الروضة من الكافي الجزء ٨

الروضة من الكافي0%

الروضة من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 311

الروضة من الكافي

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف:

الصفحات: 311
المشاهدات: 46378
تحميل: 5717

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 311 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 46378 / تحميل: 5717
الحجم الحجم الحجم
الروضة من الكافي

الروضة من الكافي الجزء 8

مؤلف:
العربية

وصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لاميرالمؤمنينعليه‌السلام

٣٣ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن معاوية بن عمار قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: كان في وصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي (ع) أن قال: يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني ثم قال: اللهم أعنه، أما الاولى: فالصدق ولا تخرجن من فيك كذبة أبدا.

والثانية: والورع ولا تجترئ على خيانة أبدا.

والثالثة: الخوف من الله عز ذكره كأنك تراه.

والرابعة: كثرة البكاء من خشية الله يبنى لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة.

والخامسة: بذلك مالك ودمك دون دينك.

و السادسة الاخذ بسنتي في صلاتي وصومي وصدقتي أما الصلاة فالخمسون ركعة و أما الصيام فثلاثة أيام في الشهر: الخميس في أوله والاربعاء في وسطه والخميس في آخره وأما الصدقة فجهدك حتى تقول قد أسرفت ولم تسرف، وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال، وعليك بصلاة الزوال، وعليك بتلاوة القرآن على كل حال وعليك برفع يديك في صلاتك وتقليبهما، وعليك بالسواك عند كل وضوء وعليك بمحاسن الاخلاق فاركبها ومساوي الاخلاق فاجتنبها فإن لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك.

٣٤ - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن المغيرة قال: حدثني جعفر بن إبراهيم [بن محمد بن علي بن عبدالله بن جعفر الطيار]، عن أبي عبدالله، عن أبيه (ع) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حسب المرء دينه ومروء ته وعقله وشرفه وجماله، وكرمه تقواه.

٣٥ - عنهم، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، وثعلبة بن ميمون، وغالب بن عثمان، وهارون بن مسلم، عن بريد بن معاوية قال: كنت عند أبي جعفر (ع) في فسطاط له بمنى فنظر إلى زياد الاسود منقلع الرجل

٨١

فرثا له(١) فقال له: مالرجليك هكذا؟ قال: جئت على بكر لي نضو فكنت(٢) أمشي عنه عامة الطريق، فرثى له وقال له عند ذلك زياد: إني الم بالذنوب حتى إذا ظننت أني قد هلكت ذكرت حبكم فرجوت النجاة وتجلى عني فقال أبوجعفر (ع): وهل الدين إلا الحب؟ قال الله تعالى: "( حَبَّبَ إِلَيْکُمُ الْإِيمَانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِکُمْ ) (٣) " وقال: "( إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْکُمُ اللَّهُ ) (٤) " وقال: " يحبون من هاجر إليهم(٥) " إن رجلا أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال يارسول الله احب المصلين ولا أصلي(٦) واحب الصوامين ولا أصوم؟ فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت وقال: ما تبغون وما تريدون أما إنها لو كان فزعة من السماء فزع كل قوم إلى مأمنهم وفزعنا إلى نبينا وفزعتهم إلينا.

٣٦ - سهل، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، وعبدالله بن بكير، عن سعيد بن يسار قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: الحمد الله صارت فرقة مرجئه وصارت فرقة حرورية وصارت فرقة قدرية وسميتم الترابية وشيعة علي، أما والله ما هو إلا الله وحده لاشريك له ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله وآل رسول الله (عل) وشيعة آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وما الناس إلا م، كان علي (ع) أفضل الناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأولى الناس بالناس حتى قالها ثلاثا.

٣٧ - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عمر بن أبان الكلبي، عن عبدالحميد الواسطي، عن أبي جعفر (ع) قال: قلت له: أصلحك الله لقد تركنا أسواقنا أنتظارا لهذا الامر حتى ليوشك الرجل منا أن يسأل في يده؟ فقال: يا [أبا] عبدالحميد أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل الله له مخرجا؟ بلى والله ليجعلن الله له مخرجا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا، قلت: أصلحك الله إن هؤلاء المرجئه يقولون ما علينا أن نكون على الذين نحن عليه

____________________

(١) انقلع المال إلى مالكه: وصل اليه من يد المستعير وانقلع البعير: انخرع اي كان صحيحا فوقع ميتا. وفي بعض النسخ (منقطع الرجلين). وقوله: (رثا له) اي رق وتوجع.

(٢) النضو: الدابة التي هزلتها الاسفار.

(٣) الحجرات: ٧.

(٤) آل عمران: ٣١. الحشر: ٩.

(٦) المراد بها النوافل وكذ في اختها المراد بها التطوع كما يشعر بها لفظة (الصوامين).

٨٢

حتى إذا جاء ما تقولون كنا نحن وأنتم سواء؟ فقال: يا عبدالحميد صدقوا من تاب تاب الله عليه ومن أسر نفاقا فلا يرغم الله إلا بأنفه ومن أظهر أمرنا أهرق الله دمه(١) يذبحهم الله على الاسلام كما يذبح القصاب شاته، قال: قلت: فنحن يومئذ والناس فيه سواء؟ قال: لا أنتم يومئذ سنام الارض وحكامها(٢) لا يسعنا في ديننا إلا ذلك، قلت: فإن مت قبل أن أدرك القائم (ع)؟ قال: إن القائل منكم إذا قال: إن أدركت قائم آل محمد نصرته كالمقارع(٣) معه بسيفه والشهادة(٤) معه شهادتان.

٣٨ - عنه، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن الوليد الكندي قال: ذخلنا على أبي عبدالله (ع) في زمن مروان فقال: من أنتم؟ فقلنا: من أهل الكوفة، فقال: ما من بلدة من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة ولا سيما هذه العصابة، إن الله جل ذكره هداكم لامر جهله الناس وأحببتمونا وأبغضنا الناس واتبعتمونا وخالفنا الناس و صدقتمونا وكذبنا الناس فأحياكم الله محيانا وأماتكم [الله] مماتنا فأشهد على أبي أنه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يرى ما يقر الله به عينه وأن يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هذه وأهوى بيده إلى حلقه وقد قال الله عزوجل في كتابه: "( وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِکَ وَ جَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَ ذُرِّيَّةً ) (٥) " فنحن ذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣٩ - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد بن عديس، عن أبان عن عثمان، عن أبي الصباح قال: سمعت كلاما يروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن علي (ع) وعن ابن مسعود فعرضته على أبي عبدالله (ع) فقال: هذا قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعرفه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره وأكيس الكيس التقي وأحمق الحمق الفجور وشر الروي روي الكذب(٦) وشر الامور محدثاتها واعمى العمى

____________________

(١) كذا.

