الفروع من الكافي الجزء ٤

الفروع من الكافي0%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 785

الفروع من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 785
المشاهدات: 207677
تحميل: 5198


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 785 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 207677 / تحميل: 5198
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الْأَنْبِيَاءِ وَصِدْقَهُمْ ، وَنَجَاةَ الْمُجَاهِدِينَ وَثَوَابَهُمْ ، وَشُكْرَ الْمُصْطَفَيْنَ وَنَصِيحَتَهُمْ(١) ، وَعَمَلَ الذَّاكِرِينَ وَيَقِينَهُمْ ، وَإِيمَانَ الْعُلَمَاءِ وَفِقْهَهُمْ(٢) ، وَتَعَبُّدَ الْخَاشِعِينَ وَتَوَاضُعَهُمْ ، وَحُكْمَ(٣) الْفُقَهَاءِ وَسِيرَ تَهُمْ ، وَخَشْيَةَ الْمُتَّقِينَ وَرَغْبَتَهُمْ ، وَتَصْدِيقَ الْمُؤْمِنِينَ وَتَوَكُّلَهُمْ ، وَرَجَاءَ الْمُحْسِنِينَ وَبِرَّهُمْ.

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ ثَوَابَ الشَّاكِرِينَ ، وَمَنْزِلَةَ الْمُقَرَّبِينَ ، وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّينَ.

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَوْفَ الْعَامِلِينَ(٤) لَكَ ، وَعَمَلَ الْخَائِفِينَ مِنْكَ ، وَخُشُوعَ الْعَابِدِينَ لَكَ ، وَيَقِينَ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ ، وَتَوَكُّلَ الْمُؤْمِنِينَ بِكَ.

اللّهُمَّ إِنَّكَ بِحَاجَتِي عَالِمٌ(٥) غَيْرُ مُعَلَّمٍ(٦) ، وَأَنْتَ لَهَا(٧) وَاسِعٌ غَيْرُ مُتَكَلِّفٍ ، وَأَنْتَ الَّذِي لَايُحْفِيكَ(٨) سَائِلٌ ، وَلَايَنْقُصُكَ نَائِلٌ(٩) ، وَلَايَبْلُغُ‌...................................

__________________

(١). في « بر ، بف » وحاشية « ج » : « وتصفّحهم ». والوافي : « ونصحهم ».

وفيشرح المازندراني : « وشكر المصطفين ونصيحتهم لله ولعباده. والنصح : الخلوص ، ، وهو إرادة الخير للمنصوح له ، ومعنى النصيحة له تعالى صحّة الاعتقاد في وحدانيّته وما يصحّ له ويمتنع عليه ، وإخلاص النيّة في عبادته ، والتصديق بكتابه ، والعمل به والحثّ عليه. ومعنى النصيحة لعباده هدايتهم إلى منافعهم ، وإرشادهم إلى مصالحهم ، وجذبهم عن طرق الضلالة إلى سبيل الهداية ».

(٢). في « ز » : « ورفقهم ».

(٣). في « ز » : - « حكم ».

(٤). في « ز » : « العابدين ».

(٥). في « ب » : « عليم ».

(٦). فيشرح المازندراني : « معلَّم ، مفعول من التعليم. وكونه من الإعلام محتمل ».

(٧). في « د » : - « لها ».

(٨). قال المازندراني : « أحفاه : ألحّ عليه وبرّح به في الإلحاح تبريحاً ؛ يعني أجهده وأواه. والمراد : أنّ إلحاح‌السائل لايشقّ عليك ولايجهدك ؛ لأنّه مطلوب عندك ».

وقال الفيض : « لايحفيك سائل ، بالحاء المهملة : لايستقصيك ولايفني ما عندك ».

وقال المجلسي : « لايحفيك سائل ، قيل : مشتقّ من الحفو بمعنى المنع ، أي لايمنعك كثرة سؤال السُؤّال عن العطاء. وقيل : بمعنى المبالغة في السؤال ، أي كلّما ألحّوا في السؤال لم يصلوا إلى حدّ المبالغة في السؤال بل يحسن منهم الأكثر. والأظهر أنّ المراد : لاينقص عطاياك كثرة سؤال السائلين لسعة خزائن رحمتك ، من الإحفاء بمعنى المبالغة في أخذ الشي‌ء».

(٩). « النَّوال » : العطاء ، والنائل مثله. يقال : نُلتُ له العطيّة أنول نولاً. ونُلتُه العطيّة.الصحاح ، ج ٥ ، =

٥٨١

مِدْحَتَكَ(١) قَوْلُ قَائِلٍ ، أَنْتَ كَمَا تَقُولُ ، وَفَوْقَ مَا نَقُولُ.

اللّهُمَّ اجْعَلْ لِي فَرَجاً قَرِيباً ، وَأَجْراً عَظِيماً ، وَسِتْراً جَمِيلاً.

اللّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي عَلى ظُلْمِي لِنَفْسِي وَإِسْرَافِي عَلَيْهَا لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ ضِدّاً وَلَانِدّاً(٢) ، وَلَاصَاحِبَةً وَلَاوَلَداً.

يَا مَنْ لَاتُغَلِّطُهُ الْمَسَائِلُ ، يَا(٣) مَنْ لَايَشْغَلُهُ شَيْ‌ءٌ عَنْ شَيْ‌ءٍ ، وَلَاسَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ ، وَلَابَصَرٌ عَنْ بَصَرٍ ، وَلَايُبْرِمُهُ(٤) إِلْحَاحُ(٥) الْمُلِحِّينَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي فِي سَاعَتِي هذِهِ مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ ، وَمِنْ حَيْثُ لَاأَحْتَسِبُ ، إِنَّكَ(٦) تُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ، وَإِنَّكَ(٧) عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ.

يَا(٨) مَنْ قَلَّ شُكْرِي لَهُ(٩) فَلَمْ يَحْرِمْنِي ، وَعَظُمَتْ خَطِيئَتِي فَلَمْ يَفْضَحْنِي(١٠) ، وَرَآنِي عَلَى الْمَعَاصِي فَلَمْ يَجْبَهْنِي(١١) ، وَخَلَقَنِي لِلَّذِي خَلَقَنِي لَهُ ، فَصَنَعْتُ‌

__________________

= ص ١٨٣٦ ( نول ).

(١). في « د » : « مدحك ».

(٢). « النِّدّ » : ما كان مثل الشي‌ء يضادّه في اُموره.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٧٣ ( ند ).

وفي شرح المازندراني : « الضدّ والندّ ، بالكسر فيهما : النظير والمثل. ولايبعد أن يراد بالأوّل : المثل الذي يضادّه في اُموره ويخالفه ويغلبه ، وبالآخر : المثل مطلقاً ، أو المثل المخالف الذي لايغلبه ، أو يريد من أحدهما العاقل وبالآخر غيره. والمراد بهما ما كانوا يتّخذونه آلهة من دون الله مطلقاً ».

(٣). في « بف » : « ويا ».

(٤). بَرِمتُ بكذا ، أي ضَجِرتُ منه بَرَماً ، ومنه التَّبرُّم. وأبرمني فلان إبراماً : أي أضجرني.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ١٥٧ ( برم ). (٥). في « بر » : « إبرام ».

(٦). فيشرح المازندراني : « كسر الهمزة أظهر ، وفتحها بتقدير لام التعليل جائز. وهو مع كونه ثناء له بالقدرةالظاهرة بمنزلة التعليل لما سبق ، وإظهار لتوقّع حصول المطالب معها ».

(٧). في « ب ، د ، ز ، ص ، بف » والوافي : « إنّك » بدون الواو.

(٨). في « ز » : « ويا ».

(٩). في«ب،د،ص،بس»وشرح المازندراني:-«له».

(١٠). في « ز » : « فلم تفضحني ».

(١١). « جَبَهه » : لقيه بما يكره. ولقيت منه جبهة ، أي مذلّة وأذى. وأصله من إصابة الجَبهة ؛ يقال : جَبَهْتُه : إذا أصبت ‌جَبْهَته.أساس البلاغة ، ص ٥١ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٢٣٧ ( جبه ).

