حكايات بحار الانوار

حكايات بحار الانوار0%

حكايات بحار الانوار مؤلف:
الناشر: الحوزة العلمية
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 196

حكايات بحار الانوار

مؤلف: محمود ناصري
الناشر: الحوزة العلمية
تصنيف:

الصفحات: 196
المشاهدات: 90765
تحميل: 3742

توضيحات:

حكايات بحار الانوار
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 196 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 90765 / تحميل: 3742
الحجم الحجم الحجم
حكايات بحار الانوار

حكايات بحار الانوار

مؤلف:
الناشر: الحوزة العلمية
العربية

١٤ - علي عليه السلام وبيت المال

قال زاذان انطلقت مع قنبر غلام الامام علي عليه السلام فقال له قنبر:

- يا أمير المؤمنين لقد خبّأت لك خبيئا؟

قال عليه السلام:

- وما هو ويحك؟

قال: غرارة مملوءة بالذهب والفضة فقد رأيتك لا تترك شيئا من غنائم وأموال بيت المال الا قسمته، فادخرت لك هذا من بيت المال.

فسل عليه السلام سيفه وقال لقنبر:

- ويحك يا قنبر؟ لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا عظيمة؟

ثم ضربها ضربات كثيرة فجعلها قطعا ودعا بالناس لتقسم عليهم بصورة عادلة(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤١، ص ١٣٥

٤١

١٥ - علي عليه السلام واليتامى

نظر علي عليه السلام الى امرأة على كتفها قربة ماء، فاخذ منها القربة وحملها الي موضعها وسألها عن حالها فقالت:

- بعث عليّ زوجي الى بعض الثغور، فقتل وترك عليّ صبياناً يتامى وليس عندي شيء فقد الجأتني الضرورة الى خدمة الناس.

فانصرف الامام (ع) وبات ليلته قلقاً، فلما اصبح حمل زنبيلاً فيه طعام فقال بعضهم: اعطني احمله عنك.

فقال عليه السلام: من يحمل وزري عني يوم القيامة.

فأتى وقرع الباب.

فقالت: من هذا؟

قال: انا ذلك العبد الذي حمل معك القربة فافتحي

٤٢

الباب فان معي شيئاً للصبيان.

فقالت: رضى الله عنك، وحكم بيني وبين علي بن ابي طالب.

فدخل وقال: اني احببت اكتساب الثواب فاختاري بين ان تعجنين وتخبزين وبين ان تعللين الصبيان.

فقالت: انا بالخبز ابصر وعليه اقدر، ولكن شأنك والصبيان فعللهم حتى افرغ من الخبز

قال فعمدت الى الدقيق فعجنته، وعمد علي عليه السلام الى اللحم فطبخه وجعل يلقم الصبيان من اللحم والتمر، فكان كلما ناول الصبيان من ذلك شيئاً قال له:

- يا بني اجعل علي بن أبي طالب عليه السلام في حل مما امر في امرك.

فلما اختمر العجين، اسجر علي عليه السلام التنور وكان يقرب وجهه لتلقحه النار ويقول:

- ذق يا علي طعم النار فهذا جزاء من ضيع اليتامى والارامل.

واذا بأمرأة قد دخلت ذلك المنزل وكانت تعرف علياً عليه السلام فلما رأته بادرت مسرعة لصاحبة الدار ثم قالت لها:

٤٣

- ويحك! هذا امام المسلمين وامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.

فقصدته مذهولة وهي تقول:

- وا حيائي منك يا أمير المؤمنين! اعف عني!

قال عليه السلام:

- بل وا حيائي منك يا أمة الله، فيما قصرت في أمرك وأمر يتاماك(١) .

١٦ - على بن ابي طالب (ع) على لسان عمر

قال ابو وائل كنت مع عمر اذ التفت خلفه ينظر خائفاً.

قلت: مم خوفك؟

قال: ويحك اما ترى القثم بن القثم، الكريم، مجندل الشجعان، الضارب على هامة من ظلم وطغى؟

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤١، ص ٥٢

٤٤

قلت: هذا علي بن ابي طالب.

قال: انك لا تعرفه حق معرفته! فتعال احدثك عن شجاعته.

