علم الإمام

علم الإمام0%

علم الإمام مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 110

علم الإمام

مؤلف: الشيخ محمد الحسين المظفر
تصنيف:

الصفحات: 110
المشاهدات: 38075
تحميل: 2947

توضيحات:

علم الإمام
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 110 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 38075 / تحميل: 2947
الحجم الحجم الحجم
علم الإمام

علم الإمام

مؤلف:
العربية

ضروري، وإنكاره شأن إنكار الضروريات في الدين.

إن لطف الإمامة إنّما هو بما يتحمله الإمام من مسؤولية الهداية والإرشاد، ولا يتحمل تلك المسؤولية، ما لم يكن متقمصاً بتلك الصفات الجميلة، فإنكار بعض صفاته التي بها امتيازه إنكار للطف الإمامة، فمن ثم يتضح لديك أنَّ العلم من ضروريات الدّين، وإنكاره إنكار للضروري.

فلا غرابة إذاً لو قلنا بوجوب الإعتقاد بعلم الإمام على نهج الإعتقاد بسائر صفاته، بل هو أظهرها. كما أنَّ إنكاره للخواص وأهل المعرفة إنكار للطف الإمامة. وكيف لا يكون العلم حينئذٍ ضرورياً لهم خاصة.

العلم بعض صفات الإمام

وصفاته أفضل الصفات

إنّ علم الإمام بعض صفاته القدسية، التي يجب أن يتَّصف بها الحجة البالغة، ومنار الهدى والرشاد للعالم بأسره.

ولابد أن يكون الإمام في كل صفة نبيلة أفضل أهل عصره، فإنه لو كان في الناس من هو أفضل منه، ولو في بعض الصفات، لما صح أن يكون حجة على الأفضل، بل ولا المساوي، وما وجبت طاعته على الناس واستماعهم له، إلا لتقمصه بجلباب الدعوة إليه تعالى،

١٠١

وإرشاده للناس إلى طاعته، وكفهم عن عصيانه، ولا يكون كذلك إلا وهو خير الناس في الناس، ولو كان في الناس مثله أو أفضل منه، ولو من بعض النواحي، لكانت إمامته خاصة ترجيحاً بلا مرجح.

ولا يخفى على ذي بصيرة بأنَّ الإحاطة بحقيقة الإمامة، وسبر غورها، ومعرفتها كمعرفة سائر الأمور؛ شيء غي مطاق لنا، لأنّ الإمامة والنبوة مظهر لصفات الله تعالى، ومثال لكمالات الخالق سبحانه ومن يحيط خبراً بكماله العظيم وصفاته القدسية.

الإمام والإمامة

إنَّ لأبي الحسن الرضا عليه السلام كلاماً في الإفصاح عن مقام الإمامة والإمام، والإشادة إلى بعض فوائدهما ووظائفهما، مما ينبئنا عن قصورنا عن إدراك هذه المنزلة، والإحاطة بتلك الحقيقة، وقد تكلم به عندما خاض الناس في الإمامة بمرو في الجامع يوم الجمعة، وقد حكي له ذلك.

ولما كان كلام الإمام هذا دخيلاً من بعض الجهات فيما نحن فيه من البحث، أردنا أن نلتقط من عقوده بعض اللئاليء الكريمة، لتكون مسك الختام.

قال عليه السلام:

«إن الإمامة أجلّ قدراً، وأعظم شاناً، وأعلى مكاناً، وأمنع جانباً، وأبعد غوراً، من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو

١٠٢

يقيموا إماماً باختيارهم».

وقال عليه السلام:

«إنَّ الإمامة منزلة الأنبياء، وإرث الأوصياء، إنَّ الإمامة خلافة الله تعالى، وخلافة الرسول صلى الله عليه وسلم».

«إنّ الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا، وعز المؤمنين».

«إنّ الإمامة أس الإسلام النامي، وفرعه السامي. بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد،وتوفير الفيء والصدقات، وإمضاء الحدود والأحكام، ومنع الثغور والأطراف».

«الإمام يحلل حلال الله، ويحرِّم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذبُّ عن دين الله ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة».

«الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم، وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار».

«الإمام البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى وأجواز(1) البلدان والقفار ولجج البحار».

«الإمام الماء العذب على الظمأ، والدال على الهدى، والمنجى من الردى»

____________________

(1) الأجواز جمع جوز: وسط الشيء ومعظمه.

١٠٣

«الإمام النار على اليفاع(1) ، الحار لمن اصطلى به(2) ، والدليل في المهالك، من فارقه فهالك».

«الإمام السحاب الماطر، والغيث الهاطل، والشمس المضيئة؛ والسماء الضليلة، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة».

«الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق، والأخ الشفيق، والأم البرة بالولد الصغير، ومفزع العباد في الداهية النآد(3) أمين الله في خلقه، وحجته على عباده، وخليفته في بلاده، والداعي إلى الله والذاب عن حرم الله».

«الإمام المطهرَّ من الذنوب، والمبرأ من العيوب، المخصوص بالعلم والموسوم بالحلم، نظام الدين، وعز المسلمين، وغيض المنافقين وبوار الكافرين».

«الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد منه بدل،ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل كله من غر طلب ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضل الوهاب».

«فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره؟ هيهات

____________________

(1) اليفاع: ما ارتفع من الأرض.

(2) لعله كناية عن احتراق من يريد السوء به أو العداء له.

(3) النآد كسحاب: الداهية، ولعل المستفاد من تكرار المعنى. الشدة فالمعنى إذاً الداهية الشديدة.

١٠٤

هيهات! ضلّت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسئت العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيَّرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الألباء(1) وكلت الشعراء، وعجزت الأدباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شؤونه، أو فضيلة من فضائله، وأقرت بالعجز والتقصير».

«وكيف يوصف بكله، أو ينعت بكنهه، أو يفهم شيء من أمره، أو يوجد من يقوم مقامه، ويغني غناه؟

لا وكيف وأني. وهو بحيث النجم من يد المتناولين، ووصف الواصفين، فأين الإختيار من هذا؟

وأين العقول عن هذا؟

وأين يوجد مثل هذا؟

أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول صلى الله عليه وسلم».

ثم قال عليه السلام:

«وكيف لهم باختيار الإمام؟ والإمام عالم لا يجهل، وداع لا ينكل معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة».

إلى أن يقول عليه السلام:

«… نامي العلم، كامل الحم، مضطلع بالإمامة، عالم

____________________

(1) الألبّاء جمع لبيب: العاقل.

١٠٥

بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر الله عز وجل، ناصح لعباد الله، حافظ لدين الله».

ثم قال عليه السلام:

«وإنَّ العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاماً، فلم يعي بعده بجواب، ولا يحير فيه عن الصواب، فهو معصوم مؤيد، موفق مسدد، قد أمن من الخطأ والزلل والعثار، يخصه بذلك ليكون حجته على عباده،وشاهده على خلقه وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه؟ أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه(1)

***

هذه لؤلؤة مما زانوا به جيد الدهر من البيان عن مقام الإمامة والإمام، ولم نضع هذه الرسالة الوجيزة للكلام عن الإمام حتى نستوفي النقل لتلك الآيات البينات التي أفصحوا بها عن الإمامة وصرحوا بها عن شأن الإمام، أو نشرح هذه اللؤلؤة الغالية الجديرة بالشرح والحقيقة بالإعجاب.

وإنما الغرض الأقصى - كما يرمز إليه عنوان الرسالة - هو البت في علم الإمام وأنه حضوري - أو موقوف على الإشاءة والإرادة منه. وما

____________________

(1) راجع الكافي: كتاب الحجة باب نادر في فضل الإمام.

١٠٦

كان الخوض منا في هذا البحر الزاخر إلا على قدر ما نحسه وتصل إليه مداركنا، وتحكم به عقولنا، وتفهمه من أحاديثهم التي بين أيدينا.

وكيف نستطيع أن نحدد الإمام حقاً، ونحيط به معرفة، وما ذكر الإمام الرضا عليه السلام إلا بعضاً من صفاته، وما هذا القدر مما ذكره الرضا عليه السلام من شؤون الإمامة، بالنسبة إلى مداركنا، إلا كما قال عليه السلام: «وهو بحيث النجم من يد المتناولين».

وكفى برهاناً على ارتفاع ذلك المنار هذه الآية البيانية والمعجزة الكلامية التي أفصحت عن بعض شمائل الإمام وصفات الإمامة، فإنها دلالة من الإمام على الإمامة وعلامة بينة منه عليه، بل وإمارة قائمة على بعد ذلك المنال عن أبصارنا وبصائرنا.

وما معرفتنا به إلا على قدر ما نلمسه من آثاره، ونقرأه من أخباره، نسأله جل شأنه أن يعرفنا نفسه، لنعرف بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم، وان يعرفنا رسوله لنعرف بذلك حجته، وأن يعرفنا حجته لنهتدي لدينه ولا نضل عن سبيله، إنه خير مسؤول، وأكرم مجيب، وهو ولي التوفيق والهداية.

***

كان الفراغ من تسويد هذه الرسالة صبح الإثنين الثالث عشر من صفر الخير أحد شهور السنة الواحدة والستين بعد الألف.

والثلثمائة هجرية على مهاجرها أفضل الصلاة والتحية.