(٢) اي مرتفع الارض والمراد هنا عزتهم ورفعتهم ودولتهم.

(٣) قارع وتقارع القوم بعضهم بعضا: ضاربوا، وبالرماح: تطاعنوا.

(٤) اي لمتمنى الشهادة معه اجر شهيد وللشهادة معه اجر شهيدين.

(٥) الرعد: ٣٨.

(٦) رواه الصدوق في الفقيه والامالى بسند حسن وفيهما (وشر الرواية رواية الكذب) و الروى من الروية وهو النظر والتفكر في الامور، او من الرواية ولو من روى الماء والثاني اظهر.

٨٣

عمى القلب وشر الندامة ندامة يوم القيامة وأعظم الخطايا عند الله لسان الكذاب وشر الكسب كسب الربا وشر المآكل أكل مال اليتيم وأحسن الزينة زينة الرجل(١) هدي حسن مع إيمان وأملك أمره به وقوام خواتيمه ومن يتبع السمعة يسمع الله به(٢) الكذبة ومن يتول الدنيا يعجز عنها ومن يعرف البلاء يصبر عليه ومن لا يعرفه ينكل(٣) و الريب كفر ومن يستكبر يضعه الله ومن يطع الشيطان يعص الله ومن يعص الله يعذبه الله ومن يشكر يزيده الله ومن يصبر على الرزية يعنه الله ومن يتوكل على الله فحسبه الله، لا تسخطوا الله برضا أحد من خلقه ولا تقربوا إلى أحد من الخلق تتباعدوا من الله فإن الله عزوجل ليس بينه وبين أحد من الخلق شئ يعطيه به خيرا ولا يدفع به عنه شرا إلا بطاعته واتباع مرضاته، وإن طاعة الله نجاح من كل خير يبتغى ونجاة من كل شر يتقى وإن الله عز ذكره يعصم من أطاعه ولا يعتصم به من عصاه ولا يجد الهارب من الله عزوجل مهربا وإن أمر الله نازل ولو كره الخلائق وكل ما هو آت قريب، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب.

٤٠ - وبهذا الاسناد، عن أبان، عن يعقوب بن شعيب أنه سأل أبا عبدالله (ع) عن قول الله عزوجل: "( کَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً ) " فقال: كان الناس قبل نوح امة ضلال فبد الله فبعث المرسلين وليس كما يقولون: لم يزل وكذبوا، يفرق الله في ليلة القدر ما كان من شدة أو رخاء أو مطر بقدر ما يشاء الله عزوجل أن يقدر إلى مثلها من قابل.

____________________

(١) (زينة الرجل) عطف بيان او بدل للزينة و (املك امره به) معطوف على احسن الزينة.

(٢) اي اظهره وفي بعض النسخ (يبتغ) وهو الاصوب.

(٣) النكول: الجبن والامتناع وفي الكتابين (ينكر).

(٤) البقرة: ٢١٣.

(٥) اي ليس كما يقولون: (ان الله تعالى قدر الامر في الازل وقد فرغ منها فلا يتغير تقديراته تعالى). بل لله البداء فيما كتب في لوح المحو والاثبات؛ (آت).

٨٤

حديث البحر مع الشمس

٤١ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن الحكم بن المستورد(١) ، عن علي بن الحسين (ع) قال: إن من الاقوات التي قدرها الله للناس مما يحتاجون إليه البحر الذي خلقه الله وجل بين السماء والارض، قال: وإن الله قد قدرفيها مجاري الشمس والقمر والنجوم والكواكب وقدر ذلك كله على الفلك، ثم وكل بالفلك ملكا ومعه سبعون ألف ملك، فهم يديرون الفلك فإذا أداروه دارت الشمس والقمر والنجوم والكواكب معه فنزلت في منازلها التي قدرها الله عزوجل فيها ليومها وليلتها فإذا كثرت ذنوب العباد وأراد الله تبارك وتعالى أن يستعتبهم بآية من آياته أمر الملك الموكل بالفلك أن يزيل الفلك الذى عليه مجاري الشمس والقمر والنجوم والكواكب فيأمر الملك اولئك السبعين ألف ملك أن يزيلوه عن مجاريه قال: فيزيلونه فتصير الشمس في ذلك البحر الذي يجري في الفلك قال: فيطمس ضوء‌ها ويتغير لونها فإذا أراد الله عزوجل أن يعظم الآية طمست الشمس في البحر على ما يحب الله أن يخوف خلقه بالآية قال: وذلك عند انكساف الشمس، قال: وكذلك يفعل بالقمر، قال: فإذا أراد الله أن يجليها أويردها إلى مجراها أمر الملك الموكل بالفلك أن يرد الفلك إلى مجراه فيرد الفلك فترجع الشمس إلى مجراها، قال: فتخرج من الماء وهي كدرة، قال: والقمر مثل ذلك قال: ثم قال علي بن الحسين (ع): أما إنه لا يفزع لهما ولا يرهب بهاتين الآيتين إلا من كان من شيعتنا فإذا كان كذلك فافزعوا إلى الله عزوجل ثم ارجعوا إليه.

٤٢ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن سليمان، عن الفضل بن إسماعيل الهاشمي، عن أبيه قال: شكوت إلى أبي عبدالله (ع) ما ألقى من أهل بيتي من

____________________

(١) هذا الخبر مجول بحكم بن مستورد ولم اظفر في المعاجم بهذا العنوان الا ان صاحب جامع الرواة ذكره بعنوان حكم بن مستور وقال: معروف بن خربوذ عنه عن على بن الحسينعليهما‌السلام في حديث البحر مع الشمس في الروضة من الكافي.

