الخصال

الخصال9%

الخصال مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 653

الخصال المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 653 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 693366 / تحميل: 6969
الحجم الحجم الحجم
الخصال

الخصال

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

من الجنة يدخل من أيها شاء. قال: نافع فحدثت بهذا الحديث جارا لي جليسا للحسن(١) فحدث به الحسن فقال له: ايتني به، فأتيته فسألني عن الحديث فحدثته فقال: ما أغلى حديثك هذا يا خراساني عندي وأرخصه عندك، والله لقد اوطئ رجل راحلته حتى قدم على صاحب الحديث وهو والي مصر فقال: إني لم آتك لشئ مما في يدك، ثم سأله عن الحديث ثم انصرف(٢) .

أربعة من الوسواس

٤٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال: أربعة من الوسواس: أكل الطين، وفت الطين(٣) ، وتقليم الاظفار بالاسنان، وأكل اللحية.

أربعة لا يشبعن من أربعة

٤٧ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله، عن عبدالله بن ميمون القداح، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أربعة لا يشبعن من أربعة: الارض من المطر، والعين من النظر، والانثى من الذكر، والعالم من العلم.

٤٨ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو البصري قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن - أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي بن الحسين قال:

______________

(١) الظاهر هو الحسن البصري.

(٢) أورده المصنف في الامالى المجلس الثالث عشر بسند آخر مع اختلاف في المتن

(٣) فت الشئ أي كسره.

٢٢١

حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام للشامي الذي سأله عن المسائل في جامع الكوفة: أربعة لا يشبعن من أربعة، أرض من مطر(١) وانثى من ذكر وعين من نظر، وعالم من علم(٢) .

أربع خصال من كن فيه كان في نور الله الاعظم

٤٩ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: سعد بن - عبدالله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن - أبي المقدام، عن أبي عبدالله، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أربع من كن فيه كان في نور الله الاعظم: من كانت عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، ومن إذا أصابته مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ومن إذا أصاب خيرا قال: الحمد لله رب العالمين، ومن إذا أصاب خطيئة قال: أستغفر الله وأتوب إليه.

أربع خصال من كن فيه كمل اسلامه

٥٠ - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: أربع من كن فيه كمل إسلامه ومحصت عنه ذنوبه(٢) ولقى ربه عزّوجلّ وهو عنه راض: من وفى لله عزّوجلّ بما يجعل على نفسه للناس، وصدق لسانه مع الناس، واستحيى من كل قبيح عند الله وعند الناس، وحسن خلقه مع أهله.

______________

(١) كذا.

(٢) لانه إذا ذاق اسراره وخاض بحاره صار عنده أعظم اللذات وبمنزلة الاقوات وعبر بعالم دون انسان أو رجل لان العلم صعب على المبتدى (السراج المنير).

(٢) محص الشئ: نقصه بالشد - يقال: محص الله عن فلان ذنوبه أي نقصها و طهره منها.

٢٢٢

أربع كلمات حكم

٥١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن - أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن جعفر باسناده قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ليس للبحر جار، ولا للملك صديق، ولا للعافية ثمن، وكم من منعم عليه وهو لا يعلم.

أربع خصال بأربعة ابيات في الجنة

٥٢ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة؟ من أنفق ولم يخف فقرا، وأنصف الناس من نفسه، وأفشى السلام في العالم، وترك المراء وإن كان محقا.

أربع خصال من كن فيه بنى الله عزّوجلّ له بيتا في الجنة

٥٣ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني عمي محمد بن - أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة: من آوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه، ورفق بمملوكه.

من سلم من أربع خصال فله الجنة

٥٤ - حدثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن أبي الحسن الفارسي، عن عبدالله بن الحسين بن زيد بن علي، عن أبيه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من سلم من أمتي من أربع خصال فله الجنة: من الدخول في الدنيا، واتباع الهوى، وشهوة البطن، وشهوة الفرج. ومن سلم من نساء امتي

٢٢٣

من أربع خصال فلها الجنة: إذا حفظت [ ما ] بين رجليها، وأطاعت زوجها، وصلت خمسها، وصامت شهرها.

أربعة ينظر الله عزّوجلّ إليهم يوم القيامة

٥٥ - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني علي بن - إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أربعة ينظر الله عزّوجلّ إليهم يوم القيامة: من أقال نادما، أو أغاث لهفان، أو أعتق نسمة، أو زوج عزبا.

أربع خصال لا تبتلى الشيعة بها

٥٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن - أبي عبدالله البرقي، عن عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما ابتلى الله به شيعتنا فلن يبتليهم بأربع: بأن يكونوا لغير رشدة(١) أو أن يسألوا بأكفهم، أو أن يؤتوا في أدبارهم، أو أن يكون فيهم أخضر أزرق(٢) .

______________

(١) في النهاية في الحديث « من ادعى ولدا لغير رشدة فلا يرث ولا يورث » يقال: هذا ولد رشدة - بكسر الراء وسكون المعجمة - إذا كان لنكاح صحيح، كما يقال في ضده: ولد زنية بالكسر أيضا. ونقل عن الازهرى أن الفتح في رشدة وزنية أفصح.

(٢) الاخضر ما فيه لون الخضرة وقد يطلق على الاسود. وقال في منتهى الارب: أزرق گربه چشم ونابينا. وفى الاقرب « العدو الازرق » قيل معناه الخالص العداوة من زرقة الماء وهى خلوصه وصفاؤه، وقيل معناه الشديد العداوة لان زرقة العيون غالبة في الروم والديلم وبينهم وبين العرب عداوة شديدة، ثم لما كثر ذكرهم اياهم بهذه الصفة سمى كل عدو بذلك وان لم يكن ازرق العين، انتهى. أقول: وعلى هذا فيكون كناية عمن تكون عداوة العرب جبلته وان لم يكن أزرق العين.

٢٢٤

أربع خصال من كن فيه كان في كنف الله عزّوجلّ

٥٧ - حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن جده، عن عبدالله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أربع من كن فيه نشر الله عليه كنفه وأدخله الجنة في رحمته: حسن خلق يعيش به في الناس، ورفق بالمكروب وشفقة على الوالدين، وإحسان إلى المملوك.

ان الله عزّوجلّ اختار من كل شئ أربعة

٥٨ - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدثني أبي قال: حدثني محمد بن أحمد قال: حدثني أبوعبدالله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى اختار من كل شئ أربعة: اختار من الملائكة جبرئيل و ميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام، واختار من الانبياء أربعة للسيف إبراهيم و داود وموسى وأنا، واختار من البيوتات أربعة، فقال:( إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) . واختار من البلدان أربعة فقال عزّوجلّ:( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ، وَطُورِ سِينِينَ ، وَهَـٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) فالتين المدينة والزيتون بيت المقدس وطور سينين الكوفة، وهذا البلد الامين مكة، واختار من النساء أربعا: مريم وآسية وخديجة وفاطمة، واختار من الحج أربعة: الثج والعج والاحرام والطواف، فأما الثج فالنحر، والعج ضجيج الناس بالتلبية. واختار من الاشهر أربعة: رجب وشوال وذو القعدة وذو الحجة. واختار من الايام أربعة: يوم الجمعة، ويوم التروية، ويوم عرفة، ويوم النحر.

أربع خصال يتولد منها الغم

٥٩ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري بإسناده يرفعه إلى

٢٢٥

أبي عبدالله عليه السلام قال: اغتم أميرالمؤمنين عليه السلام يوما فقال: من أين اتيت فما أعلم أني جلست على عتبة باب، ولا شققت بين غنم، ولا لبست سراويلي من قيام، ولا مسحت يدي ووجهي بذيلي.

أربع خصال لا تزال في امة محمد صلّى الله عليه وآله

٦٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن الحسن بن [ أبي ] الحسين الفارسي، عن سليمان بن حفص البصري، عن عبدالله بن - الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جعفر بن - محمد، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أربعة لا تزال في امتي إلى يوم القيامة: الفخر بالاحساب(١) والطعن في الانساب(٢) والاستسقاء بالنجوم(٣) والنياحة(٤) وإن النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب.

بنى الجسد على أربعة أشياء

٦١ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن درست، عن أبي الاصبغ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: بني الجسد على أربعة أشياء [ على ] الروح والعقل، والدم والنفس فإذا خرج الروح تبعه العقل، وإذا رأى الروح شيئا حفظه عليه العقل وبقي الدم والنفس.

______________

(١) أي الشرف بالاباء والتعاظم بمناقبهم بان يقول أنا ابن فلان العالم أو فلان الامير.

(٢) أي الوقوع فيها بنحو قدح وذم كأن يقول لغيره لست ابن فلان أو ليس فلان شريفا.

(٣) أي اعتقاد أن نزول المطر بنجم كذا.

(٤) يعنى النياحة بالباطل أو بالتغنى ورفع الصوت بندب الميت وتعديد شمائله و انعقاد مجلس يجتمعون فيه وينوحون على الميت وهو غير ما هو المرسوم اليوم من انعقاد مجلس الترحيم للميت، الذى يجتمعون الناس فيه لتسلية المصاب فهو مستحب كما في جملة من الاخبار.

