الميزان في تفسير القرآن الجزء ١٢

الميزان في تفسير القرآن 0%

الميزان في تفسير القرآن مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 409

الميزان في تفسير القرآن

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي
تصنيف: الصفحات: 409
المشاهدات: 79690
تحميل: 4389


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 409 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 79690 / تحميل: 4389
الحجم الحجم الحجم
الميزان في تفسير القرآن

الميزان في تفسير القرآن الجزء 12

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

و يكابرون ليطفؤا نور الله بأفواههم رسخت في نفوسهم الآراء الباطلة، و غلب عليهم تقليد أسلافهم في مذاهبهم الخرافيّة لا ينفعهم المواعظ و العبر، و لا يهديهم سائق البراهين و هؤلاء هم الّذين اُمر بمجادلتهم بالّتي هي أحسن.

و فيه أنّه لا يخلو من دقّة لكن لا ينتج اختصاص كلّ طريق بما يناسبه من مرتبة الفهم فربّما انتفع الخواصّ بالموعظة و المجادلة و ربّما انتفعت العوامّ و هم اُلفاء العادات و الرسوم بالمجادلة بالّتي هي أحسن، و لا دلالة في لفظ الآية على ما ذكر من التخصيص.

و كذا ما ذكره بعضهم أنّ المجادلة بالّتي هي أحسن ليست من الدعوة في شي‏ء بل الغرض منها شي‏ء آخر مغاير لها و هو الإلزام و الإفحام. قال: و لذلك لم يعطف الجدال في الآية على ما تقدّمه بل غيّر السياق و قيل:( وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) .

و فيه غفلة عن حقيقة القياس الجدليّ فالإفحام و إن كان غاية للقياس الجدليّ لكنّه ليس غاية دائميّة فكثيراً ما يتألّف قياس من مقدّمات مقبولة أو مسلّمة و خاصّة في الاُمور العمليّة و العلوم غير اليقينيّة كالفقه و الاُصول و الأخلاق و الفنون الأدبيّة و لا يراد به الإلزام و الإفحام.

على أنّ في الإلزام و الإفحام دعوة كما أنّ في الموعظة دعوة و إن اختلفت صورتها باختلاف الطرق نعم تغيير السياق لما في الجدال من معنى المنازعة و المغالبة.

قوله تعالى: ( وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) قال في المفردات: العقوبة و العقاب و المعاقبة تختصّ بالعذاب، انتهى. و الأصل في معناه العقب و هو مؤخّر الرّجل و عقيب الشي‏ء و عاقبة الأمر ما يليه من ورائه أو آخره، و التعقيب الإتيان بشي‏ء عقيب شي‏ء و معاقبتك غيرك أن تأتي بما يسوءه عقيب إتيانه بما يسوؤك فينطبق على المجازاة و المكافأة بالعذاب.

فقوله:( وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ ) الخطاب فيه للمسلمين - على ما يفيده السياق - و لازمه أن يكون المراد بالمعاقبة مجازاة المشركين و الكفّار، و

٤٠١

بقوله:( عُوقِبْتُمْ بِهِ ) عقاب الكفّار إيّاهم و مجازاتهم لهم بما آمنوا بالله و رفضوا آلهتهم.

و المعنى: و إن أردتم مجازاة الكفّار و عذابهم فجازوهم على ما فعلوا بكم بمثل ما عذّبوكم به مجازاة لكم على إيمانكم و جهادكم في الله.

و قوله:( وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) أي صبرتم على مرّ ما عوقبتم به و لم تعاقبوا و لم تكافؤا لهو خير لكم بما أنّكم صابرون لما فيه من إيثار رضي الله و ثوابه فيما أصابكم من المحنة و المصيبة على رضي أنفسكم بالتشفّي بالانتقام فيكون العمل خالصاً لوجهه الكريم، و لما في الصفح و العفو من إعمال الفتوّة و لها آثارها الجميلة.

قوله تعالى: ( وَ اصْبِرْ وَ ما صَبْرُكَ إلّا بِاللهِ ) إلى آخر الآية أمر للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالصبر و بشرى له أنّ الله قوّاه على الصبر على مرّ ما يلقاه في سبيله فإنّه تعالى يذكر أنّ صبره إنّما هو بحول و قوّة من ربّه ثمّ يأمره بالصبر و لازم الأمر قدرة المأمور على المأمور به ففي قوله:( وَ ما صَبْرُكَ إلّا بِاللهِ ) إشارة إلى أنّ الله قوّاك على ما أمرك به.

و قوله:( وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ) أي على الكافرين، لكفرهم و قد تقدّم تفسير هذا المعنى سابقاً في السورة و غيرها.

و قوله:( وَ لا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ) الظاهر أنّ المراد النهي عن التحرّج من مكرهم في الحال أو على سبيل الاستمرار دون مجرّد الاستقبال.

