الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب الجزء ١

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 418

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 418
المشاهدات: 88060
تحميل: 5157


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 88060 / تحميل: 5157
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب الجزء 1

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

تقبله الأرض.

وفي الخصايص ج 1 ص 147: أخرج البيهقي وأبو نعيم من طريق أبي نوفل ابن أبي عقرب عن أبيه قال. أقبل لهب بن أبي لهب يسبُّ النبيَّ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أللهمَّ؟ سلِّط عليه كلبك. قال وكان أبو لهب يحتمل البزَّ إلى الشام ويبعث بولده مع غلمانه ووكلائه ويقول: إنَّ ابني أخاف عليه دعوة محمد فتعاهدوه. فكانوا إذا نزلوا المنزل ألزقوه إلى الحائط وغطّوا عليه الثياب والمتاع ففعلوا ذلك به زماناً فجاء سبعٌ فتله فقتله.

وأخرج البيهقي عن قتادة: إنَّ عتبة(1) بن أبي لهب تسلَّط على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله: أما إنّي أسأل الله أن يسلِّط عليه كلبه فخرج في نفر من قريش حتى نزلوا في مكان من الشام يقال له: الزرقاء ليلاً فأطاف بهم الأسد - فعدا (أي: وثب) عليه الأسد من بين القوم وأخذ برأسه فضغمه(2) ضغمة فذبحه.

وأخرج البيهقي عن عروة: إنَّ الأسد لَمّا كان بهم تلك الليلة إنصرف عنهم فقاموا وجعلوا عتبة في وسطهم فأقبل الأسد يتخطّاهم حتى أخذ برأس عتبة ففدغه(3) ورُوي عن أبي نعيم وابن عساكر من طريق عروة مثله. وأخرجه ابن إسحاق وأبو نعيم من طريق آخر عن محمد بن كعب القرظي وغيره. وزاد: إنّ حسان بن ثابت قال في ذلك:

سائل بني الأشقر إن جئتهم(4)

ما كان أنباءُ أبي واسعِ(5)

لا وسَّع الله له قبره

بل ضيَّق الله على القاطعِ

رحم نبيٍّ جدّه ثابت

يدعو إلى نور له ساطعِ

أسبل بالحجر لتكذيبه

دون قريشٍ نهزة القارعِ

فاستوجب الدعوةَ منه بما

بيَّن للناظر والسامعِ

أن سلَّط الله بها كلبه

يمشي الهوينا مشية الخادعِ

_____________________

1 - ورواه ابن الأثير في النهاية 3 ص 21 في عتبة بن عبد العزى.

2 - ضغم ضغما: عض بملء فمه يقال: ضغمه ضغمة الأسد.

3 - الفدغ معجمة الآخر ومهملته: الشدخ والكسر.

4 - في ديوان حسان. بني الأشعر.

5 - أبو واسع: كنية عتبة بن أبي لهب.

٢٦١

حتى أتاه وسط أصحابه

وقد علتهم سنةُ الهاجعِ

فالتقم الرأس بيافوخه

والنحر منه فغرة الجايعِ

قلت: لا يوجد في ديوان حسان من هذه الأبيات إلّا البيت الأوَّل وفيه بعده قوله:

إذ تركوهُ وهو يدعوهمُ

بالنسب الأقصى وبالجامعِ

والليث يعلوه بأنيابه

منعفراً وسط دم ناقعِ

لا يرفع الرَّحمن مصروعهم

ولا يوهِّن قوّة الصارعِ

وأخرج أبو نعيم عن طاووس قال: لَمّا تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ) . قال عتبة بن أبي لهب: كفرتُ بربِّ النجم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلّط الله عليك كلباً من كلابه. الحديث. وأخرج أبو نعيم عن أبي الضحى قال: قال ابن أبي لهب: هو يكفر بالذي قال:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ) . فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: الحديث.

وبهذه كلِّها تعلم أنَّ العذاب المنفيَّ في الآيتين بسبب وجوده المقدّس يراد به النفي في الجملة لا بالجملة، وهو الذي تقتضيه الحكمة، ويستدعيه الصالح العام، فإنَّ في الضرورة ملزماً لقطع العضو الفاسد، إتِّقاء سراية الفساد منه إلى غيره، بخلاف الجثمان الدنف بعضه، بحيث لا يخشى بداره إلى غيره، أو المضنى كلّه ويؤمل فيه الصحّة، فإنّه يعالج حتى يبرء.

وإنّ الله سبحانه هدَّد قريشاً بمثل صاعقة عاد وثمود إن مردوا عن الدين جميعاً وقال: فإن أعرضوا فقل أنذرتكم مثل صاعقة عاد وثمود، وإذ كان مناط الحكم إعراض الجميع لم تأتهم الصاعقة بحصول المؤمنين فيهم، ولو كانوا استمرّوا على الضلال جميعاً لأتاهم ما هُدّدوا به، ولو كان وجود الرسول صلّى الله عليه وآله مانعاً عن جميع أقسام العذاب بالجملة لما صحَّ ذلك التهديد، ولَما أُصيب النفر الذين ذكرناهم بدعوته، ولَما قُتل أحدٌ في مغازيه بعضبه الرهيف، فإنَّ كلّ هذه أقسام العذاب أعاذنا الله منها.

* (الوجه الخامس) *: إنَّه لو صحَّ ذلك لكان آيةً كآية أصحاب الفيل ومثلها تتوفّر الدواعي لنقله، ولَمّا وجدنا المصنِّفين في العلم من أرباب المسانيد والصحاح والفضايل والتفسير والسير ونحوها قد أهملوه رأساً فلا يُروى إلّا بهذا الإسناد المنكر فعُلم أنَّه كذبٌ باطلٌ.

٢٦٢

* (الجواب) *: إنَّ قياس هذه التي هي حادثة فرديَّة لا تحدث في المجتمع فراغاً كبيراً يُأبه له، وورائها أغراضٌ مستهدفة تحاول إسدال ستور الإنساء عليها كما أسدلوها على نصِّ الغدير نفسه، وهملجوا وراء إبطاله حتى كادوا أن يبلغوا الأمل بصور خلابة، وتلفيقات مموّهة، وأحاديث مائنة، بيدَ أنّ الله أبى إلّا أن يُتمّ نوره.

إنّ قياسها بواقعة أصحاب الفيل تلك الحادثة العظيمة التي عدادها في الإرهاسات النبويَّة وفيها تدمير أُمَّة كبير يشاهد العالم كلّه فراغها الحادث، وإنفاذ أُمّةٍ هي من أرقي الأُمم، والإبقاء عليها وعلى مقدَّساتها، وبيتها الذي هو مطاف الأُمم، ومقصد الحجيج، وتعتقد الناس فيه الخير كلّه والبركات بأسرها، وهو يومئذ أكبر مظهر من مظاهر الصقع الربوبيِّ.

