الدروع الواقية

الدروع الواقية0%

الدروع الواقية مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: دراسات
الصفحات: 317

الدروع الواقية

مؤلف: ابو القاسم علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن طاووس حلّی (سيد بن طاووس)
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف:

الصفحات: 317
المشاهدات: 99219
تحميل: 4463

توضيحات:

الدروع الواقية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 317 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 99219 / تحميل: 4463
الحجم الحجم الحجم
الدروع الواقية

الدروع الواقية

مؤلف:
العربية

الفصل العاشر:

فيما نذكره من الرواية في تعيين أول خميس من الشهر ،

وآخر خميس منه

روينا ذلك عن جماعة باسنادهم الى أبي جعفر بن بابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه ، عن عبد الله بن سنان قال : قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : « اذا كان في أول الشهر خميسان فصم ( أولهما فانه أفضل ، واذ كان في آخر الشهرخميسان فصم )(١) آخرهما فانه أفضل »(٢) .

* * *

__________________

(١) الظاهر وجود سقط في نسختنا ، وما اثبتناه من المصدر.

(٢) الفقيه ٢ : ٥٠ / ٢١٦ ، وكذا رواه الكليني في الكافي ٤ : ٩٤ / ١٣ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٤ : ٣٠٣ / ٩١٦.

٦١

الفصل الحادي عشر :

فيما نذكره من الرواية بأنه اذا اتفق خميسان في أوله

وأربعاءان في وسطه ، أو خميسان في آخره ،

أن صوم الاول منهما أفضل أو الاخر ، وتأويل ذلك

وجدنا ذلك من نوادر جعفر بن مالك الفزاري ، ورويناه باسنادنا الى أبي محمد هارون بن موسى قال : حدثنا أبو علي بن همام ، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ، عن أحمد بن ميثم ، عن زياد القندي ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :

« اذا كان أول الشهر خميسين فصوم آخرهما أفضل ، واذا كان وسط الشهر أربعاءين فصوم آخرهما أفضل »(١) .

أقول : لعل المراد بذلك أن من فاته صوم الخميس الاول أو الاربعاء الاول ، فان صوم الاخر منهما أفضل من تركهما ، لانه لولا هذا الحديث كان يعتقد الانسان أنه اذا فاته الاول منهما ترك صوم الاخر منهما ، أو لغير ذلك من التأويل.

أقول : وأما اتفاق خميسين في اخره ، فاننا رويناه باسنادنا الى أبي جعفر ابن بابويه; من كتاب من لا يحضره الفقيه ، قال : وروي : أنه سئل العالمعليه‌السلام عن خميسين يتفقان في آخر العشر.

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٠٥ / ٤١.

٦٢

فقال : « صُم الاول منهما فلعلك لا تلحق الثاني »(١) .

أقول : هذان الحديثان يحتمل أنهما لا يتنافيان ، بل لكل واحد منهما معنى غير الاخر ، وذلك أنه اذا كان يوم الثلاثين من الشهر يوم الخميس ، وقبله خميس آخر في العشر ، فينبغي صوم الخميس الاول منهما ، لجواز أن يهل الشهر ناقصاً فيذهب منه صوم يوم الخميس الثلاثين.

واذا كان يوم الخميس الاخير يوم تاسع وعشرين من الشهر ، وقبله خميس آخر في العشر الاخير ، فان الافضل ههنا صوم الخميس التاسع عشرين [ من ] الشهر ، لانه على يقين أنه ما يخاف فواته.

* * *

__________________

(١) الفقيه ٢ : ٥١ / ٢٢٣ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٠٥ / ذيل الحديث ٤١.

٦٣

الفصل الثاني عشر :

فيما نذكره مما يعمله من ضعف عن صيام الثلاثة الايام

روينا ، بعدة طرق عن أبي عبد الله صلوات الله [ عليه ] قال : قلت له : انني قد اشتد عليّ صوم ثلاثة أيام في كل شهر ، فما يجزئ عني أن أتصدق مكان كل يوم بدرهم ؟!

فقال : « صدقة درهم أفضل من صيام يوم »(١) .

ومن ذلك باسنادنا الى محمد بن يعقوب ، باسناده الى عمر بن يزيد قال : قلت لأبي عبد الله : ان الصوم يشتد عليّ.

فقال : « لدرهم تصدق أفضل من صيام » ثم قال : « وما أحب أن تدعه »(٢) .

