الميزان في تفسير القرآن الجزء ٦

الميزان في تفسير القرآن0%

الميزان في تفسير القرآن مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 401

الميزان في تفسير القرآن

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي
تصنيف: الصفحات: 401
المشاهدات: 75715
تحميل: 5708


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 401 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 75715 / تحميل: 5708
الحجم الحجم الحجم
الميزان في تفسير القرآن

الميزان في تفسير القرآن الجزء 6

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ) التوبة: ٦١ و قال أيضاً:( وَ إِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم: ٤ و قال أيضاً و فيه جماع ما تقدّم:( وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ ) الأنبياء: ١٠٧.

و هذه الآيات و إن كانت بحسب المعنى المطابقيّ ناظرة إلى أخلاقهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحسنة دون أدبه الّذي هو أمر وراء الخلق إلّا أنّ نوع الأدب - كما تقدّم بيانه - يستفاد من نوع الخلق، على أنّ نفس الأدب من الأخلاق الفرعيّة.

( بحث روائي آخر)

( في سنن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و آدابه خاصّة)

الآيات القرآنيّة الّتي يستفاد منها خلقهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكريم و أدبه الجميل أكثرها واردة في صورة الأمر و النهي، و لذلك رأينا أن نورد في هذا المقام روايات من سننهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيها مجامع أخلاقه الّتي تلوّح إلى أدبه الإلهيّ الجميل، و هي مع ذلك متأيّدة بالآيات الشريفة القرآنيّة.

١- في معاني الأخبار، بطريق عن أبي هالة التميميّ عن الحسن بن عليّعليهما‌السلام و بطريق آخر عن الرضا عن آبائه عن عليّ بن الحسين عن الحسن بن عليّعليهم‌السلام ، و بطريق آخر عن رجل من ولد أبي هالة عن الحسن بن عليّعليهما‌السلام :

قال: سألت خالي هند بن أبي هالة، و كان وصّافاً للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، و أنا أشتهي أن يصف لي منه شيئاً لعلّي أتعلّق به فقال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخماً مفخّماً يتلألؤ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع و أقصر من المشذّب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إن تفرّقت عقيقته فرّق و إلّا فلا يجاوز شعره شحمة اُذنيه إذا هو وفّره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزجّ الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدرّه الغضب له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمّله أشمّ، كثّ اللحية، سهل الخدّين، ضليع الفم، مفلّج، أشنب، مفلّج الأسنان، دقيق المشربة، كأنّ عنقه جيد دمية في صفاء الفضّة، معتدل الخلق، بادناً متماسكاً، سواء البطن و الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، عريض الصدر، أنور المتجرّد،

٣٢١

موصول ما بين اللبّة و السرّة بشعر يجري كالخطّ، عاري الثديين و البطن ممّا سوى ذلك، أشعر الذراعين و المنكبين و أعلى الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، شثن الكفّين و القدمين، سائل الأطراف، سبط القصب، خمصان الأخمصين، فسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعاً، يخطو تكفّؤاً، و يمشي هوناً، ذريع المشية، إذا مشى كأنّما ينحطّ في صبب، و إذا التفت التفت جميعاً، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جلّ نظره الملاحظة يبدر من لقيه بالسلام.

قال: فقلت له: صف لي منطقه، فقال: كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكر ليس له راحة، طويل الصمت لا يتكلّم في غير حاجة، يفتتح الكلام و يختتمه بأشداقه، يتكلّم بجوامع الكلم فصلاً لا فضول فيه و لا تقصير، دمثاً ليس بالجافي و لا بالمهين، يعظم عنده النعمة و إن دقّت، لا يذمّ منها شيئاً غير أنّه كان لا يذمّ ذواقاً و لا يمدحه، و لا تغضيه الدنيا و ما كان لها، فإذا تعوطي الحقّ لم يعرفه أحد، و لم يقم لغضبه شي‏ء حتّى ينتصر له، إذا أشار أشار بكفّه كلّها، و إذا تعجّب قلّبها، و إذا تحدّث اتّصل بها فضرب راحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، و إذا غضب أعرض و انشاح، و إذا غضب غضّ طرفه جلّ ضحكه التبسّم، يفترّ عن مثل حبّ الغمام.

قال الصدوق: إلى هنا رواية القاسم بن المنيع عن إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد، و الباقي رواية عبدالرحمن إلى آخره:

قال الحسنعليه‌السلام : فكتمتها الحسينعليه‌السلام زماناً ثمّ حدّثته به فوجدته قد سبقني إليه فسألته عنه فوجدته قد سأل أباهعليه‌السلام عن مدخل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و مخرجه و مجلسه و شكله فلم يدع منه شيئاً.

قال الحسينعليه‌السلام قد سألت أبيعليه‌السلام عن مدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: كان دخوله في نفسه مأذوناً له في ذلك، فإذا آوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءً لله، و جزءً لأهله، و جزءً لنفسه، ثمّ جزّأ جزءه بينه و بين الناس فيرّد ذلك بالخاصّة على العامّة، و لا يدخّر عنهم منه شيئاً.

و كان من سيرتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جزء الاُمّة إيثار أهل الفضل بأدبه، و قسمه على قدر

٣٢٢

فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، و منهم ذو الحاجتين، و منهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم، و يشغلهم فيما أصلحهم و الاُمّة من مسألته عنهم، و بإخبارهم بالّذي ينبغي، و يقول: ليبلّغ الشاهد منكم الغائب، و أبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته فإنّه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يقدر على إبلاغها ثبّت الله قدميه يوم القيامة، لا يذكر عنده إلّا ذلك، و لا يقبل من أحد غيره، يدخلون روّاداً، و لا يفترقون إلّا عن ذواق و يخرجون أدلّة.

و سألته عن مخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كيف كان يصنع فيه؟ فقال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخزن لسانه إلّا عمّا كان يعنيه، و يؤلّفهم و لا ينفّرهم، و يكرم كريم كلّ قوم و يولّيه عليهم، و يحذر الناس و يحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره و لا خلقه، و يتفقّد أصحابه، و يسأل الناس عن الناس، و يحسّن الحسن و يقوّيه، و يقبّح القبيح و يوهنه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا و يميلوا، و لا يقصر عن الحقّ و لا يجوزه، الّذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمّهم نصيحة للمسلمين، و أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة و موازرة.

