• البداية
  • السابق
  • 617 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 70676 / تحميل: 2677
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء 10

مؤلف:
العربية

ظهورهما ، فالزموا منازلكم و أبقوا على أنفسكم . فخرج اليهم الربيع بهذه الرسالة ، فقال له ابن عيّاش : يا شبه عيسى بن مريم أبلغ الخليفة عنّا كما أبلغتنا عنه ، فقل له : و اللّه ما لنا بالضرب طاقة ، فأمّا حلق اللحى و كان ابن عياش منتوفا ، كما كان الربيع لقيطا فاذا شئت . فأبلغه فضحك فقال : قاتله اللّه ما أدهاه و أخبثه .

« يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها ، كلّما جمعت من جانب تفرّقت من جانب آخر » هكذا في ( المصرية ) و لكن في ( ابن أبي الحديد ١ : « من آخر » و في ( ابن ميثم ) ٢ :

« من جانب » .

و كيف كان ، فمرّ أيضا : « ما أنتم إلاّ كإبل ضلّ رعاتها ، فكلّما جمعت من جانب انتشرت من آخر » .

« و اللّه لكأنّي بكم في ما اخال » أي : أظن .

« أن لو » هكذا في ( المصرية ) و لكن في ( ابن ميثم و الخطية ) : « لو » بدون ( أن ) و في ( ابن أبي الحديد ) : « الو » بدون النون ، و قال : « أصله أن لو » .

« حمس » أي : اشتد .

« الوغى » أي : الحرب .

« و حمي » بالكسر من : حمى التنور : اشتدّ حرّه .

« الضّراب » مصدر ضارب ، أي : المجالدة في الحرب .

« و قد » هكذا في ( المصرية ) ٣ و الصواب : ( قد ) كما في ( ابن أبي الحديد ٤

ــــــــــــ

 ( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ٧ : ٧١ .

( ٢ ) ابن ميثم ٢ : ٤٠٣ .

( ٣ ) الطبعة المصرية ١ : ١٨٩ .

( ٤ ) ابن أبي الحديد ٧ : ٧١ .

٦٠١

و ابن ميثم ١ و الخطية ) و لأنّه جواب ( لو ) .

« انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قبلها » مرّ في العنوان الرابع عنه عليه السّلام : « و ايم اللّه إنّي لأظن بكم أن لو حمس الوغى و استحر الموت قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج الرأس » .

و مرّ عن ( غارات الثقفي ) ٢ عنه عليه السّلام : « و اللّه لكأني بكم لو حمس الوغى و احمرّ البأس قد انفرجتم عن عليّ انفراج الرأس و انفراج المرأة عن قبلها » .

و مرّ قريبا منه عن ( خلفاء القتيبي ) و مرّ ثمة المراد به .

و ممّا قيل في الانفراج عن الرئيس قول دختنوس بنت لقيط بن زرارة في تخلية بني أسد و هوازن أباها ، و قول شاعر في تخلية أصحاب زيد الشهيد له :

فرّت بنو أسد فرا

ر الطير عن أربابها

و هوازن أصحابهم

كالفأر في أذنابها

أولاد درزة أسلموك و طاروا

« و إنّي » هكذا في ( المصرية ) و لكن في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية ) : « اني » .

« لعلى بيّنة من ربّي » هذا صريح في إمامته عليه السّلام بالمعنى الذي يقوله الإمامية من كون الإمام كالنبي صلّى اللّه عليه و آله من قبل اللّه لا من قبل الناس ، و قد قال تعالى في نبيّه صلّى اللّه عليه و آله : أفمن كان على بيّنة من ربه . . . ٣ .

« و منهاج » أي : طريق واضح .

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن ميثم ٢ : ٤٠٤ .

( ٢ ) الغارات للثقفي ٢ : ٤٩٥ .

( ٣ ) هود : ١٧ .

٦٠٢

« من نبيي » فإنّه عليه السّلام كان يسلك بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله على حسب دستوره قدما بقدم ، فأخبره بأنّ الامّة ستغدر به بعده ، و أمره بالتسليم أيّام الثلاثة ،

و بيّن صلّى اللّه عليه و آله له قيام الناكثين و القاسطين و المارقين عليه ، و أمره بقتالهم فامتثل ما مثل له ، و كل ذلك ممّا يشهد لغير المكابر كونه عليه السّلام حجّة من قبل اللّه تعالى .

« و إنّي لعلى الطريق الواضح » و قد أقرّ فاروقهم أنّه لو ولي الخلافة ليحملنّ النّاس على المحجّة البيضاء .

« ألقطه لقطا » قال ابن أبي الحديد ١ : يريد أنّ الضلال غالب على الهدى ،

فيلتقط طريق الهدى من بين طرق الضلال ، كما يسلك الانسان طريقا دقيقة قد اكتنفها الشوك و العوسج من جانبيها كليهما ، فهو يلتقط المنهج التقاطا .