٢٢٦

قوام الانسان وبقاؤه بأربعة، والنيران أربعة

٦٢ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قوام الانسان وبقاؤه بأربعة: بالنار والنور والريح والماء، فبالنار يأكل ويشرب، وبالنور يبصر ويعقل، وبالريح يسمع ويشم، وبالماء يجد لذة الطعام والشراب، فلولا النار في معدته لما هضمت الطعام والشراب، ولولا أن النور في بصره لما أبصر ولا عقل، ولولا الريح لما التهبت نار المعدة، ولولا الماء لم يجد لذة الطعام والشراب. قال: وسألته عن النيران، فقال: النيران أربعة: نار تأكل وتشرب، ونار تأكل ولا تشرب، ونار تشرب ولا تأكل، ونار لا تأكل ولا تشرب. فالنار التي تأكل وتشرب فنار ابن آدم وجميع الحيوان، والتي تأكل ولا تشرب فنار الوقود، والتي تشرب ولا تأكل فنار الشجرة، والتي لا تأكل ولا تشرب فنار القداحة والحباحب(١) .

أربع خصال يفسدن القلب وينبتن النفاق

٦٣ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد قال: روى الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن موسى المروزي، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أربع يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر: استماع اللهو، والبذاء(٢) ، واتيان باب السلطان، وطلب الصيد.

كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يحب

أربع قبائل ويبغض أربع قبائل

٦٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني محمد بن - عيسى بن عبيد، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن الرضا، عن أبيه، عن جده،

______________

(١) ذباب في ذنبه شعاع يطير في الليل.

(٢) البذاء - بالفتح والمد - الفحش.

٢٢٧

عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يحب أربع قبائل: كان يحب الانصار، و عبد القيس، وأسلم، وبني تميم، وكان يبغض بني امية، وبني حنيف وبني ثقيف و بني هذيل وكان عليه السلام يقول: لم تلدني امي بكرية ولا ثقفية، وكان عليه السلام يقول: في كل حي نجيب إلا في بني امية(١) .

أربع خصال يمتن القلب

٦٥ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أربع يمتن القلب: الذنب على الذنب، وكثرة مناقشة النساء - يعني محادثتهن - ومماراة الاحمق تقول ويقول ولا يرجع إلى خير [ أبدا ]، ومجالسة الموتى، فقيل له: يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وما الموتى؟ قال كل غني مترف.

لا تخلو الارض من أربعة من المؤمنين

٦٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أحدهما عليهما السلام قال: ليس تخلو الارض من أربعة من المؤمنين، وقد يكونون أكثر، ولا يكونون أقل من أربعة، وذلك أن الفسطاط لا يقوم إلا بأربعة أطناب، والعمود في وسطه.

أربع خصال يستغنى بها عن الطب(٢)

٦٧ - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن يحيى ابن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال: حدثنا عثمان بن عبيد قال: حدثنا هدبة بن خالد القيسي(٣) قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن الاصبع بن -

______________

(١) يحمل على الغالب لان الغالب فيهم عداوة بنى هاشم.

(٢) في بعض النسخ « بها يستغنى عن الطبيب ».

(٣) هدبة - بضم أوله وسكون الدال بعدها موحدة - أبوخالد البصري ثقة عابد.

٢٢٨

نباتة قال: قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام للحسن ابنه عليه السلام: يا بني ألا اعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب، فقال: بلى يا أميرالمؤمنين، قال: لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه، وجود المضغ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء. فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب(١) .

أربع خصال لا تكون في مؤمن

٦٨ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد قال: حدثني أبوعبدالله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أربع خصال لا تكون في مؤمن: لا يكون مجنونا، ولا يسأل عن أبواب الناس(٢) ولا يولد من الزنا، ولا ينكح في دبره.

أخذ الله عزّوجلّ ميثاق المؤمن على أربعة

٦٩ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن سنان يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: أخذ الله عزّوجلّ ميثاق المؤمن على أن لا يقبل قوله، ولا يصدق حديثه، ولا ينتصف من عدوه، ولا يشفي غيظه إلا بفضيحة نفسه لان كل مؤمن ملجم.

لا ينفك المؤمن من أربع خصال

٧٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن - الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن مالك، عن مسمع بن مالك، عن سماعة، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: يا سماعة لا ينفك المؤمن من خصال أربع: من جار يؤذيه، وشيطان يغويه، ومنافق يقفو أثره، ومؤمن يحسده، ثم قال: يا سماعة أما إنه أشدهم عليه، قلت: كيف ذاك؟ قال: إنه يقول فيه القول فيصدق عليه.

______________

(١) في بعض النسخ « عن الطبيب ».

(٢) في بعض النسخ « على أبواب الناس ».

٢٢٩

أربعة اسرع شئ عقوبة

٧١ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن - عبدالله، عن أحمد بن الحسين بن سعيد(١) ، عن سعيد بن الحسن بن الحصين، عن موسى ابن القاسم، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالله بن بكير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أربعة أسرع شئ عقوبة رجل أحسنت إليه ويكافيك بالاحسان إليه أساءة، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر، فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدر بك، ورجل يصل قرابته ويقطعونه.

٧٢ - حدثنا أبوالحسين محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبوحامد أحمد ابن محمد بن الحسين قال: حدثنا أبويزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن - أحمد بن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أنس بن محمد أبومالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله: أنه قال في وصيته له: يا علي أربعة أسرع شئ عقوبة: رجل أحسنت إليه فكافأك بالاحسان إليه إساءة، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر فوفيت له وغدر بك، ورجل وصل قرابته فقطعوه، ثم قال عليه السلام: يا علي من استولى عليه الضجر رحلت عنه الراحة.

أربعة لا تدخل واحدة منهن بيتا الاخرب

٧٣ - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدثنا أبي، عن محمد ابن أحمد، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن الحصين(٢) ، عن موسى بن - القاسم البجلي باسناده يرفعه إلى علي عليه السلام قال: أربعة لا تدخل واحدة منهن بيتا إلا

______________

(١) الظاهر هو احمد بن الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران، وأما سعيد بن الحسن فلم أجده ويأتى تحت رقم ٧٣ رواية أحمد عن الحسين بن الحصين ولم أجده.

(٢) كذا ولم أجده وتقدم الكلام فيه.

٢٣٠

خرب ولم يعمر: الخيانة، والسرقة، وشرب الخمر، والزنا.

الاشياء التى كل واحدة منها على أربعة

٧٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن - الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال جميعا، عن علي بن أسباط عن الحسن بن زيد قال: حدثني محمد بن سالم، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن - نباتة قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: الايمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل والجهاد.

والصبر على أربع شعب: على الشوق، والاشفاق، والزهد، والترقب. فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات(١) ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات(٢) .

واليقين على أربع شعب: على تبصرة الفطنة(٣) وتأول الحكمة، وموعظة العبرة، وسنة الاولين، فمن تبصر في الفطنة تأول الحكمة، ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة فكأنما عاش في الاولين.

والعدل على أربع شعب: على غائص الفهم، وغمرة العلم، وزهرة الحكمة، و روضة الحلم(٤) ، فمن فهم فسر جمل العلم، ومن علم شرح غرائب الحكم، ومن كان

______________

(١) أي ترك الشهوات ونسيها.

(٢) في بعض النسخ « سارع إلى الخيرات ».

(٣) التبصرة: مصدر باب التفعيل. والفطنة: الحذق وجودة الفهم. وتأول الحكمة يعنى الاستدلال على الاشياء بالبراهين المحكمة، وموعظة العبرة أي الاتعاظ بها.

(٤) الغائص من الغوص وهو الدخول تحت الماء لاخراج اللؤلؤ وغيره. غائص الفهم من باب اضافة الصفة إلى الموصوف والفهم الغائص ما يهجم على الشئ فيطلع على ما هو عليه كمن يغوص على الدر واللؤلؤ. وغمرة العلم كثرته. والزهرة - بالفتح - البهجة والغضارة والاضافة من باب لجين الماء وكذا في روضة الحلم.

٢٣١

حليما(١) لم يفرط في أمر يلبسه في الناس(٢) .

والجهاد على أربع شعب: على الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن وشنآن الفاسقين(٣) فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق(٤) ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه، ومن شنأ الفاسقين و غضب لله عزّوجلّ غضب الله له، فذلك الايمان ودعائمه وشعبه.

والكفر على أربع دعائم: على الفسق، والعتو(٥) ، والشك، والشبهة.

والفسق على أربع شعب: على الجفاء، والعمى، والغفلة، والعتو.

فمن جفا حقر الحق، ومقت الفقهاء، وأصر على الحنث العظيم، ومن عمى نسي الذكر واتبع الظن، وألح عليه الشيطان، ومن غفل غرته الاماني، وأخذته الحسرة إذا انكشف الغطاء، وبدا له من الله ما لم يكن يحتسب، ومن عتا عن أمر الله(٦) تعالى الله عليه. ثم أذله بسلطانه، وصغره بجلاله كما فرط في جنبه، وعتا عن أمر ربه الكريم.

والعتو(٧) على أربع شعب: على التعمق، والتنازع، والزيغ، والشقاق. فمن

______________

(١) في أكثر النسخ « حكيما ».

(٢) في بعض النسخ « في أمر يليه في الناس »، وفى بعضها « في أمره يليه » وفى بعضها « في أمره ببلية » وفى بعضها « في أمره ثلاثة في الناس » والكل مصحف ولعل الصواب كما في المجالس والامالي والتحف والكافي « لم يفرط في أمره وعاش في الناس حميدا ».

