الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب الجزء ١

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 418

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 418
المشاهدات: 88105
تحميل: 5160


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 88105 / تحميل: 5160
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب الجزء 1

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وحديث الشورى هذا أخرجه الحافظ الكبير الدارقطني، وينقل عنه بعض فصوله ابن حجر في الصواعق قال ص 75: أخرج الدارقطني إنَّ عليّاً قال للستَّة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاماً طويلاً من جملته: أُنشدكم الله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عليّ أنت قسيم الجنَّة والنار يوم القيمة غيري؟ قالوا: أللهمَّ لا، وقال ص 93: أخرج الدارقطني إنَّ عليّاً يوم الشورى احتجّ على أهلها فقال لهم: أُنشدكم بالله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله في الرحم منّي؟.

وأخرجه الحافظ الأكبر ابن عقدة قال: حدَّثنا عليُّ بن محمد بن حبيبة الكندي قال: حدَّثنا حسن بن حسين: حدَّثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني عن إسحاق عن أبي الطفيل قال: كنت في البيت يوم الشورى وسمعت عليّاً يقول. الحديث، ومنه المناشدة بحديث الغدير.

وقال الحافظ ابن عقدة أيضاً: حدَّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا الأزديُّ الصوفيُّ قال: حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القنّاد قال: حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم الأزديُّ، عن معروف بن خربوذ، وزياد بن المنذر، وسعيد بن محمد الأسلمي عن أبي الطفيل قال: لَمّا احتضر عمر بن الخطاب جعلها (الخلافة) شورى بين ستَّة بين عليِّ بن أبي طالب، وعثمان ابن عفّان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم، وعبد الله بن عمر فيمن يشاور ولا يولّى، قال أبو الطفيل: فلمَّا إجتمعوا أجلسوني على الباب أردُّ عنهم الناس فقال عليٌّ. الحديث. وفيه المناشدة بحديث الغدير(1)

وأخرجه الحافظ العقيلي(2) قال حدَّثنا محمد بن أحمد الوراجيتيُّ، حدَّثنا يحيى ابن المغيرة الرازي، حدَّثنا زافر عن رجل عن الحارث بن محمد بن أبي الطفيل قال: كنت على الباب يوم الشورى. وذكر من الحديث جملةً ضافيةً(3)

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 2 ص 61: نحن نذكر في هذا الموضع

_____________________

1 - نقله عن ابن عقدة شيخ الطايفة في أماليه ص 7 و212.

2 - أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى صاحب كتاب الضعفاء، قال الحافظ القطان: أبو جعفر ثقة جليل القدر عالم بالحديث مقدم في الحفظ توفي 322 ترجمه المذهبي في التذكرة 3 ص 52.

3 - حكاه عن العقيلي الذهبي في ميزانه ج 1 205، وابن حجر في لسانه 2 ص 157.

١٦١

ما استفاض في الروايات من مناشدة أصحاب الشورى وتعديده فضايله وخصايصه التي بان بها منهم ومن غيرهم قد روى الناس ذلك فأكثروا، والذي صحّ عندنا أنَّه لم يكن الأمر كما روي عن تلك التعديدات الطويلة ولكنّه قال لهم بعد أن بايع عبد الرحمن والحاضرون عثمان وتلكّأ هو عليه السلام عن البيعة: إنَّ لنا حقّاً إن نعطه نأخذه، وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل وإن طال السري. في كلام قد ذكره أهل السيرة وقد أوردنا بعضه فيما تقدَّم، ثمَّ قال لهم: أُنشدكم الله أفيكم أحدٌ آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين نفسه حيث آخى بين بعض المسلمين وبعض، غيري؟ فقالوا: لا، فقال: أفيكم أحدٌ قال له رسول الله: مَن كنتُ مولاه فهذا مولاه، غيري؟ فقالوا: لا.

م - وذكر شطرا منه ابن عبد البرّ في الإستيعاب 3 ص 35 هامش الإصابة مسنداً قال: حدَّثنا عبد الوارث، حدَّثنا قاسم، حدَّثنا أحمد بن زهير، قال: حدَّثنا عمرو بن حمّاد القناد قال: حدَّثنا إسحق بن إبراهيم الأزدي عن معروف بن خربوذ عن زياد بن المنذر عن سعيد بن محمد الأزدي عن أبي الطفيل ].

وقال الطبري في تفسيره 3 ص 418 في قوله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ ) . الآية: إنَّ عليَّ بن أبي طالب كان أعرف بتفسير القرآن من هؤلاء الروافض فلو كانت هذه الآية دالَّة على إمامته لإحتجَّ بها في محفل من المحافل، وليس للقوم أن يقولوا: إنَّه تركه للتقيّة فإنَّهم ينقلون عنه أنَّه تمسَّك يوم الشورى بخبر الغدير وخبر المباهلة وجميع فضايله ومناقبه ولم يتمسَّك ألبتة بهذه الآية في إثبات إمامته. ا هـ.

وأنت تعلم أنَّ الطبري في إسناد رواية الإحتجاج بحديث الغدير وغيره إلى الروافض فحسب مندفعٌ إلى ما يتحرّاه بدافع العصبيّة، فقد عرفت إسناد الخوارزمي الحنفي عن مشايخه الأئمّة الحفّاظ وهم عن مثل أبي يعلى وابن مردويه من حفّاظ الحديث وأئمّة النقل، كما أنّا أوقفناك على تصريح ابن حجر بإخراج الحافظ الدارقطني من غير غمز فيه؛ وإخراج الحافظ ابن عقدة، والحافظ العقيلي، وسمعت كلمة ابن أبي الحديد وحكمه باستفاضة حديث الإحتجاج وما صحّ منه عنده.

ومن ذلك كلّه تعرف قيمة ما جنح إليه السيوطيُّ في اللئالي المصنوعة 1 ص 187 من الحكم بوضع الحديث لمكان زافر ورجل مجهول في إسناد العقيلي، وقد أوقفناك

١٦٢

على أسانيد ليس فيها زافر ولا مجهول، وهب أنّا غاضيناه على الضعف في زافر فهل الضعف بمجرَّده يحدو إلى الحكم الباتِّ بالوضع؟ كما حسبه السيوطيُّ في جميع الموارد من لئاليه خلاف ما ذهب إليه المؤلِّفون في الموضوعات غيره، لا. وإنّما هو من ضعف الرأي وقلّة البصيرة فإنَّ أقصى ما في رواية الضعفاء عدم الإحتجاج بها وإن كان للتأييد بها مما لا بأس به، على أنّا نجد الحفّاظ الثقات المتثبِّتين في النقل ربما أخرجوا عن الضعفاء لتوفّر قراين الصحّة المحفوفة بخصوص الرواية أو بكتاب الرجل الخاص عندهم فيروونها لإعتقادهم بخروجها عن حكم الضعيف العام أو لإعتقادهم بالثقة في نقل الرجل وإن كان غير مرضيٍّ في بقيّة أعماله، راجع صحيحي البخاري ومسلم وبقيّة الصحاح والمسانيد تجدها مفعمة بالرواية عن الخوارج والنواصب، وهل ذلك إلّا للمزعمة التي ذكرناها؟ على أنَّ زافراً وثّقه أحمد وابن معين وقال أبو داود: ثقةٌ كان رجلاً صالحاً. وقال أبو حاتم: محلّه الصدق(1)

