الميزان في تفسير القرآن الجزء ١٥

الميزان في تفسير القرآن0%

الميزان في تفسير القرآن مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 453

الميزان في تفسير القرآن

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي
تصنيف: الصفحات: 453
المشاهدات: 111924
تحميل: 4256


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 453 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 111924 / تحميل: 4256
الحجم الحجم الحجم
الميزان في تفسير القرآن

الميزان في تفسير القرآن الجزء 15

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

و ههنا وجه آخر مستفاد من الإمعان في سياق الآيات السابقة فإنّ الله سبحانه أمر فيها نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يتوكّل عليه و يرجع أمر المشركين و بني إسرائيل إليه فإنّه إنّما يستطيع هداية المؤمنين بآياته المستسلمين للحقّ و أمّا المشركون في جحودهم و بنو إسرائيل في اختلافهم فإنّهم موتى لا يسمعون و صمّ عمي لا يسمعون و لا يهتدون إلى الحقّ بالنظر في آيات السماء و الأرض و الاعتبار بها باختيار منهم.

ثمّ ذكر ما سيواجههم به - و حالهم هذه الحال لا يؤثّر فيهم الآيات - و أنّه سيخرج لهم دابّة من الأرض تكلّمهم و هي آية خارقة تضطرّهم إلى قبول الحقّ و أنّه يحشر من كلّ اُمّة فوجاً من المكذّبين فيتمّ عليهم الحجّة، و بالآخرة هو خبير بأفعالهم سيجزي من جاء بحسنة أو سيّئة بعمله يوم ينفخ في الصور ففزعوا و أتوه داخرين.

و بالتأمّل في هذا السياق يظهر أنّ الأنسب كون( يَوْمَ يُنْفَخُ ) ظرفاً لقوله:( إنّه خبير بما يفعلون) و قراءة( يفعلون) بياء الغيبة أرجح من القراءة المتداولة على الخطاب.

و المعنى: و إنّه تعالى خبير بما يفعله أهل السماوات و الأرض يوم ينفخ في الصور و يأتونه داخرين يجزي من جاء بالحسنة بخير منها و من جاء بالسيّئة بكبّ وجوههم في النار كلّ مجزيّ بعمله، و على هذا تكون الآية في معنى قوله تعالى:( أَ فَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَ حُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ) العاديات: ١١، و قوله:( يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى‏ عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْ‏ءٌ ) المؤمن: ١٦، و يكون قوله:( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ ) إلخ، تفصيلاً لقوله:( إنّه خبير بما يفعلون) من حيث لازم الخبرة و هو الجزاء بما فعل و عمل كما أشار إليه ذيلاً بقوله:( هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) و الالتفات من الغيبة إلى الخطاب في قوله:( هَلْ تُجْزَوْنَ ) إلخ، لتشديد التقريع و التأنيب.

و في الآية أعني قوله:( وَ تَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ ) إلخ، قولان آخران:

٤٤١

أحدهما: حملها على الحركة الجوهريّة و أنّ الأشياء كالجبال تتحرّك بجوهرها إلى غاية وجودها و هي حشرها و رجوعها إلى الله سبحانه.

و هذا المعنى أنسب بالنظر إلى ما في قوله:( تَحْسَبُها جامِدَةً ) من التلويح إلى أنّها اليوم متحرّكة و لما تقم القيامة، و أمّا جعل يوم القيامة ظرفاً لحسبان الجمود و للمرور كالسحاب جميعاً فممّا لا يلتفت إليه.

و ثانيهما: حملها على حركة الأرض الانتقاليّة و هو بالنظر إلى الآية في نفسها معنى جيّد إلّا أنّه أوّلاً: يوجب انقطاع الآية عمّا قبلها و ما بعدها من آيات القيامة و ثانياً: ينقطع بذلك اتّصال قوله:( إنّه خبير بما يفعلون) بما قبله.

قوله تعالى: ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) هذه الآية و ما بعدها - كما تقدّمت الإشارة إليه - تفصيل لقوله:( إنّه خبير بما يفعلون) من حيث أثره الّذي هو الجزاء و المراد بقوله:( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ) أنّ له جزاء هو خير ممّا جاء به من الحسنة و ذلك لأنّ العمل أيّاً مّا كان مقدّمة للجزاء مقصود لأجله و الغرض و الغاية على أيّ حال أفضل من المقدّمة.