قوله تعالى: ( إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ) أي إنّ التقوى و الإحسان كلّ منهما سبب مستقلّ في موهبة النصرة الإلهيّة و إبطال مكر أعداء الدين و دفع كيدهم فالآية تعليل لقوله:( وَ لا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ) و وعد بالنصر.

و هذه الآيات الثلاث أشبه مضموناً بالآيات المدنيّة منها بالمكّيّة و قد وردت روايات من طرق الفريقين أنّها نزلت في منصرف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن اُحد و سيأتي في

٤٠٢

البحث الروائيّ و إن كان من الممكن توجيه اتّصالها بما قبلها بوجه كما تصدّى له بعضهم.

و ممّا يجب أن يتنبّه له أنّ الآية الّتي قبل الثلاثة أجمع لغرض السورة من هذه الثلاث، و أنّ لآيات السورة مع الإغماض عن قوله:( وَ الَّذِينَ هاجَرُوا ) الآية، و قوله:( مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ ) إلى تمام بضع آيات، و قوله:( وَ إِنْ عاقَبْتُمْ ) إلى آخر السورة، سياقاً واحداً متّصلاً.

( بحث روائي)

في تفسير القمّيّ في قوله تعالى:( وَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا ) الآية، قال: قالعليه‌السلام نزلت في قوم كان لهم نهر يقال له الثرثار و كانت بلادهم خصبة كثيرة الخير، و كانوا يستنجون بالعجين و يقولون: هو ألين لنا، فكفروا بأنعم الله و استخفّوا فحبس الله عنهم الثرثار فجدبوا حتّى أحوجهم الله إلى أكل ما يستنجون به حتّى كانوا يتقاسمون عليه.

أقول: و رواه في الكافي، عنه بإسناده عن عمرو بن شمر عن أبي عبداللهعليه‌السلام مفصّلاً، و العيّاشيّ عن حفص و زيد الشحّام عنه‏.

و في الدرّ المنثور، أخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما من عبد يشهد له اُمّة إلّا قبل الله شهادتهم، و الاُمّة الرجل فما فوقه إنّ الله يقول:( إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَ لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .

أقول: و قد تقدّم في تفسير آيات الشهادة ما له تعلّق بالحديث.

و في تفسير العيّاشيّ، عن سماعة بن مهران قال: سمعت أباعبداللهعليه‌السلام يقول: لقد كانت الدنيا و ما كان فيها إلّا واحد يعبدالله و لو كان معه غيره لأضافه إليه حيث يقول:( إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَ لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) فصبر بذلك ما شاء الله ثمّ إنّ الله تبارك و تعالى آنسه بإسماعيل و إسحاق فصاروا ثلاثة.

٤٠٣

أقول: و رواه في الكافي بإسناده عن سماعة عن عبد صالح.

و في الدرّ المنثور، أخرج الشافعيّ في الاُمّ و البخاريّ و مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنّهم اُوتوا الكتاب من قبلنا و اُوتيناه من بعدهم ثمّ هذا يومهم الّذي فرض عليهم يوم الجمعة فاختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدا و النصارى بعد غد:

أقول: و روي مثله عن أحمد و مسلم عن أبي هريرة و حذيفة عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : و لم ترد الرواية في تفسير الآية.

و فيه، أخرج ابن مردويه عن أبي ليلى الأشعريّ أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: تمسّكوا بطاعة أئمّتكم و لا تخالفوهم فإنّ طاعتهم طاعة الله و معصيتهم معصية الله فإنّ الله إنّما بعثني أدعو إلى سبيله بالحكمة و الموعظة الحسنة فمن خالفني في ذلك فهو من الهالكين و قد برئت منه ذمّة الله و ذمّة رسوله و من ولّي من أمركم شيئاً فعمل بغير ذلك فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين.

و في تفسير القمّيّ في قوله تعالى:( وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) قال: قالعليه‌السلام : بالقرآن.

و في الكافي، عنه بإسناده عن أبي عمرو الزبيريّ عن أبي عبداللهعليه‌السلام : في قوله تعالى:( ادْعُ إِلى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ، قال بالقرآن.

أقول: ظاهره أنّه تفسير( بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) و محصّله الجدال على سنّة القرآن الّذي فيه أدب الله.

و في تفسير العيّاشيّ، عن الحسن بن حمزة قال: سمعت أباعبداللهعليه‌السلام يقول: لما رآى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما صنع بحمزة بن عبد المطّلب قال اللّهمّ لك الحمد و إليك المشتكى و أنت المستعان على ما أرى ثمّ قال: لئن ظفرت لأمثلنّ و لأمثلنّ و لأمثلنّ قال: فأنزل الله:( وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أصبر أصبر.