وقلّد السيوطيُّ في طعنه هذا الذهبيَّ في ميزانه حيث رأى الحديث منكراً غير صحيح وجاء بعده ابن حجر وقلّده في لسانه واتَّهم زافراً بوضعه، وقد عرف الذهبيُّ وابن حجر من عرفهما بالميزان الذي فيه ألف عين، وباللسان الذي لا يبارحه الطعن لأغراض مستهدفة، وهلّم إلى تلخيص الذهبيِّ مستدرك الحاكم تجده طعّاناً في الصحاح ممّا رُوى في فضايل آل الله، وما الحجَّة فيه إلّا عداءه المحتدم وتحيّزه إلى مَن عداهم، وحَذا حَذوه ابن حجر في تآليفه.

2 - (مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام)

أيّام عثمان بن عفّان

روى شيخ الاسلام أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين ابن الحمويه (المترجم ص 123) بإسناده في فرايد السمطين في السمط الأول في الباب الثامن والخمسين عن التابعيِّ الكبير سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت عليّاً صلوات الله عليه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان وجماعة يتحدَّثون ويتذاكرون العلم والعفَّة فذكروا قريشاً وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل مثل قوله ص: الأئمَّة

_____________________

1 - راجع تهذيب التهذيب 3 ص 304.

١٦٣

من قريش، وقوله: الناس تبعٌ لقريش وقريش أئمَّة العرب. إلى أن قال (بعد ذكر مفاخرة كل حيّ برجال قومه): وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فيهم عليُّ بن أبي طالب، وسعد ابن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير، والمقداد، وهاشم بن عتبة، وابن عمر، والحسن، والحسين، وابن عباس، ومحمد بن أبي بكر، وعبد الله بن جعفر، ومن الأنصار أُبيُّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو أيّوب الأنصاري، وأبو الهيثم بن التيهان، ومحمد بن سلمة، وقيس بن سعد بن عبادة، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن أبي أوفى، وأبو ليلى ومعه ابنه عبد الرحمن قاعدٌ بجنبه غلامٌ صبيح الوجه أمرد، فجاء أبو الحسن البصري ومعه الحسن البصري غلامٌ أمرد صبيح الوجه معتدل القامة، قال: فجعلت أنظر إليه وإلى عبد الرحمن بن أبي ليلى فلا أدري أيّهما أجمل غير أنَّ الحسن أعظمهما وأطولهما، فأكثر القوم، وذلك من بُكرة إلى حين الزوال وعثمان في داره لا يعلم بشيء مما هم فيه، وعليُّ بن أبي طالب عليه السلام ساكت لا ينطق ولا أحدٌ من أهل بيته، فأقبل القوم عليه فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلّم؟ فقال: ما من الحيّين إلّا وقد ذكر فضلاً وقال حقّاً فأنا أسألكم يا معشر قريش والأنصار بمن أعطاكم الله هذا الفضل بأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أم بغيركم؟ قالوا: بل أعطانا الله ومنّ به علينا بمحمَّد صلّى الله عليه وسلم وعشيرته لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا، قال: صدقتم يا معشر قريش والأنصار ألستم تعلمون؟ إنَّ الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منّا أهل البيت خاصَّة دون غيرهم وإنَّ ابن عمّي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وإنّي أهل بيتي كنّا نوراً يسعى بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله عزَّ وجلَّ آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة، فلمَّا خلق الله تعالى آدم عليه السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض، ثمّ حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام، ثمّ قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السلام، ثمّ لم يزل الله عزَّ وجلَّ ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة من الآباء والأمَّهات لم يلق منهم على سفاح قطٌّ. فقال أهل السابقة والقدمة وأهل بدر وأهل أُحد: نعم قد سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ قال: أُنشدكم الله؟ إنَّ الله عزَّ وجلَّ فضَّل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية، وإنّي لم يسبقني إلى الله عزَّ وجلَّ وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدٌ من أهل الأُمَّة قالوا: أللهمِّ نعم قال: فأُنشدكم الله؟ أتعلمون حيث نزلت والسابقون الأوَّلون من

١٦٤

المهاجرين والأنصار، والسابقون السابقون أولئك المقرَّبون؟ سُئل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعليُّ بن أبي طالب وصيّي أفضل الأوصياء: ثمّ قالوا: أللهمَّ نعم. قال فأُنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت يا أيّها الَّذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم؟ وحيث نزلت لم تتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة؟ قال الناس: يا رسول الله أخاصَّة في بعض المؤمنين؟ أم عامَّة لجميعهم؟ فأمر الله عزَّ وجلَّ نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يعلمهم ولاة أمرهم، وأن يُفسِّر لهم من الولاية ما فسَّر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجِّهم، وينصبني للناس بعد غدير خمّ ثمّ خطب وقال: أيّها الناس؟ إنَّ الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أنَّ الناس مكذِّبي فأوعدني لأُبلّغها أو ليعذِّبني ثمّ أمر فنودي بالصلاة جامعة ثمّ خطب فقال: أيّها الناس أتعلمون أنَّ الله عزَّ وجلَّ مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: قم يا عليُّ. فقمت فقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. فقام سليمان فقال: يا رسول الله ولاءٌ كماذا؟ فقال: ولاءٌ كولاي مَن كنت أولى به من نفسه. فأنزل الله تعالى ذكره:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية. فكبَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: الله أكبر تمام نبوَّتي وتمام دين الله ولاية عليّ بعدي فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله هؤلاء الآيات خاصَّة في عليٍّ عليه السلام. قال: بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة. قالا: يا رسول الله بينهم لنا. قال: عليٌّ أخي ووزيري ووارثي ووصيّي وخليفتي في أُمَّتي ووليُّ كل مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد إبني الحسين واحدٌ بعد واحد، القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا عليَّ الحوض. فقالوا كلّهم: أللهمَّ نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت. وقال بعضهم: قد حفظنا جلَّ ما قلت لم نحفظ كلّه وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا. فقال عليٌّ عليه السلام: صدقتم ليس كلّ الناس يستوون في الحفظ، اُنشد الله عزَّ وجلَّ من حفظ ذلك مَن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمّا قام فأخبر به؟ فقام زيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمّار، فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول رسول الله وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول: أيّها الناس؟ إنَّ الله عزَّ وجلَّ أمر أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيِّي وخليفتي والّذي فرض الله عزَّ

