الروضة من الكافي الجزء ٨

الروضة من الكافي0%

الروضة من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 311

الروضة من الكافي

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف:

الصفحات: 311
المشاهدات: 46361
تحميل: 5716

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 311 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 46361 / تحميل: 5716
الحجم الحجم الحجم
الروضة من الكافي

الروضة من الكافي الجزء 8

مؤلف:
العربية

قول الله عزوجل: "( تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ) (١) " والثمار دانية منهم وهو قوله عزوجل: "( وَ دَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا وَ ذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً ) (٢) " من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار بفيه وهو متكئ وإن الانواع من الفاكهة ليقلن لولي الله: يا ولي الله كني قبل أن تأكل هذا قبلي، قال: وليس من مؤمن في الجنة إلا وله جنان كثيرة معروشات وغير معروشات وأنهار من خمر وأنهار من ماء وأنهار من لبن وأنهار من عسل فإذا دعا ولي الله بغذائه اتي بما تشتهي نفسه عند طلبه الغذاء من غير أن يسمى شهوته قال: ثم يتخلى مع إخوانه ويزور بعضهم بعضا ويتنعمون في جناتهم في ظل ممدود في مثل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وأطيب من ذلك لكل مؤمن سبعون زوجة حوراء وأربع نسوة من الآدميين والمؤمن ساعة مع الحوراء وساعة مع الآدمية وساعة يخلو بنفسه على الارائك متكئا ينظر بعضهم إلى بعض وإن المؤمن ليغشاه شعاع نور و هو على أريكته ويقول لخدامه: ما هذا الشعاع اللامع لعل الجبار لحظني(٣) " فيقول له خدامه: قدوس قدوس جل جلال الله بل هذه حوراء من نسائك ممن لم تدخل بها بعد قد أشرفت عليك من خيمتها شوقا إليك وقد تعرضت لك وأحبت لقاء‌ك فلما أن رأتك متكئا على سريرك تبسمت نحوك شوقا إليك فالشعاع الذي رأيت والنور الذي غشيك هو من بياض ثغرها(٤) وصفائه ونقائه ورقته، قال: فيقول ولي الله: ائذنوا لها فتنزل إلي فيبتدر إليها ألف وصيف وألف وصيفة يبشرونها بذلك فتنزل إليه من خيمتها وعليها سبعون حلة منسوجة بالذهب والفضة، مكللة بالدر والياقوت والزبرجد، صبغهن المسك والعنبر بألوان مختلفة، يرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة طولها سبعون ذراعا وعرض ما بين منكبيها عشرة أذرع فإذا دنت من ولي الله أقبل الخدام بصحائف

____________________

(١) الكهف: ٣١.

(٢) الانسان: ١٤.

(٣) لعل مراده انه افاض على من انواره فتقدس الخدام لما يوهمه ظاهر كلامه، او انه اراد نوعا من اللحظ المعنوي لا يناسب رفعة شأنه تعالى؛ (آت).

(٤) الثغر: مقدم الاسنان.

١٠١

الذهب والفضة، فيها الدر والياقوت والزبرجد فينثرونها عليها ثم يعانقها وتعانقه فلا يمل ولا تمل.

قال: ثم قال أبوجعفر (ع): أما الجنات المذكورة في الكتاب فإنهن جنة عدن وجنة الفردوس وجنة نعيم وجنة المأوى، قال: وإن لله عزوجل جنانا محفوفة بهذه الجنان وإن المؤمن ليكون له من الجنان ما أحب واشتهى، يتنعم فيهن كيف [ي‍] شاء وإذا أراد المؤمن شيئا أو اشتهى إنما دعواه فيها إذا أراد أن يقول: " سبحانك اللهم " فإذا قالها تبادرت إليه الخدم بما اشتهى من غير أن يكون طلبه منهم أو أمر به، وذلك قول الله عزوجل: "( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَکَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ ) " يعني الخدام قال: "( وَ آخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )(١) " يعنى بذلك عندما يقضون من لذاتهم من الجماع والطعام والشراب، يحمدون الله عزوجل عند فراغتهم وأما قوله: "( أُولٰئِکَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ‌ ) (٢) " قال: يعلمه الخدام فيأتون به أولياء الله قبل أن يسألوهم إياه وأما قوله عزوجل: "( فَوَاکِهُ وَ هُمْ مُکْرَمُونَ‌ ) (٣) " قال: فإنهم لا يشتهون شيئا في الجنة إلا أكرموا به.

٧٠ - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير قال: قيل لابي جعفر (ع): وأنا عنده إن سالم بن أبي حفصة وأصحابه يروون عنك أنك تكلم على سبعين وجهها لك منها المخرج؟ فقال: ما يريد سالم مني أيريد أن أجئ بالملائكة والله ما جاء‌ت بهذا النبيون ولقد قال إبراهيم (ع): "( إِنِّي سَقِيمٌ‌ ) (٤) "( وما كان سقيما وما كذب، ولقد قال إبراهيم (ع): " بل فعله كبيرهم هذا ) (٥) " وما فعله وما كذب، ولقد قال يوسف (ع): "( أيتها العير إنكم لسارقون ) (٦) " والله ماكانوا سارقين وما كذب.

____________________

(١) يونس: ١١.

(٢) الصافات: ٤١.

(٣) الصافات: ٤٢.

(٤) الصافات: ٨٨.

(٥) الانبياء: ٦٣.

(٦) يوسف: ٠ ٧.

١٠٢

ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أحدهما (ع) قال: سألته عن قول الله عزو جل:( وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ کَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْ‌ءٌ ) (١) " قال نزلت في ابن أبي سرح الذي كان عثمان استعمله على مصر وهو من كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح مكة هدر دمه(٢) وكان يكتب لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا أنزل الله عزوجل " إن الله عزيز حكيم " كتب " إن الله عليم حكيم " فيقول له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : دعها(٣) فإن الله عليم حكيم وكان ابن أبي سرح يقول للمنافقين: إني لاقول من نفسي مثل ما يجئ به فما يغير علي فأنزل الله تبارك وتعالى فيه الذي أنزل.

٢٤٢ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن محمد ابن مسلم قال: قلت لابي جعفر (ع): قول الله عزوجل: "( وَ قَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَکُونَ فِتْنَةٌ وَ يَکُونَ الدِّينُ کُلُّهُ لِلَّهِ ) "(٤) فقال: لم يجئ تأويل هذه الآيه بعد، إن رسول الله صلى الله عليه آله رخص لهم(٥) لحاجته وحاجة أصحابه فلو قد جاء تأويلها لم يقبل منهم لكنهم يقتلون حتى يوحد الله عزوجل وحتى لا يكون شرك.

____________________

(١) الانعام: ٩٣.

