العقائد الإسلامية الجزء ٣

العقائد الإسلامية12%

العقائد الإسلامية مؤلف:
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 491

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 491 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 226835 / تحميل: 7974
الحجم الحجم الحجم
العقائد الإسلامية

العقائد الإسلامية الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

عليه‌السلام قال سمعته يقول في قول الله عز وجل : «لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ » قال اللغو قول الرجل لا والله وبلى والله ولا يعقد على شيء.

( باب )

( من حلف على يمين فرأى خيرا منها )

١ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا حلف الرجل على شيء والذي حلف عليه إتيانه خير من تركه فليأت الذي هو خير ولا كفارة عليه وإنما ذلك من «خُطُواتِ الشَّيْطانِ ».

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان عمن رواه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فأتى ذلك فهو كفارة يمينه وله حسنة.

٣ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن النعمان ، عن سعيد الأعرج قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يحلف على اليمين فيرى أن

قوله : «لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ » قال المحقق الأردبيلي (ره) : قال في الكشاف والبيضاوي : اللغو من اليمين : الساقط الذي لا يعتد به في الأيمان ، وهو الذي لا عقد معه بقرينة «عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ » وهو الذي يجري على اللسان عادة مثل قول العرب لا والله وبلى والله من غير عقد على يمين ، بل مجرد التأكيد لقولها ، أو جاهلا بمعناها أو سبق لسانه إليها أو في حال الغضب ، فمعناه إن الله لا يؤاخذكم بما لا قصد معه لكم من الأيمان بعقوبة ، لا في الدنيا بكفارة ، ولا في الآخرة بعذاب.

باب من حلف على يمين فرأى خيرا منها

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

الحديث الثالث : صحيح.

٣٢١

تركها أفضل وإن لم يتركها خشي أن يأثم أيتركها فقال أما سمعت قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأيت خيرا من يمينك فدعها.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من حلف على يمين فرأى ما هو خير منها فليأت الذي هو خير وله حسنة.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن النعمان ، عن سعيد الأعرج قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يحلف على اليمين فيرى أن تركها أفضل وإن لم يتركها خشي أن يأثم أيتركها فقال أما سمعت قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأيت خيرا من يمينك فدعها.

( باب )

( النية في اليمين )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول وسئل عما يجوز وعما لا يجوز من النية على الإضمار في اليمين فقال قد يجوز في موضع ولا يجوز في آخر فأما ما يجوز فإذا كان مظلوما فما حلف به ونوى اليمين فعلى نيته وأما إذا كان ظالما فاليمين على نية المظلوم.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن إسماعيل بن سعد الأشعري ، عن

الحديث الرابع : مرسل وعليه الفتوى.

الحديث الخامس : حسن.

باب النية في اليمين

الحديث الأول : ضعيف.

ويدل على أن المعتبر في اليمين نية المحق من الخصمين كما ذكره الأصحاب وعليه يحمل الخبران الأخيران.

الحديث الثاني : صحيح.

٣٢٢

أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال سألته عن رجل حلف وضميره على غير ما حلف قال اليمين على الضمير.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى قال سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن الرجل يحلف وضميره على غير ما حلف عليه قال اليمين على الضمير.

( باب )

( أنه لا يحلف الرجل إلا على علمه )

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يحلف الرجل إلا على علمه.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن خالد بن أيمن الحناط ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يستحلف الرجل إلا على علمه.

الحديث الثالث : حسن.

وفي الفقيه(١) يعني على ضمير المظلوم.

باب أنه لا يحلف الرجل إلا على علمه

الحديث الأول : صحيح.

الحديث الثاني : مجهول.

قوله : « لا يستحلف الرجل » على بناء الفاعل أي لا يجوز أن يحلف أحد غيره إلا مع علم المدعي بالحق ، فيدل على عدم جواز الدعوى بالظن ، أو على بناء المجهول أي لا يطلب الحلف من أحد إلا مع دعوى العلم عليه ، فإذا ادعى عدم العلم كما إذا كان فعل الغير فيستحلف على نفي العلم ، أو المراد أن الحلف والاستحلاف إنما هو على علم الحالف لا على الواقع ، فإذا حلف على شيء مطابقا لعلمه ، وكان مخالفا للواقع لا يأثم عليه ، ولعله أظهر وكذاقوله عليه‌السلام : « لا يحلف الرجل إلا على علمه » يمكن أن يقرأ على بناء المجرد المعلوم بالمعنى الأخير أو المراد أنه يجب أن لا يحلف على ما لا يعلم يقينا ، ولا يحلف بالظن ، ويمكن أن يقرأ على بناء التفعيل المجهول

__________________

(١) الفقيه ج ٣ ص ٢٣٣.

٣٢٣

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يحلف الرجل إلا على علمه.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يستحلف الرجل إلا على علمه ولا يقع اليمين إلا على العلم استحلف أو لم يستحلف.

( باب )

( اليمين التي تلزم صاحبها الكفارة )

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال كل يمين حلفت عليها لك فيها منفعة في أمر دين أو دنيا فلا شيء عليك فيها وإنما تقع عليك الكفارة فيما حلفت عليه فيما لله معصية أن لا تفعله ثم تفعله.

٢ ـ عنه ، عن ابن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول ليس كل يمين فيها كفارة أما ما كان منها مما أوجب الله عليك أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ففعلت فليس عليك فيها الكفارة وأما ما لم يكن مما أوجب الله عليك

أو المعلوم ، وفي الأخير بعد.

الحديث الثالث : [ حسن ].

الحديث الرابع : [ مرسل ].

باب اليمين التي تلزم صاحبها الكفارة

الحديث الأول : موثق.

الحديث الثاني : صحيح.

٣٢٤

أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ففعلته فإن عليك فيه الكفارة.

٣ ـ عنه ، عن سعد بن سعد ، عن محمد بن القاسم بن الفضيل ، عن حمزة بن حمران ، عن داود بن فرقد ، عن حمران قال قلت لأبي جعفر وأبي عبد اللهعليه‌السلام اليمين التي تلزمني فيها الكفارة فقالا ما حلفت عليه مما لله فيه طاعة أن تفعله فلم تفعله فعليك فيه الكفارة وما حلفت عليه مما لله فيه المعصية فكفارته تركه وما لم يكن فيه معصية ولا طاعة فليس هو بشيء.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة ، عن أحدهماعليهما‌السلام قال سألته عما يكفر من الأيمان فقال ما كان عليك أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ففعلته فليس عليك شيء إذا فعلته وما لم يكن عليك واجبا أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ثم فعلته فعليك الكفارة.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن ابن مسكان ، عن حمزة بن حمران ، عن زرارة قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام أي شيء الذي فيه الكفارة من الأيمان فقال ما حلفت عليه مما فيه البر فعليه الكفارة إذا لم

قوله عليه‌السلام : « فحلفت أن لا تفعله » في التهذيب(١) وفي بعض نسخ الكتاب بعد ذلك « فليس عليك فيها الكفارة ، وأما ما لم يكن مما أوجب الله عليك أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ففعلته » وهو الصواب ، وعلى ما في الأصل يمكن أن يقرأ إن بالكسر فيكون الجزاء محذوفا فتأمل.

الحديث الثالث : مجهول.

وظاهره عدم انعقاد اليمين على المباح ، وحمل على ما إذا كان مرجوحا دينا أو دنيا لعدم الخلاف ظاهرا بين الأصحاب في انعقاد اليمين على المباح المتساوي الطرفين.

الحديث الرابع : حسن.

الحديث الخامس : مجهول.

__________________

(١) التهذيب ج ٨ ص ٢٩١.

٣٢٥

تف به وما حلفت عليه مما فيه المعصية فليس عليك فيه الكفارة إذا رجعت عنه وما كان سوى ذلك مما ليس فيه بر ولا معصية فليس بشيء.

٦ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن الرجل يقسم على الرجل في الطعام ليأكل فلم يطعم هل عليه في ذلك الكفارة وما اليمين التي تجب فيها الكفارة فقال الكفارة في الذي يحلف على المتاع أن لا يبيعه ولا يشتريه ثم يبدو له فيه فيكفر عن يمينه وإن حلف على شيء والذي عليه إتيانه خير من تركه فليأت الذي هو خير ولا كفارة عليه إنما ذلك من «خُطُواتِ الشَّيْطانِ ».

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن القاسم بن بريد ، عن محمد بن مسلم قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن الأيمان والنذور واليمين التي هي لله طاعة فقال ما جعل لله في طاعة فليقضه فإن جعل لله شيئا من ذلك ثم لم يفعله فليكفر يمينه وأما ما كانت يمين في معصية فليس بشيء.

٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن ثعلبة ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال كل يمين حلف عليها أن لا يفعلها مما له فيه منفعة في الدنيا والآخرة فلا كفارة عليه وإنما الكفارة في أن يحلف الرجل والله لا أزني والله لا أشرب الخمر والله لا أسرق والله لا أخون وأشباه هذا ولا أعصي ثم فعل فعليه الكفارة فيه.

