حياة أمير المؤمنين عن لسانه الجزء ٢

حياة أمير المؤمنين عن لسانه0%

حياة أمير المؤمنين عن لسانه مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 491

حياة أمير المؤمنين عن لسانه

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: مؤسسة النشر الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 491
المشاهدات: 290138
تحميل: 3660


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 491 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 290138 / تحميل: 3660
الحجم الحجم الحجم
حياة أمير المؤمنين عن لسانه

حياة أمير المؤمنين عن لسانه الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٢٢- خطبتهعليه‌السلام في عيد الغدير.

قال علي بن موسى الرضاعليه‌السلام :حدثني الهادي أبي قال:حدثني جدي الصادق قال:حدثني الباقر قال:حدثني سيد العابدين قال:حدثني أبي الحسين قال:اتفق في بعض سني أمير المؤمنينعليه‌السلام الجمعة و الغدير،فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم،فحمد الله و أثنى عليه حمدا لم يسمع بمثله و أثنى عليه ثناء لم يتوجه اليه غيره،فكان ما حفظ من ذلك:

«الحمد لله الذي جعل الحمد من غير حاجة منه إلى حامديه طريقا من طرق الإعتراف بلاهوتيته و صمدانيته و ربانيته و فردانيته و سببا إلى المزيد من رحمته و محجة للطالب من فضله و كمن في إبطان اللفظ حقيقة الإعتراف له بأنه المنعم على كل حمد باللفظ و إن عظم،و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نزعت عن إخلاص الطوي و نطق اللسان بها عبارة عن صدق خفي أنه الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى ليس كمثله شي،إذ كان الشي‏ء من مشيته فكان لا يشبهه مكونه،و أشهد أن محمدا عبده و رسوله استخلصه من القدم على سائر الامم على علم

١٠١

منه انفرد عن التشاكل و التماثل من ابناء الجنس،و انتجبه آمرا و ناهيا عنه أقامه في سائر عالمه في الأداء مقامه إذ كان لا تدركه الأبصار و لا تحويه خواطر الأفكار و لا تمثله غوامض الظنن في الأسرار،لا إله إلا هو الملك الجبار،قرن الإعتراف بنبوته بالإعتراف بلاهوتيته و اختصه من تكرمته بما لم يلحقه فيه أحد من بريته،فهو أهل ذلك بخاصته و خلته إذ لا يختص من يشوبه التغيير و لا يخالل(١) من يلحقه التظنين،و أمر بالصلاة عليه مزيدا في تكرمته و طريقا للداعي إلى إجابته فصلى الله عليه و كرم و شرف و عظم مزيدا لا يلحقه التنفيد و لا ينقطع على التأبيد،و أن الله تعالى اختص لنفسه بعد نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله من بريته خاصة علاهم بتعليته و سما بهم إلى رتبته و جعلهم الدعاة بالحق إليه و الأدلاء بالإرشاد عليه لقرن قرن و زمن زمن،أنشأهم في القدم قبل كل مذرو و مبرو أنوارا أنطقها بتحميده و ألهمها شكره و تمجيده و جعلها الحجج على كل معترف له بملكة الربوبية و سلطان العبودية و استنطق بها الخرسات بأنواع اللغات بخوعا(٢) له فإنه فاطر الأرضين و السموات،و أشهدهم خلقه و ولاهم ما شاء من أمره،جعلهم تراجم مشيته و ألسن إرادته عبيدا( لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ‌ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مَا خَلْفَهُمْ وَ لاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ‌ ) (٣) يحكمون بأحكامه و يستنون بسنته و يعتمدون حدوده و يؤدون فرضه،و لم يدع الخلق في بهم صما(٤) و لا في عمياء

____________________

(١)يخالله أي يصادقه و يتخذه خليلا.

(٢)بخع له بخوعا:أقر له إقرار مذعن بالغ جهده في الإذعان به.

(٣)الانبياء:٢٧ و .٢٨

(٤)البهم- كصرد- مشكلات الامور،و الصماء أيضا الدواهي الشديدة حيث لا يوجد منها مناص.

١٠٢

بكما بل جعل لهم عقولا مازجت شواهدهم،و تفرقت في هياكلهم و حققها في نفوسهم،و استعبد لها حواسهم فقرر بها على أسماع نواظر و أفكار،و خواطر ألزمهم بها حجته و أراهم بها محجته و أنطقهم عما شهد بألسن ذربة(١) بما قام فيها من قدرته و حكمته و بين عندهم بها( لِيَهْلِکَ مَنْ هَلَکَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ‌ ) (٢) بصير شاهد خبير.

