الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٥

الغدير في الكتاب والسنة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 461

الغدير في الكتاب والسنة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 461
المشاهدات: 122423
تحميل: 4561


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 461 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 122423 / تحميل: 4561
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء 5

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

كلامه ]: واحتجَّ ايضاً من قال بالمشروعيَّة بانّه لم يزل دأب المسلمين القاصدين للحجِّ في جميع الأزمان على تباين الديار واختلاف المذاهب الوصول إلى المدينة المشرَّفة لقصد زيارته ويعدوّن ذلك من أفضل الأعمال، ولم ينقل أنَّ أحداً أنكر ذلك عليهم فكان إجماعا.

٣٤ - قال الشيخ محمّد أمين إبن عابدين المتوفّى ١٢٥٣، في [ ردِّ المحتار على الدرِّ المختار ] عند العبارة المذكورة ج ٢ ص ٢٦٣: مندوبةٌ باجماع المسلمين كما في « الباب » [ إلى أن قال ]: وهل تستحبّ زيارة قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للنِّساء؟ ألصحيح: نعم، بلا كراهة بشروطها على ما صرَّح به بعض العلماء، أمّا على الأصحِّ من مذهبنا و هو قول الكرخي وغيره من أنَّ الرخصة في زيارة القبور ثابتةٌ للرِّجال والنساء جميعاً فلا إشكال، وأمّا على غيره فذلك نقول بالاستحباب لإطلاق الأصحاب. [ بل قيل: واجبةٌ ] ذكره في شرح اللباب، وقال: كما بيَّنته في « الدرَّة المضيَّة في الزِّيارة المصطفويَّة » وذكره ايضاً الخير الرملي في حاشية « المنح » عن إبن حجر وقال: وانتصر له. نعم عبارة اللباب والفتح وشرح المختار أنّها قريبةٌ من الوجوب لمن له سعةٌ. [ إلى أن قال ]: قال إبن الهمام: والأولى فيما يقع عند العبد الضعيف: تجريد النيّة لزيارة قبره عليه الصّلاة والسّلام، ثمَّ يحصل له إذا قدم زيارة المسجد، أو يستمنح فضل الله تعالى في مرَّة اُخرى ينويها لأنَّ في ذلك زيادة تعظيمهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإجلاله ويوافقه ظاهر ما ذكرناه من قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من جاءني زائراً لا تعمله حاجة إلّا زيارتي كان حقّاً عليَّ أن أكون شفيعاً له يوم القيامة. ا ه‍. ونقل الر َّ حمتي عن العارف الملّاجامي: أنّه أفرز الزِّيارة عن الحجِّ حتّى لا يكون له مقصدٌ غيرها في سفره ثمَّ ذكر حديث: لا تشدّ الرِّحال إلّا لثلاثة مساجد. فقال: والمعنى كما أفاده في « الإحياء » انّه لا تشدّ الرِّحال لمسجد من المساجد إلّا لهذه الثلاثة لما فيها من المضاعفة بخلاف بقيَّة المساجد فإنّها متساويةٌ في ذلك، فلا يردّ انَّه قد تشدّ الرِّحال لغير ذلك كصلة رحم وتعلّم علم، وزيارة المشاهد كقبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقبر الخليلعليه‌السلام وسائر الأئمّة.

٣٥ - قال ألشيخ محمّد بن السيِّد درويش الحوت البيروتي المتوفّى ١٢٧٦، في تعليق « حسن الأثر » ص ٢٤٦: زيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مطلوبةٌ لأنّه واسطة الخلق، و

١٢١

زيارته بعد وفاته كالهجرة إليه في حياته، ومَن أنكرها فإن كان ذلك إنكاراً لها من أصلها فخطاؤه عظيم، وإن كان لما يعرض من الجهلة ممّا لا ينبغي فليبيّن ذلك.

٣٦ - قال الشيخ إبراهيم الباجوري الشافعي المتوفّى ١٢٧٧ في حاشيته على شرح إبن الغزي على متن الشيخ أبي شجاع في الفقه الشافعي ج ١ ص ٣٤٧: ويسنُّ زيارة قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولو لغير حاجّ ومعتمر كالذي قبله، ويسنُّ لمن قصد المدينة الشريفة لزيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يكثر من الصَّلاة والسَّلام عليه في طريقه، ويزيد في ذلك إذا رأى حرم المدينة وأشجارها، ويسأل الله أن ينفعه بهذه الزيارة ويتقبَّلها منه. ثمَّ ذكر جملةً كثيرةً من آداب الزِّيارة وألفاظها.

٣٧ - جعل الشيخ حسن العدوي الحمزاوي الشافعي المتوفّى ١٣٠٣ خاتمة في كتابه [ كنز المطالب ] ص ١٧٩ - ٢٣٩ لزيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفصّل فيها القول وذكر مطلوبيّتها كتاباً وسنّةً وإجماعاً وقياساً، وبسط الكلام في شدِّ الرِّحال إلى ذلك القبر الشريف، وذكر جملةً من آداب الزائر ووظايف الزِّيارة وقال في ص ١٩٥ بعد نقل جملة من الأحاديث الواردة في أنَّ النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسمع سلام زائريه ويردّ عليهم: إذا علمت ذلك علمت أنَّ ردَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سلام الزائر عليه بنفسه الكريمةصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمرٌ واقعٌ لا شكَّ فيه، وإنّما الخلاف في ردِّه على المسلّم عليه من غير الزائرين، فهذه فضيلةٌ اخرى عظيمةٌ ينالها الزائرون لقبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فيجمع الله لهم بين سماع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأصواتهم من غير واسطة وبين ردِّه عليهم سلامهم بنفسه، فأنّى لمن سمع لهذين بل بأحدهما أن يتأخَّر عن زيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟! أو يتوانى عن المبادرة إلى المثول في حضرتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟! تالله ما يتأخَّر عن ذلك مع القدرة عليه إلّا من حقَّ عليه البعد من الخيرات، والطرد عن مواسم أعظم القربات، أعاذنا الله تعالى من ذلك بمنِّه وكرمه آمين. وعُلم من تلك الأحاديث ايضاً أنَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيُّ على الدوام، إذ من المحال العادي أن يخلو الوجود كلّه عن واحد يسلّم عليه في ليل أو نهار، فنحن نؤمن ونصدِّق بانّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيُّ يُرزق، وانَّ جسده الشريف لا تأكله الأرض، وكذا سائر الأنبياء عليهم الصَّلاة والسّلام والإجماع على هذا.

