الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٤

الغدير في الكتاب والسنة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 423

الغدير في الكتاب والسنة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 423
المشاهدات: 185354
تحميل: 6295


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 185354 / تحميل: 6295
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء 4

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

منه عنقود عنب وقال:كل يا أخي فهذه هديَّةٌ من الله إليَّ ثمَّ اليك. ثمَّ شربا ثمَّ ارتفعت الغمامة ثمَّ قال:يا أنس والذي خلق ما يشاء لقد أكل من الغمامة ثلثمائة وثلاثة عشر نبيَّاً وثلثمائة وثلاثة عشر وصيّاً ما فيهم نبيُّ أكرم على الله منّي ولا وصيُّ أكرم على الله من عليٍّ.

ولابن حمّاد العبدي يمدح أمير المؤمنين صلوات الله عليه قوله على رويَّة نونيَّة العوني المذكور:

ما لابن حمادٍ سوى من حمدت

آثاره وأبهجت غرّانه(١)

ذاك عليُّ المرتضى الطّهر الذي

بفخره قد فخرت عدنانه

صنو النبيِّ هديه كهديه

إذ كلُّ شيٍ شكلّه عنوانه

وصيّه حقّاً وقاضي دينه

إذ اقتضى ديونه ديّانه

ناصحه الناصر حقّاً إذ غدا

سواه ضدَّ سرَّه اعلانه

وارثه علم الهدى أمينه

في أهله وزيره خلصانه

ذاك الفتى النجد الذي إذا بدا

بمعرك ألقت له فتيانه

ليثٌ لو الليث الجريء خاله

لطار من هيبته جنانه

صقرٌ ولكن صيده صيد الوغا

ليثٌ ولكن فرسه فرسانه

ذاك الشجاع إن بدا بمعرك

تفرَّقت من خوفه شجعانه

تبكي الطلى إن ضحكت أسيافه

وترتوي إن عطشت سنانه

ترى سباع البيد تقفوا إثره

لأنَّها يوم الوغا ضيفانه

يقرن أرواح الكماة بالرَّدى

لذاك حاصت دونه أقرانه

وكم كميٍّ قد قراه في الوغا

فليس تخبو أبداً نيرانه

يشهد في ذا بدره واُحده

وطيبة ومكّة أوطانه

وخيبر والبصرة التّي بها

النكث وصفِّين ونهروانه

كذا الذي قد ضمن المدح له

من ربّه ربُّ العلى قرآنه

فقوله:وليّكم فإنَّما

يخصُّ فيها هو لا فلانه

____________________

١ - غران جمع الغرير:الخلق الحسن ومنه المثل. أدبر غريره وأقبل هريره. أي أدبر حسنه وجاء سيئه.

١٦١

ثلاثةٌ:ألله والرسول والذ

ـي تزكىّ راكعاً برهانه

وقوله:الاُذن فذاك ( حيدر )

واعيةٌ لقوله آذانه

وقد دعا له النبيُّ انَّه

يحفظ ما يُملي له لسانه

وقوله:الميزان بالقسط وما

غير عليّ في غدٍ ميزانه

فويل من خفَّ لديه وزنه

وفوز من أسعده رجحانه

ذاك أمير المومنين رتبة

من الإ~له الفرد جلَّ شانه

ذادوه عن سلطانه وحقّه

من بعد ما بان لهم سلطانه

فكفَّ مولاي الإمام كفّه

إذ قلَّ في حقوقه أعوانه

ولم يقم معه سوى أربعة

وهم لعمر ربِّهم أركانه

يتبعه المقداد وإبن ياسر

عمّاره وسِلمه سلمانه

والصادق اللهجة أعني جندباً

فلم يُخالف أمره ايمانه

ولو يشأ أهلكهم لكنَّه

أبقى ليبقى ناسلاً إنسانه

وله يرثي بها الإمام السبط الشهيد صلوات الله عليه:

لِلَّه ما صنعت فينا يدُ البينِ

كم من حشا أقرحت منّا ومن عينِ؟!

مالي وللبين ؟! لا أهلاً بطلعته

كم فرَّق البينِ قدماً بين الفينِ ؟!

كانا كغصنين في أصل غذاؤهما

ماء النعيم وفي التشبيه شكلينِ

كأنَّ روحيهما من حسن الفهما

روحٌ وقدُ قُسّمت ما بين جسمينِ

لا عذل بينهما في حفظ عهدهما

ولا يُزيلهما لوم العذولينِ

لا يطمع الدهر في تغيير ودِّهما

ولا يميلان من عهدٍ إلى مينِ

حتَّى إذا أبصرت عين النوى بهما

خِلّين في العيش من همّ خليَّينِ

رماهما حسداً منه بداهيةٍ

فأصبحا بعد جمع الشمل ضدَّين

في الشَّرق هذا وذا في الغرب منتئياً

مشرَّدين على بُعد شجيَّينِ

والدهر أحسد شيءٍ للقريبين

يرمي وصالهما بالبعد والبينِ

لا تأمن الدَّهر إنَّ الدهر ذو غيرٍ

وذو لسانين في الدُّنيا ووجهينِ

أخنى على عترة الهادي فشتَّتهم

فما ترى جامعاً منهم بشخصينِ

١٦٢

كأنّما الدَّهر آلا أن يُبدِّدهم

كعاتب ذي عناد أو كذي دينِ

بعضٌ بطيبة مدفونٌ وبعضهمُ

بكربلاء وبعضٌ بالغريِّينِ

وأرض طوسٍ وسامرّا وقد ضمنت

بغداد بدرين حلّا وسط قبرينِ

يا سادتي ألمن أبكي أسى ؟! ولمن

أبكي بجفنين من عيني قريحين ؟!