١٦٥

وجلَّ على المؤمنين في كتابه طاعته فقَّرب بطاعته طاعتي وأمركم بولايته، وأني راجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لأُبلّغها أو ليعذِّبني، يا أيّها الناس؟ إنَّ الله أمركم في كتابه الصَّلاة(1) فقد بينها لكم والزكاة والصوم والحجّ فبيّنها لكم وفسَّرتها وأمركم بالولاية، وإني أُشهدكم أنَّها لهذا خاصّة، ووضع يده على عليِّ بن أبي طالب، قال: ثمّ لإبنه بعده ثمّ للأوصياء من بعدهم من ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتى يردوا عليَّ حوضي، أيّها الناس؟ قد بيّنت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم ووليّكم وهاديكم وهو أخي عليّ بن أبي طالب، وهو فيكم بمنزلتي فيكم، فقلّدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم، فإنّ عنده جميع ما علّمني الله من علمه وحكمته فسلوه وتعلّموا منه ومن أوصيائه بعده ولا تعلّموهم ولا تتقدّموهم ولا تخلفوا عليهم فإنَّهم مع الحقِّ والحقُّ معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم، ثمّ جلسوا. الحديث.

هذا لفظ الحمويني وفي كتاب سليم نفسه اختلاف يسير وزيادات. ويأتيك كلامنا حول سليم وكتابه.

3 - (مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام)

يوم الرحبة سنة 35(2)

إنَّ أمير المؤمنين عليه السلام لَمّا بلغه إتِّهام الناس له فيما كان يرويه من تقديم رسول الله صلّى الله عليه وآله إيّاه على غيره، ونوزع في خلافته حضر في مجتمع الناس بالرحبة في الكوفة واستنشدهم بحديث الغدير، ردّاً على مَن نازعه فيها، وقد بلغ الإهتمام بهذه المناشدة إلى أن رواها غير يسير من التابعين وتظافرت إليها الأسانيد في كتب العلماء ونحن وقفنا على رواية أربعة صحابيين، وأربعة عشر تابعيّاً(3) فإلى المتقى:

1 - أبو سليمان المؤذِّن (المترجم ص 62) * قال ابن أبي الحديد في شرح نهج

_____________________

1 - كذا في النسخة والظاهر بالصلاة.

2 - وقع النص بها في حديث أبي الطفيل الآتي، وفي رواية يعلى بن مرة أن علياً لما قدم الكوفة نشد الناس، ومعلوم أن أمير المؤمنين عليه السلام قدمها سنة 35.

3 - كثير من طرق هذه المناشدة صحيح رجاله ثقات.

١٦٦

البلاغة 1 ص 362: روى أبو إسرائيل(1) عن الحكم(2) عن أبي سليمان المؤذِّن (هذا سند أحمد الآتي) إنَّ عليّاً عليه السلام نشد الناس مَن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه؟ فشهد له قومٌ وأمسك زيد بن أرقم فلم يشهد وكان يعلمها فدعا عليٌّ عليه السلام عليه بذهاب البصر فعمى فكان يُحدِّث الناس بالحديث بعد ما كُفَّ بصره. ويأتي ص 155 بطرق أخرى عنه عن زيد بن أرقم، ولعلّ هذا من ذلك وفيه سقط.

2 - أبو القاسم أصبغ بن نباتة (المترجم ص 62) * روى ابن الأثير في أُسد الغابة ج 3 ص 307 وج 5 ص 205 عن الحافظ ابن عقدة عن محمد بن إسماعيل بن إسحاق الراشدي، حدَّثنا محمد بن خلف النميري، حدَّثنا عليُّ بن الحسن العبدي عن الأصبغ قال، نشد عليُّ الناس في الرحبة من سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يوم غدير خمّ ما قال إلّا قام؟ ولا يقوم إلّا من سمع رسول الله يقول، فقام بضعة عشر رجلاً فيهم أبو أيّوب الأنصاريُّ، وأبو عمرة بن عمرو بن محصن، وأبو زينب (ابن عوف الأنصاريُّ) وسهل بن حنيف، وخزيمة بن ثابت، وعبد الله بن ثابت الأنصاريُّ، وحُبشي بن جنادة الصلوليُّ، وعُبيد بن عازب الأنصاريُّ، والنعمان بن عجلان الأنصاريُّ، وثابت بن وديعة الأنصاريُّ، وأبو فضالة الأنصاريُّ، وعبد الرحمن بن عبد ربّ الأنصاريُّ، فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا مَن كنت مولا فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وأحبَّ مَن أحبَّه وأبغض مَن أبغضه، وأعن مَن أعانه.

وفي أُسد الغابة عن الأصبغ بن نباتة قال: نشد عليٌّ الناس من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يوم غدير خمّ ما قال إلّا قام؟ فقام بضعة عشر فيهم أبو أيّوب الأنصاريُّ، وأبو زينب فقالوا: نشهد إنّا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ بيدك يوم غدير خمّ فرفعها فقال: ألستم تشهدون أني بلّغت ونصحت؟ قال: ألا إنَّ الله عزَّ وجلَّ وليّي وأنا وليُّ المؤمنين فمن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وأحبَّ مَن أحبَّه، وأعن مَن أعانه، وأبغض مَن أبغضه. أخرجه أبو موسى.

ورواه ابن حجر العسقلاني في الإصابة ج 2 ص 408 من طريق ابن عقدة عن الأصبغ

_____________________

1 - إسماعيل بن خليفة الملائي المتوفّى 169 وثّقه الحافظ الهيثمي في مجمعه وصحح حديثه.

2 - هو ابن عتيبة الثقة المترجم ص 63.

١٦٧

قال: لَمّا نشد عليُّ الناس في الرحبة مَن سمع؟ فقام بضعة عشر رجلاً منهم: أبو أيّوب وأبو زينب، وعبد الرحمن بن عبد ربّ، فقالوا: نشهد إنّا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأخذ بيدك يوم غدير خمّ فرفعها فقال: ألستم تشهدون إنّي قد بلّغت؟ قالوا: نشهد. قال فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.

ورواه في الإصابة 4 ص 80 وقال: قال أبو موسى: ذكره أبو العباس ابن عقدة في كتاب الموالاة من طريق عليِّ بن الحسن العبديِّ عن سعد هو الاسكاف عن الأصبغ بن نباتة قال: نشد عليٌّ الناس في الرحبة مَن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يوم غدير خمّ ما قال: إلّا قام؟ فقام بضعة عشر رجلاً منهم أبو أيّوب، وأبو زينب بن عوف، فقالوا: نشهد إنّا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وأخذ بيدك يوم غدير خمّ فرفعها فقال: ألستم تشهدون أنّي قد بلّغت؟ قالوا: نشهد. قال: فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.