م ٣٨ - قال السيِّد محمّد بن عبد الله الجرداني الدمياطي الشافعي المتوفّى ١٣٠٧ في

١٢٢

« مصباح الظلام » ج ٢ ص ١٤٥: قال بعضهم: ولزائر قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عشر كرامات: أحداهنَّ يُعطى أرفع المراتب. ألثانية: يبلغ أسنى المطالب. ألثالثة: قضاء المآرب. ألرابعة: بذل المواهب. ألخامسة: ألأمن من المعاطب. ألسادسة: ألتطهير من المعايب. ألسابعة: تسهيل المصائب. ألثامنة: كفاية النوائب. ألتاسعة: حسن العواقب. ألعاشرة: رحمة ربّ المشارق والمغارب. وما أحسن ما قيل:

هنيئاً لمن زار خير الورى

وحطّ عن النفس أوزارها

فإنَّ السَّعادة مضمونةٌ

لمن حلَّ طيبة أوزارها

وبالجملة فزيارة قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أعظم الطاعات وأفضل القربات حتّى انَّ بعضهم جرى على أنّها واجبة، فينبغي أن يحرص عليها وليحذر كلَّ الحذر من التخلّف عنها مع القدرة وخصوصاً بعد حجَّة الإسلام لأنَّ حقّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على اُمَّته عظيمٌ، ولو أنَّ أحدهم يجيء على رأسه أو على بصره من أبعد موضع من الأرض لزيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يقم بالحقِّ الذي عليه لنبيِّه جزاه الله عن المسلمين أتمَّ الجزاء.

زر من تحبُّ وإن شطّت بك الدارُ

وحال من دونه تربٌ وأحجارُ

لا يمنعنّك بُعدٌ عن زيارته

إنَّ المحبَّ لمن يهواه زوّارُ

ويسنُّ لمن قصد المدينة الشريفة ( إلخ )، ثمَّ فصّل القول في آداب الزيارة، وذكر التسليم على الشيخين وزيارة السيِّدة فاطمة وأهل البقيع والمزارات المشهورة وهي نحو ثلاثين موضعاً كما قال ].

٣٩ - قال الشيخ عبد الباسط بن الشيخ علي الفاخوري مفتي بيروت في [ الكفاية لذوي العناية ] ص ١٢٥: ألفصل الثاني عشر في زيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي متأكّدةٌ مطلوبةٌ ومستحبّة محبوبةٌ، وتسنُّ زيارته في المدينة كزيارته حيّاً وهو في حجرته حيُّ يردُّ على من سلّم عليه ‌السّلام ، وهي من أنجح المساعي وأهمِّ القربات وأفضل الأعمال وأزكى العبادات، وقد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَن زار قبري وجبت له شفاعتي، ومعنى « وجبت » ثبتت بالوعد الصّادق الذي لا بدَّ من وقوعه وحصوله، وتحصل الزِّيارة في أيِّ وقت وكونها بعد تمام الحجّ أحبُّ، ويجب على من أراد الزيارة ألتوبة من كلِّ شئ يخالف طريقته وسننهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمَّ ذكر شطراً وافراً من آداب الزِّيارة والزِّيارة الاُولى الآتية في الآداب، فقال: ومن

١٢٣

عجز عن حفظ هذا فليقتصر على بعض وأقلّه، ألسّلام عليك يا رسول الله. ثمَّ ذكر زيارة الشيخين إلى أن قال: ويستحبُّ التبرُّك بالاُسطوانات التي لها فضلٌ وشرفٌ وهي ثمانية: اسطوانة محلِّ صلاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . واسطوانة عائشة رضي الله عنها وتسمّى اسطوانة القرعة، واسطوانة التّوبة محلّ اعتكافهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . واسطوانة السرير. واسطوانة عليّ رضي الله عنه. واسطوانة الوفود. واسطوانة جبريلعليه‌السلام . واسطوانة التهجّد.

٤٠ - قال الشيخ عبد المعطي السَّقا في « الإرشادات السنيّة » ص ٢٦٠: زيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . إذا أراد الحاجُّ أو المعتمر الإنصراف من مكّة أدام الله تشريفها وتعظيمها طلب منه أن يتوجّه إلى المدينة المنوَّرة للفوز بزيارته عليه الصّلاة والسّلام فإنّها من أعظم القربات وأفضل الطاعات وأنجح المساعي المشكورة، ولا يختصُّ طلب الزيارة بالحاجّ غير انّها في حقِّه آكد، والأولى تقديم الزِّيارة على الحجّ إذا اتّسع الوقت فإنّه ربّما يعوقه عنها عائقٌ، وقد ورد في فضل زيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحاديث منها قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من زار قبري وجبت له شفاعتي. وينبغي الحرص عليها وعدم التخلّف عنها عند القدرة على أدائها خصوصاً بعد حجّة الإسلام لأنَّ حقّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على اُمَّته عظيمٌ. وينبغي لمريد الزيارة أن يُكثر من الصّلاة والسَّلام عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في طريق ذهابه إليها، وإذا وصلها استحبَّ له أن يغتسل ثمَّ يتوضَّأ أو يتيمّم عند فقد الماء، ثمَّ ذكر جملةً من آداب الزيارة ولفظاً مختصراً من زيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والشيخين.

٤١ - قال الشيخ محمّد زاهد الكوثري في [ تكملة السيف إلصقيل ] ص ١٥٦: والأحاديث في زيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الغاية من الكثرة، وقد جمع طرقها الحافظ صلاح الدين العلائي في جزء كما سبق، وعلى العمل بموجبها استمرَّت الاُمّة إلى أن شذَّ إبن تيميَّة عن جماعة المسلمين في ذلك، قال عليّ القاري في شرح « الشفاء » : وقد فرط إبن تيميَّة من الحنابلة حيث حرَّم السفر لزيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما أفرط غيره حيث قال: كون الزيارة قربةً معلومٌ من الدين بالضرورة، وجاحده محكومٌ عليه بالكفر، ولعلَّ الثاني أقرب إلى الصَّواب لأنَّ تحريم ما أجمع العلماء فيه بالإستحباب يكون كفراً لأنّه فوق تحريم المباح المتّفق عليه.

فسعيه في منع الناس من زيارتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يدلُّ على ضغينةٍ كامنةٍ فيه نحو الرَّسول

١٢٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكيف يتصوّر الإشراك بسبب الزيارة والتوسّل في المسلمين الذين يعتقدون في حقِّهعليه‌السلام انَّه عبده ورسوله وينطقون بذلك في صلاتهم نحو عشرين مرَّة في كلِّ يوم على أقلِّ تقدير إدامة لذكرى ذلك؟ ولم يزل أهل العلم ينهون العوام عن البدع في كلِّ شؤونهم، ويرشدونهم إلى السنّة في الزيارة وغيرها إذا صدرت منهم بدعةٌ في شئ، ولم يعدّهم في يوم من الأيّام مشركين بسبب الزِّيارة أو التوسّل، كيف؟ وقد أنقذهم الله من الشِّرك وأدخل في قلوبهم الايمان، وأوَّل من رماهم بالإشراك بتلك الوسيلة هو إبن تيميّة وجرى خلفه من أراد استباحة أموال المسلمين ودماءهم لحاجة في النفس، ولم يخف إبن تيميّة من الله في رواية عدِّ السفر لزيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سفر معصية لا تقصر فيه الصّلاة عن الإمام إبن الوفاء إبن عقيل الحنبلي - وحاشاه عن ذلك - راجع كتاب « التذكرة » له تجد فيه مبلغ عنايته بزيارة المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والتوسّل به كما هو مذهب الحنابلة. ثمَّ ذكر كلامه وفيه القول بإستحباب قدوم المدينة وزيارة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكيفيّة زيارته وزيارة الشيخين وكيفيّة زيارتهما وإتيان مسجد قبا والصَّلاة فيه وإتيان قبور الشهداء وزيارتهم وإكثار الدعاء في تلك المشاهد. ثمَّ قال: وأنت رأيت نصّ عبارته في المسألة على خلاف ما يعزو إليه إبن تيميّة.