أبكي على الحسن المسموم مضطلماً

؟! أم الحسين لقىّ بين الخميسين؟!

أبكي عليه خضيب الشيب من دمه

معفّر الخدِّ محزوز الوريدينِ

وزينب في بنات الطّهر لاطمةٌ

والدمع في خدِّها قد خدَّ خدَّينِ

تدعوه:يا واحداً قد كنتُ آمله

حتّى استبدَّت به دوني يد البينِ

لا عشت بعدك ما إن عشت لا نعمت

روحي ولا طعمت طعم الكرا عيني

اُنظر إلىَّ أخي قبل الفراق لقد

أذكا فراقك في قلبي حريقينِ

اُنظر إلى فاطم الصغرا أخي ترها

لِليُتم والسبي قد خصّت بذلّينِ

إذا دنت منك ظلَّ الرِّجس يضربها

فتلتقي الضرب منها بالذِّراعينِ

وتستغيث وتدعو:عمَّتا تلفت

روحي لرزئين في قلبي عظيمينِ

ضربٌ على الجسد البالي وفي كبدي

لِلثكل ضربٌ فما أقوى لضربينِ

اُنظر عليّاً أسيراً لا نصير له

قد قيَّدوه على رغم بقيدينِ

وارحمتا يا أخي من بعد فقدك بل

وارحمتا للأسيرين اليتيمينِ

والسبط في غمرات الموت مُشتغلُ

ببسط كفَّين أو تقبيض رجلينِ

لا يستطيع جواباً لِلنِّداء سوى

يومي بلحظين من تكسير جفنينِ

لا زلت أبكي دماً ينهلُّ منسجماً

للسيَّدين القتيلين الشهيدينِ

ألسيَّدين الشريفين اللذان هما

خير الورى من أب مجدٍ وجدَّينِ

ألضارعين إلى الله المنيبين

ألمسرعين إلى الحقِّ الشفيعينِ

ألعاملين بذي العرش الحكيمين

ألعادلين ألحليمين الرَّشيدينِ

ألصابرين على البلوى الشكورين

ألمعرضين عن الدنيا المنيبينِ

ألشاهدين على الخلق الإمامين

ألصادقين عن الله الوفيَّينِ

ألعابدين التقيَّين الزكيَّين

ألمؤمنين الشجاعين الجريَّينِ

١٦٣

ألحجَّتين على الخلق الأميرين

ألطيِّبين الطهورين الزكيِّينِ

نورين كانا قديماً في الظّلال كما

قال النبيُّ لعرش الله قرطينِ

تفّاحتي أحمد الهادي وقد جعلا

لفاطم وعليِّ الطّهر نسلينِ

صلّى الإ~له على روحيهما وسقا

قبريهما أبداً نوء السماكينِ

إلى أن يقول فيها:

ما لابن حمّادٍ العبدي من عملٍ

إلّا تمسّكه بالميم والعينِ

فالميم غاية آمالي محمَّدها

والعين أعني عليّاً قرَّة العينِ

صلّى الإ~له عليهم كلما طلعت

شمس وما غربت عند العشائينِ

[ ألقصيدة وهي ٥٧ بيتاً ]

وله في رثاء الإمام السبط الشهيد صلوات الله عليه قوله يذكر فيها حديث الغدير:

حيِّ قبراً بكربلا مُستنيرا

ضم َّكنز التّقى وعلماً خطيرا

وأقم مأتم الشهيد وأذرف

منك دمعاً في الوجنتين غزيرا

والتثم تربة الحسين بشجوٍ

وأطل بعد لثمك التعفيرا

ثمَّ قل:يا ضريح مولاي سُقِّيـ

ـت من الغيث هامياً حمهريرا

تهْ على ساير القبور فقد أصـ

ـبحت بالتّيه والفخار جديرا

فيك ريحانة النبيِّ ومن حلِّ

من المصطفى محلّاً أثيرا

فيك يا قبرُ كلّ حلمٍ وعلمٍ

وحقيقٌ بأن تكون فخورا

فيك من هدَّ قتله عمد الدين

وقد كان بالهدى معمورا

فيك من كان جبرئيل يُناغيه

وميكال بالحباء صغيرا

فيك من لاذ فطرسٌ فترقّى

بجناحي رضى وكان حسيرا

يوم سارت إليه جيش ابن هند

لذحولٍ أمست تحلّ الصدورا

آه واحسرتي له وهو بالسيف

نحيرٌ أفديت ذاك النَّحيرا

آه إذ ظلَّ طرفه يرمق الفسطاط

خوفاً على النساء غيورا

آه إذ أقبل الجواد على النسوان

ينعاه بالصهيل عفيرا

فتبادرن بالعويل وهتكن

الأقراط بارزات الشعورا

١٦٤

وتبادرن مسرعات من الخدر

ومن قبلُ مُسبلات الستورا

ولطمن الخدود من ألم الثكل

وغادرن بالنِّياح الخدورا

وبدا صوتهنَّ بين عداهنَّ

وعفن الحجاب والتخفيرا

بارزات الوجوه من بعد ما غودرن

صون الوجوه والتخفيرا

ثمَّ لمّا رأين رأس حسين

فوق رمح حكى الهلال المنيرا

صحن بالذل أيّها الناس لِم نُسبي

ولم نأت في الأنام نكيرا ؟!

ما لنا لا نرى لآل رسول الله

فيكم يا هؤلاء نصيرا ؟!