إنَّ قياس تلك بهذه في توفّر الدواعي لِنقلها مجازفةٌ ظاهرةٌ، فإنَّ مِن حكم الضرورة أنّ الدواعي في الأولى دونها في الثانية، كما تجد هذ الفرق لائحاً بين معاجز النبيِّ صلّى الله عليه وآله فمنها: ما لم يُنقل إلّا بأخبار آحاد. ومنها: ما تجاوز حدّ التواتر. ومنها: ما هو المتسالم عليه بين المسلمين بلا اعتناء بسنده. وما ذلك إلّا لإختلاف موارد العظمة فيها أو المقارنات المحتفَّة بها.

وأمّا ما ادَّعاه ابن تيميَّة من إهمال طبقات المصنِّفين لها فهو مجازفةٌ أخرى لِما أسلفناه من رواية المصنِّفين لها من أئمَّة العلم، وحملة التفسير، وحفّاظ الحديث، ونقلة التاريخ الذين تضمَّنت المعاجم فضائلهم الجمَّة، وتعاقب من العلماء إطراءهم. وإلى الغاية لم نعرف المشار إليه في قوله: بهذا الإسناد المنكر. فإنَّه لا ينتهي إلّا إلى حذيفة بن اليمان (المترجم ص 25) الصحابيِّ العظيم، وسفيان بن عيينة المعروف إمامته في العلم والحديث والتفسير وثقته في الرواية (المترجم ص 80) وأمّا الإسناد إليهما فقد عرفه الحفّاظ والمحدِّثون والمفسِّرون المنقِّبون في هذا الشأن فوجدوه حريّاً بالذكر والإعتماد، وفسَّروا به آيةً من الذكر الحكيم من دون أيِّ نكير، ولم يكونوا بالّذين يفسِّرون الكتاب بالتافهات. نعم: هكذا سبق العلماء وفعلوا لكن ابن تيميَّة استنكر السند وناقش في المتن لأنَّ شيئاً من ذلك لا يلائم دِعارة خُطّته.

* (الوجه السادس) *: أنَّ المعلوم من هذا الحديث أنَّ حارثاً المذكور كان

٢٦٣

مسلماً بإعترافه بالميادي الخمسة الإسلاميّة ومن المعلوم بالضرورة أنّ أحداً من المسلمين لم يصبه عذابٌ على العهد النبويِّ.

* (الجواب) *: إنّ الحديث كما أثبت إسلام الحارث فكذلك أثبت ردَّته بردّه قول النبيِّ صلّى الله عليه وآله وتشكيكه فيما أخبر به عن الله تعالى، والعذاب لم يأته على حين إسلامه وإنّما جاءه بعد الكفر والإرتداد، وقد مرَّ في ص 245 أنه بعد سماعه الحديث شكَّ في نبوَّة النبيِّ صلّى الله عليه وآله. على أنَّ في المسلمين من شملته العقوبة لَمّا تجرَّؤا على قدس صاحب الرِّسالة كجمرة ابنة الحارث التي أسلفنا حديثها ص 260 وبعض آخر مرَّ حديثه في جواب الوجه الرابع، وروى مسلم في صحيحه عن سلمة بن الأكوع: أنَّ رجلاً أكل عند النبيِّ بشماله فقال: كل بيمينك. قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت، قال: فما رفعها إلى فيه بعدُ.

وفي صحيح البخاري ج 5 ص 227: إنّ النبيَّ دخل على أعرابيٍّ يعوده قال: وكان النبيُّ صلّى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال: لا بأس طهورٌ. قال: قلتَ: طهور كّلا بل هي حمىً تفور (أو: تثور) على شيخ كبير تزيره القبور. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: فنعم إذاً. فما أمسى من الغد إلّا ميِّتاً.

م - وفي أعلام النبوَّة للماوردي ص 81 قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينقي الرجل شعره في الصَّلاة فرأى رجلاً ينقي شعره في الصَّلاة، فقال: قبَّح الله شعرك. فصلع مكانه.

* (الوجه السابع) *: إنّ الحارث بن النعمان غير معروف في الصحابة ولم يذكره ابن عبد البر في الاستيعاب؛ وابن مندة، وأبو نعيم الإصبهاني، وأبو موسى في تآليف ألَّفوها في أسماء الصحابة فلم نتحقَّق وجوده.

* (الجواب) *: إنّ معاجم الصحابة غير كافلة لإستيفاء أسمائهم، فكلّ مؤلِّف من أربابها جمع ما وسعته حيطته وأحاط به إطِّلاعه ثمَّ جاء المتأخِّر عنه فاستدرك على من قبله بما أوقفه السير في غضون الكتب وتضاعيف الآثار، وأوفى ما وجدناه من ذلك كتاب [ الإصابة بتمييز الصحابة ] لابن حجر العسقلاني، ومع ذلك فهو يقول في مستهلّ كتابه: فإنّ من أشرف العلوم الدينيَّة علم الحديث النبويَّ، ومن أجلِّ معارفه تمييز أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممّن خلف بعدهم، وقد جمع في ذلك جمعٌ من الحفّاظ تصانيف

٢٦٤

بحسب ما وصل إليه اطلاع كلٍّ منهم، فأوَّل من عرفته صنَّف في ذلك أبو عبد الله البخاري أفرد في ذلك تصنيفاً فنقل منه أبو القاسم البغوي وغيره، وجمع أسماء الصحابة مضمومةً إلى من بعدهم جماعةٌ من طبقة مشايخه كخليفة بن خيّاط، ومحمد بن سعد ومن قرنائه كيعقوب بن سفيان، وأبي بكر بن أبي خيثمة، وصِّنف في ذلك جمعٌ بعدهم كأبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وعبدان، ومن قبلهم بقليل كمطين، ثمَّ كأبي علي ابن السكن، وأبي حفص بن شاهين، وأبي منصور الماوردي، وأبي حاتم بن حبّان، وكالطبراني ضمن معجمه الكبير، ثمَّ كأبي عبد الله بن مغدة، وأبي نعيم ثمَّ كأبي عمر ابن عبد البرّ وسمّى كتابه «الاستيعاب» لظنِّه أنه استوعب ما في كتب مَن قبله ومع ذلك ففاته شيءٌ كثير فذيَّل عليه أبو بكر بن فتحون ذيلاً حافلاً وذيَّل عليه جماعة في تصانيف لطيفة، وذيَّل أبو موسى المديني على ابن مندة ذيلاً كبيراً، وفي أعصار هؤلاء خلائق يتعسَّر حصرهم ممن صنَّف في ذلك أيضاً إلى أن كان في أوائل القرن السابع فجمع عزّ الدين ابن الأثير كتاباً حافلاً سمّاه «أُسد الغابة» جمع فيه كثيراً من التصانيف المتقدِّمة إلّا أنّه تبع من قبله فخلط مَن ليس صحابيّاً بهم، وأغفل كثيراً من التنبيه على كثير من الأوهام الواقعة في كتبهم، ثمَّ جرَّد الأسماء التي في كتابه مع زيادات عليها الحافظ أبو عبد الله الذهبيُّ وعلم لمن ذكر غلطاً ولمن لا تصحّ صحبته ولم يستوعب ذلك ولا قارب، وقد وقع لي بالتتبّع كثيرٌ من الأسماء التي ليست في كتابه ولا أصله على شرطهما فجمعتُ كتاباً كبيراً في ذلك ميّزت فيه الصحابة من غيرهم، ومع ذلك فلم يحصل لنا من ذلك جميعاً الوقوف على العُشر من أسامي الصحابة بالنسبة إلى ما جاء عن أبي زرعة الرازي، قال توفّي النبيّ صلى الله عليه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة كلّهم قد روى عنه سماعاً أو رؤيةً، قال ابن فتحون في ذيل الاستيعاب بعد أن ذكر ذلك: أجاب أبو زرعة بهذا سؤال من سأله عن الرواة خاصّة فكيف بغيرهم، ومع هذا فجميع مَن في «الاستيعاب» يعني بمن ذكر فيه باسم أو كنية وهما ثلاثة آلاف وخمسمائة، وذكر أنه استدرك عليه على شرطه قريباً ممّن ذكر، قلت: وقرأت بخطّ الحافظ الذهبي من ظهر كتابه التجريد: لعلّ الجميع ثمانية آلاف إن لم يزيدوا لم ينقصوا. ثمّ رأيت بخطّه: إنّ جميع مَن في «أُسد الغابة» سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة و