و قوله:( وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) ظاهر السياق أنّ هذا الفزع هو الفزع بعد نفخ الصور الثاني دون الأوّل فيكون في معنى قوله:( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) الأنبياء: ١٠٣.

قوله تعالى: ( وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) يقال: كبّه على وجهه فانكبّ أي ألقاه على وجهه فوقع عليه فنسبة الكبّ إلى وجوههم من المجاز العقليّ و الأصل فكبّوا على وجوههم.

و قوله:( هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) الاستفهام للإنكار، و المعنى ليس جزاؤكم هذا إلّا نفس العمل الّذي عملتموه ظهر لكم فلزمكم فلا ظلم في الجزاء و لا جور في الحكم.

و الآيتان في مقام بيان ما في طبع الحسنة و السيّئة من الجزاء ففيهما حكم من جاء بالحسنة فقط و من أحاطت به الخطيئة و استغرقته السيّئة و أمّا من حمل حسنة

٤٤٢

و سيّئة فيعلم بذلك حكمه إجمالاً و أمّا التفصيل ففي غير هذا الموضع.

قوله تعالى: ( إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ ) الآيات الثلاث - من هنا إلى آخر السورة - ختام السورة يبيّن فيها أنّ هذه الدعوة الحقّة تبشير و إنذار فيه إتمام للحجّة من غير أن يرجع إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أمرهم شي‏ء و إنّما الأمر إلى الله و سيريهم آياته فيعرفونها ليس بغافل عن أعمالهم.

و في قوله:( إِنَّما أُمِرْتُ ) إلخ، تكلّم عن لسان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو في معنى: قل إنّما اُمرت أن أعبد ربّ هذه البلدة، و المشار إليها بهذه الإشارة مكّة المشرّفة، و في الكلام تشريفها من وجهين: إضافة الربّ إليها، و توصيفها بالحرمة حيث قال: ربّ هذه البلدة الّذي حرّمها. و فيه تعريض لهم حيث كفروا بهذه النعمة نعمة حرمة بلدتهم و لم يشكروا الله بعبادته بل عدلوا إلى عبادة الأصنام.

و قوله:( وَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ ) إشارة إلى سعة ملكه تعالى دفعاً لما يمكن أن يتوهّم أنّه إنّما يملك مكّة الّتي هو ربّها فيكون حاله حال سائر الأصنام يملك الواحد منها على عقيدتهم جزءً من أجزاء العالم كالسماء و الأرض و بلدة كذا و قوم كذا و اُسرة كذا، فيكون تعالى معبوداً كأحد الآلهة واقعاً في صفّهم و في عرضهم.

و قوله:( وَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) أي من الّذين أسلموا له فيما أراد و لا يريد إلّا ما يهدي إليه الخلقة و يهتف به الفطرة و هو الدين الحنيف الفطريّ الّذي هو ملّة إبراهيم.

قوله تعالى: ( وَ أَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى‏ فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) معطوف على قوله:( أَنْ أَعْبُدَ ) أي اُمرت أن أقرأ القرآن و المراد تلاوته عليهم بدليل تفريع قوله:( فَمَنِ اهْتَدى‏ ) إلخ، عليه.

و قوله:( فَمَنِ اهْتَدى‏ فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ) أي فمن اهتدى بهذا القرآن

٤٤٣

فالّذي ينتفع به هو نفسه و لا يعود نفعه إليّ.

و قوله:( وَ مَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) أي و من لم يهتد به بالإعراض عن ذكر ربّه و هو الضلال فعليه ضلاله و وبال كفره لا عليّ لأنّي لست إلّا منذراً مأموراً بذلك و لست عليه وكيلاً و الله هو الوكيل عليه.

فالعدول عن مثل قولنا: و من ضلّ فإنّما أنا من المنذرين و هو الّذي كان يقتضيه الظاهر إلى قوله:( فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) لتذكيرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما تقدّم من العهد إليه أنّه ليس إلّا منذراً و ليس إليه من أمرهم شي‏ء فعليه أن يتوكّل على ربّه و يرجع أمرهم إليه كما قال:( فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى) إلخ، فكأنّه قيل: و من ضلّ فقل له قد سمعت أنّ ربّي لم يجعل علي إلّا الإنذار فلست بمسؤل عن ضلال من ضلّ.

قوله تعالى: ( وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) معطوف على قوله:( فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) و فيه انعطاف إلى ما ذكره بعد أمر نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالتوكّل عليه في أمرهم من أنّه سيجعل للمشركين عاقبة سوء و يقضي بين بني إسرائيل فيما اختلفوا فيه و يريهم من آياته ما يضطرّون إلى تصديقه ثمّ يجزيهم بأعمالهم.

