حكايات بحار الانوار

حكايات بحار الانوار0%

حكايات بحار الانوار مؤلف:
الناشر: الحوزة العلمية
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 196

حكايات بحار الانوار

مؤلف: محمود ناصري
الناشر: الحوزة العلمية
تصنيف:

الصفحات: 196
المشاهدات: 90775
تحميل: 3742

توضيحات:

حكايات بحار الانوار
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 196 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 90775 / تحميل: 3742
الحجم الحجم الحجم
حكايات بحار الانوار

حكايات بحار الانوار

مؤلف:
الناشر: الحوزة العلمية
العربية

٦ - الدراهم الاثنا عشر المباركة

جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرآه يرتدي ثوباً بالياً فسلمه اثنى عشر درهماً وقال:

- يارسول الله! اشتر لك ثوباً بهذه النقود.

فقال رسول الله (ص) لعلي (ع):

- خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوباً.

قال علي (ع):

فاخذت الدراهم وجئت الى السوق فاشتريت له قميصاً باثنى عشر درهماً وجئت به الى رسول الله (ص) فنظر اليه رسول الله(ص) فقال: لا ارغب بهذا القميص اريد ارخص منه، اترى صاحبه يقيلنا؟ قال الامام علي (ع) فذهبت بالقميص الى البائع، وابلغته بما أمرني به النبي (ص) فقبل مني ورد الي الدراهم. ثم رجعت بها الى النبي (ص) فمشى معي الى السوق ليبتاع قميصاً، فرأى (ص)

٢١

جارية على قارعة الطريق تبكي، فاقترب منها (ص) وقال لها:

- مم بكاؤك؟

قالت الجارية: يا رسول الله إن أهل بيت اعطوني اربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة فضاعت، فلا اجرأ ان ارجع اليهم.

فأعطاها النبي (ص) اربعة دراهم وقال:

- اشتري ما تبغين وارجعي الي بيتك.

ثم مضى (ص) الى السوق فاشترى قميصاً باربعة دراهم ولبسه وحمد الله وحين رجع من السوق رأى عرياناً؛ فخلع (ص) قميصه الذي اشتراه وكساه السائل. ثم ذهب ثانية الى السوق فاشترى بالاربعة دراهم التي بقيت قميصاً آخر فلبسه ورجع االى البيت واذا به يرى تلك الجارية على قارعة الطريق ايضاً وقد بدت عليها الحيرة والاضطراب. فقال لها:

- لم لم ترجعي الى بيتك؟

قالت: يارسول الله (ص) لقد ابطأت عليهم واخاف ان يضربوني.

فقال (ص): فلنذهب معاً ودليني على اهلك

٢٢

فسأكون شفيعك اليهم في العفو عنك.

فانطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت:

- هذا هو البيت يارسول الله.

فنادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خلف الباب قائلاً:

- السلام عليكم يا أهل الدار.

فلم يجيبوه، فاعاد صلى الله عليه وآله وسلم السلام فلم يجيبوه، ثم سلم أخرى، فقالوا:

- وعليك السلام يارسول الله ورحمة الله وبركاته.

فقال (ص): ما لكم تركتم اجابتي في أول السلام؟ الم تسمعوا صوتي؟

قالوا: نعم فقد سمعناك وعرفناك.

قال (ص): فلم لم تجيبوا؟

قالوا: احببنا أن نستكثر منه.

قال (ص): لقد ابطأت هذه الجارية عليكم ارجو الا تؤاخذوها.

قالوا: يا رسول الله (ص) فهي حرة لمجيئك.

فقال (ص): الحمد لله، يا لها من أثنى عشر

٢٣

درهماً مباركة كسا الله بها عريانين واعتق بها جارية(١) .

____________________

(١) بحار الانوار ج ١٦ ص ٢١٤

٢٤

٧ - وصايا النبي (ص)

دخل شخص على رسول الله (ص) فقال له: عظني.

فقال له (ص):

اوصيك بتقوى الله والا تشرك به شيئاً وان عذبت واحرقت بالنار،

بر والديك حيين كانا أم ميتين، وإن امراك فاطعهما فان ذلك علامة الايمان،

وتصدق على أخيك المؤمن مما فضل عندك،

الق أخاك بوجه طلق،

ولا تحقرن احدأً من الناس وارأف بهم!

واذا لقيت احداً من المسلمين فابدأه بالسلام ادع الناس للإسلام وعبادة الله وتوحيده،

واعلم ان لقضائك حوائج الآخرين ثواب عتق رقبة، رقبة من اولاد يعقوب(ع).

٢٥

واعلم ان الخمرة والمسكرات حرام(١) .

٨ - البكاء على اليتامى

لقد استشهد الكثير من جند الاسلام في معركة احد، وكان من بينهم حمزة (ع) عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى شاع حينها ان رسول الله (ص) قد استشهد. فانطلقت نساء المدينة نحو احد وفيهن بنت النبي (ص) فاطمة الزهراء (ع) ثم رجعن الىالمدينة بعد ان تأكدن من سلامته ثم رجع رسول الله (ص) فبلغ مقربة من المدينة، فاستقبلته النساء ثانية يولولن ويبكين. فالتفت رسول الله (ص) الى النساء وكانت بينهن زينب بنت جحش فقال لها:

- اصبري واحتسبي.

