الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء ٦

الغدير في الكتاب والسنة والأدب0%

الغدير في الكتاب والسنة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 403

الغدير في الكتاب والسنة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 403
المشاهدات: 132314
تحميل: 5720


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 132314 / تحميل: 5720
الحجم الحجم الحجم
الغدير في الكتاب والسنة والأدب

الغدير في الكتاب والسنة والأدب الجزء 6

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فقال: خلّوا له نهجاً ولا تجدوا

بأساً بتمكينه قصدي وإتياني

فجاء حتّى رقى أعواد منبره

مهمهماً بلسان الخاضع الجاني

مَن غيره بطن العلم الخفيّ؟ ومَن

سواه قال: اسألوني قبل فقداني؟

ومَن وقت نفسه نفس الرَّسول وقد

وافى الفراش ذوو كفر وطغيانِ؟

ومَن تصدَّق في حال الرّكوع ولم

يسجد كما سجدت قومٌ لأوثانِ؟

مَن كان في حرم الرَّحمن مولده

وحاطه الله من باسٍ وعدوانِ؟

مَن غيره خاطب الرَّحمن واعتضدت

به النبوَّة في سرٍّ وإعلانِ؟

مَن أُعطي الراية الغرّاء إذ ربدت

نار الوغا فتحاماها الخميسانِ؟

مَن ردّت الكفُّ إذ بانت بدعوته؟

والعين بعد ذهاب المنظر الفاني؟

مَن أنزل الوحي في أن لا يُسدّ له

بابٌ وقد سُدَّ أبوابٌ لإخوانِ؟

ومَن به بُلغت من بعد أوبتها

براءةٌ لأولي شرك وكفرانِ؟

ومَن تظلّم طفلاً وارتقى كتف

المختار خير ذوي شيب وشبّانِ؟

ومَن يقول: خذي يا نار ذا وذري

هذا وبالكأس يسقي كلَّ ظمآنِ؟

مَن غسَّل المصطفى؟ من سال في يده

أجلُّ نفس نأت عن خير جثمانِ؟

ومَن تورَّك متن الرِّيح طائعة

تجري بأمر مليك الخلق رحمانِ؟

حتّى أتى فتية الكهف الذين جرت

على مراقدهم أعصار أزمانِ

فاستيقظوا ثمَّ قالوا بعد يقظتهم

: أنت الوصيُّ على علمٍ وإيقانِ

﴿ما يتبع الشعر﴾

في هذه القصيدة إشارةٌ إلى لمة من فضائل مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقد بسطنا القول في جملة مهمَّة منها في الأجزاء السابقة ونذكر هنا ما أشار إليه شاعرنا بقوله:

من كان في حرم الرَّحمن مولده

وحاطه الله من باسٍ وعدوانِ؟

يريد به قصَّة ولادته صلوات الله عليه في الكعبة المعظَّمة، وقد انشقَّ جدار البيت لأُمِّه فاطمة بنت أسد فدخلته ثمَّ التأمت الفتحة، فلم تزل في البيت العتيق حتّى ولدت مشرِّف البيت بذلك الهبوط الميمون، وأكلت من ثمار الجنَّة، ولم ينفلق

٢١

صدف الكعبة عن درِّه الدريِّ إلّا وأضاء الكون بنور محيّاه الأبلج، وفاح في الأجواء شذى عنصره الأقدس، وهذه حقيقةٌ ناصعةٌ أصفق على إثباتها الفريقان، وتضافرت بها الأحاديث، وطفحت بها الكتب، فلا نعبأ بجلبة رماة القول على عواهنه بعد نصِّ جمع من أعلام الفريقين على تواتر حديث هذه الأثارة.

قال الحاكم في «المستدرك» ٣: ٤٨٣: وقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب كرَّم الله وجهه في جوف الكعبة.

وحكى الحافظ الكنجي الشافعي في (الكفاية) من طريق إبن النجّار عن الحاكم النيسابوري أنَّه قال: وُلد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بمكّة في بيت الله الحرام ليلة الجمعة لثلث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلثين من عام الفيل ولم يولد قبله ولا بعده مولودٌ في بيت الله الحرام سواه إكراماً له بذلك، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم.

وتبعه أحمد بن عبد الرَّحيم الدهلوي الشهير بشاه وليّ الله والد عبد العزيز الدهلوي مصنِّف (التحفة الإثنى عشريَّة في الردِّ على الشيعة) فقال في كتابه [إزالة الخفاء]: تواترت الأخبار إنَّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّاً في جوف الكعبة فإنَّه وُلد في يوم الجمعة ثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلثين سنة في الكعبة ولم يولد فيها أحدٌ سواه قبله ولا بعده.

قال شهاب الدين السيِّد محمود الآلوسي صاحب التفسير الكبير في [سرح الخريدة الغيبيَّة في شرح القصيدة العينيَّة] لعبد الباقي أفندي العمري ص ١٥ عند قول الناظم:

أنت العليُّ الذي فوق العلى رفعا

ببطن مكّة عند البيت إذ وضعا

وكون الأمير كرَّم الله وجهه وُلد في البيت أمرٌ مشهورٌ في الدنيا وذكر في كتب الفريقين السنَّة والشيعة - إلى أن قال -: ولم يشتهر وضع غيره كرَّم الله وجهه كما اشتهر وضعه بل لم تتَّفق الكلمة عليه، وما أحرى بإمام الأئمَّة أن يكون وضعه فيما هو قبلةٌ للمؤمنين؟ وسبحان من يضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين.

وقال في ص ٧٥ عند قول العمري:

وأنت أنت الذي حطّت له قدمٌ

في موضع يده الرَّحمن قد وضعا

وقيل: أحبّ عليه الصَّلاة والسلام (يعني عليّاً) أن يكافئ الكعبة حيث وُلد

٢٢

في بطنها بوضع الصنم عن ظهرها فإنَّها كما ورد في بعض الآثار كانت تشتكي إلى الله تعالى عبادة الأصنام حولها وتقول: أي ربّ حتّى متى تُعبد هذه الأصنام حولي؟ والله تعالى يعدها بتطهيرها من ذلك. ا ه‍.

