الروضة من الكافي الجزء ٨

الروضة من الكافي0%

الروضة من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 311

الروضة من الكافي

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف:

الصفحات: 311
المشاهدات: 46415
تحميل: 5721

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 311 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 46415 / تحميل: 5721
الحجم الحجم الحجم
الروضة من الكافي

الروضة من الكافي الجزء 8

مؤلف:
العربية

قرأ هذه الآية: "( وَ اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ - الآية -) (١) " والملك اسمه الرعد.

٢٦٩ - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن مثنى الحناط، ومحمد بن مسلم قالا: قال أبوعبدالله (ع): من صدق لسانه زكا عمله ومن حسنت نيته زاد الله عزوجل في رزقه ومن حسن بره بأهله زاد الله في عمره.

٢٧٠ - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الحسن بن محمد الهاشمي قال: حدثني أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى(٢) قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي (عل) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول الله تبارك وتعالى لابن آدم: إن نازعك بصرك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فاطبق ولا تنظر وإن نازعك لسانك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فاطبق ولا تكلم وإن نازعك فرجك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق ولا تأت حراما.

٢٧١ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن مولى لبني هاشم، عن أبي عبدالله (ع) قال: ثلاث من كن فيه فلا يرج خيره من لم يستح من العيب ويخشى الله بالغيب(٣) ويرعو عند الشيب.

٢٧٢ - أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن الحجال قال: قلت لجميل ابن دراج: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه، قال: نعم، قلت له:

____________________

(١) فاطر: ٩.

(٢) استظهر المجلسيرحمه‌الله انه زيد (احمد بن محمد بن عيسى) هنا من النساخ.

(٣) اي متلبسا بالغيب اي غائبا عن الخلق اوبسبب الامر المغيب عنه من النار وبسبب ايمانه به باخبار الرسل والاول اظهر اذ اكثر الخلق يظهرون خشية الله بمحضر الناس رياء‌ا ولا يبالون بارتكاب المحرمات في الخلوات قوله: (يرعو عند الشيب) قال الجزري: فيه شر الناس رجل يقرء كتاب الله لا يرعوى إلى شئ منه. اي لا ينكف ولا ينزجر من رعى يرعو إذا كف عن الامور وقد ارعوى عن القبيح يرعوى ارعواء، وقيل: الارعواء الندم على الشئ والانصراف عنه؛ (آت)

١٢١

وما الشريف؟ قال: قد سألت أبا عبدالله (ع) عن ذلك فقال: الشريف من كان له مال(١) [قال:] قلت: فما الحسيب؟ قال: الذي يفعل الافعال الحسنة بماله وغير ماله قلت: فما الكرم قال: التقوى.

٢٧٣ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أشد حزن النساء وأبعد فراق الموت(٢) وأشد من ذلك كله فقر يتملق صاحبه ثم لا يعطى شيئا.

حديث يأجوج ومأجوج

٢٧٤ - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبدالله، عن العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: سئل أمير المؤمنين (ع) عن الخلق فقال: خلق الله ألفا ومائتين في البر وألفا ومائتين في البحر وأجناس بني آدم سبعون جنسا والناس ولد آدم ما خلا يأجوج ومأجوج(٣) .

٢٧٥ - الحسن بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن مثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (ع) قال: [إن] الناس طبقات ثلاث: طبقة هم منا ونحن منهم وطبقة يتزينون بنا(٤) وطبقة يأكل بعضهم بعضا [بنا](٥) .

____________________

(١) اي بحسب الدنيا؛ (آت).

(٢) اي المفارقة الواقعة بالموت بعيدة عن المواصلة؛ (آت)

(٣) سند الخبر ضعيف ويدل على ان ياجوج وماجوج ليسوا من ولد آدمعليه‌السلام وروى الصدوق باسناده عن عبدالعظيم الحسني عن علي بن محمد العسكري ان جميع الترك والصقالبة و ياجوج وماجوج والصين من ولد يافت والحديث كبير وهذا الخبر عندي اقوى سندا من خبر المتن فيمكن حمله على ان المراد انهم ليسوا من الناس وان اقوى سندا من خبر المتن فيمكن حمله على ان المراد انهم ليسوا من الناس وان كان من ولد آدم؛ (آت)

(٤) ان يجعلون حبنا وما وصل اليهم من علومنا زينة لهم عند الناس ووسيلة لتحصيل الجاه و ليس توسلهم بالائمةعليهم‌السلام خالصا لوجه الله؛ (آت)

(٥) اي ياخذ بعضهم اموال بعضهم وياكلونها باظهار مودتنا ومدحنا وعلومنا؛ (آت)

١٢٢

٢٧٦ - عنه، عن معلى، عن الوشاء، عن عبدالكريم بن عمرو، عن عمار بن مروان، عن الفضيل بن يسار قال: قال أبوجعفر (ع): إذا رأيت الفاقة والحاجة قد كثرت وأنكر الناس بعضهم بعضا(١) فعند ذلك فانتظر أمر الله عزوجل(٢) قلت: جعلت فداك هذه الفاقة والحاجة قد عرفتهما فما إنكار الناس بعضهم بعضا؟ قال: يأتي الرجل منكم أخاه فيسأله الحاجة فينظر إليه بغير الوجه الذي كان ينظر إليه ويكلمه بغير اللسان الذي كان يكلمه به.

٢٧٧ - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن عبيد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن الحسين، عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين (ع)(٣) وكل الرزق بالحمق ووكل الحرمان بالعقل ووكل البلاء بالصبر(٤) .

٢٧٨ - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحميد العطار، عن يونس بن يعقوب، عن عمر أخي عذافر قال: دفع إلي إنسان ستمائة درهم أو سبعمائة درهم لابي عبدالله (ع) فكانت في جوالقي فلما انتهيت إلى الحفيرة(٥) شق جوالقي وذهب بجميع ما فيه ووافقت(٦) عامل المدينة بها فقال: أنت الذي شقت زاملتك(٧) وذهب بمتاعك؟ فقلت: نعم فقال: إذا قدمنا المدينة فأتنا حتى اعوضك قال: فلما انتهيت إلى المدينة دخلت على أبي عبدالله (ع) فقال: يا عمر شقت زاملتك و ذهب بمتاعك؟ فقلت: نعم، فقال: ما أعطاك الله(٨) خير مما أخذ منك، إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

(١) الانكار استعمل هنا مقابل المعرفة؛ (آت).

(٢) اي خروج القائمعليه‌السلام .

(٣) اي قال علي بن الحسينعليه‌السلام : قال امير المؤمنين ولعله (قال: قال) زيد من النساخ.