(٣) الشنآن - بالتحريك -: البغض، وهذا هو المرتبة الاولى من النهى عن المنكر.

(٤) ارغام الانف كناية عن الاذلال وأصله الصاق الانف بالرغام وهو التراب.

(٥) الظاهر أنه تصحيف من النساخ لان العتو مذكور في شعب الفسق. والصواب « الغلو » كما في الكافي وغيره.

(٦) في الكافي « ومن عتا عن أمر الله شك ومن شك تعالى الله عليه » أي استولى عليه وأذله بتمكنه وقدرته.

(٧) تقدم أن الصواب « الغلو ».

٢٣٢

تعمق لم ينب إلى الحق ولم يزدد إلا غرقا في الغمرات، فلم تحتبس عنه فتنة إلا غشيته اخرى، وانخرق دينه، فهو يهيم في أمر مريج(١) ومن نازع وخاصم قطع بينهم الفشل(٢) وذاقوا وبال أمرهم، وساءت عنده الحسنة، وحسنت عنده السيئة، ومن ساءت عليه الحسنة أعورت عليه طرقه(٣) واعترض عليه أمره(٤) وضاق [ عليه ] مخرجه، وحري أن ترجع من دينه، ويتبع غير سبيل المؤمنين.

والشك على أربع شعب: على الهول، والريب، والتردد، والاستسلام [ فمن جعل المراء ديدنا لم يصبح ليله ](٥) فبأي آلاء ربك يتمارى المتمارون(٦) فمن هاله ما بين يديه نكص على عقبيه(٧) ، ومن تردد في الريب سبقه الاولون، وأدركه الآخرون، وقطعته سنابك الشياطين(٨) ، ومن استسلم لهلكة الدنيا والآخرة هلك فيما بينهما ومن نجا فباليقين.

والشبهة على أربع شعب: على الاعجاب بالزينة، وتسويل النفس، وتأول

______________

(١) هام يهيم على وجهه ذهب لا يدرى أين يتوجه. واصل المرج الخلط، والمرج الاختلاط يقال: امرهم مريج أي مختلط مضطرب.

(٢) أي الضعف والجبن وفى الكافي « شهر بالعتل ».

(٣) أي صارت له مسالك دينه أعور بلا علم يهتدى به وفى أكثر النسخ « اعتورت عليه طرقه ». وما اخترناه موافق لما في الكافي. وفى بعض نسخ الكافي « اوعرت » أي صعبت.

(٤) أي يحول بينه وبين الوصول إلى مقصوده.

(٥) ما بين القوسين ليس في البحار ولا بعض نسخ الخصال. والديدن الدأب والعادة.

(٦) في الكافي « وهو قول الله عزّوجلّ:( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ ) والممارات: المجادلة على مذهب الشك وشعبه.

(٧) الهول: الخوف من الحق. و « نكص » أي رجع عما كان عليه.

(٨) السنبك - كقنفذ -: ضرب من العدو وطرف الحافر وهو كناية عن استيلاء الشيطان وجنوده عليه.

٢٣٣

الفرج(١) وتلبس الحق بالباطل، وذلك بأن الزينة تزيل على البينة(٢) وأن تسويل النفس يقحم على الشهوة، وإن الفرج(٣) يميل ميلا عظيما، وإن التلبس ظلمات بعضها فوق بعض، فذلك الكفر ودعائمه وشعبه.

والنفاق على أربع دعائم: على الهوى، والهوينا، والحفيظة، والطمع.

والهوى على أربع شعب: على البغي، والعدوان، والشهوة، والطغيان، فمن بغي كثرت غوائله وعلاته، ومن اعتدى لم تؤمن بوائقه، ولم يسلم قلبه، ومن لم يعزل نفسه عن الشهوات خاض في الخبيثات، ومن طغى ضل على غير يقين ولا حجة له.

وشعب الهوينا: الهيبة، والغرة، والمماطلة والامل، وذلك لان الهيبة ترد على دين الحق(٤) ، وتفرط المماطلة في العمل حتى يقدم الاجل، ولولا الامل علم الانسان حسب ما هو فيه، ولو علم حسب ما هو فيه مات من الهول والوجل(٥) .

وشعب الحفيظة: الكبر، والفخر، والحمية، والعصبية، فمن استكبر أدبر، ومن فخر فجر، ومن حمى أضر، ومن أخذته العصبية جار، فبئس الامر أمر بين الاستكبار والادبار، وفجور وجور.

وشعب الطمع أربع: الفرح، والمرح، واللجاجة، والتكاثر، فالفرح مكروه عند الله عزّوجلّ، والمرح خيلاء، واللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حبائل

______________

(١) كذا ولعل الصواب « تأول العوج » كما في الكافي وقال المولى صالح المازندرانى: التأول هنا بمعنى التأويل أي تأويل العوج وتغييره بوجه يخفى عوجه ويبرز استقامته فيظن أنه مستقيم كما فعله أهل الخلاف في كثير من أحاديثهم الموضوعة.

(٢) تزيل من الازالة و « على » للمجاوزة بمعنى « عن » أي تصرفه عن الحجة والدليل.

(٣) تقدم الكلام فيه.

(٤) في الكافي « لان الهيبة ترد عن الحق ».

(٥) الحسب - بالتحريك -: القدر والعدد. والوجل: الخوف، وفى الكافي « مات خفاتا من الهول والوجل » والخفات بضم المعجمة -: الموت فجأة.

٢٣٤

الآثام، والتكاثر لهو وشغل واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، فذلك النفاق ودعائمه وشعبه.

كتب نجدة الحروري(١) إلى ابن عباس يسأله عن أربعة أشياء

٧٥ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أحمد، وعبدالله ابني محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان الناب، عن عبيد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسأله عن أربعة أشياء هل كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يغزو بالنساء؟ وهل كان يقسم لهن شيئا؟ وعن موضع الخمس، وعن اليتيم متى ينقطع يتمه؟ وعن قتل الذراري. فكتب إليه ابن عباس أما قولك في النساء فان رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يحذيهن(٢) ولا يقسم لهن شيئا، وأما الخمس فانا نزعم أنه لنا، وزعم قوم أنه ليس لنا فصبرنا، فأما اليتيم فانقطاع يتمه أشده وهو الاحتلام إلا أن لا تؤنس منه رشدا فيكون عندك سفيها أو ضعيفا فيمسك عليه وليه، وأما الذراري فلم يكن النبي صلّى الله عليه وآله يقتلها، وكان الخضر عليه السلام يقتل كافرهم ويترك مؤمنهم، فان كنت تعلم منهم ما يعلم الخضر فأنت أعلم.

العلامات في الشيب في أربعة مواضع

٧٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد بن - أبي عبدالله البرقي، عن علي بن محمد، عن أبي أيوب المديني، عن سليمان الجعفري، عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الشيب في مقدم الرأس يمن، وفي العارضين سخاء، وفي الذوائب شجاعة، وفي القفا شوم.

______________

(١) نجدة بن عامر الحروري رجل من الخوارج.

(٢) أي يعطيهن شيئا ما، ولم يحرمهن من الغنيمة. وفى بعض النسخ « يخرج بهن ».

٢٣٥

الناس أربعة

٧٧ - حدثني أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبدالله، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي بإسناده يرفعه إلى الحسن بن علي عليهما السلام قال: الناس أربعة: فمنهم من له خلق ولا خلاق له، ومنهم من له خلاق ولا خلق له، ومنهم من لا خلق ولا خلاق له، وذلك [ من ] شر الناس، ومنهم من له خلق وخلاق فذلك خير الناس(١) .

بين الحق والباطل أربع أصابع

٧٨ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن علي بن السندي، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن كرام، عن ميسر ابن عبد العزيز قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام وهو يقول: سئل أميرالمؤمنين عليه السلام: كم بين الحق والباطل؟ فقال: أربع أصابع، ووضع أميرالمؤمنين عليه السلام يده على اذنه وعينيه فقال: ما رأته عيناك فهو الحق وما سمعته اذناك فأكثره باطل.

كنز اليتيمين أربع كلمات

٧٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا محمد ابن عبد الحميد العطار قال: حدثنا العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم الثقفي، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزّوجلّ( وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا ) (٢) قال: والله ما كان من

______________

(١) في النهاية: الخلق - بضم اللام وسكونها - الدين والطبع والسجية، وحقيقيته أنه لصورة الانسان الباطنة وهى نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخلق - بفتح الخاء - لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة، والثواب والعقاب مما يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة، ولهذا تكررت الاحاديث في مدح حسن الخلق في غير موضع انتهى. والخلاق: النصيب.

(٢) الكهف: ٨١.

٢٣٦

ذهب ولا فضة وما كان إلا لوحا فيه كلمات أربع: إني أنا الله لا إله إلا أنا، ومحمد رسولي، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح قلبه، وعجبت لمن أيقن بالحساب كيف يضحك سنه، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يستبطئ الله في رزقه، وعجبت لمن يرى النشأة الاولى كيف ينكر النشأة الاخرى.

أربعة لا يسلم عليهم

٨٠ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري باسناده رفعه إلى أميرالمؤمنين عليه السلام قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وآله أن يسلم على أربعة: على السكران في سكره، وعلى من يعمل التماثيل، وعلى من يلعب بالنرد، وعلى من يلعب بالاربعة عشر، وأنا أزيدكم الخامسة أنهاكم أن تسلموا على أصحاب الشطرنج(١) .