٩ ـ أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن جميل ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سألته عما يكفر من الأيمان فقال ما كان عليك أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ثم فعلته

الحديث السادس : ضعيف على المشهور.

ويدل على وجوب العمل بالمناشدة كما هو المذهب.

الحديث السابع : صحيح.

الحديث الثامن : صحيح.

٣٢٦

فليس عليك شيء وما لم يكن عليك واجبا أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ثم فعلته فعليك الكفارة.

١٠ ـ أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن ثعلبة وحدثنا عمن ذكره ، عن ميسرة قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام اليمين التي تجب فيها الكفارة ما كان عليك أن تفعله فحلفت أن لا تفعله ففعلته فليس عليك شيء لأن فعلك طاعة لله عز وجل وما كان عليك أن لا تفعله فحلفت أن لا تفعله ففعلته فعليك الكفارة.

( باب )

( الاستثناء في اليمين )

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي جميلة المفضل بن صالح ، عن محمد الحلبي وزرارة ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عز وجل «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ » قال إذا حلف الرجل فنسي أن يستثني

الحديث التاسع : صحيح.

الحديث العاشر : مجهول.

باب الاستثناء في اليمين

الحديث الأول : ضعيف.

وقال الطبرسي (ره) :(١) قوله تعالى : «وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ »(٢) نهي من الله لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقول إني أفعل شيئا في الغد إلا أن يقيد ذلك بمشية الله ، فيقول إن شاء الله ، «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ » الاستثناء ثم تذكرت فقل « إن شاء الله » وإن كان بعد يوم أو شهر أو سنة عن ابن عباس ، وقد روى ذلك عن أئمتناعليهم‌السلام ، ويمكن أن يكون الوجه فيه أنه إذا استثني بعد النسيان فإنه يحصل له ثواب المستثنى من غير أن يؤثر الاستثناء بعد انفصال الكلام في الكلام ،

__________________

(١) المجمع ج ٦ ص ٤٦١.

(٢) سورة الكهف الآية ـ ٢٢.

٣٢٧

فليستثن إذا ذكر.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن أبي جعفر الأحول ، عن سلام بن المستنير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله عز وجل : «وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً » قال فقال إن الله عز وجل لما قال لآدم ادخل الجنة قال له يا آدم لا تقرب هذه الشجرة قال وأراه إياها فقال آدم لربه كيف أقربها وقد نهيتني عنها أنا وزوجتي قال فقال لهما لا تقرباها يعني لا تأكلا منها فقال آدم وزوجته نعم يا ربنا لا نقربها ولا نأكل منها ولم يستثنيا في قولهما نعم فوكلهما الله في ذلك إلى أنفسهما وإلى ذكرهما قال وقد قال الله عز وجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الكتاب : «وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ » أن لا أفعله فتسبق مشيئة الله في أن لا أفعله فلا أقدر على أن أفعله قال فلذلك قال الله عز وجل : «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ » أي استثن مشيئة الله في فعلك.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن حمزة بن حمران قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عز وجل : «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ » قال ذلك في اليمين إذا قلت والله لا أفعل كذا وكذا فإذا ذكرت أنك لم تستثن فقل إن شاء الله.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن حسين القلانسي أو بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال للعبد أن يستثني في اليمين فيما بينه وبين أربعين يوما إذا نسي.

وفي إبطال الحنث وسقوط الكفارة في اليمين وهو الأشبه بمراد ابن عباس.

الحديث الثاني : مجهول.

الحديث الثالث : مجهول.

الحديث الرابع : مجهول.

٣٢٨

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام من استثنى في يمين فلا حنث ولا كفارة.

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام الاستثناء في اليمين متى ما ذكر وإن كان بعد أربعين صباحا ثم تلا هذه الآية «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

الحديث السادس : ضعيف على المشهور.

ويمكن حمله على أنه إنما يقيد على الأربعين في العمل باستحباب الاستثناء ، لا في أصل اليمين كما تفطن به الطبرسي (ره) ، وبه أول كلام ابن عباس أيضا.

وقال السيد في شرح النافع : أطبق الأصحاب على أنه يجوز للحالف الاستثناء في يمينه بمشية الله ، ونص الشيخ والمحقق وجماعة على أن الاستثناء بالمشية يقتضي عدم انعقاد اليمين ، ولم نقف لهم في ذلك على مستند سوى رواية السكوني ، وهي قاصرة سندا ومتنا ، ومن ثم فصل العلامة في القواعد فحكم بانعقاد اليمين مع الاستثناء إن كان المحلوف عليه واجبا أو مندوبا وإلا فلا ، وله وجه وجيه ، لأن غير الواجب والمندوب وهو المباح لا يعلم فيه حصول الشرط ، وهو تعلق المشية بخلاف الواجب والمندوب ، ويجب قصر الحكم أيضا على ما إذا كان المقصود بالاستثناء التعليق ، لا مجرد التبرك ، فإنه لا يفيد شيئا ، وحكم جدي في الروضة بعدم الفرق لإطلاق النص والمشهور أن الاستثناء إنما يقع باللفظ واستوجه العلامة في المختلف الاكتفاء بالنية ، وهو جيد ، ورواية عبد الله بن ميمون متروكة لا نعلم بمضمونها قائلا ، وأجيب عنها بالحمل على ما إذا استثني بالنية ، وأظهر الاستثناء قبل الأربعين وضعفه ظاهر فإنه عند من يعتد به لا يقيد بالأربعين ، ونقل عن ابن عباس أنه كان يقول بجواز تأخير الاستثناء مطلقا إلى أربعين يوما ، وحكي عنه في الكشاف أنه جوز الاستثناء ولو بعد سنة ، ما لم يجب.

٣٢٩

٧ ـ علي ، عن أبيه بإسناده ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من حلف سرا فليستثن سرا ومن حلف علانية فليستثن علانية.

٨ ـ أحمد بن محمد ، عن علي بن الحسن ، عن علي بن أسباط ، عن الحسين بن زرارة قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عز وجل : «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ » فقال إذا حلفت على يمين ونسيت أن تستثني فاستثن إذا ذكرت.

( باب )

( أنه لا يجوز أن يحلف الإنسان إلا بالله عز وجل )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام قول الله عز وجل : «وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّجْمِ إِذا هَوى » وما أشبه ذلك فقال إن لله عز وجل أن يقسم من خلقه بما شاء ـ وليس لخلقه أن يقسموا إلا به.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا أرى أن يحلف الرجل إلا بالله فأما قول الرجل لاب لشانئك

الحديث السابع : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « فليستثن علانية » لعله لعدم الاتهام بترك اليمين ، ولم أر قائلا بوجوبه.

الحديث الثامن : مجهول.

باب أنه لا يجوز أن يحلف الإنسان إلا بالله عز وجل

الحديث الأول : حسن.

الحديث الثاني : حسن.

قوله عليه‌السلام : « لا بل شانئك » قال الجوهري : قولهم « لا أب لشانئك ، ولا أبا لشانئك » أي لمبغضك ، قال ابن السكيت : وهي كناية عن قولهم لا أبا لك انتهى.

والمراد أنه أسند عدم الأب إلى مبغضة والمراد نسبته إليه رعاية للأدب ،

٣٣٠

فإنه من قول أهل الجاهلية ولو حلف الرجل بهذا وأشباهه لترك الحلف بالله فأما قول الرجل يا هياه ويا هناه فإنما ذلك لطلب الاسم ولا أرى به بأسا وأما قوله لعمر الله وقوله لا هاه فإنما ذلك بالله عز وجل

فالمراد في الخبر الحلف على هذا كأنه يقول : لا أب لشانئك إن لم يكن كذا أي لا أب لك فصار بكثرة الاستعمال هكذا.

ويحتمل أن يكون لا نفيا لما ذكره المخاطب ، ويكون حرف القسم في شانئك مقدرا ، فيكون القسم بعرقي رأسه الملزومين لحياته ، كما في قولهم لعمرك ، أو المراد بل أنا شانئك ومبغضك إن لم يكن كذا.

وأماقولهم « يا هناه » أي يا فلان فلما كانوا يكررون ذكره في صدر الكلام كان مظنة أن يكون قسما ، فدفعه ذلك بأنه ليس المعنى به الحلف ، بل هو نائب مناب الاسم في النداء وقيل : المراد به ما إذا نودي به الله تعالى وهو بعيد.