(٢) ذلك قبل ان يحاميه عثمان ويحسر على رسول الله في اخذ الامان له؛ (آت).

(٣) اي اتركها كما نزلت ولا تغيرها وان ما كتبت وان كان حقا لا يجوز تغيير ما نزل من لقرآن فقوله: (فما يغير على، اما افتراء منه على الرسول او هو اشارة إلى ماجرى على لسانه ونزل الوحي مطابقا له؛ (آت).

(٤) الانفال: ٣٩. قال الطبرسيرحمه‌الله : هذا خطاب للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤمنين ان يقاتلوا الكفار حتى لا تكون فتنة اي شرك عن ابن عباس والحسن ومعناه حتى لا يكون كافرا بغير عهد لان الكافر إذا كان بغير عهد كان عزيزا في قومه ويدعو الناس إلى دينه فتكون الفتنة في الدين. وقيل: حتى لا يكون يفتن مؤمن عن دينه ويكون الدين كله لله اي ويجمع اهل الحق واهل الباطل على الدين الحق فيما يعتقدونه ويعملون به فيكون الدين حينئذ كله لله باجتماع الناس عليه وروى زرارة وغيره عن ابي عبداللهعليه‌السلام قال: لم يجئ تأويل هذه الاية ولو قد قام قائمنا بعد وسيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الاية ولو قد قام قائمنا بعد وسيرى من يدركه كما يكون من تأويل هذه الاية وليبلغن دين محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ما بلغ الليل حتى لا يكون شرك على ظهر الارض.

(٥) اي بقبول الجزية من اهل الكتاب والفداء من المشركين واظهار الاسلام من المنافقين مع علمه بكفرهم؛ (آت)

١٠٣

٢٤٤ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (ع) قال: سمعته يقول في هذه الآية: "( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيکُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِکُمْ خَيْراً يُؤْتِکُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْکُمْ وَ يَغْفِرْ لَکُمْ ) (١) " قال: نزلت في العباس وعقيل ونوفل وقال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نهى يوم بدر أن يقتل أحد من بني هاشم وأبوالبختري فاسروا فأرسل عليها (ع) فقال: انظر من ههنا من بني هاشم قال: فمر علي (ع) على عقيل بن أبي طالب كرم الله وجهه فحاد عنه فقال له عقيل: يا ابن ام علي(٢) أما والله لقد رأيت مكاني قال: فرجع إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: هذا أبوالفضل(٣) في يد فلان وهذا عقيل في يد فلان وهذا نوفل بن الحارث في يد فلان فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهى إلى عقيل فقال: له: يا أبا يزيد قتل أبوجهل قال: إذا لا تنازعون في تهامة فقال: إن كنتم أثخنتم(٤) القوم وإلا فاركبوا أكتافهم(٥) فقال: فجئ بالعباس فقيل له: افد نفسك وافد ابن أخيك(٦) فقال: يا محمد تتركني أسأل قريشا في كفي فقال: أعط مما خلفت عند ام الفضل وقلت لها: إن أصابني في وجهي هذا شئ فانفقيه على ولدك ونفسك، فقال له: يا ابن أخي من أخبرك بهذا؟ فقال: أتاني به جبرئيل (ع) من عند الله عزوجل، فقال ومحلوفه(٧) : ما علم بهذا أحد إلا أنا وهي أشهد أنك رسول الله، قال: فرجع الاسرى كلهم مشركين إلا العباس وعقيل ونوفل كرم الله وجوههم وفيهم نزلت هذه الآية " قل لمن في أيديكم من الاسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا إلى آخر الآية ".

____________________

(١) الانفال: ٧٠.

(٢) اي ارحم علي او اقبل علي.

(٣) هو كنية عباس بن عبدالمطلب.

(٤) (فقال) اي عقيل وقال الجوهري: اثخنه اي اوهنه بالجراحة واضعفه؛ (آت)..

(٥) اي اتبعوهم وشدوا خلفهم وان اثخنتموهم فخلوهم. وقيل: القائل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وركوب الاكتاف كناية عن شد وثاقهم اي ان ضعفوا بالجراحات فلا يقدرون على الهرب فخلوهم والا فشدوهم لئلا يهربوا وتكونوا راكبين على اكتافهم اي مسلطين عليهم؛ (آت)..

(٦) في بعض النسخ (ابني اخيك) اي نوفلا وعقيلا.

(٧) اي بالذي حلف به.

(٨) قال الطبرسيرحمه‌الله انما ذكر الايدي لان من كان في وثاقهم فهو بمنزلة من يكون في ايديهم لاستيلائهم عليه، (من الاسرى) يعني اسراء بدر الذين اخذ منهم الفداء،( إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِکُمْ خَيْراً ) اي اسلاما واخلاصا او رغبة في الايمان وصحة نية،( يُؤْتِکُمْ خَيْراً ) اي يعطكم خيرا (مما اخذ منكم) من الفداء اما في الدنيا والاخرة واما في الاخرة،( وَ يَغْفِرْ لَکُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌ ) روى عن العباس ابن عبدالمطلب إنه قال: نزلت هذه الاية في وفي اصحابي كان معي عشرون اوقية ذهبا فاخذت مني فاعطاني الله مكانها عشرين عبدا كل منهم يضرب بمال كثير وادناهم يضرب بعشرى الف درهم مكان العشرين اوقية واعطاني زمزم وما احب ان لى بها جميع اموال اهل مكة وانا انتظر المغفرة من ربي، قال قتاده:=

١٠٤

٢٤٥ - أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن أبن مسكان، عن أبي بصير، عن أحدهما (ع) في قول الله عزوجل: " أجعلتم سقاية الحاج