٤٢ - قال فقهاء المذاهب الأربعة المصريّين في [ الفقه على المذاهب الأربعة ] ج ١ ص ٥٩٠: زيارة قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل المندوبات، وقد ورد فيها أحاديث. ثمَّ ذكروا ستَّة من الأحاديث وجملةً من أدب الزائر وزيارة للنبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واخرى للشيخين.

هُدوا إلى الطيِّب مِنَ الْقول وَهُدوا إلى‏ صِراطِ الْحميدِ

ألحجّ ٢٤

فروع ثلاثة

هذه الفروع تُعطينا درس التسالم من أئمَّة المذاهب على رجحان زيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستحبابها ومحبوبيَّة شدِّ الرحال إليها من أرجاء الدنيا ألا وهي:

١ - إختلفت الآراء من فقهاء المذاهب الأربعة في تقديم أيٍّ من الحجّ و والزِّيارة على الآخر. فقال تقيُّ الدين السبكي في « شفاء السقام » ص ٤٢: اختلف

١٢٥

السَّلف رحمهم الله في أنَّ الأفضل البداءة بالمدينة قبل مكّة، أو بمكّة قبل المدينة، و ممَّن نصَّ على هذه المسألة وذكر الخلاف فيها الإمام أحمد رحمه الله في كتاب المناسك الكبير من تأليفه. وهذه المناسك رواها الحافظ أبو الفضل [ باسناده(١) ] عن عبد الله بن أحمد عن أبيه وفي هذه المناسك سُئل عمَّن يبدأ بالمدينة قبل مكّة؟ فذكر باسناده عن عبد الرَّحمن بن يزيد وعطاء ومجاهد انَّهم قالوا: إذا أردت مكّة فلا تبدأ بالمدينة وابدأ بمكّة، وإذا قضيت حجَّك فامرر بالمدينة إن شئت. وذكر باسناده عن الأسود قال: اُحبّ أن يكون نفقتي وجهازي وسفري أن أبدأ بمكّة، وعن إبراهيم النخعي: إذا أردت مكّة فاجعل كلَّ شيئ لها تبعاً. وعن مجاهد: إذا أردت الحجَّ أو العمرة فابدأ بمكّة واجعل كلَّ شيئ لها تبعاً. وعن إبراهيم: قال إذا حججت فابدأ بمكّة ثمَّ مر بالمدينة بعدُ.

وذكر الإمام أحمد ايضاً باسناده عن عدي بن ثابت انَّ نفراً من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانوا يبدأون بالمدينة إذا حجّوا يقولون: فهل من حيث أحرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ وذكر إبن أبي شيبة في فضيلة هذا الأمر ايضاً وذكر باسناده عن علقمة والأسود و عمرو بن ميمون: انَّهم بدأوا بالمدينة قبل مكّة. إلى أن قال:

وممَّن نصَّ على هذه المسألة من الأئمَّة أبو حنيفة رحمه الله وقال: والأحسن أن يُبدأ بمكّة.

وقال الشيخ علي القاري في شرح « المشكاة » ٣ ص ٢٨٤: ألأنسب أن تكون الزِّيارة بعد الحجِّ كما هو مقتضى القواعد الشرعيَّة من تقديم الفرض على السنَّة(٢) وقد روى الحسن عن أبي حنيفة تفصيلاً حسناً وهو: انّه إن كان الحجُّ فرضاً فالأحسن للحاجّ أن يبدأ بالحجِّ ثمَّ يثني بالزِّيارة، وإن بدأ بالزِّيارة جاز. وإن كان الحجِّ نفلاً فهو بالخيار فيبدأ بأيِّهما شاء. ا.ه. ثمَّ قال: والأظهر أنَّ الابتداء بالحجِّ أولى لإطلاق الحديث(٣) ولتقديم حقِّ الله على حقِّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولذا تُقدَّم تحيَّة المسجد

____________________

١ - ذكره كملا ونحن حذفناه روماً للاختصار.

٢ - هذه القاعدة انما تؤخذ في موارد تزاحم الأمرين لا مطلقا والمقام ليس منها كما لا يخفى فان الحج فريضة موقوتة فلا باس بتقديم المندوب عليها قبل ظرفها.

٣ - يعنى الحديث الثالث من أحاديث الزيارة وقد مر فى صفحة ٩٨.

١٢٦

النبويِّ على زيارة المشهد المصطفوي.

٢ - من المتسالم عليه بين فرق المسلمين سلفاً وخلفاً جواز استنابة النائب و استيجار الأجير لزيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمن عاقه عنها عذرٌ، وقد استفاض عن عمر بن عبد العزيز: انَّه كان يبرد إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم البريد من الشام ليقرأ السّلام على النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمَّ يرجع. وفي لفظ: كان يبعث بالرَّسول قاصداً من الشام إلى المدينة.

ذكره البيهقي في شعب الايمان. وأبو بكر أحمد بن عمرو النيلي المتوفّى ٢٨٧ في مناسكه. والقاضي عياض في « الشفاء » والحافظ إبن الجوزي في [ مثير الغرام الساكن ] وتقيّ الدين السبكي في « شفاء السِّقام » ص ٤١. وغيرهم.

وقال يزيد بن أبي سعيد مولى المهري قدمت على عمر بن عبد العزيز فلمّا ودَّعته قال: لي إليك حاجة إذا أتيت المدينة سترى قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاقرأ منّي السَّلام [ ألشفاء للقاضي. والشفاء للسبكي ص ٤١ ].

وقال أبو الليث السمرقندي الحنفي في الفتاوى في باب الحجِّ: قال أبو القاسم: لما أردت الخروج إلى مكّة قال القاسم بن غسّان: إنَّ لي إليك حاجة إذا أتيت قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاقرأه منّي السَّلام. فلمّا وضعت رِجلي في مسجد المدينة ذكرت. [ شفاء السقام ص ٤١ ].

قال عبد الحقّ بن محمّد الصقلي المالكي المتوفّى ٤٦٦ في « تهذيب الطالب » : رأيت في بعض المسائل التي سئل عنها الشيخ أبو محمّد بن إبي زيد قيل له في رجل استؤجر بمال ليحجَّ به وشرطوا عليه الزِّيارة فلم يستطع تلك السنة أن يزور لعذر منعه من تلك؟ قال: يردُّ من الاُجرة بقدر مسافة الزِّيارة. قال عبد الحقّ: وقال غيره من شيوخنا: عليه أن يرجع نائبه حتّى يزور. ثمَّ قال: إن استوجر للحجِّ لسنة بعينها فهاهنا يسقط من الاُجرة ما يخصّ بالزِّيارة، وإن استوجر على حجَّة مضمونة في ذمَّته فهاهنا يرجع ويزور، وقد اتَّفق النقلان.

