الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب الجزء ١

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 418

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 418
المشاهدات: 87602
تحميل: 5092


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 87602 / تحميل: 5092
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب الجزء 1

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الإهداء

لم أجد أحداً أولى بإهداء كتابى هذا إليه من صاحبه حامل عب الولاية الكبرى أمير المؤمنين صلوات الله عليه يا صاحب الولاية؟ وسيّد الاُمَّة؟ وأبا الائمّة؟

يا أيُّها العَزيزُ مَسَّنَا وأَهلَنا اَلضُرُ وَجِئنَا بِبِضاعَة مزجاة فَاَوفِ لَنَا الكَيلَ وَتَصدَّق عَلَينا إنَّ اللهَ بجزي الـمُتَصَدّقينَ اُهديك كتابى هذا وهو: بضاعتى المزجاة وصحايف ولائى الخالص، فتفضل علىَّ بالقبول، وأحسن إلى إنَّ الله يُحبّ المحسنين

عبد الحسين احمد

الأمينى

١

بسم الله الرحمن الرحيم

ألحمد لوليّه، والصلوة على نبيّه، وآله الائمة، وأولياء الاُمَّة

هذا كتابنا يَنطِقُ عَلَيكُم بالحَقّ

حديث النبأ العظيم في (غدير خمّ) حديث الدعوة الآلهيّة، حديث الولاية الكبرى، حديث إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الربّ، على مانزل به كتاب الله المبين، وتواترت به السنَّة النبويّة، وتواصلت حلقات أسانيده منذ عهد الصحابة والتابعين إلى اليوم الحاضر، وما حوله من حقايق ناصعة تتعلّق بالمتن أولإسناد، وإرحاض ماهناك من جبلة وتركاض، حتى يتجلّى للقاري الحقّ الصراح بأجلى مظاهره.

وجلّ قصدنا من إرداف ذلك بتراجم شعراء الغدير وشعرهم فيه على ترتيب القرون الهجريّة إثبات شهرة الحديث وتواتره في كلّ جيل، وانَّه من أظهر ما تلو كه الأَشداق نظماً ونثراً، وتأتي هذه كلها في ستَّة عشر جزءاً.

وإنّا نعدّ ذلك كله خدمةً للدين، وإعلاءً لكلمة الحق، وإحياءً الاُمَّة الأسلامية، وإشادةً بالذكر العلويّ الخالد، وولاءً لصاحب الولاية، وأستمدُّ من المولى سبحانه أن يمدَّني بانجازما اُعدّه، وتحقيق ما أضمره، وله الحمد أوّلاً وآخراً.

الأمينى

٢

التاريخ الصحيح

لا يكون إنبعاث أيّة فِرقة من الفِرق إلى تدوين التاريخ، أقلّ من إنبعاث أخواتها إليه، فكلٌ يتحرّى منه غاية؛ ويرمي إلى غرض يخصّه، فإن كان المؤرّخ يريد به الحيطة بحوادث الدهر، والوقوف على أحوال الأجيال الغابرة، فالجغرافيّ يطلبه لتحقيق القسم السياسيّ به لاختلافه بتغلّبات الدول، وانعكاف أُمم على خطط معيّنة وانثيال أُمم عنها.

وإن إنبعث الخطيب إلى سبر غور التاريخ لما فيه من عِبَر وعِظات بالغة في تدهور الأحوال، وفناء الأجيال وهلاك ملوك، واستخلاف آخرين، وما انتاب أقواماً من جرّاء ما اجترحوه من السيَّئات، وما فاز به آخرون بما جاؤا به من صالح الأعمال؛ فالدينيّ يبتغيه لِلوقوف على ما وطّد به اُسس المعتقد؛ وعلّى عليها صروحه وعلاليه، وإفرازه عمّا كان حوله من لعب الأهواء وتركاض أهل المطامع.

وإذا كان الأخلاقيّ يقصد به التجاريب الصالحة في ملكات النفوس التي تحلّى بالصحيحة منها فِرقٌ من الناس فأفلحوا، وتردّى بالرديئة منها آخرون فخابوا، فيستنتج من ذلك دستوراً عامّاً للمجتمع ليعمل به متى راقه أن يأخذ حذراً عن سقوط الفرد أو ملاشاة الجامعة، فالسياسيّ يريد به الوقوف على مناهج الأُمم التي تقدَّم بها الغابرون، ومساقط الشهوات التي أسفّت بمعتنقيها إلى هُوّة البوار والضعة فغادرتهم كحديث أمس الدابر، ويريد به البصيرة فيما سلفت به التجاريب الصحيحة في المضائق والمآزق الحرجة، وافتراع عقبات كأداء، فيتّخذ من ذلك كله برنامجاً صالحاً لرقيّ أُمّته، وتقدّم بيئته.

والأديب يقتنص شوارد التاريخ؛ لأنّ ما يتحرّاه من تنسيق لفظه، وفخامة معناه، وما يجب أن يكون في شعره أو نثره من محسَّنات الأسلوب، ومقرّبات المغزى بإشارة أو إستعارة، منوطٌ بالإطلاع على أحوال الأُمم والوقوف على ما قصدوه من دقائق ورقائق.

وإذا عمَّمنا التاريخ على مثل علم الرجال والطبقات، فحاجة الفقيه إليه مسيسةٌ في تصحيح الأسانيد، وإتقان مدارك الفتاوى، وبه يظهر إفتقار المحدّث إليه في مزيد الوثوق برواياته، على أنّ لِفنَّ الحديث مواضيع متداخلة مع التاريخ كما يُروى من قصص الأنبياء وتحليل تعاليمهم، حيث يجب على المحدّث المحاكمة بين ما يتلقّاه! و

٣

ما يسرده التاريخ! أو التطبيق بينهما إن جاءا متَّفقين في بيان الحقيقة.

والمفسّر لا مُنتدح له من التوغّل في التاريخ عند ما يقف على آيات كريمة توعز إلى قصص الماضين وأحوالهم، لضربٍ من الحكمة، ونوعٍ من الِعظة، وعلى آيات أُخرى نزلت في شئون خاصّة، يفصِّلها التاريخ تفصيلا؛ والباحث إذا دقّق النظرة في أيّ علم يجد أنّ له مسيساً بالتاريخ لا يتمّ لصاحبه غايته المتوخّاة إلّا به.