وإلى هذا المعنى أشار العلّامة السيِّد رضا الهندي بقوله:

لما دعاك الله قِدماً لأن

تولد في البيت فلبَّيته

شكرته بين قريش بأن

طهَّرتَ من أصنامهم بيته

ويجدها القارئ من المتسالم عليه من فضائل مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في غير واحد من مصادر القوم منها:

١ - مروج الذهب ٢ ص ٢ تأليف أبي الحسن المسعودي الهذلي

٢ - تذكرة خواصّ الأُمَّة ص ٧ تأليف سبط إبن الجوزي الحنفي

٣ - الفصول المهمَّة ص ١٤ تأليف إبن الصبّاغ المالكي

٤ - السيرة النبويَّة ١ ص ١٥٠ تأليف نور الدين علي الحلبي الشافعي

٥ - شرح الشفا ج ١ ص ١٥١ تأليف الشيخ علي القاري الحنفي

٦ - مطالب السئول ص ١١ تأليف أبي سالم محمّد بن طلحة الشافعي

٧ - محاضرة الأوائل ص ١٢٠ تأليف الشيخ علاء الدين السكتواري

٨ - مفتاح النجا في مناقب آل العبا تأليف ميرزا محمّد البدخشي

٩ - المناقب تأليف الأمير محمّد صالح الترمذي

١٠ - مدارج النبوَّة تأليف الشيخ عبد الحقِّ الدهلوي

١١ - نزهة المجالس ٢ ص ٢٠٤ تأليف عبد الرَّحمن الصفوري الشافعي

١٢ - آيينه تصوّف ط ص ١٣١١ تأليف شاه محمّد حسن الجشتي

١٣ - روائح المصطفى ص ١٠ تأليف صدر الدين أحمد البردواني

١٤ - كتاب الحسين ١ ص ١٦ تأليف السيِّد علي جلال الدين

١٥ - نور الأبصار ص ٧٦ تأليف السيِّد محمّد مؤمن الشبلنجي

١٦ - كفاية الطالب ص ٣٧ تأليف الشيخ حبيب الله الشنقيطي

وأما أعلام الشيعة فقد ذكرت منهم هذه الأثارة أُمَّةٌ كبيرةٌ منها:

٢٣

١ - الحسن بن محمّد بن الحسن القمي في تاريخ قم الذي ألَّفه وقدَّمه إلى الصّاحب ابن عباد سنة ٣٧٨، وترجمه إلى الفارسيَّة الشيخ الحسن بن علي بن الحسن القمي سنة ٨٦٥، راجع ص ١٩١ من الترجمة.

٢ - الشريف الرَّضي المتوفّى ٤٠٦ [المترجم في ج ٤ ص ١٨١ – ٢٢١] ذكرها في خصائص الأئمَّة وقال: لم نعلم مولوداً في الكعبة غيره.

٣ - شيخ الأُمّة معلّم البشر أبو عبد الله المفيد المتوفّى ٤١٣ في المقنع، ومسار الشيعة ص ٥١ مصر، والإرشاد ص ٣ وقال: لم يولد قبله ولا بعده مولودٌ في بيت الله سواه، إكراماً من الله جلَّ اسمه بذلك، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم.

٤ - الشَّريف المرتضى المتوفّى ٤٣٦ [مرّت ترجمته في ج ٤ ص ٢٦٤ – ٢٩٩] ذكرها في شرح القصيدة البائيّة للحميري ص ٥١ ط مصر وقال: لا نظير له في هذه الفضيلة.

٥ - نجم الدِّين الشريف أبو الحسن عليُّ بن أبي الغنائم محمّد المعروف بابن الصّوفي ذكرها في كتابه (المجدي) المخطوط.

٦ - الشيخ أبو الفتح الكراجكي المتوفّى ٤٤٩ في «كنز الفوائد» ص ١١٥.

٧ - الشيخ حسين بن عبد الوهّاب معاصر الشَّريف المرتضى في (عيون المعجزات).

٨ - شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي المتوفّى ٤٦٠ في التهذيب ج ٢، ومصباح المتهجِّد ص ٥٦٠، والأمالي ص ٨٠ - ٨٢.

٩ - أمين الإسلام الفضل بن الحسن الطبرسي المتوفّى ٥٤٨ صاحب «مجمع البيان» في (إعلام الورى) ص ٩٣ وقال: لم يولد قطُّ في بيت الله تعالى مولودٌ سواه لا قبله ولا بعده.

١٠ - إبن شهر آشوب السَّروي المتوفّى ٥٨٨ في (المناقب) ١ ص ٣٥٩، و ج ٢ ص ٥.

١١ - إبن البطريق شمس الدين أبو الحسين يحيى بن الحسن الحلّي المتوفّى ٦٠٠ في كتابه (العمدة) وقال: لم يولد قبله ولا بعده مولودٌ في بيت الله سواه.

١٢ - رضيُّ الدِّين عليُّ بن طاوس المتوفّى ٦٦٤ في كتابه «الإقبال» ص ١٤١.

٢٤

١٣ - عماد الدين الحسن الطبري الآملي صاحب «الكامل» المؤلَّف سنة ٦٧٥ في كتابه (تحفة الأبرار) في الفصل الثامن من الباب الرابع.

١٤ - بهاء الدين الأربلي المتوفّى ٦٩٢ [مرّت ترجمته في ج ٥ ص ٤٤٥] في كتابه [كشف الغمَّة] ص ١٩ وقال: لم يولد في البيت أحدٌ سواه قبله ولا بعده، وهي فضيلةٌ خصّه الله بها إجلالاً له، وإعلاءً لرتبته، وإظهاراً لتكرمته.

١٥ - أبو علي ابن الفتّال النيسابوري المترجم في كتابنا «شهداء الفضيلة» ص ٣٧ ذكرها في [روضة الواعظين] ص ٦٧.