قلت : يمكن أن يكون الضمير في ( ألقطه ) إلى الحق المفهوم من المقام ،

بمعنى : أنّه عليه السّلام يلقط الحقّ كما يلقط السّنبل .

١٢

من الكتاب ( ٣٦ ) و من كتاب له عليه السّلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب ، في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء ، و هو جواب كتاب كتبه إليه عقيل :

فَسَرَّحْتُ إِلَيْهِ جَيْشاً كَثِيفاً مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ شَمَّرَ هَارِباً وَ نَكَصَ نَادِماً فَلَحِقُوهُ بِبَعْضِ اَلطَّرِيقِ وَ قَدْ طَفَّلَتِ اَلشَّمْسُ لِلْإِيَابِ فَاقْتَتَلُوا شَيْئاً كَلاَ وَ لاَ فَمَا كَانَ إِلاَّ كَمَوْقِفِ سَاعَةٍ حَتَّى نَجَا جَرِيضاً بَعْدَ مَا أُخِذَ مِنْهُ بِالْمُخَنَّقِ وَ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ غَيْرُ اَلرَّمَقِ فَلَأْياً بِلَأْيٍ مَا نَجَا قول المصنف : « و من كتاب له عليه السّلام . . . » هكذا في ( المصرية )٢ و الصواب :

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ٧ : ٧٦ .

( ٢ ) الطبعة المصرية ٣ : ١٦٧ .

٦٠٣

في ما ( ابن أبي الحديد ١ و ابن ميثم ) ٢ : « و من كتاب له عليه السّلام في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء ، و هو جواب كتاب كتبه إليه أخوه عقيل بن أبي طالب ».

« في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء » و هو الضحّاك بن قيس ،

و روي : أنّ عقيلا ورد على معاوية و حوله عمرو و أبو موسى و الضحّاك ، فقال لمعاوية لمّا سأله عنهم : استقبلني قوم من المنافقين ممّن نفّر بالنبي صلّى اللّه عليه و آله ليلة العقبة إلى أن قال و أمّا الضحّاك منهم فقد كان أبوه جيد الأخذ لعسب التيوس .

و في كتاب عقيل إليه : « فافّ لحياة في دهر جرؤ عليك الضحّاك ، و ما الضحّاك الا فقع بقرقر » أي : كمأة رخوة في قاع أملس تطأها كلّ دابة .

« و هو جواب كتاب كتبه إليه أخوه عقيل » المفهوم من ابن قتيبة ٣ أنّ عقيلا كتب إليه في أوّل خلافته كتابا فأجابه بما في العنوان ، ففي ( خلفائه ) ٤ ذكروا أنّ عليّا عليه السّلام تردد بالمدينة أربعة أشهر ينتظر جواب معاوية فأتاه على غير ما يجب ، فشخص من المدينة في تسعمائة راكب من وجوه المهاجرين و الأنصار ، فلمّا كان في بعض الطريق أتاه كتاب أخيه عقيل : إنّي خرجت معتمرا فلقيت عايشة معها طلحة و الزبير ، قد أظهروا الخلاف و نكثوا البيعة ،

ثمّ مرّ ابن أبي سرح في نحو من أربعين راكبا من أبناء الطلقاء من بني امية ليلحقوا بمعاوية ، ثم قدمت مكة فسمعت أهلها يتحدّثون : أنّ الضحّاك بن قيس أغار على الحيرة و اليمامة فأصاب ما شاء من أموالهما ، ثم انكفأ راجعا إلى الشّام إلى أن قال في جواب كتابه عليه السّلام له و أمّا ما ذكرت من غارة الضحّاك

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٦ : ١٤٨ .

( ٢ ) شرح ابن ميثم ٥ : ٧٧ .

( ٣ و ٤ ) الخلفاء لابن قتيبة : ٥٤ ٥٦ .

٦٠٤

على الحيرة و اليمامة ، فهو أذلّ و ألأم من أن يكون مرّ بهما فضلا عن الغارة ،

و لكن جاء في خيل جريدة ، فسرّحت إليه جندا من المسلمين ، فلمّا بلغه ذلك ولّى هاربا فاتبعوه فلحقوه ببعض الطريق حين همت الشمس للإياب ، فاقتتلوا و قتلوا من أصحابه بضعة عشر رجلا ، و نجا هاربا بعد أن أخذ منه بالمخنق ،

فلو لا الليل ما نجا . . . و هو كما ترى دالّ على أنّه كان قبل الجمل أيضا .