فالتاريخ إذاً ضالَّة العالِم، وطلبة المتفنّن، وبغية الباحث، وأُمنيّة أهل الدين ومقصد الساسة؛ وغرض الأديب، والقول الفصل: إنه مأرب المجتمع البشريّ أجمع وهو التاريخ الصحيح الذي لم يُقصد به إلّا ضبط الحقايق على ما هي عليه؛ فلم تعبث به أغراض مستهدفة، ولم يعث فيه نزعات أهوائية ككثير مما أُلّف من زبر التاريخ التي روعي في جملة منها جلب مرضاة القادة والأمراء؛ أو تدعيم مبدأ، أو فكر مفكّر، أو أُريد به التحليق بأشخاص معلومين إلى أوج العظمة، والإسفاف بآخرين إلى هُوّة الضِعة، لمغاز هنالك تختلف باختلاف الظروف والأحوال؛ أو إختلط فيه الحابل بالنابل، بتوسّع المؤلفين لما حسبوه من أنّ الإحاطة بكل ما قيل توسّعٌ في العلم، وإحسانٌ في السمعة، ذهولاً منهم عن أنّ مقادير الرجال بالدراية لا بالرواية(1) فأدخلوا في التاريخ هفوات لا تحصى، غير شاعرين بأنّ رواة تلك السفاسف زبائنُ عصبة، وحناقٌ على عصبة؛ أو أنهم قصّاصون غير مكترثين من الإكثار في النقل الخرافي أو الإفتعال، إكباراً لِلسمعة، أو نزولاً على حُكم النهمة، فتلقَّتها عنهم السذَّج في العصور المتأخِّرة كحقايق راهنة، وتنبَّه لها المنقِّب فوجدها أحاديث خرافيَّة فرفضها؛ غير مبالٍ بالطعن على التاريخ، فلا شعر أولئك أنها وليدة تقاليد أو مطامع؛ ولا عرف هذا أنّ الآفة عن ورطات القالة، وسوء صنيع

_____________________

1 - في كتاب زيد الزراد عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا بني أعرف منازل شيعة عليّ على قدر روايتهم ومعرفتهم فإن المعرفة هي الدراية للرواية، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجة الإيمان، إني نظرت في كتاب لعلي (ع) فوجدت فيه: إن زنة كل امرئ وقدره معرفته، إن الله يحاسب العباد على قدر ما أتاهم من العقول. وفي غيبة النعماني ص 70 في حديث عن الإمام الصادق (ع) خبر تدريه خير من عشر ترويه إن لكل حق حقيقة، ولكل صواب نوراً. وفي كشف الغمة للشعراني ج 1 ص 40: كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: كونوا للعلم وعاة، ولا تكونوا له رواة.

٤

الكتبة، لا في أصل الفن، ولو ذهبنا إلى ذكر الشواهد لهذه كلها لخرج الكتاب عن وضعه، هكذا خفيت الحقيقة بين مفرط ومفرّط، وذهبت ضحيَّة الميول والشهوات.

فواجب الباحث أن يسبر هذا الغور، متجرّداً عن النعرات الطائفيَّة، غير متحيَّز إلى فئة، متزحزحاً عن عوامل الحبّ والبغض، ونصب عينيه مقياسٌ من أصول مسلّمة، يقابل به صفحة التاريخ، فإن طالته أو قصرت عنه رفضها، وإن قابلته مقابلة المثل بالمثل إعتمد عليها، على تفصيل لا يسعه نطاق البحث هيهنا.

أهميّة الغدير في التاريخ

لا يستريب أيّ ذي مسكة في أنّ شرف الشيء بشرف غايته، فعليه إنّ أوّل ما تكسبه الغايات أهميّة كبرى من مواضيع التاريخ هو ما اُسّس عليه دين، أو جرت به نحلة، واعتلت عليه دعايم مذهب، فدانت به أُمم، وقامت به دُول، وجرى به ذكرٌ مع الأبد، ولذلك تجد أئمة التاريخ يتهالكون في ضبط مبادئ الأديان وتعاليمها، وتقييد ما يتبعها من دعايات، وحروب، وحكومات، وولايات التي عليها نسلت الحقب والأعوام، ومضت القرون الخالية( سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا ) وإذا أهمل المؤرّخ شيئاً من ذلك فقد أوجد في صحيفته فراغاً لا تسدّه أيّة مهمّة، وجاء فيها بأمر خداج، بتر أوّله، ولا يعلم مبدءه، وعسى أن يوجب ذلك جهلاً للقارئ في مصير الأمر ومنتهاه.

إنّ واقعة (غدير خمّ) هي من أهمّ تلك القضايا، لما ابتنى عليها وعلى كثير من الحجج الدامغة، مذهب المقتصّين أثر آل الرسول صلوات الله عليه وعليهم، وهم معدودون بالملايين، وفيهم العلم والسؤدد، والحكماء، والعلماء، والأماثل، ونوابغ في علوم الأوايل والأواخر، والملوك، والساسة، والأُمراء، والقادة، والأدب الجمّ؛ والفضل الكثار؛ وكتب قيّمة في كل فنّ؛ فإن يكن المؤرّخ منهم فمن واجبه أن يفيض على أُمّته نبأ بدء دعوته، وإن يكن من غيرهم فلا يعدوه أن يذكرها بسيطة عندما يسرد تاريخ أُمّة كبيرة كهذه؛ أو يشفعها بما يرتئيه حول القضيّة من غميزة في الدلالة، إن كان مزيج نفسه النزول على حكم العاطفة؛ وما هنالك من نعرات طائفته، على حين أنه لا يتسنّى له

٥

غمزٌ في سندها، فإنّ ما ناء به نبيّ الاسلام يوم الغدير من الدعوة إلى مفاد حديثه لم يختلف فيه إثنان، وإن اختلفوا في مؤدّاه لأغراض وشوائب غير خافية على النابه البصير.

فذكرها من أئمة المؤرخين البلاذري المتوفى سنة 279 في أنساب الأشراف، وإبن قتيبة المتوفى 276 في المعارف؛ والإمامة والسياسة، والطبري المتوفى 310 في كتاب مفرد؛ وابن زولاق الليثي المصري المتوفى 287 في تأليفه، والخطيب البغدادي المتوفى 463 في تاريخه، وابن عبد البر المتوفى 463 في الاستيعاب، والشهرستاني المتوفى 548 في الملل والنحل، وابن عساكر المتوفى 571 في تاريخه، وياقوت الحموي في معجم الأدباء ج 18 ص 84 من الطبعة الأخيرة، وابن الأثير المتوفى 630 في أُسد الغابة، وابن أبي الحديد المتوفى 656 في شرح نهج البلاغة، وابن خلكان المتوفى 681 في تاريخه واليافعي المتوفى 768 في مرآة الجنان، وابن الشيخ البلوي في ألف باء، وابن كثير الشامي المتوفى 774 في البداية والنهاية، وابن خلدون المتوفى 808 في مقدّمة تاريخه، وشمس الدين الذهبي في تذكرة الحفّاظ، والنويري المتوفى حدود 833 في نهاية الإرب في فنون الأدب، وابن حجر العسقلاني المتوفى 852 في الإصابة وتهذيب التهذيب، وابن الصباغ المالكي المتوفى 855 في الفصول المهمّة، والمقريزي المتوفى 845 في الخطط، وجلال الدين السيوطي المتوفى 910 في غير واحد من كتبه، والقرماني الدمشقي المتوفى 1019 في أخبار الدول، ونور الدين الحلبي المتوفى 1044 في السيرة الحلبية، وغيرهم.