____________________

=ذكر لنا ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لما قدم عليه مال البحرين ثمانون الفا وقد توضأ لصلاة الظهر فما صلى يومئذ حتى فرقه وامر العباس ان ياخذ منه يحثى فاخذ فكان العباس يقول: هذا خير مما اخذ مني وارجو المغفرة. انتهى. وابوالبختري هو العاص بن هشام بن الحارث بن اسد ولم يقبل امان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك اليوم وقتل فالضمير في قوله (ع): (اسروا) راجع إلى بني هاشم وابوالبختري معطوف على احد لانه لم يكن من بني هاشم وقد كان نهى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قتله ايضا قال: ابن ابي الحدبد قال: الواقدي نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قتل ابي البختري وكان قد لبس السلاح بمكة يوما قبل الهجرة في بعض ما كان ينال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من الاذى وقال: لا يعرض اليوم احد لمحمد باذى الا وضعت فيه السلاح فشكر ذلك له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال ابوداود المازني: فلحقته يوم بدر فقلت له: ان رسول لله نهى عن قتلك ان اعطيت بيدك قال: وما تريد إلى ان كان قد نهى عن قتلى فقد كنت ابليته ذلك فاما ان اعطى بيدى فواللات والعزى لقد علمت نسوة مكة اني لا اعطي بيدي وقد عرفت انك لا تدعني فافعل الذي تريد فرماه ابوداود بسهم وقال: اللهم سهمك وابوالبخترى عبدك فضعه في مقتله وابوالبختري دارع ففتق السهم الدرع فقتله قتال الواقدي: ويقال ان المجذر بن زياد قتل ابا البختري ولا يعرفه فقال المجذر في ذلك شعرا عرف منه انه قاتله. وفي رواية محمد بن اسحاق ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نهى يوم بدر عن قتل ابي البختري واسمه الوليد بن هشام بن الحارث بن اسد بن عبد الغزى لانه كان اكف الناس عن رسول الله لمكة كان لا يؤديه ولا يبلغه عني شئ يكرهه وكان فيمن قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بن هاشم فلقيه المجذر بن زياد البلوى حليف الانصار فقال له: ان رسول الله نهانا عن قتلك ومع ابي البخترى زميل له خرج معه من مكة يقال له: جنادة بن مليحة فقال ابوالبخترى: وزميلي قال المجرد: والله ما نحن بتاركي زميلك مانهانا رسول الله الا عنك وحدك قال: إذا والله لاموتن انا وهو جميعا لا تتحدث عني نساء اهل مكة اني تركت زميلي حرصا على الحياة فنازله المجذر وارتجز ابوالبختري فقال:

لن يسلم ابن حرة زميله

حتى يموت او يرى سبيله

ثم اقتتلا فقتله الجدر وجاء إلى رسول الله فاخبره وقال: والذي بعثك بالحق لقد جهدت ان يستاسر فاتيك به فابى الا القتال فقاتلته فقتلته ثم قال: قال: محمد بن اسحاق: وقد كان رسول الله في اول الواقعة نهى ان يقتل احد من بني هاشم وروى باسناده عن ابن عباس انه قال: قال النبي لاصحابه: اني عد عرفت ان رجالا من بني هاشم وغيرهم قد اخرجوا كرها لا حاجة لنا بقتلهم فمن لقى منكم احدا من بني هاشم فلا يقتله ومن لقى ابا البخترى فلا يقتله ومن لقى العباس بن عبدالمطلب عم رسول الله فلا يقتله فانه انما اخرج مستكرها؛ (آت)..

١٠٥

وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر(١) " نزلت في حمزة وعلي وجعفر والعباس وشيبة، إنهم فخروا بالسقاية والحجابة فأنزل الله عزوجل "( أَ جَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَ عِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ کَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ) " وكان علي وحمزة وجعفر صلوات الله عليهم الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله.

٢٤٦ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام ابن سالم، عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله تعالى: "( وَ إِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ) (٢) " قال: نزلت في أبي الفصيل إنه كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عنده ساحرا فكان إذا مسه الضر يعني السقم دعا ربه منيبا إليه يعني تائبا إليه من قوله في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يقول " ثم إذا خوله نعمة منه (يعني العافية) نسي ما كان يدعوا إليه من قبل " يعني نسي التوبة إلى الله عزوجل مما كان يقول في رسول الله صلى الله عليه آله إنه ساحرولذلك قال الله عزوجل: "( قُلْ تَمَتَّعْ بِکُفْرِکَ قَلِيلاً إِنَّکَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ) (٣) " يعني إمرتك على الناس بغير حق من الله عزوجل ومن رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ثم قال أبوعبدالله (ع) ثم عطف القول من الله عزوجل في علي (ع) يخبر بحاله و فضله عند الله تبارك وتعالى فقال: "( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَ قَائِماً يَحْذَرُ

____________________

(١) التوبة: ١٩.

قال الطبرسي: قيل: انها نزلت في علىعليه‌السلام وعباس بن عبدالمطلب وطلحة بن شيبة وذلك انهم افتخروا، فقال طلحة: انا صاحب البيت ويبدي مفتاحه ولو اشاء بت فيه، وقال العباس: انا صاحب السقاية والقائم عليها، وقال علي بن ابي طالبعليه‌السلام : لا ادري ما تقولان، لقد صليت إلى القبلة ستة اشهر قبل الناس وانا صاحب الجهاد، عن الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي. انتهى.

(٢) الزمر: ٨. وقوله: (منيبا) اي لزوال ما ينازع العقل في الدلالة على ان مبدأ الكل منه، (ثم إذا خوله) اي اعطاه من الخول وهو التعهد او الخول وهو الافتخار، (نعمة منه) اي من الله (نسي) اي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه او ربه الذي كان يتضرع اليه. (البيضاوي) واعلم ان ما ذكره عله السلام في معنى الاية هو التأويل كما صرح به.

(٣) الزمر: ٨.

١٠٦

الْآخِرَةَ وَ يَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ (أن محمد رسول الله)وَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ (أن محمدا رسول الله وأنه ساحر كذاب)إِنَّمَا يَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ )(١) " قال: ثم قال أبوعبدالله (ع): هذا تأويله يا عمار.

٢٤٧ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان قال: تلوت عند أبي عبدالله (ع) " واعدل منكم " فقال "( ذَوَا عَدْلٍ مِنْکُمْ ) "(٢) هذا مما أخطأت فيه الكتاب.

٢٤٨ - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن رجل، عن أبي جعفر (ع) "( لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ (لم تُبْدَ لَکُمْ) إِنْ تُبْدَ لَکُمْ تَسُؤْکُمْ ) (٣) ".

٢٤٩ - علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن محمد بن مروان قال: تلا أبوعبدالله (ع) " وتمت كلمت ربك (الحسنى) صدقا

____________________

(١) الزمر: ٩.

(٢) المائدة ٩٥. وهذا ورد في جزاء الصيد حيث قال تعالى (ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم) والمشهور بين المفسرين وما دلت عليه اخبار اهل البيتعليهم‌السلام وانعقد عليه احماع الاصحاب هو ان المماثلة معتبرة في الخلقة، ففي النعامة بدنة وفي حمار الوحش شبه البقرة وفي الظبي شاة. وقال ابراهيم النخعي: يوم الصيد قيمة عادلة ثم يشتري بثمنه مثله من النعم، (يحكم به ذوا عدل منكم) ذهب المفسرون إلى ان المراد انه يحكم في التقويم والمماثلة في الخلقة العدلان لانهما يحتاجان إلى نظر واجتهاد، هذا مبني على القراء‌ة المشهورة من لفظ التثنية وقد اشتهر بين المفسرين ان قراء‌ة اهل البيتعليهم‌السلام بلفظ المفرد وقال الشيخ الطبرسيرحمه‌الله : قراء‌ة محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام : (يحكم به ذو عدل منكم) وقال البيضاوي وقرئ (ذو عدل) على ارادة الجنس. والمعنى على هذه القراء‌ة انه يحكم بالمماثلة النبي أو الامام الموصوفان بالعدل والاستقامة في جميع الاقوال والافعال وقد حكموا بما ورد في اخبارهم من بيان المماثلة وعلى قراء‌ة التثنية ايصضا يحتمل ان يكون المعنى ذلك بان يكون المراد النبي والامامعليهما‌السلام ؛ (آت).