و محصّل المعنى: و قل الثناء الجميل لله تعالى فيما يجريه في ملكه حيث دعي الناس إلى ما فيه خيرهم و سعادتهم و هدى الّذين آمنوا بآياته و أسلموا له و أمّا المكذّبون فأمات قلوبهم و أصمّ آذانهم و أعمى أبصارهم فضلّوا و كذّبوا بآياته.

و قوله:( سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها ) إشارة إلى ما تقدّم من قوله:( وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ ) و ما بعده، و ظهور قوله:( آياتِهِ ) في العموم دليل على شموله لجميع الآيات الّتي تضطرّهم إلى قبول الحقّ ممّا يظهر لهم قبل قيام الساعة و بعده.

و قوله:( وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) الخطاب للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و هو بمنزلة

٤٤٤

التعليل لما تقدّمه أي إنّ أعمالكم معاشر العباد بعين ربّك فلا يفوته شي‏ء ممّا تقتضيه الحكمة قبال أعمالكم من الدعوة و الهداية و الإضلال و إراءة الآيات ثمّ جزاء المحسنين منكم و المسيئين يوم القيامة.

و قرئ( عمّا يعملون) بياء الغيبة و لعلّها أرجح و مفادها تهديد المكذّبين و في قوله:( رَبُّكَ ) بإضافة الربّ إلى الكاف تطييب لنفس النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و تقوية لجانبه.

( بحث روائي)

في تفسير القمّيّ في قوله تعالى:( وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ) الآية: حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: انتهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أميرالمؤمنينعليه‌السلام و هو نائم في المسجد قد جمع رملاً و وضع رأسه عليه فحرّكه برجله ثمّ قال: قم يا دابّة الأرض فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله أ يسمّي بعضنا بعضاً بهذا الاسم؟ فقال: لا و الله ما هو إلّا له خاصّة و هو الدابّة الّذي ذكره الله في كتابه فقال:( وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ) .

ثمّ قال: يا عليّ إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة و معك ميسم تسم به أعداءك.

فقال رجل لأبي عبداللهعليه‌السلام : إنّ العامّة يقولون: إنّ هذه الآية إنّما( تَكلِمهُم ) فقال أبوعبداللهعليه‌السلام : كلمهم الله في نار جهنّم إنّما هو تكلّمهم من الكلام.

أقول: و الروايات في هذا المعنى كثيرة من طرق الشيعة.

و في المجمع، و روى محمّد بن كعب القرظيّ قال: سئل عليّ عن الدابّة فقال:

٤٤٥

أما و الله ما لها ذنب و إنّ لها للحية.

أقول: و هناك روايات كثيرة تصف خلقتها تتضمّن عجائب و هي مع ذلك متعارضة من أرادها فليراجع جوامع الحديث كالدرّ المنثور أو مطوّلات التفاسير كروح المعاني.

و في تفسير القمّيّ، حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: ما يقول الناس في هذه الآية( يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) ؟ قلت: يقولون إنّه في القيامة. قال: ليس كما يقولون إنّها في الرجعة أ يحشر الله في القيامة من كلّ اُمّة فوجاً و يدع الباقين؟ إنّما آية القيامة( وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) .

أقول: و أخبار الرجعة من طرق الشيعة كثيرة جدّاً.

و في المجمع في قوله تعالى:( وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ ) : و اختلف في معنى الصور - إلى أن قال - و قيل: هو قرن ينفخ فيه شبه البوق و قد ورد ذلك في الحديث.

و فيه في قوله تعالى:( إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ) قيل: يعني الشهداء فإنّهم لا يفزعون في ذلك اليوم و روي ذلك في خبر مرفوع.

و في تفسير القمّيّ: في قوله تعالى:( صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ ) قال: فعل الله الّذي أحكم كلّ شي‏ء.

و فيه في قوله تعالى:( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ) قال: الحسنة و الله ولاية أميرالمؤمنينعليه‌السلام و السيّئة و الله عداوته.

أقول: و هو من الجري و ليس بتفسير و هناك روايات كثيرة في هذا المضمون ربّما أمكن حملها على ما سيأتي.