٢٦٥

وخمسون نفساً، وممّا يؤيِّد قول أبي زرعة ما ثبت في الصحيحين عن كعب بن مالك في قصَّة تبوك: والناس كثيرٌ لا يحصيهم ديوان. وثبت عن الثوري فيما أخرجه الخطيب بسنده الصحيح إليه قال: من قدّم عليّاً على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألفاً مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض. فقال النووي: وذلك بعد النبيّ بإثني عشر عاماً بعد أن مات في خلافة أبي بكر في الردَّة والفتوح الكثير ممَّن لم يضبط أسماءهم، ثمَّ مات في خلافة عمر في الفتوح وفي الطاعون العام وعمواس(1) وغير ذلك من لا يُحصى كثرةً، وسبب خفاء أسمائهم أنّ أكثرهم حضروا حجَّة الوداع. والله أعلم. ا هـ.

وقد أسلفنا في ص 9: أنَّ الحضور في حجَّة الوداع مع رسول الله كانوا مائة ألف أو يزيدون. إذاً فأين لهذه الكتب إستيفاء ذلك العدد الجمِّ؟ وليس في مجاري الطبيعة الخبرة بجميع هاتيك التراجم بحذافيرها، فإنَّ أكثر القوم كانوا مبثوثين في البراري والفلوات تُقلّهم مهابط الأودية وقلل الجبال، ويقطنون المفاوز والحزوم ولا يختلفون إلى الأوساط والحواضر إلّا لغايات وقتيَّة تقع عندها الصحبة والرواية في أيّام وليالي تبطأ بهم الحاجات فيها، وليس هناك ديوانٌ تسجَّل فيه الأسماء ويتعرَّف أحوال الوارد والصادر.

إذاً فلا يسع أيَّ باحث الإحاطة بأحوال أُمَّةٍ هذه شؤونها، وإنَّما قيَّد المصنِّفون أسماءاً كثر تداولها في الرواية، أو لأربابها أهميَّة في الحوادث، وبعد هذا كلّه فالنافي لشخص لم يجد إسمه في كتب هذا شأنها خارجٌ عن ميزان النصفة، ومتحايدٌ عن نواميس البحث، على أنّ من المحتمل قريباً: أنّ مؤلّفي معاجم الصحابة أهملوا ذكره لردَّته الأخيرة.

( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ

وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ )

«سورة لقمان»

_____________________

1 - كورة على ستَّة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس منها، كان ابتداء الطاعون في سنة 18 ه ثم فشا في أرض الشام فمات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة.

٢٦٦

عيد الغدير في الاسلام

وممّا شيء من جهته لحديث الغدير الخلود والنشور؛ ولمفاده التحقّق والثبوت، إتّخاذه عيداً يُحتفل به وبليلته بالعبادة والخشوع، وإدرار وجوه البِرِّ، وصلة الضعفاء، والتوسّع على النفس، والعائلات، وإتّخاذ الزينة والملابس القشيبة، فمتى كان للملأ الدينيّ نزوعٌ إلى تلكم الأحوال فطبع الحال يكون له اندفاعٌ إلى تحرّي أسبابها، والتثبّت في شؤونها فيفحص عن رواتها. أو أنَّ الإتّفاق المقارن لهاتيك الصفات يوقفه على من ينشدها ويرويها، وتتجدَّد له وللأجيال في كلِّ دور لفتةٌ إليها في كلِّ عام، فلا تزال الأسانيد متواصلة، والطرق محفوظة، والمتون مقروئة، والأنباء بها متكرّرة.

إنَّ الذي يتجلّى للباحث حول تلك الصفة أمران: الأوَّل: إنَّه ليس صلة هذا العيد بالشيعة فحسب، وإن كانت لهم به علاقة خاصَّة، وإنَّما اشترك معهم في التعيّد به غيرهم من فِرق المسلمين فقد عدَّه البيروني في الآثار الباقية في القرون الخالية ص 334 ممّا استعمله أهل الإسلام من الأعياد، وفي مطالب السئول لابن طلحة الشافعي ص 53: يوم غدير خمّ ذكره (أمير المؤمنين) في شعره وصار ذلك اليوم عيداً وموسماً لكونه كان وقتاً نصِّه رسول الله صلّى الله عليه وآله بهذه المنزلة العليَّة، وشرَّفه بها دون الناس كلِّهم. وقال ص 56: وكلّ معنى أمكن إثباته ممّا دلَّ عليه لفظ المولى لرسول الله صلّى الله عليه وآله فقد جعله لعليٍّ وهي مرتبةٌ ساميةٌ، ومنزلةُ سامقةُ، ودرجةٌ عليَّةٌ، ومكانةٌ رفيعةٌ، خصّصه بها دون غيره، فلهذا صار ذلك اليوم يوم عيد وموسم سرور لأولياءه. ا هـ. تفيدنا هذه الكلمة اشتراك المسلمين قاطبة في التعيّد بذلك اليوم سواء رجع الضمير في (أوليائه) إلى النبيِّ أو الوصيِّ صلّى الله عليهما وآلهما، أمّا على الأوَّل: فواضح. وأمّا على الثاني: فكلّ المسلمون يوالون أمير المؤمنين عليّاً شرع سواء في ذلك من يواليه بما هو خليفة الرسول بلا فصل، ومن يراه رابع

٢٦٧

الخلفاء فلن تجد في المسلمين من ينصب له العداء إلّا شذّاذ من الخوارج مرقوا عن الدين الحنيف.