(٣) المائدة: ١٠٠ (لم تبد لكم) ذكرهعليه‌السلام تفسيرا للاية الكريمة.

١٠٧

وعدلا " فقلت: جعلت فداك إنما نقرؤها "( وَ تَمَّتْ کَلِمَةُ رَبِّکَ صِدْقاً وَ عَدْلاً ) (١) " فقال إن فيهاالحسنى.

٢٥٠ - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، عن عبدالله بن القاسم البطل، عن أبي عبدالله (ع) في قوله تعالى: "( وَ قَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْکِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ) (٢) " قال: قتل علي بن أبي طالب (ع) وطعن الحسن (ع) " ولتعلن علوا كبيرا " قال: قتل الحسين (ع) " فإذا جاء وعد أوليهما " فإذا جاء نصر دم الحسين (ع): بعثنا عليكم عبادا لنا أولي باس شديد فجاسوا خلال الديار " قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم (ع) فلا يدعون وترا لآل محمد(٣) إلا قتلوه " وكان وعدا مفعولا " خروج القائم (ع) " ثم رددنا لكم الكرة عليهم " خروج الحسين (ع) في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان(٤) المؤدون إلي الناس أن هذا الحسين قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه وإنه ليس بدجال ولا شيطان والحجة القائم بين أظهرهم فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين (ع) جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله ويكفنه و يحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي (ع)(٥) ولا يلي الوصي إلا الوصي.

١ ٢٥ - سهل، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن حفص التميمي قال: حدثني أبو جعفر الخثعمي(٦) قال: قال لما سير عثمان أبا ذر إلى الربذة(٧) شيعه أمير المؤمنين وعقيل و الحسن والحسين (عل) وعمار بن ياسر رضى الله عنه فما كان عند الوداع قال أمير المؤمنين

____________________

(١) الانعام: ١١٥. (فيها الحسنى) اي تمة كلمته الحسنى وهو بيان الاية.

(٢) الاسراء: ٤. وما ذكرهعليه‌السلام هو التأويل.

(٣) الوتر بالكسر: الجناية اي صاحب وتر وجناية على آل محمدعليهم‌السلام ؛ (آت).

(٤) لعل المراد انها صقلت وذهبت في موضعين: امامها وخلفها. وقوله: (المؤدون) اي هم المؤدون؛ (آت).

(٥) انما يغسلهعليه‌السلام لانه من بين الائمةعليهم‌السلام شهيد في المعركة ولا يجب عليه الغسل وان مات بعد الرجعة؛ (آت).

(٦) الظاهر انه محمد بن حكيم من اصحاب ابي عبدالله وابي الحسنعليهما‌السلام والخبر مضمر او موقوف.

(٧) هي مدفن ابي ذر قرب المدينة.

١٠٨

(ع): يا أبا ذر إنك إنما غضبت لله عزوجل فارج من غضبت له، إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك فارحلوك عن الفناء(١) وامتحنوك بالبلاء والله لو كانت السماوات والارض على عبد رتقا ثم اتقى الله عزوجل جعل له منها مخرجا فلا يؤنسك إلا الحق ولا يوحشك إلا الباطل.

ثم تكلم عقيل فقال: يا أبا ذر أنت تعلم أنا نحبك ونحن نعلم أنك تحبنا وأنت قد حفظت فينا ما ضيع الناس إلا القليل فثوابك على الله عزوجل ولذلك أخرجك المخرجون وسيرك المسيرون فثوابك على الله عزوجل فاتق الله واعلم أن استعفاء‌ك البلاء من الجزع واستبطاء‌ك العافية من اليأس، فدع اليأس والجزع وقل: حسبي الله ونعم الوكيل. ثم تكلم الحسن (ع) فقال: يا عماه إن القوم قد أتوا إليك ما قد ترى وإن الله عزوجل بالمنظر الاعلى(٢) فدع عنك ذكر الدنيا بذكر فراقها وشدة ما يرد عليك لرخاء ما بعدها واصبر حتى تلقى نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو عنك راض إن شاء الله.

ثم تكلم الحسين (ع) فقال: يا عماه إن الله تبارك وتعالى قادر أن يغير ماترى وهو كل يوم في شأن(٣) إن القوم منعوك دنياهم ومنعتهم دينك فما أغناك عما منعوك وما أحوجهم إلى ما منعتهم، فعليك بالصبر فإن الخير في الصبر والصبر من الكرم ودع الجزع فإن الجزع لا يغنيك.

ثم تكلم عماررضي‌الله‌عنه فقال: يا أبا ذر أوحش الله من أوحشك وأخاف من أخافك إنه والله مامنع الناس أن يقولوا الحق إلا الركون إلى الدنيا والحب لها، ألا

____________________

(١) فناء الدار: ما امتد من جوانبها والمراد اما فناء دارهم او دارك او دار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ (آت)

(٢) اي مشرف على جميع الخلق وهو كناية عن علمه بما يصدر عنهم وانه لا يعزب عن علمه شئ من امورهم؛ (آت).

(٣) اي في خلق وتقدير وتغيير وقضاء حاجة ودفع كربة ورفع قوم ووضع آخرين ورزق و تربية وسائر ما يتعلق بقدرته وحكمته تعالى والغرض تسلية ابي ذر بانه يمكن ان يتغير الحال؛ (آت).

١٠٩

إنما الطاعة مع الجماعة(١) والملك لمن غلب وإن هؤلاء القوم دعوا الناس إلى دنياهم فأجابوهم إليها ووهبوا لهم دينهم فخسروا الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.

ثم تكلم أبوذررضي‌الله‌عنه فقال: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته بأبي وامي هذه الوجوه فإني إذا رأيتكم ذكرت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بكم ومالي بالمدينة شجن(٢) لاسكن غيركم وإنه ثقل على عثمان جواري بالمدينة كما ثقل على معاوية بالشام فآلى أن يسيرني إلى بلدة(٣) فطلبت إليه أن يكون ذلك إلى الكوفة فزعم أنه يخاف أن أفسد على أخيه(٤) الناس بالكوفة وآلى بالله ليسيرني إلى بلدة لا أرى فيهاأنيسا ولا أسمع بها حسيسا(٥) وإني والله ما أريد إلا الله عزوجل صاحبا ومالي مع الله وحشة، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين.

