الشيعة تجيب

الشيعة تجيب0%

الشيعة تجيب مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 191

الشيعة تجيب

مؤلف: سيد رضا حسيني نسب
تصنيف:

الصفحات: 191
المشاهدات: 38043
تحميل: 3579

توضيحات:

الشيعة تجيب
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 191 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 38043 / تحميل: 3579
الحجم الحجم الحجم
الشيعة تجيب

الشيعة تجيب

مؤلف:
العربية

أ- يقول الشيعة انّ المراد منها هو أنّ الجمع بين الصلاتين جائز في جميع الأحوال والأوقات، ولا يختصّ بزمان دون آخر، ولا بحال دون حال، بل يمكن الاتيان بصلاة العصر في أول الوقت وبعد أداء الظهر، والاتيان بصلاة العشاء في أول الوقت وبعد أداء صلاة المغرب.

ب - يقول أهل السنّة إنّ المراد من الجمع فيها هو الاتيان بصلاة الظهر في آخر الوقت، وبالعصر في أول الوقت، والاتيان بصلاة المغرب في آخر الوقت، وبالعشاء في أول الوقت، وبه يحصل الجمع بين الصلاتين.

ولإيضاح المسألة بنحو تامّ نتعرّض للروايات الواردة في المسألة ونبيّن دلالتها ; ليتّضح الحال، وبه يتبين أنّ المقصود منها هو ما ذكره الشيعة من جواز الجمع بين الصلاتين في جميع الأحوال، لا ما ذكره أهل السنّة من أنّ المراد هو الاتيان بالظهر آخر الوقت والعصر في أوله، أو المغرب في آخر الوقت والعشاء في أوله. والروايات هي:

١- روى زعيم المذهب الحنبلي أحمد بن حنبل في مسنده عن عمرو قال:«أخبرني جابر بن زيد أنه سمع ابن عباس يقول: صليت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمانياً جميعاً، وسبعاً جميعاً. قال: قلت له: يا أبا الشعثاء أظنه آخر الظهر وعجّل العصر، وآخر المغرب وعجّل العشاء ! قال: وأنا أظنّ ذلك»(١) .

____________________

(١) مسند أحمد بن حنبل، ج ١، ص ٢٢١.

١٢١

فهذه الرواية تدلّ بوضوح على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يجمع بين الظهرين، والمعبّر عنه في الرواية ب- «ثمان»، وبين العشاءين، والمعبّر عنه في الرواية ب- «سبع»، فكان يصلّيها من دون فاصل بينها.

٢- كما روى أحمد بن حنبل في مسنده أيضاً عن عبد الله بن شقيق قال:

«خطبنا ابن عباس يوما بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم وعلق الناس ينادونه الصلاة، وفي القوم رجل من بني تميم فجعل يقول: الصلاة، الصلاة، قال: فغضب، قال: أتعلّمني بالسنّة ! شهدت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء. قال عبد الله: فوجدت في نفسي من ذلك شيئاً، فلقيت أبا هريرة، فسألته فوافقه».(١)

ففي هذه الرواية أذعن بهذه الحقيقة اثنان من الصحابة هما: «ابن عبّاس» و «أبو هريرة»، وقالا إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، وقد تأسّى ابن عبّاس بسيرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣- روى زعيم المذهب المالكي الإمام مالك بن أنس في الموطأ عن عبد الله بن عباس، أنه قال:

«صلّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً، في غير خوف ولا سفر».(٢)

٤- وروى مالك أيضاً عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، أن معاذ بن جبل أخبره:

____________________

(١) مسند أحمد بن حنبل، ج ١، ص ٢٥١.

(٢) كتاب الموطأ، ج ١، ص ١٤٤، ح ٤.

