حكايات بحار الانوار

حكايات بحار الانوار0%

حكايات بحار الانوار مؤلف:
الناشر: الحوزة العلمية
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 196

حكايات بحار الانوار

مؤلف: محمود ناصري
الناشر: الحوزة العلمية
تصنيف:

الصفحات: 196
المشاهدات: 90753
تحميل: 3742

توضيحات:

حكايات بحار الانوار
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 196 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 90753 / تحميل: 3742
الحجم الحجم الحجم
حكايات بحار الانوار

حكايات بحار الانوار

مؤلف:
الناشر: الحوزة العلمية
العربية

٦٨ - سنة من الحساب على مسواك

قال احمد بن الحواري:

- كنت اتمنى رؤية سليمان الداراني - أحد العرفاء - في المنام، فرأيته بعد سنه. فقلت له:

- ما فعل الله بك يا أستاذ؟

فقال لي:

- يا أحمد! جئت من موضع فرأيت مقدار من الحطب فأخذت عودا واحدا بحجم المسواك، ولا أدري تخللت به أم لا! ولي الآن سنة أحاسب على ذلك العود(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٧٧، ١٦٩

١٦١

١٦٢

الفصل الثالث

انبياء الله عليهم السلام

الانبياء والامم السابقة

١٦٣

١٦٤

٦٩ - زواج سليمان من بلقيس

كانت بلقيس ملكة سبأ في اليمن حين كان سليمان عليه السلام حاكما على الشام. وكانت بلقيس وقومها يعبدون الشمس، فلما أخبر سليمان بذلك، بعث لها بكتاب جاء فيه:

] ألا تعلوا عليّ واتوني مسلمين [

فدعت قوادها وكبار مملكتها لتشاورهم بشأن كتاب سليمان، فأشاروا عليها قائلين:

] نحن اولوا قوة وأولوا بأس شديد، والأمر اليك فانظري ماذا تأمرين [

قالت: لا أرغب في الحرب وأرى الصلح افضل من ذلك، واضافت علينا باديء ذي بدء ان نمتحن سليمان وصحبه لنرى ما يفعلون، وهل هو ملك أم نبي، فالملوك تستجيب للهدايا، أما أولياء الله فليسوا كذلك، واني مرسلة لسليمان بهدية فإن لم يقبلها فهو نبي وعلينا الاستجابة له.

١٦٥

فبعثت بلقيس بهداياها مع قافلة من الاشراف والحكماء لسليمان، فما كان من سليمان الا انه لم يعبأ بهم ولم يكترث للهدايا، ثم خاطبهم قائلا:

] أتمدونني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل انتم بهديتكم تفرحون، ارجع اليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون [

فرجعوا اليها واطلعوها الخبر. فتوصلت ملكة سبأ بفطنتها وفراستها الى ضرورة الاستجابة لأمر سليمان الذي يمثل الحق والتوحيد وعبادة الله، ولم يكن امامها سوى ذلك السبيل بغية حفظ مملكتها وجنودها ولذلك توجهت الى الشام برفقة طائفة من اشراف قومها وكبارهم فلما علم سليمان بقدومها قال لمن حوله:

] أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك [

قال سليمان عليه السلام:

- اريده اسرع من ذلك.

فقال آصف بن برخيا:

١٦٦

] أنا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك [

فوافق سليمان عليه السلام على هذا الاقتراح، ولم تمض مدة حتى احضر عرشها عنده فحمد الله وأثنى عليه.

ثم امر عليه السلام بالقيام ببعض التغييرات في عرش بلقيس بهدف اختبار قدراتها العقلية وخلق الأرضية الخصبة عندها للإيمان. فأمرهم بسؤالها حين الدخول:

- اهكذا عرشك.

بعد ان أشار اليه، فنظرت اليه غير مصدقة انه عرشها، فهي كانت قد تركته في ديار سبأ. الا انها رأت بعض العلامات التي تشير الى أنه عرشها، فقالت متعجبة:

- كأنه هو!

