الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٥

الغدير في الكتاب والسنة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 461

الغدير في الكتاب والسنة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 461
المشاهدات: 121869
تحميل: 4365


توضيحات:

الجزء 1 المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 461 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 121869 / تحميل: 4365
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء 5

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وحمِّل ما اُطيق به نهوضاً

فإنّ الرّفق أنسب بالصَّديقِ

فقد صيّرتني لعلاك رقّاً

ببرِّك بل أرقَّ من الرقيقِ

وكتب بعدها نثراً توجد جملةٌ منه في الإجازات.

لم نقف على تاريخي ولادة شيخنا شمس الدين ووفاته غير أنَّا نقطع بحياته إلى سنة ٦٨٠، وقد قرَّب العلّامة السَّماوي وفاته سنة تسعين بعد الستمائة، وللباحث أن يقف على مواقفه العظيمة في الفضايل بالقصائد التي رثاه بها أعلام عصره منها رثاء العلّامة الحجَّة الفقيه الصالح صفيِّ الدين محمّد بن الحسن أبي الرِّضا العلوي البغدادي يقول في قصيدته:

مصابٌ أصاب القلب منه وجيبُ

وصابت لجفن العين فيه غروبُ

يعزُّ علينا فقد مولىً لفقده

غدت زهرة الأيّام وهي شحوبُ

وطاب له في النّاس ذكرٌ ومحتدٌ

كما طاب منه مشهدٌ ومغيبُ

ألا ليت شمس الدين بالشمس يقتدي

فيصبح فينا طالعاً ويغيبُ

فمن ذا يحلُّ المشكلات ومن إذا

رمى غرض المعنى الدقيق تصيبُ؟

ومَن يكشف الغمّاء عنّا ومَن له

نوال إذا ضنَّ الغمام يصوبُ؟

فلا قام جنح الليل بعدك خاشعٌ

ولا صام في حرِّ الهجير منيبُ

ولو سال فوق الطرس من كفِّ كاتب

يراع عن السمر الطوال ينوبُ

وبعدك لا سحَّ الغمام ولا شدا

الحمام ولا هبَّت صباً وجنوبُ

ومنها قصيدة الفقيه الحجَّة الشيخ مهذَّب الدين محمود بن يحيى بن محمّد الشيباني الحلّي:

عزَّ العزاء ولات حين عزاءِ

من بعد فرقة سيِّد الشعراءِ

ألعالم الحَبر الإمام المرتضى

علم الشَّريعة قدوة العلماءِ

أكذا المنون تهدّ أطواد الحجا

ويفيض منها بحر كلّ عطاءِ؟

ما للفتاوى لا يردّ جوابها؟

ما للدّعاوي غطّيت بغطاءِ؟

ما ذاك إلّا حين مات فقيهنا

شمس المعالي أوحد الفضلاءِ

ذهب الذي كنّا نصول بعزِّه

ولسانه الماضي على الأعداءِ

٤٤١

مَن للفتاوى المشكلات يحلّها

ويُبينها بالكشف والإمضاءِ؟

مَن للكلام يبين من أسراره

معنى جلالة خالق الأشياءِ؟

مَن ذا لعلم النحو واللغة التي

جاءت غرائبها عن الفصحاءِ؟

ما خلت قبل يحطُّ في قلب الثرى

إنَّ البدور تغيب في الغبراءِ

أيموت محفوظٌ وأبقى بعده؟

غدرٌ لعمرك موته وبقائي

مولاي شمس الدين يا فخر العلا!

مالي اُنادي لا تجيب ندائي؟

ومنها: قصيدة العلّامة المحقّق الشيخ تقيّ الدين ابن داود الحلّي أحد شعراء الغدير الآتي ذكره في القرن الثامن:

لك الله أيَّ بناء تَداعى

وقد كان فوق النجوم ارتفاعا؟

وأيَّ علاءٍ دعاه الخطوب

فلبَّى ولولا الرِّدى ما أطاعا؟

وأيَّ ضياءٍ ثوى في الثرى

وقد كان يخفي النّجوم التماعا؟

لقد كان شمس الدين كاسمه

فأرخى الكسوف عليه قناعا؟

فوا أسفا أين ذاك اللسان

إذا رام معناً أجاب إتِّباعا؟

وتلك البحوث التي ما تمل

إذا ملَّ صاحب بحثٍ سماعا؟

فمن ذا يُجيب سؤال الوفود

إذا عرضوا أو تعاطوا نزاعا؟

ومَن لليتامى ولابن السبيل

إذا قصدوه عراةً جياعا؟

ومَن للوفاء وحفظ الإخاء

وراعي العهود إذا الغدر شاعا؟

سقى الله مضجعه رحمةً

تروّي ثراه وتأبى انقطاعا؟(١)

وولد المترجَم أبو علي محمّد الشهير بتاج الدين بن وشاح كان قاضي الحلّة، ولصفيّ الدين الحلّي الآتي ذكره في الجزء السّادس قصيدة يرثيه بها توجد في ديوانه ٢٥٦ مطلعها:

لو أفادتنا العزائم حالا

لم نجد حسن العزاء محالا

ويقول فيها:

أسدٌ خلف شبلي عرين

شيدا مجداً له لن ينالا

____________________

١ - راجع أمل الآمل، بحار الانوار ج ٢٥، مستدرك الوسائل، تتميم الأمل لابن أبي شبانة، روضات الجنات.