ثم إن الله تعالى جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين لا يقوم أحدهما إلا بصاحبه،ليكمل عندكم جميل صنيعته و يقفكم على طريق رشده و يقفو بكم اثار المستضيئين بنور هدايته،و يشملكم منهاج قصده و يوفر عليكم هني‏ء رفده،فجعل الجمعة مجمعا ندب إليه لتطهير ما كان قبله و غسل ما كان أوقعته مكاسب السوء من مثله إلى مثله و ذكرى للمؤمنين و بيان خشية المتقين و وهب من ثواب الأعمال فيه أضعاف ما وهب لأهل طاعته في الأيام قبله و جعله لا يتم إلا بالايتمار لما أمر به و الإنتهاء عما نهى عنه و البخوع بطاعته فيما حث عليه و ندب إليه،فلا يقبل توحيده إلا بالإعتراف لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله بنبوته،و لا يقبل دينا إلا بولاية من أمر بولايته،و لا تنتظم أسباب طاعته إلا بالتمسك بعصمه و عصم أهل ولايته،فأنزل على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم الدوح(٣) ما بين به عن إرادته في خلصائه و ذوي اجتبائه و أمره بالبلاغ و ترك الحفل بأهل الزيغ و النفاق و ضمن له عصمته منهم(٤) ،و كشف من جنايا أهل الريب

‏____________________

(١)الذرب:الحديد من اللسان أو السيف.

(٢)الانفال: .٤٢

(٣)أي:يوم غدير خم.

(٤)اشارة الى الآية ٦٧ من سورة المائدة:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْکَ مِنْ رَبِّکَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ... ) .

١٠٣

و ضمائر أهل الإرتداد ما رمز فيه،فعقله المؤمن و المنافق فأعز معز و ثبت على الحق ثابت و ازدادت جهلة المنافق و حمية المارق و وقع العض على النواجذ و الغمز على السواعد،و نطق ناطق و نعق ناعق و نشق ناشق،و استمر على مارقته مارق،و وقع الإذعان من طائفة باللسان دون حقائق الإيمان،و من طائفة باللسان و صدق الإيمان،و كمل الله دينه و أقر عين نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله و المؤمنين و المتابعين،و كان ما قد شهده بعضكم و بلغ بعضكم،و تمت كلمة الله الحسنى الصابرين و دمر الله ما صنع فرعون و هامان و قارون و جنوده و ما كانوا يعرشون(١) ،و بقيت حثالة(٢) من الضلال لا يألون الناس خبالا(٣) يقصدهم الله في ديارهم و يمحوا الله اثارهم و يبيد معالمهم و يعقبهم عن قرب الحسرات و يلحقهم بمن بسط أكفهم و مد أعناقهم و مكنهم من دين الله حتى بدلوه و من حكمه حتى غيروه و سيأتي نصر الله على عدوه لحينه و الله لطيف خبير،و في دون ما سمعتم كفاية و بلاغ،فتأملوا رحمكم الله ما ندبكم الله إليه و حثكم عليه،و أقصدوا شرعه و اسلكوا نهجه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله.

إن هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج و رفعت الدرج و وضحت الحجج،و هو يوم الإيضاح و الإفصاح عن المقام الصراح(٤) و يوم كمال الدين،و يوم العهد المعهود،و يوم الشاهد و المشهود،و يوم تبيان العقود عن النفاق و الجحود،و يوم البيان عن حقائق الإيمان،و يوم دحر(٥) الشيطان،

____________________

(١)( وَ دَمَّرْنَا مَا کَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ وَ مَا کَانُوا يَعْرِشُونَ ) ،الاعراف: .١٣٧

(٢)الحثالة في الأصل ما يسقط من قشر الشعير و الأزر و التمر،و يطلق على سفلة الناس و رذالهم.

(٣)الخبال:الفساد و العناء و الشر،و لا يألون خبالا،أي:لا يقصرون الفساد و الشر و الشقة.

(٤)الصراح:الخالص من كل شي‏ء.

(٥)واربه:خاتله و خادعه و داهاه.