ثم التفتت لاحقا الى انه حقا عرشها وقد جيء به قبلها بصورة غير طبيعية الامر الذي دفعها الى الاذعان للحق والتسليم لسليمان، وقد وردت بعض الاخبار المشهورة التي تفيد زواجها من سليمان ووقوفها الى جانبه في الدعوة الى التوحيد وهداية

١٦٧

الناس(١) .

٧٠ - لجاجة بني اسرائيل

قتل رجل من بني اسرائيل أحد أقربائه وطرح جسده على طريق افضل سبط من اسباط بني اسرائيل، ثم جاء يطلب بدمه. فقالوا لموسى:

____________________

(١) بحار الانوار، ج ١٤، ص ١١١

١٦٨

- ان سبط آل فلان قتلوا فلانا.

فقال موسى عليه السلام: ائتوني ببقرة.

فظن بني اسرائيل ان موسى يستهزأ بهم، فقالوا منكرين:

- اتتخذنا هزواً؟

قال عليه السلام:

- اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين، فالإستهزاء عادة الجهال.

فقالوا حين تيقنوا جدية الامر:

- ادع لنا ربك أن يبين لنا ماهي؟

قال الرضا عليه السلام: لو عمدوا الى بقرة اجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم، ولذلك قال لهم نبيهم:

- إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك.

ثم سألوه:

- ما لونها؟

فقال موسى عليه السلام:

- صفراء فاقع لونها تسر الناظرين.

قالوا:

- بين لنا ماهي فالبقر تشابه علينا!

١٦٩

قال عليه السلام:

- انها بقرة لا ذلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمة لاشية فيها.

فسعوا جاهدين حتى وجدوها عند فتى من بني اسرائيل وحين ارادوا شرائها منه قال:

- لا أبيعها الا بملئ مسكها ذهبا.

فجاءوا الى موسى عليه السلام وقالوا له ذلك، قال:

- لا بد من شراءها.

فاشتروها وذبحوها فضربوا المقتول بذنب البقرة(١) فأحييّ الميت وقال:

- يانبي الله! إن ابن عمي قتلني، دون من أدّعِيَ عليه قتلي.

فعلم الجميع بالقاتل فقال بعض اصحاب موسى عليه السلام له:

- يا نبي الله! لهذه البقرة قصة جميلة.

قال عليه السلام: وما هي؟

قال: ان فتى من بني اسرائيل كان بارا بأبيه

____________________

(١) جاء في بعض المصادر بلسان البقرة

١٧٠

وأمه، وإنه اشترى يوما جنساً من السوق فجاء الى أبيه فرآه نائما فكره ان يوقظه ليأخذ منه ثمن ذلك الجنس، فترك ذلك الجنس وأعاده، فلما استيقظ ابوه، اخبره، فقال حسنا فعلت، وهذه البقرة لك عوضا مما فاتك.

فقال موسى عليه السلام:

- انظروا الى البر بالوالدين ما بلغ بأهله من الخير(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٨٣، ص ٢٦٢

١٧١

٧١ - صورة من عذاب جهنم

كان عيسى عليه السلام واصحابه في سياحة، فمر بقرية فوجد اهلها موتى في الطريق والدور، فقال عليه السلام:

- ان هؤلاء ما توا بسخطة ولو ماتوا بغيرها تدافنوا.

فقال اصحابه: وددنا لو عرفنا قصتهم!

فقيل له: نادهم سيجيبك أحدهم!

فناداهم عليه السلام: يا أهل القرية!

فناداه احدهم: لبيك يا روح الله.

قال عليه السلام: ما حالكم وما قصتكم؟

قال: اصبحنا في عافية وبتنا في الهاوية!

قال عليه السلام: وما الهاوية؟

قال: بحار من نار فيها جبال من نار.

قال عليه السلام: وما بلغ بكم ما أرى من العذاب؟

قال: حب الدنيا وطاعة الطاغوت.