٨٥

استخفافهم بالدين فقال: يا إسماعيل لا تنكر ذلك من أهل بيتك فإن الله تبارك وتعالى جعل لكم أهل بيت حجة يحتج بها على أهل بيته في القيامة فيقال لهم: ألم تروا فلانا فيكم، ألم تروا هديه فيكم، ألم تروا صلاته فيكم(١) ، ألم تروا دينه، فهلا اقتديتم به، فيكون حجة عليهم في القيامة.

٤٣ - عنه، عن أبيه عن محمد بن عثيم النخاس(٢) ، عن معاوية بن عمار قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: إن الرجل منكم ليكون في المحلة فيحتج الله عزوجل يوم القيامة على جيرانه [به] فيقال لهم: ألم يكن فلانا بينكم، ألم تسمعوا كلامه، ألم تسمعوا بكاء‌ه في الليل، فيكون حجة الله عليهم(٣) .

٤٤ - محمدبن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (ع) قال: سألته عن قول الله عزوجل: "( وَ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ) (٤) " قال: كان طير ساف(٥) جاء‌هم من قبل البحر، رؤوسها كأمثال رؤوس السباع وأظفارها كأظفار السباع من الطير، مع كل طائر ثلاثة أحجار: في رجليه حجران وفي منقاره حجر، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسادهم فقتلهم بها وما كان قبل ذلك رئي شئ من الجدري(٦) ولا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده، قال: ومن أفلت(٧) منهم يومئذ انطلق حتى إذا بلغوا حضرموت و هو واد دون اليمن، أرسل الله عليهم سيلا فغرقهم أجمعين، قال: وما رئي في ذلك الوادي ماء قط قبل ذلك اليوم بخمسة عشر سنة، قال: فلذلكم سمى حضرموت حين ماتوا فيه.

٤٥ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن عبدالله بن بكير، وثعلبة بن ميمون، وعلي بن عقبة، عن زرارة، عن عبدالملك قال وقع بين

____________________

(١) الهدى: الطريقة.

(٢) في بعض النسخ (النحاس).

(٣) في بعض النسخ (عليكم).

(٤) الفيل، ٣ و ٤.

(٥) سف الطائر: إذا دنا من الارض.

(٦) الجدر بالضم والفتح وفتح الدال في كلاهما: البثور الناتئة على الجسم. وايضا آثار ضرب او جرح مرتفعة على الجلد.

(٧) اي هربت.

٨٦

أبي جعفر وبين ولد الحسن، (ع) كلام فبلغني ذلك فدخلت على أبي جعفر (ع) فذهبت أتكلم فقال لي: مه، لا تدخل فيما بيننا فإنما مثلنا ومثل بني عمنا كمثل رجل كان في بني إسرائيل، كانت له ابنتان فزوج إحداهما من رجل زراع وزوج الاخرى من رجل فخار، ثم زارهما فبدأ بامرأة الزراع فقال لها: كيف حالكم؟ فقالت: قد زرع زوجي زرعا كثير فإن أرسل الله السماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالا، ثم مضى إلى امرأة الفخار فقال لها: كيف حالكم؟ فقالت: فد عمل زوجي فخارا كثيرا فإن أمسك الله السماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالا، فانصرف وهو يقول: اللهم أنت لهما، وكذلك نحن(١) .

٤٦ - محمد، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن ذريح قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يعوذ بعض ولده ويقول: " عزمت عليك(٢) يا ريح ويا وجع، كائنا ما كنت بالعزيمة التي عزم بها علي بن أبى طالب أمير المؤمنين (ع) رسول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على جن وادي الصبرة(٣) فأجابوا وأطاعوا لما أجبت وأطعت وخرجت عن ابني فلان ابن ابنتي فلانة، الساعة الساعة ".

____________________

(١) (انت لهما) اي المقدر لهما، تختار لكل منهما ما يصلحها ولا اشفع لاحدهما لانك اعلم بصلاحهما او لا ارجح احدهما على الاخر. وقوله: (وكذلك نحن) اي ليس لكم ان تحاكموا بيننا لان الخصمين كلاهما من اولاد الرسول ويلزمكما احترامهما لذلك؛ (آت).(٢) قال الجوهري: (عزمت عليك) اي اقسمت عليك.

(٣) كذا. ولعل هذا اشارة إلى ما رواه الشيخ المفيد (ره) في ارشاده باسناده عن ابن عباس قال: لما خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بني المصطلق جنب عن الطريق فادركه الليل ونزل بقرب واد وعر فلما كان في آخر الليل هبط جبرئيل عليه يخبره ان طائفة من كفار الجن قد استبطنوا الوادي يريدون كيدهعليه‌السلام وايقاع الشر باصحابه عند سلوكهم اياه فدعا امير المؤمنينعليه‌السلام فقال له: اذهب إلى هذا الوادي فسيعرض لك من اعداء الله الجن من يريدك فادفعه القوة التي اعطاك الله عزوجل اياها وتحصن منهم باسماء الله عزوجل التي خصك بها وبعلمها وانفذ معه مائة رجل من اخلاط الناس وقال لهم: كونوا معه وامتثلوا أمره، فتوجه امير المؤمنينعليه‌السلام إلى الوادي فلما قرب من شفيره أمر المائة الذين صحبوا ان يقفوا بقرب الشفير ولا يحدوا شيئا حتى يؤذن لهم، ثم تقدم فوقف على شفير الوادي وتعوذ بالله من اعدائه وسمى الله عز اسمه وأومأ إلى القوم الذين اتبعوه ان يقربوا منه وكان بينه وبينم فرجة مسافتها غلوة ثم رام الهبوط إلى الوادي فاعترضت ريح عاصف كاد ان تقع القوم على وجوههم لشدتها ولم تثبت اقدامهم على الارض من هول الخصم ومن هول ما لحقهم، فصاح أمير المؤمنينعليه‌السلام أنا علي بن ابي طالب بن عبدالمطلب وصي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وابن عمه، اثبتوا ان شئتم فظهر للقوم أشخاص على صور الزط يخيل في أيديهم شعل النيران قد اطمأنوا واطافوا بجنبات الوادي فتوغل أمير المؤمنينعليه‌السلام بطن الوادي وهو يتلوا القرآن ويومي بسيفه يمينا وشمالا فما لبثت الاشخاص حتى صارت كالدخان الاسود وكبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ثم صعد من حيث هبط فقام مع القوم لذين اتبعوه حتى اسفر الموضع عما اعتراه فقال له اصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما لقيت يا ابا الحسن فلقد كدنا ان نهلك خوفا واشفقنا عليك اكثر مما لحقنا؟ فقالعليه‌السلام لهم: انه لما تراء‌ى لي العدو جهرت فيهم باسماء الله تعالى فتضاء لوا وعلمت ما حل بهم من الجزع فتوغلت الوادي غير خائف منهم ولو بقوا على هيئاتهم لاتيت على اخرهم وقد كفى الله كيدهم وكفى المسلمين شرهم وستسبقني بقيتهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يؤمنون به وانصرف أمير المؤمنينعليه‌السلام بمن معه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واخبره الخبر فسرى عنه ودعا له بخير وقال له: قد سبقك يا علي إلى من أخافه الله بك فاسلم وقبلت اسلامه، ثم ارتحل بجماعة المسلمين حتى قطعوا الوادي آمنين غير خائفين وهذا الحديث قد روته العامة كما روته الخاصة ولم يتناكروا شيئا. انتهى (آت)

