السقيفة عن أمير المؤمنين عليه السلام حتى كسر عمر سيفه ، و مع كونه من أسد قريش ، كان يعدّ في عداد بني هاشم ، و ازدادت أمواله ، و نشأ ولده عبد اللّه ،
و فتن به ، كما قال تعالى إنّما أموالكم و أولادكم فتنة ١ حتى صار محاربا للّه و لرسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بمحاربته أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد قال له النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم :
« حربك حربي ، و حربي حرب اللّه » ٢ و صار سببا لقتل آلاف من المسلمين .
قال ابن أبي الحديد لقائل أن يقول : الآية لا تدلّ على ما أفتى به ، لأن معنى الآية أنّه لا يجوز للعاصي أن يأمن مكر اللّه على نفسه و هو مقيم على عصيانه ،
ألا ترى أن قبلها أ فأمن أهل القرى إلى و هم يلعبون ٣ .
قلت : خصوص المورد لا يخصص عموم العلة ، و أغلب جمل القرآن كالكلام المستقل .
« و لا تيأسن لشرّ هذه الامة » و قد جعل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شرار الامّة طبقات .
و روى ( الكافي ) : أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خطب فقال : ألا أخبركم بشراركم .
قالوا : بلى . قال : الذي يمنع رفده ، و يضرب عبده ، و يتزوّد وحده ، فظنوا أنّ اللّه لم يخلق خلقا هو شرّ من هذا ، فقال : ألا أخبركم بمن هو شرّ من ذلك ؟ قالوا : بلى .
قال المتفحّش اللعّان ، الذي إذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم ، و إذا ذكروه لعنوه ٤ .
من روح اللّه أي : رحمته لقوله تعالى : انّه لا ييأس من روح اللّه إلاّ القوم الكافرون باللّه .
ــــــــــــــــــ
( ١ ) الانفال : ٢٨ و التغابن : ١٥ .
( ٢ ) هذا المعنى أخرجه ابن المغازلي في مناقبه : ٥ ح ٧٣ و ٢٣٧ ح ٢٨٥ ، و الصدوق في أماليه : ٨٦ ح ١ المجلس ٢١ ، و الكراجكي في كنز الفوائد : ٢٨١ ، و الخزاز في كفاية الأثر : ١٥٧ في ضمن أحاديث .
( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٣١٤ . و الآيات ٩٧ ، ٩٨ من سورة الأعراف .
( ٤ ) الكافي ٢ : ٢٩٠ ح ٧ ، و النقل بتقطيع .