(٤) قوله: (وكل الزرق بالحمق) اي الاحمق في غالب احوال مرزوق موسع عليه والعاقل محروم مقتر عليه؛ (آت)

(٥) الحفيرة موضع بالعراق.

(٦) اي صادفت وفي بعض النسخ (واقفت) بتقديم القاف من المواقفة.

(٧) الزميل: الرفيق والزاملة: بعير يستظهر به الرجل، يحمل متاعه وطعامه عليه.

(٨) اي من دين الحق وولاية اهل البيتعليهم‌السلام ؛ (آت)

١٢٣

ضلت ناقتة(١) فقال الناس فيها: يخبرنا عن السماء ولا يخبرناعن ناقته فهبط عليه جبرئيل (ع) فقال: يا محمد ناقتك في وادي كذا وكذا ملفوف خطامها بشجرة كذا وكذا قال: فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس أكثرتم علي في ناقتي ألا وما أعطاني الله(٢) خير مما أخذ منى، ألا وإن ناقتي في وادي كذا وكذا ملفوف خطامها بشجرة كذا وكذا، فابتدرها الناس(٣) فوجدوهاكما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: ثم قال: ائت عامل المدينة فتنجز منه ما وعدك فإنما هو شئ دعاك الله إليه لم تطلبه منه(٤) .

٢٧٩ - سهل، عن محمد بن عبدالحميد، عن يونس، عن شعيب العقرقوقي قال: قلت لابي عبدالله (ع): شئ يروى عن أبي ذررضي‌الله‌عنه أنه كان يقول: ثلاث يبغضها الناس وأنا احبها: أحب الموت واحب الفقر واحب البلاء؟ فقال: إن هذا ليس على ما يروون إنما عنى الموت في طاعة الله أحب إلي من الحياة في معصية الله والبلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله والفقر في طاعة الله أحب إلي من الغنى في معصية الله.

٢٨٠ - سهل بن زياد، عن محمد بن عبدالحميد، عن يونس، عن على بن عيسى القماط، عن عمه قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: هبط جبرئيل (ع) على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كئيب حزين فقال: يا رسول الله مالي أراك كئيبا حزينا؟ فقال: إنى رأيت الليلة رؤيا قال: وماالذى رأيت؟ قال: رأيت بني امية يصعدون المنابر وينزلون منها قال: والذي بعثك بالحق نبيا ماعلمت بشئ من هذا وصعد جبرئيل (ع) إلى السماء ثم أهبطه الله جل ذكره بآي من القرآن يعزيه(٥) بها قوله: "( أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ‌ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا کَانُوا يُوعَدُونَ‌ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا کَانُوا

____________________

(١) هذه المعجزة من المعجزات المشهورات رواها الخاصة والعامة بطرق كثيرة.

(٢) اي من النبوة والقرب والكمال؛ (آت)

(٣) اي يسرعون اليه.

(٤) اي يسره الله لك من غير طلب؛ (آت)

(٥) اي يسليه.

١٢٤

يُمَتَّعُونَ) (١) " وأنزل الله جل ذكره "( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَ مَا أَدْرَاکَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (٢) " للقوم فجعل الله عزوجل ليلة القدر لرسوله خيرا من ألف شهر.

٢٨١ - سهل، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس، عن عبدالاعلى قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله عزوجل: "( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‌ ) (٣) " قال: فتنة في دينه أو جراحة(٤) لا يأجره الله عليها.

٢٨٢ - سهل بن زياد، عن محمد، عن يونس، عن عبدالاعلى قال: قلت لابي عبدالله (ع): إن شيعتك قد تباغضوا وشنئ بعضهم بعضا فلو نظرت جعلت فداك في أمرهم فقال: لقد هممت أن أكتب كتابا لا يختلف علي منهم إثنان، قال: فقلت: ما كنا قط أحوج إلى ذلك منا اليوم، قال: ثم قال: أني هذا ومروان وابن ذر قال:(٥) فظننت أنه قد منعني ذلك، قال: فقمت من عنده فدخلت على إسماعيل فقلت: يا أبا محمد إنى ذكرت لابيك اختلاف شيعته وتباغضهم فقال: لقد هممت أن أكتب كتابا لا يختلف علي منهم إثنان، قال: فقال:(٦) ما قال مروان وابن ذر، قلت: بلى قال: يا عبد

____________________

(١) الشعراء: ٢٠٦ إلى ٢٠٨.

وقوله: (ما كانوا يوعدون) فسره الاكثر بقيام الساعة وفسر في اكثر اخبارنا بقيام القائمعليه‌السلام وهذا انسب بالتسلية؛ (آت).

(٢) القدر: ٢ إلى ٥.

(٣) النور: ٦٣.

(٤) اما تفسير للفتنة ايضا او للعذاب.

(٥) اي لا ينفع هذا في رفع منازعة مروان والمراد به احد اصحابهعليه‌السلام وابن ذر رجل آخر من اصحابه ولعله كان بينهما منازعة شديدة لتفاوت درجتهما واختلاف فهمهما فافادعليه‌السلام ان الكتاب لا يرفع النزاع الذي منشاؤه سوء الفهم واختلاف مراتب الفضل. ويحتمل ان يكون المراد بابن ذر عمر بن ذر القاضي العامي، وقد روى انه دخل على الصادقعليه‌السلام وناظره فالمراد ان هذا لا يرفع النزاع بين الاصحاب والمخالفين بل يصير النزاع بذلك اشد ويصير سببا لتضرر الشيعة ذلك كما ورد في كثير من الاخبار ذلك لبيان سبب اختلاف الاخبار فظن عبدالاعلى عند سماع هذا الكلام انهعليه‌السلام لا يجيبه إلى كتابه هذا الكتاب فآيس وقام ودخل على اسماعيل ابنهعليه‌السلام وذكر ما جرى بينه وبينهعليه‌السلام .

(٦) اي قال عبدالاعلى قال الصادقعليه‌السلام وذكر ما جرى بين مروان وابن ذر من المخاصمة فصدقه الراوى على ذلك قال: بلى جرى ذلك بينهم وهذا يحتمل ان يكون في وقت آخر أتاهعليه‌السلام او في هذا الوقت الذي كان يتكلم اسماعيل سمع كلامهعليه‌السلام فاجابه.

ويحتمل ان يكون فاعل (فقال) اسماعيل اي قال عبدالاعلى: قال اسماعيل عندما ذكرت بعض كلام ابيهعليه‌السلام مبادرا: ما قال ابي في جوابك قصة مروان وابن ذر قال بدالاعلى: بلى قال ابوك ذلك فيكون إلى اخر الخبر كلام اسماعيل حيث كان سمع من ابيهعليه‌السلام علة ذلك فافاده وهذا أظهر لفظاوالاول معنى؛ (آت).