٤٤٢

ظلّ زين الدين للدهر زيناً

وجمال الدين فيها جمالا

فأرانا الله أقصى الأماني

فيهما إن جار دهرٌ ومالا ٤٩ بيتاً

ولصفيّ الدين قصيدة اُخرى ذات ٥٣ بيتاً توجد في ديوانه ص ٤١٠ يعتذر بها إلى القاضي تاج الدِّين بن وشاح عن قيلٍ فيه وعزوه إليه أوَّلها:

حذراً عليك من الفعال الجافي

اُدنيك مجتهداً إلى الإنصافِ

ويقول في آخرها:

شكراً لواشٍ أوجبت أقواله

حجِّي لكعبة ربعكم وطوافي

بُعدٌ جنيت القرب من أغصانه

وسكينةٌ حصلت من الإرجافِ

ولربَّما عوت الكلاب فأرشدت

نحو الكرام شوارد الأضيافِ

دع عنك ما اختلف الورى في نقله

عنِّي وخذ مدحاً بغير خلافِ

مدحاً أتاك ولا يروم إجازةً

إلّا المودَّة والضمير الصّافي

ولآل محفوظ بقيَّةٌ صالحةٌ في سوريا والعراق، وللاُستاذ الحسين بن الشيخ علي ابن الشيخ محمّد الجواد بن الشيخ موسى آل محفوظ الكاظمي رسالةٌ في تراجم أعلام اُسرته الكريمة، وتوجد ذكرى عُمد هذا البيت الرَّفيع في تكملة أمل الآمل لسيِّدنا الصَّدر الكاظمي، وفي وفيات الأعلام لشيخنا الرازي صاحب « الذريعة »

توجد في أمل الآمل وغيره ترجمة باسم سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح السوراني، قرأ عليه المحقّق الحلّي المتوفّى ٦٦٧، ويروي عنه السيِّد بن طاوس المتوفّى ٦٦٤، ووالد العلّامة الحلّي وقد ولد العلّامة ٦٤٨، واستظهر صاحب « روضات الجنات » في ص ٣٠١ انَّه ولد شاعرنا شمس الدين محفوظ وهذا الإستظهار ليس في محلّه لأنَّ المترجم نفسه أحد الرُّواة عن المحقِّق الحلّي فكيف يكون سالم الذي قرأ عليه المحقّق الحلّي ابنه؟ ثمَّ طبقة الرُّواة عن سالم هي طبقة مشايخ شمس الدين المترجم فيستدعي ذلك أن يكون متقدِّماً على والده بطبقة غير طبقة والده.

ويويِّد ما ذكرناه أنّ ولد المترجم أبا علي محمَّداً تاج الدين بن محفوظ المترجم في أمل الآمل يروي عنه السيِّد تاج الدين ابن معيَّة المتوفّى ٧٧٦، ورثاه صفيُّ الدين المتوفّى ٧٥٢، فلو كان سالم أخاه لوجب أن يكون الرُّواة عنه من أهل هذه الطبقة لا قبلها بقرن.

٤٤٣

ألقرن السّابع

٦٤

بهاء الدين الاربلي

المتوفّى: ٦٩٢ / ٣

وإلى أمير المؤمنين بعثتها

مثل السفاينُ غمن في تيَّارِ(١)

تحكي السّهام إذا قطعن مفازةً

وكأنَّها في دقَّة الأوتار

حمّال أثقال ومُسعف طالب

وملاذ ملهوف وموئل جارِ

شرفٌ أقرَّ به الحسود وسوددٌ

شاد العلاء ليَعربٍ ونزارِ

وسماحةٌ كالماء طاب لواردٍ

ظامٍ إليه وسطوةٌ كالنّارِ

ومآثرٌ شهد العدوُّ بفضلها

والحقُّ أبلج والسّيوف عواري

سل عنه بدراً إذ جلا هبواتها

بشباة خطيٍّ وحدِّ غرارِ(٢)

حيث الأسنَّة كالنجوم منيرة

تخفى وتبدو في سماء غبارِ

واسأل بخيبر إن عرتك جهالةٌ

بصحايح الأخبار والآثارِ

واسأل جموع هوازنٍ عن حيدر

وحذار من اسد العرين حَذارِ

واسأل بخمّ عن علاه فانّها

تقضي بمجد واعتلاء منارِ

بولائه يرجو النّجاة مقصِّرٌ

وتحطّ عنه عظايم الأوزارَ

ويقول فيها:

عرِّج على أرض الغريِّ وقف به

والثم ثراه وزره خير مزارِ

واخلع بمشهده الشرّيف معظّماً

تعظيم بيت الله ذي الأستارِ

وقل: السَّلام عليك يا خير الورى

وأبا الهداة السَّادة الأبرارِ

يا آل طاها الأكرمين أليَّةً

بكمُ وما دهري يمين فجارِ

____________________

١ - غم الشئ: غطاه. التيار: موج البحر الهائج.

٢ - الهبوة: الغبرة ج: الهبوات. الشبات: من السيف قدر ما يقطع به، وحدّ كل شئ الغرار: حدّ السيف.

٤٤٤

إنّي منحتكم المودَّة راجياً

نيل المنى في الخمسة الأشبارِ

فعليكم مُنِّي السَّلام فأنتمُ

أقصى رجايَ ومنتهى إيثاري(١)

وله من قصيدة في كتابه « كشف الغمَّة » ص ١٩٧ قوله:

وتعرّض إلى ولاءِ اُناس

حبل معروفهم قويٌّ مريرُ(٢)

خيرة الله في الأنام ومَن

وجه مُواليهمُ بهيٌّ منيرُ

اُمناء الله الكرام وأرباب

المعالي فضلهم مشهورٌ

ألمفيدون حين يخفق سعيٌ

والمجيرون حين عزَّ المجيرُ

كرموا مولداً وطابوا اُصولاً

فبطونٌ زكيَّةٌ وظهورُ

عترة المصطفى وحسبك فخراً

أيّها السائلي البشير النذيرُ

بعلىّ شيدت معالم دين الله

والأرض بالعناد تمورُ

وبه أيَّد الإ~له رسول الله

إذ ليس في الأنام نصيرُ

وبأولاده الهداة إلى الحقِّ

أضاء المستبهم الديجورُ

سل حُنيناً عنه وبدراً فما

يخبر عمّا سألت إلّا الخبيرُ

إذ جلا هبوة الخطوب وللحرب

زنادٌ يشبُّ منها سعيرُ

حسدوه على مآثر شتّى

وكفاهم حقداً عليه الغديرُ

أسدٌ ماله إذا استفحل الياس

سوى رنَّة السِّلاح زئيرُ

ثابت الجأش لا يروِّعه الخطب

ولا يعتريه فيه فتورُ

أعرب السَّيف منه إذ أعجم الرُّمح

لأنَّ العدى لديه سطورُ

عزمات أمضى من القدر المحتوم

يجري بحكم-ه المقدورُ

ومزايا مفاخرٍ عطَّر الاُفق

شذاها يُخال فيها عبيرُ

( ألشاعر )

بهاء الدين أبو الحسن عليُّ بن فخر الدين عيسى بن أبي الفتح الأربلي نزيل

____________________

١ - كشف الغمة ص ٧٨ وقال: قصيدة طويلة انشدتها بحضرته في مشهده المقدس صلوات الله عليه.'

