩. عَنْهُ(١٢) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ ، عَنْ عَمِّهِ :

__________________

(١). « المعارون » : هم الذين لم يستقرّ الإيمان في قلوبهم ، فكأنّه عارية عندهم يؤخذ منهم ويسلب عنهم يوماً. قاله المازندراني. وقيل غير ذلك.

(٢). في « د » وحاشية « ج » والوافي : « المعارون ». و « المعارين » على الحكاية. وفي الكافي ، ح ١٦١٩ : « وأمّا المعارون فقد عرفت أنّ الرجل يعار الدين ثمّ يخرج منه » بدل « وأمّا المعارين فقد عرفت ».

(٣). في « ز » : « تعمل ».

(٤). في « ب ، ج ، ص ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي : - « وجه ».

(٥). في شرح المازندراني : + « إلّا من عصمه الله ».

(٦).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الاعتراف بالتقصير ، ح ١٦١٩ ، بسند آخر عن الفضل بن يونس ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٠ ، ح ٨٩١٧.

(٧). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد.

(٨). فيالأمالي للطوسي : + « قيل : وما هما ».

(٩). في « ب ، ز ، بر ، بف »والأمالي للصدوق والطوسي : « ذلك ».

(١٠). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بف » والوافيوالأمالي للصدوق والطوسي : « ذلك ».

(١١).الأمالي للصدوق ، ص ٣٩٧ ، المجلس ٦٢ ، ح ٨ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٤٣٧ ، المجلس ١٥ ، ح ٣٥ ، بسندهما عن أبانالوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٩ ، ح ٨٩٣٢.

(١٢). ظاهر السياق رجوع الضمير إلى أحمد بن محمّد ، لكن لم نجد رواية أحمد بن محمّد - وهو ابن عيسى - عن يحيى بن المبارك في موضع. وماورد فيالكافي ، ح ١١٤٩٨ ، من رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، =

٥٤٨

عَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : « يَا مَنْ دَلَّنِي عَلى(١) نَفْسِهِ ، وَذَلَّلَ قَلْبِي بِتَصْدِيقِهِ ، أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ وَالْإِيمَانَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ».(٢)

٣٤٤٧/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام فِي فِنَاءِ(٣) الْكَعْبَةِ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ حَتّى جَعَلَ مَرَّةً يَتَوَكَّأُ(٤) عَلى رِجْلِهِ الْيُمْنى ، وَمَرَّةً عَلى رِجْلِهِ الْيُسْرى ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ بِصَوْتٍ كَأَنَّهُ بَاكٍ : « يَا سَيِّدِي ، تُعَذِّبُنِي وَحُبُّكَ فِي قَلْبِي؟! أَمَا وَعِزَّتِكَ ، لَئِنْ فَعَلْتَ لَتَجْمَعَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ قَوْمٍ طَالَ مَا عَادَيْتُهُمْ فِيكَ ».(٥)

٣٤٤٨/ ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ(٦) ، عَنْ بَعْضِ‌

__________________

= عن يعقوب بن يزيد ويحيى بن المبارك ، عن عبدالله بن جبلة ، مختلّ لايعتمد عليه ؛ فقد روى الخبر الشيخ الطوسي فيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ٧٧ ، ح ٣٢٨ ، عنه ( محمّد بن يعقوب ) عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن يحيى بن المبارك. والظاهر صحّة ما ورد فيالتهذيب ؛ فإنّ يعقوب بن يزيد أكثر من الرواية عن يحيى بن المبارك ، وتوسّط في بعض الأسناد بين محمّد بن أحمد [ بن يحيى ] وبين يحيى بن المبارك. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢٠ ، ص ٢٥٣ - ٢٥٤ ؛ وص ٢٨٢ - ٢٨٣.

ثمّ إنّ الظاهر من ملاحظة طبقة يحيى بن المبارك - وأنّ عمدة رواته يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم وسهل بن زياد - إمكان رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عنه ، فتأمّل.

(١). في « ص » : « عن ».

(٢).الكافي ، كتاب الدعاء ، باب دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة ، ح ٣٤٧١ ، بسند آخر عن يونس ، هكذا : « قلت للرضاعليه‌السلام : علّمني دعاء وأوجز. فقال : قل : يا من دلّني »الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٩ ، ح ٨٩١٤.

(٣). « الفِناء » : سَعَةٌ أمام البيت. وقيل : ما امتدّ من جوانبه. وجمعه : الأفنية.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤٢٠ ؛المصباح المنير ، ص ٤٨٢ ( فنى ). (٤). في الوسائل : « يتوكّأ مرّة ».

(٥).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٩ ، ح ٨٩٣٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٤٩٠ ، ح ٧١٣٨ ، إلى قوله : « ومرّة على رجله اليسرى » ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ١٠٧ ، ح ١٠٠.

(٦). في الوسائل : « محمّد بن عمر بن عبدالعزيز ». وهو سهوٌ ظاهراً ؛ فقد روى أحمد بن محمّد بن عيسى - وهوالمراد من أحمد بن محمّد في ما نحن فيه - كتاب عمر بن عبدالعزيز وتكرّرت روايته عنه في الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٨٤ ، الرقم ٧٥٤ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٥٢ ؛ وص ٦٨٩.