١٠٤

و يوم البرهان،هذا يوم الفصل الذي كنتم توعدون،هذا يوم الملأ الأعلى الذي أنتم عنه معرضون،هذا يوم الإرشاد و يوم محنة العباد و يوم الدليل على الرواد،هذا يوم أبدى خفايا الصدور و مضمرات الامور،هذا يوم النصوص على أهل الخصوص،هذا يوم شيث،هذا يوم إدريس،هذا يوم يوشع،هذا يوم شمعون،هذا يوم الأمن المأمون،هذا يوم إظهار المصون من المكنون،هذا يوم إبلاء السرائر.

فلم يزلعليه‌السلام يقول هذا يوم هذا يوم:

فراقبوا الله عز و جل و اتقوه و اسمعوا له و أطيعوه و احذروا المكر و لا تخادعوه،و فتشوا ضمائركم و لا تواربوه(١) ،و تقربوا إلى الله بتوحيده و طاعة من أمركم أن تطيعوه و لا تمسكوا بعصم الكوافر،و لا يجنح بكم الغي فتضلوا عن سبيل الرشاد باتباع اولئك الذين ضلوا و أضلوا،قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه:( إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَ کُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ ، رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً کَبِيراً ) (٢) ،و قال تعالى:( وَ إِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَکْبَرُوا إِنَّا کُنَّا لَکُمْ تَبَعاً ) (٣) ( فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاکُمْ ) (٤) .

أفتدرون الإستكبار ما هو؟هو ترك الطاعة لمن امروا بطاعته و الترفع على من ندبوا إلى متابعته،و القران ينطق من هذا عن كثير،إن تدبره متدبر زجره و وعظه. و اعلموا أيها المؤمنون أن الله عز و جل قال:( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ

____________________

(١)الاحزاب:٦٧ و .٦٨

(٢)غافر: .٤٧

(٣)إبراهيم: .٢١

(٤)الصف: .٤

١٠٥

يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً کَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ‌ ) (١) أتدرون ما سبيل الله؟و من سبيله؟و من صراط الله؟و من طريقه؟أنا صراط الله الذين من لم يسلكه بطاعة الله فيه هوى به إلى النار،و أنا سبيله الذي نصبني للإتباع بعد نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،أنا قسيم الجنة و النار،و أنا حجة الله على الفجار و نور الأنوار،فانتبهوا عن رقدة الغفلة و بادروا بالعمل قبل حلول الأجل و سابقوا إلى مغفرة من ربكم قبل أن يضرب بالسور بباطن الرحمة و ظاهر العذاب فتنادون فلا يسمع نداؤكم و تضجون فلا يحفل بضجيجكم،و قبل أن تستغيثوا فلا تغاثوا،سارعوا إلى الطاعات قبل فوت الأوقات،فكأن قد جاءكم هادم اللذات فلا مناص نجاء و لا محيص تخليص.

عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم و البر بإخوانكم و الشكر لله عز و جل على ما منحكم و اجمعوا يجمع الله شملكم و تباروا يصل الله ألفتكم،و تهادوا نعم الله كما مناكم بالثواب فيه على أضعاف الأعياد قبله و بعده إلا في مثله،و البر فيه يثمر المال و يزيد في العمر،و التعاطف فيه يقتضي رحمة الله و عطفه،و هيئوا لإخوانكم و عيالكم عن فضله بالجهد من جودكم و بما تناله القدرة من استطاعتكم و أظهروا البشر فيما بينكم و السرور في ملاقاتكم،و الحمد لله على ما منحكم و عودوا بالمزيد من الخير على أهل التأميل لكم،و ساووا بكم ضعفاءكم في مآكلكم و ما تناله القدرة من استطاعتكم و على حسب إمكانكم،فالدرهم فيه بمائة ألف درهم و المزيد من الله عز و جل،و صوم هذا اليوم مما ندب الله تعالى إليه و جعل الجزاء العظيم كفالة عنه حتى لو تعبد له عبد من العبيد في الشبيبة من ابتداء الدنيا إلى تقضيها صائما نهارها قائما ليلها

____________________

(١)الدحر:الطرد.

١٠٦

إذا أخلص المخلص في صومه لقصرت إليه أيام الدنيا عن كفاية،و من أسعف أخاه مبتدئا و بره راغبا فله كأجر من صام هذا اليوم و قام ليلته و من فطر مؤمنا في ليلته فكأنما فطر و فئاما يعدها بيده عشرة».