٢٥٢ - أبوعلى الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، والحجال جميعا، عن ثعلبة، عن عبدالرحمن بن مسلمة الجريري قال: قلت لابي عبدالله (ع) يوبخونا ويكذبونا إنا نقول: إن صيحتين تكونان(٦) ، يقولون: من أين تعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا؟ قال: فماذا تردون عليهم؟ قلت: ما نرد عليهم شيئا، قال: قولوا: يصدق بها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل إن الله عزوجل يقول: "( أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَکُمْ کَيْفَ تَحْکُمُونَ‌ ) (٧) ".

____________________

(١) اكثر الناس يتبعون الجماعات وان كانوا على الباطل، على وفق الفقرة التالية؛ (آت).

(٢) الشجن بالتحريك: الحاجة.

(٣) (فآلى) اي حلف.

(٤) يعني الوليد بن عقبة آخا عثمان لامه وكان عثمان ولاه الكوفة وذكر الزمخشري وغيره انه صلى بالناس وهو سكران صلاة الفجر اربعا وقال: هل ازيدكم؛ (آت).

(٥) الحسيس: الصوت الخفي.

(٦) اي التي كانت في اول النهار وهي الحق والتي كانت في اخره وهي الباطل وذلك عند قيام القائم.

(٧) يونس: ٣٥ وقوله: (يهدي) اصله يهتدي فادغمت التاء في الدال.

١١٠

٢٥٣ - عنه، عن محمد، عن ابن فضال، والحجال، عن داود بن فرقد قال: سمع رجل من العجلية هذا الحديث قوله(١) : ينادي مناد ألا إن فلان بن فلان وشيعته هم الفائزون أول النهار وينادي آخر النهار ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون، قال: وينادي أول النهار منادي آخر النهار(٢) فقال الرجل: فما يدرينا أيما الصادق من الكاذب؟ فقال: يصدقه(٣) عليها من كان يؤمن بها قبل أن ينادي، إن الله عزوجل يقول: " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى - الآية - ".

٢٥٤ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (ع) قال: لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان(٤) فيما بينهم فإذا اختلفوا طمع الناس وتفرقت الكلمة وخرج السفياني.

حديث الصيحة

٢٥٥ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران وغيره، عن إسماعيل بن الصباح قال: سمعت شيخا يذكر عن سيف بن عميرة قال: كنت عند أبي الدوانيق فسمعته يقول ابتداء من نفسه: يا سيف بن عميرة لا بد من مناد ينادي باسم رجل من ولد أبي طالب، قلت: يرويه أحد من الناس؟ قال: والذي نفسي بيده لسمعت اذني منه يقول: لا بد من مناد ينادي باسم رجل، قلت: يا أمير المؤمنين إن هذا الحديث ما سمعت بمثله

____________________

(١) هذا الخبر مضمر او موقوف وقوله: من العجلية كانها نسبة إلى قبيلة، وفي بعض النسخ (العجلية)؛ (آت).

(٢) (منادى آخر النهار) بصيغة المجهول اي يخبر منادى اول النهار عن منادى آخر النهار ويقول: انه شيطان فلا تتبعوه؛ (آت).

(٣) اي قال الامام او الراوى الذي يناظر الرجل العجلى؛ (آت).

(٤) اي بنو العباس وهذا احذ اسباب خروج القائمعليه‌السلام وان تأخر، قال الفاضل الاسترآبادي المراد ان بنى العباس لم يتفق الملوك على خليفة وهذا معنى تفرق الكلمة ثم تمضى بعد ذلك مدة مديدة إلى خروج السفياني ثم إلى ظهور القائم؛ (آت).

١١١

قط، فقال لي: يا سيف إذا كان ذلك فنحن أول من يجيبه أما إنه أحد بني عمنا، قلت: أي بني عمكم؟ قال: رجل من ولد فاطمةعليها‌السلام ، ثم قال: يا سيف لو لا أني سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقوله، ثم حدثني به أهل الارض ما قبلته منهم ولكنه محمد بن علي (ع).

٢٥٦ - على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: كنت مع أبي جعفر (ع) جالسا في المسجد إذا أقبل داود بن علي وسليمان بن خالد وأبوجعفر عبدالله بن محمد أبوالدوانيق فقعدوا ناحية من المسجد فقيل لهم: هذا محمد بن علي جالس، فقام إليه داود بن علي وسليمان بن خالد(١) وقعد أبوالدوانيق مكانه حتى سلموا على أبي جعفر (ع) فقال لهم أبوجعفر (ع): ما منع جباركم من أن يأتيني فعذروه عنده(٢) فقال عند ذلك أبوجعفر محمد بن علي (ع): أما والله لا تذهب الليالي والايام حتى يملك ما بين قطريها(٣) ، ثم ليطان الرجال عقبه ثم لتذلن له رقاب الرجال ثم ليملكن ملكا شديدا، فقال له داود بن علي: وإن ملكنا قبل ملككم؟ قال: نعم يا داود إن ملككم قبل ملكنا وسلطانكم قبل سلطاننا، فقال له داود: أصلحك الله فهل له من مدة؟ فقال: نعم يا داود والله لا يملك بنو أمية يوما إلا ملكتم مثليه ولا سنة إلا ملكتم مثليها(٤) وليتلقفها الصبيان منكم كما تلقف الصبيان الكرة،

____________________

(١) داود بن على هو عم السفاح وسليمان بن خالد في بعض النسخ (سليمان بن مخالد) وفي بعضها (مجالد) وفي بعضها (مخلد).

(٢) بالتخفيف اي اظهر واعذره وبالتشديد اي ذكروا في العذر اشياء لا حقيقة لها فان المعذر بالتشديد هو المظهر للعذر اعتلالا من غير حقيقة له في العذر كما ذكره الجوهري؛ (آت).

(٣) اي الارض المعلومة بقرينة المقام.

(٤) لعل المراد اصل الكثرة والزيادة لا الضعف الحقيقي كما يقال في كرتين ولبيك اذ كان ملكهم اضعاف ملك بني امية وفي هذا الابهام حكم كثيرة منها عدم طغيانهم ومنها عدم يأس اهل الحق.

وتلقف الشئ: تناوله بسرعة اي يسهل لهم تناول الخلافة بحيث يتيسر لصبيانهم من غير منازع؛ (آت).

١١٢

فقام داود بن علي من عند أبي جعفر (ع) فرحا يريد أن يخبر أبا الدوانيق بذلك فلما نهضا جميعا هو وسليمان بن خالد ناداه أبوجعفر (ع) من خلفه يا سليمان بن خالد لا يزال القوم في فسحة من ملكهم مالم يصيبوا منا دما حراما - وأومأ بيده إلى صدره - فإذا أصابوا ذلك الدم فبطن الارض خير لهم من ظهرها فيومئذ لا يكون لهم في الارض ناصر ولا في لاسماء عاذر، ثم انتطلق سليمان بن خالد فأخبر أبا الدوانيق فجاء أبوالدوانيق إلى أبى جعفر (ع) فسلم عليه ثم أخبره بما قال له داود بن علي وسليمان بن خالد، فقال له: نعم يا أبا جعفر دولتكم قبل دولتنا وسلطانكم قبل سلطاننا، سلطانكم شديد عسر لا يسر فيه.