3 - حَبَّة بن جوين العرني أبو قُدّامة البجليُّ الصحابيُّ المتوفّى 76 / 79 * روى الحافظ ابن المغازلي الشافعيّ في المناقب عن أبي طالب محمد بن أحمد بن عثمان عن أبي عيسى الحافظ يرفعه إلى حبَّة العرني يذكر يوم الغدير واستنشاد عليٍّ به فقال: فقام اثنا عشر رجلاً من أهل بدر منهم: زيد بن أرقم فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خمّ: مَن كنت مولاه فعليُّ مولاه. الحديث.

ومرّ ص 23 عن الدولابيِّ بإسناده عن أبي قدّامة قال: نشد الناسَ عليٌّ في الرحبة فقام بضعة عشر رجلاً فيهم رجلٌ عليه جبّةٌ عليها إزارٌ حضرميَّةٌ فشهدوا. الحديث.

4 - زاذان بن عمر (المترجم ص 64) أخرج أحمد إمام الحنابلة في مسنده 1 ص 84 قال: ثنا ابن نمير ثنا عبد الملك عن أبي عبد الرحيم الكندي عن زاذان بن عمر قال: سمعت علياً في الرحبة وهو ينشد الناس من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خمّ وهو يقول ما قام؟ فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنَّهم وسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.

ورواه عن زاذان الحافظ الهيثميّ في مجمع الزوايد 9 ص 107 من طريق أحمد باللفظ المذكور، وأبو الفرج ابن الجوزي في صفة الصفوة 1 ص 121، وأبو سالم محمد بن طلحة الشافعيُّ في مطالب السئول ص 54 (ط سنة 1302) وابن كثير الشاميُّ في البداية والنهاية

١٦٨

5 ص 210 وج 7 ص 348 من طريق أحمد، وسبط ابن الجوزي في تذكرته ص 17، والسيوطيُّ في جمع الجوامع نقلاً عن أحمد، وابن أبي عاصم في السنَّة كما في كنز العمال 6 ص 407.

5 - زِرّ بن حُبيش الأسدي (المترجم ص 64) * قال الحافظ أبو عبد الله الزرقاني المالكي في شرح المواهب 7 ص 13، أخرج ابن عقدة عن زرّ بن حُبيش قال: قال عليٌّ: مَن ههنا من أصحاب محمد؟ فقام اثنا عشر رجلاً فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.

6 - زياد بن أبي زياد (المترجم ص 64) * أخرج أحمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 88 قال: ثنا محمد بن عبد الله ثنا الربيع يعني ابن أبي صالح الأسلمي، حدَّثنا زياد بن أبي زياد: سمعت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ينشد الناس فقال: اُنشد الله رجلاً مسلماً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خمّ ما قال؟ قال: فقام اثنا عشر بدرياًّ فشهدوا.

ورواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد 9 ص 106 من طريق أحمد وقال: رجاله ثقات: وابن كثير في البداية 7 ص 348 عن أحمد، والحافظ محبُّ الدين الطبري في الرياض النضرة 2 ص 170، وذخاير العقبى ص 67.

7 - زيد بن أرقم الأنصاريُّ الصحابيُّ * أخرج أحمد عن أسود بن عامر عن أبي إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان عن زيد بن أرقم قال: نشد عليٌّ الناس فقال: اُنشد الله رجلاً سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه؟ فقام اثنا عشر رجلاً بدريّاً فشهدوا بذلك وكنت فيمن كتم فذهب بصري.

وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوايد 9 ص 106 عن أحمد والطبراني في الكبير باللفظ المذكور ووثَّق رجاله وقال: وفي رواية عنده: وكان عليٌّ دعا على مَن كتم، ورواه ابن المغازلي في المناقب عن أبي الحسين عليُّ بن عمر بن عبد الله بن شوذب عن أبيه عن محمد بن الحسين الزعفراني عن أحمد بن يحيى بن عبد الحميد عن أبي إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان عن زيد باللفظ المذكور، وفيه: وكنت ممن كتم فذهب الله ببصري وكان عليٌّ كرَّم الله وجهه دعا على مَن كتم(1) ورواه الشيخ إبراهيم الوصّابي في الإكتفاء باللفظ

_____________________

1 - ينقل عنه ابن بطريق في العمدة ص 52.

١٦٩

المذكور عن الطبراني في المعجم الكبير.

وروى الحافظ محبُّ الدين الطبري في ذخاير العقبي ص 67 عن زيد أنَّه قال: نشد عليٌّ الناس فقال: اُنشد الله رجلاً سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خمّ: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه؟ فقام ستَّة عشر رجلاً فشهدوا بذلك، وبهذا اللفظ رواه الهيثمي في مجمعه ص 107 من طريق أحمد، ورواه السيوطيُّ في جمع الجوامع كما في كنز العمال 6 ص 403 نقلاً عن المعجم الأوسط للطبراني، وفيه: فقام اثني عشر رجلاً فشهدوا بذلك.

وأخرج الحافظ محمد بن عبد الله (المترجم ص 104) في فوائده (الموجودة في مكتبة الحرم الإلهي) قال: حدَّثنا محمد بن سليمان بن الحرث ثنا عبيد الله بن موسى ثنا أبو إسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سليمان المؤذِّن عن زيد: أنّ عليّاً انتشد الناس مَن سمع رسول الله يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه؟ فقام ستَّة عشر رجلاً فشهدوا بذلك وكنت فيهم(1) وحكاه عنه ابن كثير في البداية والنهاية ج 7 ص 346.

8 - زيد بن يُثيع (المترجم ص 64) * أخرج أحمد بن حنبل في المسند 1 ص 118 قال: حدَّثنا عليُّ بن حكيم الأودي أنبأنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وزيد بن يُثيع قالا: نشد عليٌّ الناس في الرحبة مَن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خمّ إلّا قام؟ قال: فقام من قِبَل سعد ستَّة، ومن قِبَل زيد ستَّة، فشهدوا أنَّهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعليّ يوم غدير خمّ أليس رسول الله أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى. قال: أللهمَّ مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. ورواه من طريق أحمد بهذا اللفظ ابن كثير في البداية والنهاية 5 ص 210، والكنجيُّ الشافعيُّ في كفاية الطالب ص 17، والجزري في أسنى المطالب ص 4.