٨٧

٤٧ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبن فضال، عن أبن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من يتفقد يفقد ومن لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز، ومن قرض الناس قرضوه(١) ومن تركهم لم يتركوه، قيل: فاصنع ماذا يا رسول الله؟ قال: أقرضهم من عرضك ليوم فقرك.

٤٨ - عنه(٢) ، عن أحمد، عن البرقي، عن محمد بن يحيى، عن حماد بن عثمان قال: بينا موسى في داره التي في المسعى يشرف على المسعى إذ رأى أبا الحسن موسى

____________________

(١) قال الجزري: في حديث ابي الدرداء: (من يتفقد يفقد) اي من يتفقد احوال الناس ويتعرفها فانه لا يجد ما يرضيه لان الخير في الناس قليل.

وقال وفيه أيضا: ان قارضت الناس قارضوك أي إن سابيتهم ونلت منهم سبوك ونالوا منك ومنه الحديث الاخر: (اقرض من عرضك ليوم فقرك) اي إذا نال احد من عرضك فلا تجازه ولكن اجعله قرضا في ذمته لتاخذه منه يوم حاجتك إليه، يعني يوم القيامة.

(٢) اي عن محمد بن يحيى العطار والاتي هو محمد بن يحيى الصيرفي الذي روى عنه ابوعبدالله البرقي والعباس بن معرف وعلى بن اسماعيل وعبدالله جبلة وايوب بن نوح ومحمد بن عمرو بن سعيد وروى عن حماد بن عثمان ومحمد بن سفيان كما في جامع الرواة.

٨٨

(ع) مقبلا من المروة على بغلة فأمر ابن هياج رجلا من همدان منقطعا إليه أن يتعلق بلجامه ويدعي البغلة، فأتاه فتعلق باللجام وادعى البغلة فثنى أبوالحسن (ع) رجله فنزل عنها وقال لغلمانه: خذوا سرجها وادفعوها إليه، فقال: والسرج أيضا لي، فقال أبوالحسن (ع): كذبت عندنا البينة بأنه سرج محمد بن علي وأما البغلة فانا اشتريناها منذ قريب وأنت أعلم وما قلت(١) .

٤٩ - عنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن مرازم، عن أبيه قال: خرجنا مع أبي عبدالله (ع) حيث خرج من عند أبي جعفر المنصور من الحيرة فخرج ساعة أذن له و انتهى إلى السالحين في أول الليل فعرض له عاشر كان يكون في السالحين(٢) في أول الليل فقال له: لا أدعك أن تجوز فألح عليه وطلب إليه، فأبى إباء‌ا وأنا ومصادف: معه فقال له مصادف: جعلت فداك إنما هذا كلب قد آذاك وأخاف أن يردك وما أدري ما يكون من أمر أبي جعفر(٣) وأنا ومرازم(٤) أتأذن لنا أن نضرب عنقه، ثم نطرحه في النهر فقال: كف(٥) يا مصادف، فلم يزل يطلب إليه حتى ذهب من الليل أكثره فأذن له فمضى فقال: يا مرازم هذا خير أم الذي قلتماه؟ قلت: هذا جعلت فداك، فقال: إن الرجل يخرج من الذل الصغير فيدخله ذلك في الذل الكبير.

٥٠ - عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، عن حفص بن أبي عائشة قال: بعث أبوعبدالله (ع) غلاما في حاجة فأبطأ فخرج أبوعبدالله (ع) على أثره لما أبطأ عليه فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه فلما انتبه قال له أبوعبدالله (ع): يا فلان والله ما ذاك لك تنام الليل والنهار، لك الليل ولنا منك النهار.

٥١ عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن حسان [عن] أبي علي(٦)

____________________

(١) لعلهعليه‌السلام سلم البغلة مع علمه بكذب المدعى اما صونا لعرضه عن الترافع إلى الوالى او دفعا لليمين او تعليما ليتأسى به الناس فيما لم يعلموا كذب المدعى احتياطا واستحبابا؛ (آت).

(٢) السالحون موضع على اربع فراسخ من بغداد إلى المغرب.(كذا في المغرب).

(٣) اي المنصور.

(٤) اي نكون معك.

(٥) في بعض النسخ (كيف).

(٦) كذا في غير واحد من النسخ والظاهر انه حسان بن المعلم، من اصحاب الصادقعليه‌السلام لرواية على بن الحكم عنه وابوعلى. لم نقف عليه في احد من المعاجم وفي بعض النسخ (عن حسان بن ابي على) ولعله هو كنية لمعلم ابي حسان او لحسان كما في بعض النسخ (حسان ابى على)

٨٩

قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: لا تذكروا سرنا بخلاف علانيتنا ولا علانيتنا بخلاف سرنا، حسبكم أن تقولوا ما نقول وتصمتوا عما نصمت، إنكم قد رأيتم أن الله عز و جل لم يجعل لاحد من الناس في خلافنا خيرا، إن الله عزوجل يقول: "( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‌ ) (١) ".