أربعة يضئن الوجه

٨١ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن محمد بن أحمد، عن حمدان بن سليمان، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، ومحمد بن - أحمد الادمي، عن أحمد بن محمد بن مسلمة، عن زياد بن بندار، عن عبدالله بن سنان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام أربع يضئن الوجه: النظر إلى الوجه الحسن، والنظر إلى الماء والنظر إلى الخضرة، والكحل عند النوم.

______________

(١) قال العلامة المجلسي في المرآة قال في المسالك: مذهب الاصحاب تحريم اللعب بآلات القمار كلها من النرد والشطرنج والاربعة عشر وغيرها، ووافقهم على ذلك جماعة من العامة منهم أبوحنيفة ومالك وبعض الشافعية ورووا عن النبي صلّى الله عليه وآله روايات، وفسروا الاربعة عشر بانها قطعة من خشب فيها حفر في ثلاثة أسطر ويجعل في الحفر حصا صغارا يلعب بها.

٢٣٧

أحب الصحابة إلى الله عزّوجلّ أربعة

٨٢ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن - عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن الحسين بن سيف، عن أخيه علي بن سيف، عن أبيه سيف بن عميرة، عن محمد بن موسى، عن رجل من بني نوفل بن المطلب، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أحب الصحابة إلى الله عزّوجلّ أربعة، وما زاد قوم على سبعة إلا زاد لغطهم(١) .

تحرم النار على أربعة يوم القيامة

٨٣ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن - الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ألا اخبركم بمن تحرم عليه النار غدا؟ قيل: بلى يا رسول الله، قال: الهين اللين القريب السهل.

أربعة القليل منها كثير

٨٤ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن صالح يرفعه باسناده قال(٢) : أربعة القليل منها كثير: النار القليل منها كثير، والنوم القليل منه كثير، والمرض القليل منه كثير، والعداوة القليل منها كثير.

المبادرة بأربع قبل أربع

٨٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني يعقوب ابن يزيد، عن موسى بن القاسم، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن إسماعيل بن مسلم

______________

(١) اللغط - بالتحريك - الصوت والجلبة أو اصوات مبهمة لا تفهم. وسيأتى بيان الحديث في هذا الباب في الخبر الذى تحت رقم ١٢٦.

(٢) كذا.

٢٣٨

السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: بادر بأربع قبل أربع، بشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل مماتك.

٨٦ - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبوحامد أحمد بن محمد بن - الحسين، قال حدثنا أبويزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن - صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثني أنس بن محمد أبومالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلّى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي بادر بأربع قبل أربع بشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك.

علم الناس كلهم موجود في أربع

٨٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن القاسم بن - محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: وجدت علم الناس كلهم في أربع أولها أن تعرف ربك، والثاني أن تعرف ما صنع بك، والثالث أن تعرف ما أراد منك، والرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك.

يلزم الحق للامة في أربع

٨٨ - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني(١) علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبدالله بن القاسم، عن عبدالله ابن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال النبي صلّى الله عليه وآله: يلزم الحق لامتي في أربع: يحبون التائب، ويرحمون الضعيف، ويعينون المحسن، ويستغفرون للمذنب.

______________

(١) في بعض النسخ « حدثني ».

٢٣٩

الجهاد على أربعة أوجه

٨٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن فضيل بن عياض، عن أبي عبدالله عليه السلام قال، سألته عن الجهاد أسنة هو أم فريضة؟ فقال: الجهاد على أربعة أوجه: فجهادان فرض، وجهاد سنة لا يقام إلا مع فرض، وجهاد سنة، فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله عزّوجلّ، وهو من أعظم الجهاد ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض، وأما الجهاد الذي هو سنة لا يقام إلا مع فرض: فإن مجاهدة العدو فرض على جميع الامة ولو تركوا الجهاد لاتاهم العذاب، وهذا هو من عذاب الامة وهو سنة على الامام أن يأتي العدو مع الامة فيجاهدهم. وأما الجهاد الذي هو سنة فكل سنة أقامها الرجل وجاهد في إقامتها وبلوغها وإحيائها فالعمل والسعي فيها من أفضل الاعمال لانه أحيا سنة(١) قال النبي صلّى الله عليه وآله: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينتقص من اجورهم شئ.

للعبد أربع أعين

٩٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن القاسم بن - محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال في حديث طويل يقول فيه: ألا إن للعبد أربع أعين: عينان يبصر بهما أمر دينه ودنياه، وعينان يبصر بهما أمر آخرته، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه فأبصر بهما الغيب في أمر آخرته(٢) وإذا أراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه.

______________

(١) في بعض النسخ « احياء سنة ».

(٢) في بعض النسخ « وأمر آخرته ».

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

فقال : هو كما يعمي المطر ويعمي البحر بزبده ، وأراد كثرة الدعاء لها بالاستسقاء.

وقال الأزهري : كأنه لمّا كثر هذا الحرف في كلامهم حذفوا بعض حروفه المعرفة المخاطب به ، وهذا كقولهم : لا هُمَّ ، وتمام الكلام (اللهُمَّ) ، وكقولك : لَهِنَّكَ ، والأصلُ (للهِ إنَّك)(١) .

وكيف كان فالمقصود أنَّ من عادات العرب أنهم يقولون عند التحيَّة في الغداة : عم صباحاً.

وفي المساء : عم مساءً ، أي : انعم صباحك ومساءك ، من النعومة.

قال امرؤ القيس بن حجر الكندي :

ألا عِمْ صباحاً أیُّها الطَّللُ البالي

وهَلْ يَعِمَنْ مَنْ كانَ في العُصُرِ الخالي

وقال في (مجمع البحرين) : (اختلفت الأقاويل في معنى (السلام عليك) فمن قائل : معناه (الدعاء) أي : سَلِمتَ من المكاره.

ومن قائل : معناه (اسم الله عليك) ، أي : أنت في حفظه ، كما يقال : (الله معك) ، وإذا قلت : (السلام علينا) ، أو (السلام على الأموات) فلا وجه ؛ لكون المراد به الإعلام بالسلامة ، بل الوجه أن يقال : هو دعاء بالسلامة لصاحبه من آفات الدنيا ، ومن عذاب الآخرة ، وضعه الشارع موضع التحيَّة والبشري بالسلامة.

ثم إنه اختار لفظ (السلام) وجعله تحيّةً لما فيه من المعاني ، أو لأنه مطابق للسلام الَّذي هو اسم من أسماء الله تيَّمُناً وتبرُّكاً ، وكان يُحيّى به قبل الإسلام ، ويُحيّی بغيره ، بل كان السلام أقل ، وغيره أكثر وأغلب ، فلمَّا جاء الإسلام اقتصروا عليه ومنعوا ما سواه من تحايا الجاهلية.

__________________

(١) لسان العرب ١٢ : ٦٤١.

٢٨١

قالرحمه‌الله : وإيراده على صيغة التعريف أزين لفظاً ، وأبلغ معنی) ، انتهى(١) .

ولعمري إن هذا تبدیل بالأحسن ؛ لأن الحياة إن لم تكن مقرونة بالسلامة لي يعتد بها ، بل لعلَّ الموت خير منها.

[أحكام السلام]

إذا عرفت ذلك فهنا فروع :

الأوَّل : قَدْ عرفت أنَّ السلام من السُّنن الخاصة المؤكّدة ، وردّه فرض ؛ لصيغة الأمر الدالّة على الوجوب في آية التحيَّة(٢) ، المراد بها السلام ظاهراً على ما نصّ عليه أهل اللُّغة ، ودلّ عليه العرف.

قال في (القاموس) : (التحيَّة ، هي : السلام )(٣) .

وفي (لسان العرب) : (والتحيَّة : السلام ، وقد حيَّاهُ تحيَّةً )(٤) .

فلو كانت التحيَّة بغير لفظ السلام كقولك : صبّحك الله بالخير ، أو مسّاك الله بالخير ، لم يجب الردّ كما عليه الأكثر ، واختاره الأُستاذ (طاب ثراه) في (العروة)(٥) ، وذهب غير واحد من الفقهاء إلى وجوب الرد حينئذ ، منهم الفاضل المقدادرحمه‌الله في (کنز العرفان) ، فقد صرّح بأنه : (ليس المراد بحُيِّيتم في الآية : سلام عليکم ، بل كلّ تحيّة وبِرٍّ وإحسان )(٦) .

__________________

(١) مجمع البحرين ٢ : ٤٠٨.

(٢) وردت آية التحية في سورة النساء آية ٨٦ ، وهي : ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴾.

(٣) القاموس المحیط ٤ : ٣٢٢.

(٤) لسان العرب ١٤ : ٢١٦.

(٥) العروة الوثقی ٣ : ٢٢ مسألة ٢٧.

(٦) كنز العرفان ١ : ٢٢٣.

٢٨٢

واستند في ذلك إلى ما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره عن الصادقينعليهما‌السلام أنه قال : «التحيَّة السلام وغيرُه من البرّ » ، انتهى(١) .