١٢٢

«أنّهم خرجوا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عام تبوك، فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء».(١) ٥- وروى مالك أيضاً عن نافع، أن عبد الله بن عمر، قال:

«كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا عجل به السير، يجمع بين المغرب والعشاء».(٢)

٦- كما روى أيضاً عن أبي هريرة:

«أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يجمع بين الظهر والعصر، في سفره إلى تبوك».(٣)

٧- وروى أيضاً عن نافع:

«أن عبد الله بن عمر كان إذا جمع الاُمراء بين المغرب والعشاء في المطر، جمع معهم».(٤)

٨- كما كتب مالك نقلاً عن علي بن الحسين أنه كان يقول:

«كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا أراد أن يسير يومه جمع بين الظهر والعصر، وإذا أراد أن يسير ليله جمع المغرب والعشاء».(٥)

٩- وروى الزرقاني في شرحه على الموطأ عن أبي الشعثاء:

«ان ابن عباس صلّى في البصرة الظهر والعصر ليس بينهما شيء، والمغرب والعشاء ليس بينهما شيء»(٦)

____________________

(١) كتاب الموطأ، ج ١، ص ١٤٣، ح ٢.

(٢) كتاب الموطأ، ج ١، ص ١٤٤، ح ٣.

(٣) كتاب الموطأ، ج ١، ص ١٤٣، ح ١.

(٤) كتاب الموطأ، ج ١، ص ١٤٥، ح ٥.

(٥) كتاب الموطأ، ج ١، ص ١٤٥.

(٦) شرح الزرقاني على الموطأ: ج ١، ص ٢٩٤، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر.

١٢٣

١٠- وروى الزرقاني في شرحه على الموطأ أيضاً نقلاً عن الطبراني عن ابن مسعود:

«جمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، فقيل له في ذلك، فقال: صنعت هذا لئلاّ تحرج اُمتي»(١) .

١١- وروى مسلم في صحيحه عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:

«صلّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الظهر والعصر جميعاً بالمدينة في غير خوف ولا سفر»(٢) .

قال أبو الزبير: فسألت سعيداً لم فعل ذلك ؟ فقال: سألت ابن عباس كما سألتني فقال: أراد أن لا يحرج احداً من اُمّته.(٣)

١٢- وروى مسلم في صحيحه أيضاً عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:

«جمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر».(٤)

قال ] سعيد بن جبير [ : قلت لابن عباس: لم فعل ذلك ؟ قال: كي لا يحرج اُمّته.(٥)

١٣- عقد البخاري باباً تحت عنوان «باب تأخير الظهر إلى العصر»(٦) ، وهذا العنوان خير دليل على جواز تأخير الظهر إلى وقت العصر، والاتيان بها

____________________

(١) المصدر السابق: ص ٢٩٤.

(٢) صحيح مسلم، ج ٢، ص ١٥١.

(٣) المصدر السابق، ذيل الحديث.

(٤) صحيح مسلم، ج ٢، ص ١٥٢.

(٥) المصدر السابق، ذيل الحديث.

(٦) انظر صحيح البخاري ج ١، ص ١١٠، كتاب الصلاة.

١٢٤

وبصلاة العصر في وقت واحد، وروى في هذا الباب الرواية التالية عن جابر بن زيد عن ابن عباس:

«ان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله صلّى بالمدينة سبعاً وثمانياً الظهر والعصر والمغرب والعشاء»(١) .

فهذه الرواية تدلّ بوضوح على أنّه يجوز تأخير الظهر إلى وقت العصر والاتيان بهما معاً، بل سياق الرواية يدلّ على أنّه يجوز تأخير المغرب إلى وقت العشاء ; تبعاً لفعل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٤- ولهذا قال البخاري في موضع آخر:

«وقال ابن عمر وابو ايوب وابن عباس: صلّى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله المغرب والعشاء»(٢) .

١٥- وروى مسلم في صحيحه:

«قال رجل لابن عباس: الصلاة. فسكت، ثمّ قال: الصلاة. فسكت. ثم قال: الصلاة. فسكت. ثمّ قال: لا اُمّ لك، أتعلّمنا بالصلاة وكنا نجمع بين الصلاتين على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله(٣)

١٦- وروى مسلم في صحيحه أيضاً عن ابن عبّاس:

«ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جمع بين الصلاة في سفرة سافرها في غزوة تبوك فجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء. قال سعيد: فقلت لابن عبّاس: ما حمله على ذلك ؟ قال: أراد أن لا يحرج اُمّته»(٤) .