٥٤٩

أَصْحَابِنَا(١) ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :

إِنِّي كُنْتُ أَسْمَعُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَكْثَرَ مَا يُلِحُّ بِهِ فِي الدُّعَاءِ عَلَى اللهِ بِحَقِّ الْخَمْسَةِ يَعْنِي رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ.(٢)

٣٤٤٩/ ١٢. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيِّ ، قَالَ :

عَلَّمَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام دُعَاءً ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَدْعُوَ بِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ :

« اللّهُمَّ إِنِّي تَعَمَّدْتُ إِلَيْكَ(٣) بِحَاجَتِي ، وَأَنْزَلْتُ بِكَ الْيَوْمَ فَقْرِي وَمَسْكَنَتِي ، فَأَنَا(٤) الْيَوْمَ(٥) لِمَغْفِرَتِكَ(٦) أَرْجى مِنِّي لِعَمَلِي(٧) ، وَلَمَغْفِرَتُكَ وَرَحْمَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي ، فَتَوَلَّ قَضَاءَ كُلِّ حَاجَةٍ هِيَ لِي(٨) ، بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهَا ، وَتَيْسِيرِ(٩) ذلِكَ عَلَيْكَ(١٠) ، وَلِفَقْرِي(١١) إِلَيْكَ ؛ فَإِنِّي لَمْ أُصِبْ خَيْراً قَطُّ إِلَّا مِنْكَ(١٢) ، وَلَمْ يَصْرِفْ عَنِّي أَحَدٌ شَرّاً(١٣) قَطُّ غَيْرُكَ ، وَلَيْسَ أَرْجُو لآِخِرَتِي وَدُنْيَايَ سِوَاكَ ، وَلَالِيَوْمِ فَقْرِي وَيَوْمِ(١٤) يُفْرِدُنِي(١٥) النَّاسُ(١٦) فِي حُفْرَتِي‌

__________________

(١). في حاشية « ز » : « أصحابه ».

(٢).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٩ ، ح ٨٩١٦ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٩٧ ، ح ٨٨٤١.

(٣). في « ب » : « إليك تعمّدت ».

(٤). في « بس » : « وأنا ».

(٥). في « ب ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي : - « اليوم ».

(٦). في شرح المازندراني نقلاً عن بعض النسخ : « بمغفرتك ».

(٧). في « بس » : « بعملي ».

(٨). في « ص » : « و » بدل « هي لي ».

(٩). في « ب ، ج ، ز ، بس » وحاشية « د » : « وتيسّر ».

(١٠). في « بر » : « عندك ».

(١١). في حاشية « ج » : « وبفقري ».

(١٢). في شرح المازندراني : « إلّا منك قطّ ».

(١٣). في « بر ، بف » والوافي : « سوءاً ». وفي « بس » : « شرّ أحد ».

(١٤). في « ب ، بر » : « يوم » بدون الواو.

(١٥) في «ج»:«يفرّدني ». وفي «بس »: « تفردني ».

(١٦) في « ص » : + « إليك ».

٥٥٠

وَأُفْضِي(١) إِلَيْكَ يَا رَبِّ بِفَقْرِي(٢) ».(٣)

٣٤٥٠/ ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ(٤) بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ يَزِيدَ الصَّائِغِ(٥) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : ادْعُ اللهَ لَنَا ، فَقَالَ : « اللّهُمَّ ارْزُقْهُمْ صِدْقَ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءَ الْأَمَانَةِ ، وَالْمُحَافَظَةَ عَلَى الصَّلَوَاتِ(٦) ؛ اللّهُمَّ إِنَّهُمْ أَحَقُّ خَلْقِكَ أَنْ تَفْعَلَهُ بِهِمُ ، اللّهُمَّ وَ(٧) افْعَلْهُ بِهِمْ ».(٨)

٣٤٥١/ ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَ(٩) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - يَقُولُ :

__________________

(١). في « ز ، بر » وحاشية « ج » : « وأقضي ». وفيمرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٤٥٢ : « واُفضى إليك ، اُفيد أنّه ينبغي أن يقرأ بضمّ الهمزة وفتح الضاد ، أي يوم أفضاني الخلق إليك إلى قبري متلبّساً بالفقر والفاقة ».

(٢). في « بف » : - « بفقري ».

(٣).المقنعة ، ص ١٦١ ، مع زيادة في آخره ؛مصباح المتهجّد ، ص ٢٨٥ ؛البلد الأمين ، ص ٧١ ، وفي كلّها من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٠ ، ح ٨٩١٨.

(٤). هكذا في « ب ، بف ، جر » وحاشية « ج ، د ». وفي « ج ، د ، ز ، بر ، بس » والمطبوع : « الحسين ». والصواب ماأثبتناه ، فقد تكرّرت رواية [ محمّد ] بن أبي عمير ، عن الحسن بن عطيّة في الأسناد ، ولم تثبت روايته عن الحسين بن عطيّة ، وتقدّمت فيالكافي ، ح ٢٤٧٧ ، رواية ابن أبي عمير ، عن حسن بن عطيّة ، عن يزيد الصائغ. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٥٢٣ - ٥٢٤.