وقال في النهاية : في حديث الإفك « قلت : لها يا هنتاه » أي يا هذه وتفتح النون وتسكن وتضم الهاء الأخيرة ، وتسكن وفي التثنية هنتان ، وفي الجمع هنات وهنوات وفي المذكر : هن وهنان وهنون ، ولك أن تلحقها الهاء لبيان الحركة ، فتقول : يا هنة ، وأن تشبع الحركة فتصير ألفا ، فتقول : يا هناه ولك ضم الهاء فتقول : يا هناه اقبل ، قال الجوهري : هذه اللفظة تختص بالنداء ، وقيل : معنى يا هنتاه يا بلهاء ، كأنها نسبت إلى قلة المعرفة بمكايد الناس وشرورهم انتهى ، فأما يا هياء فلم أجد له معنى ، وفي الفقيه بالنون مكررا ، وقال السيد في شرح النافع : الظاهر أنه لا خلاف في أن« لعمر الله » يمين كما يدل عليه صحيحة الحلبي ، والعمر بالضم والفتح ، وبضمتين لغة الحياة والمستعمل في اليمين المفتوح خاصة ، ومعنى « لعمر الله » أحلف ببقاء الله ، ودوامه وهو مبتدأ محذوف الخبر أي لعمر الله قسمي أو أقسم به ، وقال الجوهري : هاء التنبيه قد يقسم بها يقال :لا ها الله ما فعلت. أي لا والله ، أبدلت هاء من الواو ، وإن شئت حذفت الألف التي بعد الهاء وإن شئت أثبت.

٣٣١

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن أبي نصر ، عن عبد الكريم ، عن سماعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا أرى للرجل أن يحلف إلا بالله وقال قول الرجل حين يقول لاب لشانئك فإنما هو من قول الجاهلية ولو حلف الناس بهذا وشبهه ترك أن يحلف بالله.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عز وجل «فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ » قال كان أهل الجاهلية يحلفون بها فقال الله عز وجل : «فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ » قال عظم أمر من يحلف بها قال وكانت الجاهلية يعظمون المحرم ولا يقسمون به ولا بشهر رجب ولا يعرضون فيهما لمن كان فيهما ذاهبا أو جائيا وإن كان قد قتل أباه ولا لشيء يخرج من الحرم دابة أو شاة أو بعيرا أو غير ذلك فقال الله عز وجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

وقال الوالد العلامة : الظاهر أن المراد أنه تعالى لم يحلف بمواقع النجوم ومغاربها ، كما أن أهل الجاهلية لم يكونوا يحلفون بها لعظمها عندهم ، ولهذا قال تعالى : «وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ »(١) في اسمه لأنه قسم بغير الله ، وَلكِنْ « لا تَعْلَمُونَ » عظم إثم الحلف بغير الله ، ولذلك تقسمون بغيره تعالى ، ويمكن أن تكون لا زائدة كما ذكره المفسرون ، فالمراد إن أثم مخالفته عظيم كما أنكم تعظمونه كما أنهم كانوا يعظمون المحرم وغيره من الأشهر الحرم ، وكانوا لا يحلفون بها ، ولو حلفوا لوفوا به وكذلك الحرم كما قال الله تعالى : «لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ »(٢) مع عظمه ، والحال أن حرمته صارت أعظم باعتبار أنك حال فيه ، والمراد بالوالد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين ، وبما ولد أولادهما ، وكانوا يعظمون الحرم ولم يعرفوا حق الوالد وما ولد ، وقتلوا ولد رسول الله فيه ، ولم يرعوا حرمة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله والشهر ، مع أن

__________________

(١) سورة الواقعة الآية ٧٦.

(٢) سورة البلد الآية ١.

٣٣٢

الْبَلَدِ » قال فبلغ من جهلهم أنهم استحلوا قتل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعظموا أيام الشهر حيث يقسمون به فيفون.

حرمة الشهر والبلد لحرمته.

وقال الفاضل الأسترآبادي : الظاهر من هذه الروايات أن لا في الآيتين للنفي خلاف ما اشتهر في التفاسير من أنه للتأكيد ، وأن فلا أقسم تعريض على الجاهلية كان الله تعالى قال : « لا أقسم كما تقسمون » وأن لا أقسم حكاية قولهم ، كأنه تعالى قال : يقولون : « لا أقسم بالحرم » لحرمته حالكون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حلا فيه ، والمراد بالحل ضد الحرمة ، وقال في مجمع البيان(١) وقيل : مواقع النجوم هي الأنواء التي كان أهل الجاهلية إذا مطروا قالوا : مطرنا بنوء كذا فيكون المعنى فلا أقسم بها ، وروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام أن مواقع النجوم رجومها للشياطين ، وكان المشركون يقسمون بها ، فقال سبحانه : « فلا أقسم بها » وقال البيضاوي : فلا أقسم إذ الأمر أوضح من أن يحتاج إلى قسم أو فأقسم ولا مزيدة للتأكيد ، كما في لئلا يعلم أو فلأنا أقسم فحذف المبتدأ وأشبع فتحة لام الابتداء ، ويدل عليه أنه قرئ فلأقسم أو « فلا » رد لكلام يخالف المقسم عليه «بِمَواقِعِ النُّجُومِ » بمساقطها وتخصيص المغارب لما في غروبها من زوال أثرها ، والدلالة على وجود مؤثر لا يزول تأثيره ، أو بمنازلها ومجاريها ، وقيل : النجوم نجوم القرآن ومواقعها أوقات نزولها ، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم » لما في المقسم به من الدلالة على عظيم القدرة وكمال الحكمة وفرط الرحمة ، ومن مقتضيات الرحمة أن لا يترك عباده سدى.

وقال في مجمع البيان(٢) وقيل معناه لا أقسم بهذا البلد ، وأنت حل فيه منتهك الحرمة ، مستباح العرض لا تحترم ، فلم تبق البلد حرمة حيث ، هتكت حرمتك عن أبي مسلم ، وهو المروي عن أبي عبد الله : قال : كانت قريش تعظم البلد ، وتستحل.

__________________

(١) المجمع ج ٩ ص ٢٢٦.

(٢) المجمع ج ١٠ ص ٤٩٣.

٣٣٣

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عن بعض أصحابنا قال سألته عن قول الله عز وجل : «فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ » قال أعظم إثم من يحلف بها قال وكان أهل الجاهلية يعظمون الحرم ولا يقسمون به يستحلون حرمة الله فيه ولا يعرضون لمن كان فيه ولا يخرجون منه دابة فقال الله تبارك وتعالى : «لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ » قال يعظمون البلد أن يحلفوا به ويستحلون فيه حرمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

( باب )

( استحلاف أهل الكتاب )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن أهل الملل يستحلفون فقال لا تحلفوهم إلا بالله عز وجل.

محمدا فيه ، فقال : «لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ » يريد أنهم استحلوك فيه فكذبوك وشتموك وكانوا لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه ، ويتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقليدهم إياه فاستحلوا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما لم يستحلوا من غيره فعاب الله ذلك عليهم « وقال البيضاوي : »«لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ » ، أقسم سبحانه بالبلد الحرام وقيده بحلول الرسول ،صلى‌الله‌عليه‌وآله إظهارا لمزيد فضله وإشعارا بأن شرف المكان بشرف أهله ، وقيل : حل مستحل تعرضك فيه كما يستحل تعرض الصيد في غيره ، أو حلال لك أن تفعل فيه ما تريد ساعة من النهار ، فهو وعد بما أحل له عام الفتح ، «وَوالِدٍ » عطف على « هذا البلد » والوالد آدم أو إبراهيمعليهما‌السلام «وَما وَلَدَ » ذريته أو محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والتنكير للتعظيم.

الحديث الخامس : مجهول.

باب استحلاف أهل الكتاب

الحديث الأول : حسن.

٣٣٤

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته هل يصلح لأحد أن يحلف أحدا من اليهود والنصارى والمجوس بآلهتهم قال لا يصلح لأحد أن يحلف أحدا إلا بالله عز وجل.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أن أمير المؤمنينعليه‌السلام استحلف يهوديا بالتوراة التي أنزلت على موسىعليه‌السلام .

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يحلف اليهودي ولا النصراني ولا المجوسي بغير الله إن الله عز وجل يقول : «فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ ».

٥ ـ عنه ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جراح المدائني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يحلف بغير الله وقال اليهودي والنصراني والمجوسي لا تحلفوهم إلا بالله عز وجل.

الحديث الثاني : موثق.

ولعله فياليهود المراد به عزير كما قال بعضهم أنه ابن الله.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

وقال في التهذيب(١) : الوجه فيه أن الإمام يجوز له أن يحلف أهل الكتاب بكتابهم إذا علم أن ذلك أردع لهم ، وإنما لا يحوز لنا أن يحلف أحدا لا من أهل الكتاب ولا غيرهم إلا بالله ولا تنافي بين الأخبار.

وقال المسالك : مقتضى النصوص عدم جواز الإحلاف إلا بالله ، سواء كان الحالف مسلما أم كافرا ، وسواء كان حلفه بغيره أردع أم لا ، وفي بعضها تصريح بالنهي عن إحلافه بغير الله ، لكن استثنى المحقق والشيخ في النهاية وجماعة ما إذا رأى الحاكم تحليف الكافر بما يقتضيه دينه أردع من إحلافه بالله ، فيجوز تحليفه بذلك ، والمستند رواية السكوني ولا يخلو من إشكال.

الحديث الرابع : صحيح.