فعلى ظالميهمُ سخط الله

ولعن يبقى ويفنى الدهورا

قل لمن لام في ودادي بني

أحمد:لا زلت في لظى مدحورا

أعلى حبِّ معشر أنت قد كنت

عذولاً ولا تكون عذيرا

وأبوهم أقامه الله في ( خُمّ )

إماماً وهادياً وأميرا

حين قد بايعوه أمراً عن

الله فسائل دوحاته والغديرا

وأبوهم أفضى النبيُّ إليه

علم ما كان اوَّلا وأخيرا

وأبوهم علا على العرش لمّا

قد رقى كاهل النبيِّ ظهيرا

وأماط الأصنام كلّاً عن الكعبة

لمّا هوى بها تكسيرا

قال:لو شئت ألمس النجم بالكف

إذن كنت عند ذاك قديرا

وأبوهم قد ردّ للشمس بيضاً

وهي كادت لوقتها أن تغورا

وقضى فرضه أداءً وعادت

لغروب وكوّرت تكويرا

وأبوهم يروي على الحوض من وا

لاهم ويردُّ عنه الكفورا

وأبوهم يقاسم النار والجنَّة

في الحشر عادلاً لن يجورا

وأبوهم برا الإ~له له شبهاً

لأملاكه سميعاً بصيرا

فإذا اشتاقت الملائك زارته

فناهيك زايراً ومزورا

وأبوهم أحيا لميت بصرصر

بعد ما كان في الثرى مقبورا

وأبوهم قال النبيُّ له قولاً

بليغاً مكرَّراً تكريرا

:أنت خدني وصاحبي ووزيري

بعد موتي أكرم بذاك وزيرا

١٦٥

أنت مني كمثل هرون من موسى

ولم أبتغي سواه ظهيرا

وأبوهم أودى بعمرو بن ودّ

حين لاقاه في العجاج أسيرا

وأبوهم لباب خيبر أضحى

قالعاً ليس عاجزاً بل جسورا

حامل الراية التي ردَّها بالأمس

من لم يزل جباناً فرورا

خصَّه ذو العلا بفاطمة عرساً

ثمَّ أعطاه شبّراً وشبيرا

وهمُ باب ذي الجلال على آدم

فارتدَّ ذنبه مغفورا

وبهم قامت السَّماء ولولاهمُ

لكادت بأهلها أن تمورا

وبهم باهَلَ النبيُّ فقل لي

ألهم في الورى عرفت نظيرا ؟!

فيهمُ أنزل المهيمن قرآنا

عظيماً وذاك جمّاً خطيراً

في الطواسين والحواميم والرَّ

ـحمن آياً ما كان في الذِّكر زورا

وخلقناه نطفةً نبتليه

فجعلناه سامعاً وبصيرا

لبيان إذا تأملّه العارف

يُبدي له المقام الكبيرا

ثمَّ تفسير هل أتى فيه يا صاح

قل له إن كنت تفهم التفسيرا

إنَّ الأبرار يشربون بكأس

كان عندي مزاجها كافورا

فلهم أنشأ المهيمن عيناً

فجّروها لديهمُ تفجيرا

وهداهم وقال:يوفون بالنَّذرِ

فمن مثلهم يوفي النذورا ؟!

ويخافون بعد ذلك يوماً

شرُّه كان في الورى مُستطيرا

فوقاهم إ~لههم ذلك اليوم

ويلقون نضرةً وسرورا

وجزاهم بأنَّهم صبروا في السرِّ

والجهر جنَّةً وحريرا

فاتَّكوا مِن على الأرائك لا

يلقون فيها شمساً ولا زمهريرا

وأوان وقد اُطيفت عليهم

سلسبيل مقدِّرٌ تقديرا

وبأكواب فضَّة وقوارير

قدَّروها عليهمُ تقديرا

وبكأسٍ قد مازجت زنجبيلا

لذَّة الشاربّين تشفي الصدورا

وإذا ما رأيت ثمَّ نعيماً

دائماً عندهم وملكاً كبيرا

٦٥ وعليهم فيها ثيابٌ من السندس

خضرٌ في الحشر تلمع نورا

١٦٦

ويُحلّون بالأساور فيها

وسقاهم ربّي شراباً طهورا

وروى لي عبد العزيز الجلودي(١)

وقد كان صادقاً مبرورا

عن ثقاة الحديث أعني العلائي

هو أكرم بذا وذا مذكورا

يسندوه عن ابن عبّاس يوماً

قال:كنّا عند النبيِّ حضورا

إذ أتته البتول فاطم تبكي(٢)

وتوالي شهيقها والزَّفيرا

قال:مالي أراك تبكين يا فاطم ؟!

قالت وأخفت التعبيرا

: إجتمعن النساء نحوي واقبلنَ

يطلن التقريع والتعييرا

قلنَ: إنَّ النبيَّ زوَّجك اِليوم

عليّاً بعلاً عديماً فقيرا

قال:يا فاطم اسمعي واشكري الله

فقد نلتِ منه فضلاً كبيرا

لم اُزوِّجكِ دون إذن من الله

وما زال يحسن التَّدبيرا

أمر الله جبرئيل فنادى

رافعاً في السَّماء صوتاً جهيرا

وأتاه الأملاك حتّى إذا ما

وردوا بيت ربِّنا المعمورا

قام جبريل قائماً يكثر التحميد

لِلَّه جلَّ و التكبيرا

ثمَّ نادى:زوّجت فاطم يا ربّ

عليَّ الطّهر الفتى المذكورا

قال ربُّ العلا:جعلت لها المهر

لها خالصاً يفوق المهورا

خُمس أرضي لها ونهري وأو

جبت على الخلق ودّها المحصورا

فانثرت عند ذلك طوبا

على الحور عنبراً وعبيرا(٣)

ورُوينا عن النبيِّ حديثاً

في البرايا مُصحّحاً مأثورا

انَّه قال:بينما الناس في الجنَّة

إذ عاينوا ضياءً ونورا

كاد أن يخطف العيون فنادوا:

أيّ شيءٍ هذا ؟ وأبدوا نكورا

____________________

١ - أبو أحمد ابن يحيى البصري أحد مؤلفي الامامية الثقات الاثبات له في الفقه والحديث والتاريخ تآليف قيمة توفي ١٧ ذي الحجة سنة ٣٣٢.