١٢٥

الاعلى إن لكم علينا لحقا كحقنا عليكم والله ما أنتم إلينا بحقوقنا أسرع منا إليكم، ثم قال: سأنظر، ثم قال: ياعبدالاعلى ماعلى قوم إذا كان أمرهم أمرا واحدا متوجهين إلى رجل واحد يأخذون عنه ألا يختلفوا عليه ويسندوا أمرهم إليه، يا عبدالاعلى إنه ليس ينبغي للمؤمن وقد سبقه أخوه إلى درجة من درجات الجنة أن يجذبه عن مكانه الذي هو به ولا ينبغي لهذا الاخر الذي لم يبلغ أن يدفع في صدر الذي لم يلحق به ولكن يستلحق إليه ويستغفر الله.

٢٨٣ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر (ع) قال: "( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَکَاءُ مُتَشَاکِسُونَ وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ) "(١) قال: أما الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الاول يجمع المتفرقون ولايته وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا ويبرأ بعضهم من بعض فأما رجل سلم رجل فإنه الاول حقا وشيعته ثم قال: إن اليهود تفرقوا من بعد موسى (ع) على إحدى وسبعين فرقة منها فرقة في الجنة و وسبعون فرقة في النار وتفرقت النصارى بعد عيسى (ع) على إثنين وسبعين فرقة، فرقة منها في الجنة وإحدى وسبعون في النار وتفرقت هذه الامة بعد نبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وفرقة في الجنة ومن الثلاث وسبعين فرقة ثلاث عشرة فرقة تنتحل ولايتنا ومودتنا اثنتا عشرة فرقة منها في النار وفرقة في الجنة وستون فرقة من سائر الناس في النار.

٢٨٤ - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (ع) قال: لم تزل دولة الباطل طويلة ودولة الحق قصيرة.

٢٨٥ - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج قال: قلت لابي عبدالله (ع): متى فرج شيعتكم؟ قال: فقال إذا اختلف ولد العباس وهي سلطانهم

____________________

(١) الزمر: ٣٠.

١٢٦

وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم وخلعت العرب أعنتها(١) ورفع كل ذي صيصية صيصيته(٢) وظهر الشامي وأقبل اليماني وتحرك الحسني وخرج صاحب هذا الامر من المدينة إلى مكة بتراث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقلت: ما تراث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: سيف رسول الله ودرعه وعمامته وبرده و قضيبه ورايته ولامته(٣) وسرجه حتى ينزل مكة فيخرج السيف من غمده ويلبس الدرع وينشر الراية والبردة والعمامة ويتناول القضيب بيده ويستأذن الله في ظهوره فيطلع على ذلك بعض مواليه فيأتي الحسني فيخبره الخبر فيبتدر الحسني إلى الخروج، فيثب عليه أهل مكة فيقتلونه ويبعثون برأسه إلى الشامي فيظهر عند ذلك صاحب هذا الامر فيبايعه الناس ويتبعونه.

ويبعث الشامي عند ذلك جيشا إلى المدينة فيهلكهم الله عزوجل دونها(٤) و يهرب يومئذ من كان بالمدينة من ولد علي (ع) إلى مكة فيلحقون بصاحب هذا الامر.

ويقبل صاحب هذا الامر نحو العراق ويبعث جيشا إلى المدينة فيأمن أهلها ويرجعون إليها(٥) .

٢٨٦ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن بعض أصحاب أبي عبدالله (ع) قال: خرج إلينا أبوعبدالله (ع) وهو مغضب فقال: إني خرجت آنفا في حاجة فتعرض لي بعض سودان المدينة فهتف بي لبيك يا

____________________

(١) العنان ككتاب: سير اللجام الذي يمسك به الدابة والجمع اعنة.

(٢) شوكة الحائك وكل شئ تحصن به فهو صيصية اي اظهر كل ذي قدرة قدرته وقوته.

(٣) اللامة مهموزة الدرع، وقيل: السلاح. (النهاية).

(٤) اي قبل الوصول إلى المدينة بالبيداء يخسف الله به وبجيشه الارض كما وردت به الاخبار المتظافرة؛ (آت)

(٥) اي يبذل القائمعليه‌السلام لاهل المدينة الامان فيرجعون إلى المدينة مستأمنين؛ (آت).

١٢٧

جعفر بن محمد لبيك، فرجعت عودي على بدئي(١) إلى منزلي خائفا ذعرا مما قال حتى سجدت في مسجدي لربي وعفرت له وجهي وذللت نفسي وبرئت إليه مما هتف بي ولو ان عيسى ابن مريم عدا ماقال الله فيه(٢) إذا لصم صما لا يسمع بعده أبدا وعمي عمى لا يبصر بعده أبدا وخرس خرسا لا يتكلم بعد أبدا، ثم قال: لعن الله أبا الخطاب و قتله بالحديد(٣) .

٢٨٧ - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جهم بن أبي جهيمة، عن بعض موالي أبي الحسن (ع) قال: كان عبد أبي الحسن موسى (ع) رجل من قريش فجعل يذكر قريشا والعرب(٤) فقال له أبوالحسن (ع) عند ذلك: دع هذا، الناس ثلاثة: عربي ومولى وعلج فنحن العرب وشيعتنا الموالي(٥) ومن لم يكن على مثل ما نحن

____________________

(١) (لبيك يا جعفر بن محمد) الظاهر ان هذا الكافر من اصحاب ابي الخطاب (محمد بن قلاص الاسدي) وكان يعتقد ربوبيتهعليه‌السلام كاعتقاد ابي الخطاب فانه اثبت ذلك لهعليه‌السلام وادعى النبوة من قبلهعليه‌السلام على اهل الكوفة فناداهعليه‌السلام هذا الكافر بما ينائي به الله في الحج وقال ذلك على هذا الوجه، فذعر من ذلك لعظيم ما نسب اليه وسجد لربه وبرا نفسه عند الله مما قال ولعن ابا الخطاب لانه كان مخترع هذا المذهب الفاسد وقوله: (رجعت عودي على بدئي) قال الجوهري: رجع عودا على بدء وعوده على بدئه اي لم ينفع ذهابه حتى وصله برجوعه؛ (آت).

(٢) اي جاوز ما قال الله فيه.