و في الخصال، عن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق جعفر بن محمّدعليه‌السلام : إنّ الناس يعبدون الله على ثلاثة أوجه: فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة

٤٤٦

الحرصاء و هو الطمع، و آخرون يعبدونه فرقاً من النار فتلك عبادة العبيد و هي الرهبة، و لكنّي أعبده حبّاً له فتلك عبادة الكرام و هو الأمن لقوله تعالى:( وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) ، و لقوله:( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) فمن أحبّ الله أحبّه الله و من أحبّه الله كان من الآمنين.

أقول: لازم ما فيه من الاستدلال تفسير الحسنة في الآية بالولاية الّتي هي عبادته تعالى من طريق المحبّة الموجبة لفناء إرادة العبد في إرادته و تولّيه تعالى بنفسه أمر عبده و تصرّفه فيه و هذا أحد معنيي ولاية عليّعليه‌السلام فهوعليه‌السلام صاحب الولاية و أوّل فاتح لهذا الباب من الاُمّة و به يمكن أن يفسّر أكثر الروايات الواردة في أنّ المراد بالحسنة في الآية ولاية عليّعليه‌السلام .

و في الدرّ المنثور، أخرج أبوالشيخ و ابن مردويه و الديلميّ عن كعب بن عجرة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في قول الله:( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ) يعني بها شهادة أن لا إله إلّا الله، و من جاء بالسيّئة يعني بها الشرك يقال: هذه تنجي و هذه تردي.

أقول: و هذا المعنى مرويّ عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بألفاظ مختلفة من طرق شتّى و ينبغي تقييد تفسير الحسنة بلا إله إلّا الله بسائر الأحكام الشرعيّة الّتي هي من لوازم التوحيد و إلّا لغي تشريعها و هو ظاهر.

و في تفسير القمّيّ: في قوله تعالى:( إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها ) قال: مكّة.

و فيه، عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: لما قدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكّة يوم افتتحها فتح باب الكعبة فأمر بصور في الكعبة فطمست فأخذ بعضادتي الباب فقال: ألا إنّ الله قد حرّم مكّة يوم خلق السماوات و الأرض فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة لا ينفر صيدها و لا يعضد شجرها و لا يختلى خلالها و لا تحلّ لقطتها إلّا لمنشد.

فقال العبّاس: يا رسول الله إلّا الأذخر فإنّه للقبر و البيوت فقال رسول الله

٤٤٧

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إلّا الأذخر.

أقول: و هو مرويّ من طرق أهل السنّة أيضاً.

و في الدرّ المنثور، أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ما كان في القرآن( وَ مَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) بالتاء، و ما كان( و ما ربّك بغافل عمّا يعملون) بالياء.