قال: وكيف كان حبكم للدنيا؟

قال: كحب الصبي لثدي أمه، اذا اقبلت الدنيا

١٧٢

فرحنا، واذا ادبرت حزنا.

فاطرق عليه السلام ثم سأله:

- ما بلغ من طاعتكم للطاغوت؟

قال: كانوا اذا أمرونا اطعناهم.

قال عليه السلام: لم اجبتني من بينهم؟

قال: لأنهم لجموا بلجام من نار عليهم ملائكة غلاظ شداد وأني كنت فيهم ولم أكن منهم، فأنا متعلق بشعره على شفير جهنم أخاف ان اقع في النار!

فالتفت عيسى عليه السلام لأصحابه وقال:

- أن النوم على المزابل واكل خبز الشعير مع سلامة الدين أفضل مما ترون من سوء العاقبة(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ١٤ ص ٣٢٢

١٧٣

٧٢ - لعنة الأم

قال الباقر عليه السلام:

كان في بني اسرائيل عابد يقال له جريح، وكان يتعبد في صومعة فجاءته أمه وهو يصلي، فدعته فلم يجبها، فانصرفت ثم اتت بعد ساعة ودعته فلم يجبها فانصرفت ثالثة فدعته فلم يلتفت اليها. فانصرفت ممتعظة وهي تقول اللهم العنه.

وفي الغد جاءت فاجرة وقد قعدت عند صومعته قد أخذها الطلق، فادعت ان الولد من جريح.

ففشا في بني اسرائيل إن من كان يلوم الناس على الزنا قد زنى، فأمر الملك بصلبه، فأقبلت أمه اليه تلطم وجهها فقال لها:

- اسكتي، انما هذا لدعوتك.

فقال الناس لما سمعوا ذلك منه:

- وكيف لنا بذلك؟

قال:

١٧٤

- هاتوا الصبي.

فجاؤا به، فأخذه فقال:

- من أبوك؟

قال بكل وضوح:

- الراعي فلان.

وهكذا أعاد الله له ماء وجهه اثر رضى أمه وازال عنه التهمة فحلف جريح الا يفارق امه ويخدمها بكل ما أوتي من قوة(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ١٤، ص ٤٨٧

١٧٥

١٧٦

٧٣ - عقوبة القاضي العادل

كان في بني اسرائيل قاض يقضي بالحق والعدل بينهم، فلما حضرته الوفاة، قال لأمرأته:

- اذا مت فغسّليني وكفنيني وغطي وجهي وضعيني على سريري (التابوت) فانك لا ترين سوءا ان شاء الله.

فلما مات فعلت حسب وصيته، ثم مكثت بعد ذلك حينا. وكشفت عن وجهه، فاذا دودة تقرض منخره، ففزعت من ذلك، فغطت وجهه ثم قام الناس بتشييعه ودفنه.

فلما كان الليل أتاها في منامها وقال لها:

- افزعت مما رأيت؟

قالت: نعم.

قال: والله ما هو الا في أخيك وذلك إنه أتاني ومعه خصم له فلما جلسا، قلت اللهم اجعل الحق له فلما اختصما كان الحق له ففرحت فاصابني ما

١٧٧

رأيت لموضع هواي مع موافقة الحق له(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ١٤، ص ٤٨٩

١٧٨

٧٤ - خراب مدينة

كان رجل من بني اسرائيل، يبني قصرا عظيما وأعد فيه مختلف الاطعمة مما لذ وطاب وكان يدعو اليه الاثرياء دون المساكين والفقراء وحينما يحضر دعواته بعض الفقراء، فكانوا يطردون ويقال لهم:

إن هذا الطعام لم يعد لأمثالكم!

فأوحى الله الى ملكين ان ادخلا بصورة فقيرين، فقوبلا بما كان يقال به الفقراء.

فأمرهم الله بالحضور كشريفين ثريين، فلما حضرا المجلس، استقبلا استقبالا كريماً.

فأوحى الله اليهما أن اقلبا المدينة رأسا على عقب(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ١٦ ص ١١٣

١٧٩

١٨٠