حديث الطبيب

٥٢ - محمد، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال موسىعليه‌السلام : يا رب من أين الداء؟ قال: مني، قال: فالشفاء؟ قال: مني، قال: فما يصنع عبادك بالمعالج؟ قال: يطيب بأنفسهم فيومئذ سمى المعالج الطبيب(٢) .

٥٣ - عنه، عن أحمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن أبي أيوب، عن أبي عبدالله (ع) قال: ما من داء إلا وهو سارع إلى الجسد(٣) ينتظر متى يؤمر به فيأخذه.

وفي رواية أخرى إلا الحمى فإنها ترد ورودا.

٥٤ - عنه، عن أحمد بن محمد، عن عبدالعزيز بن المهتدي، عن يونس بن عبدالرحمن، عن داود بن زربي قال: مرضت بالمدينة مرضا شديدا فبلغ ذلك أبا عبدالله (ع) فكتب إلي: قد بلغني علتك فاشتر صاعا من بر ثم استلق على قفاك(٤) وانثره على صدرك كيفما انتثر وقل: " اللهم إني أسألك باسمك الذي سألك به المضطر كشفت ما به من ضر ومكنت له في الارض وجعلته خليفتك على خلقك أن تصلي على محمد وعلى أهل بيته(٥)

____________________

(١) النور: ٦٣.

(٢) الطبيب في الاصل الحاذق بالامور والعارف بها.(النهاية).

(٣) اي له طريق اليه والمراد ان غالب الادواء لها مادة في الجسد تشتد ذلك حتى ترد عليه باذن الله؛ (آت)

وفي بعض النسخ (يسارع).

(٤) اي نم على قفاك.

(٥) قد مضى في كتاب الدعاء من المجلد الثاني ص ٥٦٤ وفيه. (ان تصلي على محمد وآل محمد).

٩٠

وأن تعافيني من علتي " ثم استو جالسا واجمع البر من حولك وقل مثل ذلك وأقسمه مدا مدا لكل مسكين وقل مثل ذلك، قال داود: ففعلت مثل ذلك فكأنما نشطت من عقال(١) وقد فعله غير واحد فانتفع به.

حديث الحوت على أي شئ هو

٥٥ - محمد، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبدالله (ع) قال: سألته عن الارض على أي شئ هي؟ قال: هي على حوت، قلت: فالحوت على أي شئ هو؟ قال: على الماء، قلت: فالماء على أي شئ هو؟ قال: على صخرة، قلت: فعلى أي شئ الصخرة؟ قال: على قرن ثور أملس(٢) ، قلت: فعلى أي شئ الثور؟ قال: على الثرى، قلت: فعلى أي شئ الثرى؟ فقال: هيهات عند ذلك ضل علم العلماء(٣) .

٥٦ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أحدهما (ع) قال: إن الله عزوجل خلق الارض ثم أرسل عليها الماء المالح أربعين صباحا والماء العذب أربعين صباحا حتى إذا التقت واختلطت أخذ بيده قبضة فعركها عركا شديدا جميعا ثم فرقها فرقتين، فخرج من كل واحدة منهما عنق مثل(٤) عنق الذر فأخذ عنق إلى الجنة وعنق إلى النار.

____________________

(١) نشط الدلو: نزعها وانشطته اي حللته، يقال: كما انشط من عقال وانتشطت الحبل اي مددته حتى ينحل.

(٢) اي صحيح الظهر.

(٣) في هذا الحديث رموز انما يحلها من كان من اهلها؛ (في) وذلك لان حديثهم صعب مستصعب.

(٤) العنق: الجماعة من الناس.

٩١

حديث الاحلام والحجة على أهل ذلك الزمان

٥٧ - بعض أصحابنا، عن علي بن العباس(١) ، عن الحسن بن عبدالرحمن، عن أبي الحسن (ع) قال: إن الاحلام لم تكن فيما مضى في أول الخلق وإنما حدثت فقلت: وما العلة في ذلك؟ فقال: إن الله عز ذكره بعث رسولا إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته فقالوا: إن فعلنا ذلك فما لنا فوالله ما أنت بأكثرنا مالا ولا بأعزنا عشيرة: فقال: إن أطعتموني أدخلكم الله الجنة وإن عصيتموني أدخلكم الله النار فقالوا: وما الجنة والنار؟ فوصف لهم ذلك فقالوا: متى نصير إلى ذلك؟ فقال: إذا متم فقالوا: لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاما ورفاتا، فازدادوا له تكذيبا وبه استخفافا فأحدث الله عزوجل فيهم الاحلام فأتوه فأخبروه بمارأوا وماأنكروا من ذلك فقال: إن الله عزوجل أراد أن يحتج عليكم بهذا هكذا تكون أرواحكم إذا متم وإن بليت أبدانكم تصير الارواح إلى عقاب حتى تبعث الابدان.

٥٨ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (ع) قال: سمعته يقول: رأى المؤمن ورؤياه في آخر الزمان على سبعين جزء‌ا من أجزاء النبوة.

٥٩ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن الرضا (ع) قال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا أصبح قال: لاصحابه: هل من مبشرات.يعني به الرؤيا.

٦٠ - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال: قال رجل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : في قول الله عزوجل: "( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (٢) " قال: هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بهافي دنياه.

٦١ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبى عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي عبدالله (ع) قال: الرؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن وتحذير من الشيطان وأضغاث أحلام.

____________________

(١) رمى بالغلو وغمز عليه، ضعيف جدا (صه، جش).

(٢) يونس: ٦٥.

٩٢

٦٢ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن درست بن أبي منصور، عن أبي بصير قال: قلت: لابي عبدالله (ع): جعلت فداك الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجهما من موضع واحد؟ قال: صدقت أما الكاذبة [ال‍] مختلفة فإن الرجل يراها في أول ليلة في سلطان المردة الفسقة وإنما هي شئ يخيل إلى الرجل وهي كاذبة مخالفة، لا خير فيها وأما الصادقة إذا راها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة وذلك قبل السحر فهي صادقة، لا تخلف إن شاء الله إلا أن يكون جنبا أو ينام على غير طهور ولم يذكر الله عزوجل حقيقة ذكره فإنها تختلف وتبطئ على صاحبها.