وله مدة طويلة والله لا يملك بنو امية يوما إلا ملكتم مثليه ولا سنة إلا ملكتم مثليها ليتلقفها صبيان منكم فضلا عن رجالكم كما يتلقف الصبيان الكرة أفهمت؟ ثم قال: لا تزالون في عنفوان الملك ترغدون فيه ما لم تصيبوا منا دما حراما(١) فإاذ اصبتم ذلك الدم غضب الله عزوجل عليكم فذهب بملككم وسلطانكم وذهب بريحكم(٢) وسلط الله عزوجل عليكم عبدامن عبيده أعور(٣) - وليس بأعور من آل

____________________

(١) (عنفوان) بضم العين والفاء اي أوله. وقوله: (ترغذون) يقال: رغد اي واسعة طيبة. وقوله: (ما لم تصيبوا منا دما حراما) المراد قتل اهل البيتعليهم‌السلام ولو كان بالسم مجازا ويكون قتل الائمةعليهم‌السلام سببا لسرعة زوال ملك كل واحد منهم فعل ذلك او قتل السادات الذين قتلوا في زمان ابي جعفر الدوانيقي وفي زمان الرشيد على ما ذكره الصدوق في العيون وكذا ما قتلوا في الفخ من السادات ويحتمل ان يكون اشارة إلى قتل رجل من العلويين قتلوه مقارنا لانقضاء دولتهم؛ (آت).

(٢) الريح قد تكون بمعنى الغلبة والقوة ومنه قوله تعالى: (وتذهب ريحكم) (الصحاح).

(٣) (اعور) اي الدني الاصل، السئ الخلق وهو اشارة إلى هلا كوخان. قال الجزري: فيه: لما اعترض ابولهب على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عند اظهاره الدعوة قال له ابوطالب: يا اعور ما انت وهذا لم يكن ابولهب اعور لكن العرب تقول لمن ليس له اخ من ابيه وامه: اعور و قيل: انهم يقولون للردى من كل شئ من الامور والاخلاق: اعور وللمؤنث عوراء. وقوله: (ليس باعور من آل ابي سفيان) اي ليس ذلك الاعور من آل ابي سفيان بل من طائفة الترك؛ (آت).

١١٣

أبي سفيان - يكون استيصالكم على يديه وأيدي أصحابه ثم قطع الكلام.

٢٥٧ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن المفضل بن مزيد، عن أبي عبدالله (ع) قال: قلت له أيام عبدالله بن علي(١) : قد اختلف هؤلاء فيما بينهم فقال: دع ذاعنك إنما يجئ فساد أمرهم من حيث بدا صلاحهم(٢) .

٢٥٨ - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن بدر بن الخليل الازدى قال: كنت جالسا عند أبي جعفر (ع) فقال: آيتان تكونان قبل قيام القائم (ع) لم تكونا منذ هبط آدم إلى الارض: تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره فقال، رجل: يا ابن رسول الله تنكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف؟ ! فقال أبوجعفر (ع): إني أعلم ما تقول ولكنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم (ع).

٢٥٩ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: خرجت أنا وأبي حتى إذا كنا بين القبر والمنبر إذا هو باناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال: إني والله لاحب رياحكم وأرواحكم(٤) فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد(٥) واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والاجتهاد

____________________

(١) لعل المراد عبدالله بن محمد بن على بن عبدالله بن العباس ثاني خلفاء بني العباس نسب إلى جده؛ (آت).

(٢) اي كما انه ظهرت دولتهم على يد رجل جاء من قبل المشرف وهو ابومسلم المروزى كذلك يكون انقراض دولتهم على يد رجل يخرج من هذه الناحية وهو هلاكو؛ (آت) هذا من اخبار الغيب لان الكافي صنف في صدر الدولة لعباسية.

(٣) اي انت تقول: ان هذا خلاف المعهود وما يحكم به المنجمون ولد قلت: انهما من الايات الغريبة التي لم يعهد وقوعها، وعلى مثل هذا حمل الصدوقرحمه‌الله ما ورد من ادخالهما في البحر عند الانكساف والانخساف؛ (آت)

(٤) الرياح جمع الريح والمراد هنا الريح الطيب والغلبة او القوة او النصرة او الدولة. والارواح اما جمع الروح بالضم او بالفتح بمعنى نسيم الريح والراحة؛ (آت).

(٥) اي على ماهو لازم الحب من الشفاعة؛ (آت)

١١٤

ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله، أنتم شيعة الله وأنتم أنصارالله وأنتم السابقون الاولون والسابقون الآخرون والسابقون في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى الجنة، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله(١) عزوجل وضمان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والله ما على درجة الجنة أكثر أرواحا منكم فتنافسوا في فضايل الدرجات، أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء(٢) وكل مؤمن صديق ولقد قال أمير المؤمنين (ع): لقنبر: يا قنبر ابشر وبشر واستبشر(٣) فوالله لقد مات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو على امته ساخط إلا الشيعة.

ألا وإن لكل شئ عزا وعز الاسلام الشيعة.

ألا وإن لكل شئ دعامة ودعامة الاسلام الشيعة(٤) .

ألا وإن لكل شئ ذروة وذروة الاسلام الشيعة(٥) .

ألا وإن لكل شئ شرفا وشرف الاسلام الشيعة.

ألا وإن لكل شئ سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة.

ألا وإن لكل شئ إماما وإمام الارض أرض تسكنها الشيعة.

والله لو لا ما في الارض منكم ما رأيت بعين عشيبا أبدا والله لو ما في الارض منكم ما أنعم الله على أهل خلافكم ولا أصابوا الطيبات مالهم في الدنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب، كل ناصب وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية "( عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً ) (٦) " فكل ناصب مجتهد فعمله هباء، شيعتنا ينطقون بنور الله عزوجل(٧) ومن خالفهم ينطقون بتفلت(٨) ، والله ما من عبد من شيعتناينام إلا أصعد الله عزوجل روحه إلى السماء

____________________

(١) اي بسبب ان الله ضمن لكم الجنة او ضمناها لكم من قبل الله وبامره ويحتمل ان يكون الباء بمعنى مع؛ (آت)

(٢) اي في الجنة على صفة الحورية في الحسن والجمال. (آت).