الحديث الخامس : مجهول.

__________________

(١) التهذيب ج ٨ ص ٢٧٩.

٣٣٥

( باب )

( كفارة اليمين )

١ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في كفارة اليمين يطعم عشرة مساكين لكل مسكين مد من حنطة أو مد من دقيق وحفنة «أَوْ كِسْوَتُهُمْ » لكل إنسان ثوبان أو عتق رقبة وهو في ذلك بالخيار أي الثلاثة صنع فإن لم يقدر على واحدة من الثلاثة فالصيام عليه ثلاثة أيام.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن

باب كفارة اليمين

الحديث الأول : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « وحفنة » الظاهر تعلق الحفنة بالحنطة والدقيق معا لأجرة خبزهما وغيره كما سيأتي في خبر هشام ، ويحتمل تعلقه بالدقيق فقط لتفاوت كيل الدقيق والحنطة كما هو المعروف.

قوله عليه‌السلام : « ثوبان » قال السيد في شرح النافع : قال الشيخ في النهاية : من لم يقدر على الثوبين جاز أن يقتصر على ثوب واحد ، وأطلق المفيد وجماعة اعتبار الثوبين ، وقال علي بن بابويه والشيخ في المبسوط وابن إدريس الواجب في الكسوة ثوب واحد وإليه ذهب المحقق وأكثر من تأخر عنه ، ومنشأ الخلاف اختلاف الأخبار ظاهرا ، والأولى حمل الثوبين على الاستحباب ويعتبر في الثوب أن يكون مما يتحقق به الكسوة عرفا كالجبة والقميص ، واجتزأ الشهيدان بالإزار والسراويل ، وهو مشكل وحكى الشيخ في المبسوط قولا بأن السراويل لا يجزي ، لأنه لا يصدق عليه اسم الكسوة. وهو متجه انتهى. وذكر الشهيد في الدروس أنه يجزي كسوة الصغير ولو كانوا منفردين ، وهو مطابق لإطلاق الآية.

الحديث الثاني : حسن أو موثق.

٣٣٦

أبي إبراهيمعليه‌السلام قال سألته عن كفارة اليمين في قول الله عز وجل : «فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ » ما حد من لم يجد وإن الرجل يسأل في كفه وهو يجد فقال إذا لم يكن عنده فضل عن قوت عياله فهو ممن لا يجد.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن كفارة اليمين فقال عتق رقبة أو كسوة والكسوة ثوبان أو إطعام عشرة مساكين أي ذلك فعل أجزأ عنه فإن لم يجد «فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ » متواليات وإطعام عشرة مساكين مدا مدا.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن قيس قال قال أبو جعفرعليه‌السلام قال الله عز وجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ » فجعلها يمينا وكفرها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قلت بما كفر قال أطعم عشرة مساكين لكل مسكين مد قلنا فما حد الكسوة قال ثوب يواري به عورته.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبي جميلة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في كفارة اليمين عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين «مِنْ أَوْسَطِ

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور. «قوله عليه‌السلام : متواليات » وعليه الفتوى.

الحديث الرابع : حسن.

وقال في التهذيب(١) قال محمد بن الحسن فهذه الأخبار التي ذكرناها أخيرا في أن الكسوة ثوب واحد لا تنافي بينها وبين الأخبار الأولة ، لأن الكسوة تترتب ، فمن قدر على أن يكسر ثوبين كان عليه ذلك ، ومن لم يقدر إلا على ثوب واحد لم يلزمه أكثر من ذلك انتهى. وقيل : يمكن حمل الثوبين على ما إذا لم يوار أحدهما عورته ، والواحد على ما إذا واراها أو الواحد على الدست الواحد أو الثوبين على الاستحباب.

الحديث الخامس : ضعيف.

وقال في الدروس : إطعام عشرة مساكين في كفارة اليمين مما يسمى طعاما

__________________

(١) التهذيب ج ٨ ص ٢٩٦.

٣٣٧

ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ » والوسط الخل والزيت وأرفعه الخبز واللحم والصدقة مد مد من حنطة لكل مسكين والكسوة ثوبان فمن لم يجد فعليه الصيام يقول الله عز وجل : «فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ».

٦ ـ علي ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر والحجال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن معمر بن عمر قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عمن وجبت عليه الكسوة في كفارة اليمين قال ثوب يواري به عورته.

٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عز وجل «مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ » قال هو كما يكون إنه يكون في البيت من يأكل أكثر من المد ومنهم من يأكل أقل من المد فبين ذلك وإن شئت جعلت لهم أدما والأدم أدناه الملح وأوسطه الخل والزيت وأرفعه اللحم.

كالحنطة والشعير ودقيقهما وخبزهما ، وقيل : يجب في كفارة اليمين أن يطعم من أوسط ما يطعم أهله للآية ، وحمل على الأفضل ويجزي التمر والزبيب ، ويستحب.

الأدم مع الطعام وأعلاه اللحم وأوسطه الزيت والخل ، وأدناه الملح ، وظاهر المفيد وسلار وجوب الأدم ، والواجب مد لكل مسكين ، لصحيحة ابن سنان وفي الخلاف يجب مدان في جميع الكفارات معولا على إجماعنا ، وكذا في المبسوط والنهاية واجتزأ بالمد مع العجز ، وقال ابن الجنيد : يزيد على المد مؤنة طحنه وخبزه وأدمه ، والمفيد وجماعة أما مد أو شبعه في يومه ، وصرح ابن الجنيد بالغداء والعشاء ، وأطلق جماعة أن الواجب الإشباع مرة لصحيحة أبي بصير ، فعلى هذا يجزي الإشباع وإن قصر من المد.

الحديث السادس : مجهول.

الحديث السابع : حسن.

قوله عليه‌السلام : « كما يكون » أي كما هو الواقع في مقدار الأكل ، والظاهر أنهعليه‌السلام فسر الأوسط بالأوسط في الوزن والمقدار أو مع الكيفية.

٣٣٨

٨ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي حمزة الثمالي قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عمن قال والله ثم لم يف فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام كفارته إطعام عشرة مساكين مدا مدا من دقيق أو حنطة أو تحرير رقبة أو صيام ثلاثة أيام متواليات إذا لم يجد شيئا من ذا.

٩ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في كفارة اليمين مد مد من حنطة وحفنة لتكون الحفنة في طحنه وحطبه.

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام إن لم يجد في الكفارة إلا الرجل والرجلين فليكرر عليهم حتى يستكمل العشرة يعطيهم اليوم ثم يعطيهم غدا.

١١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سألته عن شيء من كفارة اليمين فقال يصوم ثلاثة أيام قلت إنه ضعف عن الصوم وعجز قال يتصدق على عشرة مساكين قلت إنه عجز عن ذلك

الحديث الثامن : صحيح.

الحديث التاسع : حسن.

الحديث العاشر : ضعيف على المشهور.

وقال السيد في شرح النافع : لا خلاف بين الأصحاب في عدم جواز الدفع لما دون العدد اختيارا ، وأما مع التعذر فقد نص الشيخ وجماعة على جواز التكرر عليهم بحسب الأيام ، ولم نقف لهم على مستند سوى رواية السكوني ، وضعفها يمنع من العمل بها ، والذي يقتضيه الوقوف مع الإطلاقات المعلومة عدم الإجزاء ، وينتظر حتى يتيسر المستحق ويشهد لذلك موثقة إسحاق.

الحديث الحادي عشر : موثق كالصحيح.

ولا يخفى مخالفته لترتيب الآية ولم أر من قال به.قوله عليه‌السلام « فليستغفر الله » عليه الأصحاب ، قال في الدروس : ويجزي الاستغفار عند العجز عن خصال الكفارة.

٣٣٩

قال فليستغفر الله ولا يعد فإنه أفضل الكفارة وأقصاه وأدناه فليستغفر ربه ويظهر توبة وندامة.

١٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن يحيى ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يجزئ إطعام الصغير في كفارة.

اليمين ولكن صغيرين بكبير.

١٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي خالد القماط أنه سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول من كان له ما يطعم فليس له أن يصوم يطعم عشرة مساكين مدا مدا «فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ».

١٤ ـ علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن «أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ » فقال ما تقوتون به عيالكم من أوسط ذلك قلت وما أوسط ذلك فقال الخل والزيت والتمر والخبز تشبعهم به مرة واحدة قلت «كِسْوَتُهُمْ » قال ثوب واحد.

الحديث الثاني عشر : موثق.

وقال السيد في شرح النافع : الإطعام بتسليم المد إلى المستحق أو إشباعه مرة واحدة ، ففي التسليم لا يفرق بين الصغير والكبير. نعم يجب في الصغير التسليم إلى وليه ، وأما في الإشباع فقد قطع الشيخ ومن تأخر عنه بإجزاء إطعام الصغار منضمين إلى الكبار ، وأما مع الانفراد فيحسب الاثنان بواحد ، ولم أقف لهم على رواية تعطي هذا التفصيل ، والمسألة محل إشكال.