وروينا باسنادنا الى محمد بن يعقوب ، باسناده الى صالح بن عقبة ، عن عقبة قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك ، قد كبر سني وضعفت عن الصيام ، فكيف أصنع بهذه الثلاثة الايام في كل شهر ؟

فقال : « يا عقبة ، تصدق بكل درهم عن كل يوم ».

فقال : قلت : درهم واحد ؟!

فقال : « لعلها كثرت عندك ، فأنت تستقل الدرهم ؟ ».

قال : قلت : ان نعم الله عليّ سائغة.

فقال : « يا عقبة ، طعام مسكين خير من صيام شهر »(٣) .

__________________

(١) رواه الصدوق في الفقيه ٢ : ٥٠ / ٢١٨ ، ونقله المجلسي في البحار ٩٧ : ١٠٦ / ٤٢.

(٢) رواه الكليني في الكافي ٤ : ١٤٤ / ٥.

(٣) رواه الكليني في الكافي ٤ : ١٤٤ / ٧ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٤ : ٣١٣ / ٩٤٨.

٦٤

الفصل الثالث عشر :

فيما نذكره من الاخبار في أنه يجزئ مد من الطعام عن اليوم

روينا ذلك عن محمد بن يعقوب الكليني ، باسناده عن يزيد بن خليفة قال : شكوت الى أبي عبد اللهعليه‌السلام قلت : اني اُصدع اذا صمت هذه الثلاثة الايام ويشق عليَّ.

قال : « فاصنع كما أصنع اذا سافرت ، فاني اذا سافرت صدقت عن كل يوم بمد أهلي الذي أقوتهم به »(١) .

وروينا ذلك باسنادنا الى محمد بن يعقوب أيضاً من كتاب الكافي ، باسناده الى عيص بن القاسم قال : سألته عمن لم يصم الثلاثة الايام من كل شهر ، وهو يشتد عليه الصيام ، هل فيه فداء ؟

قال : « مد من طعام في كل يوم »(٢) .

أقول : وهذان الحديثان يحتمل أن لا يكونا منافيين للحديثين اللذين تقدما في الفصل الثاني عشر ، لانه يمكن أن يكون الدرهم في وقت ذلك السائل بمد من الطعام ، ويحتمل أن يكون الاكثر ، وهو اما الدرهم أو المد لذوي اليسار ، والاقل منهما لاهل الاعسار.

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٤ : ١٤٤ / ٦ ، والصدوق في ثواب الأعمال : ١٠٦ / ١٠.

(٢) رواه الكليني في الكافي ٤ : ١٤٤ / ٤ ، والصدوق في الفقيه ٢ : ٥٠ / ٢١٧ ، والطوسي في التهذيب ٤ : ٣١٣ / ٩٤٧.

٦٥

الفصل الرابع عشر :

فيما نذكره من صوم اليوم الثالث عشر والرابع عشر

والخامس عشر من كل شهر ، وهي الايام البيض

اعلم : أن صوم الايام البيض من كل شهر يمكن صومها فيه قد تضمنته أخبار متظافرة ، وفيها تطويل لغير ذكر هذه الايام البيض ، ولاحاجة أن نطوّل بايراد ألفاظها ، ويكفي منها ما قدمناه في الفصل الرابع ، وقد رويناه في حديث مولانا علي بن الحسين زين العابدين صلوات الله عليه في وجوه الصيام ، فانني أرويه من عدة طرق عن محمد بن يعقوب الكليني ، وعن محمد بن علي بن بابويه ، وعن شيخنا المفيد في كتاب المقنعة ، وعن جدي أبي جعفر الطوسي ، وغيرهم رضوان الله جل جلاله عليهم ، ويذكر فيه أن الصوم الذي صاحبه فيه بالخيار صيام الثلاثة الايام البيض ، وهي ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة(١) .

وقال شيخنا المفيد في جملة الحديث وانما سُميت البيض باسم لياليها ، لأن القمر يطلع مع مغيب الشمس ولايغيب حتى تطلع الشمس(٢) .

أقول : ووجدت في الجزء الثاني من تاريخ نيسابور في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال : سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن صوم البيض.

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٨٦ / ضمن ح ١ ، والصدوق في الفقيه ٢ : ٤٨ / ضمن ح ٢٠٨ ، والمفيد في المقنعة ٣٦٦ ، والطوسي في التهذيب ٤ : ٢٩٦.

(٢) رواه الشيخ المفيد في المقنعة : ٣٦٦.