(٣) هذا عاء عليه واستجيب دعاء‌هعليه‌السلام فيه ذكر الكشي انه بعث عيسى بن موسى بن على ابن عبدالله بن العباس وكان عامل المنصور على الكوفة إلى ابي الخطاب واصحابه لما بلغه انهم قد اظهروا الاباحات ودعوا الناس إلى نبوة ابي الخطاب فانهم مجتمعون في المسجد لزموا الاساطين يروون الناس انهم لزموها للجادة وبعص اليهم رجلا فقتلهم جميعا فلم يفلت منهم الا رجل واحد اصابته جراحات فسقط بين العتلى يعد فيهم فلما جنه الليل خرج من بينهم فتخلص وهو ابوسلمة سالم بن مكرم الجمال وروى انهم كانوا سبعين رجلا؛ (آت).

(٤) اي كان يذكر فضائلهم ويفتخر باللانتساب بهم؛ (آت).

(٥) الموالي هنا غير العربي الصليب الذي صار حليفا لم ودخل بينهم وصار في حكمهم و وليس منهم؛ (آت).

١٢٨

فهو علج(١) فقال القرشي: تقول هذا يا أبا الحسن فأين أفخاذ قريش والعرب(٢) ؟ فقال أبوالحسن (ع): هو ماقلت لك.

٢٨٨ - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن الاحول، عن سلام بن المستنير قال: سمعت أبا جعفر (ع) يحدث إذا قام القائم عرض الايمان على كل ناصب فإن دخل فيه بحقيقة وإلا ضرب عنقه أو يؤدي الجزية(٣) كما يؤديها اليوم أهل الذمة ويشد على وسطه الهميان ويخرجهم من الامصار إلى السواد(٤) .

٩ ٢٨ - الحسين بن محمد الاشعري، عن علي بن محمد بن سعيد، عن محمد بن مسلم ابن أبي سلمة، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن محمد بن بنان، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (ع) قال: قال أبي يوما وعنده أصحابه: من منكم تطيب نفسه أن يأخذ جمرة في كفه فيمسكها حتى تطفأ؟ قال: فكاع الناس كلهم ونكلوا(٦) ، فقمت وقلت: يا أبة أتأمر أن أفعل؟ فقال: ليس إياك عنيت إنما أنت مني وأنا منك، بل إياهم أردت [قال:] وكررها ثلاثا، ثم قال: ما أكثر الوصف وأقل الفعل إن أهل الفعل قليل إن أهل الفعل قليل، ألا وإنا لنعرف أهل الفعل والوصف معا وما كان هذا منا

____________________

(١) اي رجل من كفار العجم وان كان صليبا كما مر.

(٢) مر معنى الفخذ ص ١٨١ من هذا المجلد.

(٣) لعل هذا في اوائل زمانهعليه‌السلام والا فالظاهر من الاخبار انه لا يقبل منهم الا الايمان او القتل؛ (آت)

(٤) الهميان بالكسر: التكة والمنطقة وكيس للنفقة.

ولعله كناية عن علامة جعلها لهم ليعرفوا بها مثل الزنار.

(٥) الظاهر هو محمد بن سالم ابي سلمة الاتي تحت رقم ٣١٤ وقال الشيخ في الفهرست محمد بن سالم بن ابي سلمة، له كتاب، اخبرنا به ابن ابي جيد عن ابن الوليد عن علي بن محمد بن ابي سعيد القيرواني عن محمد بن سالم بن ابي سلمة السجستاني. انتهى اقول: محمد بن مسلم كان تصحيف محمد سالم وذلك نشأ من اختلاف الكتابة في سالم وسلم وعثمان وعثمن وسفيان سفين ونظائرها وهذا كثير في كتب القدماء. وعلي بن محمد بن سعيد غير موجود في كتب الرجال والظاهر انه علي بن محمد بن ابي سعيد المذكور ولكن ذكر الشيخ في الرجال على بن محمد بن سعد الاشعري وقال: له كتاب اخبرنا به ابن ابي جيد عن ابن الوليد عن علي بن محمد عن رجاله.

(٦) كعت عنه اكيع إذا هبته وجبنت عنه؛ (القاموس)..

١٢٩

تعاميا عليكم بل لنبلو أخباركم ونكتب آثاركم فقال: والله لكأنما مادت بهم الارض حياء‌ا مما قال(١) حتى أني لانظر إلى الرجل منهم يرفض عرقا(٢) ما يرفع عينيه من الارض فلما رأي ذلك منهم قال: رحمكم الله فما أردت إلا خيرا، إن الجنة درجات فدرجة أهل الفعل لا يدركها أحد من أهل القول ودرجة أهل القول لا يدركها غيرهم.

قال: فوالله لكانما نشطوا من عقال(٣) .

٢٩٠ - وبهذا الاسناد، عن محمد بن سليمان(٤) ، عن إبراهيم بن عبدالله الصوفي قال: حدثني موسى بن بكر الواسطي قال: قال لي أبوالحسن (ع) لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة(٥) ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ولو تمحصتهم(٦) لما خلص من الالف واحد ولو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ما كان لي إنهم طال ما اتكوا على الارائك، فقالوا: نحن شيعة علي، إنما شيعة علي من صدق قوله فعله

٢٩١ - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن احمد بن الحسن الميثمي عن أبان بن عثمان: عن عبدالاعلى مولى آل سام قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: تؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها فتقول: يا رب حسنت خلقي حتى لقيت ما لقيت فيجاء بمريم (ع) فيقال: أنت أحسن أو هذه؟ قد حسناها فلم تفتتن ويجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتن في حسنه فيقول: يا رب حسنت خلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت فيجاء بيوسف (ع) فيقال: أنت أحسن أو هذا؟ قد حسناه فلم يفتتن ويجاء بصاحب البلاء الذي قد أصابته الفتنة في بلائه فيقول: يا رب شددت علي

____________________

(١) ماد الشئ يميد ميدا: تحرك ومادت الاغصان: تمايلت؛ (الصحاح). وهو كناية عن اضطرابهم وشدة حالهم.

(٢) أي جرى وسال عرقه. (النهاية)

(٣) اي حلت عقالهم.

(٤) في بعض النسخ (محمد بن مسلم) ولعله اظهر؛ (آت)

(٥) في بعض النسخ (ما وجدتهم الا واصفة).

(٦) كذا. والمحص: التصفية والتخليص من الغش والتمحيص: الاختبار والابتلاء.

١٣٠

البلاء حتى افتتنت فيؤتى بأيوب (ع) فيقال: أبليتك أشد أو بلية هذا؟ قد ابتلى فلم يفتتن.