٥٨٢

غَيْرَ(١) الَّذِي خَلَقَنِي لَهُ(٢) ، فَنِعْمَ الْمَوْلى أَنْتَ(٣) يَا سَيِّدِي ، وَبِئْسَ الْعَبْدُ أَنَا وَجَدْتَنِي(٤) ، وَنِعْمَ الطَّالِبُ أَنْتَ رَبِّي ، وَبِئْسَ الْمَطْلُوبُ أَنَا(٥) أَلْفَيْتَنِي ؛ عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ(٦) بَيْنَ يَدَيْكَ ، مَا شِئْتَ صَنَعْتَ بِيَ.

اللّهُمَّ هَدَأَتِ الْأَصْوَاتُ ، وَسَكَنَتِ الْحَرَكَاتُ ، وَخَلَا كُلُّ حَبِيبٍ بِحَبِيبِهِ ، وَخَلَوْتُ بِكَ ، أَنْتَ الْمَحْبُوبُ إِلَيَّ ، فَاجْعَلْ خَلْوَتِي مِنْكَ اللَّيْلَةَ الْعِتْقَ مِنَ النَّارِ.

يَا مَنْ لَيْسَتْ(٧) لِعَالِمٍ(٨) فَوْقَهُ صِفَةٌ(٩) ، يَا مَنْ لَيْسَ لِمَخْلُوقٍ(١٠) دُونَهُ مَنَعَةٌ(١١) ، يَا أَوَّلُ(١٢) قَبْلَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ،

__________________

(١). في « ب ، بف » وحاشية « ج ، د » : « فضيّعت » بدل « فصنعت غير ».

(٢). في«د»:+«وضيّعت الذي خلقني له».

(٣). في « ب » : - « أنت ».

(٤). يجوز فيه وفي « ألفيتني » ضمّ التاء كما في « ب ». وفيشرح المازندراني : « فتح التاء أظهر من ضمّها. والظاهر أنّه على التقديرين استيناف لامحلّ له من الإعراب ».

(٥). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » : - « أنا ».

(٦). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « وابن عبدك وابن أمتك ».

(٧). في شرح المازندراني : « ليس ».

(٨). في « بر » : « بعالم ».

(٩). فيمرآة العقول : « لعلّ المراد : ليس لعالم صفة في العلم تكون فوقه ، أي ليس أحد أعلم منه ، أو لايمكن للعلماء أن يبالغوا في صفة حتّى يكون أكثر ممّا هو عليه ، بل كلّما بالغوا فيه فهم مقصّرون ، والأخير أظهر. وقيل : المراد به أنّه ليس لعالم يكون فوقه صفة ، أي وجود ؛ إذ كلّ ما له وجود فله صفة ».

(١٠). في « ص » : « بمخلوق ».

(١١). « المنعة » بالتحريك والسكون ، أي ليس له من يمنعه من عشيرته ، أو ليست له قوّة تمنع من يريده بسوء. وقيل : المنعة بالتحريك : جمع مانع ، مثل كافر وكفرة. قال المازندراني : « ودونه ، إمّا صفة لمخلوق للتوضيح دون التخصيص ، أو متعلّق بمنعة. والمعنى على الأوّل : ليس لمخلوق هو دونه تعالى من يمنع الله ، أو قوّة تمنعه إذا أراده بسوء. وعلى الثاني : ليس له منعة دون الله ونصرته تمنع من يريده بسوء ». وقال العلّامة المجلسي : « يمكن أن يكون المراد أنّه ليس لما دونه من المخلوقات امتناع من أن يصل إليهم مكروه ، أو ليس لمخلوق بدون لطفه وحفظه منعة. وقال فيالنهاية : يقال : قوم ليس لهم منعة ، أي قوّة تمنع من يريدهم بسوء ، وقد يفتح النون ». راجع :شرح المازندراني ، ج ١٠ ، ص ٤٤٥ ؛مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٤٧٢ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٥ ( منع ).

(١٢). في « بر ، بف » وحاشية « ج » وشرح المازندراني والوافي : « أوّلاً ». قال المازندراني : « نوّن المنادى ؛ لأنّه =

٥٨٣

وَيَا آخِرُ(١) بَعْدَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، يَا(٢) مَنْ لَيْسَ لَهُ عُنْصُرٌ(٣) ، وَيَا مَنْ لَيْسَ لآِخِرِهِ فَنَاءٌ ، وَيَا أَكْمَلَ مَنْعُوتٍ ، وَيَا أَسْمَحَ(٤) الْمُعْطِينَ ، وَيَا مَنْ يَفْقَهُ(٥) بِكُلِّ لُغَةٍ يُدْعى بِهَا ، وَيَا مَنْ عَفْوُهُ قَدِيمٌ ، وَبَطْشُهُ شَدِيدٌ ، وَمُلْكُهُ مُسْتَقِيمٌ ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي شَافَهْتَ(٦) بِهِ مُوسى ، يَا أَللهُ(٧) ، يَا رَحْمَانُ ، يَا رَحِيمُ ، يَا لَاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ.

اللّهُمَّ أَنْتَ الصَّمَدُ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُدْخِلَنِيَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ».(٨)

٣٤٧١/ ٣٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ يُونُسَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِلرِّضَاعليه‌السلام : عَلِّمْنِي دُعَاءً ، وَأَوْجِزْ(٩) ، فَقَالَ : « قُلْ : يَا مَنْ دَلَّنِي عَلى نَفْسِهِ ، وَذَلَّلَ(١٠) قَلْبِي بِتَصْدِيقِهِ ، أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ وَالْإِيمَانَ ».(١١)

٣٤٧٢/ ٣٥. عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ(١٢) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

__________________

= لم يقصد المعيّن من حيث هو معيّن. وتوضيحه : أنّه تعالى معلوم من جهة الوجود وآثاره ، وغير معلوم من جهة حقيقة ذاته وصفاته. فقد يقصد من حيث إنّه غير معلوم وينوّن كما فيما نحن فيه ، وقد يقصد من حيث إنّه معلوم ويجري عليه حكم المفرد ».

(١). في « ج ، بر » والوافي : « آخراً ».

(٢). في « بر » : « ويا ».

(٣). « العنصر » بضمّ العين وفتح الصاد : الأصل. وقد تضمّ الصاد.النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٠٩ ( عنصر ).

(٤). في « ص » : « أسمع ».

(٥). يقال : فَقِه يَفقَه فِقْهاً : إذا فَهِم.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤١٠ ( فقه ).

(٦). في«بر،بف»والوافي:«شافهك».

(٧). في«ز»:+«يَا اللهُ،يَا اللهُ».

(٨).الوافي ،ج٩،ص١٦٧٨،ح٨٩٤١.

(٩). في « ز » : « وأوجزه ».

(١٠). في « ز » : « ودلّ ».

(١١).الكافي ، كتاب الدعاء ، باب دعوات موجزات لجميع الحوائج في الدنيا والآخرة ، ح ٣٤٤٦ ، بسند آخر ، عن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٩ ، ح ٨٩١٥.

(١٢). كذا في النسخ والمطبوع ، ويحتمل وقوع الإرسال في السند ، أو كون النسخ محرّفة. وأمّا كون السند معلّقاً على سند الحديث ٣٣ ، وأنّ الراوي عن عليّ بن أبي حمزة هو ابن أبي عمير ، فهذا النحو من التعليق خلاف دأب المصنّف ؛ لعدم ذكر عليّ بن أبي حمزة في ذاك السند.

٥٨٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَنَّ رَجُلاً أَتى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، كَانَ لِي مَالٌ وَرِثْتُهُ(١) ، وَلَمْ أُنْفِقْ مِنْهُ دِرْهَماً فِي طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، ثُمَّ اكْتَسَبْتُ(٢) مِنْهُ مَالاً ، فَلَمْ أُنْفِقْ مِنْهُ دِرْهَماً فِي طَاعَةِ اللهِ(٣) ، فَعَلِّمْنِي دُعَاءً يُخْلِفُ(٤) عَلَيَّ مَا مَضى ، وَيَغْفِرُ لِي مَا عَمِلْتُ ، أَوْ عَمَلاً أَعْمَلُهُ.

قَالَ : قُلْ.