____________________

(١) صحيح البخاري، ج ١، ص ١٣٧.

(٢) صحيح البخاري، ج ١، ص ١٤١.

(٣) صحيح مسلم، ج ٢، ص ١٥٣.

(٤) صحيح مسلم، ج ٢، ص ١٥١.

١٢٥

١٧- كما روى أيضاً عن أبي الطفيل عامر عن معاذ قال:

«خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة تبوك، فكان يصلّي الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً»(١) .

١٨- وروى مالك في الموطأ عن ابن شهاب:

«أنه سأل سالم بن عبد الله: هل يجمع بين الظهر والعصر في السفر ؟ فقال: نعم، لا بأس بذلك، ألم تر إلى صلاة الناس بعرفة ؟»(٢) .

ومما ينبغي ذكره أنّ المسلمين جميعاً يرون جواز الجمع بين الظهرين في عرفات والاتيان بهما في وقت الظهر من دون فصل بينهما، وهنا يقول: سالم بن عبد الله: كما يجمع بين الظهر والعصر في عرفة يجمع بينهما في غير عرفة أيضاً.

١٩- وروى المتقي الهندي في كنز العمال عن عمرو بن شعيب قال:

قال عبد الله: جمع لنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مقيماً غير مسافر بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، فقال رجل لابن عمر: لِمَ ترى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فعل ذلك ؟ قال: لأن لا يحرج اُمّته إن جمع رجل».(٣)

٢٠- وروى المتقي الهندي في كنز العمال عن جابر:

«أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله جمع بين الظهر والعصر بأذان وإقامتين»(٤) .

٢١- وروى المتقي الهندي في كنز العمال عن جابر أيضاً:

____________________

(١) صحيح مسلم، ج ٢، ص ١٥٢.

(٢) كتاب الموطأ، ج ١، ص ١٤٥.

(٣) كنز العمال، ج ٨، ص ٢٤٦، ح ٢٢٧٦٤.

(٤) كنز العمال، ج ٨، ص ٢٤٧، ح ٢٢٧٧١.

١٢٦

«أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غربت له الشمس بمكة فجمع بينهما بسرف».(١)

٢٢- في كنز العمال عن صالح مولى التؤمة أنه سمع ابن عباس يقول:

«جمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة في غير سفر ولا مطر. قال: قلت لابن عباس: لِم تراه فعل ذلك ؟ قال: أراد التوسعة على اُمّته»(٢) .

النتيجة:

ولنبيّن على ضوء الروايات المذكورة وجه الجمع بينها بأدلة واضحة والذي سيسفر عن صحّة ما قاله الشيعة في المسألة:

١- الجمع بين الصلاتين للتسهيل على الاُمّة والحيلولة دون وقوعها في الحرج:

دلّت مجموعة من الروايات المذكورة على هذه الحقيقة وأنّه إذا لم يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء فإنّه يوجب الوقوع في الحرج والأذى، ولهذا فإنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أجاز الجمع بين الصلاتين في وقت واحد لأجل التوسعة على المسلمين والتسهيل عليهم في أعمالهم، ويدلّ على ما ذكرناه الأحاديث (١٠ و ١٦ و ١٩ و ٢٢) من الأحاديث السالفة.

ومن الواضح أنّه إذا كان المقصود من الروايات المذكورة هو أنّه يمكن تأخير الظهر إلى فترة بحيث يصير ظلّ كلّ شيء مثله - والذي هو أول وقت العصر عند أهل السنّة - والاتيان بصلاة العصر في أول وقتها بحيث يجمع بين الصلاتين من جانب، وتؤدى كلّ صلاة في وقتها، فهذا ليس من عدم التسهيل فحسب، بل

____________________

(١) كنز العمال، ج ٨، ص ٢٤٧، ح ٢٢٧٦٩.

(٢) كنز العمال، ج ٨، ص ٢٤٨، ح ٢٢٧٧٧.