١٦ - هندوشاه بن عبد الله الصّاحبي النخجواني في [تجارب السّلف] ص ٣٧.

١٧ - العلّامة الحسن بن يوسف الحلّي المتوفّى ٧٢٦ في كتابيه: كشف الحقّ، وكشف اليقين ص ٥ ونصَّ على أنّه لم يولد أحدٌ سواه فيها لا قبله ولا بعده.

١٨ - جمال الدِّين ابن عنبة المتوفّى ٨٢٨ في «عمدة الطالب» ص ٤١.

١٩ - الشيخ عليُّ بن يونس العاملي البياضي المتوفّى ٨٧٧ في «الصِّراط المستقيم».

٢٠ - السيِّد محمّد بن أحمد بن عميد الدِّين علي الحسيني، في «المشجَّر الكشّاف للسّادة الأشراف» ص ٢٣٠ ط مصر.

٢١ - الشيخ تقيُّ الدين الكفعمي الآتي ترجمته في هذا الجزء إنشاء الله، في المصباح ص ٥١٢.

٢٢ - أحمد بن محمّد بن عبد الغفّار الغفاري القزويني في «تاريخ نكارستان» المؤلَّف سنة ٩٤٩ ص ١٠ ط سنة ١٢٤٥.

٢٣ - القاضي نور الله المرعشي المستشهد ١٠١٩، المترجم في كتابنا «شهداء الفضيلة» ص ١٧١ في كتابه: إحقاق الحقِّ.

٢٤ - الشيخ عبد النبيِّ الجزائري المتوفّى ١٠٢١ في «حاوي الأقوال».

٢٥ - الشيخ محمّد بن الشيخ علي اللاهيجي في «محبوب القلوب».

٢٦ - المولى المحسن الكاشاني المتوفّى ١٠٩١ في كتابه «تقويم المحسنين»

٢٧ - الشيخ نظام الدين محمّد بن الحسين التفرشي السَّاوجي تلميذ شيخنا البهائي في تأليفه «تكملة الجامع العبّاسي» لشيخه المذكور.

٢٥

٢٨ - الشيخ أبو الحسن الشّريف المتوفّى ١١٠٠ في كتابه الضخم الفخم القيِّم «ضياء العالمين» وقال: كانت مشهورةً في الصّدر الأوَّل.

٢٩ - السيِّد هاشم التوبلي البحراني صاحب التآليف القيِّمة المتوفّى ١١٠٧ في «غاية المرام» وقال: بلغت حدَّ التواتر معلومة في كتب العامّة والخاصّة.

٣٠ - العلّامة المجلسي المتوفّى ١١١٠/١١ في جلاء العيون ص ٨٠ فقال ما معناه: مشهورٌ بين المحدِّثين والمؤرِّخين من الخاصّة والعامّة.

٣١ - السيِّد نعمة الله الجزائري المتوفّى ١١١٢ في «الأنوار النعمانيّة».

٣٢ - السيِّد علي خان الشيرازي ١١١٨/٢٠ في «الحدائق النديّة في شرح الفوائد الصمديّة».

٣٣ - السيِّد محمّد الطباطبائي جدّ آية الله بحر العلوم الفارغ عن بعض تآليفه سنة ١١٢٦ في رسالته الموضوعة لتواريخ مواليد الأئمّة ووفياتهم.

٣٤ - السيِّد عبّاس بن عليّ بن نور الدين الموسوي الحسيني المكّي المتوفّى ١١٧٩ في كتابه «نزهة الجليس» ج ١ ص ٦٨.

٣٥ - أبو علي الحائري المتوفّى ١٢١٥ في رجاله الدائر «منتهى المقال» ص ٤٦.

٣٦ - السيِّد محسن الأعرجي المتوفّى ١٢٢٧ في «عمدة الرجال».

٣٧ - الشيخ خضر بن شلّال العفكاوي النجفي المتوفّى ١٢٥٥ في مزاره المسمّى بأبواب الجنان وبشائر الرِّضوان.

٣٨ - السيِّد حيدر الحسني الحسيني الكاظمي المتوفّى ١٢٦٥ في «عمدة الزائر» ص ٥٤.

٣٩ - السيِّد مهدي القزويني المتوفّى ١٣٠٠ في «فلك النجاة» ص ٣٢٦.

٤٠ - المولى السيِّد محمود بن محمّد علي بن محمّد باقر في «تحفة السّلاطين» ج ٢ فقال ما معناه: مشهورٌ كالشمس في رائعة النهار.

٤١ - المولى السلطان محمّد بن تاج الدين حسن في «تحفة المجالس» ص ٨٨ ط سنة ١٢٧٤.

٤٢ - السيِّد ميرزا حسن الزنوزي نزيل خوي في كتابه الضخم «بحر العلوم».

٢٦

٤٣ - الحاج المولى شريف الشرواني من تلمذة السيِّد العظيم صاحب الرِّياض في كتابه: الشهاب الثاقب في مناقب عليّ بن أبي طالب.

٤٤ - المولى علي أصغر البروجردي في عقائد الشيعة ص ٣١ ط سنة ١٢٦٣.

٤٥ - الحاج ميرزا حبيب الخوئي في كتابه الكبير: شرح نهج البلاغة ج ١ ص ٧١.

٤٦ - أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر الحسيني الأعرجي في «مناهل الضرب في أنساب العرب».

٤٧ - الحاج الشيخ عبّاس القمّي المتوفّى ١٣٥٩ في [سفينة البحار] ج ٢ ص ٢٢٩.

٤٨ - السيِّد محسن الأمين الحسيني العاملي في [أعيان الشيعة] ج ٣: ٣.

٤٩ - الشيخ جعفر نقدي في كتابه [نزهة المحبّين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام] ص ٢ - ٨.

٥٠ - شيخنا الأوردبادي ألَّف في الموضوع كتاباً فخما، وقد أغرق نزعاً في التحقيق ولم يبق في القوس منزعاً، وإليك فهرست عناوينه.