وقالت الشافعيَّة: إنَّ الاستيجار والجعالة إن وقعا على الدعاء عند قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو على إبلاغ السَّلام فلا شكَّ في جواز الإجارة والجعالة كما كان عمر بن عبد العزيز يفعل. وإن كانا على الزِّيارة لا يصحّ لأنَّها عملٌ غير مضبوط.

١٢٧

[ شفاء السقام ص ٥٠ ]

وقال أبو عبد الله عبيد الله بن محمّد العكبري الحنبلي الشهير بابن بطَّة المتوفّى ٣٨٧ في كتاب « الإبانة » : بحسبك دلالة على إجماع المسلمين واتّفاقهم على دفن أبي بكر و عمر مع النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنَّ كل عالم من علماء المسلمين وفقيه من فقهائهم ألَّف كتاباً في المناسك ففصَّله فصولاً وجعله أبوابا يذكر في كلِّ باب فقهه ولكلِّ فصل علمه وما يحتاج الحاجُّ إلى علمه « إلى أن قال » : حتّى يذكر زيارة قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيصف ذلك فيقول: ثمَّ تأتي القبر فتستقبله وتجعل القبلة وراء ظهرك. إلى أن قال: وبعدُ أدركنا الناس ورأيناهم وبلغنا عمَّن لم نره أنَّ الرجل إذا أراد الحجَّ فسلّم عليه أهله وصحابته قالوا له: وتقرأ على النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبي بكر وعمر منّا السَّلام. فلا ينكر ذلك أحدٌ ولا يخالفه [ شفاء السقاء ٤٥ ].

قال الأميني: وذكر أبو منصور الكرماني الحنفي. والغزالي في « الإحياء » والفاخوري في « الكفاية » وشرنبلالي في مراقي الفلاح. والسبكي. والسمهودي. والقسطلاني. والحمزاوي العدوي وغيرهم: أنَّ النائب يقول: ألسَّلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان يستشفع بك إلى ربِّك بالرَّحمة والمغفرة فاشفع له.

٣ - قال العبدري المالكي في شرح رسالة إبن إبي زيد: وأمّا النذر للمشي إلى المسجد الحرام أو المشي إلى مكّة فله أصلٌ في الشَّرع وهو الحجُّ والعمرة، و إلى المدينة لزيارة قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل من الكعبة ومن بيت المقدس، وليس عندهم حجّ ولا عمرة، فإذا نذر المشي إلى هذه الثلاثة لزمه، فالكعبة متَّفقٌ عليها، واختلف أصحابنا وغيرهم في المسجدين الآخرين.

قال إبن الحاجِّ في « المدخل » ١ ص ٢٥٦ بعد نقل هذه العبارة: وهذا الذي قاله مسلّمٌ صحيحٌ لا يرتاب فيه إلّا مشركٌ أو معاندٌ لِلَّه ولرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وقال تقيُّ الدين السبكي في « شفاء السقام » ص ٥٣ بعد ذكر كلام العبدري المذكور قلت: ألخلاف الذي أشار إليه في نذر إتيان المسجدين لا في الزِّيارة. وقال ص ٧١ بعد كلام طويل حول نذر العبادات وجعلها أقساماً: إذا عرفت هذا فزيارة قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قربةٌ لحثِّ الشرع عليها وترغيبه فيها، وقد قدَّمنا أنَّ فيها جهتين: جهة عموم وجهة

_٨_

١٢٨

خصوص. فأمّا من جهة الخصوص، وكون الأدلَّة الخاصَّة وردت فيها بعينها، فيظهر القطع بلزومها بالنذر إلحاقاً لها بالعبادات المقصودة التي لا يؤتى بها إلّا على وجه العبادة كالصّلاة والصَّدقة والصَّوم والاعتكاف، ولهذا المعنى والله أعلم قال القاضي إبن كج رحمه الله: إذا نذر أن يزور قبر النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعندي انَّه يلزمه الوفاء وجهاً واحداً.

إلى أن قال: وإذا نظرنا إلى زيارة النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من جهة العموم خاصَّة واجتماع المعاني الَّتي يقصد بالزِّيارة فيه فيظهر أن يقال: إنَّه يلزم بالنذر قولاً واحداً.

ويحتمل على بعدٍ أن يقال: إنَّه كما لو نذر زيارة القادمين وإنشاء السَّلام فيجري في لزومها بالنذر ذلك الخلاف، مع كونها قربة في نفسها قبل النذر وبعده، وقد بان لك بهذا انَّها يلزم بالنذر.

وقبل هذه كلّها تنبأك عمّا نرتأيه الآداب المسنونة الآتية للزائر فانَّها تتفرَّع على استحباب الزِّيارة ومندوبيَّة شدِّ الرِّحال إلى روضة النبيِّ الأقدسصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »

١٢٩

أدب الزائر عند الجمهور

نذكرُ نصَّ ما وقفنا عليه في المصادر(١)

١ - إخلاص النيّة وخلوص الطويّة فإنّما الأعمال بالنيّات، فينوي التقرُّب إلى الله تعالى بزيارةِ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويستحبُّ أن ينوي مع ذلك التقرُّب بالمسافرة إلى مسجدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وشدِّ الرحال إليه والصّلاة فيه. قاله إبن الصّلاح والنووي من الشافعيّة، ونقله شيخ الحنفيّة الكمال بن الهمام عن مشايخهم.

٢ - أن يكون دائم الأسواق إلى زيارة الحبيب الشفيع.

٣ - أن يقول إذا خرج من بيته: بسم الله وتوكّلت على الله ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله أللهمَّ إليك خرجتُ وأنت أخرجتني، أللهمَّ سلّمني وسلّم منّي ورُدَّني سالماً في ديني كما أخرجتني، أللهمَّ إنِّي أعوذ بك أن أضلّ أو اُضلّ، أو أذلَّ أو اُذلّ، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يُجهل عليّ، عزَّ جارك وجلَّ ثناؤك وتبارك اسمك ولا إ~له غيرك.

٤ - ألإكثار في المسير من الصَّلاة والتسليم على النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بل يستغرق أوقات فراغه في ذلك من القربات.

٥ - يتبّع ما في طريقه من المساجد والآثار المنسوبة إلى النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيحييها بالزّيارة ويتبرَّك بالصّلاة فيها.

٦ - إذا دنا من حرم المدينة وشاهد أعلامها ورباها وآكامها فليستحضر وظائف الخضوع والخشوع مستبشراً بالهنا وبلوغ المنى، وإن كان على دابّة حرَّكها تباشراً بالمدينة، ولا بأس بالترجّل والمشي عند رؤية ذلك المحلّ الشريف كما يفعله بعضهم، لأنَّ وفد عبد القيس لما رأوا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزلوا عن الرّواحل ولم ينكر عليهم، وتعظيمه بعد الوفاة كتعظيمه في الحياة.