وروى النسائي في الخصايص ص 22 عن القاضي عليِّ بن محمد بن عليّ عن خلف

_____________________

1 - المراد من قوله: وكنت فيهم، إنه كان في المخاطبين المقصودين بالمناشدة لا في الشهود منهم لما مرّ عن زيد نفسه من إنه كان ممن كتم وإن من جراء ذلك ذهب بصره، فما يؤثر عنه من روايته للحديث فهو بعد إصابة الدعوة كما سيأتي تفصيله، أو قبل أن تخالجه الهواجس المردية.

١٧٠

(ابن تميم) عن شعبة عن أبي إسحاق عن سعيد وزيد. وفي ص 23 عن أبي داود (سليمان الحرّاني) عن عمران (المتوفى 205) ابن أبان عن شريك عن أبي إسحاق عن زيد قال: سمعت عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول على منبر الكوفة: إنّي اُنشد الله رجلاً ولا يشهد إلّا أصحاب محمد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خمّ يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه؟ فقام ستَّة من جانب المنبر الآخر(1) فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ذلك. قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: هل سمعت البراء بن عازب يحدِّث بهذا عن رسول الله؟ قال: نعم.

وأخرج ابن جرير الطبري عن أحمد بن منصور بن عبيد الله بن موسى عن فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وزيد بن يُثيع وعمرو ذي مرّ أنَّ عليّاً أنشد الناس بالكوفة. وذكر الحديث. حكاه عن ابن جرير ابن كثير في تاريخه 5 ص 210.

وأخرجه الحافظ ابن عقدة عن الحسن بن عليِّ بن عفّان العامري عن عبيد الله بن موسى عن فطر عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرَّة وسعيد بن وهب وزيد بن يُثيع قالوا: سمعنا عليّاً يقول في الرحبة، فذكر الحديث وفيه: فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنَّ رسول الله قال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وأحبَّ مَن أحبَّه، وأبغض مَن أبغضه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله. قال أبو إسحاق حين فرغ من هذا الحديث: يا أبا بكر أيّ أشياخ هم؟ رواه عن ابن عقدة، ابن كثير في تاريخه 7 ص 347.

ورواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد 9 ص 105 من طريق البزّار وقال: رجاله رجال الصحيح غير فطر وهو ثقة؛ وفي ص 107 رواه من طريق البزّار وعبد الله بن أحمد رواه السيوطي في جمع الجوامع كما في كنز العمال 6 ص 403 عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مرّ وسعيد بن وهب وزيد بن يُثيع نقلاً عن الحفّاظ: البزّار، وابن جرير، والخلعي في الخليعيّات، ثمّ قال: قال الهيثمي: رجالُ إسناده ثقاتٌ. ولفظهم:

قالوا: سمعنا عليّاً يقول نشدت الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خمّ ما قال لَمّا قام؟ فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألست أولى

_____________________

1 - فيه سقط ولعله كذا: فقام ستة من جانب المنبر وستة من جانبه الآخر.

١٧١

بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فأخذ بيد عليّ وقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وأحبَّ مّن أحبَّه، وأبغض مَن أبغضه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله. وذكره الشيخ يوسف النبهاني في الشرف المؤبِّد ص 113 من طريق ابن أبي شيبة عن زيد بن يُثيع.

9 - سعيد بن أبي حدّان «المترجم ص 65» * روى شيخ الاسلام الحمويني في فرايد السمطين في الباب العاشر قال: أخبرنا الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه قلت له: أخبرك القاضي محمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الخزستاني إجازةً قال: أنبأ أبو عبد الله محمد بن الفضل العراوي إجازةً قال: أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ قال: أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين القاضي قال: أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دنعيم قال: أنبأ أحمد بن حازم بن عزيزة قال: أنبأ أبو غسان «مالك» قال: أنبأ فضيل بن مرزوق عن أبي إسحاق عن سعيد بن أبي حدّان وعمرو ذي مرّ قالا: قال علي: اُنشد الله ولا اُنشد إلّا أصحاب رسول الله سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خمّ؟ قال فقام اثني عشر رجلاً ستّة من قِبَل سعيد وستّة من قِبَل عمرو ذي مرّ فشهدوا: أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(1) أللهم وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه: وانصر مَن نصره، وأحبَّ مَن أحبَّه، وأبغض مَن أبغضه.

10 - سعيد بن وهب «المترجم ص 65» * أخرج ابن حنبل في مسنده 1 ص 118 عن عليّ بن حكيم الأودي عن شريك عن أبي إسحاق عن سعيد وزيد بن يُثيع بلفظ أسلفناه ص 156، وروى في ج 5 ص 366 عن محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت سعيد بن وهب قال: نشد عليٌّ الناس؟ فقام خمسة أو ستّة من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم وشهدوا: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.

وروى النسائي في الخصايص ص 26 عن الحسين بن حريث المروزي قال: أخبرنا الفضل بن موسى عن الأعمش «سليمان» عن أبي إسحاق «عمرو» عن سعيد قال: قال عليٌّ كرَّم الله وجهه في الرحبة: اُنشد بالله مَن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خمّ يقول: إنَّ الله ورسوله وليُّ المؤمنين، ومَن كنت وليَّه فهذا وليّه، أللهمَّ وال مَن

_____________________

1 - كذا لفظه في النسخة ولا يخفى عليك ما فيه من السقط.

١٧٢

والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره؟ قال: فقال سعد: قام إلى جنبي ستَّة، وقال زيد بن يُثيع: قام عندي ستَّة، وقال عمرو ذي مرّ: أحبَّ مَن أحبَّه، وأبغض مَن أبغضه. وساق الحديث، رواه إسرائيل عن إسحاق عن عمرو ذي مرّ. ورواه ص 40 عن يوسف بن عيسى عن الفضل بن موسى عن الأعمش إلى آخر السند واللفظ.

وقال في الخصايص ص 22: أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدّثنا محمد (بن جعفر غندر) قال: حدَّثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: حدَّثني سعيد بن وهب قال: قام خمسة أو ستَّة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدوا: أنَّ رسول صلى الله عليه وسلم قال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه.

وأخرج العلامة العاصمي في زين الفتى عن أبي بكر الجلاب عن أبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي عن أبي أحمد ابن مُنَّة النيسابوريُّ عن أبي جعفر الحضرميِّ عن عليِّ بن سعيد الكنديِّ عن جرير بن السريِّ الهمدانيِّ عن سعيد قال: نشد أمير المؤمنين كرّم الله وجهه الناس بالرحبة فقال: اُنشد الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه؟ فقام اثنا عشر رجلاً فشهدوا.

وروى ابن الأثير في أُسد الغابة 3 ص 321 عن أبي العباس ابن عقدة من طريق موسى بن النضر عن أبي غيلان سعد بن طالب عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب، وعمرو ذي مرّ، وزيد بن يُثيع، وهاني بن هاني، وقال أبو إسحاق: وحدَّثني من لا أُحصي أنَّ عليّاً نشد الناس في الرحبة مَن سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه؟ فقام نفرٌ فشهدوا أنَّهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتم قومٌ فما خرجوا من الدنيا حتى عموا وأصابتهم آفة، منهم: يزيد بن وديعة، وعبد الرحمن ابن مدلج. أخرجه أبو موسى.