٢٩٢ - وبهذا الاسناد، عن أبان بن عثمان، عن إسماعيل البصري(١) قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: تقعدون في المكان فتحدثون وتقولون ما شئتم وتتبرؤون ممن شئتم وتولون من شئتم؟ قلت: نعم، قال: وهل العيش إلا هكذا.

٢٩٣ - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن وهيب بن حفص، عن ابى بصير قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم، أما والله لو يروون(٢) محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشئ ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط إليها عشرا(٣) .

٤ ٢٩ - وهيب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (ع) قال: سألته عن قول الله عزوجل: "( وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) (٤) " قال: هي شفاعتهم(٥) و رجاؤهم يخافون أن ترد عليهم أعمالهم إن لم يطيعوا الله عز ذكره ويرجون أن يقبل منهم.

٢٩٥ - وهيب بن حفص، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله (ع): ما من عبد يدعو إلى ضلالة إلا وجد من يتابعه.

____________________

(١) الظاهر انه اسماعيل بن الفضل؛ (آت).

(٢) (لو يروون) هذا على مذهب من لا يجزم ب‍ (لو) وان دخلت على المضارع لغلبة دخولها على الماضي اي لو لم يغيروا كلامنا ولم يزيدوا فيها لكانوا بذلك اعز عند الناس اما لانهم كانوا يؤدون الكلام على وجه لا يترتب عليه فساد او لان كلامهم لبلاغته يوجب حب الناس لهم وعلم الناس بفضلهم إذا لم يغير فيكون قوله: (وما استطاع) بيان فائدة اخرى لعدم التغيير يرجع إلى المعنى الاول وعلى الاول يكون تفسيرا للسابق؛ (آت).

(٣) اي ينزل عليها ويضم بعضها معها عشرا من عند نفسه فيفسد كلامنا ويصير ذلك سببا لاضرار الناس لهم؛ (آت) وفي بعض النسخ (لها عشرا).

(٤) المؤمنون: ٦٠.

(٥) لعل المراد دعاؤهم وتضرعهم كانهم شفعوا لانفسهم او طلب الشفاعة من غيرهم او تضاعف حسناتهم ولعله تصحيف شفقتهم. (من آت)

١٣١

٢٩٦ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبدالله بن الصلت، عن رجل من أهل بلخ قال: كنت مع الرضا (ع) في سفره إلى خراسان فدعا يوما بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم فقلت: جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة؟(١) فقال: مه إن الرب تبارك وتعالى واحد والام واحدة والاب واحد والجزاء بالاعمال.

٢٩٧ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان قال سمعت أبا الحسن (ع) يقول: طبايع الجسم على أربعة فمنها الهواء الذي لا تحيا النفس إلا به وبنسيمه و يخرج ما في الجسم من داء وعفونة، والارض(٢) التي قد تولد اليبس والحرارة، والطعام(٣) ومنه يتولد الدم ألا ترى أنه يصير إلى المعدة فتغذيه حتى يلين ثم يصفو فتأخذ الطبيعة صفوه دما ثم ينحدر الثفل والماء هو يولد البلغم.

٢٩٨ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسين ابن أعين أخو مالك بن أعين قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الرجل للرجل: جزاك الله خيرا، ما يعني به؟ فقال أبوعبدالله (ع): إن خيرا نهر في الجنة(٤) مخرجه من الكوثر والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الاوصياء وشيعتهم على حافتي ذلك النهر جواري نابتات، كلما قلعت واحدة نبتت اخرى سمي(٥) بذلك النهر وذلك قوله تعالى:

____________________

(١) (لو) للتمني. وقوله: (عزلت) اي جعلت لهم مائدة غير هذه.

(٢) اي الثانية منها الارض وهي تولد اليبس بطبعها والحرارة بانعكاس اشعة الشمس عنها فلها مدخل في تولد المرة الصفراء والسوداء؛ (آت)

(٣) اي الثالثة وانما نسب الدم فقط اليها لانها ادخل في دوام البدن من سائر الاخلاط مع عدم مدخلية الاشياء الخارجة كثيرا فيها؛ (آت)

(٤) يحتمل ان يكون اصل استعمال هذه الكلمة كن ممن عرف هذا المعنى وارادة من لا يعرف غيره لا ينافيه على انه يحتمل ان يكون المراد ان الجزاء الخير هو هذا وينصرف واقعا اليه وان لم يعرف ذلك من يتكلم بهذه الكلمة؛ (آت)

(٥) كذا في اكثر النسخ والظاهر سمين ويمكن ان يقرء على البناء للمعلوم اي سماهن الله بها في قوله: (خيرات) ويحتمل ان يكون المسار اليه النابت اي سمى النهر باسم ذلك النابت اي الجواري لان الله سماهن خيرات؛ (آت)

١٣٢

"( فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ‌ ) (١) " فإذا قال الرجل لصاحبه: جزاك خيرا فإنما يعني بذلك تلك المنازل التي قد أعدها الله عزوجل لصفوته وخيرته من خلقه.

٢٩٩ - وعنه، عن احمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن في الجنة نهرا حافتاه حور نابتات فإذا مر المؤمن بإحديهن فأعجبته اقتلعها فأنبت الله عزوجل مكانها.

حديث القباب

٣٠٠ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء عن عبدالله بن سنان، عن أبي حمزة قال: قال لي أبوجعفر (ع) ليلة وأنا عنده ونظر إلى السماء فقال: يا أبا حمزة هذه قبة أبينا آدم (ع) وإن الله عزوجل سواها تسعة وثلاثين قبة فيها خلق ما عصوا الله طرفة عين.

٣٠١ - عنه، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي، عن عجلان أبي صالح قال: دخل رجل على أبي عبدالله (ع) فقال له: جعلت فداك هذه قبة آدم (ع)؟ قال: نعم ولله قباب كثيرة، ألا إن خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثون مغربا أرضا بيضاء مملوة خلقا يستضيئون بنوره لم يعصوا الله عزوجل طرفة عين ما يدرون خلق آدم أم لم يخلق، يبرؤون من فلان وفلان.

٣٠٢ - علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (ع) قال: من خصف نعله ورقع ثوبه وحمل سلعته(٢) فقد برئ من الكبر.

٣٠٣ - عنه، عن صالح، عن محمد بن اورمة، عن ابن سنان، عن المفضل بن عمر قال: كنت أنا والقاسم شريكي ونجم بن حطيم وصالح بن سهل بالمدينة فتناظرنا في

____________________

(١) الرحمن: ٧٠.

(٢) السلعة بكسر السين: المتاع وما يشتري الانسان لاهله.