وتُقرأنا كتب التاريخ دروساً من هذا العيد، وتسالم الأُمَّة الإسلاميَّة عليه في الشرق والغرب، واعتناء المصريِّين والمغاربة والعراقيِّين بشأنه في القرون المتقادمة وكونه عندهم يوماً مشهوداً للصلاة والدعاء والخطبة وإنشاد الشعر على ما فُصِّل في المعاجم.

ويظهر من غير مورد من الوفيات لابن خلكان التسالم على تسمية هذا اليوم عيداً ففي ترجمة المستعلى ابن المستنصر 1 ص 60: فبويع في يوم عيد غدير خمّ وهو الثامن عشر من ذي الحجَّة سنة 487. وقال في ترجمة المستنصر بالله العبيدي 2 ص 223: وتوفّي ليلة الخميس لاثنتي عشر ليلة بقيت من ذي الحجَّة سنة سبع وثمانين وأربعمائة رحمه الله تعالى، قلت: وهذه الليلة هي ليلة عيد الغدير أعني ليلة الثامن عشر من ذي الحجَّة وهو غدير خمّ «بضم الخاء وتشديد الميم» ورأيت جماعة كثيرة يسألون عن هذه الليلة متى كانت من ذي الحجَّة، وهذا المكان بين مكّة والمدينة وفيه غدير ماء ويقال: إنّه غيضة هناك، ولَمّا رجع النبيُّ صلى الله عليه وسلم من مكّة شرَّفها الله تعالى عام حجَّة الوداع ووصل إلى هذا المكان وآخى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: عليُّ مني كهارون من موسى، أللهمَّ؟ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله. وللشيعة به تعلّقٌ كبير، وقال الحازمي: وهو واد بين مكّة والمدينة عند الجحفة غدير عنده خطب النبيُّ صلّى الله عليه وسلم وهذا الوادي موصوفٌ بكثرة الوخامة وشدَّة الحرّ. ا هـ.

وهذا الذي يذكره ابن خلكان من كبر تعلّق الشيعة بهذا اليوم هو الذي يعنيه المسعودي في التنبيه والأشراف ص 221 بعد ذكر حديث الغدير بقوله: وولد عليٍّ رضي الله عنه وشيعته يعظِّمون هذا اليوم. ونحوه الثعالبي في ثمار القلوب بعد أن عدَّ ليلة الغدير من الليالي المضافات المشهورة عند الأُمَّة بقوله ص 511، وهي الليلة التي خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غدها بغدير خمّ على أقتاب الإبل فقال في خطبته: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمَّ؟ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن

٢٦٨

خذله، فالشيعة يعظِّمون هذه الليلة ويحيونها قياماً. ا هـ.

وذلك اعتقادهم وقوع النصِّ على الخلافة بلا فصل فيه، وهم وإن انفردوا عن غيرهم بهذه العقيدة لكّنهم لم يبرحوا مشاطرين مع الأُمَّة التي لم تزل ليلة الغدير عندهم من الليالي المضافة المشهورة، وليست شهرة هذه الاضافة إلّا لإعتقاد خطر عظيم، وفضيلة بارزة في صبيحتها، ذلك الذي جعله يوماً مشهوداً أو عيداً مباركاً.

ومن جرّاء هذا الإعتقاد في فضيلة يوم الغدير وليلته وقع التشبيه بهما في الحسن والبهجة قال تميم بن المعزّ صاحب الديار المصريَّة المتوفّى 374 من قصيدة له ذكرها الباخرزي في دمية القصر ص 38:

تروح علينا بأحداقها

حسانٌ حكتهنَّ من نشرهنَّهْ

نواعمُ لا يستطعنَ النهوض

إذا قمن من ثقل أردافهنَّهْ

حسنَّ كحسن ليالي الغدير

وجئنَ ببهجة أيّامهنَّهْ

وممّا يدلُّ على ذلك: التهنئة لأمير المؤمنين عليه السلام من الشيخين وأُمَّهات المؤمنين وغيرهم من الصحابة بأمر من رسول الله صلّى الله عليه وآله كما ستقف على ذلك مفصَّلاً إنشاء الله والتهنئة من خواصِّ الأعياد والأفراح.

* (الأمر الثاني) * إنَّ عهد هذا العيد يمتدُّ إلى أمد قديم متواصل بالدور النبويّ فكانت البدئة به يوم الغدير من حجَّة الوداع بعد أن أصحر نبيُّ الإسلام صلّى الله عليه وآله بمرتكز خلافته الكبرى، وأبان للملأ الدينيِّ مستقرَّ إمرته من الوجهة الدينيَّة والدنيويَّة، وحدَّد لهمْ مستوى أمر دينه الشامخ، فكان يوماً مشهوداً يسرُّ موقعه كلّ معتنق للاسلام، حيث وضح له فيه منتجع الشريعة، ومنبثق أنوار أحكامها، فلا تلويه من بعده الأهواء يميناً وشمالاً، ولا يسفُّ به الجهل إلى هوّة السفاسف، وأيّ يوم يكون أعظم منه؟ وقد لاح فيه لأحب السنن، وبان جدد الطريق، وأكمل فيه الدين، وتمَّت فيه النعمة، ونوَّه بذلك القرآن الكريم.

وإن كان حقّاً إتخاذ يوم تسنَّم فيه الملوك عرش السلطنة عيداً يحتفل به بالمسرَّة والتنوير وعقد المجتمعات وإلقاء الخطب وسرد القريض وبسط الموائد كما جرت به العادات بين الأُمم والأجيال، فيوم استقرَّت فيه الملوكيَّة الإسلاميَّة والولاية الدينيَّة العظمى لمن

٢٦٩

جاء النصُّ به من الصادع بالدين الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحيٌ يوحى أولى أن يُتَّخذ عيداً يُحتفل به بكلِّ حفاوةٍ وتبجيلٍ، وبما أنَّه من الأعياد الدينيَّة يجب أن يزاد فيه على ذلك بما يقرّب إلى الله زلفى من صوم وصلاة ودعاء وغيرها من وجوه البرِّ كما سنوقفك عليه في الملتقى إنشاء الله تعالى.

ولذلك كلّه أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله مَن حضر المشهد من أُمَّته ومنهم الشيخان ومشيخة قريش ووجوه الأنصار كما أمر أمَّهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين عليه السلام وتهنأته على تلك الحظوة الكبيرة بإشغاله منصَّة الولاية ومرتبع الأمر والنهي في دين الله.