فنهض ناهض فقال:يا أمير المؤمنين و ما الفئام؟قال:

«مائة ألف نبي و صديق و شهيد،فكيف بمن تكفل عددا من المؤمنين و المؤمنات و أنا ضمينه على الله تعالى الأمان من الكفر و الفقر و إن مات في ليلته أو يومه أو بعده إلى مثله من غير ارتكاب كبيرة،فأجره على الله تعالى،و من استدان لإخوانه و أعانهم فأنا الضامن على الله إن بقاه قضاه و إن قبضه حمله عنه،و إذا تلاقيتم فتصافحوا بالتسليم و تهانوا النعمة في هذا اليوم،و ليبلغ الحاضر الغائب و الشاهد البائن،و ليعد الغني على الفقير و القوي على الضعيف،أمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك».

ثم أخذصلى‌الله‌عليه‌وآله في خطبة الجمعة و جعل صلاة جمعته صلاة عيده و انصرف بولده و شيعته إلى منزل أبي محمد الحسن بن عليعليه‌السلام بما أعد له من طعامه و انصرف غنيهم و فقيرهم برفده إلى عياله.

*مصباح المتهجد للطوسي ص ٧٥٢،مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ٤٣،مصباح الزائر للسيد ابن طاووس الفصل ٧،بحار الانوار ج ٣٧ ص ١٦٤،و ج ٩٧ ص ١١٢ الرقم .٨

تكملة: احتجاجهعليه‌السلام بيوم الغدير

١٤- «فما بال معاوية و أصحابه طاعنين في بيعتي؟...أما سمعتم قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الغدير في ولايتي و موالاتي؟فاتقوا الله أيها المسلمون...».

٥٤- «و أن بولايتي أكمل الله لهذه الامة دينهم و أتم عليهم النعم و رضي إسلامهم إذ يقول يوم الولاية لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله :يا محمد أخبرهم أني أكملت لهم اليوم دينهم.. .».

١٣٤- «نشدتكم بالله،هل فيكم أحد أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيده يوم غدير خم فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيه و هو يقول:ألا إن هذا ابن عمي و وزيري فوازروه و ناصحوه و صدقوه فإنه وليكم من بعدي».

١٧٧- «بنا هداكم الله،و بنا استنقذكم من الضلالة،و أنا صاحب يوم الدوح...».

١٨٠- من احتجاج أمير المؤمنينعليه‌السلام على أبي بكر:

«فانشدك بالله،أنا المولى لك و لكل مسلم بحديث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الغدير أم أنت؟».

- قال أبو بكر:بل أنت.

١٨٩- «و أوصاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:يا علي إن وجدت فئة تقاتل بهم فاطلب حقك،و إلا فالزم بيتك،فإني قد أخذت لك العهد يوم غدير خم بأنك خليفتي و وصيي...».

١٠٧

١٠٨

الفصل الرابع: احتجاجهعليه‌السلام بحديث الدار

١- قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فايّكم يوازني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي و خليفتي؟

٢- فقمت إليه و كنت أصغر القوم.

١٠٩

١- قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :فايكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي و وصيي و خليفتي؟

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام في بيان حديث الدار:

«لما نزلت هذه الآية:( وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ‌ ) (١) دعاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال:«يا علي إن الله أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين،فضقت بذلك ذرعا و عرفت أني متى اناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره،فصمت عليها حتى جاء جبرئيل فقال:يا محمد إنك إن لم تفعل ما تؤمر به سيعذبك ربك»فقال لي:«يا علي فاصنع لنا صاعا من طعام و اجعل عليه رجل شاة،و املأ لنا عسا من لبن،و اجمع لي بني عبد المطلب حتى ابلغهم».

فصنع لهم الطعام و حضروا فأكلوا و شبعوا و بقي الطعام بحاله.ثم تكلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:«يا بني عبد المطلب إني و الله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به،إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة و إن‏ربي أمرني أن أدعوكم فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم؟»فأحجم القوم عنها جميعا- و إني لأحدثهم سنا- فقلت:أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه.

فأخذ برقبتي ثم قال:«هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوه».

فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب:قد أمرك أن تسمع لعلي و تطيع!!!

*تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ ص ١٠٢ الرقم ١٣٨،مسند أحمد بن حنبل ج ١ ص ١١١،تاريخ الطبري ج ٢ ص ٦٢،تفسير الطبري ج ١٩ ص ١٢١،علل الشرائع للصدوق ج ١ الباب ١٣٣ الرقم ٢،الارشاد للمفيد ج ١ ص ٤٩،تفسير فرات الكوفي ص ٣٠١،شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج ١ الرقم ٥١٤،الكامل لابن الاثير ج ١ ص ٥٨٥،شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٣ ص ٢١٠،تفسير ابن كثير ج ٣ ص ٣٦٣،كنز العمال ج ١٣ ص ١١٤ الرقم ٣٦٣٧١ و ص ١٣١،احقاق الحق ج ٤ ص ٦٨،السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٨٦،بحار الأنوار ج ٣٥ ص ١٤٤،و ج ٣٨ ص ٢٢٣،الغدير ج ٢ ص ٢٧٨- .٢٨٩

____________________

(١)الشعراء: .٢١٤

١١٠

٢- فقمت إليه و كنت أصغر القوم.

قال رجل لعلي ابن أبي طالبرضي‌الله‌عنه :يا أمير المؤمنين لم ورثت دون أعمامك؟قالعليه‌السلام :

«جمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله -و قال:دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - بني عبد المطلب فصنع لهم مدا من الطعام فأكلوا حتى شبعوا و بقي الطعام كما هو كأنه لم يمس،ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا و بقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب.فقال:يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة و إلى الناس عامة،و قد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم،و أيكم يبايعني على أن يكون أخي و صاحبي و وارثي؟»فلم يقم عليه أحد،فقمت إليه و كنت أصغر القوم،فقال :إجلس.ثم قال ثلاث مرات،كل ذلك أقوم إليه فيقول:إجلس.حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي.

ثم قال‏[عليعليه‌السلام ‏]:فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي».

*خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام للنسائي الشافعي ص ٨٦،مسند أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٥٩،تاريخ الطبري ج ٢ ص ٦٣،علل الشرائع للصدوق ج ١ الباب ١٣٣ الرقم ١،العمدة ص ٨٦ الفصل ١٣ الرقم ١٠٣،مجمع الزوائد للهيثمي ج ٨ ص ٣٠٢،كنز العمال ج ١٣ ص ١٤٩ و ص ١٧٤،سمط النجوم ج ٢ ص ٤٨١ الرقم ٣٣،بحار الأنوار ج ٣٨ ص ١٤٦ الرقم ١١٣،الغدير ج ٢ ص ٢٧٩- ٢٨٥،الغدير ج ٣ ص .١١٧

١١١

الفصل الخامس: احتجاجهعليه‌السلام بحديث الثقلين

١-استنادهعليه‌السلام بحديث الثقلين يوم الشورى.

٢-استنادهعليه‌السلام بحديث الثقلين أيام خلافة عثمان.

٣- نحن الثقل الأصغر و القرآن الثقل الأكبر.

٤-اما بلغكم ما قال فيهم نبيكم.

٥- قد تركت فيكم الثقلين.

٦- كتاب الله و عترتي أهل بيتي.

٧-انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

٨- فلا تتقدموهم فتمزقوا.

٩- و لا تقدموهم فتضلوا.

١٠- معنى حديث الثقلين.

١١٢

١-استنادهعليه‌السلام بحديث الثقلين يوم الشورى.

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الشورى قاله على سبيل الاحتجاج:

«فهل تعلمون أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال:إني تارك فيكم الثقلين:كتاب الله و عترتي أهل بيتي،و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض،و إنكم لن تضلوا ما اتبعتموهما و استمسكتم بهما»؟

قالوا:نعم.

*الامالي للطوسي المجلس ٢٠ الرقم ٤ ص ٥٤٨،مناقب ابن المغازلي ص ١١٧ الرقم ١٥٥،كتاب سليم بن قيس الحديث ١١ ص ٦٤٣،و الحديث ٢٥ ص ٧٦٣،كمال الدين للصدوق ج ١ الباب ٢٤ الرقم ٢٥ ص ٢٧٩،الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٣٤٦،ارشاد القلوب ج ٢ ص ٥١- ٥٧،كشف اليقين ص ٤٢٦،بحار الانوار ج ٣١ ص ٣٧٦ الرقم .٢٤

١١٣

٢-استنادهعليه‌السلام بحديث الثقلين أيام خلافة عثمان.