قَالَ : وَأَيَّ شَيْ‌ءٍ أَقُولُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟

قَالَ : قُلْ كَمَا أَقُولُ : يَا نُورِي فِي كُلِّ ظُلْمَةٍ ، وَيَا أُنْسِي فِي كُلِّ وَحْشَةٍ ، وَيَا رَجَائِي فِي كُلِّ كُرْبَةٍ ، وَيَا ثِقَتِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ(٥) ، وَيَا دَلِيلِي فِي الضَّلَالَةِ ، أَنْتَ دَلِيلِي إِذَا(٦) انْقَطَعَتْ دَلَالَةُ الْأَدِلاَّءِ ؛ فَإِنَّ دَلَالَتَكَ لَاتَنْقَطِعُ ، وَلَايَضِلُّ مَنْ هَدَيْتَ ، أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَأَسْبَغْتَ ، وَرَزَقْتَنِي فَوَفَّرْتَ ، وَغَذَّيْتَنِي(٧) فَأَحْسَنْتَ غِذَائِي ، وَأَعْطَيْتَنِي فَأَجْزَلْتَ(٨) بِلَا اسْتِحْقَاقٍ لِذلِكَ بِفِعْلٍ مِنِّي(٩) ، وَلكِنِ(١٠) ابْتِدَاءً مِنْكَ لِكَرَمِكَ وَجُودِكَ ، فَتَقَوَّيْتُ بِكَرَمِكَ عَلى مَعَاصِيكَ ، وَتَقَوَّيْتُ بِرِزْقِكَ عَلى سَخَطِكَ ، وَأَفْنَيْتُ عُمُرِي فِيمَا لَاتُحِبُّ(١١) ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ جُرْأَتِي عَلَيْكَ ، وَرُكُوبِي لِمَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ ، وَدُخُولِي فِيمَا حَرَّمْتَ عَلَيَّ أَنْ عُدْتَ(١٢) عَلَيَّ‌

__________________

(١). في « ج » : « ورّثته » يقرأ مجهولاً.

(٢). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز » والوافي. وهو مقتضى السياق. وفي « ص ، بف » والمطبوع : « أكتسب ». وفي « بر ، بس » : - « اكتسبتُ ». (٣). في«بر،بس»:-«ثمّ اكتسبت-إلى-طاعة الله».

(٤). يقال : خَلَف الله لك خَلَفاً بخير ، وأخلف عليك خيراً ، أي أبدلك بما ذهب منك وعوّضك عنه.النهاية ، ج ٢ ، ص ٦٦ ( خلف ). (٥). في حاشية « بر » : « شديد ».

(٦). في « ب » : « إذ ».

(٧). يجوز على بناء المجرّد أيضاً.

(٨). في « ب » : + « عطائي ». وأجزلتُ له من العَطاء ، أي أكثرت.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٥٥ ( جزل ).

(٩). في « ب ، ج ، د ، ز ، بس » : « تفعل بي ». وفي « ص » وشرح المازندراني : « تفعل منّي ». وفي « بف » : « يفعل‌منّي » يقرأ مجهولاً. وفي شرح المازندراني عن بعض النسخ : « بفعل بي ».

(١٠). في«ج»والوافي:«ولكنّ».

(١١). في«بس»:«لايحبّ»يقرأ مجهولاً.

(١٢). عاد بمعروفه عَوداً : أفضل. والاسم : العائدة.المصباح المنير ، ص ٤٣٦ ( عاد ).

٥٨٥

بِفَضْلِكَ ؛ وَلَمْ يَمْنَعْنِي حِلْمُكَ عَنِّي ، وَعَوْدُكَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ(١) أَنْ(٢) عُدْتُ فِي مَعَاصِيكَ ؛ فَأَنْتَ(٣) الْعَوَّادُ بِالْفَضْلِ ، وَأَنَا الْعَوَّادُ بِالْمَعَاصِي ، فَيَا أَكْرَمَ مَنْ أُقِرَّ لَهُ بِذَنْبٍ(٤) ، وَأَعَزَّ مَنْ خُضِعَ لَهُ بِذُلٍّ(٥) ، لِكَرَمِكَ أَقْرَرْتُ بِذَنْبِي ، وَلِعِزِّكَ(٦) خَضَعْتُ بِذُلِّي ، فَمَا أَنْتَ صَانِعٌ بِي(٧) فِي(٨) كَرَمِكَ ؛ وَ(٩) إِقْرَارِي بِذَنْبِي ، وَعِزِّكَ(١٠) ، وَخُضُوعِي بِذُلِّي : افْعَلْ(١١) بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَلَاتَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ».(١٢)

تَمَّ كِتَابُ الدُّعَاءِ ، ويَتْلُوهُ كِتَابُ فَضْلِ الْقُرآنِ.(١٣)

__________________

(١). في « ب » : - « ولم يمنعني - إلى - بفضلك ».

(٢). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « وإن ».

(٣). في « د » : « وأنت ».

(٤). في « ص » : « بالذنب ».

(٥). في « ج ، د ، ز ، ص » وشرح المازندراني : « بذنب ». وفي حاشية « ج » : « بالذلّ ».

(٦). في « بر ، بف » : « لعزّتك ».

(٧). في « ب ، ج ، ز ، بس » وشرح المازندراني : - « بي ». قال المازندراني : « الموصول مع صلته مبتدأ ، و « كرمك » خبر ».

(٨). فيشرح المازندراني : « وفي بعض النسخ : بي ، بالباء بدل : في ».

(٩). الواوات الثلاث للقسم.

(١٠). في « ز ، ص ، بر » وشرح المازندراني : « لعزّتك » بدون الواو. وفي حاشية « ج » : « ولعزّتك ».

(١١). في « بس » : « فافعل ».

(١٢).مصباح المتهجّد ، ص ٣١٤ ؛جمال الاُسبوع ، ص ٢٩٨ ، الفصل ٣٠ ، من قوله : « يا نوري في كلّ ظلمة » مع اختلاف يسير. وراجع :كتاب المزار ، ص ١٥٦.الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٧ ، ح ٨٩١١.

(١٣). في أكثر النسخ هاهنا زيادات شتّى ، والظاهر أنّها من النسّاخ.

٥٨٦

[٧]

كتاب فضل القرآن‌

٥٨٧

٥٨٨

[٧]

كِتَابُ فَضْلِ الْقُرْآنِ‌

٣٤٧٣/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ سُفْيَانَ الْحَرِيرِيِّ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعْدٍ الْخَفَّافِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام (٢) ، قَالَ : « يَا سَعْدُ ، تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ ؛ فَإِنَّ الْقُرْآنَ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا(٣) الْخَلْقُ(٤) ، وَالنَّاسُ صُفُوفٌ عِشْرُونَ وَمِائَةُ(٥) أَلْفِ صَفٍّ ، ثَمَانُونَ أَلْفَ صَفٍّ أُمَّةُ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَرْبَعُونَ أَلْفَ صَفٍّ(٦) مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ ، فَيَأْتِي عَلى صَفِّ الْمُسْلِمِينَ فِي صُورَةِ رَجُلٍ ، فَيُسَلِّمُ(٧) ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَقُولُونَ : لَاإِلهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، إِنَّ هذَا الرَّجُلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَعْرِفُهُ بِنَعْتِهِ وَصِفَتِهِ غَيْرَ(٨) أَنَّهُ كَانَ أَشَدَّ اجْتِهَاداً مِنَّا فِي(٩) الْقُرْآنِ ؛ فَمِنْ هُنَاكَ أُعْطِيَ مِنَ الْبَهَاءِ(١٠) وَالْجَمَالِ وَالنُّورِ مَا لَمْ نُعْطَهُ.

__________________

(١). في « ج ، بر » والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « الجريري ». والظاهر أنّ سفيان هذا هو سفيان بن إبراهيم الأزدي المذكور فيرجال الطوسي ، ص ٢٢٠ ، الرقم ٢٩٣٢ ، وهو موصوف في الرجال المطبوع بالجريري ، ولكن في بعض النسخ المخطوطة المعتبرة منه : « الحريري » بدل « الجريري » وهو الظاهر. راجع :الإكمال لابن ماكولا ، ج ٢ ، ص ٢٠٩.