٢ - المرير من الحبال: ما اشتد فتله. ويقال، أمر مرير: أى محكم. ورجل مرير قوى ذو عزم.

٤٤٥

بغداد ودفينها. فذُّ من أفذاذ الاُمَّة، وأوحديُّ من نياقد علمائها، بعلمه الناجع وأدبه الناصع يتبلّج القرن السّابع، وهو في أعاظم العلماء قبله في أئمَّة الأدب، وإن كان به ينضّد جمان الكتابة، وتنظَّم عقود القريض، وبعد ذلك كلّه هو أحد ساسة عصره الزّاهي، ترنَّحت به أعطاف الوزارة وأضاء دستها، كما ابتسم به ثغر الفقه والحديث، وحميت به ثغور المذهب، وسفره القيِّم - كشف الغمَّة - خير كتاب اُخرج للناس في تاريخ أئمَّة الدين، وسرد فضايلهم، والدِّفاع عنهم، والدَّعوة إليهم. وهو حجَّةٌ قاطعةٌ على علمه الغزير، وتضلّعه في الحديث، وثباته في المذهب، ونبوغه في الأدب، وتبريزه في الشعر، حشره الله مع العترة الطاهرة صلوات الله عليهم، قال الشيخ جمال الدين أحمد بن منبع الحلّي مقرّظاً الكتاب:

ألا قل لجامع هذا الكتاب

يميناً لقد نلت أقصى المرادِ

وأظهرت من فضل آل الرَّسول

بتأليفه ما يسوء الأعادي

مشايخ روايته والرواة عنه:

يروي بهاء الدين المترجم عن جمع من أعلام الفريقين منهم:

١ - سيِّدنا رضيُّ الدين جمال الملّة السيِّد عليّ بن طاوس المتوفّى ٦٦٤.

٢ - سيِّدنا جلال الدين عليّ بن عبد الحميد بن فخار الموسوي أجاز له سنة ٦٧٦.

٣ - ألشيخ تاج الدين أبو طالب عليّ بن أنجب بن عثمان الشهير بابن السّاعي البغدادي السّلامي المتوفّى ٦٧٤.

يروي عنه كتاب - معالم العترة النبويَّة العليَّة - تأليف الحافظ أبي محمّد عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي المتوفّى ٦١١ كما في كشف الغمَّة ص ١٣٥.

٤ - ألحافظ أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي المتوفّى سنة ٦٥٨، قرأ عليه كتابيه: كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب. والبيان في أخبار صاحب الزَّمان. وذلك باربل سنة ٦٤٨، وله منه إجازة بخطّه(١) وينقل عن كتابه « الكفاية » كثيراً في كشف الغمَّة.

٥ - كمال الدين أبو الحسن عليُّ بن محمّد بن محمّد بن وضاح نزيل بغداد الفقيه

____________________

١ - كشف الغمة ص ٣١، ٣٢٤.

٤٤٦

الحنبلي المتوفّى ٦٧٢، يروي عنه بالإجازة وممّا يروي عنه كتاب - الذريَّة الطاهرة - تأليف أبي بشر محمّد بن أحمد الأنصاري الدولابي المتوفّى سنة ٣٢٠، وكان مخطوطاً بخطِّ شيخه إبن وضاح المذكور، كشف الغمّة ١٠٩.

٦ - ألشيخ رشيد الدين أبو عبد الله محمّد بن أبي القاسم بن عمر بن أبي القاسم قرأ كتاب - المستغيثين -(١) « في كشف الظنون المستعين بالله » تأليف أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال الأنصاري القرطبي المتوفّى ٥٧٨، والشيخ رشيد الدين قرأ - المستغيثين - على محيي الدين أبي محمّد يوسف بن الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي وهو يرويه عن مؤلِّفه إجازةً. قال المترجَم في « كشف الغمّة » ص ٢٢٤: كانت قراءتي عليه في شعبان من سنة ستّ وثمانين وستمائة بداري المطلّة على دجلة ببغداد.

وينقل كثيراً عن عدَّة من تأليف معاصره منها: تفسير الحافظ أبي محمّد عبد الرزّاق عزّ الدين الرسعني الحنبلي المتوفّى ٦٦١، كانت بينه وبين المترجم صداقة وصلة، راجع الجزء الأوَّل من كتابنا هذا ص ٢٢٠.

ومنها: مطالب السؤول تأليف أبي سالم كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي كما أسلفناه في ترجمته ص ٤١٥ من هذا الجزء.

ومنها: تآليف شيخنا الأوحد قطب الدين الراوندي المترجَم فيما مرَّ ص ٣٨٠، ويروي عنه جمعٌ من أعلام الفريقين منهم:

١ - جمال الدين العلّامة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهَّر كما في إجازة شيخنا الحرِّ العاملي صاحب « الوسائل »

٢ - ألشيخ رضيُّ الدين عليّ بن المطهَّر كما في إجازة السيِّد محمّد بن القاسم بن معيَّة الحسيني للسيِّد شمس الدين.

٣ - ألسيِّد شمس الدين محمَّد بن فضل العلوي الحسني.

٤ - ولده الشيخ تاج الدين محمّد بن علي.

٥ - ألشيخ تقيّ الدين بن إبراهيم بن محمّد بن سالم.