٦٦

فقال : « صيام مقبو ل غير مردود »(١) .

__________________

(١) نقله الحر العاملي في الوسائل ٧ : ٣٢١ / ٤.

٦٧

الفصل الخامس عشر :

فيما نذكره من فضل قراءة سورة الاعراف في كل شهر

روينا ذلك باسنادنا الى مولانا الصادق صلوات الله عليه عند ذكر سورة الاعراف.

فقالعليه‌السلام : « من قرأها في كل شهر كان يوم القيامة من ( الذين )(١) لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ، فان قرأها في كل جمعة كان ممن لا يحاسب يوم القيامة »(٢) .

* * *

__________________

(١) في نسخة « ك » : الذنوب واثبتنا من نسخة « ن » وهو الموافق لما في المصادر.

(٢) رواه العياشي في تفسيره ٢ : ٢ / صدر الحديث ١ ، والصدوق في ثواب الأعمال : ١٣٢ / صدرالحديث ١ ، والكفعمي في مصباحه : ٤٣٩ ، والطبرسي في مجمع البيان ٢ : ٣٩٣.

٦٨

الفصل السادس عشر :

فيما نذكره من فضل قراءة سورة الانفال في كل شهر

رويناها باسنادنا الى كتاب تفسير القرآن للطبرسي; عند ذكر سورة الانفال ، باسناده الى مولانا الصادقعليه‌السلام عند ذكر سورة الانفال.

فقال : « من قرأها من كل شهر لم يدخله نفاق أبداً ، وكان من شيعة أمير المؤمنين حقاً ، ويأكل يوم القيامة من موائد الجنة معهم حتى يفرغ الناس من الحساب »(١) .

* * *

__________________

(١) رواه الطبرسي في مجمع البيان ٢ : ٥١٦ ، والكفعمي في مصباحه : ٤٤٠.

٦٩

الفصل السابع عشر:

فيما نذكره من فضل قراءة سورة الانفال وبراءة في كل شهر

من كتاب تفسير القرآن عن الائمةعليهم‌السلام ، ما هذا لفظه : الحسن ، عن أبيه عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : سمعته يقول :

« من قرأ سورة براءة والانفال من كل شهر لم يدخله نفاق ابداً ، وكان من شيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه حقاً ، ويأكل يوم القيامة من موائد الجنة مع شيعة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه حتى يفرغ من الحساب بين الناس »(١) .

أقول : وهذا موافق للحديث [ الاول ] في قراءة الانفال ، لكن ذكرناه لاجل ذكر سورة براءة فيه.

* * *

__________________

(١) روى العياشي في تفسيره ٢ : ٧٣ / ١ ، والصدوق في ثواب الاعمال : ١٣٢ / ١ صدر الحديث.

٧٠

الفصل الثامن عشر :

فيما نذكره من فضل قراءة سورة يونسعليه‌السلام في كل شهر

ومن كتاب تفسير القرآن للائمةعليهم‌السلام ، ما هذا لفظه : بسم الله الرحمن الرحيم ، حدثنا الحسن ، عن الحسين بن محمد بن فرقد ، عن فضيل الرسان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

قال : « من قرأ سورة يونس في كل شهر ـ أو ثلاثة ـ لم يخف عليه أن يكون من الجاهلين ، وكان يوم القيامة من المقربين »(١) .

* * *

__________________

(١) روى العياشي في تفسيره ٢ : ١١٩ / ٢ ، والصدوق في ثواب الاعمال : ١٣٢ / ١.

٧١

الفصل التاسع عشر :

فيما نذكره من فضل قراءة النحل في كل شهر

روينا ذلك باسناده الى مولانا الصادقعليه‌السلام عند ذكر سورة النحل.

فقالعليه‌السلام : « من قرأها كل شهر كفي المغرم في الدينا ، وسبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونه الجنون والجذام والبرص ، وكان مسكنه في جنة عدن ، وهي وسط الجنان »(١) .

* * *

__________________

(١) روى العياشي في تفسيره ٢ : ٢٥٤ / ١ ، والصدوق عن الامام الباقر في ثواب الاعمال : ١٣٣ / ١.

٧٢

الفصل العشرون :

فيما نذكره من زيارة الحسين صلوات الله عليه في كل شهر ، وحديث

من كان يزوره كل شهر وتأخر عنه فعوتب على تأخره

روينا ذلك باسنادنا الى جدي أبي جعفر الطوسي ، عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، عن شيخه أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قدس الله جل جلاله أرواحهم ، من كتابه الذي سماه كامل الزيارات ، من نسخة عليها خط جدي أبي جعفر الطوسي ، باسناده الى علي بن ميمون ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

قال : « يا علي ، بلغني أن قوماً من شيعتنا يمر بأحدهم السنة والسنتان لا يزورون الحسين صلوات الله عليه ».