(٣) اي خذ هذه البشارة و (بشر) اي غيرك و (استبشر) اي افرح وسر بذلك؛ (آت).

(٤) الدعامة بالكسر: عماد البيت.

(٥) الذروة من كل شئ اعلاه.

(٦) الغاشية: ٣ و ٤.

(٧) في بعض النسخ (بامر الله عزوجل).

(٨) اي يصدر عنهم فلتة من غير تفكر وروية واخذ عن صادق؛ (آت).

١١٥

فيبارك عليها فإن كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز رحمته وفي رياض جنة وفي ظل عرشه وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه، والله إن حاجكم وعماركم لخاصة الله عزو جل وإن فقراء‌كم لاهل الغنى(١) وإن أغنياء‌كم لاهل القناعة وإنكم كلكم لاهل دعوته وأهل إجابته(٢) .

٢٦٠ - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله عن عبدالرحمن، عن عبدالله بن القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبدالله (ع) مثله وزاد فيه ألا وإن لكل شئ جوهرا وجوهر ولد آدم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ونحن وشيعتنا بعدنا، حبذاشيعتنا ماأقربهم من عرش الله عزوجل وأحسن صنع الله إليهم يوم القيامة والله لولا أن يتعاظم الناس ذلك(٤) أويدخلهم زهو(٥) لسلمت عليهم الملائكة قبلا والله ما من عبد من شيعتنا يتلو القرآن في صلاته قائما إلا وله بكل حرف مائة حسنة ولا قرأ في صلوتهجالساإلا وله بكل حرف خمسون حسنة ولا في غير الصلاة إلا وله بكل حرف عشر حسنات وإن للصامت من شيعتنا لاجر من قرأ القرآن ممن خالفه(٦) أنتم والله على فرشكم نيام لكم أجر المجاهدين(٧) وأنتم والله في صلاتكم لكم أجر الصافين في سبيله، أنتم والله الذين قال الله عزوجل: "( وَ نَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى

____________________

(١) اي غنى النفس والاستغناء عن الخلق بتوكلهم على ربهم؛ (آت).

(٢) اي دعاكم الله إلى دينه وطاعته فاجبتموه اليها؛ (آت).

(٣) اي كما ان الجواهر ممتازة من سائر اجزاء الارض بالحسن والبهاء والنفاسة والندرة فكذاهم بالنسبة إلى سائر ولد آدمعليه‌السلام ؛ (آت)

(٤) اي لولا ان يعدوه عظيما ويصير سببا لغلوهم فيهم؛ (آت)

(٥) والزهو. الكبر والفخر وقوله: (قبلا) اي عيانا ومقابلة.

(٦) اي اجره التقديري اي لو كان له اجر مع قطع النظر عما يتفضل به على الشيعة كانه له اجر واحد فهذا ثابت للساكت من الشيعة؛ (آت)

(٧) اي في سائر احوالهم غير حالة المصافة مع العدد؛ (آت)

١١٦

سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ‌ ) (١) " إنما شيعتنا اصحاب الاربعة الاعين: عينان في الرأس وعينان في القلب ألا والخلائق كلهم كذلك، ألا إن الله عزوجل فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم.

٢٦١ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن منصور بن يونس، عن عنبسة بن مصعب قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: أشكو إلى الله عزوجل وحدتي وتقلقلي(٢) بين أهل المدينة حتى تقدموا وأراكم وآنس بكم فليت هذه الطاغية أذن لي فأتخذ قصرا في الطائف فسكنته وأسكنتكم معي وأضمن له أن لا يجئ من ناحيتنا مكروه أبدا.

٢٦٢ - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب قال: أنشد الكميت أبا عبدالله (ع) شعرا فقال: أخلص الله لي هواي فما اغرق نزعا ولا تطيش سهامي(٣) .

فقال أبوعبدالله (ع): لا تقل هكذا فما أغرق نزعا ولكن قل: فقد أغرق نزعا ولا تطيش سهامي(٤) .

٢٦٣ - سهل بن زياد، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن سفيان بن

____________________

(١) الحجر: ٤٧. والغل: العداوة والشحناء ويقال: الغل: الحسد.

(٢) التقلقل: التحرك والاضطراب وفي بعض النسخ (تقلقى) والقلق الانزعاج.

(٣) اي جعل الله محبتي خالصة لكم فصار تاييده تعالى سببا لان لا اخطئ الهدف واصيب كلما اريده من مدحكم وان لم ابالغ فيه. يقال: اغرق النازع في القوس إذا استوفى مدها ثم استعير لمن بالغ في كل شئ ويقال: طاش السهم عن الهدف اي عدل؛ (آت)

(٤) لعلهعليه‌السلام نهاه عن ذلك لايهامه تقصير او عدم اعتناء في مدحهمعليهم‌السلام وهذا لا يناسب مقام المدح، او لان الاغراق في النزع لا مدخل له في اصابة الهدف بل الامر بالعكس مع ان فيما ذكره معنى لطيفا كاملا وهو ان المداحون إذا بالغوا في مدح ممدوحهم خرجوا عن الحق وكذبوا فيما اثبتوا للممدوح كما ان الرامى إذا اغرق نزعا اخطا الهدف، واني في مدحكم كلما ابالغ في المدح لا يخرج سهمى عن هدف الحق والصدق ويكون مطابقا للواقع. ويحتمل على بعد ان يكون غرضهعليه‌السلام مدحه وتحسينه بانك لا تقصر في مدحنا بل تبذل هدك فيه؛ (آت)

١١٧

مصعب العبدي قال: دخلت على أبي عبدالله (ع) فقال: قولوا لام فروة تجئ(١) فتسمع ماصنع بجدها، قال: فجاء‌ت فقعدت خلف الستر ثم قال: أنشدنا قال: فقلت: " فروجودي بدمعك المسكوب(٢) " قال: فصاحت وصحن النساء فقال: أبوعبدالله (ع) الباب الباب(٣) فاجتمع أهل المدينة على الباب قال: فبعث إليهم أبوعبدالله (ع) صبي لنا غشي عليه فصحن النساء.

٢٦٤ - سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بأبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن بعض رجاله عن أبي عبدالله (ع) قال: لما حفر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الخندق مروا بكدية(٤) فتناول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المعول من يد أمير المؤمنين (ع) أو من يد سلمانرضي‌الله‌عنه (٥) فضرب بها ضربة فتفرقت بثلاث فرق، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد فتح علي في ضربتي هذه كنوز كسرى وقيصر، فقال أحدهما لصاحبه: يعدنا بكنوز كسرى وقيصر ما يقدر أحدنا أن يخرج يتخلى(٦) .