____________________

١ - قال ابن خلكان في تاريخه ١ ص ١٩٠: كتاب المستغيثين بالله تعالى عند المهمات والحاجات مجلد لطيف. فما ذكرناه في المتن عن كشف الظنون تصحيف.

٤٤٧

٦ - ألشيخ محمود بن علي بن أبي القاسم.

٧ - حفيده ألشيخ شرف الدين أحمد بن الصَّدر تاج الدين محمّد بن علي.

٨ - حفيده الآخر ألشيخ عيسى بن محمّد بن عليّ أخو الشَّرف المذكور.

٩ - ألشيخ شرف الدين أحمد بن عثمان النصيبي الفقيه المدرِّس المالكي.

١٠ - مجد الدين أبو الفضل يحيى بن عليِّ بن المظفّر الطيبي الكاتب بواسط العراق قرأ على المترجم شطراً من كتابه « كشف الغمَّة » وأجاز له ولجمع من الأعلام المذكورين سنة ٦٩١.

وممّن قرأ عليه:

١١ - عماد الدين عبد الله بن محمّد بن مكّي.

١٢ - ألصَّدر الكبير عزُّ الدِّين أبو علي الحسن بن أبي الهيجا الإربلي.

١٣ - تاج الدين أبو الفتح بن الحسين بن أبي بكر الإربلي.

١٤ - ألمولى أمين الدين عبد الرَّحمن بن عليّ بن أبي الحسن الجزري الموصلي.

١٥ - ألشيخ حسن بن إسحاق بن إبراهيم بن عبّاس الموصلي.

له ذكره الجميل في أمل الآمل. ورياض العلماء. ورياض الجنَّة في الرّوضة الرابعة. وروضات الجنّات. والأعلام للزركلي. وتتميم الأمل لابن أبي شبانة. والكنى والألقاب. والطليعة في شعراء الشيعة.

قال إبن الفوطي في « الحوادث الجامعة » ص ٣٤١: وفي سنة ٦٥٧ وصل بهاء الدين عليّ بن الفخر عيسى الإربلي إلى بغداد، ورتَّب كاتب الإنشاء بالديوان وأقام بها إلى أن مات وقال في ص ٤٨٠: إنَّه توفِّي ببغداد سنة ٦٩٣. وقال في ص ٢٧٨: إنَّه تولَّى تعمير مسجد معروف سنة ٦٧٨. وذكر له ص ٣٨ من قصيدته التي يرثي بها معلّم الاُمّة شيخنا خواجه نصير الدين الطوسي والملك عزّ الدين عبد العزيز:

ولما قضى عبد العزيز بن جعفر

وأردفه رزء النَّصير محمَّدِ

جزعت لفقدان الأخلّاء وانبرت

شؤوني كمرفضِّ الجمان المبدَّدِ

وجاشت إليَّ النفس حزناً ولوعةً

فقلت: تعزِّي واصبري فكأن قدِ

وقال في صحيفة ٣٦٦: وفي خامس عشرين جمادى الآخرة ركب علاء الدين صاحب

_٢٨_

٤٤٨

الديوان لصلاة الجمعة فلمّا وصل المسجد الذي عند عقد مشرعة الأبريّين، نهض عليه رجلٌ وضربه بسكّين عدَّة ضربات، فانهزم كلُّ من كان بين يديه من السَّرهنكيَّة وهرب الرَّجل أيضاً فعرض له رجلٌ حمّالٌ كان قاعداً بباب غلّة ابن تومه وألقى عليه كساؤه ولحقه السَّرهنكيَّة فضربوه بالدبابيس وقبضوه، وأمّا الصاحب فانَّه اُدخل دار بهاء الدين - المترجم - إبن الفخر عيسى وكان يومئذ يسكن في الدار المعروفة بديوان الشرابي لما عرف بذلك خرج حافياً وتلقّاه ودخل بين يديه وأحضر الطبيب فسبر الجرح ومصَّه فوجده سليماً من السمِّ.

وذكر في ص ٣٦٩ من إنشاءه كتاب صداق كتبه في تزويج الخواجة شرف الدين هارون بن شمس الدين الجويني بابنة أبي العبّاس أحمد بن الخليفة المستعصم في جمادى الآخرة سنة ٦٧٠.

وترجمه الكتبي في - فوات الوفيات - ٢ ص ٨٣ وقال: له شعرٌ وترسّلٌ وكان رئيساً كتب لمتولّي أربل من صلايا، ثمَّ خدم ببغداد في ديوان الإنشاء أيّام علاء الدين صاحب الديوان، ثمَّ إنَّه فتر سوقه في دولة اليهود، ثمَّ تراجع بعدهم وسلم ولم ينكب إلى أن مات سنة ٦٩٢، وكان صاحب تجمّل وحشمة ومكارم أخلاق وفيه تشيّع، وكان أبوه والياً باربل، ولبهاء الدين مصنَّفات أدبيَّة مثل: المقالات الأربع.

ورسالة الطيف: المشهورة وغير ذلك، وخلف لما مات تركةً عظيمةً ألفي ألف درهم تسلّمها ابنه أبو الفتح ومحقها ومات صعلوكا ومن شعر بهاء الدين رحمه الله:

أيا حاجري من غير جرمٍ جنيته

ومن دأبه ظلمي وهجري فديتهُ

أجرني رعاك الله من نار جفوةٍ

وحرّ غرام في العباد اصطليتهُ

وكن مُسعفي فيما اُلاقي من الأسى

فهجرك ياكلّ المنايا نؤيتهُ

أأظمأ غراماً في هواك ولوعةً

ولي دمع عين كالسّحاب بكيتهُ؟

وحقِّك لا أنسى العهود التي مضت

قديماً ولا أسلو زماناً قضيتهُ

ومن شعره أيضاً:

كيف خلاصي من هوى شادنٍ

حكَّمه الحسن على مهجتي؟

بعاده ناري التي تُتَّقى

وقربه لو زارني جنَّتي

٤٤٩

ما اتَّسعت طرف الهوى فيه لي

إلّا وضاقت في الجفا حيلتي

ليت ليالي وصله عدنَ لي

يا حسرتاً أين الليالي التي؟

وقال ايضاً رحمه الله تعالى:

وجهه والقوام والشَّعر الأسـ

ـود في بهجة الجبين النَّضيرِ

بدر تمٍّ على قضيبٍ عليه

ليل دُجن من فوق صبحٍ منيرِ

وقال ايضاً:

جنّه سابق الغرام فجنّا

وجفا منزلاً وخلّف مغنى

ودعاه الهوى فلبَّى سريعاً

وكذا شيمة المحبِّ المعنّى

رام صبراً فلم يُطعه غرامٌ

غادر القلب بالصَّبابة رهنا

وجفا لذَّة الكرى في رضا الحبِّ

فأرضي قلباً وأسخط جفنا

أسهرت مقلتاه في طاعة الو

جد عيوناً على المخضَّب وسنا

كلّ ظامي الوشاح ريّان من ما

ء التَّصابي أضنى المحبَّ وعنىّ

ما على الدَّهر لو أعاد زماناً

سلبته أيدي الحوادث منّا

وعلى مَن أحبَّ لو شفع الحسن

الذي قيَّد العيون بحسنى

وبروحي أفدي رشيق قوام

لاح بدراً وماس إذ ماس غصنا

يتجنّى ظلماً فيحدث لي وجد

اً إذا صدَّ عاتباً أو تجنّى

ما ثنانا عنه العذول وهل

ينسى غرامي وقدّه يتثنّى؟

كيف أسلو بدراً يشابهه البدر

سنا يسبي الحليم وأسنى؟

ليَ معنى فيه وفي صاحب الديوا

ن إذ رُمت مدحه ألف معنى

وقال ايضاً رحمه الله تعالى:

طاف بها واللّيل وَحف الجناح(١)

بدر الدُّجى يحمل شمس الصَّباحْ

وفاز بالرّاحة عشّاقه

لما بدا في كفِّه كاس راحْ

ظبيٌ من الترك له قامة

يُزري تثنِّيها بسمر الرِّماحْ

عارضه آسٌ وفي خدِّه

وردٌ نضيرٌ والثنايا إقاحْ

____________________

١ - الوحف: الشعر الكثير الاسود الحسن. والواحف من الاجنحة: الكثير الريش.

٤٥٠

عاطيته سهباء مشمولة

تجلي سنا الصّبح إذا الصّبح لاحْ

فسكّنت سورته وانثنى

فظلَّ طوعي بعد طول الجماحْ

فبتُّ لا أعرف طيب الكرى

وبات لا ينكر طيب المزاحْ

فهل على من بات صبّاً به

وإن نضا ثوب وقار جُناحْ

وقال ايضاً رحمه الله تعالى:

غزال النقا لولا ثناياك واللّما

لما بتُّ صبّاً مستهاماً متيَّما

ولولا معان فيك أو جبن صبوتي

لما كنت من بع-د الثمانين مغرما

أيا جنَّة الحسن الذي غادر الحشا

بفرط التجافي والصدود جهنَّما

جريت على رسم من الجور واضحٍ

أما آن يوماً أن ترقَّ وترحما؟

أمالك رقّي! كيف حلّلت جفوتي

وعدت لقتلي بالبعاد متمّما؟

وحرَّمت من حلو الوصال محلّلا

وحلّلت من مرِّ الجفاء محرَّما

بحسن التثنِّي رقَّ لي من صبابةٍ

أسلت بها دمعي علي وجنتي دما

ورفقاً بمن غادرته غرض الرَّدى

إذا زار عن سخط بلادك مسلما

كأنت بساجي الطرف أحوى مهفهف

يميس فينسيك القضيب المنعَّما

يفوق الظبا والغصن حسناً وقامةً

وبدر الدُّجى والبرق وجهاً ومبسما

فناظره في قصَّتي ليس ناظراً

وحاجبه في قتلتي قد تحكّما

ومشرف صدغ ظلَّ في الحكم جائراً

وعامل قدّ بان أعدى وأظلما

وعارضه لم يرث لي من شكاية

فنمَّت دموعي حين لاح منمنما

وترجمه صاحب « شذرات الذهب » ج ٥: ٣٨٣ بعنوان بهاء الدين ابن الفخر عيسى الأربلي وعدَّه من المتوفِّين في سنة ٦٨٣ وأحسبه تصحيف ٦٩٣. وجعلوه في فهرست الكتاب: عيسى بن الفخر الأربلي. زعماً منهم بأنّ عيسى في كلام المصنِّف بدل من قوله بهاء الدين. وذكر له في الشذرات قوله:

أيّ عذر وقد تبدّى العذارُ

إن ثناني تجلّدٌ واصطبارُ؟

فأقلّا إن شئتما أو فزيدا

ليس لي عن هوى الملاح قرارُ

هل مجيرٌ من الغرام؟ وهيها

ت أسير الغرام ليسُ يجارُ

٤٥١

يا بديع الجمال قد كثرت فيـ

ـك اللواحي وقلّت الأنصارُ

وذكره سيِّدنا صاحب « رياض الجنَّة » وقال: إنّه كان وزيراً لبعض الملوك وكان ذا ثروة وشوكة عظيمة فترك الوزارة واشتغل بالتأليف والتصنيف والعبادة والرَّياضة في آخر أمره، وقد نظم بسبب تركه المولى عبد الرَّحمن الجامي في بعض قصائده بقوله.

ثمَّ ذكر خمسة عشر بيتاً باللغة الفارسيّة ضربنا عنها صفحاً. والقصيدة على انّها خاليةٌ من اسم المترجم ومن الايعاز إليه بشئ يعرِّفه، تُعرب عن أنَّ الممدوح بها غادر بيئة وزارته إلى الحرم الأقدس وأقام هناك إلى أن مات.