و جعله الطبري ١ بعد صفّين في سنة ( ٣٩ ) فقال : و فيها أيضا وجّه معاوية الضحّاك بن قيس و أمره أن يمرّ بأسفل و اقصة ، و أن يغير على كلّ من مرّ به ممّن هو في طاعة عليّ من الأعراب ، و وجّه معه ثلاثة آلاف رجل ، فأخذ أموال الناس و قتل من لقي من الأعراب ، و مرّ بالثعلبية فأغار عليّ مسالح عليّ عليه السّلام و أخذ أمتعتهم ، و مضى حتى انتهى إلى القطقطانة فأتى عمرو بن عميس و كان في خيل لعليّ عليه السّلام و أمامه أهله يريد الحجّ فأغار على من كان معه و حبسه عن المسير ، فلمّا بلغ ذلك عليّا عليه السّلام سرّح حجر بن عدي الكندي في أربعة آلاف و أعطاهم خمسين خمسين ، فلقي الضحّاك بتدمر فقتل منهم تسعة عشر رجلا و قتل من أصحابه رجلان ، و حال بينهم الليل فهرب الضحّاك و أصحابه و رجع حجر و من معه .

و جعله الثقفي ٢ أيضا بعد صفّين إلاّ أنّه قال كما نقل ابن أبي الحديد في ( ٢٨ ١ ) : و كتب في أثر هذه الوقعة عقيل إليه عليه السّلام : إنّي خرجت إلى مكة معتمرا ، فلقيت عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح في نحو من أربعين شابا من أبناء الطلقاء ، فعرفت المنكر في وجوههم فقلت : أبمعاوية تلحقون ؟ عداوة و اللّه منكم غير مستنكرة ، فلمّا قدمت مكة سمعت أهلها يتحدّثون : أنّ الضحّاك بن

ــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الطبري ٥ : ١٣٥ .

( ٢ ) الغارات للثقفي ٢ : ٤٢٩ .

٦٠٥

قيس أغار على الحيرة فاحتمل من أموالها ما شاء ثم انكفأ إلى أن قال في جوابه عليه السّلام تذكر في كتابك أنّك لقيت ابن أبي سرح مقبلا من قديد ، في نحو أربعين فارسا من أبناء الطلقاء متوجّهين إلى جهة الغرب ، و ان ابن أبي سرح طالما كاد اللّه و رسوله و كتابه ، و صدّ عن سبيله و بغاها عوجا إلى أن قال و أمّا ما ذكرت من غارة الضحّاك على أهل الحيرة ، فهو أقلّ و أذلّ من أن يلمّ بها أو يدنو منها ، و لكنّه قد كان أقبل في جريدة خيل فأخذ على السماوة ، حتى مرّ بواقصة و شراف و القطقطانة ممّا و إلى ذلك الصقع ، فوجّهت إليه جندا كثيفا من المسلمين ، فلمّا بلغه ذلك فرّ هاربا فاتبعوه فلحقوه ببعض الطريق و قد أمعن ، و كان ذلك حين طفلت الشمس للاياب ، فتناوشوا القتال قليلا كلا و لا فلم يصبر لوقع المشرفية و ولّى هارابا ، و قتل من أصحابه بضعة عشر رجلا و نجا جريضا بعد ما اخذ منه بالمخنق فلأيا بلأي ما نجا . . .

و هو و إن لم يذكر ما ذكره ابن قتيبة من كتابة عقيل إليه عليه السّلام في كتاب:

إنّه لقي في طريقه عايشة و طلحة و الزبير ، إلاّ أنّه ذكر ما ذكره من لقائه ابن أبي سرح مع أربعين من أبناء الطلقاء ليفروا إلى معاوية ، و لا بدّ أنّهم فرّوا إلى معاوية في أوّل خلافته عليه السّلام .

و أيضا روى الثقفي ١ عن محمّد بن مخنف : أنّ الضحّاك قال على منبر الكوفة في أيام معاوية : أما إنّي صاحبكم الذي أغرت على بلادكم ، فكنت أوّل من أغارها في الإسلام و شرب من ماء الثعلبية و من شاطى‏ء الفرات . . . .

و التحقيق أنّ بعث معاوية للضحاك كان مرتين ، أولاهما : في أول خلافته قبل الجمل و اقتصر عليه ابن قتيبة ، و فيها كان كتاب عقيل إليه عليه السّلام و ثانيتهما : بعد صفّين و الحكمين و اقتصر عليها الطبري و قد مرّ كلامهما ،

ــــــــــــ

( ١ ) الغارات للثقفي ٢ : ٤٣٦ ٤٣٧ .