قلت : جعلت فداك ، اني أعرف ناساً كثيراً بهذه الصفة.

قال : « أما والله لحظهم أخطأوا ، وعن ثواب الله زاغوا ، وعن جوار محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تباعدوا ».

قلت : جعلت فداك ، في كم الزيارة ؟

قال : « يا علي ، ان قدرت أن تزوره ( في )(١) كل شهر فافعل »(٢) ثم ذكر تمام الخبر فضلاً عظيماً.

__________________

(١) اثبتناها من المصدر.

(٢) كامل الزيارات : ٢٩٥ / ١١ ، وكذا رواه الشيخ المفيد في مزاره : ١٩٤ / ٧ ، والشيخ الطوسي في التهذيب ٦ : ٤٥ / ٩٧.

٧٣

وروينا ذلك باسنادنا الى جعفر بن قولويه; ، من كتابه المشار اليه باسناده الى صفوان بن مهران ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ـ في حديث طويل ـ قلت : فمن يأتيه زائراً ثم ينصرف متى يعود اليه ؟ وفي كم يؤتى ؟ وكم يسع الناس تركه ؟

قال : « لا يسع أكثر من شهر » ثم ذكر تمام الخبر.

وروينا باسنادنا أيضاً الى جعفر بن قولويهرضي‌الله‌عنه ، باسناده الى صفوان الجمّال قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ونحن في طريق المدينة نريد مكة ، فقلت له : يابن رسول الله ، ما لي أراك كئيباً حزيناً منكسراً ؟

فقال : « لو تسمع ما أسمع لشغلك عن مسألتي ».

قلت : وما الذي تسمع ؟

قال : « ابتهال الملائكة الى الله على قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين ، ونوح الجن عليهما ، وبكاء الملائكة الذين حوله وشدة حزنهم ، فمن يتهنأ مع هذا بطعام أو شراب أو نوم ».

قلت : فمن يأتيه زائراً ثم ينصرف ، متى يعود اليه ؟ وفي كم يؤتى ؟ وفي كم يسع الناس تركه ؟

قال : « أما القريب فلا أقل من شهر ، وأما البعيد الدار ففي كل ثلاث سنين ، [ فما جاز الثلاث سنين ](١) فقد عق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقطع رحمه الا من علة. ولو علم زائر الحسين ما يدخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما يصل اليه من الفرح ، والى أمير المؤمنين ، والى فاطمة والأئمة والشهداء منّا أهل البيت ، وما ينقلب به من داعئهم له ، وما له في ذلك من الثواب في العاجل والآجل ، والمدخور له عند الله ، لأحب أن تكون ثم داره ما بقي. وان زائره ليخرج من رحله فما يقع

__________________

(١) أثبتناها من المصدر.

٧٤

فيه على شيء الا دعا له ، فاذا وقعت الشمس عليه أكلت ذنوبه كما تأكل النار الحطب ، وما تبقي الشمس عليه من ذنوبه شيئاً ، فينصرف وما عليه من ذنب ، وقد رفع له من الدرجات ما لا يناله المتشحط بدمه في سبيل الله ، ويوكل به ملك ، يقوم مقامه يستغفر له حتى يرجع الى ( الزيارة )(١) ، أو تمضي ثلاث سنين ، أو يموت » وذكر الحديث بطوله(٢) .

أقول : فأما حديث : من كان يزوره في كل شهر وتأخر فعوتب على تأخره ، ( فاننا )(٣) رويناه باسنادنا الى محمد بن أحمد بن داود القمي ، من كتاب الزيارات تصنيفه ، رويناه باسناده الى محمد بن داود بن عقبة قال : كان لنا جار يعرف بعلي بن محمد قال : كنت أزور الحسينعليه‌السلام في كل شهر ، قال : ثم علت سني وضعف جسمي وانقطعت عنه مدة ، ثم وقع اليّ أنها آخر سني عمري ، فحملت على نفسي وخرجت ماشياً ، فوصلت في أيام ، فسلمت وصليت ركعتي الزيارة ونمت ، فرأيت الحسين صلوات الله عليه قد خرج من القبر.