١ - حديث المولد الشريف وتواتره.

٢ - حديث الولادة الشريفة مشهورٌ بين الأُمَّة.

٣ - نبأ الولادة والمحدِّثون.

٤ - حديث الولادة والنسّابون.

٥ - حديث الولادة والمؤرِّخون.

٦ - حديث الولادة والشَّعراء.

٧ - حديث الولادة والإجماع عليه.

ألَّف القاضي أبو البحتري كتاباً في مولد أمير المؤمنين عليه السلام كما ذكره النجاشي و شيخ الطايفة، ورواه أبو محمّد العلوي الحسن بن محمّد عن حجر بن محمّد السّامي عن رجاء بن سهل الصنعاني عن أبي البحتري كما في تاريخ الخطيب البغدادي ٧ ص ٤١٩.

وذكر النجاشي في فهرسته ص ٢٧٩ كتاب مولد أمير المؤمنين لشيخنا إبن بابويه الصَّدوق].

وقد نظم هذه الأثارة كثيرون من أعلام الشيعة الفطاحل وشعرائها الأفذاذ نظراء:

٢٧

١ - السيِّد الحميري المتوفّى ١٧٣، وقد مرَّت ترجمته في ج ٢ ص ٢٣١ - ٢٧٨ قال:

ولدته في حرم الإله وأمنه

والبيت حيث فناؤه والمسجد

بيضاء طاهرة الثياب كريمة

طابت وطاب وليدها والمولد

في ليلة غابت نحوس نجومها

وبدت مع القمر المنير الأسعد

ما لُفَّ في خرق القوابل مثله

إلّا ابن آمنة النبيِّ «محمّد»

٢ - محمّد بن منصور السَّرخسي، ذكرها في أبيات توجد في مناقب ابن شهر آشوب ج ١ ص ٣٦٠.

٣ - خواجه معين الدين الجشتي الأجميري المتوفّى ٦٣٢.

٤ - المولي الرومي العارف الشهير المتوفّى ٦٧٢.

٥ - المولى محمّد بن عبد الله الكاتبي النيسابوري المتوفّى ٨٨٩، المترجم في مجالس المؤمنين.

٦ - المولى أهلي الشيرازي المتوفّى ٩٤٢.

٧ - ميرزا محمّد علي التبريزي المتخلّص في شعره ب‍ «صائب» من شعراء عهد السّلطان سليمان المتوفّى ٩٧٤ له قصيدةٌ يمدح بها الكعبة المشرَّفة ويذكر مزاياها و عدَّ منها ولادة أمير المؤمنين بها توجد في كتاب [الخزانة العامرة] صحيفة ٢٩١.

٨ - السيِّد محمّد باقر بن محمّد الحسيني الأسترابادي الشهير بداماد المتوفّى ١٠٤١.

٩ - المولى محمّد مسيح المعروف بمسيحا الفسوي الشيرازي المتوفّى ١١٢٧ الآتي شعره وترجمته في شعراء القرن الثاني عشر.

١٠ - السيِّد نصر الله المدرِّس الحائري الشهيد سنة ١١٦٠، أحد شعراء الغدير يأتي في شعراء القرن الثاني عشر.

١١ - المولى رضا الرَّشتي المتخلّص في شعره ب‍ «المحزون» في مثنوىٍّ له.

١٢ - ميرزا نصر الله المتخلّص ب‍ «شهاب».

١٣ - الشَّريف محمّد بن فلاح الكاظمي أحد شعراء الغدير يأتي شعره وترجمته في محلّهما، ذكرها في قصيدته الكرّاريَّة.

١٤ - الشيخ محمّد رضا النحوي المتوفّى ١٢٢٦، أحد شعراء الغدير تأتي ترجمته

٢٨

في محلّها.

١٥ - الشيخ حسين نجف المتوفّى ١٢٥٢، أحد شعراء الغدير يأتي شعره وترجمته في شعراء القرن الثالث عشر قال في قصيدته الكبيرة.

جعل الله بيته لعليّ

مولداً ياله علاً لا يُضاهى

لم يشاركه في الولادة فيه

سيّد الرُّسل لا ولا أنبياها

علم الله شوقها لعليٍّ

علمه بالذي به من هواها

إذ تمنّت لقاءه وتمنّى

فأراها حبيبه ورآها

ما ادَّعى مدَّعٍ لذلك كلّا

من ترى في الورى يروم ادَّعاها؟

فاكتست مكّة بذاك افتخاراً

وكذا المشعران بعد مناها

بل به الأرض قد علت إذ حوته

فغدت أرضها مَطاف سماها؟

أوَ ما تنظر الكواكب ليلاً

ونهاراً تطوف حول حماها؟

وإلى الحشر في الطَّواف عليه

وبذاك الطَّواف دام بقاها

١٦ - ميرزا عبّاس الدامغاني المتخلص ب‍ «نشاط» الهزار جريبي المتوفّى ١٢٦٢.

١٧ السيِّد محمّد تقي القزويني المتوفّى ١٢٧٠، أحد شعراء الغدير تأتي ترجمته في شعراء القرن الثالث عشر.

١٨ - الشيخ حسين بن علي الفتوني الهمداني العاملي الحائري، من شعراء الغدير يأتي ذكره في القرن الثالث عشر.

١٩ - الحاج محمّد خان المولود سنة ١٢٤٦ المتخلّص ب‍ «دشتي» في ديوانه المطبوع.