٦٠٦

يشهد لكون بعثه مرتين أنّ ( الأغاني ) ١ في الجزء الخامس عشر من ( ٢١ ) جزءا في عنوان : « ذكر الخبر في مقتل ابني عبيد اللّه بن العباس » ذكر الأخيرة مجملا بأسانيد ، فروى عن القلاس عن الخراز عن المدائني عن أبي مخنف و جويرية بن أسماء و الصقب بن زهير و أبي بكر الهذلي عن أبي عمر الوقاصي : أنّ معاوية بعث إلى بسر بن أرطاة بعد تحكيم الحكمين و عليّ عليه السّلام يومئذ حي و بعث معه جيشا ، و وجّه برجل من عامر ضم إليه جيشا آخر ، و وجّه الضحّاك بن قيس الفهري في جيش آخر ، و أمرهم أن يسيروا في البلاد فيقتلوا كلّ من وجدوه من شيعة عليّ ، و أن يغيروا على ساير أعماله و يقتلوا أصحابه ، و لا يكفّوا أيديهم عن النساء و الصبيان ، فمرّ بسر لذلك إلى أن قال و ذبحهما بيده بمدية كانت معه ، ثم انكفأ راجعا إلى معاوية ، و فعل مثل ذلك ساير من بعث معه ، و قصد العامري إلى الأنبار فقتل ابن حسان البكري . . . .

و لم يذكر تفصيل أفعال الضحّاك ، ثم روى ٢ الأولى عن محمّد بن العباس اليزيدي عن عبد اللّه بن محمّد عن جعفر بن بشير عن صالح بن يزيد الخراساني عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن أبي الكنود عن عبد الرحمن بن عبيد قال : كتب عقيل إلى أخيه عليّ عليه السّلام : أمّا بعد فإنّ اللّه جارك من كلّ سوء و عاصمك من المكروه ، إنّي خرجت معتمرا فلقيت عبد اللّه بن أبي سرح في نحو أربعين شابا من أبناء الطلقاء ، فقلت لهم و عرفت المنكر في وجوههم : يا أبناء الطلقاء ، العداوة و اللّه لنا منكم غير مستنكرة، قديما تريدون بها إطفاء نور اللّه و تغيير أمره ، فأسمعني القوم و أسمعتهم ، ثم قدمت

ــــــــــــ

( ١ ) الأغاني ١٦ : ٢٦٦ .

( ٢ ) الأغاني ١٦ : ٢٦٨ .

٦٠٧

مكة و أهلها يتحدّثون : أنّ الضحّاك بن قيس أغار على الحيرة فاحتمل من أهلها ثم انكفأ راجعا ، فافّ لحياة في دهر قد امّر عليكم الضحّاك ، و ما الضحّاك و هل هو إلاّ فقع قرقرة و قد طنت ؟ و بلغني أنّ أنصارك قد خذلوك فاكتب اليّ يابن ام برأيك ، فإن كنت الموت تريد تحملت إليك ببني أبيك و ولد أخيك ، فعشنا ما عشت و متنا معك ، فو اللّه ما احبّ أن أبقى بعدك فواقا ، فاقسم باللّه الأعزّ الأجلّ ،

إنّ عيشا أعيشه في هذه الدنيا بعدك لعيش غير هني‏ء و لا مري‏ء و لا نجيع ،

و السلام .

فأجابه عليّ عليه السّلام : أمّا بعد ، كلأنا اللّه و إيّاك كلاءة من يخشاه بالغيب إنّه حميد مجيد ، فقد قدم عليّ عبد الرحمن بن عبيد الأزدي بكتابك تذكر أنّك لقيت ابن أبي سرح مقبلا من قديد في نحو أربعين شابا من أبناء الطلقاء ، و أنّك تنبى‏ء عن ابن أبي سرح طالما كاد اللّه و رسوله و كتابه ، و صدّ عن سبيله و بغاها عوجا ، فدع ابن أبي سرح عنك ، و دع قريشا و تركاضهم في الضلال و تجوالهم في الشّقاق ، فإنّ قريشا قد أجمعت على حرب أخيك ، إجماعها على حرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قبل اليوم ، فأصبحوا قد جهلوا حقّه و جحدوا فضله ، و كادوه بالعداوة و نصبوا و جهدوا عليه كلّ الجهد ، و سألوا إليه جيش الامرين ، اللّهم فاجز عنّي قريشا الجوازي ، فقد قطعت رحمي و تظاهرت عليّ ، و الحمد للّه على كلّ حال ، و أمّا ما ذكرت من غارة الضحّاك بن قيس على الحيرة ، فهو أقلّ و أذلّ من أن يقرب من الحيرة ، و لكنّه جاء في بريدة فأخذ على السماوة ، و مرّ بواقصة و شراف و ما و إلى ذلك الصقع ، فسرّحت إليه جيشا كثيفا من المسلمين ، فلمّا بلغه ذلك جاز هاربا فاتبعوه فلحقوه ببعض الطريق ، و قد أمعن في السير و قد طفلت الشمس للإياب فاقتتلوا ، و أمّا ما سألت عنه أكتب إليك فيه فرأيي قتال المحلين حتى ألقى اللّه ، لا يزيدني كثرة الناس حولي عزّة

٦٠٨

و لا تفرّقهم عنّي وحشة ، لأنّي محقّ و اللّه مع المحقّ و أهله ، و ما أكره الموت على الحق ، و ما الخير كلّه إلاّ بعد الموت لمن كان محقا ، و أمّا ما عرضته عليّ من مسيرك اليّ ببني أبيك و ولد أخيك فلا حاجة لي في ذلك ، فأقم راشدا مهديا ،