الحديث الثالث عشر : حسن.

الحديث الرابع عشر : حسن.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

- تأويلات أهل السنة للحنفي ج ١ ص ٦٣٠

وقوله تعالى: ويكفر عنكم سيئاتكم، فيه دليل على أن من السيئات ما يكفرها الصدقة... وهو نقض على المعتزلة لأنهم لا يرون تكفير الكبائر بغير التوبة عنها، ولا التعذيب على الصغائر. فأما إن كانت الآية في الكبائر فبطل قولهم (لا يكفر بغير التوبة) أو في الصغائر يبطل قولهم إنها مغفورة، إذ وعدت بالصدقة لأنهم يخلدون صاحب الكبيره في النار، والله تعالى أطمع له تكفير السيئات بالصدقة.

وصاحب الكبيرة في النار ولا تشمله الشفاعة

- شرح المواقف ج ٤ جزء ٨ ص ٣١٢

أجمعت الأمة على ثبوت أصل الشفاعة المقبولة له عليه الصلاة والسلام، ولكن هي عندنا لأهل الكبائر من الأمة في إسقاط العقاب عنهم... وقالت المعتزلة: إنما هي لزيادة الثواب لا لدرأ العقاب، لقوله تعالى: واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة، وهو عام في شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام وغيره.

الجواب: أنه لا عموم له في الأعيان، لأن الضمير لقوم معينين هم اليهود، فلا يلزم أن لا تنفع الشفاعة غيرهم.

- تأويلات أهل السنة ج ١ ص ٥٩٠

قال المعتزلة: لا تكون الشفاعة إلا لأهل الخيرات خاصة، الذين لا ذنب لهم أو كان لهم ذنب فتابوا عنه.

- تفسير الرازي ١١ جزء ٢٢ ص ١٦٠

احتجت المعتزلة بقوله تعالى: ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، على أن الشفاعة في الآخرة لا تكون لأهل الكبائر، لأنه لا يقال في أهل الكبائر إن الله يرتضيهم.

٣٨١

- تفسير الرازي ١١ جزء ٢٢ ص ١١٨

المعتزلة قالوا: الفاسق غير مرضي عند الله تعالى، فوجب أن لا يشفع الرسول (ص) في حقه لأن هذه الآية (يومئذ لا تنفع الشفاعة) دلت على أن المشفوع له لابد وأن يكون مرضياً عند الله.

- تفسير الرازي ج ١٢ جزء ٢٣ ص ٦٦

أما قوله (وما للظالمين من نصير) احتجت المعتزلة بهذه الآية في نفي الشفاعة.

وقال في ج ١٤ جزء ٢٧ ص ٣٣

احتج الكعبي بهذه الآية على أن تأثير الشفاعة في حصول زيادة الثواب للمؤمنين، لا في إسقاط العقاب عن المذنيين.

- وقال في ج ٤ جزء ٧ ص ١٠

قال القفال: إنه لا يأذن في الشفاعة لغير المطيعين... وأقول إن هذا القفال عظيم الرغبة في الإعتزال... ومع ذلك فقد كان قليل الإحاطة بأصولهم. وذلك لأن من مذهب البصريين أن العفو عن صاحب الكبيرة حسن في العقول.. إلا أن السمع دل... لا يقع، وإذا كان كذلك كان الإستدلال العقلي على المنع من الشفاعة في حق العصاة خطأ على قولهم.

- وفي إرشاد الساري للقسطلاني ج ٨ ص ٣٤٠

قوله تعالى: ومن يعمل سوءاً يجز به، استدل بهذه الآية المعتزلة على أنه تعالى لا يعفو عن شيء من السيئات.

- وفي إرشاد الساري ج ٩ ص ٤٤٧

المعصية لا تخرج المسلم عن الإيمان، خلافاً للمعتزلة المكفرين بالذنب، القائلين بتخليد العاصي بالنار.

- وفي معجم الأدباء للحموي ج ٩ جزء ١٧ ص ٨١

قال عبدالعزيز بن محمد الطبري: كان أبو جعفر (الطبري) يذهب في جل

٣٨٢

مذاهبه إلى ما عليه الجماعة من السلف... وكان يذهب إلى مخالفة أهل الإعتزال في جميع ماخالفوا فيه الجماعة، من القول بالقدر وخلق القرآن وإبطال رؤية الله في القيامة، وفي قولهم بتخليد أهل الكبائر في النار، وإبطال شفاعة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وفي قولهم إن استطاعة الإنسان قبل فعله.

- وفي طبقات الشافعية للسبكي ج ٣ ص ٣٤٧

يصف تحول الأشعري من الإعتزال إلى خط الدولة (أهل السنة والجماعة) قام علي بن اسماعيل بن أبي بشر على الإعتزال أربعين سنة حتى صار للمعتزلة إماماً... وهو الذي قال: تكافأت عندي الأدلة ولم يترجح عندي شيء على شيء فاستهديت الله فهداني إلى اعتقاد ما أودعته في كتبي هذه وانخلعت من جميع ما كنت أعتقده.. ودفع الكتب التي ألفها على مذاهب أهل السنة للناس.. وأخذ في نصرة الأحاديث في الرؤية والشفاعة. انتهى.

هذا وقد تقدمت نصوص عن رأي المعتزلة في آراء المرجئة والخوارج في هذا الفصل وفي تعريف الشفاعة في الفصل الأول.

٣٨٣

٣٨٤

الفصل الحادي عشر

المزيد من تأثير الإسرائيليات على أحاديث الشفاعة

اتفق الجميع نظرياً على أن الشفاعة من مختصات نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله

قد يستشكل على أحاديث اختصاص الشفاعة بنبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله الواردة في مصادر الفريقين، بأنها تنافي الأحاديث الصحيحة التي تثبت الشفاعة لغير نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله .

والجواب: أن وجه الجمع بين الأحاديث أن باب الشفاعة إنما يفتح يوم القيامة إكراماً لنبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله .. وكل من يشفع من الملائكة والأنبياء والأوصياء والعلماء والشهداء والمؤمنين، فإنما يشفع بإجازته وبالسهم الذي يعطيه إياه شفيع المحشرصلى‌الله‌عليه‌وآله !

فلا منافاة بين أحاديث اختصاصه بالشفاعةصلى‌الله‌عليه‌وآله وبين مادل على ثبوتها لغيره من الأنبياءعليهم‌السلام إلا ما دل منها على أن لغيره شفاعة مستقلة أو أنه يشفع قبله كما في أحاديث الإسرائيليات الآتية.

٣٨٥

- من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٢٤٠

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أعطيت خمساً لم يعطها أحدٌ قبلي: جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، ونصرت بالرعب، وأحل لي المغنم، وأعطيت جوامع الكلم، وأعطيت الشفاعة. ورواه في وسائل الشيعة ج ٢ ص ٤٣٨ وفي سائل الشيعة ج ٣ ص ٤٢٢ وفي مستدرك الوسائل ج ٢ ص ٥٢٩

- علل الشرائع ج ١ ص ١٢٧

حدثنا أبوالحسين محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبوبكر محمد بن جعفر بن أحمد البغدادي بآمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن السخت قال: حدثنا محمد بن الأسود الوراق عن أيوب بن سليمان عن حفص بن البختري عن محمد بن حميد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

أنا أشبه الناس بآدم وإبراهيم أشبه الناس بي خلقه وخلقه.

وسماني الله من فوق عرشه عشرة أسماء وبين الله وصفي وبشرني على لسان كل رسول بعثه الله إلى قومه.

وسماني ونشر في التوراة باسمي وبث ذكري في أهل التوراة والإنجيل وعلمني كتابه ورفعني في سمائه وشق لي إسماً من أسمائه فسماني محمداً وهو محمود.

وأخرجني في خير قرن من أمتي وجعل اسمي في التوراة أحيد فبالتوحيد حرم أجساد أمتي على النار.

وسماني في الإنجيل أحمد فأنا محمود في أهل السماء.

وجعل أمتي الحامدين وجعل اسمي في الزبور ماحي محى الله عز وجل بي من الأرض عبادة الأوثان.

وجعل اسمي في القرآن محمداً فأنا محمود في جميع القيامة في فصل القضاء لا يشفع أحد غيري.

٣٨٦

وسماني في القيامة حاشراً يحشر الناس على قدمي.

وسماني الموقف أوقف الناس بين يدي الله عز وجل.

وسماني العاقب أنا عقب النبيين ليس بعدي رسول.

وجعلني رسول الرحمة ورسول الملاحم والمقتفي قفيت النبيين جماعة وأنا المقيم الكامل الجامع ومن علي ربي وقال لي يا محمد صلّى الله عليك فقد أرسلت كل رسول إلى أمته بلسانها وأرسلتك إلى كل أحمر وأسود من خلقي ونصرتك بالرعب الذي لم أنصر به أحداً وأحللت لك الغنيمة ولم تحل لأحد قبلك وأعطيتك لك ولأمتك الأرض كلها مسجداً وترابها طهوراً وأعطيتك ولأمتك التكبير وقرنت ذكرك بذكري حتى لا يذكرني أحد من أمتك إلا ذكرك مع ذكري فطوبى لك يا محمد ولأمتك.