(٢). في « ج ، د ، ز ، بر » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ١٣١ و ٣١٩ : + « أنّه ».

(٣). في البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « إليه ».

(٤). في « بر » : + « قطّ ».

(٥). في شرح المازندراني : « مائة وعشرون ».

(٦). في شرح المازندراني : - « صفّ ».

(٧). في « ب » : « ويسلّم ».

(٨). في « ب » : « إلّا ».

(٩). في الوافي : + « تلاوة ».

(١٠). « البهاء » : الحُسن والجَمال. يقال : بها يبهو - مثل علا يعلو - : إذا جَمُل ، فهو بهيّ ، فعيل بمعنى فاعل. =

٥٨٩

ثُمَّ يُجَاوِزُ(١) حَتّى يَأْتِيَ عَلى صَفِّ الشُّهَدَاءِ ، فَيَنْظُرُ(٢) إِلَيْهِ الشُّهَدَاءُ ، ثُمَّ يَقُولُونَ(٣) : لَاإِلهَ إِلَّا اللهُ الرَّبُّ الرَّحِيمُ ، إِنَّ هذَا الرَّجُلَ مِنَ الشُّهَدَاءِ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ(٤) وَصِفَتِهِ غَيْرَ أَنَّهُ مِنْ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ ؛ فَمِنْ هُنَاكَ أُعْطِيَ مِنَ الْبَهَاءِ وَالْفَضْلِ مَا لَمْ نُعْطَهُ(٥) ».

قَالَ : « فَيَتَجَاوَزُ(٦) حَتّى يَأْتِيَ عَلى(٧) صَفِّ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ فِي صُورَةِ شَهِيدٍ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ شُهَدَاءُ الْبَحْرِ ، فَيَكْثُرُ تَعَجُّبُهُمْ ، وَيَقُولُونَ : إِنَّ هذَا مِنْ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ وَصِفَتِهِ غَيْرَ أَنَّ الْجَزِيرَةَ الَّتِي أُصِيبَ فِيهَا كَانَتْ أَعْظَمَ هَوْلاً مِنَ الْجَزِيرَةِ(٨) الَّتِي أُصِبْنَا فِيهَا ؛ فَمِنْ هُنَاكَ(٩) أُعْطِيَ مِنَ الْبَهَاءِ وَالْجَمَالِ وَالنُّورِ مَا لَمْ نُعْطَهُ.

ثُمَّ يُجَاوِزُ(١٠) حَتّى يَأْتِيَ صَفَّ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ(١١) فِي صُورَةِ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، فَيَنْظُرُ النَّبِيُّونَ وَالْمُرْسَلُونَ إِلَيْهِ ، فَيَشْتَدُّ لِذلِكَ تَعَجُّبُهُمْ ، وَيَقُولُونَ : لَاإِلهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ(١٢) ، إِنَّ هذَا النَّبِيَّ(١٣) مُرْسَلٌ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ وَصِفَتِهِ(١٤) غَيْرَ أَنَّهُ أُعْطِيَ فَضْلاً كَثِيراً ».

قَالَ : « فَيَجْتَمِعُونَ فَيَأْتُونَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَيَسْأَلُونَهُ(١٥) ، وَيَقُولُونَ : يَا مُحَمَّدُ(١٦) ، مَنْ‌

__________________

وبهاء الله : عظمته.المصباح المنير ، ص ٦٥ ( بهى ).

(١). في « د ، بر ، بف » وحاشية « ج » والوافي : « يتجاوز ».

(٢). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩. وفي المطبوع : « فينظرون ».

(٣). في « بر » والوافي : « فيقولون ».

(٤). قال الجوهري : « السمت : هيئة أهل الخير ». وقال ابن الأثير : « السمت : هو الهيئة الحسنة ». وقال المطرزي : « السمت : الطريق ، ويستعار لهيئة أهل الخير ». راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٥٤ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٧ ؛المغرب ، ص ٢٣٤ ( سمت ). (٥). في « ص » : « لم نعط ».

(٦). في « ج ، بف » والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « فيجاوز ».

(٧). في « ج ، بس » : - « على ».

(٨). في « بر » والوافي : « الجزائر ».

(٩). في « بر » : « هنالك ».

(١٠). في « بر » : « يتجاوز ».

(١١). في « ز » : - « والمرسلين ».

(١٢). في « ص » : « الكبير ».

(١٣). في « ز ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « لنبيّ ».

(١٤). في « ب ، د ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « بصفته وسمته ».

(١٥) في « بر » : - « فيسألونه ».

(١٦) في « ب » : - « يا محمّد ».

٥٩٠

هذَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ(١) : أَوَمَا تَعْرِفُونَهُ؟ فَيَقُولُونَ : مَا نَعْرِفُهُ ، هذَا مِمَّنْ(٢) لَمْ يَغْضَبِ اللهُ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : هذَا حُجَّةُ اللهِ(٣) عَلى خَلْقِهِ ، فَيُسَلِّمُ.

ثُمَّ يُجَاوِزُ(٤) حَتّى يَأْتِيَ عَلى(٥) صَفِّ الْمَلَائِكَةِ فِي صُورَةِ(٦) مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ، فَتَنْظُرُ(٧) إِلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ ، فَيَشْتَدُّ تَعَجُّبُهُمْ ، وَيَكْبُرُ(٨) ذلِكَ عَلَيْهِمْ ؛ لِمَا رَأَوْا مِنْ فَضْلِهِ ، وَيَقُولُونَ : تَعَالى رَبُّنَا وَتَقَدَّسَ ، إِنَّ هذَا الْعَبْدَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ وَصِفَتِهِ(٩) غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ أَقْرَبَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى(١٠) اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مَقَاماً ؛ فَمِنْ(١١) هُنَاكَ أُلْبِسَ مِنَ النُّورِ وَالْجَمَالِ مَا لَمْ نُلْبَسْ.

ثُمَّ يُجَاوِزُ حَتّى يَنْتَهِيَ إِلى رَبِّ الْعِزَّةِ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - فَيَخِرُّ تَحْتَ الْعَرْشِ(١٢) ، فَيُنَادِيهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : يَا حُجَّتِي فِي الْأَرْضِ وَكَلَامِيَ الصَّادِقَ النَّاطِقَ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَسَلْ تُعْطَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ(١٣) ، فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ ، فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : كَيْفَ رَأَيْتَ عِبَادِي؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، مِنْهُمْ(١٤) مَنْ صَانَنِي(١٥) وَحَافَظَ عَلَيَّ(١٦) وَلَمْ يُضَيِّعْ شَيْئاً ، وَمِنْهُمْ مَنْ ضَيَّعَنِي(١٧) وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّي وَكَذَّبَ بِي(١٨) ، وَأَنَا حُجَّتُكَ عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ ، فَيَقُولُ‌

__________________

(١). في البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : - « لهم ».

(٢). في شرح المازندراني : « من ».

(٣). في « بف » : « لله ».

(٤). في«د»:«يتجاوز».وفي«ز»:«فيجاوز».

(٥). في البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : - « على ».

(٦). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩. وفي المطبوع : « سورة ».

(٧). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « فينظر ».

(٨). في « ب » : « ويكثر ».

(٩). في«ب،ز،بس»وحاشية«د»:«ووصفه».

(١٠). في حاشية « ج » والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « من ».

(١١). في البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « من ».

(١٢). في « ب » : + « ساجداً ».

(١٣). في « بس ، بف » : « تشفع » بالتخفيف. يقرأ مجهولاً. و « الشفاعة » : هي السؤال في التجاوز عن الذنوب‌والجرائم. والمـُشَفَّع : من تقبل شفاعتُه.مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٣٥٣.

(١٤). في الوافي ومرآة العقول : « فمنهم ».

(١٥) في « بر ، بف » : « أصابني ».

(١٦) فيشرح المازندراني : « تعدية حافظ بـ « على » لتضمينه معنى القيام ونحوه ».

(١٧) في شرح المازندراني : « ضيّع ».

(١٨) في«ز»:«فيّ».وفي البحار،ج٧،ص٣١٩:-«بي».