فو اللّه ما احبّ أن تهلكوا معي إن هلكت ، و لا تحسبنّ ابن أبيك لو أسلمه الزمان و الناس متضرّعا متخشعا ، و لكن أقول كما قال أخو بني سليم :

فإن تسأليني كيف أنت فإنّني

صبور على ريب الزّمان صليب

يعزّ عليّ أن ترى بي كآبة

فيشمت باغ أو يساء حبيب

و أوّل من خلط في ما أعلم إبراهيم الثقفي في ( غاراته ) ١ فقال ، كما في ( ابن أبي الحديد ) ( ٨٣ ) : فعند ذلك أي : قتل الخوارج ، و وقوع الاختلاف بين أصحابه دعا معاوية الضحّاك بن قيس الفهري ، و قال له : سر حتى تمرّ بناحية الكوفة و ترتفع عنها ما استطعت ، فمن وجدته من الأعراب في طاعة عليّ فأغر عليه ، و إن وجدت له مسلحه أو خيلا فأغر عليها ، و إذا أصبحت في بلدة فأمس في اخرى إلى أن قال فأقبل الضحّاك فنهب الأموال و قتل من لقي من الأعراب ، حتى مرّ بالثعلبية فأغار على الحاج فأخذ أمتعتهم ، ثمّ أقبل عمرو بن عميس ابن أخي عبد اللّه بن مسعود فقتله في طريق الحاج عند القطقطانة و قتل معه ناسا من أصحابه إلى أن قال قال : و كتب في هذه الوقعة عقيل إلى أخيه . . . .

و يمكن أن يكون هو المفهوم من ( الأغاني ) حيث ذكره في العنوان المتقدم ، و يحتمل بعيدا أن يكون ذكره لوقوع الضحّاك في خبره الأول مع بسر ، فذكره تتميما .

و كيف كان ، فكتاب عقيل و كتابه عليه السّلام يشهدان أنّه كان في أوّل خلافته

ــــــــــــ

( ١ ) الغارات للثقفي ٢ : ٤٢١ .

٦٠٩

قبل الجمل ، و أمّا بعد النهروان فلم يختص اللحوق بمعاوية بأبناء الطلقاء ، بل كان كثير من أصحابه عليه السّلام يلحقون به و يكاتبونه ، لمّا يرون من ضعف أمره عليه السّلام و قوّة أمر معاوية ، و لأنّ بعد التحكيم كان له أثر عظيم فأغار على مسالحه و أغار على الحاج ، و قتل عمرو بن عميس و ناسا من أصحابه ، حتى خرج عليه السّلام إلى الناس و قال : يا أهل الكوفة ، أخرجوا إلى العبد الصالح عمرو بن عميس و إلى جيوش لكم قد اصيب منهم طرف ، أخرجوا فقاتلوا عدوّكم و امنعوا حريمكم ان كنتم فاعلين . فردوا عليه عليه السّلام ردا ضعيفا و رأى منهم عجزا و فشلا ، فقال : و اللّه وددت أن لي بكل ثمانية منكم رجلا ، ويحكم أخرجوا معي ثم فروا عني ما بدا لكم ، فو اللّه ما أكره لقاء ربي على نيّتي و بصيرتي ،

و في ذلك روح لي عظيم و فرج من مناجاتكم و مقاساتكم . ثم نزل فخرج يمشي حتى بلغ الغريين .

قال الثقفي ١ : روى ذلك إبراهيم بن مبارك البجلي عن أبيه عن بكر بن عيسى عن أبي روق عن أبيه كما في ( ابن أبي الحديد ) فكيف يقول عليه السّلام في جواب عقيل ما قال من عدم أثر للضحاك ؟

قوله عليه السّلام : « فسرحت » أي : ارسلت .

« إليه » إلى الضحّاك .

« جيشا كثيفا » أي : غليظا .

« من المسلمين » و مفهومه أنّ معاوية و أصحابه لم يكونوا من المسلمين ،

و قد عرفت من رواية الطبري أنّه عليه السّلام سرّح إليه حجر بن عدي في أربعة آلاف .

« فلمّا بلغه ذلك » أي : تعاقب جيش منه عليه السّلام له .

« شمّر » أي : رفع ذيله .

ــــــــــــ

( ١ ) الغارات للثقفي ٢ : ٤٢٣ .

٦١٠

« هاربا » أي للفرار .

« و نكص » أي : رجع على عقبيه .

« نادما فلحقوه ببعض الطريق » في تدمر .

« و قد طفّلت » أي : مالت .