- تفسير القمي ج ١ ص ١٩٤

ثم قال حكاية عن قريش: وقالوا لولا أنزل عليه ملك، يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون، فأخبر عز وجل أن الآية إذا جاءت والملك إذا نزل ولم يؤمنوا هلكوا، فاستعفى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من الآيات رأفةً ورحمةً على أمته، وأعطاه الله الشفاعة.

* *

- صحيح البخاري ج ١ ص ٨٦

جابر بن عبد الله أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة.

٣٨٧

ورواه أيضاً في ص ج ١ جزء ١ ص ١١٣ وج ٢ جرء ٢ ص ١٠٥ ونحوه في مسلم ج ٢ ص ٦٣ وفي سنن النسائي ج ١ ص ٢٠٩ وفي سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٢٣٤ وفي مسند أحمد ج ٥ ص ١٤٩

- وفي ج ٤ ص ٤١٧ منه:

عن أبي موسى قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أعطيت خمساً: بعثت إلى الأحمر والأسود، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لمن كان قبلي، ونصرت بالرعب شهراً، وأعطيت الشفاعة وليس من نبي إلا وقد سأل شفاعة وإني أخبأت شفاعتي ثم جعلتها لمن مات من أمتي لم يشرك بالله شيئاً. ونحوه في ج ١ ص ٣٠١ وفي الدر المنثور ج ٣ ص٢٠٤ وج ٥ ص ٢٣٧ وسنن الدارمي ج ١ ص ٣٢٢ وسنن البيهقي ج ٩ ص ٤ وتفسير الطبري ج ٣ ص ٢ وصفة الصفوة لابن الجوزي جزء ١ و ٢ ص ٧٦ وتفسيرالمنار لرشيد رضا ج ٩ ص ٣٠٠

- ولكن الهيثمي ضعف روايته في مجمع الزوائد ج ٨ ص ٢٥٩ فقال:

ابن يزيد قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: فضلت على الأنبياء بخمس: بعثت إلى الناس كافة، ودخرت شفاعتي لأمتي، ونصرت بالرعب شهراً أمامي وشهراً خلفي، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي. رواه الطبراني وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك.

* *

نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله أول شافع يوم القيامة

في مصادرنا نصوص واضحة صريحة في أن نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله هو خطيب المحشر والشفيع الأول قبل الأنبياء، بل هو شفيع الأنبياء صلوات الله عليهم جميعاً.. وقد تقدم بعضها آنفاً وفي تفسير قوله تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) وفي

٣٨٨

بعضها أن الله تعالى قد أذن لنبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله بالشفاعة وهو في الدنيا فلا يحتاج إلى إذن يوم القيامة.

- في تفسير القمي ج ٢ ص ٢٠١

قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي العباس المكبر قال: دخل مولى لامرأة علي بن الحسينعليه‌السلام على أبي جعفرعليه‌السلام يقال له أبو أيمن فقال: يا أبا جعفر يغرون الناس ويقولون شفاعة محمد شفاعة محمد فغضب أبو جعفرعليه‌السلام حتى تربد وجهه ثم قال: ويحك يا أبا أيمن أغرك أن عف بطنك وفرجك! أما لو قد رأيت أفزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ! ويلك فهل يشفع إلا لمن وجبت له النار ثم قال: ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيامة.

ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : إن لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الشفاعة في أمته ولنا الشفاعة في شيعتنا ولشيعتنا الشفاعة في أهاليهم.

ثم قال: وإن المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر فإن المؤمن ليشفع حتى لخادمه ويقول: يا رب حق خدمتي كان يقيني الحر والبرد. ورواه في بحار الأنوار ج ٨ ص ٣٨ وفي تفسير نور الثقلين ج ٤ ص ٣٣٤، وقد تقدم ذلك في الرد على الخوارج.

- الصحيفة السجادية ج ٢ ص ٢٩٠

اللّهمّ أنزل محمداً في أشرف منازل الأبرار، اللّهمّ اجعل محمداً أول شافع وأول مشفع، وأول قائل وأنجح سائل... اللّهمّ أحسن عنا جزاءه، وعظم حباءه، وأكرم مثواه، وتقبل شفاعته في أمته، وفي من سواهم من الأمم، واجعلنا ممن تشفعه فيه، واجعلنا برحمتك ممن يرد حوضه يوم القيامة. ونحوه في المقنعة ص ٤١١

- الصحيفة السجادية ج ٢ ص ٣٠

اللّهمّ فارفعه بما كدح فيك إلى الدرجة العليا من جنتك، حتى لا يساوى في

٣٨٩

منزلة، ولا يكافأ في مرتبة، ولا يوازيه لديك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، وعرفه في أهله الطاهرين وأمته المؤمنين من حسن الشفاعة أجل ما وعدته، يا نافذ العدة، يا وافي القول، يا مبدل السيئات بأضعافها من الحسنات، إنك ذو الفضل العظيم. ونحوه في المقنعة ص ١٢٥

- تهذيب الأحكام ج ٣ ص ١٢١

اللّهمّ إني أسألك من فضلك بأفضله. اللّهمّ واجعل محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله أدنى المرسلين منك مجلسا، وأفسحهم في الجنة عندك منزلاً، وأقربهم اليك وسيلة، واجعله أول شافع وأول مشفع، وأول قائل وأنجح سائل، وابعثه المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون يا أرحم الراحمين.

- تأويل الآيات ج ٢ ص ٣٧

قال علي بن إبراهيم: روي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال: لا يقبل الله الشفاعة يوم القيامة لأحد من الأنبياء والرسل حتى يأذن في الشفاعة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإن الله قد أذن له في الشفاعة من قبل يوم القيامة فالشفاعة له ولأمير المؤمنين وللأئمة من ولده ثم بعد ذلك للأنبياءعليهم‌السلام أجمعين. (ورواه في تفسير القمي ج ٢ ص ٢٠١ ونحوه في تفسير نور الثقلين ج ٤ ص ٣٣٤).

- بحار الأنوار ج ١٦ ص ٣٢٦

الأمالي: أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن مهدي، عن ابن عقدة، عن الحسن بن جعفر بن مدرار، عن عمه طاهر، عن الحسن بن عمار، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن عليعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من تنشق الأرض عنه ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع (أمالي ابن الشيخ ١٧٠).

- بحار الأنوار ج ١٦ ص ٣٠٤

عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً. عسى من الله واجبة، والمقام بمعنى البعث

٣٩٠

فهو مصدر من غير جنسه، أي يبعثك يوم القيامة بعثاً أنت محمود فيه، ويجوز أن يجعل البعث بمعنى الإقامة أي يقيمك ربك مقاماً يحمدك فيه الأولون والآخرون، وهو مقام الشفاعة يشرف فيه على جميع الخلائق يسأل فيعطى ويشفع فيشفع، وقد أجمع المفسرون على أن المقام المحمود هو مقام الشفاعة وهو المقام الذي يشفع فيه للناس، وهو المقام الذي يعطى فيه لواء الحمد فيوضع في كفه وتجتمع تحته الأنبياء والملائكة، فيكونصلى‌الله‌عليه‌وآله أول شافع وأول مشفع.

- بحار الأنوار ج ٨ ص ٤٧

تفسير العياشي: عن عيص بن القاسم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام إن أناساً من بني هاشم أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذي جعله للعاملين عليها فنحن أولى به فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يابني عبدالمطلب إن الصدقة لا تحل لي ولا لكم، ولكني وعدت الشفاعة - ثم قال: والله أشهد أنه قد وعدها - فما ظنكم يا بني عبد المطلب إذا أخذت بحلقة الباب أتروني مؤثرا عليكم غيركم؟ ثم قال: إن الجن والإنس يجلسون يوم القيامة في صعيد واحد، فإذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة فيقولون: إلى من؟ فيأتون نوحاً فيسألونه الشفاعة فقال: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون: إلى من إلى إبراهيم، فيأتون إلى إبراهيم فيسألونه الشفاعة فيقول: هيهات قدر رفعت حاجتي، فيقولون: إلى من فيقال: إيتوا موسى فيأتونه فيسألونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون إلى من؟ فيقال إيتوا محمداً، فيأتونه فيسألونه الشفاعة فيقوم مدلاً حتى يأتي باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه، فيقال: من هذا؟ فيقول: أحمد فيرحبون ويفتحون الباب، فإذا نظر إلى الجنة خر ساجداً يمجد ربه بالعظمة، فيأتيه ملك فيقول: إرفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع، فيرفع رأسه، فيدخل من باب الجنة فيخر ساجداً ويمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول: إرفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع، فيقوم فما يسأل شيئاً إلا أعطاه إياه.انتهى.