وهذا الشأن في علم التاريخ لا يقلّ عنه الشأن في فنّ الحديث، فإنّ المحدِّث إلى أيّ شطر ولّى وجهه من فضاء فنّه الواسع، يجد عنده صحاحاً ومسانيد تثبت هذه المأثرة لوليّ أمر الدين عليه السلام، ولم يزل الخلف يتلقّاه من سلفه حتى ينتهي الدور إلى جيل الصحابة الوعاة للخبر، ويجد لها مع تعاقب الطبقات بلجاً ونوراً يذهب بالأبصار، فإن أغفل المحدّث عمّا هذا شأنه، فقد بخس للأُمّة حقاً، وحرمها عن الكثير الطيّب ممّا أسدى إليها نبيّها نبيّ الرحمة من برّه الواسع؛ وهدايته لها إلى الطريقة المثلى.

فذكرها من أئمة الحديث: إمام الشافعية أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة 204 كما في نهاية ابن الأثير، وإمام الحنابلة أحمد بن حنبل المتوفى 241 في مسنده

٦

ومناقبه، وابن ماجة المتوفى 273 في سننه، والترمذي المتوفى 276 في صحيحه، والنسائي المتوفى 303 في الخصايص، وأبو يعلى الموصلي المتوفى 307 في مسنده، والبغوي المتوفى 317 في السنن، والدولابي المتوفى 320 في الكنى والأسماء، والطحاوي المتوفى 321 في مشكل الآثار، والحاكم المتوفى 405 في المستدرك، وابن المغازلي الشافعي المتوفى 483 في المناقب، وابن مندة الاصبهاني المتوفى 512 بعدّة طرق في تأليفه، والخطيب الخوارزمي المتوفى 568 في المناقب ومقتل الإمام السبط عليه السلام، والكنجي المتوفى 658 في كفاية الطالب، ومحب الدين الطبري المتوفى 694 في الرياض النضرة، وذخاير العقبى، والحمويني المتوفى 722 في فرايد السمطين، والهيثمي المتوفى 807 في مجمع الزوايد، والذهبي المتوفى 748 في التلخيص، والجزري المتوفى 830 في أسنى المطالب، وأبو العباس القسطلاني المتوفى 923 في المواهب اللدنية، والمتقي الهندي المتوفى 975 في كنز العمال، والهروي القاري المتوفى 1014 في المرقاة في شرح المشكاة، وتاج الدين المناوي المتوفى 1031 في كنوز الحقايق في حديث خير الخلايق. وفيض القدير، والشيخاني القادري في الصراط السويّ في مناقب آل النبيّ، وباكثير المكّي المتوفى 1047 في وسيلة الآمال في مناقب الآل، وأبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى 1122 في شرح المواهب، وابن حمزة الدمشقي الحنفي في كتاب البيان والتعريف، وغيرهم.

كما أنّ المفسّر نصب عينيه آيٌ(1) من القرآن الكريم نازلةٌ في هذه المسألة يرى من واجبه الإفاضة بما جاء في نزولها وتفسيرها، ولا يرضى لنفسه أن يكون عمله مبتوراً، وسعيه مخدجاً، فذكرها من أئمة التفسير الطبري المتوفى 310 في تفسيره، والثعلبي المتوفى 427 / 437 في تفسيره، والواحدي المتوفى 468 في أسباب النزول، والقرطبي المتوفى 567 في تفسيره، وأبو السعود في تفسيره، والفخر الرازي المتوفى 606 في تفسيره الكبير، وابن كثير الشامي المتوفى 774 في تفسيره، والنيشابوري المتوفى

_____________________

1 - كقوله تعالى:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَ‌ضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) . في سورة المائدة وقوله فيها:(يَا أَيُّهَا الرَّ‌سُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّ‌بِّكَ) . وقوله في المعارج:(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) .

٧

في القرن الثامن في تفسيره، وجلال الدين السيوطي في تفسيره، والخطيب الشربيني في تفسيره، والآلوسي البغدادي المتوفى 1270 في تفسيره، وغيرهم.

والمتكلّم حين يقيم البراهين في كلّ مسألة من مسائل علم الكلام، إذا انتهى به السير إلى مسألة الإمامة فلا مُنتدح له من التعرّض لحديث الغدير حجّةً على المدّعي أو نقلاً لحجّة الخصم، وإن أردفه بالمناقشة في الحساب عند الدلالة، كالقاضي أبي بكر الباقلاني البصري المتوفى سنة 403 في التمهيد، والقاضي عبد الرحمن الإيجي الشافعي المتوفى 756 في المواقف، والسيد الشريف الجرجاني المتوفى 816 في شرح المواقف؛ والبيضاوي المتوفى 685 في طوالع الأنوار، وشمس الدين الاصفهاني في مطالع الأنظار؛ والتفتازاني المتوفى 792 في شرح المقاصد، والقوشجي المولى علاء الدين المتوفى 879 في شرح التجريد. وهذا لفظهم.

إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قد جمع الناس يوم غدير خمّ موضع بين مكة والمدينة بالجحفة وذلك بعد رجوعه من حجّة الوداع، وكان يوماً صائفاً حتى أنّ الرجل ليضع رداءه تحت قدميه من شدّة الحرّ، وجمع الرجال، وصعد عليها، وقال مخاطباً: معاشر المسلمين ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: أللّهم بلى، قال: مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، أللّهم وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله(1) .

ومن المتكلّمين القاضي النجم محمد الشافعي المتوفى 876 في بديع المعاني، وجلال الدين السيوطي في أربعينه، ومفتي الشام حامد بن علي العمادي في الصلاة الفاخرة بالأحاديث المتواترة، والآلوسي البغدادي المتوفى 1324 في نثر اللئالي، وغيرهم.

واللغويّ لا يجد مُنتدحاً من الايعاز إلى حديث الغدير عند إفاضة القول في معنى المولى أو الخمّ. أو الغدير. أو الوليّ. كابن دريد محمد بن الحسن المتوفى 321 في جمهرته ج 1 ص 71(2) وابن الأثير في النهاية، والحموي في معجم البلدان في خمّ، والزبيدي الحنفي في تاج العروس، والنبهاني في المجموعة النبهانية.

_____________________

1 - ذكرنا لفظهم لكونه غير مسند بل ذكروه إرسال المسلم.