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام في حديث الانشاد أيام عثمان:

«أنشدكم الله،أتعلمون أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال :«يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين،كتاب الله و عترتي أهل‏بيتي،فتمسكوا بهما لن تضلوا،فإن اللطيف الخبير أخبرني و عهد إلي أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض».

فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال:يا رسول الله أكل أهل بيتك؟

قال:«لا و لكن أوصيائي منهم،أولهم أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن بعدي هو أولهم،ثم إبني الحسن،ثم إبني الحسين،ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض،هم شهداء الله في أرضه و حجته على خلقه و خزان علمه و معادن حكمته،من أطاعهم أطاع الله و من عصاهم عصى الله».

فقالوا كلهم:نشهد أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال ذلك.

*فرائد السمطين،السمط الأول الباب ٥٨ الرقم ٢٥٠ ص ٣١٧،كمال الدين للصدوقرحمه‌الله ج ١ ص ٢٧٩ الرقم ٢٥،كتاب سليم بن قيس الحديث ١١ ص ٦٤٣،الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٣٥٤،بحار الأنوار ج ٣١ ص .٤٢٢

١١٤

٣- نحن الثقل الأصغر و القرآن الثقل الأكبر.

من وصايا أمير المؤمنينعليه‌السلام لكميلرحمه‌الله :

«...يا كميل،نحن الثقل الأصغر و القرآن الثقل الأكبر،و قد أسمعهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و قد جمعهم فنادى فيهم الصلاة جامعة يوم كذا و كذا و أيام سبعة وقت كذا و كذا،فلم يتخلف أحد،فصعد المنبر فحمد الله،و أثنى عليه،ثم قال:«معاشر الناس إني مؤد عن ربي عز و جل و لا مخبر عن نفسي،فمن صدقني فلله صدق و من صدق الله أثابه الجنان،و من كذبني كذب الله عز و جل و من كذب الله أعقبه النيران»،ثم ناداني فصعدت فأقامني دونه و رأسي إلى صدره و الحسن و الحسين عن يمينه و شماله،ثم‏قال:«معاشر الناس أمرني جبرئيل عن الله تعالى أنه ربي و ربكم أن اعلمكم أن القرآن الثقل الأكبر و أن وصيي هذا و ابناي و من خلفهم من أصلابهم حاملا وصاياهم،الثقل الأصغر،يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر و يشهد الثقل الأصغر للثقل الأكبر،كل واحد منهما ملازم لصاحبه غير مفارق له حتى يردا إلى الله فيحكم بينهما و بين العباد».

يا كميل،فإذا كنا كذلك فعلام تقدمنا من تقدم و تأخر عنا من تأخر؟

يا كميل،قد بلغهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رسالة ربه و نصح لهم و لكن لا يحبون الناصحين.

يا كميل،قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لي قولا و المهاجرون و الأنصار متوافرون يوما بعد العصر يوم النصف من شهر رمضان قائما على قدميه فوق منبره:«علي و ابناي منه الطيبون مني و أنا منهم و هم الطيبون بعد امهم،و هم سفينة من ركبها نجى و من تخلف عنها هوى،الناجي في الجنة و الهاوي في لظى».

*بشارة المصطفى لأبي جعفر الطبري ص ٢٩- ٣٠،بحار الانوار ج ٧٧ ص ٢٧٧ الرقم .١

١١٥

٤-اما بلغكم ما قال فيهم نبيكم؟

من خطبة أمير المؤمنينعليه‌السلام :

«أيها الناس:عليكم بالطاعة و المعرفة بمن لا تعذرون بجهالته،فإن العلم الذي هبط به آدم و جميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين،في عترة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ،فأين يتاه بكم؟بل أين تذهبون؟!يا من نسخ من أصلاب أصحاب السفينة،هذه مثلها فيكم فاركبوها،فكما نجا في هاتيك من نجا،فكذلك ينجو في هذه من دخلها،أنا رهين بذلك قسما حقا و ماأنا من المتكلفين،و الويل لمن تخلف ثم الويل لمن تخلف!أما بلغكم ما قال فيهم نبيكمصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث يقول في حجة الوداع:«إنى تارك فيكم الثقلين،ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا :كتاب الله و عترتي أهل بيتي،و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض،فانظروا كيف تخلفوني فيهما،ألا هذا عذب فرات فاشربوا،و هذا ملح اجاج فاجتنبوا».