٣٩١

وقد تقدمت الأحاديث بهذا المضمون، وهي محل اتفاق في مصادر الطرفين، وفيها دلالة على أن نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله هو أول من يتقدم للشفاعة يوم القيامة.

الأحاديث الموافقة لمذهبنا في مصادر السنيين

في مصادر السنيين نوعان من الأحاديث في هذا الموضوع: فمنها ما يوافق مصادرنا، وقد روته صحاحهم كالذي رواه ابن ماجة ج ٢ ص ٧٢٤: عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم، غير فخر.

- والذي رواه مسلم في ج ١ ص ١٣٠

عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أنا أول الناس يشفع في الجنة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً...

عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة...

أنس بن مالك قال النبي صلّى الله عليه وسلم: أنا أول شفيع في الجنة، لم يصدَّق نبي من الأنبياء ما صدِّقت، وإن من الأنبياء نبياً ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد.

- وروى في ج ٧ ص ٥٩

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع. انتهى.

- وفي سنن الترمذي ج ٥ ص ٢٤٨

عن ابن عباس قال: جلس ناسٌ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم ينتظرونه قال فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون فسمع حديثهم فقال بعضهم: عجباً إن الله اتخذ من خلقه خليلاً اتخذ من إبراهيم خليلاً. وقال آخر: ماذا بأعجب من كلام موسى كلمه تكليماً. وقال آخر: فعيسى كلمة الله وروحه. وقال

٣٩٢

آخر: آدم اصطفاه الله. فخرج عليهم فسلم وقال: قد سمعت كلامكم وعجبكم، إن إبراهيم خليل الله وهو كذلك، وموسى نجي الله وهو كذلك، وعيسى روحه وكلمته وهو كذلك، وآدم اصطفاه الله وهو كذلك، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فحر، وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر. هذا حديث غريب. انتهى. وروى نحوه ابن ماجه ج ٢ ص ١٤٤٠ وأحمد في ج ٣ ص ٢

- وفي سنن الدارمي ج ١ ص ٢٦

عن أنس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أنا أولهم خروجاً، وأنا قائدهم إذا وفدوا، وأنا خطيبهم إذا أنصتوا، وأنا مشفعهم إذا حبسوا، وأنا مبشرهم إذا أيسوا. الكرامة والمفاتيح يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على ربي.

- وفي فردوس الأخبار ج ١ ص ٨٠ ح ١٢٤

أنس بن مالك: أنا أول شفيع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، إن من الأنبياء لمن يأتي يوم القيامة ما معه مصدق غير واحد. انتهى.

- وفي شعب الإيمان للبيهقي ج ٢ ص ١٣٢ وص ١٧٩

أبو هريرة قال قال رسول الله (ص): أنا سيد ولد آدم، وأول شافع وأول مشفع.

- وفي شعب الإيمان ص ١٨١

عن أنس قال: سمعت النبي (ص) يقول: إني أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامه، وأنا أول من يدخل الجنة... ونحوه في تهذيب الكمال ج ١٥ ص٤٢٥ وج ٢٢ ص ٥٥١ وسير أعلام النبلاء ج ٨ ص ٢٩٣ وكنز العمال ج ١١ ص ٤٠٤ فما بعدها بروايات متعددة، وفي ج ١٤ ص ٣٩٣ فما بعدها. وفيه في ج ١١ ص ٤٣٥: أنا سيد المرسلين إذا بعثوا وسابقهم إذا وردوا، ومبشرهم إذا أيسوا، وإمامهم إذا سجدوا، وأقربهم مجلساً إذا اجتمعوا، أتكلم فيصدقني، وأشفع فيشفعني، وأسأل فيعطيني.

٣٩٣

- وفي الدر المنثور ج ٤ ص ٩٣

وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال وأول ما يأذن الله عزوجل له يوم القيامة في الكلام والشفاعة محمد صلّى الله عليه وسلم فيقال له قل تسمع وسل تعطه قال: فيخر ساجداً فيثني على الله ثناء لم يثن عليه أحد فيقال إرفع رأسك...

- وفي سيرة ابن كثير ج ١ ص ١٩٥

فروى الحافظ أبو القاسم بن عساكر من طريق أبي الحسن بن أبي الحديد... عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقلت: فداك أبي وأمي أين كنت وآدم في الجنة؟ قال: فتبسم حتى بدت نواجذه، ثم قال: كنت في صلبه وركب بي السفينة في صلب أبى نوح، وقذف بي في صلب أبى إبراهيم، لم يلتق أبواي على سفاح قط، لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الحسيبة إلى الأرحام الطاهرة، صفياً مهذباً، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما، وقد أخذ الله بالنبوة ميثاقي وبالإسلام عهدي، ونشر في التوراة والإنجيل ذكري، وبين كل نبي صفتي تشرق الأرض بنوري والغمام بوجهي، وعلمني كتابه وزادني شرفاً في سمائه، وشق لي اسماً من أسمائه فذو العرش محمود وأنا محمد وأحمد، ووعدني أن يحبوني بالحوض والكوثر، وأن يجعلني أول شافع وأول مشفع، ثم أخرجني من خير قرن لأمتي، وهم الحمادون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

- فتاوى ابن باز ج ١ ص ١٨٧

قال رسول الله: أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة، وأنا أول شافع وأول مشفع. انتهى.

* *

الأحاديث المتأثّرة بالإسرائيليات في مصادر السنيين

والنوع الثاني من أحاديث السنيين: أحاديث تجعل الشفاعة أولاً لإبراهيم، ثم لموسى، ثم لعيسىعليهم‌السلام وتجعل نبينا الشفيع الرابعصلى‌الله‌عليه‌وآله !!

٣٩٤

- روى الحاكم في المستدرك ج ٤ ص ٤٩٦ حديثاً طويلاً عن الدجال ويأجوج ومأجوج وأشراط الساعة والقيامة والشفاعة، وصححه على شرط الشيخين، وفيه أمورٌ وتفصيلاتٌ غير معقولة، جاء فيه:

عن أبي الزعراء قال كنا عند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فذكر عنده الدجال فقال عبد الله بن مسعود: تفترقون أيها الناس لخروجه على ثلاث فرق، فرقة تتبعه وفرقة تلحق بأرض آبائها بمنابت الشيح، وفرقة تأخذ شط الفرات يقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع المؤمنون بقرى الشام، فيبعثون اليهم طليعة فيهم فارس على فرس أشقر وأبلق قال فيقتتلون فلا يرجع منهم بشر....

قال: ثم تقوم الساعة على شرار الناس ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه. والصور قَرْنٌ، فلا يبقى خلق في السماوات والأرض إلا مات إلا من شاء ربك...

قال: ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فينطلق كل نفس إلى جسدها حتى يدخل فيه ثم يقومون فيحيون حياة رجل واحد قياماً لرب العالمين. قال: ثم يتمثل الله تعالى إلى الخلق فيلقاهم فليس أحد يعبد من دون الله شيئاً إلا وهو مرفوع له يتبعه، قال فيلقى اليهود فيقول من تعبدون؟ قال فيقولون نعبد عزيراً قال هل يسركم الماء؟ فيقولون نعم، إذ يريهم جهنم كهيئة السراب! قال ثم قرأ عبد الله: وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضاً، قال ثم يلقى النصارى فيقول من تعبدون؟ فيقولون المسيح، قال فيقول هل يسركم الماء؟ قال فيقولون نعم، قال فيريهم جهنم كهيئة السراب! ثم كذلك لمن كان يعبد من دون الله شيئاً. قال: ثم قرأ عبد الله: وقفوهم إنهم مسؤولون.

قال: ثم يتمثل الله تعالى للخلق حتى يمر على المسلمين قال فيقول من تعبدون؟ فيقولون نعبد الله ولا نشرك به شيئاً، فينتهرهم مرتين أو ثلاثاً فيقول من تعبدون؟ فيقولون نعبد الله ولا نشرك به شيئاً. قال فيقول هل تعرفون ربكم؟ قال

٣٩٥

فيقولون سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه! قال فعند ذلك يكشف عن ساقٍ فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجداً، ويبقى المنافقون ظهورهم طبقاً واحداً كأنما فيها السفافيد! قال فيقولون: ربنا فيقول قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون.

قال ثم يأمر بالصراط فيضرب على جهنم فيمر الناس كقدر أعمالهم زمراً كلمح البرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير ثم كأسرع البهائم، ثم كذلك حتى يمر الرجل سعياً ثم مشياً، ثم يكون آخرهم رجلاً يتلبط على بطنه!

قال فيقول أي رب لماذا أبطأت بي؟ فيقول لم أبطىَ بك، إنما أبطأ بك عملك.

قال ثم يأذن الله تعالى في الشفاعة فيكون أول شافع روح القدس جبريل عليه الصلاة والسلام، ثم إبراهيم خليل الله، ثم موسى، ثم عيسى عليهما الصلاة والسلام قال: ثم يقوم نبيكم رابعاً، لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه، وهو المقام المحمود الذي ذكره الله تبارك وتعالى: عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً.