وقال أبو سليمان داود المالكي في الإنتصار: إنَّ ذلك يتأكّد فعله لمن

____________________

١ - أفرد جمال الدين عبد الله الفاكهى المكى الشافعى المتوفى ٩٧٢، آداب زيارة النبى صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ بالتأليف وسماه ( حسن التوسل في آداب زيارة أفضل الرسل ) جمع فيه أربعاً وتسعين أدبا من آداب الزائر، وقد صفحنا عن كثير منها لكونه أدب المسافر لا يخص بالزيارة، طبع في هامش الاتحاف للشيراوي بمصر سنة ١٣١٨.

١٣٠

أمكنه من الرِّجال، وانّه يستحبُّ تواضعاً لِلَّه تعالى وإجلالاً لنبيِّه صلّى الله تعالى عليه وسلّم. وحكى القاضي عياض في « الشفاء » : إنَّ أبا الفضل الجوهري(١) لما ورد المدينة زائراً وقرب من بيوتها ترجَّل باكياً منشداً:

ولما رأينا رسم مَن لم يدع لنا

فؤاداً لعرفان الرسوم ولا لبّا

نزلنا عن الأكوار نمشي كرامةً

لمن بانَ عنه أن نلمَّ به ركبا

وقد ضمنها القاضي عياض في قصيدة نبويَّة له يقول بعدهما:

وتهنا بأكناف الخيام تواجداً

نُقبِّلها طوراً ونرشفها حُبّا

ونُبدي سروراً والفؤاد بحبِّها

تقطّع والأكباد أورى بها لهبا

اُقدِّم رِجلاً بعد رِجلٍ مهابةً

وأسحب خدِّي في مواطنها سحبا

وأسكب دمعي في مناهل حبِّها

واُرسل حبّاً في أماكنها النجبا

وأدعو دعاء البائس الواله الذي

براه الهوى حتّى بدا شخصه شجبا

٧ - إذا بلغ حرم المدينة الشريفة فليقل بعد الصّلاة والتسليم: أللهمَّ هذا حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي حرَّمته على لسانه، ودعاك أن تجعل فيه من الخير والبركة مثلي ما في حرم البيت الحرام، فحرِّمني على النار، وآمنِّي من عَذابك يوم تبعث عبادك، وارزقني من بركاته ما رزقته أولياءك وأهل طاعتك، ووفّقني لحسن الأدب وفعل الخيرات وترك المنكرات. ثمَّ تشتغل بالصّلاة والتسليم.

وقال الغزالي في الإحياء ١ ص ٢٤٦: إذا وقع بصره على حيطان المدينة وأشجارها قال: ألّلهمَّ هذا حرم رسولك فاجعله لي وقايةً من النّار، وأماناً من العذاب وسوء الحساب.

وفي « مراقي الفلاح » للفقيه شرنبلالي: فإذا عاين حيطان المدينة المنورّة يصلّي على النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمَّ يقول: أللهمَّ هذا حرم نبيِّك ومهبط وحيك، فامنن عليَّ بالدخول فيه، واجعله وقايةً لي من النّار وأماناً من العذاب، واجعلني من الفائزين بشفاعة المصطفى يوم المآب.

٨ - إن كانت طريقه على ذي الحليفة فلا يجاوز المعرَّس حتّى ينيخ به وهو مستحبّ

____________________

١ - عبد الله بن الحكيم الرندى الاندلسى من علماء الحديث والقراءات والعربية وله شعر رائق.

١٣١

كما قاله أبو بكر الخفّاف في كتاب [ الأقسام والخصال ] والنووي وغيرهما.

٩ - ألغسلُ لدخول المدينة المنوَّرة من بئر الحرَّة أو غيرها، والتطيّب ولبسُ الزائر أحسن ثيابه. وقال الكرماني من الحنفيّة، فإن لم يغتسل خارج المدينة فليغتسل بعد دخولها.

قال إبن حجر: ويسنُّ له كمالاً في الأدب أن يلبس أنظف ثيابه، والأكمل الأبيض إذ هو أليق بالتواضع المطلوب متطيِّباً، وقد يقع لبعض الجهلة عند الرؤية للمدينة نزولهم عن رواحلهم مع ثياب المهنة والتجرُّد عن الملبوس فينبغي زجره، نعم: ألنزول عن الرَّواحل عند رؤية المدينة من كمال الأدب لكن بعد التطيّب ولبس النظيف.

وقال الفقيه شرنبلالي في « مراقي الفلاح » : ويغتسل قبل الدخول أو بعده قبل التوجه للزيارة إن أمكنه، ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه تعظيماً للقدوم على النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمَّ يدخل المدينة ماشياً إن أمكنه بلا ضرورة.

١٠ - أن يقول عند دخوله من باب البلد: بسم الله ما شاء الله لا قوَّة إلّا بالله، ربّ أدخلني مُدخلِ صِدْق، وأخرجنيُ مُخرج صِدْقٍ، واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيرا، حسبي الله آمنت بالله توكلّت على الله لا حول ولا قوّة إلّا بالله، أللهمَّ إنّي أسألك بحقِّ السائلين عليك، وبحقِّ ممشاي هذا إليك فإنّي لم أخرج بطراً ولا اشراً ولا رياء ولا سمعةً خرجت اتِّقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تُنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت.

وقال شيخ زاده في « مجمع الأنهر » ١ ص ١٥٧: إذا دخل المدينة قال: ربِّ أدخلني مُدخل صِدْق. الآية. أللهَّم افتح لي أبواب فضلك ورحمتك فارزقني زيارة قبر رسولك المجتبىعليه‌السلام ما رزقت أولياءك وأهل طاعتك واغفر لي وارحمني يا خير مسئول.

١١ - لزوم الخشوع والخضوع لَمّا شاهد القبَّة مستحضراً عظمتها يمثِّل في نفسه مواقع أقدام رسول الله، فلا يضع قدمه عليه إلّا مع الهيبة والسكينة والوقار.

١٢ - عدم الإخلال بشيء ممّا أمكنه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والغضب عند انتهاك حرمةٍ من حرمه أو تضييع شيء من حقوقهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١٣ - إذا شاهد المسجد والحرم الشريف فليزدد خضوعاً وخشوعاً يليق بهذا

١٣٢

المقام ويقتضيه هذا المحلّ الذي ترتعد دونه الأقدام ويجتهد في أن يوفي للمقام حقَّه من التعظيم والقيام.

١٤ - ألأفضل أن يدخل الزائر إلى الحضرة الشريفة من باب جبرئيل، وجرت عادة القادمين من ناحية باب السَّلام بالدخول.

١٥ - يقف بالباب لحضةً لطيفةً كما يقف المستأذن في الدُّخول على العظماء. قاله الفاكهي في « حسن الأدب » ص ٥٦، والشيخ عبد المعطي السقا في « الأرشادات السنيَّة » ص ٢٦١.

١٦ - إذا أراد الدخول فليفرغ قلبه وليصف ضميره، ويقدِّم رِجله اليمنى ويقول: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبنوره القديم من الشيطان الرَّجيم، بسم الله والحمد لِلَّه ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله ما شاء الله لا قوَّة إلّا بالله، أللهَّم صلِّ على سيِّدنا محمّد عبدك ورسولك وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً، أللهمّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، ربِّ وفِّقني وسدِّدني وأصلحني وأعنّي على ما يُرضيك عنّي، ومُنَّ عليَّ بحسن الأدب في هذه الحضرة الشريفة، ألسَّلام عليك أيّها النبيُّ ورحمة الله تعالى وبركاته، ألسَّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين.