ومرَّ عن إبن الفوطي: أنَّ المترجم كان كاتباً إلى أن مات، وكون وفاته في بغداد ودفنه بداره المطلّة على دجلة في قرب الجسر الحديث من المتسالم عليه ولم يختلف فيه اثنان، وكان قبره معروفاً يزار إلى أن ملك تلك الدار في هذه الآونة الأخيرة مَن قطع سبيل الوصول إليه وإلى زيارته، والناس مجزيّون بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شرّاً فشرّ.

توجد جملةٌ كبيرةٌ من شعره في العترة الطاهرة صلوات الله عليهم في كتابه « كشف الغمَّة » منها في ص ٧٩ من قصيدة مدح بها أمير المؤمنينعليه‌السلام وأنشدها في حضرته قوله:

سل عن عليّ مقامات عُرفن به

شدّت عرى الدين في حلّ ومرتحلِ

بدراً واُحداً وسل عنه هوازن

في أوطاس واسئل به في وقعة الجملِ

واسئل به إذ أتى الأحزاب يقدمهم

عمرو وصفِّين سل إن كنت لم تسلِ

مآثرٌ صافحت شهب النّجومُ علاً

مشيدة قد سمت قدراً على زحلِ

وسنّة شرعت سبل الهدى وندى

أقام للطالب الجدوى على السبلِ

كم من يد لك فينا يا أبا حسن!

يفوق نائلها صوب الحيا الهطلِ؟

وكم كشفت عن الإسلام فادحة

أبدت لتفرس عن أنيابها العضلِ؟

وكم نصرت رسول الله منصلتاً

كالسَّيف عُرّي متناه من الخللِ؟

ورُبَّ يوم كظلِّ الرّمح ما سكنت

نفس الشجاع به من شدَّة الوهلِ(١)

ومأزق الحرب ضنكٌ لا مجال به

ومنهل الموت لا يُغني على النهلِ

____________________

١ - الوهل والوهلة: الفزع والفزعة.

٤٥٢

والنَّقع قد ملأ الأرجاء عثيره(١)

فصار كالجبل الموفي على الجبلِ

جلوته بشبا البيض القواضب

والجرد السّلاهب والعسّالة الذبلِ(٢)

بذلت نفسك في نصر النبيِّ ولم

تبخل وما كنت ف-ي حال أخا بخلِ

وقمت منفرداً كالرّمح منتصباً

لنصره غير هيّاب ولا وكلِ(٣)

تردي الجيوش بعزم لو صدمت به

صمّ الصَّفا لهوى من شامخ القللِ

يا أشرف الناس من عُرب ومن عجم!

وأفضل الناس في قول وفي عملِ!

يا مَن! به عرف الناس الهدى وبه

تُرجى السّلامة عند الحادث الجللِ

يا مَن! أعاد رسوم العدل جالية

وطال ما سترتها وحشة العطلِ

يا فارس الخيل! والأبطال خاضعة

يا مَن! له كلُّ خلق الله كالخولِ(٤)

يا سيِّد الناس! يا من لا مثيل له!

يا من! مناقبه تسريُ سرى المثلِ

خذ من مديحي ما أسطيعه كرماً

فإن عجزت فإنَّ العجز من قِبلي

وسوف أهدي لكم مدحاً اُحبِّره

إن كنت ذا قدرةٍ أو مُدّ في أجلي

وله يمدح الإمام الصّادقعليه‌السلام قوله:

مناقب الصّادق مشهورةٌ

ينقلها عن صادقٍ صادقُ

سما إلى نيل العلى وادعاً

وكلَّ عن إدراكه اللّاحقُ

جرى إلى المجد كآبائه

كما جرى في الحلبة السّابقُ

وفاق أهل الأرض في عصره

وهو على حالاته فايقُ

سماؤه بالجود هطّالةٌ

وسيبه هامي الحيا دافقُ

وكلّ ذي فضل بأفضاله

وفضله معترفٌ ناطقُ

____________________

١ - النقع: الغبار. عثير: التراب والعجاج.

٢ - البيض: السيف. القواضب جمع قاضب يقال: سيف قاضب وقضاب وقضابة ومقضب شديد القطع. رجل قضابة: قطاع للامور مقتدر عليها. الجرد: الترس: السلاهب جمع السلهب: الطويل. العسالة من الرمح: ما يهتز لينا. الذبل جمع الذابل: الدقيق: المهزول. توصف بها الرماح.

٣ - الوكل: الجبان. العاجز.

٤ - الخول: العبيد والاماء.

٤٥٣

له مكانٌ في العلى شامخٌ

وطود مجد صاعدٌ شاهقُ

من دوحة العزِّ التي فرعها

سامٍ على أوج السّها سامقُ(١)

نايله صوبُ حياً مُسبلٌ

وبشره في صوبه بارقُ

صواب رأي إن عدا جاهلٌ

وصوب غيث إن عرا طارقُ

كأنَّما طلعته ما بدا

لناظريه القمر الشّارق

له من الأفضال حادٍ على

البذل ومن أخلاقه سائقُ

يروقه بذل النّدى واللها

وهو لهم أجمعهم رايقُ

خلائقٌ طابت وطالت علاً

أبدع في إيجادها الخالقُ

شاد المعالي وسعى للعلى

فهي له وهو لها عاشقُ

إن أعضل الأمر فلا يهتدى

إليه فهو الفاتق الراتقُ

يشوقه المجد ولا غرو أن

يشوقهُ وهو له شايقُ

مولاي إنّي فيكمُ مخلصٌ

إن شاب بالحبِّ لكم ماذقُ(٢)

لكم موال وإلى بابكم

أنضى(٣) المطايا وبكم واثقُ

أرجو بكم نيل الأماني إذا

نجا مطيعُ وهوى مارقُ

وله يمدح الإمام الكاظم موسى بن جعفر صلوات الله عليهما قوله:

مدايحي وقفٌ على الكاظم

فما على العاذل واللائمِ؟

وكيف لا أمدح مولىً غدا

في عصره خير بني آدمِ؟

ومن كموسى أو كآبائه

أو كعليّ وإلى القائمٍ؟

إمام حقٍّ يقتضي عدله

لو سُلّم الحكم إلى الحاكمِ

إفاضة العدل وبذل النَّدى

والكفّ عن عادية الظالمِ

يبسم للسائل مستبشراً

أفديه من مستبشرٍ باسمِ

ليث وغى في الحرب دامي الشبا

وغيث جودٍ كالحيا الساجمِ

____________________

١ - فاعل من سمق سمقاً وسموقاً: علا وطال فهو سامق وسمق.