قال فاقتربت منه، فاذا هو يقول:

- بايعنا رسول الله (ص) يوم احد ان من فرّ منا فهو ضال ومن قتل فهو شهيد والرسول يضمن له الجنة. فلما شبت لظى الحرب هجم علينا العدو بمئة فارس وبأمرة كل فارس مئة مقاتل فهزمونا وهذا كان يحاربهم وحيدا. فرأيته كالأسد قد قطع علينا الطريق فرمانا بقبضة من الرمل، فما كان منا الا واصابت عينه رملة وهو يرعد غاضبا‍:

- شاهت الوجوه، اين تفرون؟ اتريدون الى النار؟

فلم نعد الى الميدان. فحمل علينا ثانية والدم يقطر من سيفه وهو يقول:

- لقد عاهدتم فنقضتم العهد، فو الله لأنتم اولى بالقتل من الكفار.

فنظرت عينيه كأنها السراج المنير، فايقنت انه سيحمل علينا فيقتلنا جميعاً فبادرته قائلا:

- الله، الله يا أبا الحسن فعادة العرب الكر والفر

٤٥

في الحرب.

فاشاح بوجهه عني وما زالت هيبته الى اليوم في قلبي ولن انساها ابداً(١) .

____________________

(١) بحار الانوار ج ٢ ص ٥٢، ج ٤١، ص ٧٣ باختلاف طفيف

٤٦

١٧ - جهاز الزهراء (ع)

حين اراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان يزوج عليا (ع) من الزهراء (ع) قال:

- يا علي قم فبع الدرع.

فباعه علي (ع) وجاء بثمنه الى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فأمر (ص) بعض الصحابة بشراء بعض الأثاث. فكان ما اشتراه عبارة عن:

قميص بسبعة دراهم

خمار باربعة دراهم

قطيفة سوداء خيبرية

سرير مزمل بشريط

فراشين من خيش حشو أحدهما ليفا وحشو الآخر من جز الغنم.

اربع مرافق من آدم الطائف حشوها أذخر.

ستر من صوف.

حصير هجري (اسم مدينة في اليمن)

رحى لليد.

مخضب من النحاس.

سقاء من آدم.

٤٧

شن للماء.

مطهرة مزفتة

جرة خضراء.

كيزان خزف.

سفرة من الجلد.

عباءة كوفية.

جرة ماء

عطور (طيب)

ولما عرض المتاع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعل يقلبه بيده ويقول:

- بارك الله لأهل بيت جل متاعهم من الخزف(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٩٣، ص ٩٤

٤٨

١٨ - تسبيح الزهراء عليها السلام

قال امير المؤمنين عليه السلام لأحد اصحابه:

- الا احدثك عني وعن فاطمة عليها السلام؟ انها استقت بالقربة حتى اثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها، واوقدت النار لطبخ الطعام حتى دكنت وبليت ثيابها.

فقلت لها لو اتيت اباك فسألتيه، لعله يبعث لك بخادم يكفيك ما أنت فيه؛ فامتثلت وقصدت النبي (ص) فوجدته يتكلم مع بعض اصحابه، فعادت دون ان تكلمه؛ فعلم رسول الله (ص) انها جاءت لحاجة فغدا علينا في اليوم التالي، فسلم علينا وجلس قربنا، فقال:

- يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس؟

فاستحت فاطمة فلم تجبه. فقلت:

- يارسول الله (ص) لقد استقت الماء حتى اثر حبل القربة في صدرها، وطحنت بالرحى حتى...الخ فقلت هلا أتيتي رسول الله (ص) فيبعث لك

٤٩

خادماً.

فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

- افلا اعلمكما ما هو خير لكما من الخادم. اذا اخذت منامك فسبحي ثلاثا وثلاثين مرة واحمدي ثلاثا وثلاثين مرة وكبري اربعا وثلاثين مرة(١) .

فهذا الذكر مئة مرة الا ان ثوابه في صحيفة الاعمال بالف حسنة. فاذا ذكرت ذلك كل صباح قضى الله حوائجك في الدنيا والآخرة.

فقالت عليها السلام ثلاثا: رضيت عن الله ورسوله.