ولا يترك ذلك كلّما دخل المسجد أو خرج منه إلّا انَّه يقول عند خروجه: و افتح لي أبواب فضلك. بدل قوله: أبواب رحمتك.

وقال القاضي عياض: قال إبن حبيب: يقول إذا دخل مسجد الرَّسول: بسم الله و سلامٌ على رسول الله، ألسَّلام علينا من ربِّنا، وصلّى الله وملائكته على محمّد، أللهمّ اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك وجنَّتك، واحفظني من الشَّيطان الرَّجيم.

١٧ - قال القاضي في « الشفاء » : ثمَّ اقصد إلى الرَّوضة وهي ما بين القبر والمنبر واركع فيهما ركعتين قبل وقوفك بالقبر تحمد الله تعالى فيهما وتسأله تماما ما خرجت إليه والعون عليه، وإن كانت ركعتاك في غير الرَّوضة أجزأتاك وفي الرَّوضة أفضل.

وقال القسطلاني في « المواهب » : يستحبّ أن يصلّي ركعتين قبل الزِّيارة، قيل: وهذا ما لم يكن مروره من جهة وجهه الشريف وإلّا استحبَّ الزِّيارة أوَّلاً، قال في « تحقيق النصرة » : وهو استدراكٌ حسنٌ، ورخَّص بعضهم تقديم الزيارة مطلقاً، و

١٣٣

قال إبن الحاجّ: كلُّ ذلك واسعٌ.

وقال شرنبلالي في « مراقي الفلاح » : فتسجد شكراً لِلَّه تعالى بأداء ركعتين غير تحيَّة المسجد شكراً لما وفَّقك الله تعالى ومَنَّ عليك بالوصول إليه.

وقال الحمزاوي في « كنز المطالب » ص ٢١١: يبدأ بتحيَّة المسجد ركعتين خفيفتين بقل يا أيّها الكافرون وقل هو الله أحد، وأن يكون بمصلّاهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإن لم يتيسَّر له فما قرب منه ممّا يلي المنبر من جهة الرَّوضة.

١٨ - ينبغي لِلزائر أن يكون واقفاً وقت الزِّيارة كما هو الأليق بالأدب، فإذا طال فلا بأس متأدِّباً جاثياً على ركبتيه غاضّاً لطرفه في مقام الهيبة والإجلال، فارغ القلب مستحضراً بقلبه جلالة موقفه، وأنَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيٌّ ناظرٌ إليه ومطَّلعٌ عليه. وقال الخفاجي في شرح « الشفاء » ٣ ص ٥٧١: ويستحبُّ القيام في حال الزِّيارة كما نبَّه عليه المصنِّف [ يعني القاضي عياض ] بقوله: يقف. وهو أفضل من الجلوس عند الجمهور، ومن خيَّر بينهما أراد الجواز دون المساواة، فإن جلس فالأفضل أن يجثو على ركبتيه ولا يفترش ولا يتربَّع لأنَّه أليق بالأدب.

١٩ - يقف كما يقف في الصَّلاة واضعاً يمينه على شماله. قاله الكرماني الحنفي وشيخ زاده في « مجمع الأنهر » وغيرهما ورئاه إبن حجر أليقاً.

٢٠ - يتوجَّه إلى القبر الكريم مستعيناً بالله تعالى في رعاية الأدب في هذا الموقف العظيم، فيقف ممثِّلاً صورته الكريمة في خياله بخشوع وخضوع تاميّن بين يديهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم محاذاة الوجه الشريف مستدبر القبلة، ناظرا في حال وقوفه إلى أسفل ما يستقبل من جدار الحجرة الشريفة، ملتزماً للحياء والأدب التامِّ في ظاهره وباطنه، عالماً بأنَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عالمٌ بحضوره وقيامه وزيارته وانَّه يبلغه سلامه وصلاته، وقال إبن حجر: استدبار القبلة واستقبال الوجه الشريف هو مذهبنا ومذهب جمهور العلماء.

وقال الخفاجي في شرح « الشفا » ٣ ص ١٧١: إستقبال وجههصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستدبار القبلة مذهب الشافعي والجمهور، ونُقل عن أبي حنيفة، وقال إبن الهمام: ما نُقل عن أبي حنيفة انَّه يستقبل القبلة مردودٌ بما روي عن إبن عمران من السنَّة أن يستقبل القبر المكرَّم ويجعل ظهره للقبلة، وهو الصحيح من مذهب أبي حنيفة، وقول

١٣٤

الكرماني: إنَّ مذهبه بخلافه ليس بشئ لأنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيُّ في ضريحه يعلم بزائره و من يأتيه في حياته إنَّما يتوجَّه إليه.

وقال في شرح قول إبن أبي مليكة(١) من أحبّ أن يكون وجاه النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيجعل القنديل الذي في القبلة عند القبر على رأسه: هو إرشادٌ لكيفيَّة الزيارة، و أن يكون بينه وبين القبر فاصلٌ. فقيل: إنَّه يبعد عنه بمقدار أربعة أذرع وقيل: ثلاثة وهذا على أنَّ البعد أولى وأليق بالأدب كما كان في حياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليه الأكثر، و ذهب بعض المالكيَّة إلى أنَّ القرب أولى، وقيل: يعامل معاملته في حياته فيختلف ذلك باختلاف الناس، وهذا باعتبار ما كان في العصر الأوَّل وأمّا اليوم فعليه مقصورةٌ تمنع من دنوِّ الزائر فيقف عند الشبّاك.

٢١ - لا يرفع في الزِّيارة صوته ولا يخفيه بل يقتصد، وخفض الصَّوت عنده صلّى الله عليه أدبٌ للجميع، أخرج القاضي عياض باسناده عن إبن حميد قال: ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكاً في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له مالك: يا أمير المؤمنين! لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإنَّ الله تعالى أدَّب قوماً فقال: لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيِّ. الآية. ومدح قوماً فقال: إنَّ الَّذين يغضّون أصواتهم عند رسول الله. ألآية. وذمَّ قوماً فقال: إنَّ الذين ينادونك من وراء الحجرات. ألآية. وانَّ حرمته ميِّتا كحرمته حيّاً، فاستكان لها أبو جعفر وقال: يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعوا أم أستقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال: ولِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدمعليه‌السلام إلى الله تعالى يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله تعالى قال الله تعالى: ولو انَّهم إِذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله الآية.

_٢٢_

زيارة النبى الاقدس

يقول: ألسَّلام عليكَ يا رسول الله، ألسَّلام عليكَ يا نبيَّ الله، ألسَّلام عليكَ يا خيرةَ الله، ألسَّلام عليكَ يا حبيب الله، ألسَّلام عليكَ يا سيِّد المرسلين وخاتم النبيِّين ألسَّلام عليكَ يا خيرة الخلائق أجمعين، ألسَّلام عليكَ يا قائد الغرِّ المحجَّلين، ألسَّلام عليكَ

____________________

١ - عبد الله بن عبيد الله المتوفى ١١٧، أخرج له اصحاب الصحاح الست.