قالت: من يا رسول الله؟

____________________

(١) البحار، ج ٧٧، ص ١٣٦

٢٦

قال: شهادة اخيك عبد الله.

قالت: هنيئاً له الشهادة.

قال (ص): احتسبي.

قالت: من؟

قال: خالك حمزة (ع)؟

قالت: إنا لله وإنا اليه راجعون، هنيئاً له الشهادة.

فاطرق (ص) هنيئة وقال لها: اصبري.

قالت: من؟

قال (ص): زوجك مصعب بن عمير.

فانفجرت بالبكاء وارتفع انينها. فلما سُئلت عن بكائها على زوجها، قالت:

- ان بكائي ليس عليه. فقد فاز بالشهادة في ركاب رسول الله(ص) غير ان بكائي على يتاماه. فما عساني اجيبهم ان التمسوا اباهم(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج٢٠ ص ٦٣

٢٧

٩ - مداراة الاخوان

بينما كان رسول الله (ص) جالساً بين اصحابه اذ ابتسم حتى بدت نواجذه! فسألوه عن ذلك فقال (ص):

- يؤتي بشخصين من امتي يوم القيامة، فيقول احدهم:

الهي، خذ لي بحقي منه!

فيقول سبحانه وتعالى: اعط حق اخيك!

فيقول: الهي لم يبق لي شيئاً من اعمالي الصالحة، وليس لدي شيء من متاع الدنيا.

آنذاك يقول صاحب الحق: الهي! فاحمل عليه

٢٨

من سيئاتي!

وهنا دمعت عينا رسول الله (ص) ثم قال:

- ذلك يوم يحتاج فيه الناس من يحمل سيئاتهم.

فيقول الله لذلك الشخص الذي يطلب حقه:

ارجع بصرك وانظر الى الجنة، فماذا ترى فيرفع رأسه، فيرى عجباً - مما لا يوصف من الاء الله ونعمته -

فيقول: لمن هذه؟

يقول عز وجل: لمن يعطيني ثمنها.

فيقول: ومن له بثمنها؟

يقول سبحانه: انت.

فيسأل: كيف ذاك؟

فيقول سبحانه: بعفوك عن أخيك.

فيقول: اللهم لقد عفوت عنه.

فيقول تعالى: فخذ بيد أخيك وادخلا الجنة!

ثم قال (ص) فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم(١) .

____________________

(١) بحار الانوار ج ٧٧ ص ١٨٢

٢٩

٣٠

١٠ - الاجتهاد والغنى

دخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليسأله شيئا، فسمع النبي يقول:

من سألنا اعطيناه ومن استغنى اغناه الله.

فانصرف الرجل دون أن يسأل حاجته رسول الله (ص). ثم جاء ثانية للنبي (ص) وانصرف ايضا وفي اليوم الثالث استأجر فأسا فذهب اعلى الجبل وجمع بها حزمة من الحطب ثم باعها بنصف صاع من الشعير (تقريبا كيلو ونصف) وأكلها مع عياله، ثم استمر في عمله حتى اشترى طبرا ثم اشترى عبدا وجملين فاصبح ذا مكنة.

فجاء الى النبي صلى الله عليه وآله وأخبره القضية فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

- ألم أقل من سألنا اعطيناه ومن استغنى اغناه

٣١

الله(١)

١١ - علي عليه السلام والعدالة

ان احدى خصائص الامام علي عليه السلام تكمن في التسوية بين الناس في العطاء من بيت مال المسلمين ولم يكن يفضل احد على آخر، وهذا ما دفع بالبعض من اصحابه للالتحاق بمعاوية. فاقترح عليه بعض اصحابه استهوائهم بالاموال والاجزال لهم في العطاء، فغضب عليه السلام وقال:

اتأمرونني ان اطلب النصر بالجور لا والله لا افعل ما طلعت شمس ولاح في السماء نجم؛ والله لو كان المال لي لساويت بينهم، وكيف وانما هي اموالهم.

ثم قال (ع):

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٧٥،ص ١٠٨

٣٢

ان اعطاء المال في غير حقه تبذير واسراف وهو ان كان ذاكراً لصاحبه في الدنيا فهو تضييعة عند الله، ولم يضع رجل ماله في غير حقه وعند غير اهله الا حرمه الله شكرهم، وليس له بذلك الا محمدة اللئام وثنائهم فان زلت به النعل فاحتاج الى معونتهم او مكافأتهم فهم شر خليل وألأم خدين(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤١، ص ١٠٨و ١١١

٣٣

١٢ - وقائع الوادي اليابس

قال ابو بصير: سألت الامام الصادق (ع) عن سورة والعاديات.