٢ - هذه الابيات ذكرها ابن شهر آشوب في ( المناقب ) للعبدي فحسبناه سفيان بن مصعب العبدي فذكرناها في ترجمته ج ٢ ص ٣١٨ ثم وقفنا على تمام القصيدة فعرفنا أنها للمترجم.

٣ - راجع في الاحاديث المذكورة في هذه الأبيات الجزء الثاني من كتابنا ص ٣١٨.

١٦٧

أوَ ليس الإ~له قال لنا:لا

شمس فيها ترى ولا زمهريرا ؟!

وإذا بالنداء:يا ساكن الجنَّة

مهلاً أمنتم التغييرا

ذا عليُّ الوليُّ قد داعب الزَّ

هراء مولاتكم فأبدت سرورا

فبذا إذ تبسَّمت ذلك النور

فزيدوا إكرامه وحبورا

يا بني أحمد عليكم عمادي

واتِّكالي إذا أردت النشورا

وبكم يسعد الموالي ويشقى

من يُعاديكُم ويصلى سعيرا

أنتمُ لي غداً وللشيعة الأبرار

ذخرٌ أكرم به مذخورا

فاستمعها كالدرِّ ليس ترى فيها

ملاهي كَلّا ولا تعييرا

صاغ أبياتها عليُّ بن حمّاد

فزانت وحُبّرت تحبيرا

وقفنا للمترجم في طيّات المجاميع العتيقة في النجف الأشرف والكاظميَّة على قصائد جمَّة وإليك فهرستها:

عدد القصائد مطلع القصيدة عدد الأبيات

١ يا يوم عاشورا أطلت بكائي

وتركتني وقفاً على البرحاء ٤٦

٢ هَنّ بالعيد إن أردت سوائي

أيّ عيدٍ لمستباح العزاء ؟ ٣٧

إنَّ في مأتمي عن العيد شغلاً

فالهَ عنيّ وخلِّني بشجائي

فإذا عيِّد الورى بسرور

كان عيدي بزفرةٍ وبكاءِ

وإذا جدَّ دوا ثيابهم جدَّدت

ثوبي من لوعتي وضنائي

وإذا أدمنوا الشراب فشربي

من دموع ممزوجةٍ بدماءٍ

وإذا استشعروا الغناء فنوحي

وعويلي على الحسين غنائي

وقليلٌ لو متُّ همّاً ووجداً

لمصاب الغريب في كربلاءِ

أيهمني بعيده من مواليه

أبادتهمُ يد الأعداءِ ؟!

آه يا كربلاء كم فيكِ من

كرب لنفس شجيَّةٍ وبلاءِ ؟!

أألذّ الحياة بعد قتيل الطفّ

ظلماً ؟! إذن لقلَّ حيائي

كيف ألتذُّ شوب ماء وقد جرَّ

ع كاس لرَّدى بكرب الظماءِ ؟!

كيف لا أسلب العزاء إذا

مثَّلتهٍ عارياً سليب الرِّداءِ ؟!

١٦٨

كيف لا تسكب الدموع عيوني

بعد تضريج شيبه بالدِّماءِ ؟!

تطأ الخيل جسمه في ثرى الطف

وجسمي يلتذُّ لين الوطاءِ ؟!

بأبي زينب وقد سُبيت بالذ

لِّ من خدرها كسبي الإماءِ

فإذا عاينته مُلقي على التر

ب مُعرّى مجدِّلاً بالعراءِ

أقبلت نحوه فيسمعها الشِّمر

فتدعو في خيفةٍ وخفاءِ

:أيّها الشِّمر خلّني أتزوّد

نظرةً منه فهي أقصى منائي

أفما لِلرَّسول حقُّ فلِم تنظر

ني جاهراً بسوء المراءِ ؟!

ثم تدعو الحسين:لِم يا شقيقي

وابن اُمّي خلّفتني بشقائي ؟

يا أخي يومك العظيم برى عظمي

وأضنى جسمي وأوهى قوائي

يا أخي كنتُ أرتجيك لموتي

وحياتي فخاب منّي رجائي

يا أخي لو فدى من الموت شخص

كنت أفديك بي وقلَّ فدائي

يا أخي لا حبيب بعدك بل لا

عشت إلّا بمقلةٍ عمياءِ

آه واحسرتي لفاطمة الصغرى

وقد أبرزت بذلِّ السباءِ

كفها فوق رأسها من جوى الثكل

وكفُّ اُخرى على الأحشاءِ

فإذا أبصرت أباها صريعاً

فاحصاً باليدين في الرَّمضاءِ

لم تطق نهضةً إليه من الضعف

فنادته في خفيِّ النداءِ

:يا أبي من ترى لِيتمي وضعفي

أو تراه لمحنتي وابتلائي ؟!؟!