٢٠ - الحاج ميرزا إسماعيل الشيرازي المتوفّى ١٣٠٥، أحد شعراء الغدير من حجج الطائفة يأتي ذكره في شعراء القرن الرّابع عشر له قصيدةٌ موشّحةٌ في المولود المقدَّس ألا وهي:

رغد العيش فزده رغدا

بسلافٍ منه تشفي سقمي

طرب الصبُّ على وصل الحبيبْ

وهنى العيش على بُعد الرقيبْ

وفّني من أكؤس الراح النصيبْ

وائتني توماً بها لا مفردا

فالهنا كلّ الهنا في التّوئمِ

٢٩

آتني الصهباء ناراً ذائبه

كلّلتها قبساتٌ لاهبه

واسقنيها والنّدامى قاطبه

فلعمري إنَّها ريُّ الصَّدى

لفؤادٍ بالتصابي مضرمِ

ما أحيلي الراح من كفِّ الملاح

هي روح هي رَوح هي راحْ

فأدرها في غدوٍّ ورواحْ

كذكاءٍ تتجلّى صرخدا

رصّعتها حببٌ كالأنجمِ

حبّذا آناء أُنس أقبلتْ

أدركت نفسي بهاما أمّلتْ

وضعت أُمُّ العُلى ما حُملتْ

طاب أصلاً وتعالى محتدا

مالكاً ثقل ولاء الأُممِ

آنست نفسي من الكعبة نورْ

مثل ما آنس موسى نار طورْ

يوم غشّي الملأ الأعلى سرورْ

قرع السّمع نداءٌ كندا

شاطئ الوادي طوى من حرمِ

ولدت شمس الضحى بدر التمامْ

فانجلت عنّاديا جير الظّلامْ

نادِ: يا بشراكمُ هذا غلامْ

وجهه فلقة بدرٍ يهتدى

بسنا أنواره في الظّلمِ

هذه فاطمةُ بنت أسدْ

أقبلت تحملُ لاهوت الأبدْ

فاسجدواُ ذّلاً له فيمن سجدْ

فله الأملاك خرّت سُجّدا

إذ تجلّى نوره في آدمِ

كُشف الستر عن الحقِّ المبين

وتجلّى وجه ربِّ العالمينْ

وبدا مصباح مشكاة اليقينْ

وبدت مشرقةً شمس الهدى

فانجلى ليل الضّلال المظلمِ

نُسخ التأبد من نفي ترى

فأرانا وجهه ربُّ الورى

ليت موسى كان فينا فيرى

ما تمنّاه بطورٍ مُجهدا

فانثني عنه بكفِّي مُعدمِ

هل درت أُمّ العلى ما وضعتْ؟

أم درت ثدي الهدى ما أرضعتْ؟

٣٠

أم درت كفُّ النّهي ما رفعتْ؟

أم درى ربُّ الحجى ما ولدا؟

جلَّ معناه فلمّا يُعلمِ

سيِّدٌ فاق عُلاً كلّ الأنامْ

كان إذ لا كائنٌ وهو إمامْ

شرَّف الله به البيت الحرامْ

حين أضحى لعُلاه مولدا

فوطا تربته بالقدمِ

إن يكن يُجعل لله البنونْ

وتعالى الله عمّا يصفونْ

فوليد البيت أحرى أن يكونْ

لوليِّ البيت حقّاً ولدا

لا عزيزٌ لا ولا ابن مريمِ

هو بعد المصطفى خير الورى

من ذرى العرش إلى تحت الثرى

قد كست عليائه أُمّ القرى

غرَّةً تحمي حماها أبدا

حيث لا يدنوه من لم يحرمِ

سبق الكون جميعاً في الوجودْ

وطوى عالم غيبٍ وشهودْ

كلّما في الكون من يمناه جودْ

إذ هو الكائن لله يدا

ويد الله مدرُّ الأنعمِ

سيِّدٌ حازت به الفضل مضرْ

بفخارٍ فسما كلّ البشرْ

وجهه في فلك العليا قمرْ

فبه لا بالنجوم يُهتدى

نحو مغناه لنيل المغنمِ

هو بدرٌ وذراريه بدورْ

عقمت عن مثلهم أُمُّ الدُّهور

كعبة الوفّاد في كلِّ الشّهورْ

فاز من نحو فناها وفدا

بمطافٍ منه أو مُستلمِ

ورثوا العلياء قدماً من قُصيّْ

ونزار ثمَّ فهرٍ ولويّْ

لا يباري حيّهم قطُّ بحيّْ

وهمُ أزكى البرايا محتدا

وإليهم كلُّ فخر ينتمي

أيّها المرجى لقاهُ في المماتْ

كلُّ موت فيه لقياك حياةْ

ليتما عجّل بي ما هو آتْ

علّني ألقى حياتي في الرَّدى

٣١

فايزاً منه بأوفى النِّعمِ

٢١ - ميرزا أبو القاسم الحسيني الشيرازي.

٢٢ - سراج الدِّين محمّد بن الحسن القرشي التميمي العدويّ الأمويّ المعروف بفدا حسين الهندي، نظم مكرمة الولادة الشريفة في قصيدته العلويَّة الكبيرة المطبوعة البالغة ١٤١١ بيتاً المسمّاة بالنفحة القدسيَّة ص ٦٨، ١٧٨.

٢٣ - ميرزا محمّد تقي الشهير بحجَّة الإسلام المتوفّى ١٣١٢، في ديوانه المطبوع ص ١٩٦، ٢٠٠.

٢٤ - الشاعر المفلق محمّد اليزدي المتخلّص في شعره ب‍ (جيحون) المتوفّى حدود ١٣١٨ في ديوانه المطبوع.

٢٥ - السيِّد مصطفى بن الحسين الكاشاني النجفي دفين الكاظميَّة المتوفّى ١٣٣٦ أحد شعراء الغدير، يأتي شعره وترجمته في شعراء القرن الرّابع عشر.

٢٦ - الحاج ميرزا حبيب الخراساني المترجم في كتابنا (شهداء الفضيلة) ص ٢٨٢.

٢٧ - الشيخ علي الملقَّب بالشيخ الرئيس الخراساني المتوفّى حدود ١٣٢٠ في منظومته المسمَّاة ب‍ [تنبيه الخاطر في أحوال المسافر] ص ٤.

٢٨ - الشيخ محمود عبّاس العاملي المتوفّى ١٣٥٣، أحد شعراء الغدير يأتي.