١٣٥

وعلى آلك وأهل بيتك وأزواجك وأصحابك أجمعين، السَّلام عليكَ وعلى سائر الأنبياء و المرسلين وجميع عباد الله الصالحين، جزاك الله عنّا يا رسول الله أفضل ما جزى به نبيّاً و رسولاً عن اُمَّته، وصلّى عليك كلّما ذكرك الذاكرون، وغفل عن ذكرك الغافلون، أفضل وأكمل ما صلّى على أحدٍ من الخلق أجمعين، أشهد أن لا إ~له إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّك عبده ورسوله وخيرته من خلقه، وأشهد أنّك بلّغت الرِّسالة، وأدّيت الأمانة ونصحت الاُمَّة، وكشفت الغمَّة، وجاهدت في الله حقَّ جهاده، أللهمَّ آته الوسيلة و الفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، وآته نهاية ما ينبغي أن يسأله السّائلون، أللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمّد نبيِّك ورسولك النبيِّ الاُمّيِّ وعلى آل سيِّدنا محمّد وأزواجه وذرّيته كما صلّيت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، وبارك على سيِّدنا محمّد النبيِّ الاُمّيِّ وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميدٌ مجيد.

زيارة أخرى

حكاها إبن فرحون عن إبن حبيب(١)

ألسّلام عليكَ أيَّها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، صلّى الله عليكَ وسلّم يا رسول الله أفضل وأزكى وأعلى وأنمى صلاةٍ صلّاها على أحدٍ من أنبيائه وأصفيائه، أشهدُ يا رسول الله أنّك قد بلّغت ما اُرسلتَ به، ونصحتَ الاُمّة، وعبدتَ ربّك حتّى أتاك اليقين، وكنتَ كما نعتك الله في كتابه حيث قال: لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤفٌ رحيمٌ، فصلوات الله وملائكته وجميع خلقه في سماواته وأرضه عليك يا رسول الله.

زيارة ثالثة

إتَّفق عليه أعلام المذاهب الأربعة(٢)

ألسّلام عليكَ يا نبيِّ الله ورحمة الله وبركاته، أشهدُ أنّك رسول الله فقد بلّغت الرّسالة، وأدَّيتَ الأمانة، ونصحت الاُمَّة، وجاهدت في أمر الله حتّى قبض الله روحك حميداً محموداً، فجزاك الله عن صغيرنا وكبيرنا خير الجزاء، وصلّى عليك أفضل الصّلاة وأزكاها، وأتمَّ التحيّة

____________________

١ - عبد الملك بن حبيب القرطبى الامام الجليل الثقة مصنف كتاب « الواضحة »

٢ - في الفقه على المذاهب الاربعة ١ ص ٥٩١.

١٣٦

وأنماها، أللهمَّ اجعل نبيّنا يوم القيامة أقرب النبيِّين إليك، واسقنا من كأسه، وارزقنا من شفاعته، واجعلنا من رفقائه يوم القيامة، أللهمِّ لا تجعل هذا آخر العهد بقبر نبيِّناعليه‌السلام وارزقنا العود إليه يا ذا الجلال والاكرام.

الزيارة الرابعة

رواية الغزالي

ألسّلام عليكَ يا رسول الله، ألسّلام عليكَ يا نبيَّ الله، ألسَّلام عليك يا أمين الله، ألسّلام عليكَ يا حبيب الله، ألسّلام عليكَ يا صفوة الله، ألسّلام عليك يا خيرة الله، ألسّلام عليك يا أحمد، ألسّلام عليكَ يا محمّد، ألسَّلام عليكَ يا أبا القاسم، ألسّلام عليك يا ماحي، ألسَّلام عليكَ يا عاقب، ألسّلام عليك يا حاشر، ألسّلام عليك يا بشير، ألسّلام عليكَ يا نذير، ألسّلام عليك يا طهر، ألسّلام عليك يا طاهر، ألسّلام عليك يا أكرم ولد آدم، ألسّلام عليك يا سيِّد المرسلين، ألسّلام عليك يا خاتم النبيِّين، ألسّلام عليك يا رسول ربِّ العالمين، ألسّلام عليكَ يا قائد الخير، ألسّلام عليك يا فاتح البرّ، ألسّلام عليك يا نبيّ الله، ألسّلام عليك يا هادي الاُمّة، ألسّلام عليك يا قائد الغرّ المحجّلين، ألسّلام عليك وعلى أهل بيتك الذين أذهب الله عنهم الرِّجس وطهّرهم تطهيرا، ألسّلام عليك وعلى أصحابك الطيِّبين وعلى أزواجك الطّاهرات اُمّهات المؤمنين، جزاكَ الله عنّا أفضل ما جزى نبيّاً عن قومه ورسولاً عن اُمّته وصلّى عليك كلّما ذكرك الذاكرون، وكلّما غفل عنك الغافلون، وصلّى عليك في الأوّلين والآخرين أفضل وأكمل وأعلى وأجلَّ وأطيب وأطهر ما صلّى على أحدٍ من خلقه كما استنقذنا بك من الضّلالة، وبصَّرنا بك من العماية، وهدانا بك من الجهالة، أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّك عبد الله ورسوله وأمينه وصفيّه وخيرته من خلقه، وأشهد أنَّك قد بلّغت الرِّسالة، وأدّيتَ الأمانة، ونصحتَ الاُمّة، وجاهدتَ عدوّك، وهديتَ اُمّتك، وعبدتَ ربّك حتّى أتاك اليقين، فصلّى الله عليك وعلى أهل بيتك الطيِّبين وسلّم وشرّف وكرّم وعظّم.

زيارة خامسة

رواية القسطلاني

ألسَّلام عليك يا رسول الله، ألسَّلام عليك يا نبيَّ الله، ألسَّلام عليك يا حبيب الله،

١٣٧

ألسَّلام عليك يا خيرة الله، ألسَّلام عليك يا صفوة الله، ألسَّلام عليك يا سيِّد المرسلين وخاتم النبيِّين، ألسَّلام عليك يا قائد الغرّ المحجّلين، ألسَّلام عليك وعلى أهل بيتك الطيِّبين الطاهرين، ألسَّلام عليك وعلى أزواجك الطاهرات اُمَّهات المؤمنين، ألسَّلام عليكَ وعلى أصحابكَ أجمعين، ألسَّلام عليكَ وعلى سائر الأنبياء وسائر عباد الله الصّالحين، جزاكَ اللهُ أفضلَ ما جزى نبيّاً ورسولاً عن اُمتّه، وصلّى الله عليكَ كلّما ذَكرَكَ الذاكِرونَ، وغفل عن ذِكره الغافلون، وأشهد أنْ لا إ~له إلّا الله، وأشهد أنَّك عبده ورسوله وأمينه وخيرته من خلقه، وأشهد أنَّك قد بلّغت الرِّسالة، وأدَّيت الأمانة، ونصحتَ الاُمَّة، وجاهدتَ في الله حق جهاده

قال: ومن ضاق وقته عن ذلك فليقل ما تيسَّر منه.