فإذا لم تجد جواباً لها إلّا

بكسر الجفون والأيماءِ

أقبلت نحو عمَّتيها وقالت

:ما أرى والدي من الأحياءِ

فإذا كان لِمْ جفاني وما كان

له قطُّ عادة بالجفاءِ

يا بني أحمد السّلام عليكم

ما أنارت كواكب الجوزاءِ

أنتمُ صفوة الإ~له من الخلق

ومن بعد خاتم الأنبياءِ

ونجوم الهدى بنوركم تهدي

البرايا في حندس الظلماءِ

أنا مولاكم ابن حمّاد أعدد

تكم في غدٍ ليوم جزائي

و رجائي أن لا أخيب لديكم

واعتقادي بكم بلوغ الرجاءِ

١٦٩

٣ شجاك نوى الأحبة كيف شاءا

بداءٍ لا تصيب له دواءا ٧٥

٤ أيفرح من له كبدٌ يذوب

وقلبٌ من صبابته كئيبُ ؟! ٢٨

٥ ويك يا عين سحي دمعاً سكوبا

ويك يا قلبُ كن حزيناً كئيبا ٦٨

٦ أتلعاباً وقد لاح المشيبُ ؟

وشيب الرأس منقصة وعيبُ ٧٤

٧ دعوت الدمع فانسكب انسكابا

وناديت السلوِّ فما أجابا ٦٧

ويقول فيها:

وإن يك حبُّ أهل البيت ذنبي

فلستُ بمبتغٍ عنه منابا

اُحبّهُم وأمنحهم مديحاً

وأمنحُ مَن يسبّهُم سبابا

ولم أمدحهمُ قطُّ اكتساباً

ولكنّي مدحتهمُ ارتغابا

ولن يرجو ابن حمّاد عليُّ

بحسن مديحهم إلّا الثوابا

٨ هل لجسمي من السقام طبيب ؟

أم لعيني من الرُّقاد نصيب ؟ ٢٦

٩ يا أهل بيت رسول الله إنَّكُم

لأشرف الخلق جدّاً غاب أو أبا ٣٠

١٠ ألدهر فيه طرائفٌ وعجائبُ

تترى وفيه فوائدٌ ومصائبُ ٦٠

١١ أيا مَن لقلب دائم الحسراتِ ؟

ومن لجفون تسكب العبرات ؟ ٣٤

هي على رويِّ تائيَّة دعبل يقول في آخرها:

إليك أمين الله نظم قصيدةٍ

إماميَّةٍ تزهو بحسن صفاتِ

عليّ بن حمّاد دعاها فأقبلت

وهمَّته من أعظم الهمماتِ

شبيهٌ لما قال الخزاعيُّ دعبل

[ تضمَّنه الرَّحمن بالغرفات ]

[ مدارس آيات خلت من تلاوة

ومهبط وحي مقفر العرصات ]

١٢ بقاعٌ في البقيع مقدّساتٌ

وأكنافٌ بطيبة طيِّباتٌ ٩٥

١٣ دعني أنوح وأسعد النوّاحا

مثلي بكى يوم الحسين وناحا ٢٨

١٤ أرى الصبر يفنى والهموم تزيد

وجسمي يبلى والسقام جديدُ ٤٣

١٥ ماضرَّ عهد الصبى لو أنَّه عادا

يوما يزوِّدني من طيبةٍ زادا ٨٦

جارى بها السيد إسماعيل الحميري في قصيدة له أوَّلها:

طاف الخيال علينا منك عبّادا

........................................

١٧٠

فقال العبديُّ في آخر قصيدته:

وازنت ما قال إسماعيل مبتدءاً:

[ طاف الخيال علينا منك عبّادا ]

١٦ أبك ما عشت بالدموع الغزارِ

لذراري محمَّد المختارِ ٣٧

١٧ أآمرتي بالصبر أسرفت في أمري

أيؤمر مثلي لا أباً لك بالصبر ؟ ٢٩

١٨ سلامي على قبرٍ تضمَّن حيدرا

سلام مشوقٍ ما يطيق التصبّرا ٦٠

ويقول في آخرها:

ولا أغل في ديني كمن كان قد غلا

وما كنت في حبِّ الوصيِّ مُقصِّرا

بذلك يلقى الله في يوم بعثه

عليُّ بن حمّاد إذا هو اُنشرا

١٩ يا لائمي دع ملامي في الهوى وذرِ

فإنَّ حبَّ عليٍّ قام في عذري ٢٨

٢٠ دعى قلبه داعي الوعيد فاسمعا

وداع لبادي شيبه فتورَّعا ٦٢

٢١ فرَّقتَ يا بين شملاً كان مجتمعا

أبعدتَ عنّي حبيبي والسرور معا ٧٧

٢٢ خليلي عُج بنا نطل الوقوفا

على مَن نوره شمل الطفوفا ٢٥

٢٣ خواطر فكري في الحشاء تجولُ

وحزني على آل النبيَّ يطولُ ٥٢

٢٤ أهجرتِ يا ذات الجمال دلالا ؟

وجعلتِ جسمي للصدود خيالا ؟ ٥٨

٢٥ ألا إنَّ زين المرء في عمره العقلُ

ونهج هدى ما فيه زُحلوقة زلُّ ٢٧

٢٦ يا عليَّ بن أبي طالب يا بن المفضلِ

يا حجاب الله والباب القديم الأزلي ٢١

٢٧ ناجتك أعلام الهداية فاعلمِ

وأقمت فيها بالطريق الأقومِ ٥١

فانظر بعين العقل في عقبى الهوى

واسأل عن الدارين إن لم تعلمِ

٢٨ ألنَّوم بعدكُم عليَّ حرامُ

مَن فارق الأحباب كيف ينامُ ؟ ٥٥

وهناك قصائد تُعزى إلى شاعرنا إبن حمّاد العبدي في بعض المجاميع وهي لإبن حمّاد محمَّد المتأخِّر عن المترجَم له بقرون منها قصيدةٌ مطلعها:

لغير مصاب السبط دمعك ضايعُ

ولا أنت ذا سلوٍ عن الحزن جازعُ

وقفنا على تمام هذه القصيدة وفي آخرها:

لعلّ ابن حمّاد محمَّد عبدكم

له في غدٍ خير البريَّة شافعُ

١٧١

ألقرن الرابع

٣٣

أبو الفرج الرازي

تجلّى الهدى يوم ( الغدير ) على الشّبه

وبرّز إبريز البيان عن الشّبه

وأكمل ربُّ العرشِ للناس دينهم

كما نزل القرآن فيه فأعربه

وقام رسول الله في الجمع رافعاً

بضبع عليٍّ ذي التعالي من الشَّبه

وقال:ألا مَن كنت مولى لنفسه

فهذا له مولى فيا لكِ منقبه(١)

( ألشاعر )

أبو الفرج محمَّد بن هندو الرازي.