حديث الرياح

٦٣ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، وهشام بن سالم، عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر (ع)، عن الرياح الاربع الشمال والجنوب والصبا والدبور وقلت: إن الناس يذكرون أن الشمال من الجنة و الجنوب من النار؟ فقال: إن لله عزوجل جنودا من رياح يعذب بها من يشاء ممن عصاه ولكل ريح منها ملك موكل بها فإذا أراد الله عزوجل أن يعذب قوما بنوع من العذاب أوحى إلى الملك الموكل بذلك النوع من الريح التي يريد أن يعذبهم بها قال: فيأمرها الملك فيهيج كما يهيج الاسد المغضب، قال: ولكل ريح منهن اسم أما تسمع قوله تعالى: "( کَذَّبَتْ عَادٌ فَکَيْفَ کَانَ عَذَابِي وَ نُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ) (١) " وقال: "( الرِّيحَ الْعَقِيمَ‌ ) (٢) " وقال: "( رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ‌ ) (٣) " وقال: "( فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ) (٤) " وما ذكر من الرياح التي يعذب الله بها من عصاه، قال: ولله عز ذكره رياح رحمة لواقح وغير ذلك ينشرها بين يدي رحمته منها ما يهيج السحاب للمطر، ومنها رياح تحبس السحاب بين السماء والارض، و

____________________

(١) القمر: ١٨ و ١٩.

(٢) الذاريات: ٤١.

(٣) الاحقاف: ٢٤.

(٤) البقرة: ٢٦٦.

٩٣

رياح تعصر السحاب فتمطره بإذن الله، ومنها رياح مما عدد الله في الكتاب فأما الرياح الاربع: الشمال والجنوب والصبا والدبور فإنما هي أسماء الملائكة الموكلين بها فإذا أراد الله أن يهب شمالا أمر الملك الذي اسمه الشمال فيهبط على البيت الحرام فقام على الركن الشامي فضرب بجناحه فتفرقت ريح الشمال حيث يريد الله من البر والبحر وإذ أراد الله أن يبعث جنوبا أمر الملك الذي أسمه اجنوب فهبط على البيت الحرام فقام على الركن الشامي فضرب بجناحه فتفرقت ريح الجنوب في البر والبحر حيث يريد الله وإذا أراد الله أن يبعث ريح الصبا أمر الملك الذي اسمه الصبا فهبط على البيت الحرام فقال على الركن الشامي فضرب بجناحه فتفرقت ريح الصبا حيث يريد الله عزوجل في البر والبحر وإذا أراد الله أن يبعث دبورا أمر الملك الذي أسمه الدبور فهبط على البيت الحرام فقام على الركن الشامي فضرب بجناحه فتفرقت ريح الدبور حيث يريد الله من البر والبحر، ثم قال أبوجعفر (ع): أما تسمع لقوله(١) : ريح الشمال وريح الجنوب وريح الدبور وريح الصبا، إنما تضاف إلى الملائكة الموكلين بها.

٦٤ - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (ع) قال: إن لله عزوجل رياح رحمة ورياح عذاب فإن شاء الله أن يجعل العذاب من الرياح رحمة(٢) فعل، قال: ولن يجعل الرحمة من الريح عذابا قال: وذلك أنه لم يرحم قوما قط أطاعوه وكانت طاعتهم إياه وبالا عليهم إلا من بعد تحولهم عن طاعته(٣) قال: وكذلك فعل بقوم يونس لما آمنوارحمهم‌الله بعد ما كان قدر عليهم العذاب وقضاه ثم تداركهم برحمته فجعل العذاب المقدر عليهم رحمة فصرفه عنهم وقد أنزله عليهم وغشيهم وذلك لما آمنوا به وتضرعوا إليه، قال: وأما الريح العقيم فإنها ريح عذاب لا تلقح شيئا من الارحام ولا شيئا من النبات وهي ريح تخرج من تحت الارضين السبع وما خرجت منها ريح قط إلا على قوم عاد حين غضب الله عليهم فأمر الخزان أن يخرجوا منها على مقدار سعة الخاتم، قال: فعتت(٤) على الخزان فخرج

____________________

(١) اي لقول القائل.

(٢) في بعض النسخ (ان يجعل الرياح من العذاب رحمة).

(٣) كذا.

(٤) في بعض النسخ (فعلت على الخزان) من على يعلو اي ترفعت وما في المتن اظهر.

٩٤

منها على مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد، قال: فضج الخزان إلى الله عز وجل من ذلك فقالوا: ربنا إنها قد عتت عن أمرنا إنا نخاف أن تهلك من لم يعصك من خلقك وعمار بلادك، قال: فبعث الله عزوجل إليها جبرئيل (ع) فاستقبلها بجناحيه فردها إلى موضعها وقال لها: اخرجي على ما أمرت به، قال: فخرجت على ما أمرت به و أهلكت قوم عاد ومن كان بحضرتهم.

٦٥ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (ع) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من ظهرت عليه النعمة فليكثر ذكر " الحمد لله " ومن كثرت همومه فعليه: بالاستغفار ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول: " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " ينفي عنه الفقر، وقال: فقد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا من الانصار، فقال: ما غيبك عنا؟ فقال: الفقر يا رسول الله وطول السقم، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا أعلمك كلاما إذا قلته ذهب عنك الفقر والسقم؟ فقال: بلى يا رسول الله، فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: " لا حول ولا قوة إلا بالله [العلي العظيم] توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا(١) "، فقال الرجل: فوالله ما قلته إلا ثلاثة أيام حتى ذهب عني الفقر والسقم.

٦٦ - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن إسماعيل ابن عبدالخالق قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يقول لابي جعفر الاحول وأنا أسمع: أتيت البصرة؟ فقال: نعم، قال: كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الامر ودخولهم فيه؟ قال: والله إنهم لقليل ولقد فعلوا وإن ذلك لقليل، فقال: عليك بالاحداث فإنهم أسرع إلى كل خير، ثم قال: ما يقول أهل البصرة في هذه الآية: "( قُلْ لاَ أَسْأَلُکُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (٢) "؟ قلت: جعلت فداك إنهم يقولون: إنها لاقارب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: كذبوا إنما نزلت فينا خاصة في أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء (عل).