٥٩١

اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَارْتِفَاعِ مَكَانِي ، لَأُثِيبَنَّ عَلَيْكَ(١) الْيَوْمَ أَحْسَنَ الثَّوَابِ(٢) ، وَلَأُعَاقِبَنَّ عَلَيْكَ الْيَوْمَ أَلِيمَ الْعِقَابِ ».

قَالَ : « فَيَرْجِعُ(٣) الْقُرْآنُ رَأْسَهُ(٤) فِي صُورَةٍ أُخْرى ».

قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، فِي أَيِّ صُورَةٍ يَرْجِعُ؟

قَالَ(٥) : « فِي صُورَةِ رَجُلٍ(٦) شَاحِبٍ(٧) مُتَغَيِّرٍ يُبْصِرُهُ(٨) أَهْلُ الْجَمْعِ(٩) ، فَيَأْتِي الرَّجُلَ مِنْ شِيعَتِنَا - الَّذِي كَانَ(١٠) يَعْرِفُهُ وَيُجَادِلُ بِهِ أَهْلَ الْخِلَافِ - فَيَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَيَقُولُ : مَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ يَا عَبْدَ اللهِ ».

قَالَ(١١) : « فَيَرْجِعُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي كَانَتْ فِي الْخَلْقِ الْأَوَّلِ ، وَيَقُولُ(١٢) : مَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ الْقُرْآنُ : أَنَا الَّذِي أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ ، وَأَنْصَبْتُ(١٣)

__________________

(١). في « ز » : « إليك ».

(٢). في شرح المازندراني : « ثواب ».

(٣). في « ب ، ج ، د ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « فيرفع ». وفي « ز » : « فليرفع ». وفي حاشية « بف » : « فليرجع ». (٤). في « ز » : - « رأسه ».

(٥). في « بر ، بف » والوافي : + « يرجع ». وفي شرح المازندراني : « فقال ».

(٦). في شرح المازندراني : - « رجل ».

(٧). شَحَب يَشحَب شُحُوباً ، أي تغيّر من سَفر ، أو هُزال ، أو عمل ، أو جوع.ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٨٢٩ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٨١ ( شحب ).

ولعلّ رجوعه في هذه الصورة لسماعه الوعيد الشديد ، وهو وإن كان لمستحقّيه إلاّ أنّه لايخلو من تأثير لمن يطّلع عليه. أو هذه الصورة هي التي حدثت بملامسة العصاة ، وهي موجودة أيضاً في هذه الدار إلّا أنّها لاتراها الأبصار ، والصورة السابقة صورته الحقيقية التي ناشية بذاته وكمالاته. أو تغيّر صورته للغضب على المخالفين ، أو للاهتمام بشفاعة المؤمنين ، كما في قوله عليه السلام: « يقوم السقط مُحْبَنْطِئاً على باب الجنّة ». راجع :شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ٥ ؛الوافى ، ج ٩ ، ص ١٦٩٨ ؛مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ٤٧٦.

(٨). في « ب ، بر ، بف » وحاشية « ج ، ص » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « ينكره ».

(٩). يوم الجمع : يوم القيامة ؛ لاجتماع الناس فيه.مجمع البحرين ، ح ٤ ، ص ٣١٢ ( جمع ).

(١٠). في « بر » : - « كان ».

(١١). في«ج»:«فقال».وفي«بر»:-«قال».

(١٢). في « د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « فيقول ».

(١٣). « النَّصب » : الإعياء والتَعب. والفعل : نَصِب يَنصَب وأنْصَبَني هذا الأمر.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، =

٥٩٢

عَيْشَكَ(١) ، سَمِعْتَ(٢) الْأَذى ، وَرُجِمْتَ(٣) بِالْقَوْلِ فِيَّ(٤) ، أَلَا وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ قَدِ اسْتَوْفى تِجَارَتَهُ ، وَأَنَا وَرَاءَكَ الْيَوْمَ ».

قَالَ(٥) : « فَيَنْطَلِقُ بِهِ إِلى رَبِّ الْعِزَّةِ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - فَيَقُولُ : يَا رَبِّ(٦) ، عَبْدُكَ ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ قَدْ كَانَ نَصِباً(٧) بِي(٨) ، مُوَاظِباً عَلَيَّ ، يُعَادى بِسَبَبِي(٩) ، وَيُحِبُّ فِيَّ(١٠) وَيُبْغِضُ(١١) ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ : أَدْخِلُوا عَبْدِي جَنَّتِي ، وَاكْسُوهُ(١٢) حُلَّةً مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةَ ، وَتَوِّجُوهُ بِتَاجٍ ، فَإِذَا فُعِلَ بِهِ ذلِكَ ، عُرِضَ عَلَى الْقُرْآنِ ، فَيُقَالُ(١٣) لَهُ(١٤) : هَلْ رَضِيتَ بِمَا صُنِعَ بِوَلِيِّكَ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، إِنِّي أَسْتَقِلُّ هذَا لَهُ ، فَزِدْهُ مَزِيدَ(١٥) الْخَيْرِ كُلِّهِ ، فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَعُلُوِّي(١٦) وَارْتِفَاعِ مَكَانِي ، لَأَنْحَلَنَّ(١٧) لَهُ الْيَوْمَ خَمْسَةَ(١٨) أَشْيَاءَ مَعَ الْمَزِيدِ لَهُ وَلِمَنْ كَانَ بِمَنْزِلَتِهِ ، أَلَا إِنَّهُمْ شَبَابٌ لَايَهْرَمُونَ ، وَأَصِحَّاءُ لَايَسْقُمُونَ ، وَأَغْنِيَاءُ لَايَفْتَقِرُونَ ،

__________________

= ص ١٧٩٥ ( نصب ).

(١). في « ب » وحاشية « ج » : « عينيك ». وفي « ز » : « عيشتك ».

(٢). في « ب ، ز » والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « وسمعت ». وفي « ج ، د ، بر ، بف » وشرح المازندراني والوافي : « وفيّ سمعت ». (٣). في « بر » : « وزحمت ».

(٤). في « بف » والوافي : - « فيّ ».

(٥). في « بر » : - « قال ».

(٦). هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩. وفي المطبوع : + « يا ربّ » ثانياً. (٧). في « بر ، بف » : « يضأ ». أي يحسن.

(٨). هكذا في « ب ، ج ، ز ، ص ، بس » وحاشية « د ». وفي « د » وحاشية « ز » : « فيّ ». وفي « بر » : « لي ». وفي المطبوع : « بيّ ». وليس له وجه. (٩). في«بر»:«في سنّتي».وفي«بف»:«في سببي».

(١٠). في « بر ، بف » والوافي : « لي ».

(١١). في البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : + « فيّ ».

(١٢). في « ب » : « واكسوا ».

(١٣). في «ب،بس»وحاشية « ج »:«فيقول ».

(١٤). في « ز » : - « له ».

(١٥) في « ج ، ز » وحاشية«بف»:«مزيدة».

(١٦) في « بر ، بف » : - « وعلوّي ».

(١٧) في « ز » : + « ذلك ». ونَحَلْته أنْحَله نُحْلاً : مثل أعطيته شيئاً من غير عوض بطيب نفسٍ.المصباح المنير ، ص ٥٩٥ ( نحل ). وفيشرح المازندراني : « نحله ينحله - كنصره - نُحلاً - بالضمّ - : أعطاه. والاسم : النحلة بالكسر ويضمّ ، وهي العطاء والعطيّة. وأنحله : أعطاه مالاً خصّه بشي‌ء منه ، كنحَّله ، بالتشديد فيهما. فيجوز في الفعل المذكور ثلاثة أوجه ». (١٨) في « بر » : « بخمسة ».

٥٩٣

وَفَرِحُونَ لَايَحْزَنُونَ ، وَأَحْيَاءٌ لَايَمُوتُونَ(١) » ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ :( لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى ) (٢) .

قَالَ(٣) : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٤) يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، وَهَلْ يَتَكَلَّمُ الْقُرْآنُ؟

فَتَبَسَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : « رَحِمَ اللهُ الضُّعَفَاءَ مِنْ شِيعَتِنَا ؛ إِنَّهُمْ أَهْلُ تَسْلِيمٍ » ثُمَّ قَالَ(٥) : « نَعَمْ ، يَا سَعْدُ ، وَالصَّلَاةُ تَتَكَلَّمُ ، وَلَهَا صُورَةٌ وَخَلْقٌ ، تَأْمُرُ(٦) وَتَنْهى ».