( آل هندو ) من اُسر الإماميَّة الناهضين بنشر العلم والأدب، وفيهم جمعٌ ممَّن تحلّوا بفنون الفضايل، ولهم في الكتابة والقريض قِدمٌ وَ قدمٌ، طفحت بذكرهم المعاجم منهم:أبو الفرج محمَّد بن هندو مؤسِّس شرف بيتهم، عدَّه إبن شهر آشوب في ( معالم العلماء ) من شعراء أهل البيت عليهم السَّلام المتَّقين.

ومنهم:أبو الفرج الحسين بن محمَّد بن هندو، ترجمه الثعالبي في ( اليتيمة ) ج ٣ ص ٣٦٢ وعدّه من أصحاب الوزير الصاحب بن عبّاد وذكر شطراً من شعره وقال:ملحه كثيرةٌ ولا يسع هذا الباب إلّا هذا الاُنموذج منها. وممّا ذكر له قوله:

لا يوحشنَّك من مجدٍ تُباعده

فإنَّ لِلمجد تدريجاً وتدريبا

إنَّ القناة التي شاهدت رفعتها

تنمي فتصعد اُنبوباً فاُنبوبا

وقوله:

يقولون لي ما بال عينك مذ رأت

محاسن هذا الظبي أدمعها هطلُ ؟!

فقلت:زنت عيني بطلعة وجهه

فكان لها من صوب أدمعها غسلُ

____________________

١ - مناقب ابن شهر آشوب ج ١ ص ٥٣١، ط ايران، والصراط المستقيم للبياضي.

١٧٢

ومنهم:أبو الفرج عليّ بن الحسين بن محمَّد بن هندو، توجد ترجمته في جملة من كتب التراجم(١) وفي كلّها ثناءٌ عليه بتضلّعه في الحكمة والفلسفة والطبِّ والكتابة والشعر والأدب وتبرُّزه في ذلك كلِّه. له كتاب مفتاح الطبِّ. ألمقالة المشوِّقة في المدخل إلى علم الفلك. ألكلم الروحانيَّة من الحكم اليونانيَّة. ألوساطة بين الزُّناة واللاطة. هزليَّة. ديوان شعره. توفّي بجرجان سنة ٤٢٠.

ومن شعر أبي الفرجِ عليّ في معاني بديعة قوله:

حللت قاريَ في شادنٍ

عيون الأنام به تعقدُ

غدا وجهه كعبةً لِلجمال

وفي قلبه الحَجَر الأسودُ

وله قوله:

قولوا لهذا القمر البادي

مالك إصلاحي وإفسادي

زوِّد فؤاداً راحلاً قبله

لا بدَّ لِلرّاحلِ من زادِ

وله قوله:

قالوا:اشتغل عنهمُ يوماً بغيرهمُ

وخادع النفس إنَّ النفس تنخدعُ

قد صيغ قلبي على مقدار حبّهمُ

فما لحبِّ سواه فيه مُتَّسعُ

وله قوله:

وحقِّك ما أخَّرتُ كُتبي عنكمُ

لقالة واشٍ أو كلّام محرِّشِ

ولكنَّ دمعي إن كتبت مشوِّشٌ

كتابي وما نفع الكتاب الممشوَّشِ؟!

وله قوله:

ما للمعيل وللمعالي ؟! إنَّما

يسمو إليهنَّ الوحيدُ الفاردُ

فالشمس تجتاب السماء فريدةً

وأبو بنات النعش فيها راكدُ

وله قوله:

قوِّض خيامك من أرض تضام بها

وجانبِ الذلِّ إنَّ الذلُّ يحتنبُ

وارحل إذا كانت الأوطان منقصة

فصندل الهند في أوطانه حطبُ

____________________

١ - طبقات الاطباء ١ ص ٣٢٣. دمية القصر ص ١١٣، فوات الوفيات ٢ ص ٤٥، معجم الأدباء ١٣ ص ١٣٦، محبوب القلوب للاشكوري، نسمة السحر.

١٧٣

لا يذهب على القارئ أنَّ ترجمة أبي الفرج عليِّ بن هندو تُعزى في عيون الأنباء، وفوات الوفيات، ومحبوب القلوب إلى ( يتيمة الدَّهر ) وكتاب اليتيمة خلوٌ منها، و المترجم فيه هو والده المذكور الحسين.

م-نعم:ترجمه الثعالبي في ( تتمَّة اليتيمة ) ص ١٣٤ - ١٤٣ وأثنى عليه بقوله:هو من ضربه في الآداب والعلوم بالسهام الفايزة، وملكه رقّ البراعة في البلاغة، فرد الدهر في الشعر، وأوحد أهل الفضل في صيد المعاني الشوارد، ونظم القلائد و الفرائد، مع تهذيب الألفاظ البليغة، وتقريب الأغراض البعيدة، وتذكير الذين يسمعون ويروون، أفسحرٌ هذا أم أنتم لا تبصرون، وكنت ضمنت كتاب ( اليتيمة ) نبذاً من شعره(١) لم أظفر بغيره وهذا مكان ما وقع إليَّ بعد ذلك من وسائط عقوده، وفوارد أبياته بل معجزاته.