وربّما يُرشد إلى ذلك ما رواه في (المناقب) ، قال أنس : «حيّت جارية للحسنعليه‌السلام بطاقة ريحان ، فقال لها : «أنتِ حُرَّة لوجه الله » ، فقلت له في ذلك؟ فقال : «أدَّبنا الله عزَّ وجلَّ فقال : ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ ﴾ الآية ، وكان أحسن منها إعتاقها»»(٢) .

وما عن (الخصال) ، فيما علّم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه ، قال : «إذا عطس أحدكم فسمِّتوه ، قولوا : يرحمك الله ، ويقول : يغفر الله لكم ويرحمكم ، قال الله تعالى : ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم ﴾ الآية»(٣) .

وقولهعليه‌السلام : «وحيَّا كما الله من كاتبين»(٤) .

أقول : لا شكّ في إطلاق التحيَّة قبل الإسلام على ما يشمل السلام وغيره من التحيَّات المعروفة عند الجاهلية كما تقدّم تفصيله ، فلمَّا جاء الإسلام اقتصروا من التحايا على السلام ، وتغلّب فيه الاستعمال كما هو الشائع في العرف وعند أهل البيتعليهم‌السلام من حيث لم يستعملوا سواه ، بل في (الكافي) عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يُكره للرجل أن يقول : حيّاك الله ، ثُمَّ يسكت حَتَّى يتبعها بالسلام »(٥) .

__________________

(١) تفسیر القمي ١ : ١٤٥.

(٢) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٣ : ١٨٣.

(٣) الخصال : ٦٣٣.

(٤) مصباح المتهجد : ٢١٧ ح ٦٩ / ٣٣١ ضمن دعاء يُقرأ بعد الفجر.

(٥) الكافي ٢ : ٦٤٦ ح ١٥.

٢٨٣

فلا ريب في أنَّ إطلاق الآية يحمل على ذلك ، فأمّا الروايات المذكورة المتضمِّنة لإطلاق التحيَّة في الآية الشريفة على غير السلام من أنواع البرّ والإحسان ، فعلی تقدیر صحَّتها يمكن أن يكون ذلك من البطون التي أخبروا بهاعليهم‌السلام ، فلا ينافي كون المراد من ظاهرها خاصَّة السلام.

والحاصل : أنَّه لا يجب ردّ غير السلام من أفراد التحيَّة ، كما قاله الأكثر ؛ للأصل وعدم الدليل الدال على الوجوب ، بل ويظهر من بعض الروايات تخصيص الوجوب بالسلام خاصة ، كقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من بدأ بالكلام قبل السلام ، فلا تجيبوه »(١) .

إذ غير السلام من الأفراد داخل تحت عموم الكلام ، والعجب من المعاصر النوريرحمه‌الله في (شرح نجاة العباد) حيث استظهر عدم الإشكال في وجوب الرد في غير الصلاة ، وجعل محلّ الكلام في حال الصلاة ، مع اعترافه بأنَّ كثيراً من المفسِّرين وأهل اللُّغة فسّروا التحيَّة بالسلام(٢) ، وأنه على هذا لا عموم في الآية الكريمة ، هذا كلُّه في غير حال الصلاة ، وأمّا فيها فالأحوط الرد بقصد الدعاء إذا كان ممَّن يستحق الرد ؛ لما ثبت من جواز الدعاء في الصلاة لنفسه ولغيره وبدون ذلك لا يجوز.

الثاني : يجب ردُّ السلام نطقاً ، ولو كان في حال الصلاة ، وهو المجمع ع بین علمائنا كما في (التذكرة)(٣) ؛ ولإطلاق الأمر بالرد المتناول لحال الصلاة وغيرها ؛ ولأن ترك الجواب إهانة ، ولا يجوز إهانة المؤمن.

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٤٤.

(٢) وسيلة المعاد في شرح نجاة العباد ٢ : ٤١٠.

(٣) تذکرة الفقهاء ٣ : ٣٧٦.

٢٨٤

الثالث : الظاهر من الآية المعقبة بناء التعقيب من قوله تعالى : ﴿فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ وجوب الفورية ، وفي (الجواهر) : (أنه ظاهر الأدلة والفتاوی )(١) .

وفي الحدائق : (أن معناه تعجيله بحيث لا يُعدُّ تاركاً له عرفاً ) ، انتهى(٢) .

ولا فرق في ذلك بين سائر الأحوال حَتَّى حال الصلاة ؛ وذلك لإطلاق الآية ، وعليه فالكلام يقع في مقامين :

المقام الأول : لو عصى المكلّف بالتراخي العرفي في غير حال الصلاة وأخلّ بالفورية ، أو ترکه ساهياً ، فهل يجب عليه إتيانه ثانياً ، وإن عصي فثالثاً ، وهكذا فوراً ففوراً ، أو أنه يسقط الوجوب بفوت الوقت ، أو يبقى الوجوب مُوسَّعاً ، فالساقط الفورية دون الوجوب ، اختار الأول الأردبيليرحمه‌الله في (شرح الإرشاد)(٣) ؛ نظراً منه إلى مقتضى ظاهر الواجبات الفورية في سائر الموارد ، فإنَّها من قبيل تعدُّد المطلوب ، وأنَّه لو كان المسلم حاضراً وجب عليه الرد دائماً ، ولو غاب يجب عليه قصده أينما كان حَتَّى يرد عليه ، بل احتمل الوجوب في نفسه ، ومع عدم إمكان الوصول إلى المسلِّم وعدم سماعه ؛ إذ ذاك يجب مع إمكانه ، فلا يسقط حينئذ أصل الرد ، وفيه أن الكلّية غير مسلَّمة في الواجبات الفورية ، وليس كلّ واجب فوري يتعدد فيه المطلوب ، بل إنَّما هو فيما إذا استفید فوريتها من الأمر ولو بالقرينة ، بخلاف ما نحن فيه ، فإنَّ فوریته مستفادة من الكيفية المأخوذة في ردِّ التحيَّة عُرفاً ، فهي من أوصاف المأمور به وقيوده ، أعني الرد لا الأمر.

__________________

(١) جواهر الكلام ١١ : ١٠٤.

(٢) الحدائق الناضرة ٩ : ٨١.

(٣) مجمع الفائدة ٣ : ١٢٢.

٢٨٥

وبعبارة اُخرى : إنَّ السلام وردَّه من قبيل الخطاب والجواب المرتبط أحدهما بالآخر ربطاً وضعياً ، نظير القبول الملحوظ فيه الفورية ؛ لربطه بالإيجاب ربطاً وضعياً ؛ ولذا لا يُكتفى بإتيانه في ثاني الحال وثالثه عند التخلُّف في أول الحال إلا بإعادة الإيجاب ثانياً ، وعلى هذا فمتى اُخلّ بالفورية العرفية سقط أصلُ الوجوب ، فعدم الوجوب حينئذ في ثاني الحال وثالثه ؛ لعدم صدق الردِّ عرفاً ، نظير ما لو قال المولى : إذا ركب الأمير فخذ ركابه. فكما أن من المعلوم وجوب المبادرة إلى الأخذ بالركاب حال الرکوب ، أيضاً من المعلوم عدم وجوب الأخذ في ثاني الحال وثالثه ، وما ذلك إلا من حيث فوات الكيفية المطلوبة فيه ، فلا يجب التلافي بعد ذلك لا قضاءً ولا أداءً.

بل لنا اختيار عدم وجوب الردِّ في الحال الثاني حَتَّى مع استفادة الفورية من نفس الأمر ، وهو الحق الحقيق الَّذي عليه أهل التحقيق ؛ إذ الظاهر من الصيغة على القول بدلالتها بنفسها على الفور هو الوجوب في أول الوقت ، والظاهر هو الحجّة وهو تكلیف واحد من قبيل المطلق والمقيَّد ، والحقُّ أنَّ المقيَّد ينتفي بانتفاء قيده ، فلا يبقى تكليف في الوقت الثاني مع الشك فيه ، كما هو مقتضی أصل البراءة ، وثبوت وجوب الموقَّت بعد فوات الوقت خلاف التحقيق ؛ لأن الجنس لا بقاء له بعد انتفاء الفصل كما حُقّق في محلّه.

والحقُّ أنَّ القضاء بفرض جديد فالخطاب غير شامل لثاني الحال ، ووجو مالم يشمله الخطاب غير معقول ، هذا كلّه مضافاً إلى السيرة القطعية وهو اختيار

٢٨٦

الشيخ في (الجواهر) ، وسيدنا الأُستاذ (طاب ثراه) في (العروة)(١) ، وممَّا ذكرنا تعرف ما في الوجه الثالث ، بل هو باطل حَتَّى مع البناء على اختلاف کيفيات الفور ، فبعضها على نحو تعدُّد المطلوب ، وبعضها على نحو وحدة المطلوب ؛ إذ مع الشك في دخول واجب فوري في أحد القسمين بخصوصه لم يكن لنا الحكم بإرادة بقائه في الذمَّة لو انتفت الفورية عمداً أو سهواً ؛ لأنَّ الشك حينئذ في التكليف الزائد المدفوع بالأصل ، ولا مجال للتمسُّك بالاستصحاب ، فإنَّه من قبيل الشكّ السَّببي الَّذي يُقدّم فيه الأصل على المسبَّب قطعاً.