____________________

(١) لا يبعد ان يكون في الاصل (وأكبره تكبيرا)؛ (آت).

(٢) الشورى: ٢٣.

٩٥

حديث أهل الشام

٦٧ عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن داود، عن محمد بن عطية قال: جاء رجل إلى أبي جعفر (ع) من أهل الشام من علمائهم فقال: يا أبا جعفر جئت أسألك عن مسألة قد أعيت علي أن أجد أحدا يفسرها وقد سألت عنها ثلاثة أصناف من الناس فقال كل صنف منهم شيئا غير الذي قال الصنف الآخر فقال له أبوجعفر (ع): ما ذاك؟ قال: فإني أسألك عن أول ما خلق الله من خلقه فإن بعض من سألته قال: القدر وقال بعضهم: القلم وقال بعضهم: الروح فقال أبوجعفر (ع): ما قالوا شيئا، اخبرك أن الله تبارك وتعالى كان ولا شئ غيره، وكان عزيزا، ولا أحد كان: قبل عزه وذلك قوله: "( سُبْحَانَ رَبِّکَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ‌ ) (١) " وكان الخالق قبل المخلوق ولو كان أول ما خلق من خلقه الشئ من الشئ إذا لم يكن له انقطاع أبدا ولم يزل الله إذا ومعه شئ ليس هو يتقدمه ولكنه كان إذ لا شئ غيره وخلق الشئ الذى جميع الاشياء منه وهو الماء الذي خلق الاشياء منه فجعل نسب كل شئ إلى الماء ولم يجعل للماء نسبا يضاف إليه وخلق الريح من الماء ثم سلط الريح على الماء فشققت الريح متن الماء حتى ثار من الماء زبد على قدر ماشاء أن يثور(٢) فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع(٣) ولا ثقب ولا صعود ولا هبوط ولا شجرة، ثم طواها(٤) فوضعها فوق الماء ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء الله أن يثور فخلق من ذلك الدخان سماء‌ا صافية نقية ليس فيها صدع ولا ثقب وذلك قوله: "( السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْکَهَا فَسَوَّاهَا * وَ أَغْطَشَ لَيْلَهَا وَ أَخْرَجَ ضُحَاهَا ) (٥) " قال: ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا سحاب، ثم طواها

____________________

(١) الصافات: ١٨٠.

(٢) ثار يثور ثورا: هاج ومنه ثارت القتنة بينهم. وثارت الدخان او الغبار: ارتفع.

(٣) الصدع: الشق. وفي بعض النسخ (نقب) مكان (ثقت) وكذا ما ياتي.

(٤) طواها اي جمعها.

(٥) النازعات: ٢٧ إلى ٢٩. وفيها( أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ) .

٩٦

فوضعها فوق الارض ثم نسب الخليقتين(١) فرفع السماء فذلك قوله عز ذكره.

" والارض بعد ذلك دحيها " يقول: بسطها، فقال له الشامي:: يا أبا جعفر قول الله تعالى: "( أولم يرالذين كفروا أن السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما ) (٢) " فقال له أبوجعفر (ع): فعلك تزعم أنهما كانت رتقا ملتزقتين ملتصقتين ففتقت إحداهما من الاخرى؟ فقال: نعم، فقال أبوجعفر (ع): استغفر ربك فإن قول الله عزوجل: "( كانتا رتقا ) " يقول: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر وكانت الارض رتقا لا تنبت الحب فما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيها من كل دابة فتق السماء بالمطر والارض بنبات الحب، فقال الشامي أشهد أنك من ولد الانبياء وأن علمك علمهم.

٦٨ - محمد، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، والحجال، عن العلاء، عن محمد بن مسلم قال: قال لي أبوجعفر (ع): كان كل شئ ماء ا وكان عرشه على الماء فأمر الله عز ذكره الماء فاضطرم نار ثم أمر النار فخمدت فارتفع من خمودها دخان فخلق الله السماوات من ذلك الدخان وخلق الارض من الرماد ثم اختصم الماء والنار والريح فقال: الماء أنا جند الله الاكبر وقالت الريح: أنا جند الله الاكبر، وقالت النار أنا جند الله الاكبر، فأوحى الله عزوجل إلى الريح أنت جندي الاكبر.

حديث الجنان والنوق

٦٩ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن محمد بن إسحاق المدني، عن أبي جعفر (ع) قال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قول الله عزوجل: "( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْداً ) (٤) " فقال: يا علي إن الوفد لا يكون إلا ركبانا اولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله واختصهم ورضي أعمالهم فسماهم المتقين، ثم قال له: يا علي أما والذي فلق

____________________

(١) في بعض النسخ (الخلقتين).

(٢) الانبياء: ٢٩.

(٣) اضطرمت النار وتضرمت: اشتعلت.

(٤) مريم: ٨٥.

٩٧

الحبة وبرأ النسمة إنهم ليخرجون من قبورهم وإن الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت(١) وجلائلها الاستبرق والسندس وخطمها جدل الارجوان، تطير بهم إلى المحشر(٢) مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله يزفونهم زفا حتى(٣) ينتهوا بهم إلى باب الجنة الاعظم وعلى باب الجنة شجرة إن الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية قال: فيسقون منها شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد ويسقط من أبشارهم الشعر(٤) وذلك قول الله عزوجل: "( وَ سَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ) (٥) " من تلك العين المطهرة، قال: ثم ينصرفون إلى عين اخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون فيها وهي عين الحياة فلا يموتون أبدا، قال: ثم يوقف بهم قدام العرش(٦) وقد سلموا من الآفات والاسقام والحر والبرد أبدا، قال: فيقول الجبار جل ذكره للملائكة الذين معهم: احشروا أوليائي إلى الجنة ولا توقفوهم مع الخلائق فقد سبق رضاي عنهم ووجبت رحمتي لهم وكيف اريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات والسيئات، قال: فتسوقهم الملائكة إلى الجنة، فإذا انتهوا بهم إلى باب الجنة الاعظم ضرب الملائكة الحلقة ضربة فتصر صريرا(٧) يبلغ صوت صريرها كل حوراء أعدهاالله عزوجل لاوليائه في الجنان فيتباشرون بهم إذا سمعوا صرير الحلقة فيقول بعضهن لبعض: قد جاء‌نا أولياء الله، فيفتح لهم الباب فيدخلون الجنة وتشرف عليهم أزواجهم من الحور العين والآدميين فيقلن:

____________________

(١) (مكللة) اي محفوفة، مزينة.