انتهى

١٠٧

الفهرس

مقدمة المؤلف 5

باعث التآليف 5

مقدمات أمام البحث 11

علم النبي صلى الله عليه وسلم13

وظيفة الخليفة16

الخلافة وأهل البيت 18

علم الإمام الحضوري 21

من طرق العقل 21

الطريق الأول: الحضوري أنفع للأمة23

الطريق الثاني: الحضوري أكمل في الرسالة والإمامة26

الطريق الثالث: الحضوري أسبغ في النعمة 26

الطريق الرابع: الحضوري أتم في القدرة27

الطريق الخامس: الحضوري أكمل في اللطف 27

الطريق السادس: الأولى في الإمام اختيار الأفضل 28

الطريق السابع: الحضوري أبلغ في المثالية29

الطريق الثامن: الحضوري أبلغ في الدلالة31

الطريق التاسع: ذو العلم الحضوري أسلم عن الإنخداع 32

الطريق العاشر: لابد أن يكون علم السفير والشهيد حضورياً 32

هل هناك حكم عقلي معارض؟34

البرهان النقلي 39

على علم الإمام الحضوري 39

ما دل من الكتاب على علمهم الحضوري:41

ما دلّ من الحديث على علمهم الحضوري:43

الطائفة الأولى: الأئمة خزنة العلم والحجة البالغة43

الطائفة الثانية: علمهم بما في السماء والأرض 44

١٠٨

الطائفة الثالثة: إن الأئمة هم الراسخون في العلم والذين أوتوا العلم44

الطائفة الرابعة: الأئمة معدن العلم ووارثوه45

الطائفة الخامسة: الأئمة ورثة علم النبي صلى الله عليه وسلم46

الطائفة السادسة: إن لديهم جميع الكتب ويعرفونها على اختلاف ألسنتها46

الطائفة السابعة: الأئمة يعلمون الكتاب كله47

الطائفة الثامنة: عندهم جميع العلوم48

الطائفة التاسعة: يعلمون حتى بإنقلاب جناح الطائر48

الطائفة العاشرة: إن الأئمة الشهداء على الناس 49

منابع علمهم51

أولاهن: إن عندهم الإسم الأعظم53

ثانيهن: إنَّ عندهم آيات الأنبياء عليهم السلام53

ثالثهن: ما عندهم من الجفر والجامعة ومصحف فاطمة وما يحدث بالليل والنهار54

الأدلة النقلية المعارضة57

الكتاب 57

ما دل من الكتاب على إن علمهم ليس بحاضر:57

الأخبار النافية62

للأخبار الدالة على الحضور62

الطائفة الأُولى: كانوا لا يعلمون الغيب 62

الطائفة الثانية: سهو النبي والأئمة63

الطائفة الثالثة: نوم النبي عن الصلاة الصبح 63

الطائفة الرابعة: متى شاء الإمام أن يعلم أعلمه الله تعالى 64

المؤيدات لهذا الجمع 65

استمرارهم عملاً وقولاً على عدم الحضور65

إقدامهم على القتل وشرب السم65

الثالث: الغلو66

الجواب عن الرابع:70

الجواب عن المؤيِّد الأول: استمرارهم على عدم العلم الحاضر71

١٠٩

الجواب عن المؤيد الثاني: إقدامهم على القتل وشرب السم73

الجواب عن المؤيد الثالث: الغلو76

المؤيدات لعلمهم الحضوري 79

الأول: علمهم منَّة منه وهي تقضي بالحضوري 81

الثاني: إنَّ سائر صفاتهم غير مقيدة81

الثالث: الحضوري أبعد عن عصيان الناس وأقرب إلى طاعتهم82

الرابع: حاجة الناس إلى عالم حاضر العلم82

الخامس: الحضوري ممكن وقام الدليل عليه82

السادس: لو لم يكن علمهم حاضراً لجاز إن يوجد من هو اعلم منهم83

السابع: جهلهم يستلزم السهو والنسيان وغيرهما أحياناً 83

الثامن: جهلهم يستلزم الحاجة للناس 84

التاسع: جهلهم يستلزم أمهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر85

العاشر: الجهل لازمه فعل ما يجب معه القصاص 85

شبهات بعض القائلين بعدم العموم والرد عليها87

الشبهة الأولى: سهو النبي رحمة للأمة89

الشبهة الثانية: التفصيل بين سهو النوم وغيره، فيجوز في الأول دون الثاني 90

الشبهة الثالثة: لو كانوا يعلمون الموضوعات للزم سد باب معاشهم ومعاشرتهم91

الشبهة الرابعة: قبح العلم الفعلي أحياناً بالموضوعات 92

الشبهة الخامسة: الأصل عدم علمهم الفعلي 93

الشبهة السادسة: لو كان علمهم حاضراً للغى نزول جبرائيل 93

زبدة المخض 95

علم الإمام يجب الإعتقاد به99

العلم بعض صفات الإمام وصفاته أفضل الصفات 101

الإمام والإمامة102

١١٠