* (حديث التهنئة) *

أخرج الإمام الطبريُّ محمد بن جرير في كتاب (الولاية) حديثاً بإسناده عن زيد ابن أرقم مرّ شطر كبير منه ص 214 - 216 وفي آخره فقال: معاشر الناس؟ قولوا: أعطيناك على ذلك عهداً عن أنفسنا وميثاقاً بألسنتنا وصفقةً بأيدينا نؤدِّيه إلى أولادنا وأهالينا لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيدٌ علينا وكفى بالله شهيداً، قولوا ما قلت لكم، وسلّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين، وقولوا: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، فإنَّ الله يعلم كلَّ صوت وخائنة كلّ نفس فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً، قولوا ما يُرضي الله عنكم فإن تكفروا فإنَّ الله غنيٌّ عنكم.

قال زيد بن أرقم: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله ورسوله بقلوبنا، وكان أوَّل من صافق النبيَّ صلى الله عليه وآله وعليّاً: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس إلى أن صلّى الظهرين في وقت واحد وامتدَّ ذلك إلى أن صلَّى العشائين في وقت واحد وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلثاً.

ورواه أحمد بن محمد الطبريُّ الشهير بالخليليِّ في كتاب (مناقب عليِّ بن أبي طالب) المؤلِّف سنة 411 بالقاهرة من طريق شيخه محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن وفيه: فتبادر الناس إلى بيعته وقالوا: سمعنا وأطعنا لِما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا ثم انكبّوا على رسول الله وعلى عليٍّ بأيديهم، وكان أوَّل من صافق

٢٧٠

رسول الله(1) أبو بكر وعمر وطلحة والزبير ثمّ باقي المهاجرين والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم إلى أن صُلّيت الظهر والعصر في وقت واحد والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلثاً، ورسول الله كلّما بايعه فوجٌ بعد فوج يقول: الحمد لله الذي فضَّلنا على جميع العالمين، وصارت المصافقة سنّةً ورسماً واستعملها مَن ليس له حقٌّ فيها.

وفي كتاب - النشر والطيّ - فبادر الناس بنعم نعم سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله آمنّا به بقلوبنا. وتداكوا على رسول الله وعليٍّ بأيديهم إلى أن صُلّيت الظهر والعصر في وقت واحد وباقي ذلك اليوم إلى أن صُلّيت العشاءان في وقت واحد، ورسول الله كان يقول كلّما أتى فوجٌ: الحمد لله الذي فضّلنا على العالمين.

وقال المولوي ولي الله اللكهنوي في «مرآت المؤمنين» في ذكر حديث الغدير ما معرّبه: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً يا بن أبي طالب؟ أصبحت وأمسيت... إلخ. وكان يُهنَّأ أمير المؤمنين كلُّ صحابيٍّ لاقاه.

وقال المؤرِّخ ابن خاوند شاه المتوفّى 903 في «روضة الصفا»(2) في الجزء الثاني من ج 1 ص 173 بعد ذكر حديث الغدير ما ترجمته: ثمّ جلس رسول الله في خيمة تخصُّ به وأمر أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام أن يجلس في خيمة أُخرى وأمر إطباق الناس بأن يهنِّئوا عليّاً في خيمته، ولَمّا فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول الله أمّهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنِّئنه ففعلن، وممَّن هنَّأه من الصحابة عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك يا بن أبي طالب؟ أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات.

وقال المؤرِّخ غياث الدين المتوفّى 942 في حبيب السير(3) في الجزء الثالث من ج 1 ص 144 ما معرَّبه: ثمّ جلس أمير المؤمنين بأمر من النبيِّ صلّى الله عليه و

_____________________

1 - فيه سقط تعرفه برواية الطبري الأول.

2 - ينقل عنه عبد الرحمن الدهلوي في مرآة الأسرار وغيره معتمدين عليه.

3 - في كشف الظنون ج 1 ص 419: إنه من الكتب الممتعة المعتبرة وعدّه حسام الدين في «مرافض الروافض» من الكتب المعتبرة. واعتمد عليه أبو الحسنات الحنفي في «الفوائد البهية» وينقل عنه في ص 86 و87 و90 و91 وغيرها.

٢٧١

آله في خيمة تخصُّ به يزوره الناس ويهنِّئونه وفيهم: عمر بن الخطاب فقال: بخ بخ يا بن أبي طالب؟ أصبحت مولاي ومولى كلِّ مؤمن ومؤمنة. ثم أمر النبيُّ أمّهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين والتهنئة له.

وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمَّة الحديث والتفسير والتأريخ من رجال السنَّة كثيرٌ لا يستهان بعدَّتهم بين راوٍ مرسلاً له إرسال المسلّم، وبين راو إيّاه بمسانيد صحاح برجال ثقات تنتهي إلى غير واحد من الصحابة كابن عبّاس وأبي هريرة والبراء بن عازب وزيد بن أرقم فممّن رواه:

1 - الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة المتوفّى 235 (المترجم ص 89) * أخرج بإسناده في (المصنَّف) عن البراء بن عازب قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خمّ فنودي الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فصلّى الظهر فأخذ بيد عليٍّ فقال: ألستم تعلمون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. فأخذ بيد عليٍّ فقال: أللهمّ: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا بن أبي طالب؟ أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

2 - إمام الحنابلة أحمد بن حنبل المتوفّى 241 * في مسنده 4 ص 281 عن عفّان عن حمّاد بن سلمة عن عليِّ بن زيد عن عديِّ بن ثابت عن البراء بن عازب قال: كنّا مع رسول الله. إلى آخر اللفظ المذكور من طريق ابن أبي شيبة غير أنَّه ليست فيه كلمة «أللهمّ» الأولى.

3 - الحافظ أبو العباس الشيبانيُّ النسويُّ المتوفّى 303 «المترجم ص 100» قال: حدَّثنا هدبة ثنا حمّاد بن سلمة عن زيد، وأبو هارون عن عديّ بن ثابت عن البراء قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجَّة الوداع فلمّا أتينا على غدير خمّ كسح لرسول الله تحت شجرتين ونودي في الناس الصلاة جامعة، ودعا رسول الله عليّاً وأخذ بيده فأقامه عن يمينه فقال. ألست أولى بكلّ امرئٍ من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فإنّ هذا مولى مَن أنا مولاه، أللهمّ؟ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك أصبحت وأمسيت مولى كلِّ مؤمن ومؤمنة.

٢٧٢

4 - الحافظ أبو يعلى الموصلي المتوفّى 307 «المترجم ص 100» * رواه في مسنده عن هدبة عن حمّاد. إلى آخر السند والمتن المذكورين في طريق الشيبانيِّ.

5 - الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبريُّ المتوفّى 310 في تفسيره ج 3 ص 428 * قال بعد ذكر حديث الغدير: فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا بن أبي طالب؟ أصبحت مولاي ومولى كلِّ مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عبّاس والبراء بن عازب وومحمد بن علي.