فقال لي : « يا علي ، لم جفوتني وكنت بي برّاً ؟ »

فقلت : يا سيدي ، ضعف جسمي وقصرت خطاي ، ووقع لي أنها آخر سني عمري فاتيتك في أيام ، وقد روي عنك شيء أحب أن أسمعه منك.

فقال : « قل ».

قال : قلت : روي عنك « من زارني في حياته زرته بعد وفاته ».

قال : « نعم ».

__________________

(١) في نسخة «ك » : الزائدة ، واثبتنا ما في نسخة « ن » وكامل الزيارات.

(٢) رواه ابن قولويه في كامل الزيارات : ٢٩٧ / ١٧.

(٣) في نسخة «ك » : فائتاً ، واثبتنا ما في نسخة « ن ».

٧٥

قلت : فأروه عنك « من زارني في حياته زرته بعد وفاته ».

قال : « نعم ارو عني : من زارني في حياته زرته بعد وفاته ، وان وجدته في النار اخرجته »(١) .

قال أبو القاسم : هذا معنى الحكاية.

* * *

__________________

(١) كتاب الزيارات : مخطوط.

٧٦

الفصل الحادي والعشرون :

فيما نذكره من الرواية بأدعية ثلاثين فصلاً ،

لكل يوم من الشهر فصلٌ منها

يقول السيد الامام ، العالم العامل ، الفقيه الكامل ، العلاّمة الفاضل ، الزاهد العابد ، الورع المجاهد ، رضي الدين ، ركن الاسلام ، جمال العارفين ، أفضل السادة ، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن طاووس ، كبت الله أعداءه بمحمد وآله : أخبرني جماعة منهم الشيخ الصالح حسين بن أحمد السوراوي(١) في شهر جمادى الآخرة سنة تسع وستمائة قال : أخبرني محمد بن القاسم الطبري; ، عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن ، عن والده الشيخ السعيد جدي أبي جعفر الطوسي.

وأخبرني شيخي الفقيه محمد بن نما ـ فيما أجازه لي من كل ما رواه لما كنت اقرأ عليه في الفقه ـ باسناده الى جدي أبي جعفر الطوسي قدس الله روحه.

__________________

(١) في نسخة « ك » : السورؤائي ، وهو تصحيف ، والصواب ما اثبتناه ، كان عالماً فاضلاً جليلاً ، وثّقه السيد ابن طاووس في مقدمة كتابه فلاح السائل : ١٤ ، حيث قال : اقول فمن طرقي في الرواية إلى كل ما رواه جدي ابو جعفر الطوسي في كتاب الفهرست وكتاب اسماء الرجال وغيرهما في الروايات ما أخبرني به جماعة من الثقات منهم : الشيخ حسين بن أحمد السوراوي اجازة في جمادى الآخرة سنة تسع وستمائة ...

وانظر : فهرست منتجب الدين : ٥٢ / ٩٨ ، أمل الآمل ٢ : ١٠٤ / ٢٩٠ ، رياض العلماء ٢ : ٩٣.

وسورى بالألف المقصورة على وزن بشرى : موضع بالعراق من أرض بابل ، وهي مدينة السريانيين. انظر معجم البلدان ٣ : ٢٧٨.

٧٧

وأخبرني الشيخ الزاهد حسن بن الدربي(١) ; ـ فيما أجازه لي من كل ما رواه أو سمعه أو أنشأه أو قرأه ـ باسناده الى جدي أبي جعفر الطوسي نور الله جل جلاله ضريحه.

وأخبرني السيد الفاضل فخار بن معد الموسوي; ـ فيما أجازه لي من جميع ما يرويه ـ باسناده الى جدي الشيخ محمد بن الحسن الطوسي رضوان الله عليه.

وأخبرني الشيخ علي بن يحيى الحناط ـ اجازة تاريخها شهر ربيع الاول سنة تسع وستمائة بالحلة ـ قال : حدثني عربي بن مسافر العبادي(٢) ، عن محمد ابن القاسم الطبري ، عن خالي أبي علي بن الحسن ابن جدي الشيخ السعيد أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه.

وأخبرني الشيخ أسعد بن عبدالقاهر الاصفهاني ـ في مسكني بالجانب الشرقي من دار السلام في صفر سنة خمس وثلاثين وستمائة ـ عن الشيخ العالم أبي الفرج علي بن السعيد ابي الحسين الراوندي ، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي ، عن جدي السعيد أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه.