وجاء في موضع آخر:

انها قصت خبرها على رسول الله (ص) وسألته خادما، بكى رسول لله (ص) وقال:

- يافاطمة والذي بعثني بالحق ان في المسجد اربعمائة فقير ما لهم طعام ولا ثياب! واني اخشى ذهاب ثواب خدمتك في البيت ان كان لك جارية. واني اخاف ان يخصمك علي بن ابي طالب عليه

____________________

(١) صرحت بعض الروايات بالتكبير ٣٤ ثم الحمد ٣٣ ثم التسبيح ٣٣ مرة

٥٠

السلام يوم القيامة اذا طلب حقه منك!

ثم علمها التسبيح قال علي (ع) فقلت لها:

- مضيت تريدين من رسول الله (ص) الدنيا فاعطانا الله ثواب الأخرة(١) .

١٩ - الزهراء عليها السلام وفضل التعليم

حضرت امرأة عند السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت:

- ان لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في امر صلاتها شيئا وقد بعثتني اليك اسألك.

فأجابتها عليها السلام فسألتها ثانية حتى عشّرت. فاجابت عليها السلام ثم خجلت من كثرة الاسئلة، فقالت:

- لا اشق عليك يا إبنة رسول الله (ص).

قالت عليها السلام:

____________________

(١) بحار الانوار، ج ٤٣، ص ٨٥

٥١

- لا بأس عليك سلي عما بدا لك فانا أجيب، أرأيت من اكترى يوماً يصعد الى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة الف دينار، يثقل عليه؟

قالت المرأة:

- لا، فهو يتسلم مقابله اجر كبير.

قالت عليها السلام:

- فان الله يعطيني لكل مسألة ما بين الثرى الى العرش لؤلؤا فأحرى ان لا يثقل عليّ، سمعت ابي (ص) يقول:

- علماء شيعتنا يحشرون يوم القيامة فيخلع عليهم من خلع الكرامات حتى يخلع على الواحد منهم مليون حلة من النور، ثم ينادي منادي ربنا عز وجل: ايها الكافلون لايتام آل محمد (ص) هؤلاء تلامذتكم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا فيخلعون على البعض منهم مأة الف خلعة. يقول سبحانه: اعيدوا على هؤلاء العلماء حتى تتموا خلعهم. ثم يأمر مضاعفتها على من تعلم منهم...

ثم قالت عليها السلام لتلك المرأة:

- يا أمة الله! ان سلكة من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس الف الف مرة فان نعم الدنيا

٥٢

مشوبة بالتنغيص والكدر. وليست نعم الآخرة كذلك(١) .

٢٠ - المكانة العلمية للزهراء(ع) وفضل العلم

اختصمت الى الزهراء عليها السلام إمرأتان في شيء من أمر الدين احدهما مؤمنة والأخرى معاندة، ففتحت على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة بعد ان استدلت عليها السلام بالدليل الناصع والبرهان القاطع، ففرحت فرحا شديدا

____________________

(١) بحار الانوار ج ٢ ص ٣

٥٣

فقالت لها عليها السلام:

- ان فرح الملائكة باستظهارك عليها اشد من فرحك، وان حزن الشيطان ومردته اشد من حزنها.

قال الامام العسكري عليه السلام:

- فأوحى الله الى الملائكة ان اوجبوا لفاطمة بما فتحت على هذه المؤمنة من الجنان الف الف ضعف ما كنت اعددت لها واجعلوا هذه سنة في كل من يفتح على مؤمن - فيغلب عدوه المعاند - الف الف ما كان معدا له من الجنان(١) .

٢١ - الجار ثم الدار!

قال الإمام الحسن عليه السلام:

- رأيت أمي الزهراء (عليها السلام) ليلة

____________________

(١) بحار الانوار ج ٢ ص ٨

٥٤

الجمعة راكعة ساجدة وهي تدعو للمؤمنين باسمائهم حتى طلع الفجر ولم تكن تدع لنفسها فقلت:

- يا أماه مالك لا تدعين لنفسك؟

قالت عليها السلام:

- يا بني الجار ثم الدار(١) .

٢٢ - تبسم الزهراء وبكاؤها

قالت عائشة - زوج النبي (ص) -:

____________________

(١) بحار الانوار ج ٤٣،ص٨١ وج٨٩ ص ٣١٣، ج٩٣، ص ٣٨٨ مع بعض الاختلاف الطفيف

٥٥

- كانت فاطمة اشبه الناس برسول الله (ص) وكانت اذا دخلت عليه رحب بها وضمها الى صدره وأخذ بيدها واجلسها مجلسه. واذا دخل عليها رحبت به وقبلت يديه.