(٥). هكذا في « ج » وحاشية « د ». وفي « ب ، د ، ز ، بر ، بس ، بف ، جر » : « زيد الصائغ ». وفي المطبوع : « زيد بن الصائغ ». ويزيد الصائغ هو المذكور في كتب الرجال. راجع :رجال البرقي ، ص ١٢ ؛رجال الكشّي ، ص ٥٤٦ ، الرقم ١٠٣٣. (٦). في « ص » : « الصلاة ».

(٧). في « ب ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي : - « و ».

(٨).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦١ ، ح ٨٩١٩.

(٩). في « ب » : « وعن ». وفي السند تحويل بعطف « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه » على « عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ».

٥٥١

اللّهُمَّ مُنَّ عَلَيَّ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ ، وَالتَّفْوِيضِ إِلَيْكَ ، وَالرِّضَا بِقَدَرِكَ ، وَالتَّسْلِيمِ لِأَمْرِكَ حَتّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ ، وَلَاتَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ».(١)

٣٤٥٢/ ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ سُحَيْمٍ(٢) ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَهُ(٣) إِلَى السَّمَاءِ : « رَبِّ لَاتَكِلْنِي إِلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، لَا(٤) أَقَلَّ مِنْ ذلِكَ وَلَاأَكْثَرَ ».

قَالَ : فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ تَحَدَّرَ(٥) الدُّمُوعُ(٦) مِنْ جَوَانِبِ لِحْيَتِهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : « يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ ، إِنَّ يُونُسَ بْنَ مَتّى وَكَلَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى نَفْسِهِ أَقَلَّ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ ، فَأَحْدَثَ ذلِكَ الذَّنْبَ(٧) ».

قُلْتُ : فَبَلَغَ بِهِ كُفْراً ، أَصْلَحَكَ اللهُ؟

قَالَ : « لَا ، وَلكِنَّ الْمَوْتَ عَلى(٨) تِلْكَ الْحَالِ هَلَاكٌ ».(٩)

__________________

(١). راجع :التهذيب ، ج ٣ ، ص ٧٤ ، ح ٢٣٣ ؛والمقنعة ، ص ١٧٧الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦١ ، ح ٨٩٢٠.

(٢). هكذا في « بر ، بس ، بف » والطبعة القديمة. وفي « ب ، ج ، د ، ز ، جر » والمطبوع : « سجيم » بالجيم المعجمة. هذا ، ولم نجد في الأعلام عنوان « سجيم » ، مع الفحص الأكيد ، والمذكور في كتب الرجال والتراجم هو « سُحَيْم ». راجع :رجال الطوسي ، ص ٢٢٣ ، الرقم ٢٩٩٦. ولا حظ أيضاً :تهذيب الكمال ، ج ١٠ ، ص ٢٠٧ ، الرقم ٢١٨٤ ؛رجال الطوسي ، ص ٢٨ ، الرقم ٨٩.

(٣). في « ز » وحاشية « د ، بر » : « يديه ».

(٤). في الوافي : « ولا ».

(٥). في « بف » : « أن يحدّر ».

(٦). « تحدّر الدموع » أي تنزّل ، يقال : حَدَرَ الدمعَ فانحدر وتحدّر ، أي نزّله فتنزّل ؛ من الحُدور ، وهو ضدّ الصعود. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٣٥٣ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٧٢ ( حدر ).

(٧). في البحار ، ج ١٤ : « الظنّ ». والمراد من الذنب هنا ترك الأولى ، وهو ضلالة بالنسبة إلى الأنبياء والأوصياء وموجب لنقصان درجتهمعليهم‌السلام . راجع :شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٣٩٥.

(٨). في « ز » : « إلى ».

(٩). راجع :تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٧٤الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦١ ، ح ٨٩٢١ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٣٨٧ ، ح ٦ ؛ وج ٤٧ ، ص ٤٦ ، ح ٦٦.

٥٥٢

٣٤٥٣/ ١٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

أَتى جَبْرَئِيلُعليه‌السلام إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ لَكَ : إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْبُدَنِي يَوْماً وَلَيْلَةً حَقَّ عِبَادَتِي ، فَارْفَعْ يَدَيْكَ(٢) إِلَيَّ ، وَقُلِ :

اللّهُمَّ(٣) لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً(٤) خَالِداً مَعَ خُلُودِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَامُنْتَهى لَهُ دُونَ عِلْمِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَاأَمَدَ لَهُ دُونَ مَشِيئَتِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَاجَزَاءَ لِقَائِلِهِ إِلَّا رِضَاكَ ؛ اللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ ، وَلَكَ الْمَنُّ كُلُّهُ ، وَلَكَ الْفَخْرُ كُلُّهُ ، وَلَكَ الْبَهَاءُ(٥) كُلُّهُ ، وَلَكَ النُّورُ كُلُّهُ ، وَلَكَ الْعِزَّةُ كُلُّهَا(٦) ، وَلَكَ الْجَبَرُوتُ كُلُّهَا ، وَلَكَ الْعَظَمَةُ كُلُّهَا ، وَلَكَ الدُّنْيَا كُلُّهَا ، وَلَكَ الْآخِرَةُ كُلُّهَا ، وَلَكَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ كُلُّهُ ، وَلَكَ الْخَلْقُ كُلُّهُ ، وَبِيَدِكَ(٧) الْخَيْرُ كُلُّهُ ، وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ الْأَمْرُ(٨) كُلُّهُ ، عَلَانِيَتُهُ وَسِرُّهُ.

اللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً أَبَداً ، أَنْتَ حَسَنُ الْبَلَاءِ ، جَلِيلُ(٩) الثَّنَاءِ ، سَابِغُ النَّعْمَاءِ ، عَدْلُ الْقَضَاءِ ، جَزِيلُ(١٠) الْعَطَاءِ ، حَسَنُ الْآلَاءِ ، إِلهُ مَنْ فِي الْأَرْضِ ، وَإِلهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ(١١) .

اللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِي السَّبْعِ الشِّدَادِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الْأَرْضِ الْمِهَادِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ طَاقَةَ الْعِبَادِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ سَعَةَ الْبِلَادِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الْجِبَالِ الْأَوْتَادِ(١٢) ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذَا يَغْشى ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي النَّهَارِ إِذَا تَجَلّى ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ‌

__________________

(١). في « ج ، د ، ز ، بر ، بف » : + « يوماً ».

(٢). في « د » : « يدك ».

(٣). في « ب » : - « اللهمّ ».

(٤). في « ص ، بس ، بف » : - « حمداً ».

(٥). « البَهاء » : الحُسن والجمال. يقال : بَها يبهو - مثل علا يعلو - : إذا جَمُل ، فهو بَهِيّ ، فعيل بمعنى فاعل. وبهاء الله ‌تعالى : عظمته.المصباح المنير ، ص ٦٥ ( بهى ).

(٦). في « بر ، بف » وحاشية « ج » : « العزّ كلّه ».

(٧). في «ب»:«ولك».وفي الوافي:«بيدك» بدون الواو.

(٨). في حاشية « ص » : « الاُمور ».

(٩). في « ز » : « وجليل ». وفي الوافي : « جميل ».

(١٠). في « بس » : « جزل ».

(١١). في « ب ، ج ، ص ، بس » وشرح المازندراني : « إله في الأرض وإله في السماء ».

(١٢). في « ص » : « والأوتاد ». و « الوَتَد » : ما رُزّ في الأرض أو الحائط من خَشَب ، وجمعه : أوتاد. وأوتاد الأرض‌جبالها.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٦٧ ( وتد ).

٥٥٣

وَالْأُولى ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الْمَثَانِي(١) وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ، وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ( وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (٢) ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ( كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) (٣) ، سُبْحَانَكَ(٤) رَبَّنَا ، وَتَعَالَيْتَ وَتَبَارَكْتَ وَتَقَدَّسْتَ ، خَلَقْتَ(٥) كُلَّ شَيْ‌ءٍ بِقُدْرَتِكَ ، وَقَهَرْتَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ بِعِزَّتِكَ ، وَعَلَوْتَ فَوْقَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ بِارْتِفَاعِكَ ، وَغَلَبْتَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ بِقُوَّتِكَ(٦) ، وَابْتَدَعْتَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ بِحِكْمَتِكَ وَعِلْمِكَ ، وَبَعَثْتَ الرُّسُلَ بِكُتُبِكَ ، وَهَدَيْتَ الصَّالِحِينَ بِإِذْنِكَ ، وَأَيَّدْتَ الْمُؤْمِنِينَ بِنَصْرِكَ ، وَقَهَرْتَ الْخَلْقَ بِسُلْطَانِكَ ، لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ ، لَاشَرِيكَ لَكَ ، لَانَعْبُدُ(٧) غَيْرَكَ ، وَلَانَسْأَلُ(٨) إِلَّا إِيَّاكَ ، وَلَا نَرْغَبُ(٩) إِلَّا إِلَيْكَ ، أَنْتَ مَوْضِعُ شَكْوَانَا ، وَمُنْتَهى رَغْبَتِنَا ، وَإِلهُنَا وَمَلِيكُنَا.(١٠)

٣٤٥٤/ ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ لِي(١١) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ابْتِدَاءً مِنْهُ : « يَا مُعَاوِيَةُ ، أَمَا(١٢) عَلِمْتَ أَنَّ رَجُلاً أَتى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، فَشَكَا إلَيْهِ الْإِبْطَاءَ(١٣) فِي الْجَوَابِ فِي دُعَائِهِ ، فَقَالَ لَهُ : فأَيْنَ(١٤) أَنْتَ عَنِ(١٥) الدُّعَاءِ السَّرِيعِ الْإِجَابَةِ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ(١٦) : مَا هُوَ؟

__________________

(١). المثاني من القرآن : ما كان أقلّ من المائتين. وتسمّى فاتحة الكتاب مثاني ، لأنّها تثنّى في كلّ ركعة. ويسمّى‌جميع القرآن مثاني أيضاً ؛ لاقتران آية الرحمة بآية العذاب.الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٩٦ ( ثني ).