2 - قال: غدير خم معروف وهو الموضع الذي قام فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيبا بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كذا في المطبوع من الجمهرة، وقد حكى عنه ابن شهر آشوب وغيره في العصور المتقادمة من النسخ المخطوطة من الجمهرة ما نصه: هو الموضوع الذي نص النبي عليه السلام فيه على عليّ (ع) اهـ وقد حرفته يد الطبع الأمينة

٨

واقعة الغدير

أجمع رسول الله صلى الله عليه وآله الخروج إلى الحج في سنة عشر من مهاجره، وأذّن في الناس بذلك، فقدم المدينة خلق كثير يأتمّون به في حجّته تلك التي يُقال عليها حجّة الوداع. وحجَّة الاسلام. وحجَّة البلاغ. وحجَّة الكمال. وحجَّة التمام(1) ولم يحجّ غيرها منذ هاجر إلى أن توفاه الله، فخرج صلى الله عليه وآله من المدينة مُغتسلاً مُتدهِّناً مُترجِّلاً مُتجرِّداً في ثوبين صحاريين إزار ورداء، وذلك يوم السبت لخمس ليال أو ست بقين من ذي القعدة، وأخرج معه نساءه كلهن في الهوادج، وسار معه أهل بيته، وعامّة - المهاجرين والأنصار، ومن شاء الله من قبائل العرب وأفناء الناس(2) .

وعند خروجه صلى الله عليه وآله أصاب الناس بالمدينة جدري (بضم الجيم وفتح الدال وبفتحهما) أو حصبة منعت كثيراً من الناس من الحج معه صلى الله عليه وآله، ومع ذلك كان معه جموعٌ لا يعلمها إلّا الله تعالى، وقد يقال: خرج معه تسعون ألف، ويقال: مائة ألف وأربعة عشر ألفاً، وقيل: مائة ألف وعشرون ألفاً، وقيل: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، ويقال أكثر من ذلك، وهذه عدّة من خرج معه، وأما الذين حجّوا معه فأكثر من ذلك كالمقيمين بمكة والذين أتوا من اليمن مع عليّ (أمير المؤمنين) وأبي موسى(3) .

أصبح صلى الله عليه وآله يوم الأحد بيلملم، ثم ارح فتعشّى بشرف السيالة، وصلّى هناك المغرب والعشاء، ثم صلّى الصبح بعرق الظبية، ثم نزل الروحاء، ثم سار من الروحاء فصلّى العصر بالمنصرف، وصلّى المغرب والعشاء بالمتعشّى وتعشّى به، وصلّى الصبح بالأثابة، وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج واحتجم بلحى جمل «وهو عقبة الجحفة» ونزل السقياء يوم الأربعاء، وأصبح بالأبواء، وصلّى هناك ثم راح من الأبواء ونزل يوم الجمعة الجحفة، ومنها إلى قديد وسبت فيه، وكان يوم الأحد بعسفان، ثم سار فلمّا كان بالغميم اعترض المشاة فصفّوا

_____________________

1 - الذي نظنه «وظن الألمعي يقين» إن الوجه في تسمية حجة الوداع بالبلاغ هو نزول قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الرَّ‌سُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّ‌بِّكَ) ، الآية كما إن الوجه في تسميتها بالتمام والكمال هو نزول قوله سبحانه:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) ، الآية.

2 - الطبقات لابن سعد ج 3 ص 225، إمتاع المقريزي ص 510، إرشاد الساري ج 6 ص 429.

3 - السيرة الحلبية ج 3 ص 283، سيرة أحمد زيني دحلان ج 3 ص 3، تاريخ الخلفاء لابن الجوزي في الجزء الرابع، تذكرة خواص الأمة ص 18، دائرة المعارف لفريد وجدي ج 3 ص 542.

٩

صفوفاً فشكوا إليه المشي، فقال: استعينوا باليسلان «مشيٌ سريعٌ دون العدو» ففعلوا فوجدوا لذلك راحة، وكان يوم الإثنين بمرّ الظهران فلم يبرح حتى أمسى وغربت له الشمس بسرف فلم يصلّ المغرب حتى دخل مكة، ولـمّا انتهى إلى الثنيَّتين بات بينهما فدخل مكة نهار الثلاثاء(1) .

فلمّا قضى مناسكه وانصرف راجعاً إلى المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورات ووصل إلى غدير خمّ من الجحفة التي تتشعّب فيها طرق المدنيِّين والمصريِّين والعراقيِّين، وذلك يوم الخميس(2) الثامن عشر من ذي الحجة نزل إليه جبرئيل الأمين عن الله بقوله:( يَا أَيُّهَا الرَّ‌سُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّ‌بِّكَ ) الآية. وأمره أن يقيم عليّاً علماً للناس ويبلّغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد، وكان أوائل القوم قريباً من الجحفة فأمر رسول الله أن يردّ من تقدّم منهم ويحبس من تأخّر عنهم في ذلك المكان ونهى عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ينزل تحتهن أحد حتى إذا أخذ القوم منازلهم فقمّ ما تحتهنّ حتى إذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهنّ فصلّى بالناس تحتهنّ، وكان يوماً هاجراً يضع الرجل بعض رداءه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدّة الرمضاء، وظلّل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فلمّا انصرف صلى الله عليه وآله من صلاته قام خطيباً وسط القوم(3) على أقتاب الإبل(4) وأسمع الجميع، رافعاً عقيرته فقال:

الحمد لِله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكّل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضلّ، ولا مضلّ لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله - أما بعد -: أيها الناس قد نبَّأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبيٌّ إلّا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أُدعى فأجبت، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلّغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيراً، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأنّ جنته حقّ وناره حقّ وأنَّ الموت حقّ وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها

_____________________

1 - الإمتاع للمقريزي ص 513 - 517.

2 - هو المنصوص عليه في لفظ البراء بن عازب وبعض آخر من رواة حديث الغدير وسيوافيك كلامنا فيه ص 41.

3 - جاء في لفظ الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 156 وغيره.

4 - ثمار القلوب ص 511 ومصادر أخر كما مرت ص 8.

١٠

وأنَّ الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: أللّهم اشهد، ثمّ قال: أيها الناس ألا تسمعون؟ قالوا: نعم. قال: فإني فرط على الحوض، وأنتم واردون عليّ الحوض، وإنَّ عرضه ما بين صنعاء وبصرى(1) فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلِّفوني في الثقلين(2) فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرفٌ بيد الله عز وجل وطرفٌ بأيديكم فتمسّكوا به لا تضلّوا، والآخر الأصغر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبّأني أنهما لن يتفرِّقا حتى يراد عليّ الحوض فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدّموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ثم أخذ بيد عليّ فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال: أيّها الناس مَن أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، يقولها ثلث مرات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات ثم قال: أللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلّغ الشاهد الغايب، ثم لم يتفرّقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الربّ برسالتي، والولاية لعليّ من بعدي، ثم طفق القوم يهنّئون أمير المؤمنين صلوات الله عليه وممن هّنأه في مقدّم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر كلٌّ يقول: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وقال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم، فقال حسان: إئذن لي يا رسول الله أن أقول في عليّ أبياتاً تسمعهن، فقال: قل على بركة الله، فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية ثم قال:

يناديهمُ يوم الغدير نبيّهم

بخمّ فاسمع بالرسول مناديا(3)

هذا مجمل القول في واقعة الغدير وسيوافيك تفصيل ألفاظها، وقد أصفقت الأُمّة على هذا وليست في العالم كله وعلى مستوى البسيط واقعةٌ إسلاميةٌ غديريةٌ غيره، ولو أُطلق يومه فلا

_____________________

1 - صنعاء: عاصمة اليمن اليوم. وبصرى: قصبة كورة حوران من أعمال دمشق.