قَالَ سَعْدٌ(٧) : فَتَغَيَّرَ لِذلِكَ لَوْنِي ، وَقُلْتُ : هذَا شَيْ‌ءٌ لَاأَسْتَطِيعُ أَنَا(٨) أَتَكَلَّمُ بِهِ فِي النَّاسِ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ(٩) عليه‌السلام : « وَهَلِ النَّاسُ إِلَّا شِيعَتُنَا ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الصَّلَاةَ(١٠) فَقَدْ أَنْكَرَ حَقَّنَا».

ثُمَّ قَالَ : « يَا سَعْدُ ، أُسْمِعُكَ كَلَامَ الْقُرْآنِ؟ » قَالَ سَعْدٌ : فَقُلْتُ : بَلى صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ ، فَقَالَ : «( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ ) (١١) فَالنَّهْيُ كَلَامٌ ، وَالْفَحْشَاءُ وَالْمُنْكَرُ رِجَالٌ(١٢) ، وَنَحْنُ ذِكْرُ اللهِ ، وَنَحْنُ أَكْبَرُ ».(١٣)

٣٤٧٤/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

__________________

(١). فيشرح المازندراني : « لعلّ المراد بالحياة الحياة الطيّبة ، وهي التي لاتعب ولامشقّة ولا كدرة معها ، فلايرد أنّ‌أهل النار أيضاً أحياء لايموتون ؛ فإنّ حياتهم مكدّرة شبيهة بالموت ».

(٢). الدخان (٤٤) : ٥٦.

(٣). في « بر » : « وقال ». وفي البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : - « قال ».

(٤). في « ص ، بر ، بف » والوافي : - « جعلت فداك ».

(٥). في شرح المازندراني : « فقال ».

(٦). في « ز » : « وتأمر ».

(٧). في البحار ، ج ٨٢ : - « سعد ».

(٨). في « ب ، د ، ز ، ص ، بر ، بف » والوافي والبحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : - « أنا ». وفي « بس » والبحار ، ج ٨٢ : « أن ».

(٩). في البحار ، ج ٨٢ : - « أبو جعفر ».

(١٠). في البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ : « بالصلاة ».

(١١). العنكبوت (٢٩) : ٤٥.

(١٢). في البحار ، ج ٨٢ : « رجل ».

(١٣).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٩٣ ، ح ٨٩٥٦ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٦٥ ، ح ٧٦٣٦ ؛ وج ١٧ ، ص ٣٢٦ ، ح ٢٢٦٧٧ ، وفيهما قطعة منه ؛البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٩ ، ح ١٦ ؛ وفيه ، ج ٧ ، ص ١٣١ ، ح ٦ ؛ وج ٨٢ ، ص ١٩٨ وفيهما قطعة منه.

٥٩٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ آبَائِهِعليهم‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ فِي دَارِ هُدْنَةٍ(١) ، وَأَنْتُمْ عَلى ظَهْرِ سَفَرٍ ، وَالسَّيْرُ بِكُمْ سَرِيعٌ ، وَقَدْ رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ ، وَيُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ ، وَيَأْتِيَانِ بِكُلِّ(٢) مَوْعُودٍ ؛ فَأَعِدُّوا الْجَهَازَ(٣) لِبُعْدِ الْمَجَازِ(٤) ».

قَالَ : « فَقَامَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا دَارُ الْهُدْنَةِ؟

قَالَ(٥) : دَارُ بَلَاغٍ(٦) وَانْقِطَاعٍ ؛ فَإِذَا الْتَبَسَتْ(٧) عَلَيْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ ؛ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ(٨) ، وَمَاحِلٌ(٩) مُصَدَّقٌ ؛ وَمَنْ(١٠) جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ(١١) سَاقَهُ(١٢) إِلَى النَّارِ ، وَهُوَ(١٣) الدَّلِيلُ يَدُلُّ عَلى(١٤) خَيْرِ سَبِيلٍ ، وَهُوَ كِتَابٌ فِيهِ تَفْصِيلٌ(١٥) وَبَيَانٌ وَتَحْصِيلٌ ، وَهُوَ الْفَصْلُ(١٦) لَيْسَ‌................................

__________________

(١). « الهُدْنَة » : السكون ، والهُدْنَة : الصلح والموادعة بين المسلمين والكفّار وبين كلّ متحاربين ، يقال : هدنت‌الرجل وأهدنته ، إذا سكّنته ، وهَدَنَ هو ، يتعدّى ولايتعدّى ، وهادنه مهادنة : صالحه ، والاسم منهما : الهُدْنة.النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥٢ ( هدن ). (٢). في « ب » : « كلّ ».

(٣). في حاشية « ج » : « الجهاد ». و « الجهاز » ما يُعدُّ من متاع وغيره. وجَهاز السفر : اُهبتُه وما يُحتاج إليه في قطع المسافة.المفردات للراغب ، ص ٢٠٩ ؛المصباح المنير ، ص ١١٣ ( جهز ).

(٤). في « ز » : - « لبعد المجاز ».

(٥). في « ص ، بر ، بف » والوافي : « فقال ».

(٦). في تفسير العيّاشي : « البلاء ». وفيشرح المازندراني : « البلاغ ، بالفتح : اسم لما يتبلّغ ويتوصّل به إلى الشي‌ء المطلوب. وبالكسر : مصدر بمعنى الاجتهاد ، يقال : بالغ مبالغة وبِلاغاً إذا اجتهد ».

(٧). في حاشية « ج ، ز » : « التبس ».

(٨). فيشرح المازندراني : « المشفّع ، بشدّ الفاء المفتوحة : من تقبل شفاعته. وبكسرها : من يقبل الشفاعة ».

(٩). في « ص » : « ماجد ». و « الماحل » ، أي خصم مُجادل مصدَّق. النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٠٣ ( محل ).

وفيشرح المازندراني : « المحل : الجدال والسعاية ، محل به : إذا سعى به إلى السلطان ، يعني إنّه مجادل مخاصم لمن رفضه وترك العمل بما فيه. أو ساعٍ يسعى به إلى الله عزّوجلّ مصدَّق فيما يقول ».

(١٠). في « بر » والوافي : « من » بدون الواو.

(١١). في شرح المازندراني : « وراء ظهره ».

(١٢). في « ز ، بس » وحاشية « ج » : « قاده ».

(١٣). في « ب ، ج ، ز » : « هو » بدون الواو.

(١٤). في شرح المازندراني : « إلى ».

(١٥) في « ص » : « تفضيل ».

(١٦) في « بس » : « الفضل ».

٥٩٥

بِالْهَزْلِ(١) ، وَلَهُ ظَهْرٌ وَبَطْنٌ ، فَظَاهِرُهُ حُكْمٌ(٢) ، وَبَاطِنُهُ عِلْمٌ ، ظَاهِرُهُ(٣) أَنِيقٌ ، وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ ، لَهُ نُجُومٌ ، وَعَلى نُجُومِهِ نُجُومٌ(٤) ، لَاتُحْصى عَجَائِبُهُ ، وَلَاتُبْلى غَرَائِبُهُ ، فِيهِ مَصَابِيحُ الْهُدى ، وَمَنَارُ(٥) الْحِكْمَةِ(٦) ، وَدَلِيلٌ عَلَى الْمَعْرِفَةِ(٧) لِمَنْ عَرَفَ الصِّفَةَ(٨) ، فَلْيَجْلُ(٩) جَالٍ بَصَرَهُ ، وَلْيُبْلِغِ الصِّفَةَ نَظَرَهُ ؛ يَنْجُ مِنْ عَطَبٍ(١٠) ، وَيَتَخَلَّصْ(١١) مِنْ نَشَبٍ(١٢) ؛ فَإِنَّ التَّفَكُّرَ حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ(١٣) ، كَمَا يَمْشِي الْمُسْتَنِيرُ فِي الظُّلُمَاتِ بِالنُّورِ ، فَعَلَيْكُمْ بِحُسْنِ التَّخَلُّصِ وَقِلَّةِ‌

__________________

(١). إشارة إلى الآية ١٣ و ١٤ من سورة الطارق (٨٦) :( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَما هُوَ بِالْهَزْلِ ) .