6 - الحافظ أحمد بن عقدة الكوفيُّ المتوفّى 333، أخرج في كتاب الولاية وهو أوَّل الكتاب عن شيخه إبراهيم بن الوليد بن حمّاد عن يحيى بن يعلى عن حرب بن صبيح عن ابن أُخت حميد الطويل عن ابن جدعان عن سعيد بن المسيّب قال: قلت لسعد بن أبي وقّاص: إنّي أريد أن أسألك عن شيءٍ وإنّي أتّقيك. قال: سل عمّا بدا لك فإنّما أنا عمّك. قال: قلت: مقام رسول الله صلّى الله عليه وآله فيكم يوم غدير خمّ قال: نعم قام فينا بالظهيرة فأخذ بيد عليِّ بن أبي طالب فقال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ؟ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. قال فقال أبو بكر وعمر: أمسيت يا بن أبي طالب؟ مولى كلِّ مؤمن ومؤمنة.

7 - الحافظ أبو عبد الله المرزبانيُّ البغداديُّ المتوفّى 384 * رواه بإسناده عن أبي سعيد الخدري في كتابه «سرقات الشعر».

8 - الحافظ عليّ بن عمر الدارقطنيُّ البغداديُّ المتوفّى 385، أخرج بإسناده حديث الغدير وفيه: إنّ أبا بكر وعمر لَمّا سمعا قالا له: أمسيت يا بن أبي طالب؟ مولى كلِّ مؤمن ومؤمنة. حكاه عنه ابن حجر في الصواعق ص 26، ومرَّ عنه من طريق الخطيب البغدادي بلفظ آخر ص 232.

9 - الحافظ أبو عبد الله ابن بطَّة الحنبليُّ المتوفّى 387 * أخرجه بإسناده في كتابه (الإبانة) عن البراء بن عازب بلفظ الحافظ أبي العباس الشيبانيِّ المذكور بإسقاط كلمة (أمسيت).

10 - القاضي أبو بكر الباقلانيُّ البغداديُّ المتوفّى 403 (المترجم ص 107) * أخرجه في كتابه «التمهيد في أصول الدين» 171.

٢٧٣

11 - الحافظ أبو سعيد الخركوشيُّ النيسابوريُّ المتوفّى 407 * رواه في تأليفه (شرف المصطفى) بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل، وبإسناد آخر عن أبي سعيد الخدريِّ ولفظه: ثمَّ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم هنِّئوني هنِّئوني إنَّ الله تعالى خصَّني بالنبوَّة وخصَّ أهل بيتي بالإمامة فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال: طوبى لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كلِّ مؤمن ومؤمنة.

12 - الحافظ أحمد بن مردويه الاصبهانيُّ المتوفّى 416، أخرجه في تفسيره عن أبي سعيد الخدريِّ وفيه: فلقي عليّاً عليه السلام عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا بن أبي طالب؟ أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كلِّ مؤمن ومؤمنة.

13 - أبو إسحاق الثعلبي المتوفّى 427 * أخرج في تفسيره [الكشف والبيان] قال: أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد، حدّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، حدّثنا حجّاج بن منهال، حدّثنا حمّاد (ابن سلمة) عن عليِّ بن زيد عن عديِّ بن ثابت عن البراء بن عازب قال: لَمّا نزلنا مع رسول الله في حجَّة الوداع كنّا بغدير خمّ فنادى إنّ الصلاة جامعة وكسح للنبيِّ تحت شجرتين فأخذ بيد عليٍّ فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: هذا مولى مَن أنا مولاه، أللهمّ؟ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه.

قال: فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا بن أبي طالب؟ أصبحت مولى كلِّ مؤمن ومؤمنة.

14 - الحافظ ابن السمّان الرازيُّ المتوفّى 445 * أخرجه بإسناده عن البراء ابن عازب باللفظ المذكور عن أحمد بن حنبل. حكاه عنه محبُّ الدين الطبريُّ في الرياض النضرة 2 ص 169، والشنقيطيُّ في (حياة عليّ بن أبي طالب) ص 28.

15 - الحافظ أبو بكر البيهقي المتوفّى 458 * رواه مرفوعاً إلى البراء بن عازب كما في (الفصول المهمَّة) لابن الصباغ المالكيِّ المكيِّ ص 25، و(درر السمطين) لجمال الدين الزرندي الحنفيِّ، بسند يأتي عنه عن أبي هريرة، ويأتي من طريق الخوارزمي عنه عن البراء وأبي هريرة.

16 - الحافظ أبو بكر الخطيب البغداديُّ المتوفّى 463 * مرّ عنه بسندين صحيحين عن أبي هريرة ص 232، 233.

٢٧٤

17 - الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي المتوفّى 483 * في كتاب [المناقب] قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن طاوان قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن السمّاك قال: حدَّثني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدَّثني عليُّ بن سعيد بن قتيبة الرملي قال: حدَّثني ضمرة. إلى آخر السند واللفظ المذكورين من طريق الخطيب البغداديِّ ص 232، 233.

وقال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطّار، قال: أخبرنا أبو محمد ابن السقاء وأخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد الله القصّاب البيِّع الواسطي ممّا أذن لي في روايته أنّه قال: حدَّثني أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد البياسري، قال: حدَّثني أبو الحسن عليّ بن محمد بن الحسن الجوهري، قال: حدَّثني محمد بن زكريا العبدي، قال: حدَّثني حميد الطويل عن أنس في حديث فأخذ بيده وأرقاه المنبر فقال: أللهمّ؟ هذا منّي وأنا منه إلّا أنّه منّي بمنزلة هارون من موسى، ألا مَن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه. قال: فانصرف عليّ قرير العين فاتبعه عمر بن الخطاب فقال: بخ بخ يا أبا الحسن؟ أصبحت مولاي ومولى كلِّ مسلم.

18 - أبو محمد أحمد العاصمي * قال في تأليفه (زين الفتى): أخبرني شيخي محمد بن أحمد رحمه الله، قال: أخبرنا أبو أحمد الهمداني، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد ابن إبراهيم بن محمد بن عبد الله(1) بن جبلة القهستاني، قال: حدّثنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القايني، قال: حدّثنا أبو يحيى محمد بن عبد الله بن يزيد المقري، قال: حدَّثنا أبي قال: حدَّثنا حمّاد بن سلمة عن عليِّ بن زيد بن جدعان عن عديِّ بن ثابت عن البراء بن عازب قال: لَمّا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. قال عمر: هنيئاً لك يا أبا الحسن؟ أصبحت مولى كلِّ مسلم.

وقال: أخبرنا محمد بن أبي زكريّا رحمه الله قال: أخبرنا أبو الحسن محمد(2) بن عمر بن بهته البزّاز بقرائة أبي الفتح بن أبي الفوارس الحافظ عليه ببغداد فأقرَّ به قال:

_____________________

1 - في تاريخ الخطيب 1 ص 411: عبدان بن حبلة.