ولما مرض رسول الله (ص) واعتل علة الموت دعاها اليه فسرها، فرأيتها تبكي، ثم سرها (ص) فضحكت فقلت لنفسي هذه مزية اخرى لفاطمة فقد تمكنت من الضحك رغم امتعاضها وبكاءها. فسألتها الخبر، فقالت:

- ليس من الصواب كشف الاسرار.

ثم سألتها ذلك بعد أن توفى رسول ا لله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت:

- اخبرني (ص) انه يموت فبكيت ثم اخبرني بأني اول أهله لحوقا به فسررت وضحكت(١) .

____________________

(١) بحار الانوار، د ٤٣،ص ٢٥

٥٦

٢٣ - الغلام الفطن

يذكر ان غلاما للإمام الحسن عليه السلام جنى جناية، فامر به أن يضرب، فتلى الغلام الآية قائلاً:

- يامولاي ] والكاظمين الغيظ [

فقال عليه السلام: كظمت غيظي؛

قال: ] والعافين عن الناس [

قال عليه السلام: عفوت عنك.

قال سيدي: والله يحب المحسنين.

فقال عليه السلام: انت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت اعطيك(١) .

____________________

(١) بحار الانورا، ج ٤٣ ص ٣٥٢

٥٧

٢٤ - ابن النبي وابن علي

دعا علي عليه السلام في معركة الجمل محمد بن الحنفية فاعطاه رمحه وقال له:

- احمل على العدو بهذا الرمح.

فأخذه وحمل عليهم غير انهم منعوه وحالوا دون زحفه، فانسحب ورجع الى الوراء فانتزع الحسن عليه السلام الرمح من يده وحمل على العدو ثم رجع الى والده وعلى رمحه أثر الدم، فتمغر(١) وجه محمد من ذلك واحمر خجلا لما رأى من شجاعة الحسن عليه السلام، فقال له علي عليه السلام:

- لا تأنف فانه ابن النبي وانت ابن علي(٢) .

____________________

(١) التمغر: أي التغير والتأثر.

(٢) بحار الانوار، ج ٤٣ ص ٣٤٥

٥٨

٢٥ - رفض تزويج معاوية

تولى معاوية خلافة المسلمين وحكم اغلب البلاد الاسلامية بعد شهادة امير المؤمنين علي عليه السلام فكتب الى مروان - عامله على المدينة - ان يخطب ليزيد، بنت عبدالله بن جعفر (ابن أخ الامام علي عليه السلام) على حكم ابيها في الصداق وقضاء دينه بالغا ما بلغ اضف الى ذلك فان هذا الزواج سيؤدي الى صلح الحيين بني هاشم وبني أمية.

فانطلق مروان الى عبدالله بن جعفر يخطب اليه؛ فقال عبدالله:

- ان أمر نسائنا الى الحسن بن علي عليه السلام فاطلب اليه.

فأتى مروان الحسن عليه السلام خاطباً فقال الحسن عليه السلام:

- اجمع من اردت لأعلن لكم رأيي.

٥٩

فدعي اشراف بني هاشم وبني أمية. ونهض مروان فحمد الله واثنى عليه ثم قال:

- أما بعد فأن معاوية امرني ان اخطب زينب بنت عبدالله بن جعفر(١) على يزيد بن معاوية وفق الشروط التالية:

١ - قبول ما يحكم به ابوها في الصداق

٢ - اداء دين أبيها بلغ مابلغ

٣ - الصلح بين طائفتي بني هاشم وبني امية

٤ - ان يزيد بن معاوية كفو من لا كفو له. ولعمري لمن يغبطكم بيزيد اكثر من يغبطه بكم.

٥ - يزيد من يستسقي الغمام بوجهه

ثم سكت وجلس.

فقام الحسن عليه السلام فحمد الله واثني عليه، وقال:

- اما بشأن الصداق فلسنا نعدل في قيمته عن سنة النبي (ص)(٢) ، واما دين أبيها فليست نسائنا

____________________

(١) رويت بعض الروايات التي صرحت بان البنت هي ام كلثوم والامام الحسين عليه السلام بدلا من الامام الحسن عليه السلام

(٢) اربعمئة او اربعمئة وخمسون وقيل خمسمئة درهما

٦٠