١٣٣

الربوبية، قال(١) : فقال بعضنا لبعض: ماتصنعون بهذا نحن بالقرب منه(٢) وليس منا في تقية قوموا بنا إليه، قال: فقمنا فوالله ما بلغنا الباب إلا وقد خرج علينا بلا حذاء ولا رداء قد قام كل شعره من رأسه منه وهو يقول: لا لا يا مفضل ويا قاسم ويا نجم، لا لا بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.

٣٠٤ - عنه، عن صالح، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن لابليس عونا يقال له: تمريح إذا جاء الليل ملا ما بين الخافقين(٣) .

٣٠٥ - عنه، عن صالح، عن الوشاء، عن كرام، عن عبدالله بن طلحة قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن الوزغ فقال: رجس وهو مسخ كله فإذا قتلته فاغتسل(٤) فقال: إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه فإذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل: أتدري ما يقول هذا الوزغ؟ قال: لا علم لي بما يقول، قال: فإنه يقول: والله لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لاشتمن عليا حتى يقوم من ههنا، قال: وقال: أبي ليس بموت من بني أمية ميت إلا مسخ وزغا، قال: وقال: إن عبدالملك بن مروان لمانزل به الموت مسخ وزغا فذهب من بين يدي من كان عنده وكان عنده ولده فلما أن فقدوه عظم ذلك عليهم فلم يدروا كيف يصنعون ثم اجتمع أمرهم على أن يأخذوا جذعا فيصنعوه كهيئة

____________________

(١) اي في ربوبية الصادقعليه‌السلام او جميع الائمةعليهم‌السلام ولعله كان غرضهم ما نسب اليهم من انه تعالى لما خلق انوار الائمةعليهم‌السلام فوض اليهم امر خلق العامل فهم خلقوا جميع العالم وقد نفواعليهم‌السلام ذلك وتبرؤوا منه ولعنوا من قال به وقد وضعوا الغلاة اخبارا في ذلك ويحتمل ان يكونوا توهموا حلولا او اتحادا كالنصارى في عيسىعليه‌السلام .

(٢) يعني الصادقعليه‌السلام .

(٣) اي لاضلال الناس واضرارهم او للوساوس في المنام كما رواه الصدوقرحمه‌الله في اماليه عن ابيه باسناده عن ابي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: ان لابليس شيطانا يقال له: هزع يملا المشرق والمغرب في كل ليلة يأتي الناس في المنام ولعله هذا الخبرفسقط عنه بعض الكلمات في المتن والسند ووقع فيه بعض التصحيف؛ (آت) وفي بعض النسخ (تمريخ).

(٤) المشهور بين الاصحاب استحباب ذلك الغسل؛ (آت).

١٣٤

الرجل قال: ففعلوا ذلك وألبسوا الجذع درع حديد(١) ثم لفوه في الاكفان فلم يطلع عليه أحد من الناس إلا أنا وولده.

٣٠٦ - عنه، عن صالح، عن محمد بن عبدالله بن مهران، عن عبدالملك بن بشير، عن عثيم بن سليمان، عن معاوية ين عمار، عن أبي عبدالله (ع) قال: إذا تمنى أحدكم القائم فليتمنه في عافية فإن الله بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة ويبعث القائم نقمة(٢) .

٣٠٧ - عنه، عن صالح، عن محمد بن عبدالله، عن عبدالملك بن بشير، عن أبي الحسن الاول (ع) قال: كان الحسن (ع) أشبه الناس بموسى بن عمران ما بين رأسه إلى سرته وإن الحسين (ع) أشبه الناس بموسى بن عمران ما بين سرته إلى قدمه.

٣٠٨ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان(٣) قال: سألت أبا عبدالله (ع) كم كان طول آدم (ع) حيث هبط به إلى الارض وكم كان طول حواء؟ قال: وجدنا في كتاب علي بن أبي طالب (ع) أن الله عزوجل لما أهبط آدم وزوجته حواء (ع) إلى الارض كانت رجلا ه بثنية الصفا ورأسه دون أفق السماء وإنه شكا إلى الله ما يصيبه من حر الشمس فأوحى الله عزوجل إلى جبرئيل (ع) أن آدم قد شكا ما يصيبه من حر الشمس فأغمزه غمزة وصير طوله سبعين ذراعا بذراعه وأغمز حواء، غمزة فيصيرطولها خمسة وثلاثين ذراعا بذراعها.

____________________

(١) لعلهم انها فعلوا ذلك ليصير ثقيلا او لانه ان مسه احد فوق الكفن لا يحسس بانه خشب؛ (آت).

(٢) اي على الكافرين.

(٣) مقاتل بن سليمان رجل عامي ضعيف ضعفه الفريقان نقل بن داود في الباب الثاني من رجاله عن البرقي انه عامي وهو مذكور في الحاوي في فصل الضعفاء. وفي تنقيح المقال عن ملحقات الصراح في ذكر معارف اهل التفسير من التابعين ومن تبعهم: الامام ابو الحسن مقاتل بن سليمان تفسيره مجلدان، وقال: لما قيل: لابي حنيفة: قدم مقاتل بن سليمان قال: إذا يجيئك بكذب كثير. إلى آخر ما قال وقال ابن حجر: مقاتل بن سليمان بن بشير البجلي الازدي الخراساني ابوالحسن البلخي، نزيل مرو ويقال له: ابن دوال دوز البصري المفسر، عن مجاهد وضحاك وعنه على بن الجعد وابن عيينة، اجمعوا على تضعيفه (لسان الميزان ج ٦ ص ٧٢٨) فعلى هذا لم نتعرض لما قالوا ائمة الحديث في توجيه هذا الخبر لانه لم يثبت عندنا صدوره عنهمعليهم‌السلام .

(٤) الثنية في الجبل كالعقبة فيه وقيل: هو الطريق العالي فيه وقيل: اعلى الميل في رأسه. (النهاية)

١٣٥

٢٠٩ - عنه، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن الحارث بن المغيرة قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن رجل أصاب أباه سبي في الجاهلية فلم يعلم أنه كان أصاب أباه سبي في الجاهلية إلا بعد ما توالدته العبيد في الاسلام واعتق؟ قال: فقال: فلينسب إلى آبائه العبيد في الاسلام ثم هو يعد من القبيلة التي كان أبوه سبي فيها إن كان [أبوه] معروفا فيهم ويرثهم ويرثونه.

٣١٠ - ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن عبدالمؤمن الانصاري، عن أبي جعفر (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا والآخرة والفلج في الدنيا والآخرة والمهابة في صدور الظالمين.