١٢٧

فيه نوع مشقّة أكثر كما هو واضح، مع أنّ الهدف الرئيسي من الجمع في الروايات المذكورة هو التسهيل على الاُمّة.

وبهذا البيان اتّضح أنّ المقصود من الروايات الماضية هو إمكان الاتيان بالصلاتين والجمع بينهما في سائر الوقت المشترك بينهما نظير أول الوقت وآخره، وليس المقصود هو أن يؤتى بالاُولى في آخر وقتها وبالثانية في أول وقتها.

٢- الجمع بين الصلاتين يوم عرفة لبيان كيفيّة الجمع:

اتّفق جمع المسلمين على جواز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر يوم عرفة(١) . ومن جانب آخر دلّت بعض الروايات - التي تقدم ذكرها - على جواز ذلك أيضاً، وأنّ الجمع بين الصلاتين في غير عرفة نظير الجمع بينهما يوم عرفة، فمن هذه الجهة لا فرق بين يوم عرفة وغيره ولا بين أرض عرفات وغيرها، انظر في ذلك الحديث الثامن عشر.

وعليه فيمكن الجمع بين صلاتي الظهر والعصر في وقت الظهر من غير عرفة نظير الجمع بينهما في يوم عرفة المتفق عليه بين المسلمين.

٣- طريقة الجمع بين الصلاتين تبيّن كيفيّة الجمع:

نجد أنّ فقهاء الحنابلة والمالكيّة والشافعيّة يفتون بجواز الجمع بين الصلاتين في السفر، وفي قبال ذلك نجد أنّ الروايات الشريفة تدلّ بصراحة على عدم الفرق بين السفر والحضر في جواز الجمع بين الصلاتين، وأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله جمع بين الصلاتين في السفر وفي الحضر، راجع في ذلك الروايات (٣ و ١١ و ١٩ و ٢٢).

____________________

(١) الفقه على المذاهب الأربعة، كتاب الصلاة، الجمع بين الصلاتين تقديماً وتأخيراً.

١٢٨

وعلى هذا الأساس فكما يجوز الجمع بين الصلاتين في السفر يجوز في الحضر أيضاً، وفقاً لما ذكره الشيعة.

٤- كيفيّة الجمع بين الصلاتين في حال الاضطرار تبيّن كيفيّة الجمع في حال الاختيار:

دلت الروايات الصحيحة الكثيرة على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه كانوا يجمعون بين الصلاتين - بالنحو الذي يقول به الشيعة - في المواطن المختلفة ; نظير حال المرض وعند نزول المطر وعند خوف العدوّ، ولهذا أفتى الكثير من الفقهاء بجواز الجمع بين الصلاتين في حالات الاضطرار، مع أنّ الروايات لم تميّز بين حال الاضطرار وغيرها، بل إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله جمع بين صلاتيه في غير الحالات المذكورة أيضاً، راجع في ذلك الروايات (٣ و ١١ و ٢٣).

٥- سيرة الصحابة تبيّن كيفيّة الجمع:

نجد في الروايات المذكورة آنفاً أنّ كثيراً من الصحابة كانوا يجمعون بين الصلاتين في وقت واحد، كما فعل ابن عبّاس حيث أخّر صلاة المغرب حتى اظلمّت السماء وتشابكت النجوم، وكلما نادوه «الصلاة»، «الصلاة»، لم يعتنِ بما قالوا، فلما مضى شطر من الليل صلّى المغرب والعشاء في وقت واحد، فلما اعترضوا عليه، أجابهم بقوله:

«أتعلّمني بالسنّة ! شهدت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جمع بين الظهر والعصر ،والمغرب والعشاء».

وأيّد أبو هريرة كلام ابن عبّاس. راجع في ذلك الروايات (٢ و ٧ و ٩ و ١٥).

وعلى ضوء الروايات المذكورة لا يبقى شك أو ترديد في أنّ ما فعله ابن عبّاس من الجمع بين الصلاتين في وقت إحداهما هو نفس ما عليه الشيعة.