قالعليه‌السلام : فسألته عن مجلسهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: كان لا يجلس و لا يقوم إلّا على ذكر، لا يوطن الأماكن و ينهى عن إيطانها و إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس و يأمر بذلك، و يعطي كلّ جلسائه نصيبه، و لا يحسب أحد من جلسائه أنّ أحداً أكرم عليه منه، من جالسه صابره حتّى يكون هو المنصرف، من سأله حاجة لم يرجع إلّا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه خلقه فصار لهم أباً، و كانوا عنده في الحقّ سواء، مجلسه مجلس حلم و حياء و صدق و أمانة، و لا ترفع فيه الأصوات، و لا يؤبن فيه الحرم، و لا تثنّى فلتاته، متعادلين، متواصلين فيه بالتقوى، متواضعين، يوقّرون الكبير، و يرحمون الصغير، و يؤثرون ذا الحاجة، و يحفظون الغريب.

فقلت: كيف كانت سيرتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جلسائه؟ فقالعليه‌السلام : كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دائم البشر، سهل الخلق، ليّن الجانب، ليس بفظّ و لا غليظ و لا صخّاب و لا فحّاش و لا عيّاب، و لا مدّاح، يتغافل عمّا لا يشتهي، فلا يؤيس منه و لا يخيّب منه مؤمّليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء و الإكثار و ما لا يعنيه، و ترك الناس من ثلاث: كان لا يذمّ أحداً و لا يعيّره، و لا يطلب

٣٢٣

عثراته و لا عورته، و لا يتكلّم إلّا فيما رجى ثوابه، إذا تكلّم أطرق جلساؤه كأنّ على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلّموا، و لا يتنازعون عنده الحديث، من تكلّم أنصتوا له حتّى يفرغ، حديثهم عنده حديث أوليتهم، يضحك ممّا يضحكون منه، و يتعجّب ممّا يتعجّبون منه، و يصبر للغريب على الجفوة في مسألته و منطقه حتّى إن كان أصحابه يستجلبونهم، و يقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه، و لا يقبل الثناء إلّا من مكافئ، و لا يقطع على أحد كلامه حتّى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام.

قال: فسألته عن سكوت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالعليه‌السلام كان سكوتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أربع: على الحلم و الحذر و التقدير و التفكير: فأمّا التقدير ففي تسوية النظر و الاستماع بين الناس، و أمّا تفكّره ففيما يبقى و يفنى، و جمع له الحلم و الصبر فكان لا يغضبه شي‏ء و لا يستفزّه، و جمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسن ليقتدي به، و تركه القبيح لينتهي عنه، و اجتهاده الرأي في صلاح اُمّته، و القيام فيما جمع له خير الدنيا و الآخرة:.

أقول: و رواه في مكارم الأخلاق نقلاً من كتاب محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الطالقانيّ بروايته عن ثقاته عن الحسن و الحسينعليهما‌السلام قال في البحار: و الرواية من الأخبار المشهورة روته العامّة في أكثر كتبهم، انتهى.

و قد روي في معناها أو معنى بعض أجزائها روايات كثيرة عن الصحابة.

قوله:( المربوع) الّذي بين الطويل و القصير، و المشذّب الطويل الّذي لا كثير لحم على بدنه، و رجل الشعر من باب علم فهو رجل بالفتح و السكون أي كان بين السبط و الجعد، و العقيقة الخصلة السبطة من الشعر، و أزهر اللون أي لونه مشرق صاف، و الأزجّ من الحاجب ما رقّ و طال، و السوابغ من الحاجب هي الواسعة، و القرن بفتحتين اقتران ما بينها، و الشمم ارتفاع قصبة الأنف مع حسن و استواء، و كثّ اللحية المجتمع شعرها إذا كثف من غير طول، و سهل الخدّ مستوية من غير لحم كثير، و ضليع الفم أي وسيعه و يعدّ في الرجال من المحاسن، و المفلّج من الفلجة بفتحتين إذا تباعد ما بين قدميه أو يديه أو أسنانه، و الأشنب أبيض الأسنان.

و المشربة الشعر وسط الصدر إلى البطن، و الدمية بالضمّ الغزال، و المنكب مجتمع

٣٢٤

رأس الكتف و العضد، و الكراديس جمع كردوس و هو العظمان إذا التقيا في مفصل، و أنور المتجرّد كأنّ المتجرّد اسم فاعل من التجرّد و هو التعرّي من لباس و نحوه، و المراد أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان جميل الظاهر حسن الخلقة في بدنه إذا تجرّد عن اللباس.

و اللبّة بالضمّ فالتشديد موضع القلادة من الصدر و السرّة معروفة، و الزند موصل الذراع من الكفّ، و رحب الراحة أي وسيعها، و الشثن بفتحتين الغلظ في القدمين و الكفّين، و سبط القصب أي سهل العظام مسترسلها من غير نتوّ، أخمص القدم، الموضع الّذي لا يصل الأرض منها، و الخمصان ضامر البطن فخمصان الأخمصين أي كونهما ذا نتوّ و ارتفاع بالغ من الأرض، و الفسحة هي الوسعة، و القلع بفتحتين القوّة في المشي.

و التكفّؤ في المشي الميد و التمايل فيه، و ذريع المشية أي السريع فيها، و الصبب ما انحدر من الطريق أو الأرض، و خافض الطرف تفسيره ما بعده من قوله:( نظره إلى الأرض) إلخ.

و الأشداق جمع شدق - بالكسر فالسكون - و هو زاوية الفم من باطن الخدّين، و افتتاح الكلام و اختتامه بالأشداق كناية عن الفصاحة، يقال: تشدّق أي لوى شدقه للتفصّح، و الدمث من الدماثة و تفسيره ما بعده و هو قوله:( ليس بالجافي و لا بالمهين) و الذواق بالفتح ما يذاق من طعام، و انشاح من النشوح أي أعرض، و يفترّ عن مثل حبّ الغمام افترّ الرجل افتراراً أي ضحك ضحكاً حسناً، و حبّ الغمام البرد، و المراد أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يضحك ضحكاً حسناً يبدو به أسنانه.