وحديث ابن عقدة هذا ذكره ابن حجر في الإصابة 2 ص 421 قال في ترجمة عبد الرحمن بن مدلج: ذكره أبو العباس ابن عقدة في كتاب الموالاة، وأخرج من طريق موسى بن النضر بن الربيع الحمصي، حدَّثني سعد بن طالب أبو غيلان، حدَّثني أبو إسحاق، حدَّثني من لا أُحصي إنَّ علياً نشد الناس في الرحبة مَن سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه؟ فقام نفرٌ منهم عبد الرحمن بن مدلج فشهدوا أنَّهم سمعوا إذ ذاك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخرجه ابن شاهين عن ابن عقدة واستدركه أبو موسى.

١٧٣

وأنت ترى كيف لعب ابن حجر بالحديث سنداً ومتناً فقلّبه ظهراً لبطن بإسقاط أسماء رُواته الأربعة المذكورين فيه، وحذف قصَّة الكاتمين وإصابة الدعوة عليهم، وعَدِّ عبد الرحمن بن مدلج الكاتم للحديث راوياً له، وعدم ذكر يزيد بن وديعة رأساً (حيَّا الله الأمانة في النقل) وكم لابن حجر نظير ذلك في خصوص الإصابة.

ورواه الحافظ الهيثميُّ في مجمع الزوايد 9 ص 104 من طريق أحمد وقال: رجاله رجال الصحيح غير فطر وهو ثقةٌ، وابن كثير في تاريخه 5 ص 209 نقلاً عن أحمد بطريقيه والنسائي، ومن طريق ابن جرير عن أحمد بن منصور عن عبد الرزاق عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد وعبد خير، وفي ج 7 ص 347 من طريق ابن عقدة بسند أسلفناه في زيد بن يُثيع، ومن طريق الحافظ عبد الرزاق عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد، ومن طريق أحمد عن محمد «غندر» عن شعبة عن أبي إسحاق عنه، والخوارزمي في المناقب ص 94 بإسناده إلى الحافظ عبد الرزّاق عن إسرائيل عن أبي إسحاق عنه وعن عبد خير أنهما قالا: سمعنا عليّاً برحبة الكوفة يقول: اُنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه؟ قال: فقام عدَّةٌ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم فشهدوا جميعاً أنَّهم سمعوا رسول الله يقول ذلك. وهناك طرقٌ أُخرى مرَّت في زيد بن يُثيع.

11 - أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثيُّ الصحابيُّ المتوفّى 100 / 2 / 8 / 10 * روى أحمد في مسنده 4 ص 370 عن حسين بن محمد وأبي نعيم المعنى قالا: ثنا فطر عن أبي الطفيل قال: جمع عليٌّ رضي الله عنه الناس في الرحبة ثمّ قال لهم: اُنشد الله كلّ امرء مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خمّ ما سمع لَمّا قام؟ فقام ثلاثون من الناس. وقال أبو نعيم: (المترجم ص 85) فقام ناسٌ كثيرٌ فشهدوا حين أخذه بيده فقال للناس: أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله؟ قال مَن كنت مولاه فهذا مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. قال: فخرجت وكأنَّ في نفسي(1) شيئاً فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إنّي سمعت عليّاً رضي الله عنه تعالى يقول: كذا وكذا. قال: فما تنكر؟ قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ذلك. وحكاه عن أحمد سنداً ومتناً الحافظ الهيثمي في مجمعه 9 ص 104 ثمّ قال: رجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقةٌ.

_____________________

1 - في الرياض لمحبُّ الدين الطبري: فخرجت وفي نفسي من ريبة شيء.

١٧٤

وأخرجه النسائي في الخصايص ص 17 قال: أخبرني هارون بن عبد الله البغدادي الحمّال قال: حدَّثنا مصعب بن المقدام قال: حدَّثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل. وعن أبي داود قال: حدّثنا محمد بن سليمان عن فطر عن أبي الطفيل باللفظ المذكور. ورواه باللفظ المذكور أبو محمد أحمد بن محمد العاصمي في زين الفتى عن شيخه ابن الجلاب عن أبي أحمد الهمداني عن أبي عبد الله محمد الصفار عن أحمد بن مهران عن علي بن قادم عن فطر عن أبي الطفيل. وعن شيخه محمد بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن علي الهمداني عن محمد ابن عبد الله عن أحمد بن محمد اللبّاد عن أبي نعيم عن فطر عن أبي الطفيل. وبهذا اللفظ رواه الكنجي في كفايته ص 13 عن شيخه يحيى بن أبي المعالي محمد بن علي القرشي عن أبي علي حنبل بن عبد الله البغدادي عن أبي القاسم بن الحصين عن أبي علي ابن المذهب عن أبي بكر القطيعي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه. إلى آخر سند أحمد. وباللفظ المذكور رواه محبُّ الدين الطبري في الرياض النضرة 2 ص 169 وفي آخره قلت لفطر يعني الذي روى عنه الحديث: كم بين القول وبين موته؟ قال: مائة يوم. أخرجه أبو حاتم وقال: يريد موت عليِّ بن أبي طالب(1) ومن طريق أحمد ولفظه رواه ابن كثير في البداية 5 ص 211، والبدخشي في نزل الأبرار ص 20.

وروى ابن الأثير في أُسد الغاية 5 ص 276 عن شيخه أبي موسى عن الشريف أبي محمد حمزة العلوي عن أحمد الباطرقاني عن أبي مسلم بن شهدل عن أبي العباس ابن عقدة عن محمد الأشعري عن رجا بن عبد الله عن محمد بن كثير عن فطر وابن الجارود عن أبي الطفيل قال: كنّا عند عليٍّ رضي الله عنه فقال: اُنشد الله تعالى مَن شهد يوم غدير خمّ إلّا قام؟ فقام سبعة عشر رجلاً منهم: أبو قدّامة الأنصاري فقالوا: نشهد أنّا أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجّة الوداع حتى إذا كان الظهر خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بشجرات فشددن واُلقي عليهنّ ثوبٌ ثمَّ نادى الصلاة فخرجنا فصلّينا ثمَّ قام فحمد الله وأثنى عليه

_____________________

1 - وفي لفظ العاصمي: كم بين قول رسول الله إلى وفاته. وهذا التقدير لا يلائم أيا من وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه، أما الثاني فلان المناشدة كانت في أوليات خلافته الصورية سنة 35 وقد عاش بعدها ما يقرب من خمسة أعوام، وأما رسول الله صلّى الله عليه وآله فتوفي بعد يوم الغدير بسبعين يوماً، لكنه إلى التقريب أقرب.