١٢٩

٦- سيرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تبيّن كيفيّة الجمع:

يدلّ الحديث الحادي والعشرون على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان في مكّة فلم يصلّ المغرب بل أخّرها إلى «سرف» التي تبعد عن مكة حوالي تسعة أميال فصلى المغرب والعشاء في وقت واحد، مع أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا كان في مكّة عند الغروب وسار منها إلى سرف فبملاحظة وسائط النقل البطيئة آنذاك والمسافة التي تفصلها عن مكة، لا يمكن أنّ يصل إليها إلاّ بعد مضي شطر من الليل، ولهذا فإن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله صلّى المغرب والعشاء في وقت العشاء.

فتبيّن من مجموع الروايات التي ذكرناها والتي نقلناها جميعاً من صحاح ومسانيد أهل السنّة صحّة ما يقوله ويفتي به الشيعة من جواز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر في وقت واحد، وصلاتي المغرب والعشاء في وقت واحد.

كما اتّضح من الروايات المذكورة بضميمة ما ذكرناه من التوضيحات لها أنّ الجمع بين الصلاتين شامل لجميع الأماكن والأوقات والأحوال.

١٣٠

السؤال الثامن والعشرون

ما هي مصادر الفقه الشيعي ؟

الجواب:

تستنبط الشيعة أحكامها الشرعيّة - تبعاً لكتاب الله وسنّة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله - مما يلي:

١- القرآن الكريم.

٢- السنّة الشريفة.

٣- الإجماع.

٤- العقل.

ويعدّ القرآن الكريم والسنّة الشريفة أهمّ مصدرين للفقه الشيعي، ولهذا سنتكلّم عنهما باختصار فيما يلي:

القرآن الكريم

يعتبر أبناء مدرسة الفقه الشيعي كتاب الله العزيز أهمّ مصدر لأحكامهم الفقهيّة التي يستنبطونها، والميزان الذي تعرف به أحكام الباري عزّوجلّ، فانّ أئمتهم وقادتهم قالوا: إنّ القرآن أرفع وأفضل مصدر لمعرفة أحكام الله عزّوجلّ، ولهذا يجب عرض كلّ نظرية على القرآن فما وافقه قُبِل، وما خالفه طُرِح وتُرك.

يقول الإمام السادس للشيعة جعفر بن محمدعليه‌السلام في هذا المضمار:

«كلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف».(١)

____________________

(١) الكافي، ج ١، ص ٦٩، ح ٣.

١٣١

وروى عن جده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:

«خطب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بمنى فقال: أيّها الناس ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلتُه، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقُله».(١)

فمن خلال هذين الحديثين الشريفين يتضح أنّ منزلة القرآن الكريم عند أئمتنا في مجال استنباط الأحكام الشرعيّة هي أرفع منزلة.

السنّة الشريفة

السنّة - وهي أقوال وأفعال وإمضاءات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله - العين الثانية التي ينهل منها الفقه الشيعي أحكامه الشرعيّة. والأئمّة من أهل البيتعليهم‌السلام يروون لنا سنّة جدّهم وخزانة علومهصلى‌الله‌عليه‌وآله . نعم إن وصلت إلينا سنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بطريق معتبر غير طريق أهل البيتعليهم‌السلام فإنّه يجب الأخذ به - عند الشيعة - أيضاً.

ومن اللائق أن نبحث الموضوع من جانبين:

أدلّة التمسّك بسنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله

أوصى أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام أتباعهم وأشياعهم باتّباع سنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى جانب وصاياهم لهم بالقرآن، وقد مدحوا القرآن والسنّة إذا كانا متقارنين، فمن ذلك قول الإمام الصادقعليه‌السلام :

«إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإلاّ فالذي جاءكم به أولى به»(٢) .

____________________

(١) الكافي، ج ١، ص ٦٩، ح ٥.

(٢) الكافي، ج ١، ص ٦٩، ح ٢.