و قوله:( فيردّ ذلك بالخاصّة على العامّة) إلخ، المراد أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و إن كان في جزئه الّذي لنفسه خلا بنفسه عن الناس لكنّه لا ينقطع عنهم بالكلّيّة بل يرتبط بواسطة خاصّته بالناس فيجيبهم في مسائلهم و يقضي حوائجهم، و لا يدّخر عنهم من جزء نفسه شيئاً، و الروّاد جمع رائد و هو الّذي يتقدّم القوم أو القافلة يطلب لهم مرعى أو منزلاً و نحو ذلك.

و قوله:( لا يوطن الأماكن و ينهى عن إيطانها) المراد بها المجالس أي لا يعيّن لنفسه مجلساً خاصّاً بين الجلساء حذراً من التصدّر و التقدّم فقوله:( و إذا انتهى) إلخ، كالمفسّر له،

٣٢٥

و لا تؤبن فيه الحرم أي لا تعاب عنده حرمات الناس، و الاُبنة بالضمّ العيب، و الحرم بالضمّ فالفتح جمع حرمة.

و قوله:( و لا تثنّى فلتاته) من التثنية بمعنى التكرار، و الفلتات جمع فلتة و هي العثرة أي إذا وقعت فيه فلتة من أحد جلسائه بيّنها لهم فراقبوا للتحذّر من الوقوع فيها ثانياً، و البشر بالكسر فالسكون بشاشة الوجه، و الصخاب الشديد الصياح.

و قوله:( حديثهم عنده حديث أوليتهم) الأولية جمع وليّ، و كأنّ المراد به التالي التابع و المعنى أنّهم كانوا يتكلّمون واحداً بعد آخر بالتناوب من غير أن يداخل أحدهم كلام الآخر أو يتوسّطه أو يشاغبوا فيه، و قوله:( حتّى إن كان أصحابه يستجلبونهم) أي يريدون جلبهم عنه و تخليصه منهم.

و قوله:( و لا يقبل الثناء إلّا من مكافئ) أي في مقابل نعمة أنعمها على أحدهم و هو الشكر الممدوح من كافأه بمعنى جازاه، أو من المكافاة بمعنى المساواة أي ممّن يثني بما يستحقّه من الثناء على ما أنعم به من غير إطراء و إغراق، و قوله:( و لا يقطع على أحد كلامه حتّى يجوز) أي يتعدّى عن الحقّ فيقطعه حينئذ بنهي أو قيام، و الاستفزاز الاستخفاف و الإزعاج.

٢- و في الإحياء،: كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفصح الناس منطقاً و أحلاهم - إلى أن قال - و كان يتكلّم بجوامع الكلم لا فضول و لا تقصير كأنّه يتبع بعضه بعضاً، بين كلامه توقّف يحفظه سامعه و يعيه، كان جهير الصوت أحسن الناس نغمة.

٣- و في التهذيب، بإسناده عن إسحاق بن جعفر عن أخيه موسى عن آبائه عن عليّعليه‌السلام قال: سمعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: بعثت بمكارم الأخلاق و محاسنها.

٤- و في مكارم الأخلاق، عن أبي سعيد الخدريّ قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أشدّ حياء من العذراء في خدرها، و كان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه.

٥- و في الكافي، بإسناده عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أباجعفرعليه‌السلام يذكر أنّه أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ملك فقال: إنّ الله يخيّرك أن تكون عبداً رسولاً متواضعاً أو ملكاً رسولاً.

٣٢٦

قال: فنظر إلى جبرئيل و أومأ بيده أن تواضع فقال: عبداً رسولاً متواضعاً، فقال الرسول: مع أنّه لا ينقصك ممّا عند ربّك شيئاً، قال: و معه مفاتيح خزائن الأرض.

٦- و في نهج البلاغة، قالعليه‌السلام : فتأسّ بنبيّك الأطهر الأطيب - إلى أن قال - قضم الدنيا، قضماً و لم يعرها طرفاً، أهضم أهل الدنيا كشحاً، و أخمصهم من الدنيا بطناً، عرضت عليه الدنيا عرضاً فأبى أن يقبلها، و علم أنّ الله سبحانه أبغض شيئاً فأبغضه، و صغّر شيئاً فصغّره، و لو لم يكن فينا إلّا حبّنا ما أبغض الله و تعظيمنا لما صغّر الله لكفى به شقاقاً لله و محادّة عن أمر الله، و لقد كان رسول الله يأكل على الأرض و يجلس جلسة العبد، و يخصف بيده نعله، و يركب الحمار العاري و يردف خلفه، و يكون الستر على باب بيته فيكون عليه التصاوير فيقول: يا فلانة - لإحدى أزواجه - غيّبيه عنّي فإنّي إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا و زخارفها، فأعرض عن الدنيا بقلبه، و أمات ذكرها عن نفسه، و أحبّ أن يغيب زينتها عن عينه لكيلا يتّخذ منها رياشاً، و لا يعتقدها قراراً، و لا يرجو فيها مقاماً، فأخرجها من النفس، و أشخصها عن القلب، و غيّبها عن البصر، و كذلك من أبغض شيئاً أبغض أن ينظر إليه و أن يذكر عنده.

٧- و في الإحتجاج، عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسنبن عليّ عن أبيه عليّعليهم‌السلام في خبر طويل: و كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبكي حتّى يبتلّ مصلّاه خشية من الله عزّوجلّ من غير جرم‏، الحديث.

٨- و في المناقب: و كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبكي حتّى يغشى عليه فقيل له: أ ليس قد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر؟ فقال: أ فلا أكون عبداً شكوراً؟ و كذلك كان غشيات عليّ بن أبي طالب وصيّه في مقاماته.

أقول: بناء سؤال السائل على تقدير كون الغرض من العبادة هو الأمن من العذاب و قد ورد: أنّه عبادة العبيد، و بناء جوابهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على كون الداعي هو الشّكر لله سبحانه، و هو عبادة الكرام، و هو قسم آخر من أقسام العبادة، و قد ورد في المأثور عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام : أنّ من العبادة ما تكون خوفاً من العقاب و هو عبادة العبيد، و منها ما تكون طمعاً

٣٢٧

في الثواب و هو عبادة التجّار، و منها ما تكون شكراً لله سبحانه، و في بعض الروايات حبّاً لله تعالى، و في بعضها لأنّه أهل له.