2 - الثقل، بفتح المثلثة والمثناة: كل شيء خطير نفيس.

3 - إلى آخر الأبيات الآتية في ترجمة حسان في شعراء القرن الأول في الجزء الثاني.

١١

ينصرف إلّا إليه، وإن قيل محلّه فهو هذا المحلّ المعروف على أمم من الجحفة، ولم يعرف أحد من البحَّاثة والمنقّبين سواه، نعم: شذّ عنهم (الدكتور ملحم إبراهيم الأسود) في تعليقه على ديوان أبي تمام فإنّه قال: هي واقعة حرب معروفة. ولنا حول ذلك بحثٌ ضاف تجده في ترجمة أبي تمام من الجزء الثاني إنشاء الله.

العناية بحديث الغدير

كان للمولى سبحانه مزيد عناية بإشهار هذا الحديث، لتتداوله الألسن وتلوكه أشداق الرواة، حتى يكون حجَّة قائمة لحامية دينه الإمام المقتدى صلوات الله عليه، ولذلك أنجز الأمر بالتبليغ في حين مزدحم الجماهير عند منصرف نبيِّه صلى الله عليه وآله من الحج الأكبر، فنهض بالدعوة وكراديس الناس وزرافاتهم من مختلف الديار محتفَّةٌ به، فردّ المتقدّم، وجعجع بالمتأخّر، وأسمع الجميع(1) وأمر بتبليغ الشاهد الغايب ليكونوا كلهم رواة هذا الحديث، وهم يربون على مائة ألف ولم يكتف سبحانه بذلك كله حتى أنزل في أمره الآيات الكريمة تُتلامع مرّ الجديدين بكرةً وعشيّاً، ليكون المسلمون على ذكر من هذه القضية في كل حين، وليعرفوا رُشدهم، والمرجع الذي يجب عليهم أن يأخذوا عنه معالم دينهم.

ولم يزل مثل هذه العناية لنبينا الأعظم صلى الله عليه وآله حيث استنفر أُمم الناس للحج في سنته تلك، فالتحقوا به ثباً ثباً، وكراديس كراديس، وهو صلى الله عليه وآله يعلم أنه سوف يبلّغهم في منتهى سفره نبأً عظيماً، يقام به صرح الدين، ويشاد علاليه، وتسود به أمّته الأُمم، ويدبّ ملكها بين المشرق والمغرب، لو عقلت صالحها، وأبصرت طريق رشدها(2) ولكن...

_____________________

1 - روى النسائي في إحدى طرق حديث الغدير عن زيد بن أرقم في الخصايص ص 21 وفيه: قال أبو الطفيل: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه. وصححه الذهبي كما في تاريخ ابن كثير الشامي ج 5 ص 208، وفي مناقب الخوارزمي في أحد أحاديث الغدير ص 94: ينادي رسول الله بأعلى صوته، وقال ابن الجوزي في المناقب: كان معه صلى الله عليه وآله من الصحابة ومن الأعراب وممن يسكن حول مكة والمدينة مائة وعشرون ألفا وهم الذين شهدوا معه حجة الوداع وسمعوا منه هذه المقالة.

2 - أخرج أحمد في مسنده 1 ص 109 عن زيد بن يثيع عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث: وأن تؤمروا عليا رضي الله عنه ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديّا يأخذ بكم الطريق المستقيم. وروى الخطيب البغدادي في تاريخه ج 1 ص 47 بإسناده عن حذيفة في حديث حرف صدره وزيد عليه عن النبي صلى الله عليه وآله: وإن وليتموها (الخلافة) عليّا وجدتموه هاديا مهديا يسلك بكم على الطريق المستقيم =

١٢

ولهذه الغاية بعينها لم يبرح أئمة الدين سلام الله عليهم يهتفون بهذه الواقعة، ويحتجّون بها لإمامة سلفهم الطاهر، كما لم يفتأ أمير المؤمنين صلوات الله عليه بنفسه يحتجّ بها طيلة حياته الكريمة، ويستنشد السامعين لها من الصحابة الحضور في حجّة الوداع في المنتديات ومجتمعات لفائف الناس، كل ذلك لتبقى غضَّةً طريَّةً، بالرغم من تعاور الحقب والأعوام ولذلك أمروا شيعتهم بالتعيّد في يوم الغدير والاجتماع وتبادل التهاني والبشائر، إعادةً لجدَّة هاتيك الواقعة العظيمة، كما ستمرّ عليك تفاصيل هذه الجمل في هذا الكتاب إنشاء الله تعالى، فإلى الملتقى.

وللإمامية مجتمعٌ باهرٌ يوم الغدير عند المرقد العلويّ الأقدس، يضمّ إليه رجالات القبائل ووجوه البلاد من الدانين والقاصين، إشادةً بهذا الذكر الكريم، ويروون عن أئمة دينهم ألفاظ زيارة مطنبة فيها تعداد أعلام الإمامة، وحجج الخلافة الدامغة من كتاب وسنَّة، وتبسّط في رواية حديث الغدير، فترى كل فرد من أفراد تلكم الآلاف المألّفة يلهج بها، رافعاً عقيرته، مبتهجاً بما اختصه الله من منحة الولاية والهداية إلى صراطه المستقيم، ويرى نفسه راوياً لتلك الفضيلة؛ مثبتا لها؛ يدين الله بمفادها؛ ومن لم يتح له الحظوة بالمثول في ذلك المشعر المقدّس