١٧٥

ثمّ قال: يا أيّها الناس؟ أتعلمون أن الله عزَّ وجلَّ مولاي وأنا مولى المؤمنين وإنيِّ أولى بكم من أنفسكم؟ يقول ذلك مراراً. قلنا: نعم، وهو آخذٌ بيدك يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. ثلاث مرّات: أخرجه أبو موسى، ورواه من طريق ابن عقدة عن كتابه «الموالاة في حديث الغدير» ابن حجر في الإصابة 4 ص 159.

وروى السيّد نور الدين السمهودي في «جواهر العقدين» نقلاً عن الحافظ أبي نعيم الإصبهاني في حلية الأولياء عن أبي الطفيل قال: إنَّ عليّاً رضي الله عنه قام فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: اُنشد الله من شهد يوم غدير خمّ إلّا قام؟ ولا يقوم رجلٌ يقول: إنّي نُبِّأت أو بلغني إلّا رجلٌ سمعت أذناه ووعاه قلبه. فقام سبعة عشر رجلاً منهم: خزيمة بن ثابت، وسهل بن سعد، وعديُّ بن حاتم، وعقبة بن عامر، وأبو أيّوب الأنصاري، وأبو سعيد الخدري، وأبو شريح الخزاعي، وأبو قدّامة الأنصاري، وأبو ليلى(1) وأبو الهيثم بن التيهان، ورجالٌ من قريش، فقال عليُّ رضي الله عنه وعنهم: هاتوا ما سمعتم. فقالوا: نشهد أنّا أقبلنا مع رسول صلى الله عليه وسلم من حجّة الوداع حتى إذا كان الظهر خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بشجرات فشذبن وأُلقي عليهن ثوبٌ ثمّ نادى بالصلاة فخرجنا فصلّينا ثمّ قام فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أيّها الناس؟ ما أنتم قائلون؟ قالوا: قد بلّغت. قال: أللهمَّ اشهد. ثلاث مرّات قال: إنّي أوشك أن أُدعى فأُجيب وإنّي مسؤولٌ وأنتم مسئولون ثمَّ قال: أيّها الناس؟ إنّي تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا فانظروا كيف تخلِّفون فيهما وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض نبّأني بذلك اللطيف الخبير. ثمَّ قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، ألستم تعلمون أنّي أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى ذلك. ثلاثاً، ثمَّ أخذ بيدك يا أمير المؤمنين فرفعها وقال: مَن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه: أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. فقال عليٌ: صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين. وحكاه عن السمهودي صاحب ينابيع المودّة ص 38، وذكره بهذا اللفظ عن أبي الطفيل الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي الشافعيُّ في [ وسيلة المآل في عدِّ مناقب الآل ].

_____________________

1 - في ينابيع المودّة. أبو يعلى. وهو شداد بن أوس المتوفّى 58.

١٧٦

12 - أبو عمارة عبد خير بن يزيد الهمدانيُّ الكوفيُّ (المترجم ص 67) * أخرج الخوارزمي في المناقب ص 94 بإسناده عن الحافظ أحمد بن الحسين البيهقي قال: أخبرني أبو محمد عبد الله بن يحيى بن هارون بن عبد الجبار السكري ببغداد، أخبرني إسماعيل بن محمد الصفّار، حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدَّثني عبد الرزّاق، حدَّثني إسرائيل عن أبي إسحاق قال: حدَّثني سعيد بن وهب وعبد خير، إلى آخر ما مرّ ص 174 ومرّ هناك عن ابن كثير من طريق ابن جرير عن سعيد وعبد خير، راجع.

13 - عبد الرحمن بن أبي ليلى (المترجم ص 67) أخرج أحمد بن حنبل في مسنده 1 ص 119 عن عبيد الله بن عمر القواريري ثنا يونس بن أرقم عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت عليّاً رضي الله عنه في الرحبة ينشد الناس اُنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خمّ: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. لَمّا قام فشهد؟ قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريّاً كأنيِّ أنظر إلى أحدهم(1) فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خمّ: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أُمَّهاتهم؟ فقلنا: بلى يا رسول الله؟ قال: فمَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه.

وأخرج أيضاً ص 119 عن أحمد بن عمر الوكيعي ثنا زيد بن الحباب ثنا الوليد بن عقبة بن نزار العبسي حدَّثني سماك بن عبيد بن الوليد العبسي قال: دخلت على عبد الرحمن ابن أبي ليلى فحدّثني: أنه شهد عليّاً رضي الله عنه في الرحبة قال: اُنشد الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهده يوم غدير خمّ إلّا قام؟ ولا يقوم إلّا مَن قد رآه. فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول: أللهمَّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله. فقام إلّا ثلاثة لم يقوموا فدعا عليهم فأصابتهم دعوته.

وروى أحمد بن محمد العاصمي في زين الفتى عن الشيخ الزاهد أبي عبد الله أحمد ابن المهاجر عن الشيخ الزاهد أبي علي الهروي عن عبد الله بن عروة عن يوسف بن موسى القطّان عن مالك بن إسماعيل عن جعفر بن زياد الأحمر عن يزيد بن أبي زياد وعن مسلم

_____________________

1 - في اللفظ سقط راجع ما يأتي بعيد هذا حكاية عن ابن الأثير في أُسد الغابة 4: 28).

١٧٧

ابن سالم عن عبد الرحمن بلفظه الأوَّل من حديثي أحمد المذكور، وبذلك اللفظ رواه الخطيب البغدادي في تاريخه 14 ص 236 عن محمد بن عمر بن بكير قال: أخبرنا أبو عمر يحيى بن محمد بن عمر الأخباري سنة 363 عن أبي جعفر أحمد بن محمد الضبعي حدَّثنا عبد الله ابن سعيد الكندي - أبو سعيد الأشجّ - حدّثنا العلاء بن سالم العطّار عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن قال: سمعت عليّاً بالرحبة. الحديث.

وأخرج الطحاوي في مشكل الآثار 2 ص 308 عن عبد الرحمن قال: سمعت عليّاً ينشد يقول: أُشهد الله كلّ أمرء سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خمّ إلّا قام؟ فقام اثنا عشر بدريّاً فقالوا: أخذ رسول الله بيد عليٍّ فرفعها فقال: يا أيّها الناس؟ ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال: أللهمّ مَن كنت مولاه فهذا مولاه. وذكر الحديث.