و قد استقصينا البحث في معنى الروايات في تفسير قوله تعالى:( وَ سَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) آل عمران: ١٤٤ في الجزء الرابع من الكتاب، و بيّنّا هناك أنّ الشكر لله في عبادته هو الإخلاص له، و أنّ الشاكرين هم المخلصون (بفتح اللّام) من عباد الله المعنيّون بمثل قوله تعالى:( سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ، إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ ) الصافّات: ١٦٠.

٩- و في إرشاد الديلميّ: أنّ إبراهيمعليه‌السلام كان يسمع منه في صلاته أزيز كأزيز الوجل من خوف الله تعالى، و كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كذلك.

١٠- و في تفسير أبي الفتوح، عن أبي سعيد الخدريّ قال: لما نزل قوله تعالى:( اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً ) اشتغل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذكر الله حتّى قال الكفّار: إنّه جنّ.

١١- و في الكافي، بإسناده عن زيد الشحّام عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتوب إلى الله في كلّ يوم سبعين مرّة، قلت: أ كان يقول: أستغفر الله و أتوب إليه؟ قال: لا و لكن كان يقول: أتوب إلى الله، قلت كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتوب و لا يعود، و نحن نتوب و نعود، قال: الله المستعان.

١٢- و في مكارم الأخلاق، نقلاً من كتاب النبوّة عن عليّعليه‌السلام : أنّه كان إذا وصف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: قال: كان أجود الناس كفّاً، و أجرأ الناس صدراً، و أصدق الناس لهجة، و أوفاهم ذمّة، و ألينهم عريكة، و أكرمهم عشيرة، من رآه بديهة هابه، و من خالطه معرفة أحبّه، لم أر قبله و لا بعده مثله،صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١٣- و في الكافي، بإسناده عن عمربن عليّ عن أبيهعليه‌السلام قال: كانت من أيمان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا و أستغفر الله.

١٤- و في إحياء العلوم: كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا اشتدّ وجده أكثر من مسّ لحيته الكريمة.

١٥- و فيه: و كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أسخى الناس لا يثبت عنده دينار و لا درهم، و إن فضل شي‏ء

٣٢٨

و لم يجد من يعطيه و فجأ الليل لم يأو إلى منزله حتّى يتبرّأ منه إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ ممّا آتاه الله إلّا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من التمر و الشعير، و يضع سائر ذلك في سبيل الله.

لا يسأل شيئاً إلّا أعطاه ثمّ يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه حتّى إنّه ربّما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شي‏ء، قال: و ينفذ الحقّ و إن عاد ذلك عليه بالضرر أو على أصحابه، قال: و يمشي وحده بين أعدائه بلا حارس، قال: لا يهوّله شي‏ء من اُمور الدنيا.

قال: و يجالس الفقراء، و يؤاكل المساكين، و يكرم أهل الفضل في أخلاقهم، و يتألّف أهل الشرف بالبرّ لهم، يصل ذوي رحمة من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم، لا يجفو على أحد، يقبل معذرة المعتذر إليه.

قال: و كان له عبيد و إماء من غير أن يرتفع عليهم في مأكل و لا ملبس، لا يمضي له وقت من غير عمل لله تعالى أو لما لا بدّ منه من صلاح نفسه، يخرج إلى بساتين أصحابه لا يحتقر مسكيناً لفقره أو زمانته، و لا يهاب ملكاً لملكه، يدعو هذا و هذا إلى الله دعاءً مستوياً.

١٦- و فيه، قال: و كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبعد الناس غضباً و أسرعهم رضىّ، و كان أرأف الناس بالناس، و خير الناس للناس، و أنفع الناس للناس.

١٧- و فيه، قال: و كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا سرّ و رضي فهو أحسن الناس رضىً، فإنّ وعظ وعظ بجدّ، و إن غضب - و لا يغضب إلّا لله - لم يقم لغضبه شي‏ء، و كذلك كان في اُموره كلّها، و كان إذا نزل به الأمر فوّض الأمر إلى الله، و تبرّأ من الحول و القوّة، و استنزل الهدى.

أقول: و التوكّل على الله و تفويض الاُمور إليه و التبرّي من الحول و القوّة و استنزال الهدى من الله يرجع بعضها إلى بعض و ينشأ الجميع من أصل واحد، و هو أنّ للاُمور استناداً إلى الإرادة الإلهيّة الغالبة غير المغلوبة و القدرة القاهرة غير المتناهية، و قد أطبق على الندب إلى ذلك الكتاب و السنّة كقوله تعالى:( وَ عَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ )

٣٢٩

إبراهيم: ١٢ و قوله:( وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ ) المؤمن: ٤٤ و قوله:( وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) الطلاق: ٣ و قوله:( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ ) الأعراف: ٥٤ و قوله:( وَ أَنَّ إِلى‏ رَبِّكَ الْمُنْتَهى) النجم: ٤٢ إلى غير ذلك من الآيات، و الروايات في هذه المعاني فوق حدّ الإحصاء.

و التخلّق بهذه الأخلاق و التأدّب بهذه الآداب على أنّه يجري بالإنسان مجرى الحقائق و يطبّق عمله على ما ينبغي أن ينطبق عليه من الواقع و يقرّه على دين الفطرة فإنّ حقيقة الأمر هو رجوع الاُمور بحسب الحقيقة إلى الله سبحانه كما قال:( أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ) الشورى: ٥٣، له فائدة قيّمة هي أنّ اتّكاء الإنسان و اعتماده على ربّه - و هو يعرفه بقدرة غير متناهية و إرادة قاهرة غير مغلوبة - يمدّ إرادته و يشيّد أركان عزيمته فلا ينثلم عن كلّ مانع يبدو له، و لا تنفسح عن كلّ تعب أو عناء يستقبله، و لا يزيلها كلّ تسويل نفسانيّ و وسوسة شيطانيّة تظهر لسرّه في صورة الخطورات الوهميّة.