قال فليس من نفس إلا وهي تنظر إلى بيت في الجنة أو بيت في النار...

قال: ثم يشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون فيشفعهم الله.

قال ثم يقول الله: أنا أرحم الراحمين فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمته، قال ثم يقول: أنا أرحم الراحمين، قال ثم قرأ عبدالله: ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين، وكنا نكذب بيوم الدين، قال فعقد عبد الله بيده أربعاً ثم قال: هل ترون في هؤلاء من خير؟ ما ينزل فيها أحد فيه. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. انتهى.

ورواه البيهقي في البعث والنشور ص ٣٢٦ والديلمي في فردوس الأخبار ج ١ ص ٥٤ وص ٨٠ والنيسابوري في الوسيط ج٤ ص ٣٨٧ وابن منظور في مختصر تاريخ دمشق ج ١ جزء ٢ ص ١٧٠. وغيرهم.

أما الهيثمي فقد روى في مجمع الزوائد ج ٩ ص ٣١ حديث أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أول شافع،

٣٩٦

ووصفه لأنه موضوع، وقال عن بعض طرقه في ج ٨ ص ٢٥٤ (وفيه صالح بن عطاء بن خباب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات)

ولكنه في نفس الوقت ردَّ الحديث الذي صححه الحاكم على شرط الشيخين في ج١٠ ص ٣٣٠ وقال (رواه الطبراني وهو موقوف، مخالف للحديث الصحيح وقول النبي: أنا أول شافع)! فيبدو أنه اطلع على طريق آخر صحيح للحديث، غير الطريقين اللذين ضعفهما. ولكنا لم نطلع عليه.

البخاري يفضل أنبياء بني إسرائيل على نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله

أما البخاري فقد روى في تاريخه الذي ألفه قبل صحيحه أن نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الشفيع الأول، وتوقف في رواية أنه الشفيع الرابع، لوجود ما يعارضها.

- قال في تاريخه ج ٤ ص ٢٨٦:

عن جابر بن عبد الله: قال النبي صلّى الله عليه وسلم: أنا قائد المسلمين، ولا فخر، وأنا خاتم النبيين ولا فخر، وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر.

- وقال في تاريخه ج ٥ ص ٢٢١

عبد الله بن هانيء أبو الزعراء الكوفي سمع ابن مسعود رضي الله عنه سمع منه سلمة بن كهيل يقال عن أبي نعيم إنه الكندي روى عن ابن مسعود رضي الله عنه في الشفاعة: ثم يقوم نبيكم رابعهم والمعروف عن النبي صلّى الله عليه وسلم: أنا أول شافع. ولا يتابع في حديثه. انتهى.

ولكنه في صحيحه لم يرو هذه الرواية ولا غيرها مما ينص على أن نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله أول شافع!

نعم، روى أن الشفاعة من مختصات نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله دون الأنبياءعليهم‌السلام :

قال في ج ١ ص ١١٣

جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أعطيت خمساً لم

٣٩٧

يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة، وأعطيت الشفاعة. انتهى.

- وروى في ج ٥ ص ٢٢٦

رواية الشفاعة المعروفة في المصادر وأن الأنبياءعليهم‌السلام يهابون التقدم للشفاعة للخلق، ويطلبون من نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يشفع إلى الله تعالى فيتقدم ويشفع.. وهي تدل على أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله الشفيع الأول، قال فيها: إذهبوا إلى محمد فيأتون محمداً فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، إشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى مانحن فيه! فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجداً لربي عز وجل ثم يفتح الله عليَّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقال يا محمد إرفع رأسك، سل تعطه واشفع تشفع.انتهى.

والى هنا يبدو أنه لامشكلة..

ولكن البخاري روى في صحيحه ما يعارض ذلك، ويجعل درجة نبي الله موسىعليه‌السلام في درجة نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله أو أفضل منه! فقد روى أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نهى المسلمين أن يفضلوه على موسى، وقال إنه عندما يبعث من قبره يجد موسى جالساً عند العرش قبله!!

- قال البخاري في صحيحه ج ٧ ص ١٩٣

عن أبي هريرة قال: استبَّ رجلان، رجلٌ من المسلمين ورجلٌ من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمداً على العالمين، فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين، قال فغضب المسلم عند ذلك فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطشٌ بجانب العرش، فلا أدري أكان

٣٩٨

موسى فيمن صعق فأفاق قبلي؟ أو كان ممن استثنى الله؟!.انتهى.

- ورواه في صحيحه في سبعة مواضع أخرى على الأقل ! في ج ٣ ص ٨٩، وج ٤ ص ١٢٦، وج ٥ ص ١٩٦، وج ٦ ص ٣٤، وج ٨ ص ٤٨، وص ١٧٧، وص ١٩٢، وهي رواياتٌ متفاوتة في دلالتها على تفضيل موسى، ولكن مجموعها كافٍ في الدلالة عليه، مهما حاول الشراح تأويلها!

فقد نصت الرواية المذكورة كما رأيت على نهي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن تفضيله على موسى، ووردت هذه العبارة (لا تخيروني على موسى) في رواية البخاري الأخرى ج ٧ ص ١٩٣ وفي ج ٨ ص ١٩٢ وكذا في مسلم ج ٧ ص ١٠١، وسنن أبي داود ج ٢ ص ٤٠٧، وأحمد ج ٢ ص ٢٦٤. وورد في رواية ج ٥ ص ١٩٦ (قال لا تخيروني من بين الأنبياء)

كما نصت على أن موسىعليه‌السلام مستثنى دون نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله من الصعقة التي يقول الله تعالى عنها: ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض، إلا من شاء الله، ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون. الزمر - ٦٨، وهذا امتيازٌ له على جميع الأنبياء! وروى مثلها في ج ٨ ص ١٩٢.

- وجاء في ج ٨ ص ١٧٧

( فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش) وزاد في ج ٥ ص ١٩٦ وج ٨ ص ٤٨ (فلا أدري أفاق قبلي، أم جُزِيَ بصعقة الطور)

- وفي ج ٥ ص ١٩٦

( قال إني أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة، فإذا أنا بموسى متعلق بالعرش) وفي رواية أخرى في غير البخاري أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أول ما ينفض رأسه من التراب يرى موسى جالساً عند العرش!!

قد يقال: إن رواية البخاري لا تدل على أن موسى أفضل من نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنها تنص على أن استثناءه من الصعقة إنما هو بسبب صعقته في الطور ولا علاقة له بالأفضلية.

٣٩٩

والجواب: أن الرواية واردةٌ أساساً في مقام بيان أفضلية موسى، أو بالأقل عدم أفضلية نبينا عليه، فهذا هو موضوع الخلاف بين المسلم واليهودي، وهو موضوع الحديث، وموضوع النهي المزعوم من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن تفضيله على موسى!!

وقد يقال: لو سلمنا أن الرواية تدل على مساواة موسى لنبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله أو أفضليته عليه، فهي لاتدل على أن موسى هو الشفيع الأول.

والجواب: أن مقام الشفاعة الأول إنما أعطي لنبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله بسبب أنه أفضل الأنبياء صلوات الله عليهم جميعاً، فإذا ثبت أن موسى أفضل منه، فلا يبعد أن يكون هو رئيس المحشر وشفيعه..الخ.

وقد حاولت بعض الروايات أن تحل المسألة مع الإسرائيليات حلاً سلمياً، فتجعل الأفضلية لموسى، وتحتفظ بدرجة الشفيع الأول لنبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله كالتي رواها الطبري في تفسيره ج ٢٤ ص ٢٠ قال: عن قتادة قال: ذكر لنا أن نبي الله قال::  أتاني ملكٌ فقال يا محمد إختر نبياً ملكاً أو نبياً عبداً، فأومأ اليَّ أن تواضع، قال نبياً عبداً، قال فأعطيت خصلتين: أن جعلت أول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، فأرفع رأسي فأجد موسى آخذاً بالعرش، فالله أعلم أصُعِقَ بعد الصعقة الأولى، أم لا. انتهى.

ولكنها على أي حالٍ محاولاتٌ في مصلحة تصديق الإسرائيليات التي لا نثق بها!

ومن جهة أخرى.. فإن تأويل الروايات الواردة في موسى على نبينا وآله وعليه‌السلام حتى لو أمكن فهو لا يحل المشكلة، لأنه توجد في صحاح إخواننا ومصادرهم روايات مشابهة عن كبار أنبياء بني إسرائيل، فهي تفضلهم على نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله أو تجعلهم في درجته، فلا بد من معالجتها جميعاً!

ويحاول العلماء السنيون حل المشكلة بالتأويلات والإحتمالات البعيدة، حتى لا يقعوا في محذور رد الأحاديث الصحيحة أو تكذيب رواتها.. والدخول في هذا البحث يخرجنا عن موضوعنا، وإن كان من بحوث السيرة المهمة، لكن نكتفي بذكر نماذج من هذه الأحاديث:

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491