(٢). الزمر (٣٩) : ٦٧.

(٣). القصص (٢٨) : ٨٨.

(٤). في شرح المازندراني : « سبحان ».

(٥). في شرح المازندراني : « وخلقت ».

(٦). في شرح المازندراني : « بقدرتك ».

(٧). في « د ، بس » : « لايبعد ».

(٨). في « د ، بس » : « ولايسأل ».

(٩). في « د ، بس » : « ولايرغب ».

(١٠).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٨١ ، ح ٨٩٤٣.

(١١). في « ج ، د ، بس » : - « لي ».

(١٢). في « ب » : « ما » بدون الهمزة.

(١٣). هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « الإبطاء عليه ».

(١٤). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « أين ».

(١٥) في « ز » : « من ».

(١٦) في « ج » : + « يا أميرالمؤمنين ». وفي « بر ، بف » والوافي : + « و ».

٥٥٤

قَالَ : قُلِ : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ(١) الْأَعْظَمِ ، الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ ، الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ(٢) ، النُّورِ الْحَقِّ ، الْبُرْهَانِ الْمُبِينِ ، الَّذِي هُوَ نُورٌ مَعَ نُورٍ ، وَنُورٌ مِنْ نُورٍ ، وَنُورٌ(٣) فِي نُورٍ ، وَنُورٌ عَلى نُورٍ ، وَنُورٌ فَوْقَ كُلِّ(٤) نُورٍ(٥) ، وَنُورٌ يُضِي‌ءُ(٦) بِهِ كُلُّ ظُلْمَةٍ ، وَيُكْسَرُ(٧) بِهِ كُلُّ شِدَّةٍ ، وَكُلُّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ، وَكُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، لَاتَقِرُّ(٨) بِهِ أَرْضٌ ، وَلَاتَقُومُ(٩) بِهِ سَمَاءٌ ، وَيَأْمَنُ بِهِ كُلُّ خَائِفٍ ، وَيَبْطُلُ بِهِ سِحْرُ كُلِّ سَاحِرٍ ، وَبَغْيُ كُلِّ بَاغٍ ، وَحَسَدُ كُلِّ حَاسِدٍ ، وَيَتَصَدَّعُ لِعَظَمَتِهِ الْبَرُّ وَالْبَحْرُ ، وَيَسْتَقِلُّ(١٠) بِهِ الْفُلْكُ(١١) ، حِينَ يَتَكَلَّمُ بِهِ الْمَلَكُ ، فَلَا(١٢) يَكُونُ لِلْمَوْجِ عَلَيْهِ سَبِيلٌ ، وَهُوَ اسْمُكَ الْأَعْظَمُ(١٣) الْأَعْظَمُ ، الْأَجَلُّ الْأَجَلُّ ، النُّورُ الْأَكْبَرُ ، الَّذِي سَمَّيْتَ بِهِ(١٤) نَفْسَكَ ، وَاسْتَوَيْتَ بِهِ عَلى عَرْشِكَ ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، أَسْأَلُكَ(١٥) بِكَ وَبِهِمْ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا ».(١٦)

٣٤٥٥/ ١٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، قَالَ :

أَمْلى عَلَيَّ هذَا الدُّعَاءَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، وَهُوَ جَامِعٌ لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، تَقُولُ(١٧) بَعْدَ‌

__________________

(١). في « بس » : - « العظيم ».

(٢). في شرح المازندراني : « المكنون المخزون ».

(٣). في « ج » : - « نور ».

(٤). في « ب ، بف » : - « كلّ ».

(٥). في « بر ، بف » : + « ونور على كلّ نور ».

(٦). في « بر » : « تضي‌ء ».

(٧). في « د ، بر ، بس » : « وتكسر ».

(٨). في « ب ، ج ، بف » : « لايقرّ ». وفي « ج ، ز ، بر ، بف » وشرح المازندراني : « ولاتقرّ ».

(٩). في « ب ، ج ، بر ، بف » والوافي : « ولايقوم ».

(١٠). في « ج ، ص » : « وتستقلّ ». وفي « ز » : « ويستقبل ». وفي حاشية « بر » : « ويستقرّ ».

(١١). فيمرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٤٥٦ : « ويمكن أن يقرأ بفتحتين أيضاً. ولعلّ المراد على هذا موج الهواء. وعلى تقدير الضمّ يظهر منه أنّه تعالى وكّل ملكاً بالسفينة ».

(١٢). في « ز » : « ولا ».

(١٣). في « ز » : - « الأعظم ».

(١٤). في « بف » والوافي : « به سمّيت ».

(١٥) في « ز ، بر ، بف » والوافي : « وأسألك ».

(١٦)الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٢ ، ح ٨٩٢٢.

(١٧) في « ج ، بر » والوافي : « يقول ».