٣١١ - ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: ثلاث هن فخر المؤمن وزينه في الدنيا والآخرة: الصلاة في آخر الليل ويأسه مما في أيدي الناس وولايته الامام من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: وثلاثة هم شرار الخلق ابتلى بهم خيار الخلق: أبوسفيان أحدهم قاتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعاداه ومعاويه قاتل عليا (ع) وعاداه ويزيد بن معاوية لعنه الله قاتل الحسين بن علي (ع) وعاداه حتى قتله ٣١٢ - ابن محبوب، عن مالك بن عطية، بن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (ع) قال: لا حسب لقرشي ولا لعربي إلا بتواضع ولا كرم إلا بتقوى ولا عمل إلا بالنية(١) ولا عبادة إلا بالتفقه، ألا وإن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله.

٣١٣ - إبن محبوب، عن أبي أيوب، عن بريد بن معاوية قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: إن يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحج(٢) فبعث إلى رجل من

____________________

(١) اي لا يكون العمل مقبولا الا مع الاخلاص في النية وترك شوائب الرياء.

(٢) هذا غريب اذ المعروف بين اهل السير ان هذا الملعون بعد الخلافة لم يات المدينة بل لم يخرج من الشام حتى مات ودخل النار ولعل هذا كان من مسلم بن عقبة والى هذا الملعون حيث بعثه لقتل اهل المدينة فجرى منه ما في قتل الحرة ما جرى وقد نقل انه جرى بينه وبين علي بن الحسينعليهما‌السلام قريب من ذلك فاشتبه على بعض الرواة؛ (آت) هذا الاحتمال في غاية البعد فان مسلم بن عقبة لم يكن قرشيا. ثم ان المسعودي روى عكس ذلك قال ان مسلم بن عقبة لما نظر إلى على بن الحسينعليه‌السلام سقط في يديه وقام واعتذر منه، فقيل له في ذلك فقال قد ملا قلبي نه رعبا.

١٣٦

قريش فأتاه فقال له يزيد: اتقر لي أنك عبد لي، إن شئت بعتك وإن شئت استرقيتك فقال له الرجل: والله يا يزيد ما أنت بأكرم مني في قريش حسبا ولا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهلية والاسلام وما أنت بأفضل مني في الدين ولا بخير مني فكيف أقرلك بماسألت؟ فقال له يزيد: إن لم تقر لي والله قتلتك، فقال له الرجل: ليس قتلك إياي بأعظم من قتلك الحسين بن علي (ع) ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأمر به فقتل.

(حديث على بن الحسن (ع) مع يزيد لعنه الله) ثم أرسل إلى علي بن الحسين (ع) فقال له: مثل مقالته للقرشي فقال له علي بن الحسين (ع): أرأيت إن لم أقر لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل بالامس؟ فقال له يزيد لعنه الله: بلى فقال له علي بن الحسين (ع): قد أقررت لك بما سألت أنا عبد مكره فإن شئت فأمسك وإن شئت فبع، فقال له يزيد لعنه الله: أولى لك(١) حقنت دمك ولم ينقصك ذلك من شرفك.

٣١٤ - الحسين بن محمد الاشعري، عن علي بن محمد بن سعيد(٢) ، عن محمد بن سالم بن أبي سلمة، عن محمد بن سعيد بن غزوان قال: حدثني عبدالله بن المغيرة قال: قلت لابي الحسن (ع): إن لي جارين أحدهما ناصب والآخر زيدي ولا بد من معاشرتهما فمن أعاشر فقال: هما سيان، من كذب بآية من كتاب الله فقد نبذ الاسلام وراء ظهره وهوالمكذب بجميع القرآن والانبياء والمرسلين، قال: ثم قال: إن هذا نصب لك وهذا الزيدي نصب لنا.

٣١٥ - محمد بن سعيد قال: حدثني القاسم بن عروة، عن عبيد بن زرارة، عن

____________________

(١) اي الشر قريب بك، وفي المرآة (قال الجوهري: قولهم: اولى لك تهدد ووعيد وقال الاصمعي: معناه قاربه ما يهلكه اي نزل له انتهى وهذا لا يناسب المقام وان يكون الملعون بعدفي مقام التهديد ولم يرض بذلك عنهعليه‌السلام ويحتمل ان يكون مراده ان هذا أولى لك وأحرى مما صنع القرشي).

(٢) كذا في اكثر النسخ وقال المجلسيرحمه‌الله الظاهر إما سعد أو علي بن محمد بن ابي سعيد.

وقد مر الكلام فيه ص ٢٢٧. تحت رقم ٥ في الهامش.

(٣) لعل مراد الراوي بالناصب المخالف كما هو المصطلح في الاخبار وانهم لا يبغضون اهل البيت ولكنهم يبغضون من قال بامامتهم بخلاف الزيدية فانهم كانوا يعاندون اهل البيت ويحكمون بفسقهم لعدم خروجهم بالسيف؛ (آت)

(٤) اي مثلان.

١٣٧

أبيه، عن أبي جعفر (ع) قال: من قعد في مجلس يسب فيه إمام من الائمة يقدر على الانتصاف(١) فلم يفعل ألبسه الله عزوجل الذل في الدنيا وعذبه في الآخرة وسلبه صالح ما من به عليه من معرفتنا.

٣١٦ - أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن إبراهيم ابن أخي أبي شبل، عن أبي شبل قال: قال لي أبوعبدالله (ع) ابتداء امنه أحببتمونا وأبغضنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس ووصلتمونا وجفانا الناس فجعل الله محياكم محيانا ومماتكم مماتنا(٢) أما والله ما بين الرجل وبين أن يقرالله عينه(٣) إلا أن تبلغ نفسه هذا المكان وأومأ بيده إلى حلقه فمد الجلدة، ثم أعاد ذلك فوالله ما رضي حتى حلف لي فقال: والله الذي لا إله إلا هو لحدثني أبي محمد بن علي (ع) بذلك يا أبا شبل أماترضون أن تصلوا ويصلوا فيقبل منكم ولا يقبل منهم، أما ترضون أن تزكوا ويزكوا فيقبل منكم ولا يقبل منهم، أماترضون ان تحجوا ويحجوا فيقبل الله جل ذكره منكم ولا يقبل منهم والله ما تقبل الصلاة إلا منكم ولا الزكاة إلا منكم ولا الحج إلا منكم فاتقوا الله عزوجل فإنكم في هدنة(٤) وأدوا الامانة فإذا تميز الناس فعند ذلك ذهب كل قوم بهواهم وذهبتم بالحق ما أطعتمونا(٥) أليس القضاة والامراء وأصحاب المسائل منهم؟ قلت: بلى، قال (ع): فاتقوا الله عزوجل فإنكم لا تطيقون الناس كلهم إن الناس أخذوا ههنا وههنا وإنكم أخذتم حيث أخذ الله عزوجل، إن الله عزوجل اختار من عباده محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله فاخترتم خيرة الله، فاتقوا الله وأدوا الامانات إلى الاسود والابيض وإن كان حروريا وإن كان شاميا(٦) .