زيارة سادسة

رواية الباجوري

قال: يسلّم عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا رفع صوت قائلاً:

ألسَّلام عليكَ يا رسول الله، ألسلام عليك يا نبيَّ الله، ألسَّلام عليك يا حبيب الله، أشهد أنّك رسول الله حقّاً بلّغتَ الرِّسالة، وأدّيتَ الأمانة، ونصحتَ الاُمّة، وكشفتَ الغمّة، وجلوت الظّلمة، ونطقت بالحكمة، وجاهدتَ في سبيل الله حقَّ جهاده، جزاك الله عنّا أفضل الجزاء.

زيارة اخرى سابعة

ذكرها شرنبلالي الحنفي في « المراقي »

ألسَّلام عليكَ يا سيِّدي يا رسول الله، ألسلام عليك يا نبيَّ الله، ألسَّلام عليك يا حبيب الله، ألسَّلام عليكَ يا نبيَّ الرَّحمة، ألسّلام عليك يا شفيع الاُمّة، ألسّلام عليك يا سيِّد المرسلين، ألسّلام عليك يا خاتم النبيِّين، ألسّلام عليك يا مزمِّل، ألسّلام عليك يا مدَّثِّر، ألسّلام عليك وَعلى اُصولك الطيِّبين وأهل بيتك الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيرا، جزاك الله عنّا أفضل ما جزى نبيّاً عن قوله ورسولاً عن اُمَّته، أشهد أنّك رسول الله بلّغتَ الرِّسالة، وأدَّيتَ الأمانة، ونصحتَ الاُمَّة، وأوضحت الحجّة، و جاهدتَ في سبيل الله حقَّ جهاده، وأقمتَ الدِّين حتّى أتاك اليقين، صلّى الله عليك وسلّم و

١٣٨

على أشرف مكان شرَّف بحلول جسمك الكريم فيه صلاةً وسلاماً دائمين من ربِّ العالمين، عدد ما كان وعدد ما يكون بعلم الله، صلاة لا انقضاء لأمرها، يا رسول الله! نحن وفدك وزوّار حرمك تشرّفنا بالحلول بين يديك، وجئنا من بلادٍ شاسعةٍ وأمكنةٍ بعيدةٍ نقطع السهل والوعر بقصد زيارتك لنفوز بشفاعتك، والنظر إلى مآثرك ومعاهدك، والقيام بقضاء بعض حقِّك والإستشفاع بك إلى ربِّنا، فإنَّ الخطايا قد قصمت ظهورنا، والأوزار قد أثقلت كواهلنا وأنت الشافع المشفَّع الموعود بالشفاعة العظمى والمقام المحمود والوسيلة، وقد قال الله تعالى: ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرَّسول لوجدوا الله توّاباً رحيما.

وقد جئناك ظالمين لأنفسنا، مستغفرين لذنوبنا، فاشفع لنا إلى ربِّك، واسأله أن يميتنا على سنّتك، وأن يحشرنا في زمرتك، وأن يوردنا حوضك، وأن يسقينا بكأسك غير خزايا ولا نادمين، ألشَّفاعة ألشَّفاعة يا رسول الله [ تقولها ثلاثاً ] ربَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلًّا للّذين آمنوا ربّنا إنّك رؤف رحيم.

زيارة ثامنة

رواية شيخ زاده في « مجمع الأنهر »

ألسَّلام عليك ورحمة الله وبركاته، ألسّلام عليك يا رسول الله، ألسّلام عليكَ يا خير خلق الله: ألسّلام عليك يا سيِّد ولد آدم، إنِّي أشهد أن لا إله إلّا الله. وحده لا شريك له، وأشهد أنّك عبده ورسوله وأمينه، أشهد أنّك قد بلّغت الرِّسالة. وأدَّيت الأمانة، ونصحت الاُمّة، وكشف الغمَّة، فجزاك الله عنّا خيراً، جزاك الله عنّا أفضل ما جزى نبيّاً عن اُمّته، أللهمَّ اعط سيِّدنا ورسولك محمّداً الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، وأنزله المنزل المبارك عندك، سبحانك أنت ذو الفضل العظيم.

ثمَّ يسأل الله تعالى حاجته وأعظم الحاجات حسن الخاتمة وطلب المغفرة ويقول: ألسّلام عليك يا رسول الله، أسألك الشفاعة الكبرى، وأتوسّل بك إلى الله تعالى في أن أموت مسلماً على ملّتك وسنّتك، وأن اُحشر في زمرة عباد الله الصّالحين. ثمَّ ذكر السّلام على الشيخين.

١٣٩

زيارة تاسعة رواية الفاكهي

ألسّلام عليك أيّها النبيُّ الكريم - ثلاثاً - ألسّلام عليك يا رسول الله، ألسَّلام عليك يا نبيَّ الله، ألسّلام عليك يا خيرة الله، ألسّلام عليك يا حبيب الله، ألسّلام عليكَ يا سيِّد المرسلين، ألسّلام عليك يا خاتم النبيِّين، ألسّلام عليكَ يا خير الخلائق أجمعين، ألسّلام عليكَ يا إمام المتّقين، ألسّلام عليكَ يا قائد الغرّ المحجّلين، ألسّلام عليك يا رحمةً للعالمين، ألسَّلام عليك يا منّة الله على المؤمنين، ألسَّلام عليكَ يا شفيع المذنبين، ألسَّلام عليك يا هادياً إلى صراطٍ مستقيم، ألسَّلام عليك يا من وصفه الله بقوله: وإنَّك لعلى خلق عظيم. وبالمؤمنين رؤفٌ رحيم. ألسَّلام عليك وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وآلك وأهل بيتك وأزواجك وأصحابك أجمعين وعباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته، جزى الله محمَّداً كما هو أهله، جزاك الله عنّا يا رسول الله أفضل ما جزى نبيّاً عن قومه ورسولاً عن اُمَّته، وصلّى الله عليك كلّما ذكرك الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون أفضل وأكمل ما صلّى على أحد من خلقه أجمعين وأشهد أن لا إ~له إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّك عبده ورسوله وخيرته من خلقه، فإنَّك قد بلّغت الرِّسالة، وأدَّيتَ الأمانة، ونصحتَ الاُمَّة، وجاهدت في الله حقَّ جهاده، وكما نصَّ الله في كتابه، أللهمَّ آته الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، أللهمّ صلِّ على محمَّد عبدك ونبيِّك ورسولك النبيِّ الاُمِّيّ وعلى آل محمَّد وأزواجه وذريَّته كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميدٌ مجيدٌ، ربّنا آمنّا بما أنزلتَ واتّبعنا الرَّسول فاكتبنا مع الشاهدين، ألحمد لِلَّه الذي أقرَّ عيني برؤيتك يا رسول الله، وأدخلني بروضتك وحضرتك يا حبيب الله.

فإن عجز عن ذلك كلّه أتى بما أمكنه.

ألدعاء عند رأس النبى

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٢٣ - يقف عند رأسه الشريف ويقول. أللهمَّ إنّك قلت وقولك الحقُّ: ولو انّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرَّسول لوجدوا الله توّاباً

١٤٠