« الشمس للإياب » أي : الغياب ، قال الجوهري : آبت الشمس : لغة في ( غابت الشمس ) . فلا يحتاج إلى ما طوله ابن أبي الحديد ١ فقال : للاياب ، أي : للرجوع إلى ما كانت عليه في الليلة قبلها . يعني غيبوبتها تحت الأرض ، و هذا الخطاب إنّما هو على قدر أفهام العرب ، كانوا يعتقدون أنّ الشمس مقرّها تحت الأرض ،

و أنّها تخرج كلّ يوم فتسير على العالم ثم تعود إلى منزلها ، كما يأوي الناس إلى منازلهم . . . .

« فاقتتلوا شيئا كلا و لا » كناية عن القصر ، قال ابن هاني المغربي على نقل ابن ميثم ٢ :

و أسرع في العين من لحظة

و أقصر في السمع من لا و لا

و لكنّ ابن أبي الحديد ٣ نقله : « من لا و ذا » و هو الأصح ، قال الطرمّاح :

كذا و كلا إذا حبست قليلا

تعللها بمسود الدرين

قال في ( الأساس ) : أي كان قليلا مثل هذه الكلمة .

و قال الجوهري : قال الكميت :

كلا و كذا تغميضة ثم هجتم

لدى حين أن كانوا إلى النوم أفقرا

أي : كان نومهم في القلّة و السرعة ، كقول القائل : « لا » و « ذا » .

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٦ : ١٤٩ .

( ٢ ) شرح ابن ميثم ٥ : ٧٧ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٦ : ١٤٨ .

٦١١

و ممّا قيل في الاستقصار قول الصولي :

كوميض برق عرض فأسرع ، و لمع فأطمع ، حتى انحسرت مغاربه ،

و أيقن مطالبه . لا ملاذ و لا وزر ، و لا مورد و لا صدر .

« فما كان » أي : القتال .

« إلاّ كموقف ساعة حتى نجا » أي : الضحّاك .

« جريضا » أي : مبتلعا ريقه على هم و حزن ، قال امرؤ القيس :

و أفلتهن علباء جريضا

و لو أدركنه صفر الوطاب

و قال رؤبة :

أصبح أعداء تميم مرضى

ماتوا جوى و المفلتون جرضى

« بعد ما اخذ منه بالمخنّق » بالتشديد : موضع الخناق من العنق .

« و لم يبق منه غير الرمق » أي : بقية الروح .

« فلأيا بلأي » أي : شدّة مختلطة بشدّة .

« ما نجا » يمكن أن تكون ما مصدرية أي : نجاته و أن تكون وصفا للأي ، أي: بلأي عظيم .

و كيف كان ، يجاء ب ( ما ) هذه بعد لأي غالبا ، ففي ( الجمهرة ) يقولون : بعد لأي ما عرفته .

و في ( الأساس ) قال الشاعر :

فلأيا بلأي ما حملنا غلامنا

على ظهر محبوك شديد مراكله

هذا ، و قال ابن أبي الحديد ١ : قد تقدم ذكر هذا الكتاب في اقتصاصنا ذكر بسر بن أرطاة و غاراته على اليمن في أوّل الكتاب .

ــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٦ : ١٤٩ .

٦١٢

و قال الراوندي ١ : « هذه القصة و هذا الهارب جريضا و بعد لأي ما نجا هو معاوية ، و قيل : إنّ معاوية بعث امويّا فهرب على هذه الحال ، و الأوّل أصح » و هذا مضحك و ما وددت له شرح الكتاب .

قلت : و كما أنّ الراوندي و هم ، هو أيضا و هم ، فالعنوان غير مربوط ببسر بل بالضحاك كما عرفت و غارة بسر على اليمن مذكورة في ( ٢٤ ١ ) النهج ، و لم يذكر فيه شيئا مربوطا بالعنوان ، و إنّما ذكر قصة الضحّاك و كتاب عقيل إليه عليه السّلام و جوابه في العنوان ( ٢٨ ) و قلنا ثمة : إنّه توهم أيضا في كون ذاك العنوان في الضحّاك ، مع أنّه كان في طلب الشخوص إلى معاوية ثانيا .

هذا ، و ابن ميثم لم يتفطّن فتوقّف .

هذا ، و ذكرنا غارة هيت في ( ١٣ ) في فصل آداب الحرب في عنوان « و من كتاب له عليه السّلام إلى كميل » .

ــــــــــــ

( ١ ) الراوندي ٣ : ١٢٥ .