*الإرشاد للمفيد ج ١ ص ٢٣٢،الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٦٢٤،كشف اليقين ص ١٨٨،بحار الانوار ج ٢ ص ٩٩ الرقم .٥٩

١١٦

٥- قد تركت فيكم الثقلين.

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

«قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :إني إمرء مقبوض و أوشك أن ادعى فاجيب،و قد تركت فيكم الثقلين،أحدهما أفضل من الآخر،كتاب الله و عترتي أهل بيتي،فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

*كمال الدين للصدوق الباب ٢٢ الرقم ٤٩ ص ٢٣٦،بحار الأنوار ج ٢٣ ص ١٣٣ الرقم .٦٨

١١٧

٦- كتاب الله و عترتي أهل بيتي.

قضى أمير المؤمنينعليه‌السلام على رجل بقضية فقال:يا أمير المؤمنين قضيت علي بقضية هلك فيها مالي،و ضاع فيها عيالي!فغضبعليه‌السلام حتى استبان الغضب في وجهه،ثم قال:«يا قنبر ناد في الناس الصلاة جامعة»فاجتمع الناس ورقى المنبر،فحمد الله و أثنى عليه،ثم قال:

«...إنا من سنخ أصلاب أصحاب السفينة،و كما نجا في هاتيك من نجا،ينجو في هذه من ينجو،ويل رهين لمن تخلف عنهم،إني فيكم‏كالكهف لأهل الكهف،و إني فيكم باب حطة من دخل منه نجا،و من تخلف عنه هلك،حجة من ذي الحجة في حجة الوداع(١) :«إني قد تركت بين أظهركم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا:كتاب الله و عترتي أهل بيتي».

*تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٢١١- ٢١٢،و الارشاد للمفيد ج ١ ص ٢٣٣،و الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٦٢٤،كشف اليقين ص ١٨٨،بحار الأنوار ج ٢ ص ٩٩ الرقم .٥٩

____________________

(١)أي:لي على ما ذكرت- من أني فيكم كسفينة نوح و كالكهف لأهل الكهف و أني باب حطة- حجة و برهان من صاحب الحجة الكبرى الرسول الاعظمعليه‌السلام أقامها لي في حجة الوداع،و هي حديث الثقلين.

١١٨

٧-انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

من وصيته كرم الله وجهه لما ضربه ابن ملجم:

«...إن نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خلف فيكم كتاب الله و أهل بيته فعندهم علم ما تأتون و ما تتقون،و هم الطريق الواضح و النور اللائح و اركان الأرض القوامون بالقسط،بنورهم يستضاء و بهديهم يقتدى،من شجرة كرم منبتها،فثبت أصلها،و بسق فرعها،و طاب جناها،نبتت في مستقر الحرم و سقيت ماء الكرم،و صفت من الأقذاء و الأدناس،و تخيرت من أطيب مواليد الناس.

فلا تزولوا عنهم فتفرقوا و لا تتحرفوا عنهم فتمزقوا،و الزموهم تهتدوا و ترشدوا.و اخلفوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيهم بأحسن الخلافة،فقد أخبركم:«أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»،أعني كتاب الله و ذريته...».

*دستور معالم الحكم للامام القطاعي الشافعي ص ٨٨- ٨٩،اثبات الهداة ج ٣ ص ١٨٩ الرقم .١٢٤

١١٩

٨- فلا تتقدموهم فتمزقوا.

من كلام أمير المؤمنينعليه‌السلام في جواب الجاثليق اليهودي:

«...و أقام(١) لأمته وصيه فيهم و عيبة علمه و موضع سره و محكم آيات كتابه و تاليه حق تلاوته و باب حطته و وارث كتابه و خلفه مع كتاب الله فيهم و أخذ فيهم بالحجة،فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله :«قد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا،كتاب الله و عترتي أهل بيتي و هما الثقلان،كتاب الله الثقل الأكبر حبل ممدود من السماء إلى الأرض سبب بأيديكم و سبب بيد الله عز و جل،و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض،فلا تتقدموهم فتمزقوا و لا تأخذوا عن غيرهم فتعطبوا و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم».

*ارشاد القلوب ج ٢ ص ٣٠٥،بحار الانوار ج ٣٠ ص ٦٥ الرقم .١

____________________

(١)أي:أقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٢٠