وقوله: (جلائلها) كذا في جميع النسخ التي بايدينا وفي تفسير علي بن ابراهيم (جلالها) وهو بالكسر: جمع جل بالضم وهو للدابة كالثوب للانسان تصان به جمعه جلال واجلال.

(٢) استبرق: الديباج الغليظ والسندس الديباج الرقيق، والخطم: اللجام: والجذل بالكسر و الفتح: اصل الشجرة يقطع وقد يجعل العود جذلا. والارجوان معرب ارغوان.

(٣) اي يذهبون بهم على غابة الكرامة كما يزف العروس زوجها، او يسرعون بهم؛ (آت).

(٤) جمع بشرة.

(٥) الانسان: ٢١.

(٦) ظاهره انهم يردون اولا باب الجنة ثم إلى الموقف ثم يرجعون إلى الجنة؛ (آت).

(٧) صر يصر صرا وصريرا: صوت وصاح شديدا.

٩٨

مرحبا بكم فما كان أشد شوقنا إليكم ويقول لهن أولياء الله مثل ذلك، فقال علي (ع): يا ر سول الله أخبرنا عن قول الله عزوجل: " غرف مبنية من فوقها غرف(١) " بماذا بنيت يا رسول الله؟ فقال: يا علي تلك غرف بناها الله عزوجل لاوليائه بالدر والياقوت والزبرجد، سقوفها الذهب محبوكة بالفضة(٢) لكل غرفة منها ألف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به، فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير و الديباج بألوان مختلفة وحشوها المسك والكافور والعنبر وذلك قول الله عزوجل: "( وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ) (٣) " إذا ادخل المؤمن إلى منازله في الجنة ووضع على رأسه تاج الملك والكرامة ألبس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر المنظوم في الاكليل(٤) تحت التاج، قال: وألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة وضروب مختلفة منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الاحمر فذلك قوله عزوجل: "( يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) (٥) " فإذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا فإذا استقر لولي الله عزوجل منازله في الجنان استأذن عليه الملك الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة الله عزوجل إياه فيقول له خدام المؤمن من الوصفاء والوصائف(٦) : مكانك فإن ولي الله قد اتكأ على أريكته(٧) وزوجته الحوراء تهيأ له فاصبر لولي الله، قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمة لها تمشى مقبله وحولها وصائفها وعليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد وهي من مسك وعنبر وعلى رأسها تاج الكرامة وعليها نعلان من ذهب مكللتان بالياقوت واللؤلؤ، شراكها ياقوت أحمر، فإذا دنت من ولي الله فهم أن يقوم إليها شوقا فتقول له: يا ولي الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب فلا تقم

____________________

(١) الزمر: ٢٠. وفيها( غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ ) .

(٢) الحبك: الشد والاحكام وتحسين اثر الصنعة في الثوب. والتحبيك: التوثيق والتخطيط.

(٣) الواقعة: ٤ ٣.

(٤) الاكليل: التاج وشبه العصابة تزين بالجواهر.

(٥) الحج: ٢٢.

(٦) الوصفاء جمع الوصيف وهو كامير: الخادم والخادمة.

(٧) الاريكة كسفينة: السرير.

٩٩

أنا لك وأنت لي، قال: فيعتنقان مقدار خمسمائة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولا تمله، قال، فإذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها فإذا عليها قلائد من قصب من ياقوت أحمر وسطها لوح صفحته درة مكتوب فيها: أنت يا ولي الله حبيبي وأنا الحوراء حبيبتك، إليك تناهت نفسي وإلي تناهت نفسك، ثم يبعث الله إليه ألف ملك يهنئونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء، قال: فينتهون إلى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب جنانه: استأذن لنا على ولي الله فإن الله بعثنا إليه نهنئه، فيقول لهم الملك: حتى أقول للحاجب فيعلمه بمكانكم قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه و بين الحاجب ثلاث جنان حتى ينتهي إلى أول باب فيقول للحاجب: إن على باب العرصة(١) ألف ملك أرسلهم رب العالمين تبارك وتعالى ليهنئوا ولي الله وقد سألوني أن آذن لهم عليه فيقول الحاجب: إنه ليعظم علي أن أستأذن لاحد على ولي الله وهو مع زوجته الحوراء، قال: وبين الحاجب وبين ولي الله جنتان، قال: فيدخل الحاجب إلى القيم فيقول له: إن على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العزة يهنئون ولي الله فاستأذن لهم فيتقدم القيم إلى الخدام فيقول لهم: إن رسل الجبار على باب العرصة وهم ألف ملك أرسلهم الله يهنئون ولي الله فأعلموه مكانهم قال: فيعلمونه فيؤذن للملائكة فيدخلون على ولي الله وهو في الغرفة ولها ألف باب وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل به فإذا أذن للملائكة بالدخول على ولي الله فتح كل ملك بابه الموكل به قال: فيدخل القيم كل ملك من باب من أبواب الغرفة قال: فيبلغونه رسالة الجبار جل و عز وذلك قول الله تعالى: "( الْمَلاَئِکَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ کُلِّ بَابٍ‌ (من أبواب الغرفة)سَلاَمٌ عَلَيْکُمْ -إلى آخر الآية ) -(٢) " قال: وذلك قوله عزوجل: "( وَ إِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْکاً کَبِيراً ) (٣) " يعنى بذلك ولي الله وما هو فيه من الكرامة والنعيم والملك العظيم الكبير، إن الملائكة من رسل الله عز ذكره يستأذنون [في الدخول] عليه فلا يدخلون عليه إلا بإذنه فلذلك الملك العظيم الكبير، قال: والانهار تجري من تحت مساكنهم وذلك

____________________

(١) لعرصة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها شئ من بناء.

(٢) الرعد: ٢٣.

(٣) الانسان: ٢٠.

١٠٠