من سننه و أدبه في العشرة

١٨- و في إرشاد الديلميّ قال: كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرقع ثوبه، و يخصف نعله، و يحلب شاته، و يأكل مع العبد و يجلس على الأرض، و يركب الحمار و يردف، و لا يمنعه الحياء أن يحمل حاجته من السوق إلى أهله، و يصافح الغنيّ و الفقير، و لا ينزع يده من يد أحد حتّى ينزعها هو، و يسلّم على من استقبله من غنيّ و فقير و كبير و صغير، و لا يحقّر ما دعي إليه و لو إلى حشف التمر.

و كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خفيف المؤنة، كريم الطبيعة، جميل المعاشرة، طلق الوجه، بسّاماً من غير ضحك، محزوناً من غير عبوس، متواضعاً من غير مذلّة، جواداً من غير سرف رقيق القلب، رحيماً بكلّ مسلم، و لم يتجشّ من شبع قطّ، و لم يمدّ يده إلى طمع قطّ.

١٩- و في مكارم الأخلاق، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنّه كان ينظر في المرآة و يرجّل جمّته و يتمشّط، و ربّما نظر في الماء و سوّى جمّته فيه، و لقد كان يتجمّل لأصحابه فضلاً على تجمّله لأهله، و قال:صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنّ الله يحبّ من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيّأ لهم و يتجمّل.

٣٣٠

٢٠- و في العلل، و العيون، و المجالس، بإسناده عن الرضا عن آبائهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خمس لا أدعهنّ حتّى الممات: الأكل على الأرض مع العبيد، و ركوبي مؤكّفاً، و حلبي العنز بيدي، و لبس الصوف، و التسليم على الصبيان لتكون سنّة من بعدي.

٢١- و في الفقيه، عن عليّعليه‌السلام : أنّه قال لرجل من بني سعد: أ لا اُحدّثك عنّي و عن فاطمة - إلى أن قال - فغدا علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و نحن في لحافنا فقال: السلام عليكم فسكتنا و استحيينا لمكاننا ثمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : السلام عليكم فسكتنا، ثمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : السلام عليكم فخشينا إن لم نردّ عليه أن ينصرف، و قد كان يفعل ذلك فيسلّم ثلاثاً فإنّ اُذن له و إلّا انصرف فقلنا: و عليك السلام يا رسول الله ادخل فدخل‏، الخبر.

٢٢- و في الكافي، بإسناده عن ربعيّ بن عبدالله عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسلّم على النساء و يرددن عليه السلام، و كان أميرالمؤمنينعليه‌السلام يسلّم على النساء و كان يكره أن يسلّم على الشابّة منهنّ، و يقول: أتخوّف أن يعجبني صوتها فيدخل عليّ أكثر ممّا أطلب من الأجر.

أقول: و رواه الصدوق مرسلاً، و كذا سبط الطبرسيّ في المشكاة، نقلاً عن كتاب المحاسن.

٢٣- و فيه، بإسناده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنيّ رفعه قال: كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجلس ثلاثاً: القرفصاء و هو أن يقيم ساقيه و يستقبلهما بيده، و يشدّ يده في ذراعه، و كان يجثو على ركبتيه، و كان يثنّي رجلاً واحدة و يبسط عليها الاُخرى، و لم ير متربّعاً قطّ.

٢٤- و في المكارم، نقلاً من كتاب النبوّة عن عليّعليه‌السلام قال: ما صافح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحداً قطّ فنزع يده من يده حتّى يكون هو الّذي ينزع يده، و ما فاوضه أحد قطّ في حاجة أو حديث فانصرف حتّى يكون الرجل هو الّذي ينصرف، و ما نازعه أحد قطّ الحديث فيسكت حتّى يكون هو الّذي يسكت، و ما رئي مقدّماً رجله بين يدي جليس له قطّ.

و لا خيّر بين أمرين إلّا أخذ بأشدّهما، و ما انتصر لنفسه من مظلمة حتّى ينتهك

٣٣١

محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك و تعالى، و ما أكل متّكئاً قطّ حتّى فارق الدنيا، و ما سئل شيئاً قطّ فقال لا، و ما ردّ سائل حاجة قطّ إلّا أتى بها أو بميسور من القول، و كان أخفّ الناس صلاة في تمام، و كان أقصر الناس خطبة و أقلّهم هذراً، و كان يعرف بالريح الطيّب إذا أقبل، و كان إذا أكل مع القوم كان أوّل من يبدأ و آخر من يرفع يده، و كان إذا أكل أكل ممّا يليه، فإذا كان الرطب و التمر جالت يده، و إذا شرب شرب ثلاثة أنفاس، و كان يمصّ الماء مصّاً و لا يعبّه عبّاً، و كان يمينه لطعامه و شرابه و أخذه و عطائه فكان لا يأخذ إلّا بيمينه، و لا يعطي إلّا بيمينه، و كان شماله لما سوى ذلك من بدنه و كان يحبّ التيمّن في جميع اُموره في لبسه و تنعّله و ترجّله.

و كان إذا دعا دعا ثلاثاً، و إذا تكلّم تكلّم وتراً، و إذا استأذن استأذن ثلاثاً، و كان كلامه فصلاً يتبيّنه كلّ من سمعه، و إذا تكلّم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، و إذا رأيته قلت: أفلج و ليس بأفلج.

و كان نظره اللحظ بعينه، و كان لا يكلّم أحداً بشي‏ء يكرهه، و كان إذا مشى كأنّما ينحطّ في صبب، و كان يقول: إنّ خياركم أحسنكم أخلاقاً، و كان لا يذمّ ذواقا و لا يمدحه، و لا يتنازع أصحاب الحديث عنده، و كان المحدّث عنه يقول: لم أر بعينيّ مثله قبله و لا بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٢٥- و في الكافي، بإسناده عن جميل بن درّاج عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقسّم لحظاته بين أصحابه فينظر إلى ذا و ينظر إلى ذا بالسويّة. قال: و لم يبسط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجليه بين أصحابه قطّ، و إن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يده من يده حتّى يكون هو التارك فلمّا فطنوا لذلك كان الرجل إذا صافحه مال بيده فنزعها من يده.

٢٦- و في المكارم، قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا حدّث بحديث تبسّم في حديثه.