(٢). في حاشية « ج ، ز » : + « الله ». وفي تفسير العيّاشي : « حكمة ».

(٣). في شرح المازندراني : « وظاهره ». و « الأنيق » : الحسن المعجب. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٧٦ ؛لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٩ - ١٠ ( أنق ).

(٤). في الوافي وتفسير العيّاشي : « له تخوم ، وعلى تخومه تخوم » بدل « له نجوم ، وعلى نجومه نجوم ». والتخوم‌جمع تخم بمعنى منتهى الشي‌ء. وفيشرح المازندراني : « [ النجوم ] إمّا مصدر بمعنى الطلوع والظهور. يقال : نجم الشي‌ء ينجم بالضمّ نجوماً : إذا طلع وظهر ، أو جمع نجم ، بمعنى الكوكب ، أو الأصل ، أو الوقت المضروب بحضور الشي‌ء. والمقصود على التقادير : أنّ معانيه مترتّبة غير محصورة يظهر بعضها من بعض ، ويطّلع بعضها عقيب بعض ». وفيمرآة العقول : « لعلّ المراد : له نجوم ، أي آيات تدلّ على أحكام الله تهتدي بها ، وفيه آيات تدلّ على هذه الآيات وتوضحها. أو المراد بالنجوم الثالث : السنّة ؛ فإنّ السنّة توضح القرآن ، أو الأئمّةعليهم‌السلام العالمون بالقرآن ، أو المعجزات ؛ فإنّها تدلّ على حقيقة الآيات ».

(٥). في تفسير العيّاشي : « منازل ».

(٦). في « ز » : « الحكم ».

(٧). في « ج ، د ، ز ، بس » وحاشية « بف » : « المغفرة ».

(٨). فيشرح المازندراني : « يعني القرآن دليل على المعرفة لمن عرف وصف القرآن للأشياء ونطقه بأحوالها التي من جملتها الولاية ؛ إذ لايتمّ المعرفة بدون معرفتها ، أو لمن عرف نعته وصفته من الغرائب والعجائب والمزايا المندرجة فيه. والله أعلم ». وقيل غير ذلك.

(٩). فيشرح المازندراني : « قوله : فليجل ، إمّا من الجلاء ، يقال : جلا السيف والمرآة : أصقلها. أو من الإجالة ، وهي الإدارة ، يقال : أجاله وبه : أداره ، وجال إذا دار. وفي « جالٍ » قلب ، أصله جائل ، كما في شاكي السلاح».

(١٠). « العطب » : الهلاك.الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( عطب ).

(١١). في « بر ، بف » : « ويخلص ».

(١٢). نَشِبَ في الشي‌ء : إذا وقع في ما لا مَخْلص له منه.النهاية ، ج ٥ ، ص ٥٢ ( نشب ).

وفيشرح المازندراني : « النشب ، بالتحريك : علوق العظم ونحوه في الحلق وعدم نفوذه فيه ، وهو مهلك غالباً ؛ لسدّ مجرى النفس ، فهو كناية عن الهلاك ». (١٣). في«ب»:«البصيرة». أي النفس.

٥٩٦

التَّرَبُّصِ ».(١)

٣٤٧٥/ ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ(٢) الْعَزِيزَ الْجَبَّارَ أَنْزَلَ(٣) عَلَيْكُمْ كِتَابَهُ ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ ، فِيهِ خَبَرُكُمْ ، وَخَبَرُ مَنْ قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَنْ بَعْدَكُمْ ، وَخَبَرُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَلَوْ أَتَاكُمْ مَنْ يُخْبِرُكُمْ عَنْ ذلِكَ لَتَعَجَّبْتُمْ(٤) ».(٥)

٣٤٧٦/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام (٦) : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَنَا أَوَّلُ وَافِدٍ عَلَى الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَكِتَابُهُ وَأَهْلُ بَيْتِي ، ثُمَّ أُمَّتِي(٧) ، ثُمَّ أَسْأَ لُهُمْ : مَا فَعَلْتُمْ بِكِتَابِ اللهِ(٨) وَبِأَهْلِ(٩) بَيْتِي؟ ».(١٠)

٣٤٧٧/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيى(١١) ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :

__________________

(١).الكافي ، كتاب العقل والجهل ، ح ٣٤ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن أميرالمؤمنينعليهما‌السلام ، من قوله : « فإنّ التفكّر حياة قلب البصير » مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢ ، ح ١ ، عن جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « ودليل على المعرفة لمن عرف » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠١ ، ح ٨٩٦٢ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧١ ، ح ٧٦٥٧ ، من قوله : « إذا التبست عليكم الفتن ». (٢). في شرح المازندراني:+«الله».

(٣). في « ب » : « نزل » يقرأ بالتشديد.

(٤). في شرح المازندراني : + « منه ». وفي تفسير العيّاشي : + « من ذلك ».

(٥).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٨ ، ح ١٨ ، عن سماعة ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٧٠ ، ح ٩٠٧٨.

(٦). في « ج ، ز ، بر ، بس ، بف » : + « قال ».

(٧). في « بر » : - « ثمّ امّتي ».

(٨). في « بس » : + « وبامّتي ».

(٩). في « ب ، بر ، بف » والوافي : « أهل ».

(١٠).الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٣ ، ح ٨٩٦٨ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٠ ، ح ٧٦٥٣.

(١١). كذا في النسخ والمطبوع والوسائل. والظاهر أنّ العنوان محرّف ، والصواب هو محمّد بن يحيى ؛ فقد توسّط محمّد بن يحيى - وهو محمّد بن يحيى الخزّاز ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل الحديث ١٨٩٩ - بين أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] وبين طلحة بن زيد في كثير من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٨٧ - ٣٨٨.

٥٩٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ فِيهِ مَنَارُ الْهُدى ، وَمَصَابِيحُ الدُّجى ، فَلْيَجْلُ جَالٍ بَصَرَهُ ، وَ(١) يَفْتَحْ لِلضِّيَاءِ نَظَرَهُ ، فَإِنَّ التَّفَكُّرَ(٢) حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ(٣) ، كَمَا يَمْشِي الْمُسْتَنِيرُ فِي الظُّلُمَاتِ(٤) بِالنُّورِ ».(٥)

٣٤٧٨/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ(٦) ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « كَانَ فِي وَصِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام أَصْحَابَهُ(٧) : اعْلَمُوا(٨) أَنَّ الْقُرْآنَ هُدَى(٩) النَّهَارِ(١٠) ، وَنُورُ اللَّيْلِ(١١) الْمُظْلِمِ عَلى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ(١٢) ».(١٣)

٣٤٧٩/ ٧. عَلِيٌّ(١٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ آبَائِهِعليهم‌السلام ، قَالَ : « شَكَا رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وَجَعاً فِي صَدْرِهِ ، فَقَالَصلى‌الله‌عليه‌وآله : اسْتَشْفِ بِالْقُرْآنِ ؛ فَإِنَّ(١٥) اللهَ - عَزَّ وَ جَلَّ - يَقُولُ :( وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ ) (١٦) ».(١٧)

__________________

(١). الواو عاطفة ، تعطف « يفتح » على « يجل ». ويحتمل كونها حاليّة.

(٢). في « ص » : + « فيه ».

(٣). في « ب » : « البصيرة ». أي النفس.

(٤). في « ز » : « ظلمات ».

(٥). راجع :الكافي ، كتاب العقل والجهل ، ح ٣٤.الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٢ ، ح ٨٩٦٣ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ١٧٠ ، ح ٧٦٥٥.

(٦). في الكافي ، ح ٢٢٣٨ : « عن محمّد بن عيسى بن عبيد » بدل « عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ». وهو سهو ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل الحديث ١٦٦٩.

(٧). في « ب ، ج » وحاشية « بر » والكافي ، ح ٢٢٣٨ : « لأصحابه ».

(٨). في « بر » : « اعلم ».

(٩). في الكافي ، ح ٢٢٣٨ : + « الليل و ».