٥٥٥

حَمْدِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ :

« اللّهُمَّ أَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَلِيمُ(١) الْكَرِيمُ ؛ وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ(٢) الْمَلِكُ الْجَبَّارُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ الرَّحِيمُ الْغَفَّارُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ شَدِيدُ(٣) الْمِحَالِ(٤) ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(٥) ، وَأَنْتَ اللهُ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنِيعُ الْقَدِيرُ(٦) ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَفُورُ الشَّكُورُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَمِيدُ الْمَجِيدُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلّا أَنْتَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ(٧) ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَلِيمُ(٨) الدَّيَّانُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْجَوَادُ الْمَاجِدُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَائِبُ الشَّاهِدُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ ، وَأَنْتَ اللهُ لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عَلِيمٌ.

تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ ، وَبَسَطْتَ يَدَكَ فَأَعْطَيْتَ ؛ رَبَّنَا وَجْهُكَ أَكْرَمُ الْوُجُوهِ ، وَجِهَتُكَ خَيْرُ الْجِهَاتِ ، وَعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ الْعَطَايَا وَأَهْنَؤُهَا(٩) ، تُطَاعُ رَبَّنَا فَتَشْكُرُ ، وَتُعْصَى رَبَّنَا فَتَغْفِرُ‌

__________________

(١). في « بس » : « الحكيم ».

(٢). في « ص » : « الله ».

(٣). في « ج ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول : « الشديد ».

(٤). « المحال » ، أي الأخذ بالعقوبة. قال بعضهم : هو من قولهم : مَحَل به مَحْلاً ومحالاً : إذا أراده بسوءٍ وقيل : بل المحال من الحول والحيلة والميم فيه زائدة.المفردات للراغب ، ص ٧٦٢ ( محل ). وفيمرآة العقول : « وقيل : مفعل من الحول والحيلة ، اُعلّ على غير قياس ، ويعضده أنّه قرئ بفتح الميم من حال يحول إذا احتال ».

(٥). في « ب » : « العليم ».

(٦). في « ص » : « الكبير ».

(٧). هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بف » وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « وأنت الله لاإله إلّا أنت الغنيّ الحميد ». (٨). في « ج ، ص ، بف » والوافي : « الحكيم ».

(٩). في حاشية « ج » : « وأرضاها ».

٥٥٦

لِمَنْ شِئْتَ ، تُجِيبُ(١) الْمُضْطَرِّينَ(٢) ، وَتَكْشِفُ السُّوءَ ، وَتَقْبَلُ التَّوْبَةَ ، وَتَعْفُو عَنِ الذُّنُوبِ ، لَا تُجَازى(٣) أَيَادِيكَ(٤) ، وَلَاتُحْصى نِعَمُكَ(٥) ، وَلَايَبْلُغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قَائِلٍ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(٦) ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَرَوْحَهُمْ(٧) وَرَاحَتَهُمْ وَسُرُورَهُمْ ، وَأَذِقْنِي طَعْمَ فَرَجِهِمْ(٨) ، وَأَهْلِكْ أَعْدَاءَهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، و َ آتِنَا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذابَ النّارِ ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الَّذِينَ لَاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ يَحْزَنُونَ(٩) ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(١٠) ، وَثَبِّتْنِي بِالْقَوْلِ(١١) الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي(١٢) الْآخِرَةِ ، وَبَارِكْ لِي(١٣) فِي الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَالْمَوْقِفِ وَالنُّشُورِ وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ وَأَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَسَلِّمْنِي عَلَى الصِّرَاطِوَ أَجِزْنِي(١٤) عَلَيْهِ ، وَارْزُقْنِي عِلْماً نَافِعاً ، وَيَقِيناً صَادِقاً ، وَتُقًى وَبِرّاً ، وَوَرَعاً وَخَوْفاً مِنْكَ ، وَفَرَقاً(١٥) يُبْلِغُنِي(١٦) مِنْكَ زُلْفى(١٧) ، وَلَايُبَاعِدُنِي(١٨) عَنْكَ ، وَأَحْبِبْنِي وَلَاتُبْغِضْنِي ، وَتَوَلَّنِي‌

__________________

(١). في شرح المازندراني : « وتجيب ».

(٢). في « بس » والوافي : « المضطرّ ».

(٣). في « ج ، ص » : « لايجازى ».

(٤). « اليد » : النِّعمة والإحسان تصطنعه.الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٤٠ ( يدى ).

(٥). في « بر » : « نعمتك ».

(٦). في « ص » : - « وآل محمّد ».

(٧). فيشرح المازندراني : « الروح ، بالفتحة : الراحة. فالعطف للتفسير وقراءة الروح بالضمّ ، والتفسير بأمر النبوّة أوحكم الله تعالى وأمره أبعد ». (٨). في « بس » : « فرحهم » بالحاء المهملة.

(٩). إشارة إلى الآية ٦٢ من سورة البقرة (٢).

(١٠). إشارة إلى الآية ٤٢ من سورة النحل (١٦) والآية ٥٩ من سورة العنكبوت (٢٩).

(١١). في « بس » : « في القول ».

(١٢). في « ص » : - « في ».