فقال (ع): لقد نزلت هذه السورة في واقعة الوادي اليابس.

فسألته قائلاً: وما كان حالهم وقصتهم؟

فقال (ع): ان اهل الوادي اليابس اجتمعوا اثنى عشر الف فارساً، وتعاقدوا وتواثقوا ان لا يتخلف رجل عن رجل ولا يخذل احدٌ احداً ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم ويقتلوا محمد(ص) وعلياً (ع) فنزل جبرئيل على محمد (ص) فأخبره بقصتهم.

فبعث (ص) لهم باديء ذي بدء ابا بكر في اربعة آلاف فارس، فعاد دون ان يحقق شيئا وكذلك بعث عمرا فكان كأبي بكر فبعث (ص) اخيراً بعلي (ع) في اربعة آلاف فارس من المهاجرين

٣٤

والانصار فسمع اهل الوادي اليابس بمقدم علي (ع) وجيوش المسلمين. فخرج اليهم العدو بمئتي رجل شاكين السلاح، فبرز اليهم علي (ع) في نفر من اصحابه فقالوا:

- من أنتم؟ ومن اين اقبلتم؟ وماذا انتم فاعلون؟

فقال (ع):

- انا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله (ص) واخوه ورسوله، ادعوكم الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. فان قبلتم لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم من خير وشر.

قالوا: قد سمعنا مقالتك، فاستعد للقتال، واعلم اننا اياك اردنا وانت طلبتنا وانا قاتليك واصحابك، وموعدنا الصبح.

فقال (ع): ويحكم! تهددوني بكثرتكم؟ فانا استعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

فانصرفوا الى مواضعهم وانصرف علي (ع) وصحبه الى مراكزهم، واستعدا للقتال، فلما جن الليل امر اصحابه ان يحسنوا الى دوابهم ويقضموا ويسرجوا. فلما انشق عمود الصبح صلى (ع)

٣٥

بالناس ثم غار عليهم. ولم يعلموا بهجوم المسلمين حتى وطئهم الخيل فما ادرك آخر اصحابه حتى قتل جل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح اموالهم.

ونزل جبرئيل فاخبر رسول الله (ص) بما فتح الله على علي وجنود الاسلام. فصعد (ص) المنبر، فحمد الله واثنى عليه، واخبر المسلمين بالنصر واعلمهم انه لم يصب منهم الا رجلان.

ثم خرج النبي (ص) ومعه المسلمون من المدينة ليستقبل علياً، حتى لقيه على اميال من المدينة. فلما رآه علي (ع) مقبلا نزل من دابته ونزل النبي (ص) وقبل ما بين عينيه، فنزل المسلمون الى على عليه السلام، الذي اقبل بالغنائم والأسارى والاموال التي حصلوا عليها من أهل الوادي اليابس. فانزل الله على رسوله

] والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا * فأثرن به نقعا * فوسطن به جمعا [ فسالت دموع الفرح بين عيني رسول الله (ص) فقال لعلي (ع):

لولا اني اشفق ان تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك اليوم مقالا لا

٣٦

تمر بملأ من الناس ألا اخذوا التراب من تحت قدميك(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٢١، ص ٧٢

٣٧

١٣ - الفتى المتمرد

خرج الامام علي (ع) ذات يوم شديد الحرارة فرآه سعد بن قيس فسأله قائلاً:

- يا أمير المؤمنين! مالذي اخرجك من البيت بهذه الساعة؟

قال عليه السلام:

- لأعين مظلوماً او اغيث ملهوفاً.

فبينما هو كذلك اذ أتته امرأة مضطربة قلقة، وقالت:

- يا أمير المؤمنين ظلمني زوجي وحلف ليضربني.

فطأطأ رأسه (ع) ثم رفعه وهو يقول:

- لا والله! حتى يؤخذ للمظلوم حقه غير متعتع.

ثم سألها (ع): اين منزلك؟

فدلته عليه. فانطلق معها حتى انتهت الى المنزل فوقف (ع) امام المنزل وسلم وخرج له شاب عليه

٣٨

إزار ملوّن، فقال له (ع):

- إتق الله فقد اخفت زوجتك واخرجتها من البيت.

فرد الشاب بكل وقاحة:

- وما أنت وذاك، والله لأحرقنها بالنار لكلامك.

فغضب عليه السلام وسل سيفه وقال له:

- آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر، فتنكر علي؟ تب وإلا قتلتك..

فاقبل بعض الناس حتى بلغوا عليا عليه السلام فسلموا عليه بإمرة المؤمنين وناشدوه العفو عنه. وهنا التفت ذلك الشاب الذي لم يكن يعرفه آنذاك فطأطأ رأسه خجلا ثم قال:

- اعف عني يا أمير المؤمنين، والله لأكونن لها ارضا تطؤني.

فعفا عنه عليه السلام وأمرها بالدخول الى منزلها واوصاها بزوجها خيرا(١) .

____________________

(١) يحار الانوار، ج ٢، ص ١١٣

٣٩

٤٠