_____________________

= وفي رواية أبي داود: إن تستخلفوه (عليا) ولن تفعلوا ذلك يسلك بكم الطريق وتجدوه هاديا مهديا. وفي حديث أبي نعيم في الحلية ج 1 ص 64 عن حذيفة قال: قالوا: يا رسول الله ألا تستخلف عليا؟ قال: إن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم وفي لفظ آخر: وإن تؤمروا عليا ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم، وفي كنز العمال ج 6 ص 160 عن فضايل الصحابة لأبي نعيم، وفي حليته ج 1 ص 64 إن تستخلفوا عليا وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء، وأخرجه الحافظ الكنجي الشافعي في الكفاية ص 67 بهذا للفظ وبلفظ أبي نعيم الأول، وفي الكنز ج 6 ص 160 عن الطبراني وفي المستدرك للحاكم إن وليتموها عليا فهاد مهدي يقيمكم على طريق مستقيم، وروى الخطيب الخوارزمي في المناقب ص 68 مسندا عن عبد الله بن مسعود قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أصحر فتنفس الصعداء، فقلت: يا رسول الله مالك تتنفس؟ قال: يا بن مسعود نعيت إلي نفسي، فقلت: يا رسول الله استخلف، قال: من؟ قلت: أبا بكر فسكت، ثم تنفس، فقلت؟ مالي أراك تتنفس؟ قال: نعيت إلي نفسي. فقلت: استخلف يا رسول الله، قال: من؟ قلت: عمر بن الخطاب. فسكت، ثم تنفس قال فقلت: ما شأنك يا رسول الله؟ قال نعيت إلي نفسي، فقلت: يا رسول استخلف قال: من؟ قلت: علي بن أبي طالب قال: أوه ولن تفعلوا إذا أبدا، والله لئن فعلتموه ليدخلنكم الجنة، ورواه ابن كثير في البداية ج 7 ص 360 عن الحاكم أبي عبد الله النيسابوري عن أبي عبد الله محمد بن علي الآدمي عن إسحاق الصنعاني عن عبد الرزاق عن أبيه عن ابن ميناء عن عبد الله بن مسعود.

١٣

فإنّه يتلوها في نائية البلاد؛ ويومي إليه من مستقرّه؛ وليوم الغدير وظائف من صوم وصلاة ودعاء فيها هتافٌ بذكره؛ تقوم بها الشيعة في أمصارها؛ وحواضرها؛ وأوساطها؛ والقرى؛ والرساتيق فهناك تجد ما يُعَدّون بالملايين؛ أو يُقدّرون بثلث المسلمين أو نصفهم رواتاً للحديث؛ مخبتين إليه معتنقين له ديناً ونحلة.

وأمّا كتب الإماميّة في الحديث والتفسير والتاريخ وعلم الكلام فضع يدك على أيّ منها تجده مفعماً بإثبات قصَّة الغدير والاحتجاج بمؤدّاها؛ فمن مسانيد عنعنتها الرواة إلى منبثق أنوار النبوّة؛ ومراسيل أرسلها المؤلِّفون إرسال المسلّم؛ حذفوا أسانيدها لتسالم فرق المسلمين عليها.

ولا أحسب أنّ أهل السنَّة يتأخَّرون بكثير من الإمامية في إثبات هذا الحديث؛ والبخوع لصحته؛ والركون إليه؛ والتصحيح له؛ والاذعان بتواتره، أللهمّ إلّا شذّاذ تنكّبت عن الطريقة؛ وحدت بهم العصبيَّة العمياء إلى رمي القول على عواهنه، وهؤلاء لا يُمثِّلون من جامعة العلماء إلا أنفسهم، فإنّ المثبتين المحققين للشأن المتولِّعين في الفن لا تخالجهم أيّة شبهة في اعتبار أسانيدهم التي أنهوها متعاضدةً متظافرةً بل متواترة(1) إلى جماهير من الصحابة والتابعين، وإليك أسماء جملة وقفنا على الطرق المنتهية إليهم على حروف الهجاء:

رواة حديث الغدير من الصحابة

(حرف الألف)

1 - أبو هريرة الدوسي المتوفى 57/58/59، وهو ابن ثمان وسبعين عاماً * يوجد حديثه مسنداً في تاريخ الخطيب البغدادي ج 8 ص 290 بطريقين عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عنه بلفظه الآتي، وتهذيب الكمال في أسماء الرجال لأبي الحجاج المزّي، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 327، ومناقب الخوارزمي ص 130 وعدّه في كتابه مقتل الإمام

_____________________

1 - رواه أحمد بن حنبل من أربعين طريقاً؛ وابن جرير الطبري من نيف وسبعين طريقاً؛ والجزري المقري من ثمانين طريقاً؛ وابن عقدة من مائة وخمس طرق؛ وأبو سعيد السجستاني من مائة وعشرين طريقاً؛ وأبو بكر الجعابي من مائة وخمس وعشرين طريقاً؛ وفي تعليق هداية العقول ص 30 عن الأمير محمد اليمني (أحد شعراء الغدير في القرن الثاني عشر): إن له مائة وخمسين طريقاً.

١٤

السبط الشهيد سلام الله عليه ممن روى حديث الغدير من الصحابة، والجزري في أسنى المطالب ص 3، والدر المنثور للسيوطي ج 2 ص 259 عن ابن مردويه والخطيب وابن عساكر بطرقهم عنه، وتاريخ الخلفاء ص 114 نقلاً عن أبي يعلى الموصلي بطريقه عنه، وفرائد السمطين للحمويني بإسناده عن شهر بن حوشب عنه، وكنز العمال للمتقي الهندي ج 6 ص 154 بطريق ابن أبي شيبة عنه وعن اثنى عشر من الصحابة وج 6 ص 403 عن عميرة بن سعد عنه، والاستيعاب لابن عبد البرّ ج 2 ص 473، والبداية والنهاية لابن كثير الدمشقي ج 5 ص 214 نقلاً عن الحافظين أبي يعلى وابن جرير بإسنادهما عن إدريس وداود عن أبيهما يزيد عنه، وعن شهر بن حوشب عنه، وعن عميرة بن سعد عنه، وحديث الولاية لابن عقدة(1) ونخب المناقب لأبي بكر الجعابي(2) ، ونزل الأبرار ص 20 من طرق أبي يعلى الموصلي وابن أبي شيبة عنه.

2 - أبو ليلى الأنصاري يقال: إنه قتل بصفين سنة 37 * يوجد لفظه مسنداً في مناقب الخوارزمي ص 35 بالإسناد عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن والده قال قال أبي: دفع النبيّ صلى الله عليه وآله الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب ففتح الله تعالى على يده، وأوقفه يوم غدير خمّ فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة، وروى عنه حديث الغدير ابن عقدة بإسناده في حديث الولاية، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 114، والسمهودي في جواهر العقدين.

3 - أبو زينب بن عوف الأنصاري * يوجد لفظه في أُسد الغابة ج 3 ص 307 وج 5 ص 205، والإصابة ج 3 ص 408 عن الأصبغ بن نباتة، وج 4 ص 80 عن حديث الولاية لابن عقدة من طريق علي بن الحسن العبدي عن سعد الاسكاف عن الأصبغ، وذكر حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام بحديث الغدير يوم الرحبة وفي المستنشدين أبو زينب المذكور، وستقف على لفظ الحديث إنشاء الله.

4 - أبو فضالة الأنصاري من أهل بدر قتل بصفين مع علي (ع) * ممن شهد لعليّ عليه السلام بحديث الغدير يوم الرحبة في رواية أصبغ بن نباتة المرويّة في أُسد الغابة ج 3 ص 307 وج5

_____________________

1 - أخذنا طرق ابن عقدة في كتابه حديث الولاية من أسد الغابة والإصابة وطرايف السيد الأكبر السيد ابن طاوس وغيرهم.