(١٣). في « ز » : « لنا ».

(١٤). جاز المكان يجوزه جَوْزاً وجَوازاً وجِوازاً : سار فيه. وأجازه : قطعه ، وأجازه : أنفذه.المصباح المنير ، ص ١١٤ ( جوز ).

(١٥) في حاشية « بر » : « وقرباً ». و « الفَرَق » : الخوف والفَزَع. يقال : فَرَق يَفْرَق فَرَقاً.النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٣٨ ( فرق ).

(١٦) في « ج » : « يبلّغني » على بناء التفعيل.

(١٧) « الزُّلْفَة » و « الزُّلفى » : القربة. وأزلفه : قرّبه.المصباح المنير ، ص ٢٥٤ ( زلف ).

(١٨) في « ب » : « ولاتباعدني ».

٥٥٧

وَلَاتَخْذُلْنِي ، وَأَعْطِنِي مِنْ جَمِيعِ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، وَأَجِرْنِي مِنَ السُّوءِ كُلِّهِ بِحَذَافِيرِهِ(١) ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ».(٢)

٣٤٥٦/ ١٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَلَاتَخُصُّنِي بِدُعَاءٍ؟

قَالَ : « بَلى(٣) ؛ قُلْ : يَا وَاحِدُ(٤) ، يَا مَاجِدُ ، يَا أَحَدُ ، يَا صَمَدُ ، يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ(٥) وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ، يَا عَزِيزُ ، يَا كَرِيمُ ، يَا حَنَّانُ(٦) ، يَا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ ، يَا أَجْوَدَ مَنْ سُئِلَ ، وَيَا خَيْرَ مَنْ أَعْطى ، يَا أَللهُ ، يَا أَللهُ ، يَا أَللهُ ».

قُلْتُ : وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ.

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَقُولُ : نَعَمْ(٧) ، لَنِعْمَ(٨) الْمُجِيبُ أَنْتَ ، وَنِعْمَ الْمَدْعُوُّ(٩) ، وَنِعْمَ الْمَسْؤُولُ ، أَسْأَلُكَ(١٠) بِنُورِ وَجْهِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَجَبَرُوتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِمَلَكُوتِكَ وَدِرْعِكَ الْحَصِينَةِ ، وَبِجَمْعِكَ وَأَرْكَانِكَ كُلِّهَا ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ(١١) ، وَبِحَقِّ الْأَوْصِيَاءِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(١٢) ، وَأَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا ».(١٣)

__________________

(١). فيشرح المازندراني : « والحذافير ، بالفتح : جمع الحذافر ، بالكسر ، وهو جانب الشي‌ء وأعلاه. يقال : أعطاه بحذافيره ، أي بأسره ، أو بجوانبه ، أو بأعاليه ».

(٢).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٧٩ ، ح ٨٩٤٢.

(٣). هكذا في « ب ، ج ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف ». وفي « د » والمطبوع : + « قال ».

(٤). في « ب » : « واجد » بالجيم المعجمة.

(٥). في « ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوافي : « قل : أيا واحد ، أيا ماجد ، أيا أحد ، أيا صمد ، أيا مَنْ لم يلد ».

(٦). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + « يا منّان ».

(٧). في « ج ، بر ، بف » وشرح المازندراني : - « نعم ».

(٨). في « بر ، بف » وشرح المازندراني : « نعم ».

(٩). في « ب » : - « ونعم المدعوّ ».

(١٠). في شرح المازندراني : « وأسألك ».

(١١). في«ب»:-«كلّها،وبحقّ محمّد».

(١٢). في « ب ، بس ، بف » والوافي : « وآله ».

(١٣).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٢ ، ح ٨٩٢٣.

٥٥٨

٣٤٥٧/ ٢٠. عَنْهُ(١) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عُمَارَةَ(٢) ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي وَجَهْمِ بْنِ أَبِي جَهْمَةَ(٣) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ - رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَانَ(٤) يُعْرَفُ بِكُنْيَتِهِ - قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ ، فَقَالَ : « نَعَمْ ، قُلْ : يَا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ ، وَيَا مَنْ آمَنُ(٥) سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ عَثْرَةٍ ، وَيَا(٦) مَنْ يُعْطِي بِالْقَلِيلِ الْكَثِيرَ ، يَا(٧) مَنْ أَعْطى مَنْ سَأَلَهُ تُحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً ، يَا مَنْ أَعْطى مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَلَمْ يَعْرِفْهُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(٨) ، وَأَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِي مِنْ جَمِيعِ(٩) خَيْرِ الدُّنْيَا وَجَمِيعِ خَيْرِ الْآخِرَةِ ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ مَا أَعْطَيْتَنِي ، وَزِدْنِي(١٠) مِنْ سَعَةِ فَضْلِكَ يَا كَرِيمُ ».(١١)

٣٤٥٨/ ٢١. وَعَنْهُ(١٢) ، رَفَعَهُ إِلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : أَنَّهُ عَلَّمَ أَخَاهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَلِيٍّ هذَا الدُّعَاءَ :

« اللّهُمَّ ارْفَعْ ظَنِّي صَاعِداً(١٣) ، وَلَاتُطْمِعْ(١٤) فِيَّ(١٥) عَدُوّاً وَلَاحَاسِداً ، وَاحْفَظْنِي(١٦) قَائِماً وَقَاعِداً ، وَيَقْظَانَ(١٧) وَرَاقِداً ؛ اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ، وَاهْدِنِي سَبِيلَكَ الْأَقْوَمَ ،

__________________

(١). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٢). في « ز ، جر » : « عمّار ».