المقام الثاني : فيما لو عصى المكلّف بالتراخي العرفي في أثناء الصلاة ، ففي بطلان ذلك وعدمه وجوه :

الأول : البطلان مطلقاً ؛ وستعرف وجه الإطلاق ، وهو اختيار العلّامة في (التحرير) قالرحمه‌الله : (لو ترك المصلّي ردَّ السلام مع تعيينه عليه ، فالوجه بطلان صلاته) ، انتهى(٢) .

وربّما يُستدل له بأن الأمر بالشيء يقتضي النهي عن الضد الخاص ، أو عدم الأمر به كما هو المنقول عن البهائي(٣) ، وضعفهما ظاهر ، أمّا الأول :

فلمنع الاقتضاء أولاً ، وثانياً وإنْ سلّمنا الاقتضاء فيدل عليه من باب المقدِّمة وبالتبعية ، ولو سلَّمنا دلالة النهي على الفساد في العبادات فهو مخصوص بالنهي

__________________

(١) مجمع الفائدة ٣ : ١١٤ وما بعدها ضمن أحكام السلام ، العروة الوثقى ٣ : ١٥ وما بعدها ضمن مبطلات الصلاة.

(٢) تحرير الأحكام ١ : ٢٦٩.

(٣) تعليقة على معالم الأُصول للقزويني ٣ : ٦٥٦.

٢٨٧

الأصلي لا التبعي ، مع أنَّ بطلان الصلاة ببطلان الجزء لا يتمُّ إلا إذا لم يتدارك فتأمَّل ، ومجرد القراءة المحرَّمة أو الذكر المحرَّم بين الصلاة لا دليل على كونه مبطلاً ، مع أنَّ تخصيص الكلام بالذكر والقراءة لا وجه له ؛ إذ قَدْ يضاد الردّ بعض الأكوان والأفعال كما لو سلّم عليه ومرّ مستعجلاً وتوقَّف إيصال جوابه إلى مشي وحركة ولا يمكن إيصاله برفع الصوت ، فإنَّ الأمر بالردّ يقتضي النهي عن الكون لا عن الذكر والقراءة.

وأمّا عن الثاني ؛ فلأن عدم الأمر بالضد لمانع الاستهجان العرفي أو العقلي لا ينافي المحبوبية الواقعية ، فالصلاة في حال الأمر بالردّ محبوبة وإن لم يمكن الشارع الأمر بها ، فيقصد المصلّي التارك للردّ أمثال المحبوبية الواقعية حينئذ ، وهو من المحقّق في محلّه في الأُصول.

هذا ، وربّما يُدَّعی ظهور النصوص في وجوب الرد في الصلاة ، فيكون کسائر ما يجب في الصلاة من الستر والاستفال ونحوهما ، ولا ينافيه وجوبه قبلها ؛ إذ هو فهم عرفي من اللفظ كالمحرم قبل الصلاة لو فرض مجيء نهي به نحو : لا تنظر إلى الأجنبية في الصلاة. وفيه أنه لاشك في ظهور الأدلَّة في إرادة أنَّ الصلاة لا تمنع من وجوب الردّ ، لا أنّه من واجبات الصلاة.

الثاني : وهو الأظهر عام البطلان مطلقاً كما اختاره الشيخ في (الجواهر) ، والسيد الأُستاذ في (العروة) تبعاً (للدروس) و (البيان) و (الذكری) و (الموجز)

٢٨٨

و (جامع المقاصد) و (فوائد الشرائع) و (الإرشاد) و (المسالك)(١) لما عرفت من بطلان الوجهين المزبورين اللَّذينِ يمكن الاستناد إليهما في القول بالبطلان.

الثالث : التفصيل بين ما لو اشتغل بشيء من الواجب في زمان الترك ، فالمتَّجه بطلان الصلاة وعدمه ، فالصحَّة بتقريب أن التعمُّد بالترك موجب لفساد الجزء المستلزم لفساد الكلّ ، إمّا لاقتضاء الأمر بالشيء والنهي عن الضدّ الخاص ، أو لعدم الأمر به ، فيلزم التشريع المفسد للجزء المستلزم لفساد الكلّ ، بحيث لا يجزي بعد إعادته على الوجه الصحيح ، أو لأنه في مثل المفروض من نحو کلام الآدميين في البطلان ، بخلاف ما لو ترك الردَّ وسكت حَتَّى مضى زمان الرد ، ثُمَّ اشتغل بالقراءة فإنَّه لا يبطل ؛ لعدم المقتضي ، وقد عرفت الجواب عمّا عدا الأخير ، وأمّا عنه فهو أنَّ القرآن قرآن بالنظم والأُسلوب ، وحرمة القراءة ـ على فرض تسليمها ـ لا تلحقه بكلام الآدميين مادام قصده الحكاية لكلام الله التي لا تحقق القرآنية بدونها ، إنْ هو إلّا كقراءة المجنب القرآن.

الرابع : يُستحب إفشاء السلام وتأكيده ، وفيه من الفضل حَتَّى قيل أنه مندوب أفضل من ردِّه الواجب ، ويدلُّ عليه مارواه في الكافي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : «من التواضع أن تسلّم على من لقيت »(٢) .

فإنَّ التواضع المطلوب لا يحصل عرفاً إلّا بالإفشاء ، وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : «كان سلمان رحمه‌الله يقول : افشوا سلام الله ؛ فإن سلام الله لا ينال الظالمين »(١) .

__________________

(١) جواهر الكلام ١١ : ٦٨ في حكم رد السلام ، العروة الوثقی ٣ : ١٦ مسألة ١٦ ، الدروس ١ : ١٨٦ ، البيان : ٩٥ ، ذكرى الشيعة ٤ : ٢٤ ، جامع المقاصد ٢ : ٣٥٦.

(٢) الكافي ٢ : ٦٤٦ ح ١٢.

٢٨٩

وفي هذا المعنى أخبار كثيرة.

الخامس : المشهور أنه يجب على الراد إسماع المسلّم تحقيقاً أو تقديراً ، واستدل عليه بالتبادر ، وحكم العرف والعادة ، وبما في الكافي عن ابن القدّاح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : «إذا سلّم أحدكم فليجهر بسلامه لا يقول : سلّمت فلم يردوا عليّ ، ولعلَّه يكون قَدْ سلّم ولم يُسمِعْهُم ، فإذا ردّ أحدكم فليجهر بردِّه ولا يقول المُسَلّم : سلَّمْتُ فلم يَرُدّوا عليَ »(٢) .

ويدلّ بعمومه على المصلّي وغيره ، وقيل : لا يجب الإسماع ، وهو ظاهر المحقِّق في (المعتبر) والأردبيلي في (شرح الإرشاد)(٣) ؛ لصحيحة منصور عن الصادقعليه‌السلام ، وموثَّقة عمّار الدالَّتينِ على إخفاء الرد ، وهما محمولان على التقية(٤) ، وكذلك رواية محمّد بن مسلم(٥) .

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٤٤.

(٢) الكافي ٢ : ٦٤٥ ح ٧.

(٣) المعتبر ٢ : ٢٦٣ ، مجمع الفائدة ٣ : ١١٩.

(٤) صحيحة منصور : «وبإسناده عن سعد ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن علي بن النعمان ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إذا سلَّم عليك الرجل وأنت تصلّي ، قال : تردّ عليه خفياً ، كما قال». (وسائل الشيعة ٧ : ٢٦٨ ح ٩٣٠٤ / ٣.

موثقة عمار : «وعنه ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمر بن موسی ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن السلام على المصلّي فقال : إذا سلّم عليك رجل من المسلمين وأنت في الصلاة فردّ عليه فيما بينك وبين نفسك ولا ترفع صوتك». (وسائل الشيعة ٧ : ٢٦٨ ح ٩٣٠٥ / ٤).

(٥) محمّد بن الحسن بإسناده ، عن احمد بن محمّد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام ابن سالم ، عن محمّد بن مسلم قال : «دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام وهو في الصلاة فقلت : السلام عليك. فقال : السلام عليك. فقلت : كيف أصبحت؟ فسكت ، فلمَّا انصرف ، قلت : أيردّ السلام وهو في الصلاة؟ قال : نعم ، مثل ما قيل له». (وسائل الشيعة ٧ : ٢٦٧ ح ٩٣٠٢ / ١).

٢٩٠

السادس : يتحقق السلام من الجماعة بوقوعه من واحد ، ويحصل الامتثال بالرد من واحد ؛ لأنَّهما من الأُمور الكفاية ، ويدل عليه ما رواه في (الكافي) عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «إذا سلّم من القوم واحد أجزأ عنهم ، وإذا رد واحد أجزأ عنهم »(١) .

ونحوه رواية ابن أبي بكير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وصحيحة عبد الرحمن بن الحجَّاج ، ويترتب عليه أنّه لو سلّم على جماعة منهم المصلّي فردّ الجواب غيره لم يجز له الردّ بعد تمام الردّ ، نعم ، يجوز قبله.

السابع : قال الأستاذ (طاب ثراه) في (العروة) : (لو ردّ السلام صبيٌّ مميِّز ففي كفايته إشكال ، والأحوط ردّ المصلّي بقصد القرآن أو الدعاء)(٢) .

أقول : وجه الإشكال والترديد من عموم قوله تعالى : ﴿فَحَيُّوا ﴾ الشامل المثل الصبي المميِّز ، ولاسيَّما إذا كان ابن عشر سنين ؛ ولأن عبادته شرعية كما يظهر من بعض الأخبار ، ومن أنه مندوب ، ولا يسقط الواجب بالمندوب ، والأقوى الكفاية وسقوط الفرض بالنفل الكثير ، وعليه فلو كان المسلِّم على المصلي صبياً مميِّزاً ، فالأقوى وجوب الرد عليه بعنوان ردّ التحيَّة ، وإن أراد الاحتياط فليقصد القرآن أو الدعاء.