٢٧- و فيه، عن يونس الشيبانيّ قال: قال لي أبوعبداللهعليه‌السلام : كيف مداعبة بعضكم بعضاً؟ قلت: قليلاً. قال: هلّا تفعلوا؟ فإنّ المداعبة من حسن الخلق، و إنّك لتدخل بها السرور على أخيك، و لقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يداعب الرجل يريد به أن يسرّه.

٣٣٢

٢٨- و فيه، عن أبي القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن الصادقعليه‌السلام قال: ما من مؤمن إلّا و فيه دعابة، و كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يداعب و لا يقول إلّا حقّاً.

٢٩- و في الكافي، بإسناده عن معمّر بن خلّاد قال: سألت أباالحسنعليه‌السلام فقلت: جعلت فداك الرجل يكون مع القوم فيمضي بينهم كلام يمزحون و يضحكون؟ فقال: لا بأس ما لم يكن، فظننت أنّه عنى الفحش.

ثمّ قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يأتيه الأعرابيّ فيأتي إليه بالهديّة ثمّ يقول مكانه: أعطنا ثمن هديّتنا فيضحك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و كان إذا اغتمّ يقول: ما فعل الأعرابيّ ليته أتانا.

٣٠- و في الكافي، بإسناده عن طلحة بن زيد عن أبي عبداللهعليه‌السلام : قال كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أكثر ما يجلس تجاه القبلة.

٣١- و في المكارم، قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يؤتى بالصبيّ الصغير ليدعو له بالبركة فيضعه في حجره تكرمة لأهله، و ربّما بال الصبيّ عليه فيصيح بعض من رآه حين يبول فيقولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تزرموا بالصبيّ حتّى يقضي بوله ثمّ يفرغ له من دعائه أو تسميته، و يبلغ سرور أهله فيه، و لا يرون أنّه يتأذّى ببول صبيّهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده.

٣٢- و فيه، روي: أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان لا يدع أحداً يمشي معه إذا كان راكباً حتّى يحمله معه فإن أبى قال: تقدّم أمامي و أدركني في المكان الّذي تريد.

٣٣- و فيه، عن أبي القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق،: و جاء في الآثار: أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم ينتقم لنفسه من أحد قطّ بل كان يعفو و يصفح.

٣٤- و فيه: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيّام سأل عنه فإن كان غائباً دعا له، و إن كان شاهداً زاره، و إن كان مريضاً عاده.

٣٥- و فيه: عن أنس قال: خدمت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تسع سنين فما أعلم أنّه قال لي قطّ: هلّا فعلت كذا و كذا؟ و لا عاب عليّ شيئاً قطّ.

٣٦- و في الإحياء، قال: قال أنس: و الّذي بعثه بالحقّ ما قال لي في شي‏ء قطّ كرهه: لم فعلته؟ و لا لامني نساؤه إلّا قال: دعوه إنّما كان هذا بكتاب و قدر.

٣٣٣

٣٧- و فيه، عن أنس: و كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يدعوه أحد من أصحابه و غيرهم إلّا قال: لبّيك.

٣٨- و فيه، عنه: و لقد كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعو أصحابه بكناهم إكراماً لهم و استمالة لقلوبهم، و يكنّي من لم يكن له كنية فكان يدعى بما كنّاه به، و يكنّي أيضاً النساء اللّاتي لهنّ الأولاد و اللاتّي لم يلدن، و يكنّي الصبيان فيستلين به قلوبهم.

٣٩- و فيه: و كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يؤثر الداخل عليه بالوسادة الّتي تحته فإن أبى أن يقبلها عزم عليه حتّى يفعل.

٤٠- و في الكافي، بإسناده عن عجلان قال: كنت عند أبي عبداللهعليه‌السلام فجاء سائل فقامعليه‌السلام إلى مكيل فيه تمر فملأ يده فناوله، ثمّ جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ثمّ جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثمّ جاء آخر فقالعليه‌السلام : الله رازقنا و إيّاك.

ثمّ قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئاً إلّا أعطاه فأرسلت إليه امرأة ابناً لها فقالت: انطلق إليه فاسأله فإن قال: ليس عندنا شي‏ء فقل: أعطني قميصك، قال: فأخذ قميصه فرمى به (و في نسخة اُخرى فأعطاه) فأدّبه الله على القصد فقال:( وَ لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى‏ عُنُقِكَ وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) .

٤١- و فيه، بإسناده عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأكل الهديّة و لا يأكل الصدقة.

٤٢- و فيه، عن موسى بن عمران بن بزيع قال: قلت للرضا (ع): جعلت فداك إنّ الناس رووا أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره! كذا كان؟ قال: فقال نعم فأنا أفعله كثيراً فافعله، ثمّ قال لي: أمّا إنّه أرزق لك.

٤٣- و في الإقبال، بإسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخرج بعد طلوع الشمس.

٤٤- و في الكافي، بإسناده عن عبدالله بن المغيرة عمّن ذكره قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس إليه حين يدخل:

أقول: و رواه سبط الطبرسيّ في المشكاة، نقلاً عن المحاسن، و غيره.

٣٣٤

٤٥- و من سننه و آدابه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في التنظّف و الزينة ما في المكارم، قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا غسل رأسه و لحيته غسلهما بالسدر.

٤٦- و في الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن عليّعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرجّل شعره، و أكثر ما كان يرجّل بالماء، و يقول: كفى بالماء طيباً للمؤمن.

٤٧- و في الفقيه، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ المجوس جزّوا لحاهم و وفّروا شواربهم، و إنّا نحن نجزّ الشوارب و نعفي اللحى.

٤٨- و في الكافي، بإسناده عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: من السنّة تقليم الأظفار.

٤٩- و في الفقيه،: روي: من السنّة دفن الشعر و الظفر و الدم.

٥٠- و فيه، بإسناده عن محمّد بن مسلم: أنّه سأل أباجعفرعليه‌السلام عن الخضاب فقال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يختضب، و هذا شعره عندنا.

٥١- و في المكارم: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يطلّي فيطلّيه من يطلّي حتّى إذا بلغ ما تحت الإزار تولّاه بنفسه.