(١٠). في « بر » : - « النهار ».

(١١). في « بر » : « النور » بدل « الليل ».

(١٢). فيالوافي : « يعني يهدي بالنهار إلى طريق الحقّ وسبيل الخير بتعليمه وتبيان أحكامه ومواعظه ، وينوّر بالليل المظلم قلب المتهجّد التالي له في قيامه بالصلاة بأنواره وأغواره وأسراره على ما كان عليه المهتدي به والمتنوّر من المشقّة والفقر ، فإنّهما لايمنعانه من ذلك ، بل يزيدانه رغبة فيما هنالك ».

(١٣).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب سلامة الدين ، ح ٢٢٣٨ ، مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٢ ، ح ٨٩٦٤. (١٤). في«ز»وحاشية«ج»:+«بن إبراهيم».

(١٥) في شرح المازندراني : « إنّ ». وفي تفسير العيّاشي : « لأنّ ».

(١٦) يونس (١٠). : ٥٧.

(١٧)تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٢٤ ، ح ٢٧ ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن أبيهعليهم‌السلام .الوافي ، ج ٩ ، =

٥٩٨

٣٤٨٠/ ٨. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ الْخَشَّابِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَا وَاللهِ ، لَايَرْجِعُ الْأَمْرُ وَالْخِلَافَةُ إِلى آلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَبَداً ، وَلَاإِلى بَنِي أُمَيَّةَ أَبَداً ، وَلَافِي وُلْدِ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ أَبَداً ؛ وَذلِكَ أَنَّهُمْ نَبَذُوا الْقُرْآنَ ، وَأَبْطَلُوا السُّنَنَ ، وَعَطَّلُوا الْأَحْكَامَ ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْقُرْآنُ هُدًى مِنَ الضَّلَالَةِ(١) ، وَتِبْيَانٌ مِنَ الْعَمى ، وَاسْتِقَالَةٌ(٢) مِنَ الْعَثْرَةِ ، وَنُورٌ مِنَ الظُّلْمَةِ ، وَضِيَاءٌ مِنَ الْأَحْدَاثِ(٣) ، وَعِصْمَةٌ مِنَ الْهَلَكَةِ ، وَرُشْدٌ مِنَ الْغَوَايَةِ(٤) ، وَبَيَانٌ مِنَ الْفِتَنِ ، وَبَلَاغٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى(٥) الْآخِرَةِ ، وَفِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ ، وَمَا عَدَلَ أَحَدٌ عَنِ(٦) الْقُرْآنِ(٧) إِلَّا إِلَى النَّارِ ».(٨)

٣٤٨١/ ٩. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الْقُرْآنَ زَاجِرٌ وَ(٩) آمِرٌ(١٠) ، يَأْمُرُ بِالْجَنَّةِ ، وَيَزْجُرُ عَنِ النَّارِ(١١) ».(١٢)

__________________

= ص ١٧٠٣ ، ح ٨٩٦٥.

(١). هكذا في النسخ كلّها وشرح المازندراني وتفسير العيّاشي. وفي المطبوع : « الضلال ».

(٢). أقال الله عثرته : إذا رفعه من سقوطه. والاستقالة : طلب الإقالة.المصباح المنير ، ص ٥٢١ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ١٣٤ ( قيل ).

(٣). في الوافي : « الأجداث ». وفي تفسير العيّاشي : « الأحزان ».

(٤). في « د ، ز ، بس » وحاشية « ج » : « الغوايا ». وغَوِي غَيّاً : انهمك في الجهل ، وهو خلاف الرشد. والاسم : الغَواية.المصباح المنير ، ص ٤٥٧ ( غوى ).

(٥). في شرح المازندراني : « و ».

(٦). في « ز » وحاشية « ج » : « من ».

(٧). في شرح المازندراني : « عن القرآن أحد ».

(٨).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٥ ، ح ٧ و ٨ ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٣ ، ح ٨٩٦٦. (٩). في « ج » : « أو ».

(١٠). في«د،ز»:«آمر وزاجر».

(١١). في«ب»:-«ويزجر عن النار».

(١٢).تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٤٥١ ، صدر الحديث ، عن محمّد بن أحمد بن ثابت ، عن الحسن بن محمّد بن =

٥٩٩

٣٤٨٢/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ(١) ، قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أُعْطِيتُ السُّوَرَ(٢) الطِّوَالَ(٣) مَكَانَ التَّوْرَاةِ ، وَأُعْطِيتُ الْمِئِينَ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ ، وَأُعْطِيتُ الْمَثَانِيَ(٤) مَكَانَ الزَّبُورِ ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ(٥) ثَمَانٌ(٦) وَسِتُّونَ سُورَةً ، وَهُوَ مُهَيْمِنٌ(٧) عَلى سَائِرِ الْكُتُبِ ،

__________________

= سماعة ، عن وهيب بن حفص.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٠ ، ح ٦ ، عن أبي بصيرالوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٠٣ ، ح ٨٩٦٧.

(١). ورد الخبر - باختصار في الألفاظ - فيتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٥ ، ح ١ ، عن سعد الإسكاف ، قال : سمعت أباجعفرعليه‌السلام يقول : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو الظاهر ؛ فإنّ سعداً هذا ، من أصحاب أبي جعفر وأبي عبداللهعليهما‌السلام . راجع :رجال النجاشي ، ص ١٧٨ ، الرقم ٤٦٨. (٢). في تفسير العيّاشي:-«السور».

(٣). في شرح المازندراني والوافي : « الطول ».

(٤). فيالوافي : « السور الطول ، كصرد ، وهي السبع الاُول بعد الفاتحة ، على أن يعدّ الأنفال والبراءة واحدة ، كمامرّت الإشارة إليه ، أو السابعة سورة يونس. والمثاني : هي السبع التي بعد هذه السبع ، سمّيت بها لأنّها ثنّتها ، واحدها : مثنى ، مثل معاني ومعنى ، وقد تطلق المثاني على سور القرآن كلّها ، طوالها وقصارها. وأمّا المئون فهي من بني إسرائيل إلى سبع سور ، سمّيت بها لأنّ كلًّا منها على نحو من مائة آية ، كذا في بعض التفاسير.

وفيالقاموس : المثاني : القرآن ، أو ما ثنّي منه مرّة بعد مرّة ، أو الحمد ، أو البقرة إلى براءة ، أو كلّ سورة دون الطول ودون المئين وفوق المفصّل ، أو سورة الحجّ ، والقصص ، والنمل ، والعنكبوت ، والنور ، والأنفال ، ومريم ، والروم ، ويس ، والفرقان ، والحجر ، والرعد ، وسبأ ، والملائكة ، وإبراهيم ، وص ، ومحمّد ، ولقمان ، والغُرَف - أي الزمر - والزخرف ، والمؤمن ، والسجدة ، والأحقاف ، والجاثية ، والدخان ، والأحزاب.

وقال ابن الأثير في نهايته : في ذكر الفاتحة : « هي السبع المثاني » ، سمّيت بذلك لأنّها تثنّى في كلّ صلاة وتعاد. وقيل : المثاني : السور التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصّل ، كأنّ المئين جعلت مبادي والتي تليها مثاني.

أقول : ما ذكره أوّلاً في تفسير السبع المثاني ووجه التسمية بعينه مرويّ عن الصادقعليه‌السلام إلّا أنّ القول الأخير أوفق بهذا الحديث ، بل المستفاد منه أنّ المثاني ما عدا الثلاث الاُخر ، وكأنّه من الألفاظ المشتركة فلا تنافي ». وراجع أيضاً :النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢٥ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٦٤ ( ثنا ).

(٥). قيل : سمّي به لكثرة ما يقع فيه من فصول التسمية بين السور ، وقيل : لقَصْر سوره. واختلف في أوّله ، فقيل : من سورة محمّد ، وقيل : من سورة ق ، وقيل : من سورة الفتح.مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٤٤١ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٧٧ ( فصل ). (٦). في تفسير العيّاشي : « سبع ».

(٧). فيشرح المازندراني : « أي شاهد عليها. ولولا شهادته لما علم أنّها كتب سماويّة ؛ لعدم بلوغها حدَّ الإعجاز ».

٦٠٠