__________________

(١) في نسخة «ك » : الدزني ، وهو تصحيف والصواب ما اثبتناه وهو تاج الدين الحسن بن الدربي ، كذا ذكره الحر العاملي في أمل الآمل ( ٦٥ / ١٧٧ ) وقال : عالم جليل القدر ، يروي عنه المحقق ، وذكره الميرزا عبد الله الأصبهاني في رياض العلماء ( ١ / ١٨٣ ) وقال : من أجلة العلماء ، وقدوة الفقهاء ، ومن مشايخ المحقق والسيد رضي الدين.

(٢) في نسخة «ك » : العادي ، واثبتنا الصواب ، كذا ذكره الحر العاملي في تذكره المتبحرين ( ٥٠١ ) وقال : الشيخ عربي بن مسافر العبادي : فاضل جليل فقيه عالم ، يروي عن تلامذة الشيخ أبي علي الطوسي كالياس بن هشام الحائري وغيره ، ويروي الصحيفة الكاملة عن بهاء الشرف بالسند المذكور في أولها.

وذكره كذلك منتجب الدين في فهرسه ( ٣٠٤ ) وقال : فقيه ، صالح بحلة.

٧٨

وأخبرني جدي السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه ونوّر ضريحه ، فيما يرويه عن جماعة من أصحابنا ، عن أبي المفضل محمد ابن عبد الله بن المطلب الشيباني ـ وذكر أنه كثير الرواية حسن الحفظ ـ قال محمد ابن عبد الله بن المطلب الشيباني : حدثنا محمد بن الحسن بن بنت إلياس الخزّاز ـ قدم علينا وسأله جدي محمد بن معقل وأنا حاضر الجميع في سنة تسع وستين ومائتين ـ ، قال : حدثنا أبي قال : حدثني صدقة بن غزوان ، عن أخيه سعيد بن غزوان ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه : أنه ذكر لهم اختيارات الايام ودعاءها ، والتحاذر فيها بالقرآن والتمجيد والتحميد لله تعالى ، وذكر ثلاثين دعاءً وتحميداً وتمجيداً ، لكل يوم دعاء جديد ، وذكر ما جعل الله عز وجل في ذلك اليوم الى آخر الشهر ، فمن وفق للدعاء به في كل يوم كان ذلك منه شكراً لله تعالى عز وجل ، وأمن بمشيئة الله عز وجل فوادح المحذور ، وبوائق(١) الامور ، وحلّت به السلامة ، وكان جديراً أن لا يمسه سوء أيام حياته ، ومحِّصت عنه سائر ذنوبه وخطاياه ، حتى يكون من جميعها كيوم ولدته اُمه(٢) .

[ اليوم الأول ]

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « أول يوم من الشهر يوم مبارك ، خلق الله تعالى فيه آدم ، وهو يوم محمود لطلب الحوائج ، والدخول على السلطان ، ولطلب العلم ، والتزويج ، والسفر ، والبيع ، والشراء ، واتخاذ الماشية. ومن خرج فيه هارباً

__________________

(١) البائِقَةُ : الداهية. يقال : باقَتَهُم الداهية تبوقهم بوقاً ، اذا اصابتهم ، وكذلك باقَتْهُم بؤُوق على فعول الصحاح ـ بوق ـ ٤ : ١٤٥٢.

(٢) نقله الحر العاملي في الوسائل ١١ : ٤٠١ / ٢.

٧٩

أو ضالاً قدر عليه الى ثمان ليال ، ومن مرض فيه برأ ، ومن ولد فيه كان سمحاً مرزوقاً طيباً مباركاً عليه ان شاء الله ».

قال يونس بن ظبيان : وقال أبو عبد الله سلمان الفارسي رحمة الله عليه ـ فيما بلغنا ورويناه عنه ـ قال :روز هرمز اسم من أسماء الله تعالى ، وهو يوم مبارك خلق الله عز وجل فيه آدمعليه‌السلام ، يصلح فيه الدخول على السلطان وطلب الحوائج ، وهو يوم مختار.

وكان أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام يدعو في هذا اليوم بهذا الدعاء :

الدعاء فيه :

« بسم الله الرحمن الرحيم

( الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ *مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ *اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ *صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ) .

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ *هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ *وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ) (١) .

( الحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) (٢) .

__________________

(١) الانعام ٦ : ١ ـ ٢ ـ ٣.

(٢) المؤمنين ٢٣ : ٢٨.

٨٠