٥٢- و في الفقيه: قال عليّعليه‌السلام : نتف الإبط ينفي الرائحة الكريهة و هو طهور و سنّة ممّا أمر به الطيّبعليه‌السلام .

٥٣- و في المكارم: كان لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكحلة يكتحل بها في كلّ ليلة و كان كحله الإثمد.

٥٤- و في الكافي، بإسناده عن أبي اُسامة عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: من سنن المرسلين السواك.

٥٥- و في الفقيه، بإسناده عن عليّعليه‌السلام في حديث الأربعمائة قال: و السواك مرضاة الله و سنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و مطهّرة للفم.

أقول: و الأخبار في استنانهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالسواك من طرق الفريقين كثيرة جدّاً.

٥٦- و في الفقيه: قال الصادقعليه‌السلام : أربع من أخلاق الأنبياء: التطيّب و التنظيف بالموسى و حلق الجسد بالنورة و كثرة الطروقة.

٣٣٥

٥٧- و في الكافي، بإسناده عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كانت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ممسكة إذا هو توضّأ أخذها بيده و هي رطبة فكان إذا خرج عرفوا أنّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٥٨- و في المكارم: كان لا يعرض له طيب إلّا تطيّب، و يقول: هو طيّب ريحه خفيف محمله، و إن لم يتطيّب وضع إصبعه في ذلك الطيب ثمّ لعق منه.

٥٩- و فيه: كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يستجمر بالعود القماريّ.

٦٠- و في ذخيرة المعاد: و كان أي المسك أحبّ الطيب إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٦١- و في الكافي، بإسناده عن إسحاق الطويل العطّار عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينفق في الطيب أكثر ممّا ينفق في الطعام.

٦٢- و فيه، بإسناده عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قال أميرالمؤمنينعليه‌السلام : الطيب في الشارب من أخلاق النبيّين و كرامة للكاتبين.

٦٣- و فيه، بإسناده عن السكن الخزّاز قال: سمعت أباعبداللهعليه‌السلام يقول: حقّ على كلّ محتلم في كلّ جمعة أخذ شاربه و أظفاره و مسّ شي‏ء من الطيب، و كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا كان يوم الجمعة و لم يكن عنده طيب دعا ببعض خمر نسائه فبلّها في الماء ثمّ وضعها على وجهه.

٦٤- و في الفقيه، بإسناده عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أتى بطيب يوم الفطر بدأ بنسائه.

٦٥- و في المكارم: و كان يدّهنصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأصناف من الدهن، قال و كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدّهن بالبنفسج و يقول: هو أفضل الأدهان.

٦٦- و من آدابهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في السفر ما في الفقيه، بإسناده عن عبدالله بن سنان عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسافر يوم الخميس.

أقول: و في هذا المعنى أحاديث كثيرة.

٦٧- و في أمان الأخطار، و مصباح الزائر، قال: ذكر صاحب كتاب عوارف المعارف: أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان إذا سافر حمل معه خمسة أشياء: المرآة و المكحلة و المذرى و السواك، قال: و في رواية اُخرى: و المقراض.

٣٣٦

أقول: و رواه في المكارم و الجعفريّات.

٦٨- و في المكارم، عن ابن عبّاس قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا مشى مشى مشياً يعرف أنّه ليس بعاجز و لا كسلان.

٦٩- و في الفقيه، بإسناده عن معاوية بن عمّار عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سفره إذا هبط هلّل و إذا صعد كبّر.

٧٠- و في لبّ اللباب، للقطب: عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنّه لم يرتحل من منزل إلّا و صلّى فيه ركعتين، و قال: حتّى يشهد عليّ بالصلاة.

٧١- و في الفقيه، قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا ودّع المؤمنين قال: زوّدكم الله التقوى، و وجّهكم إلى كلّ خير، و قضى لكم كلّ حاجة، و سلّم لكم دينكم و دنياكم، و ردّكم سالمين إلي غانمين.

أقول: و الروايات في دعائهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند الوداع مختلفة لكنّها على اختلافها متّفقة في الدعاء بالسلامة و الغنيمة.

٧٢- و في الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن عليّعليه‌السلام : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقول للقادم من مكّة: تقبّل الله نسكك، و غفر ذنبك، و أخلف عليك نفقتك.

٧٣- و من آدابه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الملابس و ما يتعلّق بها ما في الإحياء: كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يلبس من الثياب ما وجد من إزار أو رداء، أو قميص أو جبّة أو غير ذلك، و كان يعجبه الثياب الخضر، و كان أكثر ثيابه البياض، و يقول: ألبسوها أحياءكم، و كفّنوا فيها موتاكم.

و كان يلبس القباء المحشوّ للحرب و غير الحرب، و كان له قباء سندس فيلبسه فيحسن خضرته على بياض لونه، و كانت ثيابه كلّها مشمّرة فوق الكعبين، و يكون الإزار فوق ذلك إلى نصف الساق و كان قميصه مشدود الإزار و ربّما حلّ الإزار في الصلاة و غيرها.

. و كانت له ملحفة مصبوغة بالزعفران، و ربّما صلّى بالناس فيها وحدها، و ربّما لبس الكساء وحده ليس عليه غيره، و كان له كساء ملبّد يلبسه و يقول: إنّما أنا عبد ألبس كما يلبس العبد، و كان له ثوبان لجمعته خاصّة سوى ثيابه في غير الجمعة، و ربّما لبس الإزار

٣٣٧

الواحد ليس عليه غيره، و يعقد طرفيه بين كتفيه، و ربّما أمّ به الناس على الجنائز، و ربّما صلّى في بيته في الإزار الواحد ملتحفاً به محالفاً بين طرفيه و يكون ذلك الأزر الّذي جامع فيه يومئذ، و كان ربّما صلّى بالليل في الإزار و يرتدي ببعض الثوب ممّا يلي هدبه، و يلقي البقيّة على بعض نسائه فيصلّي كذلك.