١٣٢

كما عدّ الإمام الباقرعليه‌السلام التمسّكَ بالسنّة شرطاً رئيسياً لفقاهة الفقيه الجامع للشرائط، وذلك في قولهعليه‌السلام :

«إنّ الفقيه حقّ الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، المتمسّك بسنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله »(١) .

بل إنّ أئمتناعليهم‌السلام عدّوا مخالفة الكتاب والسنّة كفراً بالله العظيم، فهذا الإمام الصادق جعفر بن محمّدعليه‌السلام يقول:

«من خالف كتاب الله وسنة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فقد كفر»(٢) .

فاتّضح بهذا البيان المختصر أنّ الشيعة تحترم السنّة النبويّة الشريفة أكثر من غيرها من الفرق الإسلاميّة، وبه يتّضح وهن وبطلان دعوى من يقول: إنّ الشيعة أجنبيّون بالمرّة عن سنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

أدلّة التمسّك بأحاديث أهل البيتعليهم‌السلام

لأجل بيان عقيدة الشيعة بالنسبة لأحاديث أهل بيت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لابدّ من البحث ضمن محورين، هما:

أ- حقيقة أحاديث أئمتنا المعصومينعليهم‌السلام .

ب - أدلّة لزوم التمسّك بأهل البيتعليهم‌السلام .

حقيقة أحاديث أهل البيتعليهم‌السلام

لا ترى المدرسة الشيعيّة حقاً في التشريع والتقنين لأحد قط سوى الباري عزّوجلّ، سواء كان التشريع والتقنين في نطاق الفرد أو المجتمع، وهذه القوانين

____________________

(١) الكافي، ج ١، ص ٧٠، ح ٨.

(٢) الكافي، ج ١، ص ٧٠، ح ٦.

١٣٣

والأحكام الشرعيّة تبيّن للناس بواسطة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله باعتباره الوسيلة الوحيدة للارتباط بالله من خلال الوحي.

وبهذا يتّضح أنّ اعتماد الشيعة على أحاديث أهل البيتعليهم‌السلام باعتبارها موضحة ومفسّرة لسنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا باعتبارها دليلاً في مقابل السنّة النبوية.

وعليه فكلام أهل البيتعليهم‌السلام في الحقيقة هو ما ورد في السنّة النبوية. ولأجل إثبات ذلك نذكر بعض الروايات الواردة في هذا المجال:

١- قال الإمام الصادقعليه‌السلام في جواب رجل سأله عن مسألة:

«مهما أجبتك فيه بشيء فهو عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لسنا نقول برأينا من شيء»(١) .

٢- وقال الإمام الصادقعليه‌السلام أيضاً:

«حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وحديث رسول الله قول الله عزّوجلّ»(٢) .

٣- وقال الإمام الباقر لجابر حين قال له: إذا حدَّثتَني بحديث فأسنده لي، فقالعليه‌السلام :

«حدَّثني أبي، عن جدّي، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل، عن الله تبارك وتعالى، وكلّما اُحدِّثُك بهذا الإسناد»(٣) .

____________________

(١) بصائر الدرجات، ص ٣٢٠.

(٢) الكافي، ج ١، ص ٥٣، ح ١٤.

(٣) وسائل الشيعة، ج ٨١، ص ٦٩، ح ٦٧.

١٣٤

فعلى ضوء هذه الأحاديث تتضح حقيقة أحاديث أهل البيتعليهم‌السلام وأنّها عين ما ورد في سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

أدلّة لزوم التمسّك بأهل البيتعليهم‌السلام

اتّفق المسلمون من كلا الفريقين على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خلّف بعده ثقلين عظيمين، ودعا المسلمين إلى اتّباعهما، وقال إنّ الهداية مقرونة بالتمسّك بهما، وهذان الثقلان هما: كتاب الله وعترته أهل بيته.

ونذكر فيما يلي بعض هذه الروايات من باب المثال:

١- روى الترمذي في صحيحه عن جابر بن عبد الله:

«رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيّها الناس إني تركت فيكم من ] ما [ إن أخذتم به لن تضلّوا ; كتاب الله وعترتي أهل بيتي»(١) .