٦١٣

فهرس المطالب

العنوان

رقم الصفحة

تتمّة الفصل الثلاثون في بيعته عليه السّلام

العنوان ١٤ من الحكمة ٣٢١ : « . . . لك أن تشير عليّ و أرى فإن عصيتك فأطعني . . . » ١

العنوان ١٥ من الخطبة ٢١٢ : « اللّهمّ أيّما عبد من عبادك سمع مقالتنا العادلة ٥

الفصل الواحد و الثّلاثون في الجمل و هم النّاكثون ٩

العنوان ١ الحكمة ١٠٧ : « ربّ عالم قد قتله جهله و علمه معه لا ينفعه . . . » ١١

العنوان ٢ من الخطبة ١٤٨ : « . . . كلّ واحد منهما يرجو الأمر له . . . » ١٤

العنوان ٣ من الخطبة ٦ : « . . . و اللّه لا أكون كالضّبع تنام على طول اللّدم . . . » ٢٣

العنوان ٤ من الخطبة ٣١ : « . . . لا تلقينّ طلحة ، فانّك إن تلقه تجده كالثّور . . . » ٣١

العنوان ٥ من الخطبة ١٦٩ : « إنّ اللّه بعث رسولا هاديا بكتاب ناطق . . . » ٤٠

العنوان ٦ من الخطبة ١٧٢ : « . . . فخرجوا يجرّون حرمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم . . . » ٤٦

من الخطبة ٢١٨ : « . . . فقدموا على عمّالي بها و خزّان بيت مال المسلمين . . . » ٤٦

العنوان ٧ من الكتاب ٥٧ : « . . . أمّا بعد ، فإنّي خرجت من حيّي هذا أمّا ظالما . . . » ٦٣

العنوان ٨ من الخطبة ٦٣ : « . . . من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى عبد اللّه . . . » ٦٨

العنوان ٩ من الخطبة ١٧٠ : « . . . أرأيت لو أنّ الّذين وراءك بعثوك رائدا . . . » ٨٤

العنوان ١٠ من الخطبة ١٥٦ : « . . . فمن استطاع عند ذلك أن يعتقل نفسه . . . » ٩٤

العنوان ١١ من الخطبة ٢١٩ : « . . . لقد أصبح أبو محمّد بهذا المكان غريبا . . . » ١٤٤

العنوان ١٢ من الخطبة ١٢ : « . . . أهوى أخيك معنا ؟ . . . » ١٦٥

العنوان ١٣ من الخطبة ٩ : « . . . و قد أرعدوا و أبرقوا ، . . . » ١٧٢

العنوان ١٤ من الخطبة ١١٨ : « . . . أنتم الأنصار على الحقّ . . . » ١٧٨

العنوان ١٥ من الكتاب ٢٩ : « . . . و قد كان من انتشار حبلكم و شقاقكم . . . » ١٨١

٦١٤

الفصل الثّاني و الثّلاثون في القاسطين و ما يتعلّق بصفّين ١٨٩

العنوان ١ من الكتاب ٨ : « . . . أمّا بعد فإذا أتاك كتابي فاحمل معاوية . . . » ١٩١

العنوان ٢ من الخطبة ٤٨ : « الحمد للّه كلّما وقب ليل و غسق . . . » ١٩٤

العنوان ٣ من الكتاب ١٠ : « . . . و كيف أنت صانع إذا تكشّفت عنك . . . » ٢٠١

العنوان ٤ من الخطبة ٥١ : « . . . قد استطعموكم القتال ، فأقرّوا على مذلّة . . . » ٢١٤

العنوان ٥ من الخطبة ٢٦ : « . . . و لم يبايع حتّى شرط أنّ يؤتيه على البيعة ثمنا . . . » ٢٢٤

العنوان ٦ من الكتاب ١٧ : « . . . فأمّا طلبك إليّ الشّام فانّي لم أكن لأعطيك . . . » ٢٣٠

العنوان ٧ من الخطبة ٥٥ : « . . . أمّا قولكم أكلّ ذلك كراهية الموت ؟ . . . » ٢٦٥

العنوان ٨ من الخطبة ٢٤ : « و لعمري ما عليّ من قتال من خالف الحقّ . . . » ٢٧٧

العنوان ٩ من الخطبة ١٠٥ : « و قد رأيت جولتكم و انحيازكم عن صفوفكم . . . » ٢٧٩

العنوان ١٠ من الخطبة ١٨٠ : « ألا انّه قد أدبر من الدّنيا ما كان مقبلا . . . » ٢٨٦

العنوان ١١ من الحكمة ٣٢٢ : « . . . أتعلبكم نساؤكم على ما أسمع . . . » ٣٠٩

العنوان ١٢ من الخطبة ٢٠٦ : « . . . أيّها النّاس انّه لم يزل أمري معكم . . . » ٣١٣

الفصل الثّالث و الثّلاثون في المارقين ٣٢١

العنوان ١ من الخطبة ٣٥ : « الحمد للّه و ان أتى الدّهر بالخطب الفادح . . . » ٣٢٣

العنوان ٢ من الخطبة ١٢٣ : « . . . فإن أبيتم أن تزعموا إلاّ أنّي أخطأت . . . » ٣٣٧

من الخطبة ١٧٥ : « . . . فاجمع رأي ملئكم على أن اختاروا رجلين . . . » ٣٣٨

العنوان ٣ من الخطبة ١٢٣ : « . . . إنّا لم نحكّم الرّجال ، و انّما حكّمنا القرآن . . . » ٣٦٢