وروى ابن الأثير في أُسد الغابة 4 ص 28 عن أبي الفضل بن عبيد الله الفقيه بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي أنبأنا القواريري حدَّثنا يونس بن أرقم حدَّثنا يزيد ابن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت عليّاً في الرحبة يناشد الناس: اُنشد الله مع مَن سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خمّ: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. لَمّا قام؟ قال عبد الرحمن. فقام اثنا عشر بدريّاً كأنّي أنظر إلى أحدهم عليه سراويل فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خمّ: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أُمّهاتهم؟ قلنا: بلى يا رسول الله. فقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. ثمّ قال: وقد روي مثل هذا عن البراء بن عازب وزاد: فقال عمر بن الخطاب: يا بن أبي طالب أصبحت اليوم وليّ كلّ مؤمن.

وروى الحمويني في فرايد السمطين في الباب العاشر قال: أخبرني الشيخ أبو الفضل إسماعيل بن أبي عبد الله بن حمّاد الفسفلاني في كتابه، أنبأ الشيخ حنبل بن عبد الله بن سعادة المكّي الرصافي سماعاً عليه، أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين سماعاً عليه، أنبأ أبو عليُّ ابن المذهِّبُ سماعاً عليه، أنبأ أبو بكر القطيفي، أنبأ أبو عبد الله عبد الله ابن أحمد بن حنبل، إلى آخر سنده ولفظه المذكورين.

ورواه شمس الدين الجزري في أسنى المطالب ص 3 قال: أخبرني فيما شافهني

١٧٨

به أبو حفص عمر بن الحسن المراغي، عن أبي الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني، عن أبي اليمن زيد الكندي، عن أبي منصور القزّاز عن أبي بكر بن ثابت، عن محمد بن عمر، عن أبي عمر. إلى آخر سند الخطيب البغدادي المذكور قُبيل هذا. ثمّ قال: هذا حديثٌ حسنٌ من هذا الوجه وصحيحٌ من وجوه كثيرة تواتر عن أمير المؤمنين عليٍّ وهو متواتر أيضاً عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلم ورواه الحافظ أبو بكر الهيثمي باللفظ المذكور عن ابن الأثير في مجمعه 9 ص 105 عن عبد الله بن أحمد، والحافظ أبي يعلى ووثَّق رجاله.

ورواه ابن كثير في تاريخه 5 ص 211 من طريقي أحمد ولفظيه المذكورين وقال بعد اللفظ الثاني: وروى أيضاً عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي «بالمثلّثة ثمّ المهملة» وغيره عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به. وفي ج 7 ص 346 رواه من طريق أبي يعلى وأحمد بإسناديه ثمّ قال: وهكذا رواه أبو داود الطُهوي «بضم الطاء» واسمه عيسى بن مسلم عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي كلاهما عن عبد الرحمن فذكره بنحوه، ورواه السيوطي في جمع الجوامع كما في كنز العمال 6 ص 397 عن الدارقطني، ولفظه:

خطب عليٌّ فقال: أنشد الله إمرءً نشدة الإسلام سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خمّ أخذ بيدي يقول: ألست أولى بكم يا معشر المسلمين؟ من أنفسكم. قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله، إلّا قام فشهد؟ فقام بضعة عشر رجلاً فشهدوا وكتم قومٌ فما فنوا من الدنيا إلّا عموا وبرصوا.

ورواه في ج 6 ص 407 بلفظ أحمد الأوَّل من طريق عبد الله بن أحمد، وأبي يعلى الموصلي، وابن جرير الطبري، والخطيب البغدادي. والضياء المقدسي، ورواه الوصّابي في الإكتفاء باللفظ الأوّل من لفظي أحمد نقلاً عن زوائد المسند لعبد الله بن أحمد، ومن طريق أبي يعلى في مسنده، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار، والخطيب في تاريخه، والضياء في المختارة. ع 2 ص 132.

14 - عمرو ذي مرَّة «المترجم ص 69» * أخرج أحمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 118 قال: حدَّثنا عليُّ بن حكيم أنبأنا شريك عن أبي إسحاق عن عمر وبمثل حديث.

١٧٩

أبي إسحاق عن سعيد وزيد المذكور ص 171 وزاد فيه: وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله.

وروى النسائي في الخصايص ص 19 وفي طبعة 26 قال: أخبرنا عليُّ بن محمد ابن عليّ قال: حدّثنا خلف بن تميم، قال: حدَّثنا إسرائيل حدَّثنا أبو إسحاق عن عمرو ذي مرَّة قال شهدت علياً بالرحبة ينشد أصحاب محمد أيّكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خمّ ما قال؟ فقام أناس فشهدوا أنَّهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وأحبَّ مَن أحبَّه، وابغض مَن أبغضه، وانصر مَن نصره. ورواه في ص 41 بإسناد آخر عنه.

وروى الحمويني في فرائد السمطين الباب العاشر عنه بالسند واللفظ المذكورين ص 171، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد 9 ص 105 عنه وعن زيد بن يُثيع وسعيد بلفظ ابن عقدة المذكور ص 171 من طريق البزّار ومرَّ هناك قوله: رجاله رجال الصحيح، إلخ. والكنجيُّ الشافعيُّ في كفايته ص 17 بإسناد عن عمرو بن مرَّة، وزيد بن يُثيع، وسعيد بن وهب، والذهبيُّ في ميزانه 2 ص 303 عن أبي إسحاق عن عمرو، وابن كثير في تاريخه 5 ص 211 من طريق أحمد والنسائي وابن جرير، وج 7 ص 347 من طريق ابن عقدة عن الحسن بن علي بن عفّان العامري عن عبيد الله بن موسى عن فطر عن عمرو بلفظه المذكور ص 171 وذكر قول أبي إسحاق: با أبا بكر؟ أيّ أشياخ هم، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 114، وجمع الجوامع كما في كنز العمال 6 ص 403 عن أبي إسحاق عن عمرو وسعيد وزيد بلفظ أسلفناه، عن طريق البزّار وابن جرير والخليعي. م - والجزري في أسنى المطالب ص 4 بلفظ أحمد ].

15 - عُميرة بن سعد (المترجم ص 69) * أخرج الحافظ أبو نعيم الاصفهاني في حليه الأولياء ج 5 ص 26 قال: حدّثنا سليمان بن أحمد (الطبراني): ثنا أحمد بن إبراهيم ابن كيسان: ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي(1) : ثنا مسعر بن كدام عن طلحة بن مصرف عن

_____________________

1 - ذكره ابن حجر في تهذيبه ج 1 ص 320 وقال: وما أظنه إلّا تصحيفاً من إسماعيل ابن عمر الواسطي، وحكى في إسماعيل بن عمر الواسطي ثقته عن الخطيب وابن المديني وابن حبّان وقال: مات بعد المائتين. وفي سند ابن المغازلي وابن كثير كما يأتي: عمر. وهو الصحيح.

١٨٠