٢- وروى الترمذي في صحيحه أيضاً عن زيد بن أرقم قال:

«قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر ; كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرّقا حتى يرِدا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما»(٢) .

٣- وروى مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم:

«قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثمّ قال: أمّا بعد، ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فاُجيب

____________________

(١) سنن الترمذي، ج ٥، ص ٣٢٨، ح ٣٨٧٤.

(٢) سنن الترمذي، ج ٥، ص ٣٢٩، ٣٨٧٦.

١٣٥

وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثمّ قال: وأهل بيتي، اُذكّركم الله في أهل بيتي، اُذكّركم الله في أهل بيتي، اُذكّركم الله في أهل بيتي»(١) .

٤- روى جملة من المحدثين عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال:

«إنّي تارك فيكم الثقلين ; كتاب الله وأهل بيتي، وإنّهما لن يتفرّقا حتى يرِدا عليّ الحوض»(٢) .

وينبغي الإشارة إلى أنّ الأحاديث الواردة بهذا المضمون أكثر من أن يسعها هذا السِّفر الصغير، وقد ذكر المحقق الجليل السيد مير حامد حسين في كتابه «عبقات الأنوار» أسانيد هذا الحديث.

فيعلم من خلال هذا الحديث الشريف أنّ التمسّك بأهل بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله واتّباعهم إلى جانب كتاب الله وسنّة نبيّه هو من ضروريّات الإسلام، وأنّ ترك كلام أهل البيت يوجب الضلال والغواية.

وهنا يطرح السؤال التالي نفسه: من هم العترة التي أمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الاُمّة باتّباعهم ؟

لأجل الجواب على هذا السؤال نذكر الروايات التي بيّنت معنى عترة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

____________________

(١) صحيح مسلم، ج ٧، ص ١٢٢.

(٢) المستدرك على الصحيحين، ج ٣، ص ١٤٨. الصواعق المحرقة، ص ١٤٩، الباب ١١، الفصل الأول.

وروي هذا المضمون في كتب اُخرى منها: مسند ابن حنبل، ج ٥، ص ١٨٢ و ١٨٩. كنز العمال، ج ١، ص ٤٤، باب الاعتصام بالكتاب والسنّة.

١٣٦

من هم أهل بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

اتّضح من الروايات المذكورة أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حثّ المسلمين ودعاهم لاتّباع عترته، وجعل الهداية رهينة بالتمسك بها وبالقرآن معاً، وجعلهما المرجع للاُمّة بعده، وصرّح بعدم انفصال أحدهما عن الآخر بقوله:

«وإنّهما لن يتفرّقا حتى يرِدا عليّ الحوض»

فبما أنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله جعل العترة قرينة للقرآن أبداً ونفى انفصالهما للأبد بقوله: «وإنّهما لن يتفرّقا حتى يرِدا عليّ الحوض»، فلابدّ أن يكونوا معصومين من الخطأ ومنزّهين عن الزلل، وأن يكونوا ممن تغذّى من زلال عين المعارف الإلهيّة الحقّة. ولولا ذلك كله فانهم سينفصلون عن القرآن الكريم، والحال أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله صرّح بعدم انفصالهما أبداً.

وبهذا يعرف المقصود من العترة وأهل البيت في الحديث الشريف ; فإن هذه الصفات لا تنطبق على أحد سوى ذرّيته الذين هم عترته وأهل بيته، وهم أئمة الشيعة عليهم وعلى جدهم آلاف التحيّة والسلام.

وإليك فيما يلي وعلى ضوء الروايات أدلّة ما ذكرناه:

١- روى مسلم في صحيحه حديث الثقلين عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم، وذكر فيه أنّ يزيد بن حيان سأل زيد بن أرقم فقال:

«من أهل بيته ؟ نساؤه ؟! قال: لا وأيم الله، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثمّ يطلّقها، فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده»(١) .

____________________

(١) صحيح مسلم، ج ٧، ص ١٢٣.