و لقد كان له كساء أسود فوهبه فقالت له اُمّ سلمة، بأبي أنت و اُمّي ما فعل ذلك الكساء الأسود؟ فقال: كسوته. فقالت: ما رأيت شيئاً قطّ كان أحسن من بياضك على سواده و قال أنس: و ربّما رأيته يصلّي بنا الظهر في شمله عاقداً بين طرفيها، و كان يتختّم، و ربّما خرج و في خاتمه الخيط المربوط يتذكّر بها الشي‏ء، و كان يختم به على الكتب و يقول: الخاتم على الكتاب خير من التهمة.

و كان يلبس القلانس تحت العمائم و بغير عمامة، و ربّما نزع قلنسوته من رأسه فجعلها سترة بين يديه ثمّ يصلّي إليها، و ربّما لم تكن العمامة فيشدّ العصابة على رأسه و على جبهته، و كانت له عمامة تسمّى السحاب فوهبها من عليّ فربّما طلع عليّ فيها فيقولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أتاكم عليّ في السحاب.

و كان إذا لبس ثوباً لبسه من قبل ميامنه و يقول: الحمد لله الّذي كساني ما اُواري به عورتي و أتجمّل به في الناس، و إذا نزع ثوبه أخرجه من مياسره، و كان إذا لبس جديداً أعطى خلق ثيابه مسكيناً ثمّ يقول: ما من مسلم يكسو مسلماً من سمل ثيابه، لا يكسوه إلّا لله إلّا كان في ضمان الله و حرزه و خيره ما واراه حيّاً و ميّتاً.

و كان له فراش من أدم حشوه ليف طوله ذراعان أو نحوه و عرضه ذراع و شبر أو نحوه، و كانت له عباءة تفرش له حيثما تنقّل تثنّى طاقين تحته، و كان ينام على الحصير ليس تحته شي‏ء غيره.

و كان من خلقه تسمية دوابّه و سلاحه و متاعه و كان اسم رايته العقاب، و سيفه الّذي يشهد به الحروب ذا الفقار، و كان له سيف يقال له: المخذم، و آخر يقال له: الرسوب، و آخر يقال له القضيب، و كانت قبضة سيفه محلّاة بالفضّة، و كان يلبس المنطقة من الأدم فيها ثلاث حلق من فضّة، و كان اسم قوسه الكتوم و جعبته الكافور، و كان اسم ناقته العضباء،

٣٣٨

و اسم بغلته الدلدل، و كان اسم حماره يعفور، و اسم شاته الّتي يشرب لبنها عينة.

و كان له مطهرة من فخار يتوضّأ فيها و يشرب منها فيرسل الناس أولادهم الصغار الّذين قد عقلوا فيدخلون على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا يدفعون عنه، فإذا وجدوا في المطهرة ماءً شربوا منه و مسحوا على وجوههم و أجسادهم يبتغون بذلك البركة.

٧٤- و في الجعفريّات، عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن عليّعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يلبس من القلانس المضرّبة - إلى أن قال - و كان له درع يقال له ذات الفضول و كانت له ثلاث حلقات من فضّة، بين يديها واحدة و اثنتان من خلفها، الخبر.

٧٥- و في العوالي: روي أنّه كان لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمامة سوداء يتعمّم بها و يصلّي فيها.

أقول: و روي أنّ عمامتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانت ثلاث أكوار أو خمساً.

٧٦- و في الخصال، بإسناده عن عليّ في الحديث الأربعمائة قال: البسوا الثياب القطن فإنّها لباس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و لم يكن يلبس الشعر و الصوف إلّا من علّة.

أقول: و رواه الصدوق أيضاً مرسلاً، و رواه الصفوانيّ في كتاب التعريف‏، و يتبيّن بهذا معنى ما مرّ من لبسهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الصوف و أنّه لا منافاة.

٧٧- و في الفقيه، بإسناده عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق عن أبيهعليهما‌السلام قال: كانت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنزة في أسفلها عكاز يتوكّأ عليها و يخرجها في العيدين يصلّي إليها.

أقول: و رواه في الجعفريّات.

٧٨- و في الكافي، بإسناده عن هشام بن سالم عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كان خاتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ورق.

٧٩- و فيه، بإسناده عن أبي خديجة قال: قال: الفصّ مدوّر، و قال: هكذا كان خاتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٨٠- و في الخصال، بإسناده عن عبدالرحيم بن أبي البلاد عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال:

٣٣٩

كان لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاتمان: أحدهما عليه مكتوب لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، و الآخر: صدق الله.

٨١- و فيه، بإسناده عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الثانيعليه‌السلام في حديث: أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و أميرالمؤمنين و الحسن و الحسين و الأئمّةعليهم‌السلام كانوا يتختّمون في اليمين.

٨٢- و في المكارم، عن الصادق عن عليّعليه‌السلام قال: لبس الأنبياء القمّيّص قبل السراويل.

أقول: و رواه في الجعفريّات، و في المعاني السابقة أخبار اُخر كثيرة.

٨٣- و من آدابهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مسكنه و ما يتعلّق به ما في كتاب التحصين، لابن فهد قال: توفّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و ما وضع لبنة على لبنة.

٨٤- و في لبّ اللباب، قال: قالعليه‌السلام : المساجد مجالس الأنبياء.

٨٥- و في الكافي، بإسناده عن السكونيّ عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا خرج في الصيف من البيت خرج يوم الخميس، و إذا أراد أن يدخل في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة.

أقول: و رواه أيضاً في الخصال مرسلاً.

٨٦- و عن كتاب العدد القويّة، للشيخ عليّ بن الحسن بن المطهّر أخ العلّامة رحمهما الله عن خديجة رضي الله عنها قالت: كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا دخل المنزل دعا بالإناء فتطهّر للصلاة ثمّ يقوم فيصلّي ركعتين يوجز فيهما ثمّ يأوي إلى فراشه.

٨٧- و في الكافي، بإسناده عن عباد بن صهيب قال: سمعت أباعبداللهعليه‌السلام يقول: ما بيّت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عدوّاً قطّ.

٨٨- و في المكارم: كان فراش رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عباءة، و كانت مرفقته من أدم حشوها ليف فثنيت ذات ليلة فلمّا أصبح قال: لقد منعتني الليلة الفراش الصلاة فأمر أن يجعل له بطاق واحد، و كان له فراش من أدم حشوه ليف، و كانت له عباءة تفرش له حيثما انتقل، و تثنّى ثنتين.

٣٤٠