ثم ذكر صحائف من شعره وفصلاً من رسالته الهزليَّة ( الوساطة ) ]

ومنهم:أبو الشرف بن أبي الفرج عليّ بن حسين بن محمَّد بن هندو ذكره صاحب ( دمية القصر ) ص ١١٣ في ذيل ترجمة أبيه.

قد تُعزى الأبيات الغديريَّة المذكورة إلىَّ أبي الفرج سلامة بن يحيى الموصلي(٢) وهو لا يتمُّ لأنَّ الواقف ( على مناقب ) إبن شهر آشوب ومعالمه جِدُّ عليمٍ بانَّه يذكر أبا الفرج الموصلي في كتابيه باسمه والمترجم بكنيته والله أعلم.

____________________

١ - ج ٣ ص ٢١٢.

٢ - راجع يتيمة الدهر ج ١ ص ٨٢.

١٧٤

ألقرن الرابع

٣٤

جعفر بن حسين

قل لِلّذي بفجوره

في شعره ظهرت علامه

ويبيع جهلاً دينه

لمضلّل يرجو حطامه

:من أين أنت لعنت ؟ أو

من أين أسرار الإمامه؟!

أظننتها إرث النَّـ

ـبيَّ ؟فما أصبت ولا كرامه

إنَّ الإمامة بالنصَّو

ص لمن يقوم بها مقامه

كمقاله في يوم ( خمّ )

لحيدر لمّا أقامه

:من كنتُ مولاه فذا

مولاه يسمعهم كلامه

سل عنه ذا خبرٍ به

فلتذهبنَّ إذا ندامه

فهو الذي بحسامه

للنقع قد جلّى قتامه

في يوم بدرٍ إذ شكا

سادات مالككم صدامه

وأنين والدهم وقد

منع النبيّ به منامه

إنَّ الإمام لديننا

مَن شاده وبنى دعامه

في كلِّ معترك إذا

شبَّ الوغى أطفى ضرامه

فتّاح خيبر بعد ما

فرَّ الذي طلب السَّلامه

تالله لو وُزن الجميـ

ـع لما وفوا منه القلامه

حكى القاضي أبو المكارم محمَّد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحلبي المتوفّى سنة ٥٦٥ في شرح قصيدة أبي فراس الميميَّة المعروفة بالشافية عن مروان بن أبي حفصة انَّه قال:أنشدت المتوكّل شعراً ذكرتُ فيه الرافضة فعقد لي على البحرين واليمامة وخلع عليَّ أربع خلع في دار العامَّة والشعر هو هذا:

١٧٥

لكمُ تراث محمَّدٍ

وبعدلكم تنفى الظلامة

يرجو التراث بنو البنا

ت وما لهم فيه قلامه

والصهر ليس بوارثٍ

والبنت لا ترث الإمامه

ما للَّذين تنحَّلوا

ميراثكم إلّا الندامه

أخذ الوراثة أهلها

فعلام لومكمُ علامه ؟!

لو كان حقّكمُ لها

قامت على الناس القيامه

ليس التراث لغيركم

لا والإ~له ولا كرامه

أصبحت بين محبِّكم

والمبغضين لكم علامه

فردِّ عليه رجلٌ يقال له جعفر بن حسين بقوله:قل للَّذي بفجوره. إلخ(١)

قال الأميني:زعماً بانَّ الشاعر من أولاد أبي عبد الله حسين بن الحجّاج البغدادي أو ممَّن عاصروه ذكرناه في هذا القرن ولم نقف على شيءٍ من ترجمته.

وقد وقفنا على عدَّة قصائد غديريَّة لغير واحد من شعراء القرن الرابع غير أنّا لم نعرف شيئاً من أحوالهم وتاريخ حياتهم فضربنا عنها صفحاً.

____________________

١ - راجع اعيان الشيعة ١٨ ص ٤٤٦.

١٧٦

شعراء الغدير

في القرن الخامس

٣٥

أبو النجيب الطاهر

ألمتوفّى ٤٠١

عيَّد في يوم ( الغدير ) المسلمُ

وأنكر العيد عليه المجرمُ

يا جاحدي الموضع واليوم وما

فاهَ به المختار تبّاً لكمُ

فأنزل الله تعالى جَدُّه

:اليوم أكملت لكم دينكمُ

واليوم أتممت عليكم نعمتي

وإنّ من نصب الإمام النعمُ(١)

( ألشاعر )

أبو النجيب شدّاد بن إبراهيم بن حسن الملقَّب بالطاهر الجزري، من شعراء أهل البيت عليهم السَّلام نظم في فنون الشعر، وغرَّد على أفانينه، بنظم رقيق الحاشية، متَّسق الألفاظ، جزل المعاني، له ديوان شعر عدَّه إبن شهر آشوب في (معالم العلماء ) عداد المجاهرين من شعراء أهل البيت عليهم السَّلام، وفي ( معجم الاُدباء ) ج ٤ ص ٢٦١:شاعرٌ من شعراء عضد الدولة إبن بُويه ومدح المهلبي، كان دقيق الشعر، لطيف الاُسلوب مات سنة ٤٠١ ومن شعره:

إذ المرء لم يرض ما أمكنه

ولم يأت من أمره أحسنه

فدعه فقد ساء تدبيره

سيضحك يوماً ويبكي سنه

ومنه:

أيا جيل التصوُّف شرَّ جيلِ

لقد جئتم بأمر مستحيلِ

أفي القرآن قال لكم إلهي

:كلوا مثل البهائم وارقصوا لي؟!