١٣٧

فصريح هذه الرواية أنّ عترة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الذين يجب التمسّك بهم ليسوا نساءه، وإنّما هم منتسبون إليه مادّياً ومعنوياً، ولهم خصوصيات تميّزهم عن غيرهم بحيث تجعلهم - إلى جانب القرآن - مؤهّلين لهداية وقيادة الاُمّة الإسلاميّة بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢- لم يكتفِ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ببيان أوصاف أهل بيته، وإنما ذكر عددهم وهو «إثنا عشر»، فروى مسلم في صحيحه عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة يقول:

«سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: لا يزال الإسلام عزيزاً إلى إثني عشر خليفة. ثمّ قال كلمة لم أفهمها، فقلت: لأبي ما قال ؟ فقال: كلّهم من قريش»(١) .

كما روى مسلم في صحيحه أيضاً ما يلي:

«لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم إثنا عشر رجلاً»(٢) .

فهاتان الروايتان دليل واضح على ما يقول به ويعتقده الشيعة من أنّ الأئمة الإثنا عشر من ذريّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هم الخلفاء وقادة الاُمّة بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله ; فإنّه لا يوجد مصداق للخلفاء الإثني عشر - الذين هم سبب لعزّة المسلمين من جانب، ولهم أهليّة قيادة الاُمّة من الناحية العلميّة من جانب آخر، وأن يكونوا بعد رحلة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مباشرة من جانب ثالث - سوى الأئمة الإثنا عشر من أهل البيت، فإنّنا إذا غضضنا الطرف عن الخلفاء الراشدين ولاحظنا الخلفاء الذين تولّوا اُمور المسلمين من بعدهم - سواء من بني اُميّة أو من بني العباس - فإنّنا نجدهم ارتكبوا قبيح الأفعال، فصاروا عاراً

____________________

(١) صحيح مسلم، ج ٦، ص ٣.

(٢) صحيح مسلم، ج ٦، ص ٣.

١٣٨

على الإسلام والمسلمين، ولم يكونوا سبباً لعزّتهما. وبهذا يتّضح أنّ المقصود من «أهل البيت» و «العترة» في الحديث المذكور - والذين هم قرين القرآن والذين هم خلفاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله على اُمّته - هو الأئمة الإثنا عشر من أهل البيتعليهم‌السلام الحافظين لسنّة الرسول والحاملين لعلمهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣- ذكر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام أيضاً أنّ الأئمّة وخلفاء المسلمين هم من بني هاشم، وهذا دليل آخر على صحة ما يقول به الشيعة، وذلك قوله:

«إن الأئمّة من قريش، غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم»(١) .

النتيجة

الروايات المذكورة تسفر عن أمرين:

١- أنّ التمسّك بأهل البيتعليهم‌السلام واتّباعهم إلى جانب التمسّك بالقرآن واجب.

٢- أنّ أهل بيت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله باعتبارهم قرين القرآن ومرجع الاُمّة الإسلاميّة بعد النبيّ كما قال هوصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يتمتّعون بصفات وخصائص هي:

أ- هم جميعاً من قريش ومن بني هاشم.

ب - تربطهم جميعاً قرابة برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تجعل الصدقة عليهم حراماً.

____________________

(١) نهج البلاغة، الخطبة ١٤٤.

١٣٩

ج - يتمتعون جميعاً بالعصمة، وإلاّ فإنّهم سينفصلون ويفترقون عن القرآن عملاً، مع أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «إنّهما لن يتفرّقا حتى يرِدا عليّ الحوض».

د - عددهم إثنا عشر، يأتون بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويلون أمر المسلمين واحداً بعد واحد.

ه- إنّهم سبب لعزّة الإسلام والمسلمين ولقوّة شوكتهم.

فمع أخذ هذه الأوصاف بنظر الاعتبار يتّضح أنّ المراد من قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «عترتي أهل بيتي» في الحديث المذكور - والذي أوصى المسلمين فيه باتباعهم - هو الأئمة الإثنا عشر المعصومون، الذين يفتخر الشيعة باتّباعهم، وأخذ الأحكام الفقهيّة عنهم.

١٤٠