العنوان ٤ من الخطبة ١٢٠ : « . . . أكلّكم شهد معنا صفّين ؟ . . . » ٣٧١

العنوان ٥ من الخطبة ١١٩ : « . . . هذا جزاء من ترك العقدة . . . » ٣٨٠

العنوان ٦ من الخطبة ٤٠ : « . . . كلمة حقّ يراد بها الباطل . . . » ٣٩٧

من الحكمة ١٩٨ : « . . . كلمة حقّ يراد بها باطل . . . » ٣٩٨

من الحكمة ٣٣٢ : « السّلطان وزعه اللّه في أرضه » ٣٩٨

العنوان ٧ من الخطبة ١٨٢ : « . . . اسكت قبّحك اللّه يا أثرم . . . » ٤١١

العنوان ٨ من الحكمة ٩٧ : « نوم على يقين خير من صلاة في شكّ . . . » ٤١٥

العنوان ٩ من الخطبة ٧٧ : « . . . لا تخاصمهم بالقرآن . . . » ٤١٩

العنوان ١٠ من الخطبة ١٩٠ : « . . . ألا و قد أمرني اللّه بقتال أهل البغي . . . » ٤٣٦

٦١٥

الفصل الرّابع و الثّلاثون : في ما يتعلّق بالغارات ٤٥١

العنوان ١ من الخطبة ٢٥ : « . . . ما هي إلاّ الكوفة ، اقبضها و ابسطها . . . » ٤٥٣

العنوان ٢ من الخطبة ١١٧ : « . . . أمخرسون أنتم ؟ . . . » ٤٨٥

العنوان ٣ من الخطبة ٢٧ : « أمّا بعد ، فانّ الجهاد باب من أبواب الجنّة . . . » ٤٩١

من الحكمة ٢٦١ : « . . . ما تكفونني أنفسكم ، فكيف تكفونني غيركم ؟ . . . » ٤٩٢

العنوان ٤ من الخطبة ٣٤ : « . . . افّ لكم سئمت عتابكم . . . » ٥١٦

العنوان ٥ من الخطبة ٢٩ : « أيّها النّاس المجتمعة أبدانهم . . . » ٥٣٥

العنوان ٦ من الخطبة ٣٩ : « . . . منيت بمن لا يطيع إذا امرت . . . » ٥٥٢

العنوان ٧ من الخطبة ١٧٨ : « . . . أحمد اللّه على ما قضى من أمر . . . » ٥٦١

العنوان ٨ من الخطبة ٦٦ : « . . . و قد أردت تولية مصر هاشم بن عتبة . . . » ٥٧٠

العنوان ٩ من الخطبة ٣٥ : « أمّا بعد ، فانّ مصر قد افتتحت و . . . » ٥٨٠

العنوان ١٠ من الخطبة ٦٧ : « كم أداريكم كما تدارى البكار العمدة . . . » ٥٨٣

العنوان ١١ من الخطبة ٩٥ : « . . . و لئن أمهل الظّالم فلن يفوت أخذه . . . » ٥٩٣

العنوان ١٢ من الكتاب ٣٦ : « . . . فسرّحت إليه جيشا كثيفا من المسلمين . . . » ٦٠٥

٦١٦

فهرس الكتاب

المجلد العاشر ١

تتمة الفصل الثلاثون. ١

١٤. ١

١٥. ٥

الفصل الواحد و الثلاثون في الجمل و هم الناكثون  ٩

١. ١٠

٢. ١٣

٣. ٢٢

٤. ٣٠

٥. ٣٩

٦. ٤٥

٧. ٦٣

٨. ٦٨

٩. ٨٤

١٠. ٩٤

١١. ١٤٤

١٢. ١٦٥

١٣. ١٧٢

١٤. ١٧٨

١٥. ١٨١

الفصل الثاني و الثلاثون في القاسطين و ما يتعلق بصفين  ١٨٩

١. ١٩٠

٢. ١٩٣

٣. ٢٠٠

٤. ٢١٣

٥. ٢٢٣

٦. ٢٢٩

٧. ٢٦٤

٨. ٢٧٧

٩. ٢٧٩

١٠. ٢٨٦

١١. ٣٠٩

١٢. ٣١٣

الفصل الثالث و الثلاثون في المارقين. ٣٢١

١. ٣٢٢

٢. ٣٣٦

٣. ٣٦١

٤. ٣٧٠

٥. ٣٧٩

٦. ٣٩٦

٧. ٤١٠

٨. ٤١٤

٩. ٤١٨

١٠. ٤٣٥

الفصل الرابع و الثلاثون في ما يتعلق بالغارات.. ٤٥٠

١. ٤٥١

٢. ٤٨٣

٣. ٤٨٩

٤. ٥١٤

٥. ٥٣٣

٦. ٥٥٠

٧. ٥٥٩

٨. ٥٦٨

٩. ٥٧٨

١٠. ٥٨١

١١. ٥٩١

١٢. ٦٠٣

٦١٧