٢٩ - السيِّد حسن آل بحر العلوم المتوفّى ١٣٥٥، من شعراء الغدير يأتي ذكره في شعراء القرن الرّابع عشر.

٣٠ - الحاج الشيخ محمّد الحسين الإصبهاني المتوفّى ١٣٦١، أحد شعراء الغدير الآتي ذكره في شعراء القرن الرّابع عشر.

٣١ - السيِّد مير علي أبو طبيخ النجفي المتوفّى ١٣٦١، أحد شعراء الغدير يأتي شعره وترجمته.

٣٢ - السيِّد رضا الهندي النجفي المتوفّى ١٣٦٢، من شعراء الغدير يأتي ذكره في شعراء القرن الرّابع عشر.

٣٣ - السيِّد المحسن الأمين العاملي، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.

٣٤ - الشيخ محمّد صالح المازندراني، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.

٣٢

٣٥ - الشيخ ميرزا محمّد علي الأوردبادي، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره، نظمها في غير واحدة من قصائده، وممّا قال فيها قوله يمدح به أمير المؤمنين عليه السلام:

سبق الكرام فها همُ لم يلحقوا

في حلبة العلياء شأو كميتهِ

إذ خصَّه المولى بفضل باهرٍ

فيه يميّز حيّه من ميتهِ

لم يتَّخذ ولداً وما إن يتَّخذ

إلّا وكان ولاده في بيتهِ

في البيت مولده يحقِّق إنَّه

دون الأنام ذبالة في زيتهِ

خمَّسها النطاسيُّ المحنَّك ميرزا محمّد الخليلي صاحب [معجم أُدباء الأطبّاء].

٣٦ - الشيخ محمّد السَّماوي النجفي، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.

٣٧ - الشيخ محمّد علي يعقوب النجفي، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.

٣٨ - الشيخ جعفر نقدي، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.

٣٩ - ميرزا محمّد الخليلي النجفي، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.

٤٠ - السيِّد علي النقي اللكهنوي الهندي، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره، له موشّحةٌ في الميلاد الشريف يهنِّي بها سيِّدنا الحجَّة السيِّد ميرزا علي آغا الشيرازي وهي:

من بدا فاز دهر البيت الحرامْ

وزهت منه ليالي رجبِ؟

طرب الكون لبشر وهنا

إذ بدا الفخر بنور وسنا

وأتى الوحي ينادي معلناً

: قد أتاكم حجَّة الله الإمام

وأبو الغرِّ الهُداة النّجبِ

خصَّه الرَّحمن بالفضل الصّراحْ

ومزايا أشرقت غرّاً وضاحْ

وسما منزله هام الضّراحْ

فغدا مولده خير مقامْ

طأطأت فيه رؤس الشّهبِ

إنَّه أوَّل بيت وُضعا

للورى طرّاً فأضحوا خضَّعا

وعلى الحاضر والبادي معا

حجَّةٌ أصبح فرضاً ولزامْ

طاعةٌ تتبع أقصى القربِ

وهو القبلة في كلِّ صلاةْ

وملاذٌ يُرتجى فيه النَّجاةْ

وقد استخلصه الله حماهْ

فلأن يأت إليه مستهامْ

٣٣

في ملمّ داعياً يُستجبِ

تلكمُ فاطمة بنت أسدْ

أمَّت البيت بكرب وكمدْ

ودعت خالقها الباري الصّمدْ

بحشاً فيه من الوجد الضّرامْ

قد علته قبسات اللّهبِ

نادت: اللهمّ ربَّ العالمينْ

قاضي الحاجات للمستصرخينْ

كاشف الكرب مجيب السائلينْ

إنّني جئتك من دون الأنامْ

أبتغي عندك كشف الكربِ

بينما كانت تناجي ربَّها

وإلى الرَّحمن تشكوا كربها

وإذا بالبشر غشّى قلبها

من جدار البيت إذ لاح ابتسامْ

عن سنا ثغرٍ له ذي شنبِ

فتق الزّهر؟ أم انشقَّ القمرْ؟

أم عمود الصّبح بالليل انفجرْ؟

أم أضاء البرق فالكون ازدهر؟

أم بدا في الأُفق خرقُ والتئامْ؟

فغدا برهان معراج النبي

أم أشار البيت بالكفّ ادخلي؟

واطمئنّي بالإله المفضلِ

فهنا يولد ذو العليا «علي»

من به يحظى حطيمي والمقامْ

وينال الرُّكن أعلا الرُّتبِ

دخلت فاطم فارتدّ الجدارْ

مثلما كان ولم يكشف ستارْ

إذ تجلّى النور وانجاب السرارْ

عن سنا بدرٍ به يجلو الظلامْ

والورى ينجو به من عطبِ

وُلد الطاهر ذاك ابن جَلا

من سما العرش جلالاً وعُلا

فله الأملاك يعنو ذلّلا

وبه قد بشَّر الرُّسل العظامْ

قومهم فيها خلا من حُقبِ

عرف الله ولا أرضٌ ولا

رفعت سبع طباق ظللا

فلذا خرَّ سجوداً وتلا

كلّما جاء إلى الرُّسل الكرامْ

قبله من صحفٍ أو كتبِ

٣٤

إن يك البيت مطافاً للأنامْ

فعليٌّ قد رقى أعلا سنامْ

إذ به يطَّوف البيت الحرامْ

وسعى الرُّكن إليه لاستلامْ

فغدا يزهو به من طربِ

لم يكن في البيت مولودٌ سواهْ

إذ تعالى عن مثيل في علاهْ

أوتي العلم بتعليم الإله

فغذاه درّه قبل الفطامْ

يرتوي منه بأهنى مشربِ

صغر الكون على سوددهِ

وانتمى الوحي إلى محتدهِ

بشِّر الشيعة في مولدهِ

واقصدوا العلّامة الحَبر الإمام

منبع العلم مناط الأدبِ

(القصيدة)