٤٠٤

و في الدرّ المنثور، أخرج ابن المنذر و الطبرانيّ و ابن مردويه و البيهقيّ في الدلائل عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم قتل حمزة و مثل به: لئن ظفرت بقريش لأمثلنّ بسبعين رجلاً منهم، فأنزل الله:( وَ إِنْ عاقَبْتُمْ ) الآية، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بل نصبر يا ربّ فصبر و نهى عن المثلة.

أقول: و روي أيضاً ما في معناه عن اُبيّ بن كعب و أبي هريرة و غيرهما عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

تمّ و الحمد لله.

٤٠٥

استدراك

تعليق علي ص ٣٤٢ قوله:( فصدر الآية) هذا بالنظر إلي متن الآية لكن مقتضي سياق الآيات السابقة عليها كون الدين بمعني الجزاء، يؤيّده قوله:( يوفّيهم ) .

٤٠٦

الفهرس

( سورة إبراهيم مكّيّة و هي اثنتان و خمسون آية )   ٢

( سورة إبراهيم الآيات ١ - ٥ ). ٢

( بيان ). ٢

( بحث روائي ). ١٥

( سورة إبراهيم الآيات ٦ - ١٨ ). ١٧

( بيان ). ١٨

( بحث روائي )‏. ٣٤

( سورة إبراهيم الآيات ١٩ - ٣٤ ). ٣٧

( بيان ). ٣٨

( بحث روائي ). ٦١

( سورة إبراهيم الآيات ٣٥ - ٤١ ). ٦٧

( بيان ). ٦٧

( بحث روائي ). ٨٠

( سورة إبراهيم الآيات ٤٢ - ٥٢ ). ٨٢

( بيان ). ٨٢

( كلام في معنى الانتقام و نسبته إليه تعالى ). ٨٧

( بحث روائي ). ٩٣

( سورة الحجر مكّيّة و هي تسع و تسعون آية )   ٩٧

( سورة الحجر الآيات ١ - ٩ ). ٩٧

( بيان ). ٩٧

( بحث روائي ). ١٠٤

٤٠٧

( كلام في أنّ القرآن مصون عن التحريف في فصول ). ١٠٦

( الفصل ١- الاستدال علي نفي التحريف بالقرآن ). ١٠٦

( الفصل ٢- الاستدلال عليه بالحديث ). ١١٠

( الفصل ٣- كلام مثبتي التحريف و جوابه ). ١١١

( الفصل ٤- الجمع الأوّل للمصحف ). ١٢٢

( الفصل ٥- الجمع الثاني ). ١٢٥

( الفصل ٦- حول روايات الجمعين ). ١٢٨

( الفصل ٧- الكلام حول روايات الإنساء ). ١٣٧

( سورة الحجر الآيات ١٠ - ١٥ ). ١٣٩

( بيان ). ١٣٩

( سورة الحجر الآيات ١٦ - ٢٥ ). ١٤٣

( بيان ). ١٤٣

( بحث روائي ). ١٥٤

( سورة الحجر الآيات ٢٦ - ٤٨ ). ١٥٧

( بيان ). ١٥٨

( كلام في الأقضية الصادرة في بدء خلقة الإنسان‏ ). ١٨٢

( بحث روائي ). ١٨٣

( سورة الحجر الآيات ٤٩ - ٨٤ ). ١٨٨

( بيان ). ١٨٩

( بحث روائي ). ١٩٧

( سورة الحجر الآيات ٨٥ - ٩٩ ). ١٩٨

( بيان ). ١٩٨

( بحث روائي ). ٢٠٨

( بحث فلسفي في كيفيّة وجود التكليف و دوامه ). ٢١٠

٤٠٨

( سورة النحل مكّيّة، و هي مائة و ثمان و عشرون آية )   ٢١٣

( سورة النحل الآيات ١ - ٢١ ). ٢١٣

( بيان ). ٢١٤

( بحث روائي ). ٢٣٥

( سورة النحل الآيات ٢٢ - ٤٠ ). ٢٣٩

( بيان ). ٢٤٠

( بحث روائي ). ٢٦٤

( سورة النحل الآيات ٤١ - ٦٤ ). ٢٦٨

( بيان ). ٢٦٩

( بحث روائي ). ٣٠٣

( سورة النحل الآيات ٦٥ - ٧٧ ). ٣٠٦

( بيان ). ٣٠٧

( بحث روائي ). ٣٢٩

( سورة النحل الآيات ٧٨ - ٨٩ ). ٣٣٢

( بيان ). ٣٣٣

( بحث روائي ). ٣٤٨

( سورة النحل الآيات ٩٠ - ١٠٥ ). ٣٥١

( بيان ). ٣٥٢

( بحث روائي ). ٣٧٤

( سورة النحل الآيات ١٠٦ - ١١١ ). ٣٧٨

( بيان ). ٣٧٨

( بحث روائي ). ٣٨٣

( سورة النحل الآيات ١١٢ - ١٢٨ ). ٣٨٦

( بيان ). ٣٨٧

( بحث روائي ). ٤٠٣

٤٠٩