٢ - ماذق فلاناً في الود: لم يخلص له الود.

٣ - أنضى انضاء البعير: هزله.

٤٥٤

مآثرٌ تعجز عن وصفها

بلاغةُ الناثر والناظمِ

في العلم بحرٌ ذاخرٌ مدُّه

وفي الوغى أمضى من الصّارمِ

يعفو عن الجاني ويولى الندى

ويحمل الغرم عن الغارمِ

ألقائم الصّائم أكرم به

من قائم مجتهد صائمِ

من معشر سنّوا الندى والقرى

وشُرِّفوا في الزَّمن القادمِ

وأحرزوا خصل العلى فاغتدوا

أشرف خلق الله في العالمِ

يروي المعالي عالمٌ منهمُ

مُصدَّق في النقل عن عالمِ

قد إستووا في شرف المرتقى

كما تساوت حلقة الخاتمِ

مَن ذا يجاريهم إذا ما اعتزوا

إلى عليٍّ وإلى فاطمِ؟

ومَن يناويهم إذا عُدّدوا

خير بني الطّهر أبي القاسمِ؟

صلّى عليه الله من مرسَلٍ

لما أتى من قبله خاتمِ

يا آل طه! أنا عبدٌ لكم

باقٍ على حبّكم اللازمِ

أرجو بكم نيل الأماني غداً

إذا استبانت حسرة النادمِ

معتصمٌ منكم بودٍّ إذا

ما ظلّ شانيكم بلا عاصمِ

وله قوله وهو خاتمة كتابه « كشف الغمَّة » ص ٣٥٠:

أيّها السّادة الأئمَّة أنتم

خيرة الله أوَّلاً وأخيرا

قد سموتم إلى العلى فافترعتم

بمزاياكمُ المحلِّ الخطيرا

أنزل الله فيكمُ هل أتى نصّاً

جليّاً في فضلكم مسطورا

من يجاريكمُ؟ وقد طهّر الله

تعالى أخلاقكم تطهيرا

لكمُ سؤددٌ يقررِّه القرآن

لمن أسمع التقريرا

إن جرى البرق في مداكم كبا من

دون غاياتكم كليلاً حسيرا

وإذا أزمة عرت واستمرَّت

فترى للعصاة فيها صريرا

بسطوا للنَّدى أكفّاً سباطاً

ووجوهاً تحكي الصباح المنيرا

وأفاضوا على البرايا عطايا

خلَّفت فيهم السحاب المطيرا

فتراهم عند الأعادي ليوثاً

وتراهم عند العفاة بحوراً

٤٥٥

يمنحون الوليّ جنَّة عدن

والعدوَّ الشقيِّ يَصلى سعيرا

يطعمون الطعام في العسر واليسر

يتيماً وبائساً وأسيرا

لا يُريدون بالعطاء جزاءً

محبطاً أجر برَّهم أو شكورا

فكفاهم يوماً عبوساً وأعطا

هم الله على البرِّ نضرة وسرورا

وجزاهم بصبرهم وهو أولى

من جزى الخير جنَّة وحريرا

وإذا ما ابتدوا لفصل خطابٍ

شرَّفوا منبراً وزانوا سريرا

بخلوا الغيث نائلاً وعطاءً

واستخفّوا يلملماً وثبيرا

يخلفون الشموس نوراً وإشراقاً

وفي اللّيل يخجلون البدورا

أنا عبدٌ لكم أدين بحبّي

لكم الله ذا الجلال الكبيرا

عالمٌ إنَّني أصبت وإنَّ الله

يؤلي لطفاً وطرفاً قريرا

مال قلبي إليكم في الصبى الغـ

ـضّ وأحببتكم وكنت صغيرا

وتولّيتكم وما كان في أهلي

وليٌّ مثلي فجئت شهيرا

أظهر الله نوركم فأضاء الـ

اُفق لما بدا وكنت بصيرا

فهداني إليكم الله لطفاً بي

وما زال لي وليّاً نصيرا

كم أياد أولى؟ وكم نعمة أسدى؟

فلي أن أكون عبداً شكورا

أمطرتني منه سحائب جود

عاد حالي بهنَّ غضّاً نضيرا

وحماني من حادثاتٍ عظامٍ

عُدت فيها مؤيِّداً منصورا

لو قطعت الزمان في شكر أدنى

ما حباني به لكنت جديرا

فله الحمد دائماً مستمرّاً

وله الشكر أوَّلاً وأخيرا

وقفنا على قصائد غديريَّة في المجاميع المخطوطة ومعاجم الأدب تعزى إلى اُناس نحسبهم من رجال القرن السّادس والسّابع، غير أنّا لم نعثر على تراجم ناظمي عقودها ولم نجد لهم ذكراً في التآليف والكتب فضربنا عنها صفحاً.

انتهى الجزء الخامس من كتاب الغدير

ويليه السادس انشاء الله

وما توفيقى الا بالله عليه توكلت واليه اُنيب

٤٥٦

تقاريظ منضّدة

لجمع من شعراء الغدير في القرن الحاضر تأتي تراجمهم

١

للعلّامة الجليل الشيخ محمّد السمَّاوي صاحب التآليف الممتعة:

إنَّ الأمينيَّ وافى

بروضةٍ وغديرِ

أدار كأس ولاءٍ

فديته من مُديرِ

في مُرتقى خمِّ لا في

خورنقٍ وسديرِ

وراح يصدح فيها

بنغمةٍ وهديرِ

بالنصِّ من روح وحي

من القديم القديرِ

وقول خير نبيّ

أو نظم حبر جديرِ

حتّى تولّى فأرِّخ

: ابهاج حقِّ الغديرِ ١٣٦٥

ولشيخنا السَّماوي مقالٌ حول الكتاب ننشره في مستقبل الأجزاء مشفوعاً بالشكر.