تم و الحمد لله

٤٤٨

الفهرس

( سورة المؤمنون مكّيّة و هي مائة و ثماني عشرة آية )   ٢

( سورة المؤمنون الآيات ١ - ١١ ). ٢

( بيان‏ ). ٢

( كلام في معنى تأثير الإيمان‏ ). ٤

( بحث روائي ). ٩

( بحث حقوقي اجتماعي ). ١٤

( سورة المؤمنون الآيات ١٢ - ٢٢ ). ١٧

( بيان ). ١٧

( بحث روائي ). ٢٢

( سورة المؤمنون الآيات ٢٣ - ٥٤ ). ٢٤

( بيان‏ ). ٢٦

( بحث روائي ). ٣٦

( سورة المؤمنون الآيات ٥٥ - ٧٧ ). ٣٨

( بيان‏ ). ٣٩

( بحث روائي ). ٥٣

( سورة المؤمنون الآيات ٧٨ - ٩٨ ). ٥٥

( بيان )‏. ٥٦

( سورة المؤمنون الآيات ٩٩ - ١١٨ ). ٧٠

( بيان‏ ). ٧١

( بحث روائي ). ٧٩

( سورة النور مدنيّة و هي أربع و ستّون آية )   ٨٣

( سورة النور الآيات ١ - ١٠ ). ٨٣

( بيان‏ ). ٨٤

( بحث روائي ). ٨٩

٤٤٩

( سورة النور الآيات ١١ - ٢٦ ). ٩٥

( بيان )‏. ٩٦

( بحث روائي ). ١٠٤

( سورة النور الآيات ٢٧ - ٣٤ ). ١١٧

( بيان ). ١١٨

( بحث روائي ). ١٢٣

( سورة النور الآيات ٣٥ - ٤٦ ). ١٢٩

( بيان ). ١٣٠

( بحث فلسفي ). ١٤٩

( في معنى علّيّته تعالى للأشياء ). ١٤٩

( بحث روائي ). ١٥١

( سورة النور الآيات ٤٧ - ٥٧ ). ١٥٦

( بيان ). ١٥٧

( بحث روائي ). ١٧١

( سورة النور الآيات ٥٨ - ٦٤ ). ١٧٥

( بيان ). ١٧٦

( بحث روائي ). ١٨٢

( سورة الفرقان مكّيّة و هي سبع و سبعون آية )   ١٨٦

( سورة الفرقان الآيات ١ - ٣ ). ١٨٦

( بيان ). ١٨٦

( بحث روائي ). ١٩٢

( سورة الفرقان الآيات ٤ - ٢٠ ). ١٩٤

( بيان ). ١٩٥

( بحث روائي ). ٢١١

٤٥٠

( سورة الفرقان الآيات ٢١ - ٣١ ). ٢١٣

( بيان ). ٢١٣

( بحث روائي ). ٢٢٣

( سورة الفرقان الآيات ٣٢ - ٤٠ ). ٢٢٦

( بيان ). ٢٢٦

( بحث روائي ). ٢٣٧

( سورة الفرقان الآيات ٤١ - ٦٢ ). ٢٤٠

( بيان ). ٢٤١

( بحث روائي ). ٢٥٧

( سورة الفرقان الآيات ٦٣ - ٧٧ ). ٢٥٩

( بيان ). ٢٦٠

( بحث روائي ). ٢٦٨

( سورة الشعراء مكّيّة و هي مائتان و سبع و عشرون آية )   ٢٧١

( سورة الشعراء الآيات ١ - ٩ ). ٢٧١

( بيان ). ٢٧١

( بحث عقليّ متعلّق بالعلم ). ٢٧٥

( في ارتباط الأشياء بعلمه تعالى ‏). ٢٧٥

( بحث روائي ). ٢٧٧

( سورة الشعراء الآيات ١٠ - ٦٨ ). ٢٧٨

( بيان ). ٢٨٠

( سورة الشعراء الآيات ٦٩ - ١٠٤ ). ٣٠٣

( بيان ). ٣٠٤

( بحث روائي ). ٣١٧

( سورة الشعراء الآيات ١٠٥ - ١٢٢ ). ٣٢٠

( بيان ). ٣٢٠

( بحث روائي ). ٣٢٤

٤٥١

( سورة الشعراء الآيات ١٢٣ - ١٤٠ ). ٣٢٥

( بيان ). ٣٢٥

( بحث روائي ). ٣٢٩

( سورة الشعراء الآيات ١٤١ - ١٥٩ ). ٣٣١

( بيان ). ٣٣١

( سورة الشعراء الآيات ١٦٠ - ١٧٥ ). ٣٣٦

( بيان ). ٣٣٦

( سورة الشعراء الآيات ١٧٦ - ١٩١ ). ٣٤٠

( بيان ). ٣٤٠

( بحث روائي ). ٣٤٢

( سورة الشعراء الآيات ١٩٢ - ٢٢٧ ). ٣٤٣

( بيان ). ٣٤٤

( كلام في معنى نفي الظلم عنه تعالى‏ ). ٣٥٤

( بحث روائي ). ٣٦٣

( سورة النمل مكّيّة و هي ثلاث و تسعون آية )   ٣٧٠

( سورة النمل الآيات ١ - ٦ ). ٣٧٠

( بيان ). ٣٧٠

( سورة النمل الآيات ٧ - ١٤ ). ٣٧٣

( بيان ). ٣٧٣

( سورة النمل الآيات ١٥ - ٤٤ ). ٣٧٩

( بيان ). ٣٨١

( كلام في قصّة سليمان عليه‌السلام ). ٤٠١

١- ما ورد من قصصه في القرآن: ٤٠١

٢- الثناء عليه في القرآن: ٤٠٢

٣- ذكره ٤٠٢

٤- الروايات الواردة في قصصه ٤٠٣

( بحث روائي ). ٤٠٤

٤٥٢

( سورة النمل الآيات ٤٥ - ٥٣ ). ٤٠٧

( بيان ). ٤٠٧

( سورة النمل الآيات ٥٤ - ٥٨ ). ٤١١

( بيان ). ٤١١

( سورة النمل الآيات ٥٩ - ٨١ ). ٤١٣

( بيان ). ٤١٤

( بحث روائي ). ٤٢٨

( سورة النمل الآيات ٨٢ - ٩٣ ). ٤٣٢

( بيان ). ٤٣٣

( بحث روائي ). ٤٤٥

٤٥٣