2 - من أهل باب الطاق توفي 374، ترجمه الخطيب في تاريخه 3 ص 35 وحكى عن العتيق ثقته وعنه عن البرقاني: نفى البأس عنه وإنه طالبي يعني بذلك أنه شيعي.

٢٧٥

أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الهمداني مولى بني هاشم قرائة عليه من أصل كتابه سنة ثلثين وثلاثمائة لَمّا قدم علينا بغداد قال: حدَّثنا إبراهيم ابن الوليد بن حمّاد قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا يحيى بن يعلى. إلى آخر المذكور ص 273 من طريق الحافظ ابن عقدة سنداً ومتناً.

19 - الحافظ أبو سعد السمعاني المتوفّى 562 * في كتابه - فضايل الصحابة - بالإسناد عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل المذكور ص 272.

20 - حجّة الإسلام أبو حامد الغزالي المتوفّى 505 * قال في تأليفه (سرِّ العالمين) ص 9: أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته صلى الله عليه وسلم في يوم غدير خمّ باتِّفاق الجميع وهو يقول: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، فقال عمر: بخ بخ لك يا أبا الحسن؟ لقد أصبحت مولاي ومولى كلِّ مؤمن ومؤمنة.

21 - أبو الفتح الأشعري الشهرستانيُّ المتوفّى 548 * قال في (الملل والنحل) المطبوع في هامش الفصل لابن حزم 1 ص 220: ومثل ما جرى في كمال الإسلام وإنتظام الحال حين نزل قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) . فلمّا وصل إلى غدير خمّ أمر بالدرجات(1) فقمنَّ ونادوا: الصلاة جامعة ثمّ قال عليه السلام وهو على الرحال: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهمّ؟ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا هل بلّغت؟ ثلاثاً. فادَّعت الإماميّة أنَّ هذا نصٌّ صريحٌ فإنّا ننظر مَن كان النبيُّ مولى له وبأيِّ معنى فتطَّرد ذلك في حقِّ عليٍّ وقد فهمت الصحابة من التولية ما فهمناه(2) حتى قال عمر حين أستقبل عليّاً: طوبى لك يا عليُّ؟ أصبحت مولى كلِّ مؤمن ومؤمنة.

22 - أخطب الخطباء الخوارزمي الحنفيُّ المتوفّى 568، أخرج في مناقبه ص 94 عن أبي الحسن عليّ بن أحمد العاصميّ الخوارزمي عن إسماعيل بن أحمد الواعظ عن الحافظ أبي بكر البيهقي عن علي بن أحمد بن حمدان عن أحمد بن عبيد عن أحمد بن سليمان المؤدَّب عن عثمان (ابن أبي شيبة) عن زيد بن الحباب عن حمّاد بن سلمة عن عليِّ بن زيد بن جدعان

_____________________

1 - كذا في النسخ والصحيح: بالدوحات.

2 - سنوقفك على حق القول في المفاد وأن الصحابة ما فهمت إلّا ما ترتأيه الإمامية.

٢٧٦

عن عديِّ بن ثابت عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّه حتى إذا كنّا بين مكّة والمدينة نزل النبيّ فأمر منادياً بالصلاة جامعة قال: فأخذ بيد عليٍّ فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: فهذا وليُّ مَن أنا وليّه، أللهمّ؟ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. ينادي رسول الله بأعلى صوته، فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا بن أبي طالب؟ أصبحت مولاي ومولى كلِّ مؤمن ومؤمنة.

وبالإسناد المذكور عن الحافظ أبي بكر البيهقي عن الحافظ أبي عبد الله الحاكم عن أبي يعلى الزبير بن عبد الله الثوري(1) عن أبي جعفر أحمد بن عبد الله البزّاز عن عليِّ بن سعيد عن ضمرة عن ابن شوذب.إلى آخر الحديث المذكور من طريق الخطيب البغداديِّ ص 232، 233 سنداً ومتناً.

23 - أبو الفرج ابن الجوزي الحنبليُّ المتوفّى 597 * أخرج في مناقبه من طريق أحمد بن حنبل بالإسناد عن البراء بن عازب بلفظه المذكور.

24 - فخر الدين الرازيُّ الشافعيُّ المتوفّى 606 * رواه في تفسيره الكبير 3 ص 636 وفي طبعة 443 بلفظ مرّ ص 219.

25 - أبو السعادات مجد الدين ابن الأثير الشيبانيُّ المتوفّى 606 * قال في (النهاية) 4 ص 246 بعد عدِّ معاني المولى: ومنه الحديث: مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. إلى أن قال: وقول عمر لعليٍّ: أصبحت مولى كلِّ مؤمن.

26 - أبو الفتح محمد بن عليِّ النطنزيُّ * أخرج في كتابه - الخصايص العلويّة - بإسناده حديث أبي هريرة بلفظه المذكور من طريق الخطيب البغداديِّ ص 232.

27 - عزُّ الدين أبو الحسن ابن الأثير الشيبانيُّ المتوفّى 630 * أخرجه بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ مرَّ ص 178.

28 - الحافظ أبو عبد الله الكنجيُّ الشافعيُّ المتوفّى 658 * قال في «كفاية الطالب» ص 16: أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل الدمشقي بحلب، قال: أخبرنا الشريف أبو المعمّر محمد بن حيدرة الحسيني الكوفي ببغداد. وأخبرنا أبو الغنايم محمد بن عليِّ بن ميمون

_____________________

1 - كذا في المناقب. وفي فرايد الحموي: النوري، وفي تاريخ الخطيب: التوزي راجع ص 106.

٢٧٧

النرسي بالكوفة، أخبرنا أبو المثنّى دارم بن محمد بن زيد النهشلي، حدَّثنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم بن السريِّ التميميِّ، حدَّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمدانيّ (الشهير بابن عقدة) حدَّثنا إبراهيم بن الوليد بن حمّاد، أخبرنا أبي أخبرنا يحيى بن يعلى عن حرب بن صبيح عن ابن أخت حميد الطويل. إلى آخر ما مرَّ ص 273 عن ابن عقدة سنداً ومتناً.

29 - شمس الدين أبو المظفر سبط إن الجوزي الحنفيُّ المتوفّى 654 * حكى في تذكرته ص 18 عن فضايل أحمد بن حنبل بإسناده عن البراء بن عازب باللفظ والسند المذكورين ص 272.

30 - عمر بن محمد الملا * رواه في «وسيلة المتعبِّدين» عن البراء بلفظ أحمد.

31 - الحافظ أبو جعفر محبُّ الدين الطبريُّ الشافعيُّ المتوفّى 694 * أخرج في (الرياض النضرة) 2 ص 169 بطريق أحمد بن حنبل عن البراء وزيد بن أرقم بلفظه المذكور، ورواه في ذخاير العقبى ص 67 من طريق أحمد بلفظ البراء بن عازب.