____________________

١ - مناقب ابن شهر اشوب ج ١ ص ٥٢٨

١٧٧

وقال:

قلت للقلب:ما دهاك ؟ إبن لي

قال لي:بايع الفراني فراني

ناظراه فيما جنت ناظراه

أودعاني أمت بما أودعاني

وقال:

بلاد الله واسعةٌ فضاها

ورزق الله في الدنيا فسيحُ

فقل للقاعدين على هوان:

إذا ضاقت بكم أرض فسيحوا

وقال:

أفسدتمُ نظري عليَّ فما أرى

مذ غبتمُ حَسناً إلى أن تقدموا

فدعوا غرامي ليس يمكن أن ترى

عين الرضى والسخط أحسن منكمُ

وقال في ج ٣ ص ١٩٤:حدّث أبو النجيب قال:كنت كثير الملازمة للوزير:أبي محمَّد المهلبي [ المتوفّى ٣٥٢ ] فاتَّفق أن غسلت ثيابي وأنفذ إليَّ من يدعوني فاعتذرت بعذر فلم يقبله وألحّ في استدعائه فكتبت إليه:

عبدك تحت الحبل عريانْ

كأنَّه لا كان شيطانْ

يغسل أثواباً كأنَّ البلا

فيها خليطٌ وهي أوطانْ

أرقّ من دينيَ إن كان لي

دينٌ كما لِلناس أديانْ

كأنّها حاليَ من قبل أن

يصبح عندي لك إحسانْ

يقول من يبصرني معرضاً

فيها وللأقوال برهانْ

:هذا الذي قد نسجت فوقه

عناكب الحيطان إنسانْ

فأنفذ لي جبَّةً وعمامةً وسراويل وكيساً فيه خمسمائة درهم. وترجمه الكتبي في [ فوات الوفيات ] ص ١٦٧ وقال:شاعرٌ مدح المهلبي وزير معزّ الدولة ومدح عضد الدولة وكانت وفاته في حدود الأربعمائة. وذكر أبياتاً من شعره. ونقل في ص ١٣٢ في ترجمة الوزير المهلبي ما حكيناه عن ( معجم الاُدباء ) من حديث غسل الثياب. وتوجد ترجمته في ( دائرة المعارف) للبستاني ج ٢ ص ٣٦٠.

وقد أصفقت المصادر الثلاثة الأخيرة على أنَّ أبا النجيب كنية شدّاد بن إبراهيم المترجم الملقَّب بالطاهر فهو رجلٌ واحدٌ لا كما حسبه سيِّدنا الأمين في [ أعيان الشيعة ]

١٧٨

من التعدّد فذكر في ج ١ ص ٣٨٩ المترجَم باسمه شّداد وقال:إنَّه توفّي في حدود ٤٠٠. وذكر في ج ١ ص ٤١١ أبا النَّجيب الطاهر الجزري وعدَّه ممَّن لم يحدِّد عصره من الشعراء.

وذكر صاحب [ دمية القصر ] للمترجَم في ص ٥٠ قوله:

اُنظر إلى حظّ ابن شبل في الهوى

إذ لا يزال لكلِّ قلب شايقا

شغل النساء عن الرِّجال وطالما

شغل الرِّجال عن النساء مراهقا

عشقوه أمرد والتحى فعشقته

ألله أكبر ليس يعدم عاشقا

وذكره الثعالبي في تتميم يتيمته ج ١ ص ٤٦ وذكر له من قصيدة في سيف الدولة علي بن عبد الله المتوفّى ٣٥٦:

وحاجةٌ قيل لي:نبَّه لها عمرا

ونُم. فقلت:عليٌّ قد تنبَّه لي

حسبي عليّان إن ناب الزمان وإن

جاء المعاد بما في القول والعملِ

فلي عليُّ بن عبد الله منتجعٌ

ولي عليُّ أمير المؤمنين ولي

وله:

أليس ترى الجوِّ مستعبراً

يُضاحكه برقه الخلّبُ؟!

وقد لاح من قزح قوسه

بعيداً وتحسبه يقربُ

كطاقي عقيق وفيروزج

وبينهما آخر مذهبُ

م - وذكر إبن خلكان شطراً من شعره في تاريخه ٢:٢٣٦ نقلاً عن ( دمية القصر ) وأثنى عليه ].

١٧٩

ألقرن الخامس

٣٦

ألشريف الرضي

ألمولود ٣٥٩

ألمتوفّى ٤٠٦

نطق اللسان عن الضمير

والبشر عنوان البشيرِ

ألآن أعفيت القلـ

ـوب من التقلقل والنفورِ

وانجابت الظلماء عن

وضح الصَّباح المستنير

إلى أن قال:

غدر السرور بنا وكان

وفاؤه يوم الغديرِ

يومٌ أطاف به الوصيُّ

وقد تلقّب بالأميرِ

فتسلّ فيه وردّ عار

ية الغرام إلى المعير

وابتزّ أعمار الهموم

بطول أعمار السرورِ

فلغير قلبك من يعلّل

همَّه نطف الخمورِ

لا تقنعن عند المطالب

بالقليل من الكثيرِ

فتبرَّض الأطماع مثل

تبرّض(١) الثمَّد الجرورِ

هذا أوان تطاول الحا

جات والأمل القصيرِ

فانفح لنا من راحتيك

بلا القليل ولا النزورِ

لا تحوجنَّ إلى العصاب

وأنت في الضرع الدرورِ

آثار شكرك في فمي

وسمات ودِّك في ضميري

وقصيدةٌ عذراء مثل

تألّق الرَّوض النضيرِ

____________________

١ - التبرض من تبرض:اذا تبلغ بالقليل من العيش.

١٨٠