الثامن : إذا كان بعض المسلَّم عليهم مصلياً وبعضهم قاعداً ، فهل يجب الردّ على القاعد أو يتساويان؟ الأظهر التساوي وبردِّ أحدهما يسقط عن الآخر ، ولا يسقط بردِّ من لم يكن مقصوداً بالسلام ؛ لعدم صدق الردِّ عليه.

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٤٧ ح ٣.

(٢) العروة الوثقی ٣ : ١٩ مسألة ٢١.

٢٩١

التاسع : إذا سلّم واحد على جماعة يكفي جواب واحد إجماعاً ، كما هو الشأن في سقوط جميع الواجبات الكفائية بعد قيام من به الكفاية ، ولا يعتبر في السقوط قصد المجیب الردّ عن الجميع ، نعم ، قيل باستحباب أجوبة متعدِّدة ولو بعد جواب واحد فيما لم يكن في الصلاة ، ولم يكفِ ردُّ من لم يكن داخلاً في الجماعة لما ذكرناه.

العاشر : عكس السابق ، بأن سلّم جماعة على شخص واحد ، فهل يكتفي بجواب واحد بصيغة الجمع عن سلامهم بحيث يقصد منها جواب واحد الجماعة ، كما يكتفي بجواب واحد في المسألة السابقة ، أو يجب تكرار الجواب ورد المُسَلّمين؟

المنقول عن ظاهر المشهور الثاني ، وهو الحقُّ فإن تعدُّد التحيَّة بتعدُّد المسلّمین موجب لتعدُّد الردّ ، فلا معنى لكفاية ردّ واحد ، ولو كان بصيغة الجمع ؛ ضرورةَ عدم تعدُّد الردّ مع وحدة الصيغة ، ولا فرق في ذلك بين كون المسلّم عليه الواحد في الصلاة أو خارجها ، فيجب عليه التكرار في الجواب حَتَّی حال الصلاة بعدد أشخاص المسلّمين ، كما يجب عليه في خارجها ، وصریح بعض الأعلام في أجوية مسائله هو الاكتفاء بردّ واحد لو قصد بردّه الردّ على الجميع ، وكان المشروع بردّه بعد فراغ الجميع من صيغة السلام ، وهو كما ترى ؛ فإنَّ قصد التعدُّد لا يوجب التعدُّد الواقعي ، وهذا الفرع غير مذكور في العروة.

الحادي عشر : إنما يجب ردّ السلام على من علم بكونه مقصوداً بالتحيَّة خصوصاً أو عموماً ، أمّا لو شك فيه لم يجب ، ولو كان في حال الصلاة لا يجوز له ذلك حين بطلت صلاته ، إلّا أن يقصد بردّه القرآن أو الدعاء.

٢٩٢

الثاني عشر : يجب أن يكون الردّ في أثناء الصلاة بمثل ما سلَّمَ، فلو قال (قیل ـ ظ) : سلام عليکم. يجب أن يقول في الجواب : (سلام عليکم) ، بل الأحوط المماثلة في التعريف والتنكير والإفراد والجمع ، نعم ، لا يجب المماثلة إذا زاد قوله : ورحمة الله وبركاته ، كما لا تجب في أمير الصلاة أيضاً ، بل الأحوط إسقاط الزيادة المزبورة في حال الصلاة ، ولو اقتصر المسلّم في سلامه بلفظ (سلام) كما هو المتعارف ما بين كثير من العوام والنسوان ـ سواء كان مكلّفاً أو غير مكلّف ـ قيل بعدم وجوب ردّ مثل هذا السلام بغير الصلاة ، فإن التحيَّة التي وجب ردّها في الشرع إنَّما هي التحيَّة الصحيحة ، وأمَّا في أثناء الصلاة فالظاهر عدم جوازه ؛ لكونه موجباً لفساد الصلاة ، نعم ، ربّما فرق كما في (العروة)(١) بين ما لو كان المسلّم شخصاً عالماً عارفاً بقواعد النحو ، وأنَّ قوله : سلام ، متدأ محذوف الخبر وكان المحذوف منويّاً له ، وجب الردّ حينئذ ، وما لو لم يكن كذلك فلا يجب ، وفيه أن الصحَّة والغلط تابعان للّسان العربي ولا مدخلية الاقتصاد فيهما ، بل ولا العلم والجهل ، وحذف الخبر من الكلام يُعد من اللّسان العربي ، ولا فرق فيه بين العالم ، والجاهل ، والشيخ ، وصاحب الجواهر أوجب ردّ السلام الغلط ؛ لصدق التحيَّة به عرفاً ، وهو الأقرب ، هذا والظاهر أن العامَّة لا يوجبون الاتحاد مطلقاً.

قال الفخر الرازي في تفسيره : (المبتدئ يقول : السلام عليك ، والمجيب يقول : وعليکم السلام ، وهذا هو الترتيب الحسن ) ، انتهي(٢) .

__________________

(١) العروة الوثقی ٣ : ١٥ وما بعدها.

(٢) تفسير الرازي ١٠ : ٢١٢.

٢٩٣

ومنه ما يُحکی أنَّ جدّي بحر العلوم (طاب ثراه) مذ كان مجاوراً لبيت الله الحرام دخل عليه رجل من أهل مكَّة من أهل السنَّة وسلّم عليه ، فأجابه السيدرحمه‌الله بقوله : سلام عليکم.

ثُمَّ التفترحمه‌الله إلى أن المماثلة بين السلام وجوابه خلاف مذهب الجمهور ، وكانرحمه‌الله يستعمل التقيَّة معهم ، فأخذ في تدارك المطلب بأن قال للوارد : يا شيخ ، لقد تسالمنا ولم يرد أحدُنا جواب سلام صاحبه ، عليکم السلام ، فاعتقد الشيخ أنَّ السيِّد قصد بقوله : سلام عليکم ، التحيَّة للمبتدئ لا جواب التحيَّة ، والجواب إنَّما هو قوله : عليکم السلام.

الثالث عشر : يُشترط في صحَّة جواب التحيَّة صدوره من المجيب بعد فراغ المحيِّي من تمام الصيغة لعدم صدق الردّ قبل ذلك وهو واضح.

الرابع عشر : قال في (العروة) مقتضي بعض الأخبار عدم جواز الابتداء بالسلام على الكافر إلّا لضرورة ، ولكن يمكن الحمل على إرادة الكراهة(١) .

أقول : روى الصدوقرحمه‌الله في الخصال عن الصادقعليه‌السلام ، عن أبيه الباقرعليه‌السلام قال : «لا تسلّموا على اليهود ، ولا على النصارى ، ولا على المجوس ، ولا على عبدة الأوثان ، ولا على موائد شرب الخمر ، ولا على صاحب الشطرنج والنرد ، ولا على المخنَّث ، ولا على الشاعر الذي يقذف المحصنات ، ولا على المصلّي ؛ وذلك لأنَّ المصلّي لا يستطيع أن يردّ السلام ؛ لأنَّ التسليم من المسلّم تطوع

__________________

(١) العروة الوثقی ٣ : ٢٥ مسألة ٣٢.

٢٩٤

والرد عليه فريضة ، ولا على آكل الربا ، ولا على رجل جالس على غائط ، ولا على الَّذي في الحمّام ، ولا على الفاسق المعلن بفسقه »(١) .

وإنَّما حُمل النهي هنا على الكراهة جمعاً بينه وبين ما مرّ من الأخبار.

وإذا سلّم أهل الملل من الكفَّار ، فقل في الردّ عليهم : عليك ؛ لما رُوي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال : «لا تبدؤوا أهل الكتاب بالتسليم ، وإذا سلّموا عليكم فقولوا : وعليكم »(٢) .

وفي حديث آخر : «إذا سلّم عليك اليهودي والنصراني والمشرك فقل : عليك »(٣) .

وفي خبر آخر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنهم سلّموا عليه فردّ عليهم بلفظ : «عليك»(٤) .

وفي خبر آخر تقول في الردّ : «سلام »(٥) .

روی هذه الأخبار في الكافي.

الخامس عشر : قال السيِّد الأُستاذ (طاب ثراه) في (العروة) : (المستفاد من بعض الأخبار أنه يُستحب أن يسلّم الراكب على الماشي ، وأصحاب الخيل على أصحاب البغال ، وهم على أصحاب الحمير ، والقائم على الجالس ، والجماعة القليلة على الجماعة الكثيرة ، والصغير على الكبير.

__________________

(١) الخصال : ٤٨٤ ح ٥٧.

(٢) الكافي ٢ : ٦٤٩ ح ٢.

(٣) الكافي ٢ : ٦٤٩ ح ٤.

(٤) الكافي ٢ : ٦٤٨ ح ١.

(٥) الكافي ٢ : ٦٤٨ ح ٦.

٢٩٥

قال : ومن المعلوم أنَّ هذا مستحب في مستحب ، وإلا فلو وقع العكس لم يخرج عن الاستحباب أيضاً)(١) .

هذا تمام الكلام في أحكام السَّلام.