٢

للخطيب المفوَّه ألشيخ محمّد علي اليعقوبي النجفي صاحب « البابليات » :

لأحمد يوم خمّ في عليّ

نصوصٌ جأنَ بالذكر المبينِ

أتى الروح الأمين بها متوناً

فأوضح شرحها قلم الأميني

٣

للخطيب الشاعر الشيخ حسن السبتي النجفي صاحب « الكلم الطيِّب » :

أبدى الأمينيُّ لنا كتاباً

سفراً فما الانجيلُ والزبورُ؟

آيات فضل فيه محكمات

في حيدر عنوانها الغديرُ

أتى بهنَّ للنبيِّ نصُّ

جبريل في تبليغه بشيرُ

فضيلةُ من فضله براه

وفضله كعلمه غزيرُ

لنا أفاض منهلاً نميراً

عذباً رويّاً ما له نظيرُ

أودع في أوراقه علوماً

باهرةً منها يشعُّ نورُ

٤٥٧

٤

للشاعر المفلق ألحاج محمَّد الشيخ بندر - عفك -:

أعبد الحسين بلغت المنى

بتأليف هذا الغدير الأغرْ

جمعت فأوعيت مستقصياً

فضمّنته غاليات الدُّررْ

وأثبت بيعة يوم الغدير

لزوج البتول أبي المنتظرْ

بنصِّ النبيِّ بآي الكتاب

بأجلى بيانٍ وأهدى أثرْ

فجاء كشمس الضحى مشرقاً

وهل تنكر الشمس بين البشر؟

فما عذر جاحد نصِّ الغدير

وقد أيَّد النصَّ أهل السير؟

لئن خالفونا وهم يعلمون؟

فقد خالفوا الله فيما أمر

٦

لشاعر أهل البيت المكثر ألشيخ محمَّد رضا الخالصي الكاظمي:(١)

أيهّا المرتقى سنام الفخار!

أنت مولايَ آية الجبّارِ

أغديراً أريتنا؟ أم محيطاً

ليس فيه لسايرٍ من فرار؟

أم رياضاً تزهو بزهر نضير؟

أم سماءً تشعُّ فيها الدَّراري؟

أم جناناً أشجارها مثقلات

بثمار من أطيب الأثمارِ؟

أنت في الكون قد نشرت علوماً

كنَّ قبل ( الغدير ) تحت ستارِ

أنت مهَّدت للأنام سبيلاً

مهيعاً يستنير بالأنوارِ

أنت ألبستنا ملابس عزٍّ

ووقارٍ وسؤددٍ وافتخارِ

أنت أودعت في غديركُ درّاً

حسنه يزدري لئالي البحارِ

أنت أحرى بأن تنادي بصوت

تُسمع العالمين في الأمصارِ

[ تلك آثارنا تدلُّ علينا

فانظروا بعدنا إلى الآثارِ ]

دُم لك الخير بالغدير مهّناً

وسيجزيك حيدر الكّرارِ

وله من كتاب نفضَّل به علينا:

____________________

١ - توفي طاب ثراه يوم الجمعة ٢٩ شوال سنة ١٣٧٠ وحملت جنازته الى النجف الاشرف بوصية منه ودفن في وادى السلام جزاه الله عن اهل البيت خيرا.

٤٥٨

يوم الغدير لم يزل

إلى المعادِ عيدهُ

في كلِّ عام واجبٌ

على الورى تجديدهُ

قل للّذي يجحده

: قد ظهرت شهودهُ

أظهرنا مَن قد غدا

يهدي الورى وجودهُ

ذاك « الأمينيّ » الذي

ليس يُرى نديدهُ

عبد الحسين ذو الّتقى

من أشرقت سعودهُ

من منهل أرَّخته

: [ ساغ لنا ورودهُ ]

وله من كتاب آخر كتبه إلينا:

قل للأمينيّ حليف التقى

: بلّغك اللهُ أمانيكا

غديرك الطافح سلسالُه

برَّد أكباد محبّيكا

ما نظرت عيني إلى ما حوى

إلاّ وأكبرت أياديكا

لو أنصف السابر أغواره

لحار في وصف معاليكا

أوضحت للناس طريق الهدى

إذ فاضت الحكمة من فيكا

دمت مدى الايّام في غبطة

وأرغم اللهُ أعاديكا

ويقول فيها بعد عشرة أبيات:

ويا غديراً ساغ سلساله

أخجلت البحر لئاليكا

دمت مدى الَّدهر لنا مورداً

حيَّا إ~له الخلق منشيكا

تلقَّينا منه رحمه الله تعالى عدّة قصايد حول كتابنا تُعرب عن ولائه الخالص للعترة الطاهرة صلوات الله عليهم جزاه الله عن ولائه وعنّا خيراً.

٤٥٩

الفهرس

بقّية شعراء الغدير ٣

في القرن السّادس ٣

ألسيد محمد الاقساسي ٣

حديث ردّ الشمس ٢٣

-٢- ٢٥

صلاة ألف ركعة ٢٥

مشكلة الأوراد والختمات ٣٣

ألمحدَّث فى الاسلام ٤٢

علم أئمة الشيعة بالغيب ٥٢

نقل الجنائز الي المشاهد ٦٦

زيارة مشاهد العترة الطاهرة ٨٦

كلمات ١٠٩

أعلام المذاهب الأربعة ١٠٩

أدب الزائر عند الجمهور ١٣٠

ألحث على زيارة القبور ١٦٦

ألقبور المقصودة بالزيارة ١٨٤

نظرة التنقيب في الحديث ٢٠٨

سلسلة الكذّابين والوضّاعين ٢٠٩

قائمة الموضوعات والمقلوبات ٢٨٨

سلسلة الموضوعات ٢٩٧

سلسلة الموضوعات ٣٣٣

غثيثة التزوير ٣٥٧

قطب الدين الراوندى ٣٧٩

سبط ابن التعاويذي ٣٨٥

٤٦٠