2 - طرق الجعابي حكاها العلامة السروي في المناقب ج 1 ص 529 عن الصاحب ابن عباد عن الجعابي ونقل طرقه عن كتابه (نخب المناقب) العلامة أبو الحسن الشريف في ضياء العالمين فنحن نأخذها عنهما.

١٥

ص 205 عن حديث الولاية، وعدّه القاضي في تاريخ آل محمد ص 67 من رواة حديث الغدير.

5 - أبو قدامة الأنصاري(1) أحد المستنشدين يوم الرحبة كما في أُسد الغابة ج 5 ص 276 عن ابن عقدة بإسناده عن محمد بن كثير عن فطر وابن الجارود عن أبي الطفيل عنه لـمّا شهد لعلي (ع) يوم الرحبة، وفي حديث الولاية لابن عقدة، وجواهر العقدين للسمهودي، والإصابة في ج 4 ص 159 عن ابن عقدة في حديث الولاية من طريق محمد بن كثير عن فطر عن أبي الطفيل قال: كنّا عند عليّ (ع) فقال: اُنشد الله من شهد يوم غدير خمّ، الحديث كما يأتي وفيه: ممن شهد لعليّ (ع) به أبو قدامة الأنصاري.

6 - أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاري * روى ابن الأثير في أُسد الغابة ج 3 ص 307 حديث المناشدة وشهادته لعلي عليه السلام في الكوفة بحدث الغدير، ورواه ابن عقدة في حديث الولاية.

7 - أبو الهيثم بن التيهان قتل بصفين سنة 37 * يوجد حديثه في حديث الولاية لابن عقدة، ونخب المناقب للجعابي، وفي مقتل(2) الخوارزمي عدّه ممن روى حديث الغدير من الصحابة وفي جواهر العقدين للسمهودي عن فطر وأبي الجارود عن أبي الطفيل عنه شهادته لعلي عليه السلام بحديث الغدير يوم المناشدة، وفي تاريخ آل محمد ص 67 عدّه من رواة حديث الغدير.

8 - أبو رافع القبطي(3) مولى رسول الله صلى الله عليه وآله * روى حديثه ابن عقدة في حديث الولاية، وأبو بكر الجعابي في نخبه، وعدّه الخوارزمي في مقتله ممن روى حديث الغدير من الصحابة.

9 - أبو ذويب خويلد (أو خالد) بن خالد بن محرث الهذلي الشاعر الجاهلي الاسلامي المتوفّى في خلافة عثمان * روى الحديث عنه ابن عقدة في حديث الولاية، والخطيب الخوارزمي في الفصل الرابع من مقتل الإمام السبط سلام الله عليه.

10 - أبو بكر بن أبي قحافة التيمي المتوفّى 13 * روى عنه حديث الغدير ابن عقدة

_____________________

1 - قال ابن حجر في الإصابة ج 4 ص 159: لعله هو أبو قدامة بن سهيل بن الحارث بن جعدبة بن ثعلبة ابن سالم بن مالك بن واقف وهو سالم.

2 - نسخته موجودة عندنا.

3 - اختلف في اسمه بين إبراهيم وأسلم وهرمز وثابت وسنان ويسار وقرمان وعبد الرحمن ويزيد

١٦

بإسناده في حديث الولاية، وأبو بكر الجعابي في النخب، والمنصور الرازي في كتابه في حديث الغدير، وعدّه شمس الدين الجزري الشافعي في أسنى المطالب ص 3 ممن روى حديث الغدير من الصحابة.

11 - أُسامة بن زيد بن حارثة الكلبي المتوفّى 54 وهو ابن 75 عاماً * يوجد حديثه في حديث الولاية، ونخب المناقب.

12 - أُبيّ بن كعب الأنصاري الخزرجي سيّد القرّآء المتوفّى 30/32 وقيل غير ذلك * روى عنه الحديث أبو بكر الجعابي بإسناده في نخب المناقب.

13 - أسعد بن زرارة الأنصاري * روى ابن عقدة في حديث الولاية عن محمد بن الفضل ابن إبراهيم الأشعري عن أبيه عن المثنّى بن القاسم الحضرمي عن هلال بن أيوب الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله حديث الغدير(1) وأبو بكر الجعابي في النخب، وأبو سعيد مسعود السجستاني في كتاب الولاية(2) عن أبي الحسن أحمد بن محمد البزاز الصيني إملاءً في صفر سنة 394 قال: حدّثني أبو العباس أحمد بن سعيد الكوفي الحافظ سنة 330، وأخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن علي الشروطي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عمر بن بهتة، وأبو عبد الله الحسين بن هرون بن محمد القاضي الصيني، وأبو محمد عبد الله بن محمد الأكفاني القاضي، قالوا: أخبرنا أحمد بن محمد ابن سعيد قال: حدّثنا محمد بن الفضل بن إبراهيم الأشعري إلى آخر السند المذكور لابن عقدة، وعدّه شمس الدين الجزري في أسنى المطالب ص 4 ممن روى حديث الغدير من الصحابة.

14 - أسماء بنت عميس الخثعمية * روى عنها ابن عقدة بالإسناد في كتاب الولاية.

15 - أمّ سلمة زوجة النبيّ الطاهر صلى الله عليه وآله * أخرج ابن عقدة من طريق عمرو بن سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة عن أبيه عن جدّه عن أُم سلمة قالت: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد عليّ بغدير خمّ فرفعها حتى رأينا بياض إبطيه فقال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ثم قال: أيّها الناس؟ إني مُخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ولن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض، ورواه عنها السمهودي الشافعي في جواهر العقدين كما في ينابيع المودّة ص 40، والشيخ

_____________________

1 - راجع كتاب اليقين في الباب السابع والثلثين.

2 - حكاه عنه ابن طاوس في اليقين وابن حاتم في الدر النظيم في الأئمة اللهاميم.

١٧

أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي الشافعي في وسيلة المآل من طريق ابن عقدة باللفظ المذكور.

16 - أمّ هاني بنت أبي طالب سلام الله عليهما * قالت: رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجّته حتى نزل بغدير خمّ ثم قام خطيباً بالهاجرة فقال: أيّها الناس؟ الحديث. أخرجه عنها البزّار في مسنده، ورواه عنه السمهودي الشافعي كما ذكره القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة ص 40، وأخرجه عنها ابن عقدة في كتاب حديث الولاية بإسناده.