وله قصيدة أخرى ميلاديّة بارى بها قصيدة [إيليا أبي ماضي] الإلحاديّة المقفّاة ب‍ «لست أدري» وهي:

طرب الكون من البشر وقد عمَّ السّرورْ

وغدا القمريُّ يشدو في ابتسام للزُّهورْ

وتهانت ساجعات في ذرى الأيك الطيورْ

لِمَ ذا البشرْ؟ وما هذا التهاني؟ لستُ أدري

تلعب الرِّيح وفيها الدَّوح قامت راقصاتْ

وبها الأُوراق تزهو بالأكفِّ الصّافقاتْ

ضارباً سجع هزار الغصن أوتار الحياةْ

مِمَ هذي الدوح أضحت راقصات؟ لستُ أدري

قد كسى وجه الثرى من سندس وشي الرَّبيعْ

فتهادى مائساً في حُلل الخصب المريعْ

وغدا يختال بالأرياش والشأن البديعْ

قائلاً: هل أحدٌ يوجد مثلي؟ لستُ أدري

والنّسيم الغضّ قد تهمس في سمع الاقاحْ

فترى باسمه الثّغر نشاطاً وارتياحْ

٣٥

وهزيز الغصن يُبدي شان زهوٍ ومراحْ

ما الذي قالت فردّت بابتسام؟ لستُ أدري

طبّق الأرض لهيباً نار محمرِّ الشقيقْ

فغدا البلبل مرتاع الحشا خوف الحريقْ

صارخاً: هل لنجاتي عن لظاها من طريقْ؟

هذه النّار أتتني كيف أُطفي؟ لستُ أدري

أشرقت طلعة نور عمّت الكون ضياءا

لا أرى بدراً على الأُفق ولم أبصر ذكاءا

وتفحَّصت فلم أدرك هناك الكهرباءا

فبماذا ضاء هذا الكون نوراً؟ لستُ أدري

كان هذا الرَّوض قبل اليوم رهناً للذّبولْ

ساحبات فوقها الأرواح قدماً للذّيولْ

تعصف النكباء فيها دون أنفاس البليلْ

كيف عاد اليوم يزهو في شذاه؟ لستُ أدري

قمت أستكشف عنه سائلاً هذا وذاكْ

فرأيت الكلَّ مثلي في اضطرابٍ وارتباكْ

وإذا الآراء طرّاً في اصطدامٍ واصطكاكْ

وأخيراً عمّها العجز فقالت: لستُ أدري

وإذا نبّهني عاطفة الحبِّ الدفينْ

وتظنَّنت وظنُّ الألمعي عين اليقينْ

إنّه ميلاد مولانا أمير المؤمنينْ

فدع الجاهل والقول: بأنِّي لستُ أدري

لم يكن في كعبة الرَّحمن مولودٌ سواهْ

إذ تعالى في البرايا عن مثيل في عُلاه

وتولّى ذكره في محكم الذكر الإلهْ

٣٦

أيقول الغرُّ فيه بعد هذا: لستُ أدري

أقبلتْ فاطمة حاملة خير جنينْ

جاءَ مخلوقاً بنور القدس لا الماء المهينْ

وتردّى منظر اللّاهوت بين العالمينْ

كيف قد أودع في جنبٍ وصدرٍ؟ لستُ أدري

أقبلت تدعو وقد جاء بها داءُ المخاضْ

نحو جذع النخل من ألطاف ذي اللطف المفاضْ

فدعت خالقها الباري بأحشاءٍ مراضْ

كيف ضجّت؟ كيف عجّت؟ كيف ناحت؟ لستُ أدري

لستُ أدري غير أنَّ البيت قد ردَّ الجوابْ

بابتسامٍ في جدار البيت أضحى منه بابْ

دخلت فانجاب فيه البشر عن محض اللبابْ

إنَّما أدري بهذا غير هذا لستُ أدري

كيف أدري وهو سرٌّ فيه قد حار العقولْ

حادثٌ في اليوم لكن لم يزل أصل الأُصولْ

مظهرٌ لله لكن لا اتّحاد لا حلولْ

غاية الإدارك أن أدري بأنّي لستُ أدري

وُلد الطّهر «عليٌّ» من تسامى في عُلاهْ؟

فاهتدى فيه فريقٌ وفريقٌ فيه تاهْ

ضلَّ أقوامٌ فظنّوا: إنَّه حقّاً إلهْ

أم جنون العشق هذا لا يجازى؟ لستُ أدري

ونظمها الشاعر المفلق الأستاذ المسيحي «بولس سلامة» في أوّل ملحمته العربيَّة «عيد الغدير» فقال في ص ٥٦:

سمع الليل في الظلام المديد

همسة مثل أنَّه المفقودِ

من خفيِّ الآلام والكبت فيها

ومن البشر والرَّجاء السعيدِ

٣٧

حرَّة لزّها المخاض فلاذت

بستار البيت العتيق الوطيدِ

كعبة الله في الشدائد تُرجى

فهي جسر العبيد للمعبودِ

لا نساءٌ ولا قوابل حفَّت

بابنة المجد والعُلى والجودِ

يذر الفقر أشرف الناس فرداً

والغنيُّ الخليج غير فريدِ

أينما سار واكبته جباهٌ

وظهورٌ مخلوقةٌ للسّجودِ

* * *

صبرت فاطم على الضيم حتّى

لهث الليل لهثة المكدودِ

وإذا نجمةٌ من الأُفق خفَّت

تطعن الليل بالشعاع الجديدِ

وتدانت من الحطيم وقرَّت

وتدلّت تدلّيَ العنقودِ

تسكب الضوء في الأثير دفيقا

فعلى الأرض وابلٌ من سعودِ

واستفاق الحمام يسجع سجعاً

فتهشُّ الأركان للتغريدِ

بسم المسجد الحرام حبوراً

وتنادت حجاره للنَّشيدِ

كان فجران ذلك اليوم فجرٌ

لنهارٍ وآخرٌ للوليدِ

هالت الأُمّ صرخةٌ جال فيها

بعض شئ من همهمات الأُسودِ

دعت الشبل حيدراً وتمنَّت

وأكبَّت على الرَّجاء المديدِ

- أسداً - سمّت ابنها كأبيها

لبدة الجدّ اُهديت للحفيدِ

بل - عليّاً - ندعوه قال أبوه

فاستقزَّ السّماء للتأكيدِ

ذلك اسمٌ تناقلته الفيافي

ورواه الجلمود للجلمودِ

يهرم الدَّهر وهو كالصّبح باقٍ

كلُّ يومٍ يأتي بفجرٍ جديدِ

﴿الشاعر﴾

السيّد عبد العزيز بن محمّد بن الحسن بن أبي نصر الحسيني السّريجي الأوالي. ترجمة العلّامة السّماوي في [الطليعة من شعراء الشيعة] فقال: كان فاضلاً أديباً جامعاً، وشاعراً ظريفاً بارعاً، توفّي في البصرة سنة ٧٥٠ تقريباً.

٣٨

القرن الثامن

٦٨

صفي الدين الحلي

المولود: ٦٧٧

المتوفى: ٧٥٢

خمدت لفضل ولادك النيرانُ

وانشقَّ من فرحٍ بك الايوانُ

وتزلزل النادي وأوجس خيفةً

من هول رؤياه أنو شروانُ

فتأوَّل الرؤيا سطيح(١) وبشّرت

بظهورك الرّهبان والكهّانُ

وعليك رميّا وشعيا أثنيا

وهما وحزقيلٌ لفضلك دانوا(٢)

بفضائل شهدت بهنَّ الصحف والـ

ـتوراة والإنجيل والفرقانُ

فوضعت لله المهيمن ساجداً

واستبشرت بظهورك الأكوانُ

متكمِّلاً لم تنقطع لك سرَّةٌ

شرفاً ولم يطلق عليك ختانُ(٣)

فرأت قصور الشام آمنةٌ وقد

وضعتك لا تخفى لها أركانُ(٤)

وأتت حليمة وهي تنظر في ابنها(٥)

سرّاً تحار لوصفه الأذهانُ

____________________

١ - توجد قصة الرؤيا وتأويل سطيح إيّاها في كتب السير النبويّة ودلائلها ومعاجم التاريخ، وسطيح هو ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدي بن مازن غسان.

٢ - أرميا بن حلقيا من سبط لاوي بن يعقوب من أنبياء بني إسرائيل، شعيا بن امصيا ممّن بشر بالنبي الأعظم من أنبياء بني إسرائيل، حزقيل بن بوذي ابن العجوز، الذي دعا الله فأحيا الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله: موتورا.

٣ - أشار إلى ما أخرجه الحفاظ البيهقي والحاكم وابن عساكر وغيرهم من أنه صلّى الله عليه وآله ولد مختوناً مسروراً.

٤ - يوجد حديث رؤية آمنة أم النبي الأعظم قصور النام حين وضعته صلّى الله عليه وآله في تاريخ ابن كثير ٢ ص ٢٦٤.

٥ - حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية مرضعة رسول الله أقام صلّى الله عليه وآله عندها نحواً من أربع سنين «إمتاع الأسماع ص ٢٧».

٣٩

وغدا ابن ذي يزن ببعثك مؤمناً(١)

سرّاً ليشهد جدّك الديّانُ

شرح الإله الصَّدر منك لأربع(٢)

فرأى الملائك حولك الأخوانُ

وحييت في خمس بظلّ غمامة

لك في الهواجر جرمها صيوانُ

ومررت في سبع بدير فانحنى

منه الجدار وأسلم المطرانُ

وكذاك في خمس وعشرين انثنى

نسطور منك وقلبه ملآنُ

حتّى كملت الأربعين وأشرقت

شمس النبوَّة وانجلى التبيانُ

فرمت رجوم النيِّرات رجيمها

وتساقطت من خوفك الأوثانُ

والأرض فاحت بالسَّلام عليك

والأشجارُ والأحجارُ والكثبانُ

وأتت مفاتيح الكنوز بأسرها

فنهاك عنها الزهد والعرفانُ

ونظرت خلفك كالإمام بخاتمٍ

أضحى لديه الشكّ وهو عيانُ

وغدت لك الأرض البسيطة مسجداً

فالكلُّ منها للصَّلاة مكانُ

ونصرت بالرّعب الشَّديد على العدى

ولك الملائك في الوغى أعوانُ

وسعى إليك فتى(٣) سلامٍ مسلماً

طوعاً وجاء مسلِّماً سلمانُ

وغدت تكلِّمك الأباعر والظبى

والضبُّ والثعبانُ والسرحانُ

والجزع حنَّ إلى علاك مسلِّماً

وببطن كفّك سبَّح الصوَّانُ(٤)

وهوى إليك العذق ثمَّ رددته

في نخلة تزهى به وتزانُ

والدوحتان وقد دعوت فاقبلا

حتّى تلاقت منهما الأغصانُ

وشكا إليك الجيش من ظمأ به

فتفجّرت بالماء منك بنانُ

ورددت عين قتادةِ من بعد ما

ذهبت فلم ينظر بها إنسانُ

وحكى ذراع الشاة مودع سمِّه

حتّى كأنَّ العضو منه لسانُ

____________________

١ - سيف بن ذي يزن الحميري له بشارة بالنبي الأعظم أخرج حديثها الحافظ أبو بكر الخرائطي في كتابه «هواتف الجان» وحكى عنه جمع من الحفاظ والمؤرخين في تآليفهم.

٢ - في هذا البيت وما يليه من الأبيات إشارة إلى قضايا من دلائل النبوة توجد جمعاء في كتب الدلائل والسيرة النبوية ومعاجم التاريخ.

٣ - هو عبد الله بن سلام يوجد حديث إسلامه في سيرة ابن هشام ٢ ص ١٣٨.

٤ - الصوّان جمع الصوانة: حجر شديد يقدح به.

٤٠