(٣). هكذا في « ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف ». وفي « ب ، جر » : « جهم بن أبي جهم ». وفي المطبوع : « جهم بن أبي‌جهيمة ». والظاهر أنّ جهماً هذا ، هو جهيم ( جهم ) بن أبي جهم ، ويقال : ابن أبي جهمة. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٣١ ، الرقم ٣٣٨ ؛رجال البرقي ، ص ٥٠ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٣٣ ، الرقم ٤٩٦٣.

(٤). في « ز » : - « كان ».

(٥). في الوافي : + « مِن ».

(٦). في « ج » : « يا » بدون الواو.

(٧). في « ص » : « ويا ».

(٨). في « بف » والوافي : « وآله ».

(٩). في « بر » : - « جميع ».

(١٠). في « بر » : « وزوّدني ».

(١١).رجال الكشّي ، ص ٣٦٩ ، ضمن ح ٦٨٩ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٣ ، ح ٨٩٢٤.

(١٢). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(١٣). في الوافي : « ساعداً ».

(١٤). في « ج » : « ولايطمع ».

(١٥) في « بر » : « بي ».

(١٦) في « بر » : « واجعلني ».

(١٧) في المطبوع وأكثر النسخ : « ويقظاناً » ، والمناسب ما اُثبت.

٥٥٩

وَقِنِي حَرَّ جَهَنَّمَ ، وَاحْطُطْ عَنِّي الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ(١) ، وَاجْعَلْنِي مِنْ خَيْرِ(٢) خِيَارِ(٣) الْعَالَمِ(٤) ».(٥)

٣٤٥٩/ ٢٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، وَ(٦) هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « ارْحَمْنِي مِمَّا(٧) لَاطَاقَةَ لِي بِهِ ، وَلَاصَبْرَ لِي عَلَيْهِ ».(٨)

٣٤٦٠/ ٢٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(٩) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَفْصٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لَهُ(١٠) : عَلِّمْنِي دُعَاءً ، فَقَالَ : « فَأَيْنَ(١١) أَنْتَ عَنْ(١٢) دُعَاءِ الْإِلْحَاحِ؟ » قَالَ : قُلْتُ : وَمَا دُعَاءُ الْإِلْحَاحِ(١٣) ؟

__________________

(١). « المغرم » : هو مصدر وضع موضع الاسم ويريد به مغرم الذنوب والمعاصي. وقيل : المغرم كالغُرْم ، وهو الدين ، ويريد به ما استدين فيما يكرهه الله ، أو فيما يجوز ، ثمّ عجز عن أدائه ، فأمّا دين احتاج إليه وهو قادر على أدائه فلا يستعاذ منه. و « المأثم » : الأمر الذي يأثم به الإنسان ، أو هو الإثم نفسه وضعاً للمصدر موضع الاسم.النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤ ، ( أثم ) ؛ وج ٣ ، ص ٣٦٣ ( غرم ).

(٢). في « د ، ز ، ص ، بر ، بف » وشرح المازندراني والوافي : - « خير ».

(٣). في « ج » : - « خيار ».

(٤). فيشرح المازندراني : « والعالم ، بفتح اللام وكسرها محتمل ».

(٥).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٣ ، ح ٨٩٢٥.

(٦). لم نجد رواية الحسين بن سعيد عن هارون بن خارجة في غير سند هذا الخبر ، بل يروي الحسين بن سعيد عن هارون في بعض الأسناد بواسطتين ، كما في الزهد ، ص ١٠٥ ، ح ٢٨٧ ؛ والكافي ، ح ٤٦٩٩ و ٧٥٥٦ و فالظاهر وقوع التحريف في السند وأنّ الصواب : « عن هارون بن خارجة ».

يؤيّد ذلك ما ورد فيالكافي ، ح ٧٧٥٤ ، من رواية الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن هارون بن خارجة. (٧). في « ز ، بس » : « ما ».

(٨).مصباح المتهجّد ، ص ٢٧٠ ؛جمال الاُسبوع ، ص ١٩٩ ، الفصل ١٥ ؛البلد الأمين ، ص ٦٩ ، وفي كلّها ورد هذا الحديث وسابقه مع عدم الفصل بينهما ، ضمن أدعية ليلة الجمعة ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٦٤ ، ح ٨٩٢٦. (٩). في«د،ص،بس،بف»:-«بن محمّد».

(١٠). في « ب » : - « له ».

(١١). في « ب » : « أين ».

(١٢). في « ص ، بر ، بف » والوافي : « من ».

(١٣). في«ز»:-«قال:قلت:وما دعاء الإلحاح».

٥٦٠