رجع

[تتمة شرح الحديث]

[د] ـ «واجلس بين يديه ولا تجلس خلفه» : أي حيث تواجهه ولا تحوجه في الخطاب والمواجهة إلى الانحراف لما فيه من صعوبة نظره إليك ، وحرمانك من التشرُّف بنظرك إلى وجهه مع أنه عبادة.

[هـ] ـ «ولا تضجر بطول صحبته » : وفيه مبالغة على لزوم الوقوف عند العلماء ، وترك الإلحاح على السؤال من العالم ، بل اللازم انتظار صدور الكلام منه ، فإذا شرع البيان تصغي إليه بقلبك.

[و] ـ والمقصود من قوله : «فإنَّما مثل العالم مثل النخلة » : التمثيل للإيضاح ، بانَّك كما لا تسارع إلى الصعود على النخلة ولا إلى هزّها قبل أوان اقتطاف ثمرتها ، فكذلك ينبغي لك أن لا تحرِّك العالم ولا تضطره إلى كثرة الكلام ، واتباع السؤال بالسؤال.

[ز] ـ «والعالم أعظم أجراً من الصائم القائم » : إذ لا ريب أنَّ العالم الرباني الهادي للخلق إلى الحقّ أعظم أجراً من الصائم القائم ، فإنَّ الثاني إنَّما يكفُّ نفسه عن المفطرات والملهيات ، وفي ذلك تفع لنفسه دون غيره ، بخلاف الأول فإنه بعلمه ينقذ الناس من الوقوع في الشبهات والاعتقادات الباطلة ، وكذلك المجاهد

__________________

(١) العروة الوثقی ٣ : ٢٦ مسالة ٣٣.

٢٩٦

الغازي في سبيل الله ، فإنه بمجاهدته مع الكفَّار مدافع عن غلبة الكفَّار على أبدان الخلق ، بخلاف العالم ، فإنه بعلمه مدافع لجنود الجهل عن الاستيلاء على قلوب الضعفاء.

[ح] ـ «ثلم في الإسلام» : قال في (مجمع البحرين) : (الثلمة كبرمة : الخلل الواقع في الحائط وغيره ، والجمع : ثلم كبرم. وعلَّل ذلك بأنَّهم حصون كحصون سور المدينة ، فذكر ذلك على سبيل الاستعارة والتشبيه ) ، انتهى(١) .

ويستعمل متعديّاً ولازماً ؛ ولذا عُديّ بـ(في) في الحديث.

[في العالم العامل]

[ ٨٢] ـ قالرحمه‌الله : (فصل ، ويجب على العالم العمل ، كما يجب على غيره ، لكنَّه في حق العالم آكد ، ومن ثُمَّ جعل الله تعالی ثواب المطيعات من نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعقاب العاصيات منهن ، ضعف ما لغيرهِنَّ ، وليجعل له حظاً وافراً من الطاعات والقربات ، فإنَّها تفيد النفس ملكةً صالحةً واستعداداً تامّاً لقبول الكمالات)(٢) .

[أ] ـ أقول : إعلم أنَّه كلَّما ازداد العبد معرفة بالله تعالی ازداد خضوعاً له وخوفاً منه ، نظير خدم السلطان وحشمه ، فإنَّهم كلما ازدادوا قرباً من السلطان ازداد خطرهم وثقلت تكاليفهم ؛ لزيادة معرفتهم بشؤون السلطنة وعلو العرش الملوكي ، فما ظنُّك بمالك الملوك ووالي مملكة الوجود ، فإذا كان عالماً لا بدَّ له من العلم بأن الله مطَّلع على الضمائر ، عالم بالسرائر ، رقيب على أعمال عباده ، قائم على كل نفس بما كسبت ، وأن سرّ القلب في حقّه مکشوف ، كما أن ظاهر

__________________

(١) مجمع البحرين ١ : ٣٢٢.

(٢) معالم الدين : ١٨.

٢٩٧

البشرة للخلق مكشوف ، بل أشد من ذلك ، قال الله تعالى : ﴿أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّـهَ يَرَىٰ(٢) ، وقال : ﴿إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(٣) ، فهذه المعومات التي هي من خصائص العلماء ، تقهر قلب العالم على مراعاة جانب الله ، وصرف الهمَّة إليه ، واستغراق قلبه بملاحظة ذلك الجلال منكسراً تحت هيبته ، فلا يبقى فيه متسع الالتفات إلى الغير ، فصار همّه همّاً واحداً ولابد من أن يكفيه الله سائر الهموم ، ومن ثُمَّ جعل الله ثواب المطيعات من نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعقابهن ضعفاً بما أنهن عالمات بالأحكام الشرعية من حيث معاشرتهن لهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واختصاصهن بصحبته ، وكسبهن الأخلاق الفاضلة من طول مجاورته ، وكان فعل الواجبات وترك المحرمات في حقّهن آكد من الغير ، وكذلك ثوابهن وعقابهن أكثر من الغير ، فإن الثواب والعقاب يتأكَّدان بتأكُّد الوجوب والحرمة ؛ إذ ربّما يخفّف العقاب عن بعض الجهّال لعذر الجهل ، وكذلك يخفف الثواب لوقوعه من العامل مع قلَّة معرفته فاقداً لشرائط الكمال.

[ب] ـ «وليجعل له حظاً وافراً إلخ » : بأن يجدَّ ويجتهد في العبادة كما قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : «أفضل الناس من عشق العبادة ، فعانقها وأحبها بقلبه ، وباشرها بجسده وتفرغ لها ، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا ، على عسر أم على يسر »(٣) .

__________________

(١) سورة العلق : آية ١٣.

(٢) سورة النساء : من آية ١.

(٣) الكافي ٢ : ٨٣ ح ٣ وفيه وفي غيره من المصادر الحديثية أن الحديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلاحظ.

٢٩٨

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام : مذ سأله بعض أصحابه عن طلب الصّيد ، إلى أن قالعليه‌السلام : «وإنَّ المؤمنَ لفي شُغُلٍ عن ذلك ، شغله طلب الآخرة عن طلب الملاهي »(١) .

وعن کميل بن زياد ، قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : «يا کميل ، إنّه لا تخلو من نعمة الله عزَّ وجلَّ عندك وعافيته ، فلا تخلُ من تحميده ، وتمجيده ، وتسبيحه ، وتقديسه ، وشكره ، وذكره على كلّ حال الخبر»(٢) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام في تفسير قول الله عزَّ وجلَّ : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(٣) ، قال : «خلقهم للعبادة »(٤) .

وبالجملة : فإن العالم أولى بهذه من غيره وأحرى.

قال علي بن الحسين : «إنَّ أحقَّ الناس بالاجتهاد ، والورع ، والعمل بما عند الله ويرضاه ، الأنبياءُ وأتباعُهم »(٥) .

والمعروف على قدر المعرفة ، والمراد من المعروف كلّ ما عُرف من طاعة الله والتقرُّب إليه ، فلا ينبغي للعالم أن يَنقُصَ معروفُه عن معرفته.

__________________

(١) مستدرك الوسائل ١ : ١٢١ ح ١٥١ / ٤.

(٢) بحار الأنوار ٧٤ : ٢٧٣ ضمن وصاياهعليه‌السلام .

(٣) سورة الذاريات : آية ٥٦.

(٤) تفسير العياشي ٢ : ١٦٤ ح ٨٢.

(٥) مستدرك الوسائل ١ : ١٢٥ ح ١٦٣ / ٩.

٢٩٩

الحديث السادس عشر

العلماء رجلان

[ ٨٣] ـ قالرحمه‌الله : وقد روينا بالإسناد السالف وغيره ، عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، قال : سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يحدِّث عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال في كلام له : «العلماء رجلان : رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناجٍ ، وعالمٌ تارك لعلمه فهذا هالِكٌ ، وإنَّ أهل النار ليتأذَّون من ريح العالم التارك لعلمه ، وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبداً إلى الله ، فاستجاب له وقبل منه ، فأطاع الله، فأدخله الجنَّة وأدخل الداعي النار بترکه علمه ، واتّباعِه الهوي ، وطول الأمل ، أمّا اتّباعُ الهوى فيصدُّ عن الحق ، وطولُ الأملِ يُنسي الآخرة »(١) .

أقول : أمّا رجال السند فقد تقدّم ذكرهم جميعاً ، وأمّا ما يتعلق بشرح المتن :

[أ] ـ قال صاحب الوافي : (هذا التقسيم للعلماء الَّذينَ علمهم مقصور على ما يتعلق بالعمل ، کالعالم بالشريعة ، وكالعالم بالأخلاق دون الَّذينَ علمُهم مقصود لذاته ، کالعالم بالمبدأ والمعاد ، فإنّه لا يكون غالباً إلا ناجياً ، وإذا وقع منه زلَّة أو ذنب تذکّر لربه وتاب ، وتضرّع إليه وأناب ) ، انتهى(٢) .

[ب] ـ «آخذ بعلمه » : يعني عامل بمقتضاه من تهذيب الظاهر والباطن عن الأعمال القبيحة ، والأخلاق الرذيلة ، وتحليتهما بالأعمال الحسنة ، والأخلاق الفاضلة.

__________________

(١) معالم الدين : ١٨ ، الكافي ١ : ٤٤ ح ١.

(٢) الوافي ١ : ٢٠٣ ح ١٣٧ / ١ باب استعمال العلم.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653