____________________

(١) الانتصاف: الانتقام.

(٢) اي كمحيانا في التوفيق والهداية والرحمة ومماتكم كمماتنا في الوصول إلى السعادة الابدية؛ (آت).

(٣) برؤية مكانه في الجنة ومشاهدة النبي والائمة صلوات الله عليهم وسماع البشارات منهم زرقنا الله وسائر المؤمنين؛ (آت).

(٤) (هدنة) اي مصالحة مع المخالفين والمنافقين، لا يجوز لكم الان منازعتهم؛ (آت)

(٥) اي مادمتم مطيعين لنا؛ (آت)

(٦) (ان كانت حروريا) اي من خوارج العراق.(وان كان شاميا) اي من نواصب الشام.

١٣٨

٣١٧ - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن إبراهيم بن أخي أبي شبل، عن أبي شبل، عن أبي عبدالله (ع) مثله(١) .

٣١٨ - سهب بن زياد، عن محمد بن سنان، عن حماد بن أبي طلحة، عن معاذ بن كثير قال: نظرت إلى الموقف والناس فيه كثير فدنوت إلى أبي عبدالله (ع) فقلت، له: إن أهل الموقف لكثير قال: فصرف ببصره فأداره فيهم ثم قال: ادن مني يا أبا عبدالله غثاء(٢) يأتي به الموج من كل مكان، لا والله ما الحج إلا لكم، لا والله ما يتقبل الله إلا منكم.

٣١٩ - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن على الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير قال: كنت جالسا عند أبي عبدالله (ع) إذ دخلت عليه، أم خالد التي كان قطعها يوسف بن عمر تستأذن عليه فقال أبوعبدالله (ع): أيسرك أن تسمع كلامها فقلت: نعم فقال: أما الآن فأذن لها قال: وأجلسني معه على الطنفسة(٣) ثم دخلت فتكلمت فإذا امرأة بليغة فسألته عنهما فقال لها: توليهما؟ قالت: فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما قال: نعم، قالت: فإن هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني بالبراء‌ة منهما وكثير النوا يأمرني بولايتهما فأيهما خير وأحب إليك؟ قال: هذا والله أحب إلي من كثير النوا وأصحابه، إن هذا يخاصم فيقول: "( وَ مَنْ لَمْ يَحْکُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولٰئِکَ هُمُ الْکَافِرُونَ‌ ) (٤) " "( وَ مَنْ لَمْ يَحْکُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولٰئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ‌ ) (٥) " "( وَ مَنْ لَمْ يَحْکُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولٰئِکَ هُمُ الْفَاسِقُونَ‌ ) (٦) ".

٣٢٠ - عنه، عن المعلى، عن الحسن، عن أبان، عن أبي هاشم قال: لما أخرج

____________________

(١) رقمه المجلسيرحمه‌الله سهوا من قلمه الشريف ولا يكون لنا بد الا ان نرقمه لئلا نوقع في التكلف لدى التطبيق.

(٢) الغثاء بالضم والمد: ما يجئ فوق السيل مما يحتمله من الزبد والوسخ وغيره.

(٣) هي البساط الذي له حمل رقيق.

(٤) المائدة: ٤٤.

(٥) المائدة: ٤٥.

(٦) المائدة: ٤٧ وقد مضى بعينه سندا ومتنا تحت رقم ٧١.

١٣٩

بعلي (ع)(١) خرجت فاطمةعليها‌السلام واضعة قميص رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على رأسها خذة بيدي إبنيها فقالت: مالي ومالك يا أبا بكر تريد أن تؤتم ابني وترملني من زوجي(٢) والله لو لا أن تكون سيئة لنشرت شعري ولصرخت إلى ربي، فقال رجل من القوم: ما تريد إلى(٣) هذا ثم أخذت بيده فانطلقت به.

٣٢١ - أبان، عن علي بن عبدالعزيز، عن عبدالحميد الطائي، عن أبي جعفر (ع) قال: والله لونشرت شعرها ما تواطرا(٤) .

٣٢٢ - أبان، عن ابن أبي يعفور قال: قال أبوعبدالله (ع): إن ولد الزنى يستعمل إن عمر خيرا جزئ به وإن عمل شرا جزئ به.

٣ ٣٢ - أبان، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من حجرته ومروان وأبوه يستمعان إلى حديثه(٥) فقال له: الوزغ ابن الوزغ، قال أبوعبدالله (ع) فمن يومئذ يرون أن الوزغ يسمع الحديث.

٣٢٤ - أبان، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: لما ولد مروان عرضوا به لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يدعو له، فأرسلوا به إلى عائشة ليدعو له، فلما قربته منه قال: أخرجوا عني الوزغ ابن الزوغ، قال زرارة: ولا أعلم إلا أنه قال: ولعنه.

____________________

(١) مضمر او موقوف.

(٢) المشهور في كتب اللغة ان الايتام ينسب إلى المرأة يقال: ايتمت المراة اي صار اولادها يتامى.

وقولها عليها السلام: (ترملني) الارملة: المراة التي لا زوج لها وقولها سلام الله عليها: (ان يكون سيئة) اي مكافأة السيئة بالسيئة وليست من دأب الكرام فيكون اطلاق السيئة عليها مجازا او المراد مطلق الاضرار ويحتمل ان يكون المراد المعصية اي فنهيت عن ذلك ولا يجوز لي فعله؛ (آت)

اقول: اي لولا ان يكون هذا العمل سيئة لفعلت.

(٣) لعل فيه تضمين معنى القصد اي قال مخاطبا لابي بكر او عمر: ما تريد بقصدك إلى هذا الفعل اتريد ان تنزل عذاب الله على هذه الامة؛ (آت)

(٤) (طرا) اي جميعا، نصبه على المصدر او على الحال.

(٥) اي كانا يسترقان السمع ليسمعا ما يخبر به ويحكيه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع اهل بيته وازواجه ويخبرا به المنافقين وانما سماهما وزغا لما مر ان بني امية يمسخون بعد الموت وزغا لان الوزغ يستمع الحديث فشبههما لذلك به؛ (آت) اقول: لا يبعد كونهما جاسوسين مبعوثين من قبل حزبهم الاموي لذلك وقوله (يرون) اي يعلمون.

١٤٠