____________________

(١) ام فروة هز كنية لام الصادقعليه‌السلام ينت القاسم بن محمد بن ابي بكر ولبنتهعليه‌السلام على ما ذكره الشيخ الطبرسيرحمه‌الله في اعلام الورى والمراد هنا الثانية والمراد بجدها الحسين ابن علىعليهما‌السلام ؛ (آت)

(٢) قوله: (فروجودي) خطاب لام فروة فاختصر من اوله واخره ضرورة وترخيما ويدل على عدم حرمة سماع صوت الرجال على النساء؛ (آت)

(٣) اي راقبوا الباب وواظبوه لئلا يطلع علينا المخالفون.

(٤) قال الجزرى: الكدية بالضم: قطعة غليظة صلبد لا يعمل فيه الفاس.

(٥) الترديد من الراوى ويحتمل ان يكون من الامام اشارد بذلك إلى اختلاف روايات العامة وهو بعيد؛ (آت)

(٦) خبر الصخرة من المتواترات قد رواه الخاصة والعامة باسانيد كثيرة فقد روى الصدوق باسناده إلى البراء بن عازب قال. لما امر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بحفر الخندق عرض له صخرة عظيمة شديدة في عرض الخندق لا تاخذ منها امعاول فجاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما رآها وضع ثوبه واخذ المعول قال: بسم الله وضرب ضربة فكسر ثلثها وقال: الله اكبر اعطيت مفاتيح الشام والله اني لابصر قصورها الحمراء الساعة ثم ضرب الثانية فقال: بسم الله ففلق ثلثا آخر فقال: الله اكبر اعطيت مفاتيح فارس والله انى لابصر قصر المدائن الابيض، ثم ضرب الثالثة ففلق بقية الحجر وقال: الله اكبر اعطيت مفاتيح اليمن والله لابصر ابواب الصنعاء مكاني هذا.

وقال على بن ابراهيم: فلما كان في اليوم الثاني بكروا إلى الحفر وقعد رسول الله في مسجد الفتح فبينا المهاجرون يحفرون اذ عرض لهم جبل لم يعمل المعاول فيه فبعثوا جابر بن عبدالله لانصارى إلى رسول الله يعلمه ذلك يقال جابر: فجئت إلى المسجد ورسول الله مستلق على قفاه ورداء‌ه تحت رأسه وقد شد على بطنه حجرا فقلت: يا رسول الله انه قد عرض لنا جبل لا يعمل المعاول فيه فقام مسرعا حتى جاء‌ه ثم دعا بماء في اناه وغسل وجهه وذراعيه ومسح على رأسه ورجليه ثم شرب ومج ذلك الماء في فيه ثم صبه على ذلك الحجر ثم اخذ معولا فضرب اخرى فبرقت برقة نظرنا فيها إلى قصور المدائن ثم ضرب اخرى فبرقت برقة طرنا فيها إلى قصور اليمن، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اما انه سيفتح عليكم هذه المواطن التي برقت فيها البر ثم انهاك عليها الجبل كما ينهاك الرمل؛ (آت)

١١٨

٢٦٥ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبى يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن لله تبارك وتعالى ريحا يقال لها: الازيب(١) لو أرسل منها مقدار منخر ثور لاثارت ما بين السماء والارض وهي الجنوب.(٢)

٢٦٦ - علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن رزيق أبي العباس، عن أبي عبدالله (ع) قال: أتى قوم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا: يا رسول الله إن بلادنا قد قحطت وتوالت السنون علينا فادع الله تبارك وتعالى يرسل السماء علينا فأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالمنبر فاخرج واجتمع الناس فصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ودعا وأمر الناس أن يؤمنوا فلم يلبث أن هبط جبرئيل فقال: يا محمد أخبر الناس أن ربك قد وعدهم أن يمطروا يوم كذا وكذا وساعة كذا وكذا فلم يزل الناس ينتظرون ذلك اليوم وتلك الساعة حتى إذا كانت تلك الساعة أهاج الله عزوجل ريحا فأثارت سحابا وجللت السماء وأرخت عزاليها فجاء اولئك النفر بأعيانهم إلى النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا: يارسول الله

____________________

(١) في القاموس: الازيب كاحمر: الجنوب والنكباء تجري بينها وبين الصبا.

(٢) المنخر بفتح الميم والخاء وبكسرهما وبضمتين وكمجلس: الانف.

١١٩

ادع الله لنا أن يكف السماء(١) عنا فإنا كدنا أن نغرق فاجتمع الناس ودعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمر الناس أن يؤمنوا على دعائه فقال له رجل من الناس: يا رسول الله أسمعنا فإن كل ما تقول ليس نسمع فقال: قولوا: اللهم حوالينا ولا علينا(٢) اللهم صبها في بطون الاودية وفي نبات الشجر وحيث يرعى أهل الوبر(٣) ، الله اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا.

٢٦٧ - جعفر بن بشير، عن رزيق أبي عبدالله (ع) قال: ما أبرقت(٤) قط في ظلمة ليل ولا ضوء نهار إلا وهي ماطرة.

٢٦٨ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن العزرمي رفعه قال: قال أمير المؤمنين (ع) وسئل عن السحاب أين يكون؟ قال: يكون على شجر على كثيب(٥) على شاطئ البحر يأوي إليه فإذا أراد الله عزوجل أن يرسله أرسل ريحا فأثارته ووكل به ملائكة يضربون بالمخاريق(٦) وهو البرق فيرتفع ثم

____________________

(١) اي يمنع المطر عنا.

(٢) قال الجزري: في حديث الاستسقاء: اللهم حوالينا ولا علينا يقال: رايت الناس حوله و حواليه اي مطيفين من جوانبه، يريد اللهم انزل الغيث في مواضع النبات لا في مواضع الابنية.

وقال الجوهري: يقال قعدوا حوله وحواله وحواليه وحوليه ولا تقل: حواليه بكسر اللام.

(٣) اي حيث يرعى سكان البادية انعامهم فانهم يسكنون في خيام الوبر لا بيوت المدر ولا يضرهم كثرة المطر؛ (آت)

(٤) اي ابرقت السماء وقال الفيروزآبادي: برقت السماء بروقا لمعت او جاء‌ت برق. والبرق بدا.

والرجل تهدد وتوعد كأبرق. والحاصل ان البرق يلزمه المطر وان لم يمطر في كل موضع يظهر فيه البرق؛ (آت)

(٥) (على شجرة) يحتمل ان يكون نوع من السحاب كذلك وان يكون كناية عن انبعاثه عن الثحر وحواليه؛ (آت) والكثيب: الرمل المستطيل، التل.

(٦) قال الجزري: في حديث عليعليه‌السلام : البرق مخاريق الملائكة. هي جمع مخراق وهو في الاصل ثوب يلف به الصبيان بعضهم بعضا اراد انها آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه ويفسره حديث ابن عباس: (البرق سوط من نور تزجر بها الملائكة السحاب)؛ (آت)

١٢٠