17 - أبو حمزة أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي خادم النبيّ صلى الله عليه وآله المتوفّى 93 * يروي الحديث عنه الخطيب البغدادي في تاريخه ج 7 ص 377، وابن قتيبة الدينوري في المعارف ص 291، وابن عقدة في حديث الولاية بإسناده عن مسلم الملائي عن أنس، وأبو بكر الجعابي في نخبه، والخطيب الخوارزمي في المقتل، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 114 بطريق الطبراني، والمتقي الهندي في كنز العمال ج 6 ص 154 و403 عن عميرة بن سعيد عنه، والبدخشي في نزل الأبرار ص 20 من طريق الطبراني والخطيب، وُعدّ من رواة حديث الغدير في أسنى المطالب للجزري ص 4.

(حرف الباء الموّحدة)

18 - براء بن عازب الأنصاري الأوسي نزيل الكوفة المتوفّى 72 * يوجد الحديث بلفظه في مسند أحمد ج 4 ص 281 بإسناده عن عفّان عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء، وبطريق آخر عن عدي عن البراء بلفظ يأتي في حديث التهنئة إنشاء الله، وسنن ابن ماجة ج 1 ص 28 و29 عن ابن جدعان عن عدي عنه قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّته التي حجّ فنزل في بعض الطريق فأمر بالصلاة جامعة فأخذ بيد علي فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلي، قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فهذا وليّ من أنا مولاه، أللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه.

وفي خصايص النسائي ص 16 عن أبي إسحاق عنه، وتاريخ الخطيب البغدادي ج 14 ص 236، وتفسير الطبري ج 3 ص 428، وتهذيب الكمال في أسماء الرجال، والكشف والبيان للثعلبي يأتي بلفظه وسنده، واستيعاب ابن عبد البر ج 2 ص 473، والرياض النضرة لمحب

١٨

الدين الطبري ج 2 ص 169 من طريق الحافظ ابن السمان، ومناقب الخطيب الخوارزمي ص 94 بالإسناد عن عدي عنه، والفصول المهمَّة لابن الصباغ المالكي ص 25 نقلاً عن الحافظ أبي بكر بن أحمد بن الحسين البيهقي والإمام أحمد بن حنبل، وذخاير العقبى للمحبّ الطبري ص 67، وكفاية الطالب للحافظ الكنجي الشافعي ص 14 عن عدي بن ثابت عنه، وتفسير الفخر الرازي ج 3 ص 636، وتفسير النيسابوري ج 6 ص 194، ونظم درر السمطين لجمال الدين الزرندي، والجامع الصغير ج 2 ص 555 من طريق أحمد وابن ماجة، ومشكاة المصابيح ص 557 ما روي من طريق أحمد عن البراء وزيد بن أرقم، وشرح ديوان أمير المؤمنين عليه السلام للميبدي بطريق أحمد، وفرايد السمطين بخمس طرق عن عدي بن ثابت عنه، وكنز العمال ج 6 ص 152 من طريق أحمد عنه وص 397 نقلاً عن سنن الحافظ ابن أبي شيبة بإسناده عنه، وفي البداية والنهاية لابن كثير ج 5 ص 209 عن عدي عنه نقلاً عن ابن ماجة، والحافظ عبد الرزاق، والحافظ أبي يعلى الموصلي، والحافظ حسن بن سفيان، والحافظ ابن جرير الطبري، وفي ج 7 ص 349 من طريق الحافظ عبد الرزاق عن معمّر عن ابن جدعان عن عدي عن البراء قال:

خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا غدير خمّ بعث منادياً ينادي فلمّا اجتمعنا قال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ألست أولى بكم من أُمهاتكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ألست أولى بكم من آبائكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ألست؟ ألست؟ ألست؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه(1) أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فقال عمر بن الخطاب: هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت اليوم وليّ كل مؤمن، وكذا رواه ابن ماجة من حديث حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد وأبي هارون العبدي عن عدي بن ثابت عن البراء، وهكذا رواه موسى بن عثمان الحضرمي عن ابن إسحاق عن البراء به. اهـ.

ورواه الحافظ أبو محمد العاصمي في زين الفتى عن أبي بكر الجلاب عن أبي أحمد الهمداني عن أبي جعفر محمد بن إبراهيم القهستاني عن أبي قريش محمد بن جمعة عن أبي يحيي المقري عن أبيه

_____________________

1 - كذا في المطبوع من البداية وفي المخطوط كما ينقل عنه في العبقات: من كنت مولاه فإن عليّا بعدي مولاه.

١٩

عن حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء بلفظ يأتي في حديث التهنئة، ويوجد حديثه في نزل الأبرار ص 19 من طريق أحمد وص 21 من طريق أبي نعيم في فضايل الصحابة عن البراء، وفي الخطط للمقريزي ج 2 ص 222 بطريق أحمد عنه، ومناقب الثلاثة من طريق أحمد والحافظ أبي بكر البيهقي عنه، وفي روح المعاني ج 2 ص 350 عنه، وتفسير المنار ج 6 ص 464 من طريق أحمد وابن ماجة عنه، وعدّه الجزري في أسنى المطالب ص 3 من رواة الحديث.

19 - بريدة بن الحصيب أبو سهل الأسلمي المتوفّى 63 * يوجد حديثه في مستدرك الحاكم ج 3 ص 110 عن محمد بن صالح بن هاني قال: ثنا أحمد بن نصر وأخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا محمد بن عبد الله العمري، ثنا محمد بن إسحق، ثنا محمد ابن يحيى وأحمد بن يوسف، قالوا: ثنا أبو نعيم ثنا ابن أبي غنية(1) عن حكم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس عنه، وفي حلية الأولياء ج 4 ص 23 بإسناده من طريق ابن عيينة المذكور، وفي الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 473 في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام، وعدّه في مقتل الخوارزمي وأسنى المطالب للجزري الشافعي ص 3 ممن روى حديث الغدير من الصحابة، وفي تاريخ الخلفاء ص 114 رواه عنه من طريق البزّار، وفي الجامع الصغير ج 2 ص 555 من طريق أحمد وفي كنز العمال ج 6 ص 397 نقلاً عن الحافظ ابن أبي شيبة وابن جرير وأبي نعيم بإسنادهم عنه، وفي مفتاح النجا ونزل الأبرار ص 20 من طريق البزّار عنه، وفي تفسير المنار ج 6 ص 464 من طريق أحمد عنه.

(حرف الثاء المثلثة)

20 - أبو سعيد ثابت بن وديعة الأنصاري الخزرجي المدني * ممن شهد لعليّ عليه السلام بحديث الغدير كما يأتي في حديث المناشدة في رواية ابن عقدة في حديث الولاية، وابن الأثير في أُسد الغابة ج 3 ص 307 وج 5 ص 205، وعُدّ في تاريخ آل محمد ص 67 ممن روى حديث الغدير.

_____________________

1 - كذا في المستدرك، وفي الحلية لأبي نعيم: ابن عيينة. وفي بعض النسخ: ابن أبي عتبة. وفي بعضها ابن عينة. ويقال: الصحيح ابن أبي غنية.

٢٠