32 - شيخ الإسلام الحمويني المتوفّى 722 * قال في «فرايد السمطين» في الباب الثالث عشر: أخبرنا الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بقرائتي عليه بمدينة نابلس في مسجده قلت له: أخبرك القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاريُّ الحرستانيُّ إجازةً فأقرَّ به قال: أنبأ أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل العراوي إجازةً قال: أنبأ شيخ السنَّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقيُّ الحافظ قال: أنبأ الحاكم أبو يعلى الزبير بن عبد الله النوريُّ نبّأ أبو جعفر أحمد بن عبد الله البزّاز نبَّأ عليُّ بن سعيد البرقي نبَّأ ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب عن مطر الورّاق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة. بلفظ الخطيب البغداديِّ المذكور ص 232.

وقال: أخبرنا الإمام الزاهد وحيد الدين محمد بن أبي بكر بن أبي يزيد الجويني بقرائتي عليه بخير آباد في جمادى الأوّل سنة ثلث وستين وستمائة قال: أنبأنا الإمام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح اليعقوبي سماعا قال: أنبأنا والدي الإمام فخر الدين أبو الفتوح بن أبي عبد الله محمد بن عمر بن يعقوب قال: أنبأنا الشيخ الإمام محمد بن عليِّ ابن الفضل القارئ.

٢٧٨

وأخبرني السيِّد الإمام الأطهر فخر الدين المرتضى بن محمود الحسينيُّ الأشتريُّ إجازةً في سنة إحدى وسبعين وستمائة بروايته عن والده، قال: أخبرني الإمام مجد الدين أبو القاسم عبد الله بن محمد القزويني، قال: أنبأنا جمال السنّة أبو عبد الله محمد بن حمويه بن محمد الجوينيُّ، قال: أنبأنا جمال الإسلام أبو المحاسن عليّ بن شيخ الإسلام الفضل بن محمد الفارندي، قال: أنبأنا الإمام عبد الله بن علي شيخ وقته المشار إليه في الطريقة ومقدَّم أهل الإسلام في الشريعة قال: نبَّأنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن بندار القزوينيُّ بمكّة، نبَّأنا عليّ بن عمر بن محمد الحبري قرائة عليه، نبَّأنا محمد بن عُبيدة القاضي، نبَّأنا إبراهيم بن الحجّاج، نبَّأنا حمّاد عن عليِّ بن زيد وأبي هارون العبديِّ عن عديِّ بن ثابت عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع حتى إذا كنّا بغدير خمّ فنادى فينا الصلاة جامعة وكسح للنبيِّ تحت شجرتين فأخذ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بيد عليٍّ وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: أليس أزواجي أُمَّهاتهم؟ قالوا: بلى. فقال رسول الله: فإنَّ هذا مولى من أنا مولاه، أللهمّ؟ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه. ولقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له: هنيئاً لك يا بن أبي طالب؟ أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ثمَّ قال:

أورده الإمام الحافظ شيخ السنَّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في فضايل أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه ونقلته من خطّه المبارك وقال: أخبرنا الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرحان المقدسيّ بقرائتي عليه بمدينة نابلس، والشيخ الصالح محمد بن عبد الله الأنصاريُّ الحرستانيُّ(1) إجازةً بروايته عن أبي عبد الله محمد بن الفضل العراوي إذناً بروايته عن الشيخ الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين قال: أنبأنا عليّ بن أحمد بن عُبيد قال: نبَّأنا أحمد بن سليمان المؤدّب قال: حدَّثنا عثمان قال: حدَّثنا زيد بن الحباب قال: حدَّثنا حمّاد بن سلمة عليِّ بن زيد بن جدعان عن عديِّ بن ثابت عن البراء قال: أقبلنا مع رسول الله. الحديث.

33 - نظام الدين القميُّ النيسابوريُّ * مرّت روايته بلفظ أبي سعيد الخدري

_____________________

1 - نسبة إلى حرستا بالتحريك وسكون السين: قرية على نحو فرسخ من دمشق.

٢٧٩

ص 221.

34 - وليُّ الدين الخطيب * أخرج في مشكاة المصابيح (المؤلِّف سنة 737) ص 557 بطريق أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم بلفظه المذكور ص 272.

35 - جمال الدين الزرنديُّ المدنيُّ المتوفّى سنة بضع وخمسين وسبعمائة * رواه في كتابه «درر السمطين» من طريق الحافظ أبي بكر البيهقيِّ بإسناده عن البراء بن عازب باللفظ المذكور عن الحمويني. م - وفيه: حتى إذا كنّا بغدير خمّ يوم الخميس ثامن عشر من ذي الحجَّة فنودي فينا الصلاة جامعة ].

36 - أبو الفدا ابن كثير الشاميُّ الشافعيُّ المتوفّى 774 * روى في كتابه «البداية والنهاية» 5 ص 209 - 210 بلفظ أحمد بن حنبل عن البراء بن عازب من طريق الحافظين أبي يعلى الموصليِّ والحسن بن سفيان المذكورين، وعن البراء أيضاً من طريق ابن جرير عن أبي زرعة عن موسى بن إسماعيل «المنقري» عن حمّاد بن سلمة عن عليِّ بن زيد وأبي هارون العبديِّ عن عديِّ بن ثابت عن البراء، ومن حديث موسى بن عثمان الخضرميِّ عن أبي إسحاق السبعيِّ عن البراء وزيد بن أرقم، وأخرج في ص 212 عن أبي هريرة بلفظ الخطيب البغداديِّ.

37 - تقيّ الدين المقريزيُّ المصري المتوفّى 845 * ذكره في الخطط 2 ص 223 بطريق أحمد عن البراء بن عازب بلفظه المذكور.

38 - نور الدين ابن الصباغ المالكيُّ المكيُّ المتوفّى 855 * حكاه في «الفصول المهمَّة» ص 25 عن أحمد والحافظ البيهقي عن البراء بن عازب بلفظهما المذكور.

39 - القاضي نجم الدين الأذرعيُّ الشافعيُّ المتوفّى 876 * قال في «بديع المعاني» ص 75: وقد ورد أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين سمع قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه. قال: لعليٍّ رضي الله عنه: هنيئاً لك أصبحت مولى كلِّ مؤمن ومؤمنة.

40 - كمال الدين الميبذي * ذكر في شرح الديوان المعزوِّ إلى أمير المؤمنين ص 406 حديث أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم بلفظه المذكور.

41 - جلال الدين السيوطيُّ المتوفّى 911 * رواه في «جمع الجوامع» كما في كنز العمال 6 ص 397 نقلاً عن الحافظ ابن أبي شيبة بلفظه المذكور ص 272.

٢٨٠